الرئيسة \  واحة اللقاء  \  داعش" حربنا أم حربهم؟

داعش" حربنا أم حربهم؟

01.09.2014
فهد الخيطان



الغد الاردنية
الاحد 31-8-2014
سيكون لنا في الأردن دور في الحملة الدولية ضد "داعش". حجم هذا الدور وطبيعته ليست معروفة بعد، لكن واشنطن ودولا غربية عديدة تعلم قدرات الأردن الاستخبارية والعسكرية، وأهمية موقعه الجغرافي، وستسعى لتوظيفها في المواجهة.
 مطلع الأسبوع المقبل ستتوضح الأمور شيئا فشيئا. وزير الخارجية الأميركية جون كيري الذي عودنا على جولات من أجل السلام في المنطقة، سيحضر الأسبوع المقبل لحشد الحلفاء من أجل الحرب على "داعش".
تسبق جولة كيري الشرق أوسطية قمة للحلف الأطلسي، ليس معلوما إن كان أصدقاء الحلف كالأردن سيشاركون فيها أم لا. لكن في الحالتين جدول أعمال القمة من نقطتين؛ الوضع الخطير في أوكرانيا، وخطر "داعش" على المنطقة والعالم.
وفي أيلول (سبتمبر) المقبل يلتقي قادة وزعماء العالم في نيويورك للمشاركة في الاجتماعت السنوية للأمم المتحدة. الرئيس الأميركي باراك أوباما سيلقي خطابا مهما يعرض فيه تصورات بلاده وحلفائها في المشرق والمغرب وخططهم للقضاء على داعش.
لكن قبل ذلك تنتظر الإدارة الأميركية عقبات ينبغي تذليلها لتدشين التحالف الدولي. التحدي ببساطة يكمن في القدرة على جمع دول وقوى إقليمية ودولية تتبنى مقاربات مختلفة حيال الوضع في سورية أولا وفي العراق ثانيا. فمن بين أعداء "داعش" أصدقاء للنظام السوري كإيران والعراق، ومن قبل روسيا. وعلى الجبهة الأخرى دول مستعدة لمحاربة "داعش" لكنها حاربت وتحارب النظام السوري من قبل. وبين الطرفين تقف إسرائيل التي لا يمكنها أن تغيب عن التطورات في سورية.
كيف للولايات المتحدة إذن أن تجمع الأضداد في حلف واحد، وتخوض حربا منسقة على مختلف الأصعدة وسط هذا الاختلاف على أهدافها؟
لا يمكن لتحالف كهذا أن يرى النور إذا ما أصرت الإدارة الأميركية على تفصيله. في حروب سابقة شهدتها المنطقة قادت أميركا التحالفات، لا بل قررتها في واشنطن وطلبت من الجميع أن يتبعوها. وفي النهاية لم تحصد سوى الفشل قياسا بالنتائج في أفغانستان والعراق، والحرب الكونية على الأرهاب.
سيتكرر الفشل إذا ما تمسكت واشنطن بنفس المقاربة. الحرب على "داعش" مختلفة هذه المرة ولا يمكن أن تؤتي أُكلها إلا إذا قامت على مقاربة شرق أوسطية خالصة؛ مقاربة سعودية إيرانية أردنية عراقية قطرية وتركية. يتعين على هذه الدول أن تنخرط في حوار بناء للاتفاق على الأهداف أولا بما فيها المستقبل في سورية والعراق، وعلى الولايات المتحدة وروسيا أن تدعما هذا التفاهم بقوة.
بعبارة أخرى الحلف الدولي ضد "داعش" يجب أن يولد في الشرق الأوسط لا في واشنطن. للأخيرة دور قيادي دون شك، فهى التي تملك أكبر ترسانة عسكرية، لكن ينبغي أن تخضع القوة الغربية في العموم لأولويات دول المنطقة، عند ذلك فقط تتحقق مصالح واشنطن على المدى البعيد.
الأردن أكثر المعنيين بما يجري التخطيط له حاليا، ولا يصح أن يقبل هو ومن يشاطره الرأي من دول عربية وخليجية بخطة للحرب السياسية والدبلوماسية والقانونية والعسكرية معدة مسبقا في واشنطن.
إنها حرب شعوب ودول المنطقة على التطرف الوحشي، وليست حرب أميركا، ولو اتخذت هذه الصفة فإن المتطرفين سيربحونها.