الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ل"نصر الله": اكذب حتى يصدقك الآخرون

ل"نصر الله": اكذب حتى يصدقك الآخرون

30.10.2014
الوطن السعودية



الاربعاء 29-10-2014
"تكفير".. ثلاث عشرة مرةً، قالها الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أول من أمس في خطاب متلفز لجمهوره المتسمر أمام الشاشات، والسيد بالتأكيد في مخبئه.
"نصر الله" يخاطب حتما الذهنية اللبنانية، ليست كلها، ولكن بعضها ممن يسهل اقتياده فكريا وعاطفيا لتصديق روايات، أقل ما يقال عنها إنها من نسج الخيال.
تلك الشريحة من اللبنانيين - وبعض "العرب" بكل أسف - هي من يسعى حسن نصر الله والمحور الذي يدور في فلكه للعب على ذهنيتها، لكسب أكبر قدر من التعاطف والتأييد السياسي، في شارع يائس من تصرفات حزب انغمس في قتل النساء والأطفال، على مدى أربع سنوات في سورية الجريحة.
في كل مرة يستشعر حزب الله وأعوانه خسارة معينه، عسكرياًّ أو سياسياًّ، يخرج أحد عرابي "الإرهاب" في لبنان من المحسوبين على الحزب، متهماً المملكة بدعم الإرهاب، أو كما قال السيد بدعم "التكفير".
في ذلك، مناورةٌ سياسية، تحكي انعكاسا لسياسة الجمهورية الإيرانية "الإجرامية" في المنطقة. بدءا من دخولها لمناصرة نظام سفاح دمشق، وقتل أطفال العراق، ودعم حركة الحوثي المحتلة للأراضي والمدن اليمنية.
لا حاجة للقول إن المملكة سعت جاهدةً لإقناع العالم بأسره بتصنيف ذات الجماعات التي تطرق لها السيد صرفا للنظر عن إجرام حزبه، بأنها جماعات إرهابية. لبى النداء من لباه، وأخذت الرياض على عاتقها - وإن كان ذلك على حدة - بوضع جماعات إرهابية تكفيرية على قوائم الإرهاب، وتعاملت معها بحزم.
تتبع ذلك تفاصيل أخرى، لا يعيها الكثير من المتابعين. منها دفع الجيش اللبناني أخيرا للمواجهة مع التطرف وتحويل عناصره إلى ضحايا "دفاعية" عن الحزب، وهي محاولة لدمج سياسات حزب الله بالدولة اللبنانية التي يسيطر على عديد من مفاصلها.
الأحداث التي يشهدها شمال لبنان، والتي يتمنى الحزب عبرها أن يكون الجيش غطاءً له ولحربه الطائفية في سورية، لتغطية الثغرات الحدودية التي ما عاد يمسك بها مع نظام الأسد في دمشق، ومع تزايد عمليات "الاختطاف" التي تقوم بها بعض العناصر؛ كانت سبباً في سعي الحزب ومناصريه من تيار ال8 من آذار إلى وصم أهالي طرابلس اللبنانية بالضدية للجيش اللبناني، وقوى الدولة. كأنهم أرادوا القول إن الطائفة السنية هي الغطاء الحاضن للتكفير.
ذلك كان منطلق اتهام السعودية "زيفاً" بدعم التكفير، في إطار معادلة "اكذب.. اكذب حتى يصدقك الآخرون".