الرئيسة \  واحة اللقاء  \  صمود نظام الأسد؟

صمود نظام الأسد؟

17.04.2014
داود البصري


الشرق القطرية
الاربعاء 16/4/2014
لم يعد أمر التدخل الإيراني المباشر في الصراع السوري الداخلي مجرد أقاويل وأحاديث وتكهنات، كما أن حجم وطبيعة ذلك التدخل وأهدافه الإستراتيجية وأساليبه التكتيكية باتت مكشوفة بالكامل ومعروفة للقاصي والداني بعد تطوع عدد كبير من ضباط الجيش والحرس الثوري الإيراني في تقرير حقيقة ذلك التدخل الذي يعتبره الإيرانيون مسألة أكثر من ضرورية وأكثر من حتمية وتدخل في صلب سياسة ومنهج الأمن القومي الإيراني الذي توسعت حدوده ومجالاته الحيوية كثيرا بعد سقوط العراق وانكفاء دوره القومي وتخلخل المعادلة الإستراتيجية في الخليج العربي وعموم الشرق الأوسط، لقد أضحى المجال الحيوي الإيراني ممتدا من أبواب كابل الأفغانية وحتى البحر المتوسط مرورا بعاصمتي الخلافتين العباسية (بغداد) والأموية (دمشق)، لذلك فإن المعركة الساخنة والمصيرية الدائرة اليوم في تخوم دمشق وعموم الشام هي في أساسها وصلبها معركة الدفاع عن تخوم طهران!!، وفي ضوء تلك الحقيقة الإستراتيجية يبدو الدور العسكري الإيراني المباشر والخطير في دعم صمود نظام الأسد بوجه شعبه بمثابة حقيقة ميدانية مزعجة لابد من التعامل معها وإفرازاتها ونتائجها بكل الوسائل السياسية والعسكرية الممكنة، الإيرانيون يؤكدون وبشواهد ميدانية لا يرقى إليها الشك بأنه لولاهم ولولا قواتهم العسكرية وإمكاناتهم الاقتصادية وتفعيل أدواتهم وحلفاؤهم في المنطقة وخصوصا في العراق ولبنان لما تمكن الأسد من الصمود كل هذه السنوات بل والاستمرار الفظ في ضرب الأهداف المدنية وبالأسلحة الكيمياوية المعدلة التي أنتجتها المختبرات العسكرية الإيرانية والتي باتت قوات النظام السوري تستعملها اليوم بشكل إرهابي مريع في المدن والقصبات السورية المنتفضة، ومن المؤسف أن يستمر النظام الإيراني في سلوك هذا الطريق وفي التضامن مع نظام مجرم قاتل لشعبه إضافة إلى علم وتيقن المخابرات الإيرانية من أن بقاء النظام السوري بصيغته الحالية أمر مستحيل بالمطلق وأن انهياره النهائي ليست سوى مسألة وقت فقط لا غير، وحينها ستكون الخسارة الإيرانية مضاعفة وبمثابة هزيمة كاملة ليس للمشروع الإيراني الطموح فقط، بل لأشياء كثيرة جدا وأهمها خسارة الشعب السوري نفسه وشعوب المنطقة التي لا يمكن لها أبداً أن تنسى الدور الإيراني الخطير في دعم أفظع طغاة الشرق وأشدهم إجراما.. قد يستطيع الإيرانيون إطالة أمد حياة النظام لبرهة من الزمن ولكنهم مهما بذلوا من جهود، ومهما وسعوا طرق تدخلهم في الصراع السوري فلن يتمكنوا من حسم المعركة لصالح النظام الذي لفظه شعبه وقدم الغالي والنفيس من أجل تحرير الشام من طغمة الطواغيت والقتلة والمجرمين، لقد حاول النظام الإيراني خلال حقبة الحرب الطويلة مع العراق (1980/1988) تغيير المعادلة الإستراتجية في الشرق الأوسط عبر الإصرار على عدم إيقاف الحرب الضروس إلا بتحقيق الشروط الإيرانية وأبرزها إقامة الجمهورية الإسلامية على النمط الإيراني في العراق!! وقدموا من أجل ذلك الهدف مئات الآلاف من الضحايا دون أن يتمكنوا من تحقيقه بل شربوا كأس سم إنهاء الحرب بصيغة لا غالب ولا مغلوب!!، واليوم يكرر الإيرانيون أخطاؤهم الإستراتيجية القاتلة في الساحة السورية، فقد صرح قائد سلاح الجو في الحرس الثوري أمير علي حجي زادة من أنهم أي الإيرانيون لهم الفضل في بقاء نظام الأسد وصموده أمام المعارضة (شعبه)!!، كما أردف نائب حسن نصر الله الشيخ نعيم قاسم بالعزف على نفس الوتر عبر القول بأن المعارضة قد هزمت وبأن بشار الأسد سيفوز في انتخابات الرئاسة القادمة!!؟ وكذلك يعلن ويؤكد نوري المالكي في العراق!!؟ جميع تلكم الأطراف تنسى حقيقة بأن إرادة الشعوب الحرة لا تعلوها إرادة، وإن الله متم نوره ولو كره المنافقون وأعداء الشعوب الحرة، مصير نظام الأسد في النهاية بيد الشعب السوري وحده، وتلك النهاية باتت قريبة وأقرب مما يتصور جمهرة الحلف الأسود ضد إرادة أحرار الشام... وسنرى وترون.!