الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "دوما" وعنف النظام الوحشي

"دوما" وعنف النظام الوحشي

29.08.2015
أحمد المغلوث



اليوم السعودية
الخميس 27/8/2015
مع مشاهدة ما تنقله لنا وسائل الاعلام المختلفة من جرائم بشعة يمارسها النظام السوري ضد شعبه المغلوب على أمره خصوصا الذين يعارضونه أو لا ينتمون لطائفته! وصلت للعالم صور بشعة لما تعرضت له "دوما" السورية من مذبحة لا مثيل لها في التاريخ الا ما قامت به النازية في عهد هتلر من تصفيات وإبادة. وصور دوما الباكية والحزينة والمنكوبة هل يا ترى وصلت الى كل العناوين العربية والإسلامية أم أن كل العرب والمسلمين ما زالوا ينتظرون صورا أبشع أكثر دموية مما نقلته لنا وسائل الاعلام وعلى الاخص الالكترونية التي- والحق يقال- كانت في سباق محموم في التعبير عما حدث ويحدث داخل سوريا ضحية الاسد (الدراكولي).
نعم هل وصلت هذه الصور للجميع وهل شاهد كل واحد منهم أجساد عشرات الاطفال ضحايا المذبحة في دوما؟.. أجساد مهشمة الرؤوس.. ومحطمة الاطراف.. هل شاهدوها وهم يجلسون في لحظات استرخاء أمام القنوات الفضائية يتابعون مسلسلاتهم وبرامجهم المفضلة او خلال كتاباتهم لتعليقاتهم على رسائل الواتساب او حتى في تويتر. أم انهم ينتظرون وهم في متابعتهم لما يشغلهم أن تصلهم رسالة مفخخة في البراميل الاسدية الوحشية أو عبر صاروخ او قذيفة او حتى عبر تعليق حقير يردده اعلاميو النظام السوري ضد من يقف ضد نظامهم وسياسته الهمجية الساعية لتصفية الابرياء من المعارضين.؟!
ان رسالة "دوما" في الايام الماضية كانت أوضح من الوضوح نفسه. وكانت تصرخ صرخات الموت. صرخات العزل من نساء وأطفال وعجائز.. رسائل صارخة لا تحتاج لتأويل ولا تعليل. ولا شرح ولا قسمة وطرح كما يقول البعض. وعلى من يريد ان يشاهد الجريمة وصورها المخيفة الدامية يكتب اسم "دوما" في محرك البحث "غوغل". الصريح والواضح كوضوح أشعة الشمس. ويشاهد المأساة. وبعدها يطرح على نفسه لماذا هذه الهمجية لنظام الاسد البشع وضد شعبه الضعيف مكسور الجناح والمغلوب على أمره، فلا حول له ولا قوة إلا بالله.. لأنه يعيش تحت نيران وبنادق وبراميل وقذائف جنود النظام ومن معه من مرتزقة همجية منفلتة لا تخاف الله ولا تراعي القيم الإنسانية..
وهكذا تشهد دوما وغيرها من المدن والقرى يوما بعد يوم هجمات بالبراميل مدمرة للحياة ومنتقمة من أبناء الشعب السوري.. اطفالا ونساء وكبارا تحت رسالة هي الانتقام لمن يخالف النظام. انتقام عبر عنف وحشي. فيه الكثير من الحقد والخسة والدناءة والابادة.. إن النظام السوري مصر على السعي لتحقيق اهدافه القصوى.. إما معي او الموت. وأخيرا وليس بآخر. أليس هناك نهاية لهذه المجازر والإبادة والدمار.. في سوريا الجمال سوريا الباسلة التي كانت تعيش الامن والاستقرار.؟!
تغريدة: تستطيع شراء المدح ومن يمسح الجوخ.. اما الحسد فهو متوافر في هذا الزمن الرديء ويتوالد مثل الفيروسات.!