الرئيسة \  برق الشرق  \  شباب سوريا بين الحرب والبطالة والمستقبل المجهول

شباب سوريا بين الحرب والبطالة والمستقبل المجهول

20.05.2015
المركز الصحفي السوري



علي الحاج أحمد 18/5/2015
تعاني سورية منذ ما يزيد عن أربعة أعوام من أزمة اقتصادية حادة وأوضاعا سياسية صعبة، بالإضافة إلى عمليات عسكرية على كامل التراب السوري، توصف بأنها الأعنف على مستوى العالم، ويضاف إلى هذا الواقع السيئ الذي تمر به البلاد، تحول المجتمع السوري كله إلى مجتمع حرب، وكان أكبر المتضررين من هذه الحرب الشباب.
يمثل الشباب في المرحلة العمرية ما بين 15 إلي 29 عام أكثر من ثلث سكان سوريا، وهو ما يطلق عليه البعض بالطفرة الشبابية بمعنى أن المجتمع السوري هو مجتمع شاب، يفترض أن يكون نابض بالطموح والتطور والأمل، لأن الشباب دائماً ينظر إليهم كطاقة ومحور للتغيير، أما اليوم فالشباب كجزء من المجتمع السوري ما زلوا يتحدثون ويبحثون عن مخرج للأزمة، وهم يتحملون مسؤولياتهم تجاه الوطن والمواطن.
 “نزار” شاب من مدينة حماة متزوج وعمره 27 عام، تخرج “نزار” من جامعة حلب قسم الفيزياء عام 2012 يقول نزار: “بعد أن أنهيت دراستي الجامعية دعيت إلى الخدمة العسكرية في جيش النظام، وأن تخدم في جيش النظام هذا يعني أنك ميت، أو أن تتحول إلى مجرم يقتل ويشرد الأبرياء ويستبيح الأعراض، فقررت أن أغادر مدينة حماة إلى المناطق المحررة، التي تقع تحت سيطرة المعارضة، فكانت وجهتي إلى قرية معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي، فاستأجرتُ بيت صغير لي ولزوجتي، وقمت في التسجيل بأحد الفصائل المقاتلة في المنطقة، وأقسمت أنني لن أترك السلاح إلى أن يسقط النظام، وأعود إلى مدينتي التي هاجرت منها قسراً وأعمل في اختصاصي، ونبدأ في بناء سورية الجديدة.
الملاحقة الأمنية التي يتعرض لها الشباب الثائرين على نظام القمع والاستبداد في سوريا، جعلت معظمهم إما متوارين عن الأنظار خوفاً من تصفيتهم أو مسافرين إلى خارج سورية، أو انخرطوا في العمل المسلح ضد النظام ضمن كتائب الثوار، فخسروا بذلك أعمالهم ومصالحهم ولم يعودوا يملكون أي مورد مادي، بالإضافة إلى أن العمليات العسكرية ومحاصرة المدن خلفت العديد من الجرحى والمصابين بإعاقات دائمة تمنعهم من القدرة على ممارسة أي عمل.
إضافة إلى هذا زج أكثر من 150 ألف شخص في المعتقلات, وحتى عندما يخرج الشخص من السجن إذا كان موظفًا لدى القطاع العام يكون قد خسر عمله.
وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة الزواج في سورية، انخفضت إلى أكثر من النصف بعد أربعة أعوام من اندلاع الثورة السورية، بسبب هجرة الشباب إلى خارج سورية، أو الالتحاق بصفوف القتال، بدل السعي لتأسيس حياتهم الاجتماعية وتأمين مستقبلهم العائلي.
وارتفاع معدل الوفيات، لاسيما بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين (20-30) سنة، والذين كانوا الأكثر جدارة بإعلاء قوام الأسرة، ما أخل التوازن في النسبة بين الزواج، والطلاق، والوفاة.
 “سمير” 31 عام من ريف إدلب الجنوبي يقول: “بعد أن أنهيت دراستي الجامعية، وسرحت من الخدمة الإلزامية في جيش النظام، عندها كنت مستعداً للزواج والبدء بتأسيس مستقبلي، لكن مع اندلاع الثورة تعثرت كل مشاريعي المستقبلية، وأجلت زواجي إلى أن ننتهي من نظام بشار الأسد، والتحقت بصفوف الثوار وفي معركة تحرير خان شيخون، أصبت إصابة بالغة في يدي ليسرى، أدت إلى بترها ومن بعدها أصبحت عاجزاً عن القتال، ولكن أملنا بشباب سوريا كبير ولم ينقطع، ولابد أن يأتي اليوم الذي نرى فيه سورية الجديدة الحرة المحررة من ظلم آل الأسد.
شباب سوريا هذا النبع الصافي، هو الأمل الحقيقي لتخليص البلاد من نظام القمع والاستبداد، وبناء دولة مدنية ديمقراطية لكل السوريين، إن لم يكن في الحاضر الراهن ففي المستقبل القريب، ولا يمكن تحقيق الاستقرار وصناعة حياة متطورة ومتقدمة في سوريا، دون دور كامل للشباب الذي يشق طريقه نحو الغد بثقة واطمئنان وحب للحياة وللناس والوطن.