الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا يجري في إدلب

ماذا يجري في إدلب

15.10.2017
سعيد سليمان


العربي الجديد
السبت 14/10/2017
ظهرت قنوات وصفحات جديدة، وأصوات لشرعيي بعض فصائل الثورة السورية، تعزف على وتر خيانة هيئة تحرير الشام وقادتها، وحب قادتها للمناصب وتفريطهم بالحقوق، إلى آخره من التهم التي لا تخدم الثورة، وخصوصا في المرحلة الحالية. وأنا لست بمعرض الدفاع عن هيئة تحرير الشام المنحرفة فكرياً، ولكن لاستعراض حال الفصائل في إدلب، والتي تروّج لتدمير إدلب خدمة لأجندات خارجية.
يلاحظ المتابع للأحداث الأخيرة تطورا في سياسة الهيئة، وتغير خطابها ليس الديني والعقائدي فحسب، بل السياسي والاستراتيجي، خصوصا مع التحولات الأخيرة، ودخول الجانب التركي على الخط ضامنا للهيئة وفصائل الثورة، لتطبيق اتفاق أستانة الذي تعارضه هيئة تحرير الشام وتعتبره خيانة للثورة.
ما لفت نظري كم البيانات والضخ الإعلامي من قادة ومنظري بعض الفصائل، والتي يتحدثون فيها عن كذب هيئة تحرير الشام ونفاقها، والتي لمسوها خلال فترة الثورة عامة.
الناظر اليوم إلى الساحة السورية، وخصوصا إدلب، يجد أنّ الأمر لا يروق للنظام السوري الساعي إلى عودة إدلب إلى حضن الوطن، ولو كلف ذلك تكرار نموذج الموصل، فبقاء إدلب على ما هي عليه يعتبر انتصارا منقوصا للنظام السوري، الذي طالما روج استعادة السيطرة على كل الأراضي السورية، خصوصا بعد تقدم قواته في دير الزور، وسيطرتها على مناطق عديدة، بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). كذلك التصريحات الأخيرة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن إدلب تحت الخطر، لذا يقع على عاتقنا حمايتها وفقا لاتفاق أستانة، ما يعني ضمنياً دخول إدلب تحت الحماية التركية وبمساعدة كل الفصائل.
المثير للشك تحريض بعضهم عناصر الهيئة للتمرّد على قادتهم الذين قبلوا دخول القوات التركية، لتبدأ مرحلة جديدة من القتال ونزيف الدم السوري التركي. وبهذا نأتي بالمبرر لتدمير إدلب بالكامل، ليشترك النظام والأميركان والعالم كله في المعركة المقبلة، وبهذا يتم سحق إدلب مع فصائلها كافة متشددة ووسطية.
ما الجدوى من التصعيد الكلامي والخطابات النارية والبيانات الاستفزازية في هذا الوقت بالذات؟ ومن المستفيد ولماذا الآن؟ ولم التحريض وفتح خطوط سرية مع بعض مقاتلي الهيئة، ليثوروا على قادتهم الذين قبلوا بدخول القوات التركية، ما يعني قبول أستانة التي وافق عليها الجميع؟
وأكرّر لعل بعضهم يريد إيجاد تنظيم جديد أكثر تشدّدا، يولد من رحم الهيئة، وينقلب على الجولاني وجماعته، مشكلاً حالة داعشية متطورة عن سابقاتها من القاعدة، وذلك من خلال العزف صباح مساء على هذا الوتر، بدعم دولي وإقليمي، تسعى للنيل من تركيا والثورة معاً.