الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أطفال سوريا!

أطفال سوريا!

23.03.2017
د. خالد الجابر


الشرق القطرية
الاربعاء 22/3/2017
الأزمة السورية تدخل عاما آخر من الحزن والكآبة والقتل والتشريد والعالم ينظر ويتفرج بلا حول ولا قوة. والمنظمات الدولية اقتصر دورها على نشر التقارير عوضا عن اتخاذ مواقف جدية ومناهضة على ما يحصل من انتهاكات يومية والتي يتحمل النظام ورموزه مسؤوليتها في دخول حرب على شعب أعزل من قتل وتدمير للمدن والقرى بالبراميل المتفجرة والأسلحة الثقيلة المدعومة بالطيران الجوي والمرتزقة الأجانب والشبيحة، مما فتح أبواب الشر لدخول الحروب بالوكالة من الدول والجماعات الدينية المتطرفة والإرهابية من كل أنحاء العالم.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، في تقريرها الأخير الذي نشر في وسائل الإعلام أن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في سوريا بلغت في 2016 أعلى مستوى لها على الإطلاق منذ 6 سنوات حيث يتعرض الملايين من الأطفال لهجمات بشكل يومي، ما قلب حياتهم رأساً على عقب ولقد كانت حالات القتل والتشويه وتجنيد الأطفال قد ارتفعت بشكل كبير حيث أحصت اليونيسيف، مقتل 652 طفلاً على الأقل خلال 2016، مسجلة زيادة بنسبة 20% عن 2015، مما يجعل سنة 2016، أسوأ عام على الأطفال في سوريا. كما ويعتمد ما يقرب من 6 ملايين طفل على المساعدات الإنسانية، مع تضاعف عدد المشردين منهم 12 مرة منذ 2012. فيما تم تهجير الملايين من الأطفال، لأكثر من سبع مرات. ويعيش اليوم أكثر من مليونين و300 ألف طفل كلاجئين في تركيا ولبنان والأردن ومصر والعراق.
هل دفعت كل هذا المآسي وغيرها، في البلدان العربية المصنفة في خانة الدول المتعثرة وبالتحديد فلسطين القضية الأولى المنسية، مديرة (الإسكوا) إلى تقديم استقالتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة الذي ضغط عليها لسحب تقرير تم إعداده وفضح ممارسات إسرائيل ووصفها بأنها دولة عنصرية وأنها أسست نظام «آبارتايد» (فصل عنصري)، يهيمن على الشعب الفلسطيني بأكمله، الأمر الذي أدى إلى سحبه من موقع الأمم المتحدة ووقف إصداره. إن الوضع العربي مفجع بالتأكيد والحاضر يدعو للقلق والتساؤل والحيرة حول مستقبل الأطفال العرب من سوريا إلى العراق وليبيا واليمن والبقية المتبقية!