الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خطوة نحو التقسيم !

خطوة نحو التقسيم !

24.04.2014
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاربعاء 23/4/2014
إنْ لم يكن الهدف هو التمهيد لإقامة دولة طائفية في جبال النصيريين وفي بعض المناطق الإستراتيجية كحمص والبلدات والقرى القريبة منها فإنه لا ضرورة لمسرحية الإنتخابات هذه التي يريد من خلالها بشار الأسد التجديد لنفسه فهو بالأساس قد جاء إلى هذا الموقع بقرار عائلي وقرار طائفي وهو بالأساس قد فُرض فرضاً في ولايته الأولى والثانية وكانت صناديق الإقتراع مجرد ديكورٍ لخداع السذج وللضحك على ذقون الذين لا يعرفون عن حقائق الأمور في سوريا أي شيء.
الآن لا يسيطر هذا النظام إلاَّ على نحو ثلث سوريا في أحسن الأحوال والآن هناك نحو عشرة ملايين لاجئ سوري لا يستطيعون المشاركة في مسرحية الإنتخابات هذه حتى وإنْ كان بعضهم يرغبون في ذلك ثم وإن عدد القتلى قد تجاوز المئة وخمسين ألفاً على أقل تقدير بينما أعداد المفقودين والسجناء لا حصر لها فكيف بالإمكان إجراء إنتخابات في بلدٍ أصبح ممزقاً وكيف بإمكان هذا النظام تمرير هذه الكذبة الكبيرة كما كان مرَّر "كذبات" كثيرة سابقة.
إن الواضح أنَّ هدف هذه اللعبة المؤيدة من إيران وشراذمها الطائفية ومن حزب الله ومن روسيا الإتحادية هو توجيه الضربة القاصمة ل"جنيف الأولى" و"جنيف الثانية".. وأي جنيف مقبلة وهو المضي بالتدمير والقتل لأعوام عدة مقبلة وهذا يعني أن الهدف الحقيقي، ما دام أن الوضع لن يعود كما كان عليه، هو الإكتفاء من الغنيمة بالإياب وهو اللجوء إلى التقسيم وإقامة الدولة الطائفية التي كان نفرٌ من المذهبيين قد استجدوا المستعمرين الفرنسيين بإقامتها إستجداءً والتي كانت قد رُفضت من قبل معظم أبناء هذه الطائفة الكريمة التي استطاع هذا النظام اختطافها اختطافاً.. والتي لابد وأن تكتشف الحقيقة في النهاية ويظهر من بينها من هُمْ على شاكلة البطل صلاح العلي ذلك العروبي والوطني العظيم.
إنه لا ضرورة إطلاقاً لهذه المسرحية المضحكة فبإمكان بشار الأسد ، ما دام أنه سيبقى متمسكاً بكرسي الحكم حتى لو لن يبقى في سوريا حجر على حجر، أن يُجدِّد لنفسه ما دام أن ما يسمى "مجلس الشعب" جاهزٌ لفعل ما كان فعله عندما بادر إلى القيام بتعديلات "دستورية"!! على مقاس الرئيس الجديد الذي كان قد جرى تعيينه فعلياً رئيساً للجمهورية قبل وفاة والده حافظ الأسد بسنوات طويلة.
إنها مهزلة المهازل وأن هذه الإنتخابات المسرحية لن تغير في واقع الأمر شيئاً فهذا الرئيس قد جرى التجديد له بدخول القوات الإيرانية، حراس الثورة تحديداً، على خط القتال المحتدم في سوريا مبكراً وبتأكيد حزب الله على أن هذا النظام لم يكن قادراً على الصمود وعلى البقاء ولو لثلاث ساعات لو لم تتدخل قواته في اللحظة الحاسمة.
وحقيقة أنَّ لجوء هذا النظام إلى هذه المسرحية هو كلجوء المسافر ليلاً في الصحراء إلى الغناء بأعلى صوته للتغطية على مخاوفه وعلى ضربات قلبه وذلك في حين أنَّ المفترض أن يصمت صمت أهل القبور حتى لا يجلب الذئاب والضباع إلى نفسه وحتى لا ينبه اللصوص إلى وجوده.