الرئيسة \  ملفات المركز  \  بشار الأسد يكمل مسرحيته بخطاب مكرور وبلا قيمة سياسية

بشار الأسد يكمل مسرحيته بخطاب مكرور وبلا قيمة سياسية

19.07.2021
Admin


ملف مركز الشرق العربي 18/7/2021
عناوين الملف :
  1. سوريا تي في :في "بسطة القسم".. قافلة بشار الأسد تبيع الأوهام والحضور يصفقون
  2. الحدث اليوم :أبرز ما جاء في كلمة الرئيس بشار الأسد
  3. السفينة :الأسد يقسم اليمين:40 -50 مليار دولار مجمدة في لبنان المدن – عرب وعالم|
  4. ثقة :حسن عبد العظيم…خطاب الأسد لولايته الجديدة لم يأت بجديد
  5. الحل :بعد خطاب القسم.. “الأسد” يتسبّب بأزمةٍ مع لبنان
  6. وكالة اس ام : لا رؤية جديدة عند “الأسد” للحل السياسي في البلاد: خطاب مكرر وممجوج وحالة من الاستياء في مناطق سيطرة الأسد.التفاصيل؟
  7. العرب اللندنية :الأسد يُقسِم على انتهاج الواقعية رأسا على عقب
  8. لعبة الامم :الأسد: لكم دستورُكم ولنا دستورُنا ؟ 
  9. نورث :سكان في السويداء محبطون من خطاب القسم للأسد: مليء بالتخوين والإقصاء
  10. الشرق الاوسط :الأسد يؤدي اليمين الدستورية لولاية رابعة من 7 سنوات
  11. الحرة :بعد "انتخابات صورية".. الأسد يؤدي اليمين لولاية رابعة في بلد مزقته الحرب
  12. سوريا 24 :إعلام روسي: خطاب الأسد الجديد لن يحمل سوى وعود غير قابلة للتنفيذ
  13. الجريدة :بشار الأسد يربط أزمة سورية الاقتصادية بتعثر مصارف لبنان
  14. الاندبندنت العربية :الأسد يؤدي اليمين لولاية رابعة على وقع قصف إدلب وقتل مدنيين
  15. الميادين :الأسد يؤدي القسم.. رسائل واضحة للداخل والخارج
  16. عنب بلدي :الأموال السورية المجمدة في لبنان تقفز 20 مليار دولار في خطاب الأسد
  17. العربي الجديد :"قسم" الأسد: خطاب بلا قيمة سياسية
 
سوريا تي في :في "بسطة القسم".. قافلة بشار الأسد تبيع الأوهام والحضور يصفقون
عبدالله الموسى
أدى بشار الأسد اليوم السبت "القسم الدستوري" رئيساً للنظام، في الوقت الذي كان فيه أهالي جبل الزاوية يدفنون 6 مدنيين قتلتهم قذائف قواته صباح اليوم، في حالة تلخص خطابه الطويل المليء بالأوهام والكذب الوقح.
ترقب السوريون خطاب بشار في آذار عام 2011 وتوقعوا حينها قرارات بالإصلاح ومحاسبة القتلة، لكن الأخير لخصه بمقولته "إذا فرضت علينا المعركة فأهلاً وسهلاً"، ومنذ ذلك الحين وبعد أن رسم الأسد قواعد المواجهة مع الشعب لم تعد خطاباته محط اهتمام السوريين، أما أولئك المهتمون فلم يكن باستطاعتهم مشاهدته لعدم توفر الكهرباء.
عرض بشار الأسد بسطة الأوهام في خطاب "القسم" الطويل أمام الحضور الذين غلب بعضهم النعاس، ولم يوقظهم إلا التصفيق. فتحدث عن السيادة والانتصارات والصمود والعزيمة والتحدي والانتماء والعملاء والإرهابيين..
وبحسب وكالة أنباء النظام "سانا": "شدد الرئيس الأسد على أن الشعب الذي خاض حرباً ضروساً واستعاد معظم أراضيه بكل تأكيد قادر على بناء اقتصاده في أصعب الظروف وبالإرادة والتصميم نفسهما، مؤكداً أن قضية تحرير ما تبقى من أرضنا من الإرهابيين ومن رعاتهم الأتراك والأمريكيين تبقى نصب أعيننا".
الآن قرر بشار أن يكون "تحرير ما تبقى" نصب أعينه، ولكن ربما يحتاج لوقت أكثر لينتهي من 477 قاعدة وموقعاً عسكرياً لـ 3 دول أجنبية تنتشر في سوريا، بحسب ماكشف عنه مركز "جسور" للأبحاث مطلع العام الجاري.
كان وهم بناء الاقتصاد ووهم السيادة ووهم استعادة السيطرة أبرز المعروضات في "بسطة القسم"، فما إن فرض الأسد نفسه في "انتخابات الرئاسة" مجدداً حتى صدرت قرارات الضرائب ورفع الأسعار وخفض الدعم تباعاً، وزاد تقنين الكهرباء في فصل الصيف الحار وأصبحت المياه منالاً صعباً للسوريين حتى كادت أن تدخل ضمن مخصصات "البطاقة الذكية".
المجال الخدمي لا يهدد حياة السوريين الذين أعلنوا استسلامهم وتبخر آمالهم بظهور تحسن ولو طفيف فيه، لكن قطاع الزراعة المتدهور وإحصائيات هذا العام تشي بكارثة الطوابير مجدداً، فوزير الزراعة في حكومة النظام محمد قطنا اعترف أن خطة "عام القمح" فشلت فشلاً ذريعاً، وقال إنه "كان من المقدر أن تنتج المساحات المزروعة بعلاً مليوناً و200 ألف طن من القمح وتقديراتنا حالياً أنها قد تصل إلى 300 ألف طن فقط".
وحتى لو نجحت خطة القمح التي روج لها النظام كثيراً، فكان سينقصه مليار دولار أميركي ليسد الحاجة، في وقت امتنعت فيه الشركات الروسية من توريد كميات من القمح لسوريا.
هذه الإحصائيات التي ربما تكون أسوأ مما ذكره الوزير، تنذر بكارثة خبز لا تشبه سابقتها العام الفائت، وربما سيضطر  برنامج الأغذية العالمي لتعديل إحصائيته الأخيرة بأن 12.4 مليون سوري أي أكثر من 60 في المئة من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي والجوع، وهو ضعف الرقم المسجل في 2018.
رفع الأسد الرواتب 50% بعد أن ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية 300 - 500 %، في حين فُقدت مواد "مدعومة" من مؤسسات السورية للتجارة.
أما فيما يتعلق بالمحروقات، فأسطوانة الغاز أصبح سعرها 100 ألف ليرة سورية، ما يعني راتب موظف لمدة شهر بعد "المكرمة والزيادة الأسدية".
وقبل أسبوع أصدرت حكومة الأسد، قراراً رفعت بموجبه سعر مادتي الخبز والمازوت، بنسبة مئة في المئة للخبز، وأكثر من الضعفين بالنسبة للمازوت، وسبق ذلك بشهر قرار رفع سعر مادتي السكر والأرز، بنسبة 66 في المئة.
هنا لا بد من توضيح نقطة مهمة وهي أن هذه الزيادات في الأسعار تشمل المواد المدعومة فقط عبر المخصصات والبطاقة الذكية، والتي تبيعها الحكومة بسعر مخفض عبر صالات المؤسسة السورية للتجارة، والتي يستفيد منها نسبة لا تذكر، ويباع في هذه الصالات أردأ أنواع الغذائيات؛ أما أسعار المواد في الأسواق فلا تقارن مع أسعار المواد المدعومة.
والشهر الفائت رفعت حكومة النظام أسعار الدواء بنسبة 40%، إلا أن المعامل لا تزال ترفض إعادة تصنيع بعض الأصناف مثل أدوية الالتهاب، بحجة أنها لا تزال خاسرة والسعر الجديد الخاص بها غير مجدٍ، ولذلك لم يلتزم صناع الدواء وأصحاب المعامل بهذه التسعيرة ومن بعدهم لم يلتزم الصيادلة أيضاً بهذه النسبة من الارتفاع، ولذلك ارتفع حقيقة سعر الدواء في دمشق 100% على الأقل، وظهرت سوق سوداء للدواء خاصة لأدوية الالتهاب التي تضاعف سعرها 3 مرات، وأكد صيادلة في العاصمة لموقع تلفزيون سوريا أن الإقبال على الشراء انخفض بنسبة 70%.
رمى الأسد الأزمة الاقتصادية الحاصلة على المصارف اللبنانية التي تجمد الأموال السورية، وما هذا إلا اعتراف بإفلاس كامل، فكيف للأسد الذي لا يقوى على تحصيل أمواله من لبنان التي يسيطر عليها حلفاؤه؛ بأن يُخرج الولايات المتحدة وتركيا وإيران من سوريا ليحقق حلم السيادة؟!
احتفى الأسد بانتخابات الرئاسة، وبالنصر على أعداء العالم الذين حاولوا "منذ الأسابيع الأولى للحرب إقناعنا بتعليق الدستور القائم في ذلك الوقت من أجل خلق فراغ يؤدي إلى الفوضى"، وأشار إلى أن هذه المحاولات "تستمر اليوم والتي يتم العمل عليها عبر بعض العملاء المعينين من قبلهم بواسطة تركيا أو بوساطة تركية أو بواجهة تركية لا يهم.. تهدف في المحصلة للوصول إلى دستور يضع سوريا تحت رحمة القوى الأجنبية ويحول شعبها إلى مجموعة من العبيد والمطايا.. كل تلك المحاولات قد تبخرت".
لا يقبل الأسد مجرد (نقاش) الدستور، فوفده إلى اللجنة الدستورية يعطل كل شيء، فما بالكم بتعديل الدستور أو تغيير الدستور أو تسليم الحكم. ومع ذلك يستمر المجتمع الدولي ومن يدعون صداقة الشعب السوري وشخصيات من المعارضة السياسية بمنح النظام مزيداً من الوقت، وكلما ضاقت عليهم قالوا إنهم لا يقبلون بما دون القرار 2254، والذي لا يحمل في طياته أي بنود ملزمة التطبيق.
هذا النظام كتلة أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية واحدة لا تتحمل أي وخزة، فأي إزاحة أو تعديل أو تغيير يعني تفككها وتدميرها وسقوطها، ولا يمكن التعامل مع النظام والتخطيط لإسقاطه إلا بناء على هذه القناعة.
تحدث الأسد عن القيم في المجتمع وأكد على ضرورة تكريسها كبر الوالدين واحترام الكبار والرموز الاجتماعية والوطنية والعلماء.
في واقع "سوريا الأسد" والذي يمكن وصفه بأنه كارثة مستمرة ومستدامة، أصبح التمسك بالقيم الاجتماعية رفاهية أخلاقية لا يقوى عليها المظلوم والجائع والمتروك والمقهور والوحيد، وحقيقة، مجرد أن الناس لم يفقدوا عقلهم فهذا كاف لأن يجدد الأمل في نفوس السوريين للاستمرار، فالإنسان كإنسان مجرد خالص ما زال موجوداً في سوريا، ونجا هذا الإنسان من تدمير الأسد.
جهد النظام في تفكيك المجتمع وتغيير قوانينه وقواعده بما يكفل بقاءه، ومن ثم اتجه في معركته إلى تدمير الإنسان السوري ونزع تلك البذرة منه، ليكون وحشاً يقتل من أجل الأسد ويسرق من أجل الأسد ويصفق من أجل الأسد.
=========================
الحدث اليوم :أبرز ما جاء في كلمة الرئيس بشار الأسد
الكاتب: الدكتور حسن مرهج تاريخ النشر: 2021-07-17 22:33:00
أوضح ملامح المرحلة المقبلة في سوريا. وأبرز ما جاء في خطاب الرئيس بشار الأسد بعد أداء القسم
أدى الرئيس السوري بشار الأسد اليوم، اليمين الدستورية في قصر الشعب بدمشق، أمام أعضاء مجلس الشعب وعدد من الضيوف، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ووجّه الرئيس الأسد في خطابه الذي تلا القسَم، التحية للشعب الذي حمى وطنه بدمه وحمله أمانة في القلب والروح، مضيفاً: “برهنتم بوعيكم أن الشعوب لا تهون عزيمتها في الدفاع عن حقوقها مهما أعد المستعمرون من عدة .. أرادوها فوضى تحرق وطننا وأطلقتم بوحدتكم الوطنية رصاصة الرحمة على المشاريع التي استهدفت الوطن”.
وأضاف الأسد أن الرهان في المراحل الأولى كان رهان الأعداء على الخوف من الإرهاب وتحويل السوريين إلى مرتزقة يبيعون وطنهم، إلا أن السوريين داخل وطنهم يزدادون تحديا وصلابة والذين خطط لهم أن يكونوا ورقة ضد وطنهم تحولوا إلى رصيد له في الخارج يقدمون أنفسهم له في أوقات الحاجة، مشيراً إلى أن “الوعي الشعبي هو حصنكم وهو حصننا وهو المعيار الذي نقيس به مدى قدرتنا على تحدي الصعاب والتمييز بين الخيانة والوطنية وبين الثورة والإرهاب”.
من جهة أخرى قال الرئيس الأسد:
” أكرر دعوتي لكل من غرر به وراهن على سقوط الوطن وعلى انهيار الدولة أن يعود إلى حضن الوطن لأن الرهانات سقطت وبقي الوطن“.
وعن الوضع المعيشي والحالة الاقتصادية، قال الرئيس الأسد أن معركة تثبيت سعر الصرف أثبتت وجود الإمكانيات وأن الرهان على كيفية توظيفها، لافتاً إلى وجود آلاف المصانع القائمة حالياً في المدن الصناعية السورية ومصانع أخرى قيد الإنشاء، مضيفاً أن الحصار لم يمنع سورية من تأمين حاجياتها الأساسية لكنه تسبب باختناقات، إلى جانب تجميد أموال السوريين في المصارف اللبنانية.
ونوّه الرئيس السوري إلى إصدار قوانين تشجع الاستثمار في سورية. لافتاً إلى أن التوجه المستقبلي ينحو تجاه الطاقة البديلة. مبيناً أنه تم إطلاق أول مشروع للطاقة البديلة في المنطقة الصناعية في “عدرا”. وأشار إلى تطوير المعاملات الإلكترونية في سورية وفي مقدمتها عمليات الدفع الإلكتروني.
المرحلة القادمة بحسب الرئيس الأسد
تتجه نحو تحديث القوانين. وللاستمرار والتوسع في مكافحة الفساد. مؤكداً أنه لن يكون هناك أي تساهل مع أي متورط بالفساد، مبيناً أن الحصار هو الفرصة الأكبر لتطوير القدرات الذاتية وأنه لا يوجد مشكلة بدون حل لكن الحلول لن تكون سهلة ولن تكون بدون ثمن. إلا أن الشعب الذي خاض حرباً ضروساً قادر على بناء اقتصاده.
الرئيس الأسد أشار إلى أن الحرب الحديثة تستهدف الإنسان. مبيناً أن “إسرائيل” لم تربح الحرب حين استولت على فلسطين بل اقتربت من ذلك حين اعتقد بعض الفلسطينيين والعرب أن التنازلات المذلة تجدي نفعاً. واعتقد آخرون أن المقاومة شطارة وقيادتها من فندق بدلاً من خندق.
وأكّد الرئيس الأسد أن عروبة سورية لا تلغي المكونات الأخرى
وأن نقص أي مكوّن آخر من سورية ينتقص من غناها. مضيفاً أن ” الحديث عن العروبة ليس قضية رأي نتفق أو نختلف معه أو ذوق يعجبنا أو لا بل هو قضية مصير”.
الرئيس السوري أكد أن قضية تحرير الأرض تبقى نصب أعين الدولة السورية من الإرهابيين والأتراك والأمريكيين وإعطاء فرصة للتحركات السياسية للأصدقاء. مشيراً إلى أن سياسة التحرير على مراحل أعطت نتائج مرضية خلال الفترة السابقة. ونوّه إلى الدور الروسي والإيراني في دعم سورية. موجهاً التحية للسوريين في الشمال الشرقي الذين قاوموا الاحتلال الأمريكي. وأضاف أن آخرين من حملة جواز السفر السوري فرّوا أمام المحتل التركي ولم يقفوا إلى جانب الجيش السوري. والتزموا بالدور الذي منحه إياهم سيدهم الأمريكي.
وأضاف الرئيس السوري أن قوة الدولة لا يمكن أن تأتي إلا من داخل الوطن. وأن دور الأصدقاء لا يمكن إلا أن يكون مساعداً، موجهاً التحية في ختام حديثه لأبناء سورية. لما جسدوه من صدق الانتماء.
=========================
السفينة :الأسد يقسم اليمين:40 -50 مليار دولار مجمدة في لبنان المدن – عرب وعالم|
أخبار0editor Hosseinيوليو 17, 2021
أدى رئيس النظام السوري بشار الأسد السبت، اليمين الدستورية لولاية رئاسية رابعة، تمتد 7 سنوات، وسط ترويج لخطاب وصفته أوساط موالية ووسائل إعلام سورية وروسية ب”المهم”.
لكن خطاب الأسد جاء بمقاطع مكررة من خطابات سابقة لم يقدم شيئاً جديداً، ولا حلول واقعية، للأزمة الاقتصادية التي تعصف بالسوريين، والتي أفقرتهم وحرمتهم الدواء والغذاء والمحروقات والكهرباء.
وكرّر الأسد كما في خطاب “فوزه” المزعوم بالانتخابات، وصف نتائج الانتخابات الرئاسية بأنها “أثبتت قوة الشرعية الشعبية التي يمنحها الشعب للدولة، وسفهت تصريحات المسؤولين الغربيين حول شرعية الدولة والدستور والوطن”.
وحمّل الأسد مجدداً وزر الأزمة الاقتصادية للأموال السورية المجمدة في المصارف اللبنانية والحصار، معتبراً أن الحصار سبب اختناقات وخلق صعوبات.
وأضاف أن بعض التقديرات تشير إلى أن ما بين 40 إلى 60 مليار دولار من الأموال السورية مجمدة في لبنان. وقال إن سوريا ستواصل العمل من أجل التغلب على الصعوبات الناجمة عن العقوبات الغربية المفروضة عليها، لكنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك.
وقال إن “عنوان المرحلة القادمة زيادة الإنتاج ودور الدولة خلق المناخ لتحسين بيئة الاستثمار والإنتاج”.
ووصف الأسد الثورة السورية بأنها “وهمٌ”، وهو وصف مكرر أيضاً، داعياً من وصفهم ب”المراهنين على انهيار الوطن” إلى “العودة والتراجع عن الخطأ والاستغلال”.
كما أكد عزم قواته على استعادة السيطرة على جميع المناطق من سيطرة من وصفهم “بالإرهابيين والقوات الأميركية والتركية”، وهو وعد أطلقه أكثر من مرة، علماً أنه مرتبط بتفاهمات إقليمية دولية لا قدرة له على تخطيها.
=========================
ثقة :حسن عبد العظيم…خطاب الأسد لولايته الجديدة لم يأت بجديد
وكالة-ثقة – فريق التحرير
توقع المحامي “حسن عبد العظيم” المنسق العام لـ “هيـ.ـئة التنسيق الوطنية” أنّ خطاب رأس النظام المرتقب بعد أدائه اليمين الدستورية لولاية رئاسية رابعة مدتها سبع سنوات، ” لا يحمل جديداً وسيبقى وعوداً غير قابلة للتنفيذ”.
وبيّن “عبد العظيم” في تصريحات نقلتها عنه وكالات روسية، إنّ “الخطاب المرتقب للأسد، اليوم السبت 17 تموز/ يوليو، لن يحتوي على أي جديد “سوى وعودٍ غير قابلة للتنـ.ـفيذ، وأضاف “عبد العظيم” إلى أنّ سوريا لم تشـ.ـهد “أي حوار أو استجابة حقيقة لمطالب المعارضة، وبقيت الوعود دون مرحلة التنفيذ، وهو أيضاً ما تم في خطابي القسم الثاني والثالث (2007 /2014 )”.
وأردف عبد العظيم، أن المعارضة سواء في “هيئة التنـ.ـسيق الوطنية” أم في “الجبـ.ـهة الوطنية الديمقـ.ـراطية” لا تتوقع جديدا في خطاب القسم “لأن هناك، مع الأسف، انهيار مالي واقتصادي، وأزمات تزداد تصاعداً وحدة، والفـ.ـقر يتسع، مع إصـ.ـرار على تجاهل الحل السياسي في جنيف، وتنفـ.ـيذ القـ.ـرارات الدولية كبيان (جنيف 1 و لعام 2012)، وغيره كالقرار 2245 لعام 2015
وأوضح إلى أن خطاب القسم الأول للأسد (عام 2000) تضـ.ـمن وعوداً حول أن التغيير يحتاج إلى احتـ.ـرام الرأي الآخـ.ـر، وذلك لأول مرة في سوريا بهـ.ـدف التعاون من أجل التغيير، واستدرك “لكن الخطاب تم التـ.ـراجع عنه”.
ويأتي خطاب رأس النظام اليوم بمناسبة أدائه القسـ.ـم عن ولاية رئاسية جديدة، أجراها ضمن مسرحية هـ.ـزلية لم تخـ.ـدع الرأي العام أو الدول المـ.ـؤثرة في العالم، وذلك بالتزامن مع ارتـ.ـكاب قـ.ـواته اليوم مجـ.ـزرة مـ.ـروّعة بحق النساء والأطفال في جبل الزاوية في قرية سـ.ـرجة بريف إدلب الجنوبي.
مصادر: نظـ.ـام اﻷسـ.ـد يحضر لمصـ.ـادرة أراضي المهـ.ـجرين
كشفت وسائل إعلام موالية للنظـ.ـام السوري عن تحضيره البدء بحمـ.ـلة تهدف إلى الاسـ.ـتيلاء على الأراضي الزراعية التي تعود لمعـ.ـارضيه ممن تم تهجيـ.ـرهم في مدينة البوكمال بريف دير الزور شرقي البلاد.
وقالت صفحة “بوكمالنا” التابعة لنظـ.ـام اﻷسد إن حكومة اﻷخير تنوي إجراء مسـ.ـح شامل لتفقد ومعرفة الأراضي غير النشطة والمهـ.ـملة في منطقة البوكمال بغرض الحـ.ـجز عليها.
وبرر المصدر تلك الخطوة بغاية “إحياء الأراضي الزراعية واستثمارها لتحريك الاقتصاد وتحسينه”.
وقد صادر النظـ.ـام والميليـ.ـشيات العديد من ممتلكات المـ.ـهجرين في أنحاء مختلفة من البلاد إلا أن هذه المرة اﻷولى التي يقوم فيها النظـ.ـام بحمـ.ـلة شاملة.
وتعتبر البوكمال والمنطقة الحدودية بين سوريا والعراق ذات أهمـ.ـية بالغة بالنسبة ﻹيران وميليـ.ـشياتها، وقد عملت على مدى السنوات الماضية على زيادة نفوذها فيها، والاستـ.ـحواذ على ممتلكات اﻷهالي بمختلف الطرق.
وتعمل الميلـ.ـيشيات التابعة للنظـ.ـام في أرياف إدلب وحماة وحلب على زراعة اﻷراضي وجني محاصيلها لحسابها الشخصي بعد تهجيـ.ـر أهلها منها.
كما وضع نظام اﻷسد قوانين صـ.ـارمة في المناطق التي سيـ.ـطر عليها بمحيط دمشق تشتـ.ـرط قيام كل شخص بالذهاب بنفسه ﻹثبات ملكيته لعقاراته ما يعني أن معـ.ـارضي النظـ.ـام سيحرمون من حقوقهم في تلك الممتلكات.
=========================
الحل :بعد خطاب القسم.. “الأسد” يتسبّب بأزمةٍ مع لبنان
 رامز الحمصي
۱۸ يوليو ۲۰۲۱
أبدى ساسةٌ لبنانيون استنكارهم، بعد خطاب الرئيس السوري #بشار_الأسد، خلال أدائه اليمين الدستورية لولايةٍ رئاسية رابعة لمدة سبع سنوات، بعد نحو شهرين من إعادة انتخابه.
وفي كلمته قال “الأسد”، إنّ: «بعض التقديرات تشير إلى وجود ما بين 40 مليار دولار و60 ملياراً من الأموال السورية المجمدة في لبنان، وكلا الرقمين كافٍ لإحباط اقتصاد بحجم اقتصادنا».
ومنعت البنوك اللبنانية المودعين من سحب أموالهم، كما أوقفت التحويلات إلى الخارج منذ أواخر عام 2019.
ورداً على ذلك، قال رئيس “حركة التغيير” وعضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار، المحامي “إيلي محفوض”، الأحد، إنّه «كان الأجدى بـ”الأسد”، قبل اعتباره أن أموالهم المجمدة في لبنان تعوق الاستثمار في سوريا، أن يفتح الحدود أمام اللاجئين على أرضنا».
وطالب “محفوض” #الأسد بالكشف عن مصير 622 معتقلاً لبنانيًا في سجونه، وتسليم المتهمين بملف سماحة – المملوك.
وتعدّ الأخيرة قضية سورية – لبنانية، تخص الوزير اللبناني، السابق “ميشال سماحة”، واللواء السوري “علي مملوك”، بتهمة نقل متفجرات من #سوريا إلى #لبنان بنية تفجيرها وقتل شخصيات سياسية لبنانية ورجال دين.
وكانت المحكمة قد قررت فصل قضية محاكمة #سماحة عن قضية محاكمة مدير مكتب الأمن الوطني السوري، “علي المملوك”، بسبب تعذر جلب الأخير إلى المحكمة.
الأرقام التي قدّمها “الأسد” خلال تنصيب نفسه رئيسًا، تتعارض مع الأرقام التي ذكرها خلال زيارة أجراها إلى مَعْرِض منتجين 2020، التي قدّر خلالها قيمة الأموال المجمدة في المصارف اللبنانية، بين 20 و42 مليار دولار أميركي.
وأما لجهة تقدير حجم أموال المودعين السوريين في المصارف اللبنانية، فبحسب الرئيس السابق للجنة الرِّقابة على المصارف، “سمير حمّود”، خلال حديثه لصحيفة “المدن”، فإنّها تتراوح بين 6 و8 مليارات دولار بالحد الأقصى، ولا يمكن أن تقارب الأرقام التي يطرحها الرئيس السوري.
وحسب الأرقام، فإن مجمل حجم الودائع في المصارف اللبنانية العائدة لجميع الـnon resident أي المودعين غير المقيمين، وهم من المغتربين اللبنانيين والسوريين والخليجيين وغيرهم، تقارب نسبة 20 في المئة فقط من مجمل الودائع المصرفية، أي إنّ جميعها لا تزيد عن 40 مليار دولار.
وبالتالي، لا يمكن أن يتراوح حجم الأموال السورية في المصارف اللبنانية بين 40 مليار و60 مليار دولار، بمعنى أنّه لا يمكن أن يكون جميع المودعين غير المقيمين من حملة الجنسية السورية.
وسبق لرجال أعمال سوريين أن أودعوا مبالغ في البنوك اللبنانية منذ عام 2011، لضمان عدم تأثرها بالأحداث الأمنية والاقتصادية في سوريا، ولحمايتها من هيمنة الحكومة السورية عليها.
وتشهد مناطق سيطرة القوات النظامية، تصاعدًا في حدة الظروف المعيشية التي تتجلى في ارتفاع الأسعار بشكل متواصل أمام انخفاض القدرة الشرائية للمواطن.
كما يعتمد 4.8 مليون سوري على المساعدات الغذائية التي يقدّمها برنامَج الغذاء العالمي للبقاء على قيد الحياة.
ولا يختلف الوضع الاقتصادي في لبنان كثيرًا عن الوضع الاقتصادي في المناطق السورية، إذ يشترك البَلَدان في المعاناة من انخفاض قيمة العملة أمام الدولار الأميركي، وارتفاع أسعار المواد الأساسية، بما فيها المحروقات والأدوية.
وذكرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO)، أن سوريا ولبنان يواجهان مع 18 دولة أخرى مخاطر انعدام الأمن الغذائي، وفقًا لتقرير أصدرته المنظمة في مارس/آذار الماضي.
وتتصدر سوريا قائمة الدول الأكثر فقرًا في العالم، بنسبة فقر تبلغ 82.5%، حَسَبَ بيانات موقع “World By Map” العالمي.
=========================
وكالة اس ام : لا رؤية جديدة عند “الأسد” للحل السياسي في البلاد: خطاب مكرر وممجوج وحالة من الاستياء في مناطق سيطرة الأسد.التفاصيل؟
منذ 20 ساعة139 2 دقائق
ألقى الرئيس السوري “بشار الأسد“، السبت، خطاباً في قصرالشعب بالعاصمة دمشق، بعد ما أدى اليمين الدستوري لولاية رئاسية رابعة، مدتها سبع سنوات، ليحدد فيه توجهات البلاد ورؤيته السياسيّة للخروج من الأزمة التي تعيشها سوريا منذ 10 سنوات.
وأشار “الأسد” في خطابه إلى رؤية استراتيجيّة ترسم ملامح السياسة السوريّة داخلياً وخارجياً، وتُحدّد توجهات بلاده للسنوات السبع القادمة، وذلك أمام أكثر من 600 ضيف، بينهم وزراء ورجال أعمال، وفنانون، ورجال دين، وإعلاميون.
وأشاد الأسد في كلمته بصمود السورييّن أمام ما مر به بلده من تحديات في السنوات الماضية، متجاهلاً وجود نحو 13 مليون لاجئاً ونازحاً سورياً هجرتهم ظروف الحرب ومآسيها.
في وقتٍ وصف فيه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي موقف “الأسد” من «صمود السورييّن»، بأنه صورة لا تنقل الواقع الحقيقي للسورييّن الذين يعيشون أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة تعصف بالبلاد.
ولا يزال الرئيس السوري مُتمسكاً بدستور بلاده كـ«أولوية غير خاضعة للنقاش أو للمساومات»، والتي لا تُعتبر جزءاً من العملية السياسية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2254.
واعتبر “الأسد” أن الوعي الشعبي هو «المعيار الذي تُقاس به مدى قدرة الشعب على تحدي الصعاب».
مُشدّداً على أن استقرار المجتمع هو «أولى المسلمات»، وكل ما يمس أمنه وأمانه «مرفوض بشكلٍ مطلق»، والمُستمر بالحديث عنها ضمن إطار انتصاره على نظرية المؤامرة والقوى الغربية.
ورجّع “الأسد” السبب الرئيسي للنزاع السوري، لـ«غياب القيم»، مُحذّراً من أن أي مجتمع لا يُكرس القيم ويحترمها لا يمكن أن يكون مجتمعاً مستقرا ومزدهراً.
إلى ذلك، دعا الرئيس السوري “بشار الأسد” إلى عودة السورييّن لـ«حضن الوطن»، ولا سيما أولئك الذي اعتبر أنهم «غُرّر بهم وراهنوا على سقوط الوطن».
كما أعرب “الأسد” عن ثقة بلاده بـ روسيا و إيران، وأشاد بدورهما في «تحرير الأراضي السوريّة».
وفاز “الأسد” في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 26 أيار/مايو، بـ 95% من الأصوات، في استحقاق هو الثاني منذ اندلاع الحرب داخل البلاد بعد احتجاجات شعبية طالبت بتنحيه عن الحكم.
وجرت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات النظامية والمقدرة بأقل من ثلثي مساحة البلاد، في الوقت الذي غابت فيه عن مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، كما عن مناطق تسيطر عليها هي..ــئة تح..ــرير الشام، وفص..ــائل “الجيـ.ـش الوطني” الموالية لـ أنقرة في شمالي وشمال غربي البلاد.
وعقدت الانتخابات الرئاسيّة في سوريا في ظل عدم اعتراف دَوْليّ بها، حيث أكد المفوض السامي لـ الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، “جوزيب بوريل” أن الاتحاد الأوروبي يرى الانتخابات الرئاسية في سوريا لا تستجب لمعايير التصويت الديمقراطي، مُشيراً إلى أن «مثل هذه الانتخابات لا تساعد في تسوية النزاع».
=========================
العرب اللندنية :الأسد يُقسِم على انتهاج الواقعية رأسا على عقب
حرص الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب القسم الذي ألقاه بمناسبة إعادة انتخابه رئيساً للجمهورية للسنوات السبع القادمة، وخلال مراسم أدائه اليمين الدستورية لولاية رئاسية رابعة، على تذكير السوريين بأنه لا يقدّم وعوداً، وأنه لا ينتظر “خطاب قسم” من أجل العمل، فقد كان، على حد قوله، قد بدأ بالعمل، قبل ذلك بكثير، وأن العديد من الخطوات الهامة قد تحقّق خلال الأعوام الماضية، وإن لم تظهر نتائجه لأن مؤسسات الدولة، حسب الأسد، كبيرة جداً على أن يرى المواطنُ العادي آثار تحولاتها وتطوّراتها.
ركّز مجمل أفكار خطابه على الفساد ومكافحته والاقتصاد وتجديده والاستثمار وتوسيعه. ورأساً على عقب، رأى الأسد المشهد الجاري في سوريا ومن حولها، بل إنه تلفّظ بهذه العبارة مراراً ليصف بها خطيئة المجتمع السوري التي اعتبرها قديمة ومتجذرة وليست مستجدة بسبب ما سمّاه، بعظمة لسانه، عنف الدولة، قبل أن يستدرك ويقول إن تلك كانت “حقيقة وهميّة”.
وفي تجليات تعبيراته تلك، لا بأس بدروس في اللغة العربية، والقديمة منها على وجه الخصوص، يعطيها الأسد للحاضرين في القاعة، إذ يطيب له أن يذكّر بأن “البدائه” كلمة مرادفة لما نطلق عليها نحن “بديهيات”، ومن تلك البدائه إسهابه في المطالبة بتحليل أسباب الحرب من جهة، والوقوف من جهة أخرى على أسباب صمود من صمدوا معه، الذي جعله يبدو كمن يدور في مكانه.
فما جدوى رجم المجتمع الدولي والحديث عن أجداد الأوروبيين الذين استعبدوا شعوب الأرض، سوى استجرار نبرة شعبوية أراد لها أن تقنع معارضيه أكثر من مؤيديه. فهو يدرك أن شطراً كبيراً من هؤلاء المعارضين يفكّر بعقلية تقبل مثل هذا المنطق، بل تكرّسه في خطابها التقليدي.
وفي اتساق مع ذلك النهج، اعتبر الأسد أن المجتمع السوري كان يعاني من حالة فقدان للقيم الأخلاقية، وعدم احترام الرموز، الأب بالدرجة الأولى، وكان من الطبيعي أن يصل تفكيره، بعد عقدين من الحكم، ليتحوّل أبوياً بطريركياً، لا يرى في أيّ رأي آخر مغاير لرأيه إلا تمرّداً على تلك الأبوية.
والانتصار الذي يتوهّم أنه حقّقه في بلده، جعله يوسّع من تلك الأبوية لتشمل العرب جميعاً، فهو بواقعيته المقلوبة، ما يزال يعتقد أنه يجسّد رأس حربة في مشروع قومي عربي واسع، ولذلك هاجم العرب والعروبة، واتهمها بالتطبيع المجاني، وأنها تمارس المقاومة من الفنادق وشاشات التلفزيون، وفي الوقت ذاته رفع درع العروبة، معتبراً أنها توحّد الانتماء من دون تذويب المكونات، وأن المجتمع بحاجة إلى عنوان من دون أن يمسّ هذا العنوان المكونات القومية والطائفية التي غازلها وهاجم التنوّع في الوقت ذاته، مشدّداً على أن العروبة ليست قضية رأي أو ذوق، بل إن مصير المنطقة كلها يتوقف على ذلك المصطلح. وكان مشهداً كاريكاتيرياً إضافياً أن يقف مؤيدوه، ويقاطعوا خطابه، ملقين الأشعار والأهازيج ويهاجموا العرب والخليج العربي بعربية ترفع المنصوب وتكسر المجزوم، وكلمات ركيكة تتغنى بتلك “النعالُ” التي أشهروها في وجه العرب.
وبفعل نشأته كابن لحاكم فرد سبق له وأن ملك الأرض والسماء في سوريا، نظر الأسد منذ البداية، لا إلى السوريين وحدهم بل إلى العرب خارج حدود سوريا، على أنهم فرصة استثمارية. من الصعب عليه ألا يراهم كذلك، فقد كانت أولى زياراته إلى الدول العربية زيارات استطلاعية كثيراً ما كان يسأل خلالها رجال الأعمال السوريين المغتربين، عن مراكز النفوذ المالي سواء في مصر أو في الإمارات أو السعودية أو قطر، كي يتمكّن من تحديد هدفه بدقة في نسج العلاقات الاستراتيجية معها. ولم يكن متحفّظاً حين تحدّث عن مليارات الدولارات من الأرصدة السورية المجمّدة في البنوك اللبنانية، لكنه لم يقل لماذا وضعت هذه الأموال خارج سوريا في بلد مجاور بعيدا عن الرقابة؟ وما هي مصادرها؟ ولماذا يطالب بها الآن؟
لا يمكن له أن يفكّر بغير هذه الواقعية المقلوبة، فالمكاسب السياسية والاقتصادية عنده لا تُنجز بالشراكة، وإنما يُستولى عليها، وتورّث، وتُضمّ بالقوة أو بالضغط، وبالطرق غير المعلنة التي قال لمستمعيه إنهم يعرفون لماذا ”هي غير معلنة“.
في الوضع السوري والعربي الحالي، لا يبدو الأسد حالة غير مألوفة، وهو يدرك هذا، ومن أجل تعزيز حضوره كنافر بين النوافر، بدا وكأنه يريد فرض رؤيته على الجميع، مع أنه قدّم الدعوة العامة للعودة إلى حضن الوطن تحت شعار “التسامح”.
يبدو الإصلاح أمراً معقداً أمام ناظري الأسد. ذاك الإصلاح الذي استعصى عليه، منذ اللحظات الأولى التي تولّى فيها الحكم، والذي لم يعد هدفاً للتطبيق، إنما أصبح البحث عنه مهمة مزمنة، وبات عصا في نهايتها جزرة، لم يملّ هو من التلويح بها كلما دعت الضرورة، والضرورة لديه قائمة في كل حين، لذلك رأيناه يشكو من الحاجة إلى تحديث ”آلاف القوانين السورية“ من أجل الوصول إلى الحالة الطبيعية التي بشّر بأنها غير قريبة. فهل يحتاج بلد صغير مثل سوريا حقاً إلى تعديل آلاف القوانين؟
مستهلكو خطاب الأسد الأخير لا يبدون في أوضاع أفضل بكثير من صاحب الخطاب ذاته الذي عرف كيف يقدّم نفسه على أنه ذاك المتمرّد الذي يجب على الجميع التعامل معه كما هو، على حاله، ومن لا يطيب له ذلك فليصنّف نفسه كما شاء، خائناً أو منبطحاً أو عميلاً، إلى آخر قاموس الشتائم التي حفل بها الخطاب، فلماذا سيشعر الأسد بالحاجة إلى تغيير خطابه والخروج عن القالب الذي أفلح سابقاً في إقناع العالم؟ ما الذي يضغط عليه؟ وما الذي يمكن أن يجعله يتغيّر؟
لقد تدرّب طويلاً على رياضة تقول إن التغيير خطر، وإن أيّ تعديل يجري إدخاله على معطيات الراهن التي أثبتت جدارتها في تثبيت حكمه، إنما هو تهديد مباشر له. وتلك السلفية السياسية التي يعتنقها لا يمكن لها العيش عزلاء، بل هي بأمسّ الحاجة إلى أن تكون طوال الوقت مدجّجة بالسلاح والمتاريس التي تحميها من أيّ “عاصفة”.
ولهذا السبب لا غير سيكون عليه أن يتهرّب من أيّ حلّ سياسي للأوضاع في سوريا، وسيطيل أمد الحرب، لأنها إن وضعت أوزارها فستكون تلك السفلية الأسدية منزوعة الأنياب والمخالب، وعندئذ يقع الخطر الذي كان يحاول تأجيله في فترات حكمه السابقة. وتلك، بلا ريب، من “بدائع البدائه” كما سمّاها علي بن ظافر الأزدي الخزرجي مؤرخ دنوّ عصر المماليك، في كتابه الذي حمل العنوان ذاته، وهو في الوقت نفسه، ويا للمفارقة، صاحب كتاب “أخبار الدول المنقطعة”.
=========================
لعبة الامم :الأسد: لكم دستورُكم ولنا دستورُنا ؟ 
سامي كليب:
                 لو كان ثمة عنوانٌ واحد في خطاب القسم للرئيس السوري بشّار الأسد يحمل رسائل كثيرة للعدو والحليف، فهو حتماً مسألة ” الدستور”، فالأسد الذي ولج الى ولايته الرابعة وعامه الحادي والعشرين في الحُكم، حسم الجدل حول هذه المسألة التي شهدت ضغوطا كثيرة قبل الانتخابات الرئاسية فقال:” إن الدستور أولوية غير خاضعة للنقاش أو للمساومات لأنه عنوان الوطن ولأنه قرارُ الشعب“.
                 صحيح أن عناوين المستقبل من تثبيت سعر الصرف والإصلاح الاقتصادي والاستثمارات ومحاربة الفساد، وثوابت العروبة والقومية وفلسطين، شكّلت جُزءا أساسيا من الخطاب الذي تزامن هذه المرّة مع وجود وزير الخارجية الصيني في دمشق للمرة الأولى منذ بداية الحرب، الاّ أن الحفاظ على الدستور كما تريده القيادة السورية الحالية لا الآخرون بقي الأبرز. وأما المعارضة الخارجية بكل تنويعاتها، فهي بقيت في الكلام المُعلن وفي التلميحات تتراوح في خطاب وتفكير الأسد بين:” العمالة، والخيانة، وقصر النظر، والسذاجة…الخ”، ومع ذلك فهو دعا الجميع للعودة الى ” حضن الوطن”.
هذه أولا أبرز العبارات التي استخدمها الأسد حيال الدستور:
أثبتم مرة أخرى وحدة معركة الدستور والوطن فثبتم الدستور أولوية غير خاضعة للنقاش أو للمساومات لأنه عنوان الوطن.
الشرعية الشعبية التي يمنحها الشعب للدولة، أي شعب لأي دولة ،سفّهت تصريحات المسؤولين الغربيين حول شرعية الدولة والدستور والوطن، وتمكّنت من تحويل المناسبة من إجراء دستوري إلى عمل سياسي زعزع أخطر الطروحات التي دأب عليها أعداؤنا منذ الأسابيع الأولى للحرب حينما حاولوا إقناعنا بتعليق الدستور القائم.
إن الطروحات التي تستمر اليوم والتي يتم العمل عليها عبر بعض العملاء المعينين من قبلهم أو بوساطة تركية أو بواجهة تركية لا يهم، تهدف في المحصلة للوصول إلى دستور يضع سورية تحت رحمة القوى الأجنبية ويحول شعبها إلى مجموعة من العبيد والمطايا.
هذه المقدرة على التمييز بين الوهم والحقيقة، على عزل السم عن العسل هي التي مكنتنا من تحويل حدث دستوري إلى عمل سياسي وطني استراتيجي
الشعب خاض حرباَ ضروساً واسترد معظم أراضيه وفرض دستوره في الشارع وصناديق الاقتراع.
         معروفٌ أن مسألة “تعديل الدستور” التي خضعت لضغوط غربية ولكن أيضا روسية كبيرة قبل الانتخابات الرئاسية، والتي كان الروس أنفسُهم يعملون كي تكون آخر انتخابات على أساسها، كانت السبيل الذي أراده كثيرون جسرا لإشراك المعارضة في السُلطة وتعديل عدد من الصلاحيات وقيام حكومة وبرلمان متنوّعين. فالأمم المتحدة كانت قد نجحت (وبالتوافق خصوصا بين واشنطن وموسكو)  في تشكيل اللجنة الدستورية  التي تضم 150 عضوا يمثلون بالتساوي القيادة السورية الحالية  والمعارضة والمجتمع المدني السوري، وغالبا ما اتهمت الدول الأطلسية هذه القيادة بالسعي لتعطيل عمل اللجنة لعدم المساس بالدستور الحالي او اشراك المعارضة.
      يُشار أيضا الى أن آخر التصريحات الروسية التي أدلى بها المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، اشارت صراحة الى هذه المسألة لكن حيال الانتخابات التشريعية فقال :”  إذا توصلت الأطراف السورية إلى اتفاق وتمت الموافقة على نتائج عمله، فمن الممكن  إجراء الانتخابات في وقت مبكر وليس بعد 7 سنوات كما هو منصوص عليه في الدستور الحالي، لكن هذا الأمر يتطلب توافقا بين السوريين” . لكن لا شك أن موسكو اليوم، اي بعد مواقف بايدن المتشدد ضدها، ليست كموسكو الأمس، وربما ما عادت مضطرة للضغط على دمشق ” دستوريا” كما كانت تفعل سابقا.
حسم الأسد إذا هذه المسألة لناحية عدم المساس بالدستور الحالي، وتحدّث بلغة الواثق من عدم قدرة الآخرين على التأثير على قيادته التي شدّد أنها حازت على ” الشرعية الشعبية” وبالتالي:” الدستورية”، وهو ما يعني أن هموم ومشاكل ما بعد الحرب السورية المُشارفة على الانتهاء لن تكون المسائل الدستورية وانما النهوض بالاقتصاد. وهذا يعني أيضا أن سورية تفيد كثيرا في الوقت الرهن من تجدّد شبح الحرب الباردة بين أميركا من جهة والصين وروسيا من جهة ثانية، وكذلك من بشائر الانسحابات الأميركية من أفغانستان وصولا لاحقا الى العراق وسورية.
كان لافتا أيضا أن الأسد وبعد الانفتاح العربي على دمشق من عودة سفارات الى اتصالات علنية او في الكواليس، ركّز في خطابه على عدوانية أميركا وتركيا، وفتح الباب على احتمال مواجهة مقبلة مع الأميركيين على الأرض السورية وذلك فيما تشهد مناطق احتلالهم اشتباكات أو هجمات وبعضها تقوم به العشائر المؤيدة لدمشق.
وهنا يُصبح كلام الأسد عن ” المقاومة” غير متعلّق فقط بإسرائيل التي شدد الأسد على محورية قضية فلسطين بالنسبة لدمشق، وإنما يطالُ أيضا كل احتلال آخر، فقال : ” نؤكد على واجب الدولة الدستوري والشرعي والأخلاقي في دعم أي مقاومة تقوم على امتداد ساحة الوطن ضد المحتلين وبأي شكل من أشكال المقاومة سلمية كانت أو مسلحة”. وهذه رسالة واضحة لمستقبل قد يزداد تعقيدا لو تعقّدت المفاوضات الأميركية الإيرانية.
 أما كلام الأسد عن أن :” العائق الأكبر حالياً ( أمام نهضة الاقتصاد السوري) هو الأموال السورية المجمدة في المصارف اللبنانية والتي تقدر بعشرات المليارات والبعض يقول بالأربعينات والبعض يقول بالستينات” وبأن حل هذا الأمر :” مرتبط بتغير الظروف في لبنان”، ففي هذا رسائل أخرى نعود اليها في مقال آخر.
يبقى أن حديث الأسد عن المستقبل، يحتاج وسيحتاج استثمارات وأموالاً كثيرة، ذلك أن المواطن السوري يُريد الآن وقبل كل شيء أن يلمس أنه  بات قادرا على توفير حاجاته اليومية بلا معاناة كبيرة. فهل تكون زيارة الوزير الصيني باكورة خطوات جدية في هذا الإطار تُضاف الى الانفتاح العربي الذي يبقى مشروطا بقانون ” قيصر”؟
=========================
نورث :سكان في السويداء محبطون من خطاب القسم للأسد: مليء بالتخوين والإقصاء
2021-07-18
السويداء – نورث برس
لاقى خطاب القسم للرئيس السوري بشار الأسد، الذي ألقاه في قصر الشعب بدمشق، استياء بين سكان من الغالبية الدرزية في السويداء، وردود أفعال كبيرة “غير مرحبة” بمضمونه.
هذا وقد أتت كلمة الأسد، أمس السبت، في قصر الشعب بدمشق في إدلاء القسم الجمهوري بتوليه منصب رئاسة الجمهورية بعد أن أعلن رئيس مجلس الشعب في شهر أيار/ مايو عن فوز الأسد بدورة انتخابية رئاسية جديدة.
وقال فوزي عارف (٤٥ عاماً)، وهو اسم مستعار لناشط سياسي في مدينة السويداء، لنورث برس، إن “خطاب الأسد كان مكرراً ومشبعاً بالشعارات الرنانة الفارغة حول الانتصارات الوهمية له على الإرهاب.”
وقال “عارف” أيضاً: “الانتصار كان على الشعب السوري وليس ضد ما يدعيه الأسد في خطابه.”
وذكر أن مجمل الخطاب جاء “أجوفاً وإقصائياً وبعيداً كل البعد عن مأساة السوريين وظروفهم الاقتصادية المنهارة.”
وأشار إلى أن “تصويره كبطل حرب هو خدعة إعلامية زائفة تبناها إعلام الحكومة، وأن الأسد في واد والسوريون بجميع مكوناتهم في وادٍ آخر.”
وقال محمود أبو رافع (٥٠ عاماً)، وهو اسم مستعار لسائق تكسي عمومي في مدينة السويداء، لنورث برس: “لم يعد خطاب الأسد يعنينا في شيء، فهو يعيش في قصره العاجي بين حاشيته منفصلاً عن واقع شعبه الذي ابتلي بالفقر والشقاء.”
وذكر أن “خطاب القسم جاء مخيباً للآمال ومحبطاً كسابقاته من الخطابات، وأن الشعب السوري قد ابتلي بمرحلة حكم جديدة لا أحد يعلم إلى أين ستفضي في نهاية المطاف.”
=========================
الشرق الاوسط :الأسد يؤدي اليمين الدستورية لولاية رابعة من 7 سنوات
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
أدى الرئيس السوري بشار الأسد اليمين الدستورية لولاية رئاسية رابعة من 7 سنوات، بعد نحو شهرين من إعادة انتخابه، وسط أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة تعصف بالبلاد التي تشهد نزاعاً دامياً منذ أكثر من 10 سنوات. وذلك بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الصيني إلى العاصمة السورية أمس، في إطار جولة بالمنطقة.
وقالت مصادر سورية لوكالة الأنباء الألمانية إن الوزير الصيني سوف يعقد جلسة مباحثات مع نظيره السوري فيصل المقداد في مبنى وزارة الخارجية، ضمن زيارته التي تشمل لقاء مع الرئيس بشار الأسد عقب أدائه القسم القانوني لولاية رئاسية جديدة.
ووفق المصادر، تتضمن الزيارة توقيع مذكرة تفاهم لإطلاق مشاريع اقتصادية بين الصين وسوريا. وذلك في أول زيارة للوزير الصيني إلى سوريا منذ عام 2011.
وفاز الأسد في الانتخابات الرئاسية التي جرت في مايو (أيار) الماضي، كما كان متوقعاً، بـ95 في المائة من الأصوات، في ثاني استحقاق من نوعه منذ اندلاع النزاع. وشككت قوى غربية وخصومه بنزاهة الانتخابات ونتائجها، حتى قبل حدوثها.
وأدى الأسد (السبت) القسم الدستوري على مصحف والدستور، في احتفالية ضخمة أقيمت في قصر الشعب في دمشق، أمام أعضاء مجلس الشعب، بحضور زوجته أسماء، وأكثر من 600 ضيف، بينهم وزراء ورجال أعمال وفنانون ورجال دين وإعلاميون، وفق دوائر القصر الرئاسي.
وقال في خطاب ألقاه إثر القسم، واستمر لأكثر من ساعة، وقُوطع خلاله مراراً بالتصفيق والهتافات المؤيدة وأبيات الشعر، إن نتائج الانتخابات «أثبتت قوة الشرعية الشعبية التي يمنحها الشعب للدولة، وسفهت تصريحات المسؤولين الغربيين حول شرعية الدولة والدستور والوطن».
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية ومنصات الرئاسة كلمة الأسد بينما اتخذت إجراءات أمنية مشددة في دمشق ومحيط القصر الرئاسي.
وعد الأسد (55 عاماً) أنه «خلال 10 سنوات ونيف من الحرب، كانت هواجسنا متعددة، فطغت الأمنية منها، والخوف على وحدة الوطن. أما اليوم، فجلها حول تحرير ما تبقى من الأرض، ومواجهة التداعيات الاقتصادية والمعيشية للحرب».
وبعدما ضعفت في بداية النزاع وخسرت مناطق كثيرة، استعادت القوات الحكومية، بدعم عسكري مباشر من حليفتيها إيران وروسيا، مساحات واسعة. وعلى الرغم من توقف المعارك إلى حد كبير، لا تزال مناطق غنية، تضم سهولاً زراعية وآبار نفط وغاز، خارج سيطرتها.
وجرت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مناطق سيطرة قوات الأسد المقدرة بأقل من ثلثي مساحة البلاد، فيما غابت عن المناطق الخارجة عن سيطرتها، وأبرزها مناطق نفوذ الإدارة الذاتية الكردية (شمال شرقي البلاد)، ومناطق تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل موالية لأنقرة في شمال وشمال غربي البلاد.
وكرر الأسد دعوته كل «من راهن على سقوط الوطن (...) وعلى انهيار الدولة» إلى أن «يعود إلى حضن الوطن لأن الرهانات سقطت، وبقي الوطن»، مضيفاً: «نقول لكل واحد منهم: أنت مستغل من قبل أعداء بلدك ضد أهلك، والثورة التي خدعوك بها وهم». وجدد تأكيد عزمه على استعادة المناطق الخارجة عن سيطرته، وقال: «تبقى قضية تحرير ما تبقى من أرضنا نصب أعيننا؛ تحريرها من الإرهابيين ومن رعاتهم الأتراك والأميركيين».
وأعاقت اتفاقات تهدئة تركية - روسية في إدلب ومحيطها (شمال غربي سوريا)، ووجود قوات أميركية في مناطق الأكراد (شمال شرقي البلاد)، مضيه حتى الآن في الخيار العسكري.
واتخذ الأسد عبارة «الأمل بالعمل» شعاراً لحملته الانتخابية، في محاولة لتسليط الضوء على دوره المقبل في مرحلة إعادة الإعمار، بعد عقدين أمضاهما في سدة الرئاسة، ولكنه يبدأ ولايته الجديدة اليوم فيما تشهد بلاده أقسى أزماتها الاقتصادية التي خلفتها 10 سنوات من الحرب، وفاقمتها العقوبات الغربية، فضلاً عن الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور، حيث يودع رجال أعمال سوريون كثر أموالهم.
وعد الأسد أن «العائق الأكبر حالياً هو الأموال السورية المجمدة في المصارف اللبنانية»، مقدراً قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات. ويلي ذلك من ناحية حجم التأثير -على حد قوله- الحصار الذي «سبب اختناقات وخلق صعوبات»، في إشارة إلى العقوبات الدولية التي تثقل كاهل نظامه منذ اندلاع الحرب.
وعلى وقع الانهيار الاقتصادي، رفعت الحكومة خلال الأسابيع الماضية أسعار البنزين غير المدعوم والمازوت والخبز والسكر والرز، فيما تفاقمت في الفترة نفسها مشكلة انقطاع الكهرباء، جراء نقص الغاز المغذي لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، بحسب مسؤولين سوريين، ووصلت مدة التقنين في بعض المناطق إلى نحو 20 ساعة يومياً.
ويفاقم رفع الأسعار معاناة السوريين الذين ينتظرون في طوابير طويلة للحصول على البنزين المدعوم، ويشكون من الغلاء واستمرار ارتفاع الأسعار. ويعيش أكثر من 80 في المائة من السوريين راهناً تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، بينما يعاني 12.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، بحسب برنامج الأغذية العالمي.
وتسبب النزاع منذ اندلاعه، في مارس (آذار) 2011، بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية، واستنزف مقدرات الاقتصاد، كما أدى إلى نزوح وتشريد نحو نصف السوريين، داخل البلاد وخارجها.
=========================
الحرة :بعد "انتخابات صورية".. الأسد يؤدي اليمين لولاية رابعة في بلد مزقته الحرب
أدى رئيس النظام السوري بشار الأسد، السبت، اليمين الدستورية لولاية رابعة مدتها سبع سنوات في الدولة التي مزقتها الحرب، في مراسم أقيمت في القصر الرئاسي، وحضرها رجال دين وأعضاء في مجلس الشعب وشخصيات سياسية وضباط من الجيش.
ويأتي حفل اليمين الدستورية بعد انتخابات في مايو، وصفها الغرب ومعارضة الأسد بأنها غير شرعية وصورية. ولم تكن إعادة انتخاب الأسد- وهو في السلطة منذ عام 2000- بأغلبية ساحقة موضع شك.
وقال الأسد في خطاب تنصيبه إن كل همومه تدور "حول تحرير ما تبقى من الأرض ومواجهة التداعيات الاقتصادية والمعيشية للحرب".
وتبدأ فترة ولايته الجديدة وبلاده لا تزال تعاني 10 سنوات من الدمار جراء الحرب، إضافة إلى إنزلاقها إلى أزمة اقتصادية متفاقمة.
وبعد أداء اليمين، التقى الأسد وزير الخارجية الصيني، الزائر وانغ يي، الذي وصل إلى دمشق في وقت سابق، السبت، وهو أكبر مسؤول صيني يزور دمشق منذ سنوات. ووجه الأسد الشكر للصين على دعمها لبلاده.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 80 في المئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.
العملة السورية في حالة سقوط حر، والخدمات والموارد الأساسية شحيحة أو متوفرة بأسعار باهظة في السوق الموازية. خفت حدة القتال إلى حد كبير، لكن أجزاء من سوريا لا تزال خارج سيطرة الحكومة وتنتشر القوات الأجنبية والميليشيات في أجزاء مختلفة من البلاد.
ما يقرب من نصف سكان سوريا قبل الحرب إما نازحون أو يعيشون في البلدان المجاورة أو في أوروبا كلاجئين.
وخلفت الحرب ما يقرب من نصف مليون قتيل، لاسيما أن هناك عشرات آلاف في عداد المفقودين ودمرت البنية التحتية.
بدأ الصراع عام 2011 بعد أن قامت الحكومة بقمع الاحتجاجات السلمية، ما حول المعارضة ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ عقود إلى تمرد مسلح.
الأسد، الذي استُهدف بتوسيع العقوبات والعزل من قبل الغرب، مدعوم من إيران وروسيا اللتين أرسلتا قوات ومساعدات دعمته طوال الحرب.
وتلقي الحكومات الأوروبية والأميركية باللوم على الأسد ومساعديه في معظم فظائع الحرب.
يصف الأسد معارضته المسلحة بالإرهابيين بينما تفتقر المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع إلى أي تقدم.
وتولى الأسد السلطة عام 2000 بعد وفاة والده حافظ، الذي استولى على السلطة عام 1970 في انقلاب عسكري غير دموي.
من جانبهم، شكك مسؤولون أميركيون وأوروبيون في شرعية الانتخابات قائلين إنها انتهكت قرارات الأمم المتحدة المعمول بها لحل الصراع وتفتقر إلى أي رقابة دولية ولا تمثل جميع السوريين.
وحصل الأسد على 95.1 في المئة من الأصوات في الانتخابات، حيث قال المسؤولون إن نسبة المشاركة بلغت 78.6 بالمائة من نحو 18 مليون ناخب مسجل.
لم يكن هناك مراقبون مستقلون لعملية التصويت التي استمرت يوما واحدا. كانت المنافسة رمزية، حيث يتنافس اثنان من المرشحين ضد الأسد.
وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ العام الماضي، أفاد مراقبو الحرب وعمال الإنقاذ بقصف الحكومة لقرية في آخر جيب تسيطر عليه المعارضة في شمال غرب سوريا، ما أسفر عن مقتل أربعة على الأقل، بينهم فتاتان وجدتهم. قالت الخوذ البيضاء، الدفاع المدني في مناطق المعارضة، إن متطوعين أصيبا في قصف بمحافظة إدلب الجنوبية.
وقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو مراقب حرب له ناشطين على الأرض، عدد قتلى قصف قرية سرجة بستة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وجدتهم.
تصاعدت أعمال العنف في الأسابيع الأخيرة في الجيب حيث تتجه القوات الحكومية نحو استعادة السيطرة على المنطقة التي يقطنها قرابة أربعة ملايين شخص.
تم التفاوض على الهدنة في عام 2020 بين تركيا، التي تدعم المعارضة السورية ولها قوات منتشرة في المنطقة، وروسيا، الداعم الرئيسي للحكومة السورية. في ذلك الوقت، توقفت حملة جوية وبرية مدعومة من روسيا استهدفت استعادة المنطقة.
وقالت اليونيسف إنه تم التحقق من مقتل 512 طفلاً في القتال في سوريا العام الماضي، غالبيتهم في الشمال الغربي حيث يوجد 1.7 مليون طفل ضعيف، كثير منهم فروا من العنف عدة مرات.
=========================
سوريا 24 :إعلام روسي: خطاب الأسد الجديد لن يحمل سوى وعود غير قابلة للتنفيذ
خاص – SY2417/07/2021129
أكدت معارضة الداخل في دمشق، أن ما يسمى “خطاب القسم الدستوري” لرأس النظام السوري “بشار الأسد” لن يحمل سوى الوعود غير القابلة للتنفيذ.
جاء ذلك حسب ما نقل الإعلام الروسي على لسان “حسن عبد العظيم” المنسق العام لـ “هيئة التنسيق الوطنية”، قبل ساعات من أدء “الأسد” لما يسمى “القسم الدستوري” بعد فوزه بـ “انتخابات الرئاسة”، وحسب ما رصدت منصة SY24.
وقال “عبد العظيم” إنه “لا جديد سوى إطلاق وعود غير قابلة للتنفيذ”.
وأضاف أن “المعارضة سواء في (هيئة التنسيق الوطنية) أم في جود (الجبهة الوطنية الديمقراطية) لا تتوقع جديدا في خطاب القسم لأن هناك، مع الأسف، انهيارا ماليا واقتصاديا، وأزمات تزداد تصاعدا وحدة، والفقر يتسع، مع إصرار على تجاهل الحل السياسي في جنيف، وتنفيذ القرارات الدولية كبيان جنيف 1 (لعام 2012)، وغيره كالقرار 2245 (لعام 2015)”.
وأشار إلى أن “خطاب القسم الأول (عام 2000) تضمن وعودا حول أن التغيير يحتاج إلى احترام الرأي الآخر، وذلك لأول مرة في سوريا بهدف التعاون من أجل التغيير، لكن الخطاب تم التراجع عنه”.
وتابع قائلا إن “البلاد لم تشهد أي حوار أو استجابة حقيقة لمطالب المعارضة، وبقيت الوعود دون مرحلة التنفيذ، وهو أيضا ما تم في خطابَيْ القسم الثاني والثالث”.
ونقل الإعلام الروسي عن مصدر في برلمان النظام زعمه أن “الخطاب سيحمل تأكيدا على ثوابت سوريا في استعادة السيطرة على كل الجغرافيا، مع الانفتاح على العالم، وسياسة اليد الممدودة للذي يريد أن يشبك مع سوريا، وداخليا: توجيهات للحكومة لوضع سلسلة من المراجعات لمواكبة هموم المواطن”.
 وختم الإعلام الروسي متسائلًا، وقبل ساعات من أداء “بشار الأسد” للقسم الدستوري بالقول: “تحديات كبيرة في السياسة الخارجية، وأزمات تزداد تعقيدا داخليا، فكيف سيقاربها الأسد”؟
 يشار إلى أن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، بدأت تشهد وعقب انتهاء ما تسمى “الانتخابات الرئاسية” نهاية أيار/مايو الماضي، الكثير من الأزمات الاقتصادية والمعيشية إضافة إلى حالة الفلتان الأمني، ما يُكذب الوعود التي قطعها رأس النظام خلال حملته الانتخابية والتي حملت شعار “الأمل بالعمل”، إضافة لتكذيب الوعود المتعلقة بالإصلاحات والاهتمام بالواقع الخدمي والاقتصادي للمواطنين.
=========================
الجريدة :بشار الأسد يربط أزمة سورية الاقتصادية بتعثر مصارف لبنان
في مؤشر على أن «التشبيك» بين الملفين السوري واللبناني سيمضي نحو مزيد من الاتساع في المرحلة المقبلة، كان لافتاً أن يوجه الرئيس السوري بشار الأسد في كلمته خلال أداء اليمين لولاية رابعة اللوم على مصارف لبنان في الأزمة الاقتصادية التي تشهدها بلاده.
وسط أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة تعصف بسورية، التي تشهد نزاعاً دامياً منذ أكثر من عشر سنوات، أدى الرئيس بشار الأسد، أمس، اليمين الدستورية لولاية رئاسية رابعة من سبع سنوات، ملقياً في خطاب القسم باللوم في ما تشهده سورية على مصارف لبنان المتعثرة بالدرجة الأولى ثم العقوبات الأميركية والأوروبية في الدرجة الثانية.
وقال الأسد، في خطاب ألقاه إثر قسمه على نسخة من الدستور والقرآن الكريم في احتفالية ضخمة أقيمت في قصر الشعب بدمشق أمام أعضاء مجلس الشعب وبحضور أكثر من 600 ضيف، بينهم وزراء ورجال أعمال وفنانون ورجال دين وإعلاميون، إنّ "نتائج الانتخابات أثبتت قوة الشرعية الشعبية التي يمنحها الشعب للدولة وسفّهت تصريحات المسؤولين الغربيين حول شرعية الدولة والدستور والوطن".
وفي خطاب القسم، الذي قوطع مراراً بالتصفيق والهتافات المؤيدة وأبيات الشعر، حدد الأسد توجهاته في السنوات السبع المقبلة، معتبراً أنه "خلال عشر سنوات ونيف من الحرب كانت هواجسنا متعددة فطغت الأمنية منها والخوف على وحدة الوطن، أما اليوم فجلها حول تحرير ما تبقى من الأرض ومواجهة التداعيات الاقتصادية والمعيشية للحرب".
وكرر دعوته "لكل من راهن على سقوط الوطن وانهيار الدولة أن يعود لحضن الوطن لأن الرهانات سقطت وبقي الوطن"، مضيفاً "نقول لكل واحد منهم، أنت مستغلّ من قبل أعداء بلدك ضد أهلك، والثورة التي خدعوك بها وهم".
أموال مجمدة
وعلى وقع الانهيار الاقتصادي ورفع حكومته أسعار البنزين والمازوت والخبز والسكر والرز وتفاقم مشكلة انقطاع الكهرباء، شدد الأسد على أن "العائق الأكبر أمام الاستثمار يتمثل في الأموال السورية المجمدة في البنوك اللبنانية المتعثرة"، موضحاً أن بعض التقديرات تشير إلى أنها ما بين 40 و60 مليار دولار.
وإذ نبه الأسد إلى أن "الحصار المفروض على سورية لم يمنعه من تلبية الاحتياجات الأساسية لكنه سبب اختناقات"، تعهد بـ"مواصلة العمل من أجل التغلب على الصعوبات الناجمة عن العقوبات الغربية".
تحرير الأرض
وأعاد الأسد التأكيد على أن "قضية تحرير ما تبقى من سورية من الإرهابيين ورعاتهم الأتراك والأميركيين" ستبقى نصب أعينه، وأعرب عن بالغ ثقته بـ "الأصدقاء الإيرانيين والروس ودورهم في تحرير الأرض".
وأثنى الأسد، في خطاب القسم على دور روسيا مع الصين لإعادة سورية إلى الساحة الدولية، مشيداً بجهودهما "في تغيير وجهة المسار الدولي انطلاقاً من دفاعها عن القانون والشرعية الدولية".
الصين والإعمار
إلى ذلك، وبعد التوافق الأميركي ـ الروسي النادر على مشروع قانون معدل بمجلس الأمن يتيح الاستمرار بتدفق المساعدات الى سورية عبر معبر باب الهوى مع تركيا لمدة 12 شهراً، وصل وزير خارجية الصين وانغ يي إلى العاصمة السورية، أمس، في أول رحلة من نوعها منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في مارس 2011.
وقالت مصادر سورية إن الوزير الصيني عقد جلسة مباحثات مع نظيره السوري فيصل المقداد في مبنى وزارة الخارجية، قبل أن يعقد اجتماعاً مع الأسد عقب أدائه القسم القانوني لولاية رئاسية جديدة، موضحة أن الزيارة تتضمن توقيع مذكرة تفاهم لإطلاق مشاريع اقتصادية بين الصين وسورية.
وفي وقت سابق، كشفت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن محادثات وزير خارجية الصين ستركز على المسائل الاقتصادية والدبلوماسية وإطلاق مرحلة جديدة من التعاون، تشمل 6 مشاريع اقتصادية استراتيجية تم التفاهم عليها سابقاً، بينها مشاريع حيوية في البنى التحتية تتفرع عن مبادرة "حزام واحد طريق واحد" الصينية.
وتدعم الصين الحكومة السورية منذ اندلاع الحرب في 2011 وقدمت لها مساعدات اقتصادية وخاصة في مشاريع الخدمات والبنية التحتية، إضافة إلى أنها أبطلت مع روسيا أكثر من 15 قراراً في مجلس الأمن لإدانة الأسد وحكومته.
ووفق محللين، لن يكون بمقدور الأسد المضي في عملية إعادة الإعمار من دون الحصول على أموال المجتمع الدولي، إذ لا يمكن أن يحصل ذلك خارج تسوية سياسية تحت مظلة الأمم المتحدة، يعمل ومن خلفه حلفائه على جذب "مانحين محتملين" على رأسهم دول الخليج، وسط مؤشرات على بدء انفتاح خليجي نحو سورية.
وخلال السنوات الأخيرة، راهن المجتمع الدولي على تسوية سياسية تحدث تغييراً في بنية النظام قبل الانتخابات، بعدما تخلّت قوى غربية وعربية عدة عن مطلب تنحي الأسد. لكنّ جهود الأمم المتحدة التي قادت جولات تفاوض بين الحكومة والمعارضة في جنيف اصطدمت بعقبات كثيرة ولم تحقق أي تقدم يذكر.
الأموال السورية في لبنان 60 مليار دولار أم 6 مليارات؟
يقول الرئيس السابق للجنة الرقابة على المصارف، سمير حمّود، لموقع "المدن" اللبناني، إن حجم أموال المودعين السوريين في المصارف اللبنانية يتراوح بين 6 و8 مليارات دولار بالحد الأقصى.
وحسب الأرقام، فإن مجمل حجم الودائع في المصارف اللبنانية العائدة لجميع المودعين "غير المقيمين"، وهم من المغتربين اللبنانيين ورجال الأعمال السوريين والخليجيين وغيرهم، تقارب نسبة 20 في المئة فقط من مجمل الودائع المصرفية، أي أن جميعها لا يزيد على 40 مليار دولار. وبالتالي، لا يمكن أن يتراوح حجم الأموال السورية في المصارف اللبنانية بين 40 و60 مليار دولار، بمعنى أنه لا يمكن أن يكون جميع المودعين غير المقيمين من حملة الجنسية السورية.
وينقل "المدن" عن مصرفي سوري فضل عدم ذكر اسمه، تأديه أن أموال السوريين فيما لو تم الإفراج عنها من قبل المصارف اللبنانية لا يمكن أن تعود إلى سورية "فمودعو تلك الأموال لو أرادوا الاستثمار في سورية لما أخرجوا أموالهم إلى القطاع المصرفي اللبناني". ويجزم بأن تلك الأموال لو قُدّر لأصحابها تحويلها وإخراجها من لبنان، فإن وجهتها ستكون إلى "الأماكن الأكثر استقراراً وأضمن ربحاً"، مثل القاهرة أو دبي أو اسطنبول.
=========================
الاندبندنت العربية :الأسد يؤدي اليمين لولاية رابعة على وقع قصف إدلب وقتل مدنيين
أدى الرئيس السوري، بشار الأسد، السبت، 17 يوليو (تموز) الحالي، اليمين الدستورية لولاية رئاسية رابعة من سبع سنوات، بعد نحو شهرين من إعادة انتخابه، وسط أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة تعصف بالبلاد التي تشهد نزاعاً دامياً منذ أكثر من عشر سنوات.
وفاز الأسد في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 26 مايو (أيار) الماضي، كما كان متوقعاً، بـ95 في المئة من الأصوات، في ثاني استحقاق من نوعه منذ اندلاع النزاع في سوريا. وشككت قوى غربية وخصومه بنزاهة الانتخابات ونتائجها، حتى قبل حدوثها.
وأدى الأسد، السبت، القسم الدستوري على مصحف والدستور في احتفالية أقيمت في "قصر الشعب" في دمشق أمام أعضاء مجلس الشعب، وبحضور زوجته أسماء وأكثر من 600 ضيف، من بينهم وزراء ورجال أعمال وفنانون ورجال دين وإعلاميون، وفق دوائر القصر الرئاسي.
وتزامن ذلك مع قصف للنظام على منطقة إدلب في شمال غربي سوريا، أسفر عن مقتل ستة مدنيين بينهم ثلاثة قاصرين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
خطاب لأكثر من ساعة
وقال الأسد في خطاب ألقاه إثر القسم، استمر لأكثر من ساعة، وقوطع خلاله مراراً بالتصفيق والهتافات المؤيدة وأبيات الشعر، إن نتائج الانتخابات "أثبتت قوة الشرعية الشعبية التي يمنحها الشعب للدولة، وسفهت تصريحات المسؤولين الغربيين حول شرعية الدولة والدستور والوطن".
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية ومنصات الرئاسة كلمة الأسد بينما اتخذت إجراءات أمنية مشددة في دمشق ومحيط القصر الرئاسي.
واعتبر الأسد (55 عاماً) أنه "خلال عشر سنوات ونيف من الحرب كانت هواجسنا متعددة، فطغت الأمنية منها والخوف على وحدة الوطن، أما اليوم فجلها حول تحرير ما تبقى من الأرض ومواجهة التداعيات الاقتصادية والمعيشية للحرب".
وبعد أن ضعفت القوات الحكومية في بداية النزاع وخسرت مناطق عدة، استعادت بدعم عسكري مباشر من حليفتيها روسيا وإيران مساحات واسعة. وعلى الرغم من توقف المعارك إلى حد كبير، لا تزال مناطق غنية، تضم سهولاً زراعية وآبار نفط وغاز، خارج سيطرة الحكومة.
وجرت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مناطق سيطرة قوات الأسد المقدرة بأقل من ثلثي مساحة البلاد، فيما غابت عن المناطق الخارجة عن سيطرتها، وأبرزها مناطق نفوذ الإدارة الذاتية الكردية (شمال شرق) ومناطق تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل موالية لأنقرة في شمال وشمال غربي البلاد.
استعادة السيطرة
وكرر الأسد دعوته "لكل من راهن على سقوط الوطن وعلى انهيار الدولة" إلى أن "يعود إلى حضن الوطن لأن الرهانات سقطت وبقي الوطن"، مضيفاً "نقول لكل واحد منهم، أنت مستغل من قبل أعداء بلدك ضد أهلك. والثورة التي خدعوك بها وهم".
وجدد تأكيد عزمه على استعادة المناطق الخارجة عن سيطرته. وقال، "تبقى قضية تحرير ما تبقى من أرضنا نصب أعيننا، تحريرها من الإرهابيين ومن رعاتهم الأتراك والأميركيين".
وأعاقت اتفاقات تهدئة تركية - روسية في إدلب ومحيطها (شمال غرب) ووجود قوات أميركية في مناطق الأكراد (شمال شرق) مضيه حتى الآن في الخيار العسكري.
قصف على إدلب
وقبيل إلقائه خطابه، أطلقت قوات النظام صاروخين على قرية سرجة بجنوب محافظة إدلب، ما أدى إلى مقتل ستة مدنيين بينهم ثلاثة قاصرين ومسعف، إضافة إلى سقوط عديد من الجرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في القرية عملية انتشال الجثث من تحت أنقاض مبنى انهار جراء القصف، وقام مسعفون بلفها ببطانيات حمراء.
واتخذ الأسد عبارة "الأمل بالعمل" شعاراً لحملته الانتخابية، في محاولة لتسليط الضوء على دوره المقبل في مرحلة إعادة الإعمار، بعد عقدين أمضاهما في سدة الرئاسة.
لكنه يبدأ ولايته الجديدة اليوم فيما تشهد بلاده أقسى أزماتها الاقتصادية، التي خلفتها عشر سنوات من الحرب، وفاقمتها العقوبات الغربية، فضلاً عن الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور، حيث يودع رجال أعمال سوريون كثر، أموالهم.
واعتبر الأسد أن "العائق الأكبر حالياً هو الأموال السورية المجمدة في المصارف اللبنانية"، مقدراً قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات. ويلي ذلك من ناحية حجم التأثير بحسب قوله "الحصار الذي سبب اختناقات وخلق صعوبات" في إشارة إلى العقوبات الدولية التي تثقل كاهل نظامه منذ اندلاع الحرب.
وعلى وقع الانهيار الاقتصادي، رفعت الحكومة السورية خلال الأسابيع الماضية أسعار البنزين غير المدعوم والمازوت والخبز والسكر والرز، فيما تفاقمت في الأسابيع الماضية مشكلة انقطاع الكهرباء، جراء نقص الغاز المغذي لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، بحسب مسؤولين سوريين، ووصلت مدة التقنين في بعض المناطق إلى نحو عشرين ساعة يومياً.
ويفاقم رفع الأسعار معاناة السوريين الذين ينتظرون في طوابير طويلة للحصول على البنزين المدعوم ويشكون من الغلاء واستمرار ارتفاع الأسعار. ويعيش أكثر من ثمانين في المئة من السوريين راهناً تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة، بينما يعاني 12.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، بحسب برنامج الأغذية العالمي.
زيارة صينية
وبعد حفل أداء اليمين، استقبل الأسد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي يعد أول مسؤول رسمي صيني يزور دمشق منذ بداية عام 2012.
وقالت الرئاسة السورية، إن "الصين دولة قوية، ولها موقع كبير ومهم على الساحة الدولية، وسوريا تتطلع إلى توسيع مجالات التعاون معها على مختلف الصعد"، لافتةً إلى أنه "تم خلال اللقاء بحث مشاركة سوريا في مبادرة الحزام والطريق".
وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه في مارس (آذار) 2011، بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية واستنزف مقدرات الاقتصاد، كما أدى إلى نزوح وتشريد نحو نصف السوريين داخل البلاد وخارجها.
ولن يكون بمقدور الأسد، وفق محللين، المضي في عملية إعادة الإعمار من دون الحصول على أموال المجتمع الدولي، إذ لا يمكن أن يحصل ذلك خارج تسوية سياسية تحت مظلة الأمم المتحدة.
وراهن المجتمع الدولي خلال السنوات الأخيرة على تسوية سياسية تحدث تغييراً في بنية النظام قبل الانتخابات، بعد أن تخلت قوى غربية وعربية عدة عن مطلب تنحي الأسد، لكن جهود الأمم المتحدة التي قادت جولات تفاوض بين الحكومة والمعارضة في جنيف اصطدمت بعقبات عدة، ولم تحقق أي تقدم يذكر.
وتبذل روسيا، أبرز داعمي الأسد، جهوداً لإعادة سوريا إلى الساحة الدولية. وأثنى الأسد في خطاب القسم على دور موسكو وبكين، "في تغيير وجهة المسار الدولي انطلاقاً من دفاعهما عن القانون والشرعية الدولية".
=========================
الميادين :الأسد يؤدي القسم.. رسائل واضحة للداخل والخارج
الكاتب: الميادين نت
المصدر: الميادين نت
17 تموز 23:35
قسم الرئيس بشار الأسد في ولايته الجديدة تناول الأزمات الداخلية والخارجية، وأعاد تأكيد قرار الدولة الحاسم باستعادة كل أراضي بلاده من يد الاحتلال.
بخطىً ثابتة يعبر الرئيس السوري بشار الأسد إلى ولايته الجديدة. وبمشهد مليء بالعناصر الصلبة للمشهد السوري في السنوات الأخيرة، أرادت الرئاسة السورية أن تعزز صورة هذا الاستحقاق، بما يعزز ثقة شعب صمد مرابطاً في وطنه.
كان لب الخطاب في المسائل الداخلية من ضرورة حل أزمة الكهرباء إلى تعزيز الإنتاج، وإصدار التشريعات اللازمة لذلك. قضايا لم يتوان الرئيس السوري عن تظهيرها كأولويات في المرحلة المقبلة، وهي لا تبتعد عن أولوية مكافحة الفساد بمزيد من الزخم، خصوصاً أن ظروف تنفيذ قرار من هذا النوع باتت أكثر نضجاً بفعل انحسار الحرب. 
دعوة الأسد من وصفهم بالمغرر بهم إلى العودة للدولة السورية، جاءت بنبرة استيعابية لا تخلو من النقد اللاذع لخياراتهم في السنوات الـ10 الأخيرة. نبرةٌ لها ما يفسرها، وخصوصاً بعد تثبيت سوريا وحلفائها انتصاراتهم العسكرية في الحرب. وفي المقابل، نبرةٌ شديدة الحزم إقليميا ودولياً واضحة في استنادها إلى صمود سوريا ووجودها ضمن حلف يتجه صعوداً في كسر الهيمنة الغربية على العالم.
وليس ذلك منفصلاً عن تأكيد الأسد قرار الدولة الحاسم استعادة كل الأراضي السورية التي تحتلها مجموعات ترعاها تركيا أو الولايات المتحدة، بمختلف الطرق الممكنة. وكذلك ليس منفصلاً عن القرار السوري الاستراتيجي: مواجهة المشروع الإسرائيلي، عبر تأكيد الرئيس السوري دعم كل مقاومة تنطلق ضد أي محتل في سوريا.
وفي هذا السياق، قال الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي للميادين إن واشنطن "تريد تثبيت الاستبداد في العالم العربي ولا تريد دولا ديمقراطية"، مضيفاً أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان "صريحاً عندما تحدث عن طمع الولايات المتحدة بالنفط السوري".
وتابع: "تمسك سوريا بالقضية الفلسطينية يعكس ثباتاً في الموقف وفي خطاب الرئيس الاسد"، مشيراً إلى أن العلاقات بين دمشق وطهران "ستتعزز أكثر في الفترة القادمة".
وأعرب موسوي عن اعتقاده بأن محور المقاومة "سيتعزز مع خطاب الأسد وربما تكون هناك خطة لتحرير كل الاراضي السورية"، موضحاً أن القيادة السورية "ستعطي الأولوية للضغط الديبلوماسي لخروج القوات المحتلة من سوريا".
من جهته، قال مستشار الشؤون الدفاعية في "مركز التقدّم" الأميركي لورانس كورب للميادين إن الانتخابات الرئاسية السورية "كانت غير واقعية وغير شرعية بنظر واشنطن وحلفائها الغربيين"، لكن واشنطن "لن تواجه السلطة في سوريا إلا إذا أقدمت على قصف قواتها". 
واعتبر أن الولايات المتحدة موجودة في سوريا "لمنع المجموعات الإرهابية من التسبب بمشاكل"، لافتاً إلى أن بلاده "خفضت عديد قواتها في سوريا من 2000 جندي إلى 900".
مديرة "مركز آسيا والشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية" إيلينا سوبونينا شددت للميادين على أن موسكو "قدمت المساعدت لسوريا"، فيما واشنطن "تنافق وتتحمل المسؤولية عن تردي وضعها الاقتصادي".
وأكدت سوبونينا أن آبار النفط في شرق سوريا "هي التي تهم الولايات المتحدة فقط وليس محاربة الإرهاب"، مشيرةً إلى أن سوريا "تعاني في الجانب الاقتصادي بسبب العقوبات الغربية عليها كما إيران وروسيا".
=========================
عنب بلدي :الأموال السورية المجمدة في لبنان تقفز 20 مليار دولار في خطاب الأسد
قدم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أرقامًا جديدة حول الأموال المجمدة في المصارف اللبنانية، رافعًا تقديرها إلى 60 مليار دولار، بعد رقم سابق قدرها بين 20 و42 مليارًا.
وجدد الأسد الحديث عن أزمة المصارف في لبنان وارتباطها بالوضع الاقتصادي المتدهور الذي تشهده مناطق سيطرته، محملًا أزمة المصارف مسؤولية الحالة الاقتصادية الصعبة في سوريا، ومعتبرًا في الوقت نفسه أن حلّ المشكلات الاقتصادية في سوريا يرتبط بالظروف لبنان.
وقال الأسد خلال الكلمة التي ألقاها بعد مراسم أدائه القسم الدستوري، اليوم السبت، 17 من تموز، إن العائق الأكبر هو الأموال السورية المجمدة في المصارف اللبنانية، والتي تقدر بعشرات المليارات، موضحًا، “البعض يقول 40 مليار والبعض يقول 60 مليار”.
وأضاف رئيس النظام أن كلا الرقمين كافٍ لإحباط اقتصاد بحجم الاقتصاد السوري، سواء من خلال تجميد الأموال وحرمان دورة الاقتصاد من هذه الأموال الكثيرة، أو من خلال تهريب هذه الأموال والضغط المستمر على الليرة السورية بشكل متعاقب.
الأرقام التي قدّمها الأسد خلال تنصيب نفسه رئيسًا، تتعارض مع الأرقام التي ذكرها خلال زيارة أجراها إلى معرض منتجين 2020، والتي قدّر خلالها قيمة الأموال المجمدة في المصارف اللبنانية، بين 20 و42 مليار دولار أمريكي.
ولفت الأسد خلال تصريحه السابق، وحديثه اليوم حول قضية الأموال المجمدة، إلى عدم معرفته بالرقم الحقيقي، مكتفيًا بنسب الأرقام المذكورة لمن قال إنهم “البعض”.
وبدأت أزمة المصارف في لبنان منذ عام 2019، وتتمثل بتهريب الأموال من البنوك والمصارف إلى الخارج، ما أدى إلى عدم قدرة المودعين على التحكم بأرصدتهم البنكية ومقدار ما يريدون سحبه منها.
وسبق لرجال أعمال سوريين أن أودعوا مبالغ في البنوك اللبنانية منذ عام 2011، لضمان عدم تأثرها بالأحداث الأمنية والاقتصادية في سوريا، ولحمايتها من هيمنة النظام السوري عليها.
وتشهد مناطق سيطرة النظام تصاعدًا في حدة الظروف المعيشية التي تتجلى في ارتفاع الأسعار بشكل متواصل أمام انخفاض القدرة الشرائية للمواطن.
ورفعت حكومة النظام مؤخرًا أسعار الخبز والسكر والأرز والبنزين بالإضافة للمازوت التي رفعت بدورها أجور وسائل النقل والمواصلات.
ويشهد المستوى العام للأسعار في سوريا ارتفاعات متكررة في ظل معاناة 12.4 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي.
كما يعتمد 4.8 مليون سوري على المساعدات الغذائية التي يقدّمها برنامج الغذاء العالمي للبقاء على قيد الحياة.
ولا يختلف الوضع الاقتصادي في لبنان كثيرًا عن الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة النظام، إذ يشترك البلدان في المعاناة من انخفاض قيمة العملة أمام الدولار الأمريكي، وارتفاع أسعار المواد الأساسية، بما فيها المحروقات والأدوية.
وذكرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO)، أن سوريا ولبنان تواجهان مع 18 دولة أخرى مخاطر انعدام الأمن الغذائي، وفقًا لتقرير أصدرته المنظمة في آذار الماضي.
وتتصدر سوريا قائمة الدول الأكثر فقرًا في العالم، بنسبة فقر تبلغ 82.5%، بحسب بيانات موقع “World By Map” العالمي.
=========================
العربي الجديد :"قسم" الأسد: خطاب بلا قيمة سياسية
تقارير عربية
أمين العاصي
18 يوليو 2021
ترجم رئيس النظام السوري بشار الأسد، في "خطاب القسم" لولاية رئاسية جديدة تنتهي في عام 2028، ما يعتبره انتصاراً في الانتخابات الرئاسية التي أجراها في مايو/ أيار الماضي، على الرغم من عدم الاعتراف الدولي بها، إذ أغلق الباب أمام أيّ جهود تُبذل من المجتمع الدولي بهدف التوصل إلى حلول سياسية، ولم يتطرق إطلاقاً إلى العملية التفاوضية التي ترعاها الأمم المتحدة، في خطاب منفصل عن الواقع، متجاهلاً أنّ كلّ مقدرات البلاد باتت بيد الروس والإيرانيين وقوى أخرى، فيما المناطق الخاضعة لسلطاته تعيش في أسوأ أوضاعها الاقتصادية والمعيشية. وبينما اختصر الأسد الحلّ بانسحاب ما وصفها بـ"قوات الاحتلال" واستئصال الإرهاب، كانت قواته تواصل مجازرها بقتل مزيد من المدنيين في إدلب.
وأغلق الأسد الباب أمام أيّ جهود للتوصل إلى حلول سياسية في الصراع السوري، واستغرق في استعراض ما جرى في سورية خلال عشر سنوات هي عمر الثورة ضد نظامه، محاولاً التنصّل من مسؤولياته في قتل واعتقال وتهجير ملايين السوريين نتيجة الحرب المفتوحة التي شنّها على عموم السوريين بمساندة من الإيرانيين، وتالياً من الروس. ومن الواضح أنّ الأسد اعتبر الانتخابات نهاية للعملية السياسية، ما يرجح أن تعلن الأمم المتحدة فشلها في إقناع النظام بجدوى الاستمرار في التفاوض مع المعارضة في مدينة جنيف السويسرية.
اختصر الأسد الحلّ في سورية بانسحاب ما وصفها بـ"قوات الاحتلال"، واستئصال الإرهاب واستعادة سلطة نظامه في عموم سورية
واختصر الأسد الحلّ في سورية بانسحاب ما وصفها بـ"قوات الاحتلال"، واستئصال الإرهاب واستعادة سلطة نظامه في عموم سورية، ما يعني العودة بالبلاد إلى ما قبل ربيع عام 2011. وكرّر في خطابه وصف المعارضين للنظام بـ"المرتزقة" و"العملاء"، معتبراً ما يُطرح اليوم "يهدف في المحصلة للوصول إلى دستور يضع سورية تحت رحمة القوى الأجنبية ويحوّل شعبها إلى مجموعة من العبيد والمطايا"، في إشارة غير خافية إلى محاولات الأمم المتحدة وضع دستور جديد للبلاد وفق قرارات دولية أبرزها القرار 2254.
وشنّ في أكثر من مفصل في كلمته هجوماً على الأتراك والأميركيين، معلناً نيّته العمل على استرجاع سلطته على المناطق الخارجة عن سيطرته، في شمال سورية، داعياً من وصفهم بـ"المغرّر بهم" للعودة إلى سلطته، "لأنّ الرهانات سقطت وبقي الوطن" وفق تعبيره. واعتبر أنّ "الحلّ الوحيد هو دخول قواتنا المسلحة إلى المناطق (الخارجة عن سيطرته) والقضاء على الإرهاب وتحرير السكان المدنيين وفرض سلطة القانون، ونحن سنستمر في اتباع هذه السياسة لتحرير باقي أرضنا"، مضيفاً: "نعلم أنّ التركي غادِر وأنّ الأميركي مخادع".
وحمل خطاب الأسد نبرة تصالحية مع العرب من خلال التأكيد أكثر من مرة على الهوية السورية والانتماء للعروبة. وفشلت كلّ جهود النظام خلال السنوات الماضية في العودة إلى الجامعة العربية التي جمدت عضوية سورية أواخر عام 2011. وحمّل الأسد العقوبات الدولية وتجميد الأموال السورية في المصارف اللبنانية، والتي قدّرها بما بين 40 و60 مليار دولار، مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي تطحن نظامه منذ سنوات وهو ما أوقع نحو 9 ملايين سوري تحت سلطته في ظروف معيشية خانقة.
وحاول تبديد مخاوف الخاضعين لسلطته من الوضع الاقتصادي المزري من خلال الزعم بوجود مدن صناعية في عدة محافظات تضم منشآت ومعامل، مشيراً إلى أنّ الاستثمارات في المرحلة المقبلة ستركز على تأمين الطاقة البديلة، واصفاً ذلك بأنّه "استثمار رابح ومجزٍ". ويقع النظام منذ عدة سنوات تحت وطأة عقوبات دولية استنزفت اقتصاده، فضلاً عن خسارته الشمال الشرقي من سورية؛ مستودع الثروات في البلاد، والذي تحوّل إلى منطقة نفوذ للولايات المتحدة.
وكان النظام قد استبق خطاب القسم للأسد، بارتكاب مجزرة جديدة في إدلب. وذكر الناشط محمد المصطفى لـ"العربي الجديد" أنّ 4 مدنيين، بينهم سيدة وطفلان، قتلوا وأصيب آخرون، بينهم متطوعون في الدفاع المدني السوري، جراء قصف مدفعي لقوات النظام والمليشيات المساندة له، صباح أمس، لبلدة سرجة في جبل الزاوية، بريف إدلب الجنوبي.
ولم تكن قوى المعارضة السورية تعوّل على خطاب الأسد في إحداث اختراق كبير في العملية التفاوضية، لأنّ النظام عرقل منذ منتصف عام 2012 كلّ الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حلّ سياسي. ولم يكترث النظام بتنفيذ الحد الأدنى من مضامين القرارات الدولية، خصوصاً لجهة وضع دستور جديد للبلاد، أو تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات مشتركة بين النظام والمعارضة تشرف على فترة انتقالية، بل إنّ الأسد لم يشر طوال سنوات إلى مئات آلاف المعتقلين في سجونه.
ورأى المتحدث باسم هيئة التفاوض التابعة للمعارضة، يحيى العريضي، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّه "حتى اللحظة ولأكثر من عقد على انتفاضة سورية، ما زال خطاب النظام منفصلاً ومنفصماً عن الواقع، وهو بالتأكيد لا يستطيع أن يكون غير ذلك، إذ لم يعتد هذا النظام على قول الحقيقة أو مواجهتها. فهل سيعترف بأنّه دمّر واعتقل وشرّد وخرّب البلد على كلّ الصعد؛ اقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً؟". واعتبر أنّه ليس لدى النظام أيّ مشروع سياسي "سوى الحديث عن الصمود والمقاومة والأمور الخلبية". وأشار إلى أنّ "الأسد يعرف أنّ سلطته محدودة في عموم سورية، وأنّ كلّ مقدرات البلاد باتت بيد الروس والإيرانيين وقوى أخرى جاثمة على صدور السوريين". ورأى أنّ الأسد "حاول الوصول إلى مواليه عبر الخطاب، لكنّ هؤلاء الموالين يعرفون حجم الأسد بدقة، وأنّهم ليست أمامهم فرصة للعيش إلّا العيش الذليل". واعتبر العريضي أنّ الأسد "يراهن على ما لا يمكن المراهنة عليه"، مضيفاً: "من أين يأتي المواطن السوري المسحوق بما يمكنه توليد تنمية. وكيف يمكنك (يقصد الأسد) تجاوز المقاطعة الدولية والحصار من دون عملية سياسية؟".
يحيى العريضي: ما زال خطاب النظام منفصلاً ومنفصماً عن الواقع
من جهته، رأى المحلل السياسي رضوان زيادة، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ خطاب الأسد "لا جديد فيه"، معرباً عن اعتقاده بأنّ الأسد "في أدنى حالاته، ويدرك أنّ أحداً في العالم المتحضر لا يعترف به". ومضى بالقول: "حصار درعا البلد، وقصف ريف إدلب الذي أوقع قتلى بين المدنيين أثناء الخطاب، يختصران كذب الديكتاتور على شعبه. كلماته خاوية من أيّ معنى". وعن أسباب عدم تطرق الأسد إلى العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، قال زيادة: "لأنّه (الأسد) يعتقد أنّه هو العملية السياسية". ووصف المحلل السياسي الأسد بـ"الديكتاتور في أسوأ حالاته الذي لا يدرك معاناة السوريين ويكرر نفس الأكاذيب، فهو أشار إلى السوريين الذين أُجبروا على الهجرة وكأنّه ليس هو من هجّرهم. كلماته لا تستقيم في المعنى والدلالة".
=========================