الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إدلب.. خطط لكل السيناريوهات العسكرية وتدريبات مكثفة لقوات المشاة

إدلب.. خطط لكل السيناريوهات العسكرية وتدريبات مكثفة لقوات المشاة

16.06.2021
ثائر المحمد


إدلب
سوريا تي في 
الثلاثاء 15/6/2021 
يخضع مقاتلو الفصائل المنتشرة في محافظة إدلب شمالي سوريا منذ سريان وقف إطلاق النار مطلع آذار عام 2020، لتدريبات عسكرية متطورة، يتم خلالها التركيز على تلافي الأخطاء التي وقعت فيها الفصائل خلال المواجهات مع قوات النظام والميليشيات الروسية والإيرانية خلال الحملة العسكرية الأخيرة (2019 - بداية 2020). 
وأولت الفصائل اهتماماً، لعمليات التدشيم، وإعادة بناء خط دفاعي جديد، بعد سيطرة قوات النظام على معظم التحصينات السابقة شمال حماة وجنوب إدلب، وغرب حلب، بالتزامن مع دراسة المتغيرات العسكرية والواقع الميداني الجديد، من قِبل غرف العمليات، وإسقاط النتائج والدروس المستفادة على معسكرات رفع المستوى، وفقاً لما أكد قادة ميدانيون في الجبهة الوطنية للتحرير. 
الجبهة الوطنية: أعددنا خططاً لمختلف السيناريوهات 
عاودت الطائرات الحربية الروسية قصف بلدات جبل الزاوية جنوب إدلب بعدة غارات جوية، مع تصاعد نسبي في عمليات القصف المدفعي والصاروخي على المنطقة، ما أسفر عن مقتل عدة مدنيين، وقادة في "هيئة تحرير الشام"، من بينهم المتحدث باسم الجناح العسكري "أبو خالد الشامي". 
وقال الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى، إن فوج المدفعية والصواريخ في الجبهة قصف عدة مواقع وثكنات لقوات النظام في كفرنبل وسراقب وما حولهما، ومعسكر جورين غرب حماة، ودمّر عدة مرابض مدفعية لتلك القوات رداً على قصفها لمنازل المدنيين. 
وتجدد الخوف لدى السكان من احتمالية بدء حملة عسكرية روسية لقضم مزيد من المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل، ما دفع العشرات منهم إلى النزوح مجدداً نحو الحدود السورية التركية. 
ويرى مراقبون أن التصعيد العسكري يأتي في إطار الجهود الروسية للضغط على تركيا قبل انعقاد الجولة المقبلة من اجتماعات "أستانا"، لا سيما أن التصعيد جاء بعد ساعات من عودة وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية "سادات أونال" من زيارة أجراها إلى موسكو، بغرض بحث آخر المستجدات في سوريا وليبيا مع الدبلوماسيين الروس. 
وتستبعد مصادر عسكرية في حديث لموقع تلفزيون سوريا أن "تغامر" روسيا في بدء هجوم بري جديد على مناطق سيطرة المعارضة، خاصة بعد انتشار الجيش التركي في إدلب عبر عشرات القواعد العسكرية المحصنة والمزودة بالمدافع والدبابات والصواريخ المضادة للطائرات. 
وعن احتمالية بدء هجوم روسي جديد في إدلب، يقول النقيب "ناجي مصطفى" إن الفصائل في المحافظة تأخذ بالحسبان كل السيناريوهات العسكرية المتوقعة من قبل روسيا وقوات النظام، كون الفصائل لا تثق بهذه "العصابات". 
وأضاف "مصطفى" في حديث لموقع تلفزيون سوريا: "قمنا بإعداد مقاتلينا بشكل جيد، عبر المعسكرات التي رفعت من سويتهم القتالية، ومنحتهم المزيد من الخبرة في التكتيكات العسكرية الحديثة". 
وخلال المعسكرات، يتلقى المقاتلون تدريبات على مختلف أنواع الأسلحة، ويتم التركيز على السلاح الفردي (بندقية - كلاشنيكوف - بي كي سي - قاذف آر بي جي)، إضافة إلى تدريبات على كيفية التعامل مع الألغام والتحصينات الهندسية. 
معسكرات متواصلة.. تخريج دفعة من قوات المشاة 
تواصل مختلف الفصائل في إدلب (الجبهة الوطنية للتحرير - هيئة تحرير الشام - جيش العزة) تدريباتها، مستغلة في ذلك وقف إطلاق النار والهدوء النسبي. 
وتُخرّج تلك الفصائل دفعات من معسكراتها بشكل دوري، آخرها دفعة من قوات المشاة قوامها 90 عنصراً، تم تخريجها من قبل "حركة أحرار الشام"، العاملة في الجبهة الوطنية. 
وبحسب "أبو عمر الحموي" مسؤول هيئة الإعداد والتدريب في الجناح العسكري لحركة أحرار الشام، فإن التدريبات لا تتوقف داخل معسكرات الحركة، ذلك بصرف النظر "عمّا إذا كانت المنطقة تشهد تصعيداً عسكرياً أم لا". 
وقال "الحموي" في حديث لموقع تلفزيون سوريا، إن المدة الزمنية بين المعسكر والآخر، تتراوح بين 5 أيام، أو أسبوع كحد أقصى، ويبلغ عدد المتدربين في كل دفعة من 80 إلى 100 عنصر، مضيفاً أن الحركة نظّمت 25 معسكراً لمختلف القوات، منذ انتهاء الحملة العسكرية الروسية الأخيرة، ووقف إطلاق النار. 
ومن المعسكرات ما هو خاص بـ "قوات المشاة"، ويتم فيها إعداد المقاتل كـ"مستوى تأسيسي"، كما يوجد معسكرات خاصة بالقوات الخاصة، وقوات المغاوير، ودورات تطويرية كـ "رفع مستوى للمغاوير أو القوات الخاصة كل عدة أشهر". 
وذكر "الحموي" أن التركيز خلال المعسكرات يتم على الأسلحة التي تخص مجموعات المشاة، مثل "البندقية الكلاشينكوف والرشاشات، والقواذف، وصواريخ اللاو، والقنابل اليدوية الهجومية والدفاعية"، وتتنوع التدريبات بين "الحرب النظامية وحرب العصابات، سواء الهجوم أو الدفاع". 
هدف وأثر المعسكرات 
يوضح "الحموي" أن الهدف من هذه المعسكرات، هو رفع سوية المقاتلين البدنية والعسكرية والشرعية، للتأقلم مع أجواء المعركة النظامية، من خلال التدريبات المحاكية للواقع. 
ويكون أثر التدريبات على المقاتل شاملاً، وعلى كل المستويات، من حيث زيادة مستوى اللياقة البدنية واكتساب المهارات العسكرية نظرياً وعملياً، وزيادة الثقة بالنفس لدى المقاتل بعد رفع مستوى رماياته خلال الدورة، إذ يتم التركيز على الرماية بشكل كبير، كرماية دقة ورماية تكتيكية هجومية، وفق "الحموي". 
وفيما إذا كانت المعسكرات تراعي الأخطاء التي وقعت بها الفصائل خلال المواجهات الأخيرة مع القوات الروسية الخاصة، قال "الحموي": "من حيث تفادي أخطاء المعارك، يتم ذلك من خلال دراسة الواقع العسكري وتسجيل الملاحظات من قبل غرف العمليات والميدانيين، وإسقاط ذلك على دورات رفع المستوى بالنسبة للمغاوير والقوات الخاصة". 
وحدات عسكرية خاصة 
باتت الفصائل تركز جهودها مؤخراً على تدريب وحدات عسكرية خاصة ونوعية، نظراً للفرق الذي أحدثته في المعارك الأخيرة، مقارنة بـ المقاتلين العاديين، والذين كان ينقصهم المزيد من التدريب للتماهي مع الأساليب القتالية الحديثة. 
ومن الوحدات العسكرية التي برزت مؤخراً، قوات المغاوير، والقوات الخاصة، والوحدة 82، وجيش الصقور، وكتائب الموت، في الجبهة الوطنية للتحرير، إضافة لقوات العصائب الحمراء، في هيئة تحرير الشام. 
وتتميز هذه المجموعات بالمهارة القتالية والمرونة خلال المواجهات المباشرة، وفي معظم الأحيان توكل لها مهام الاقتحام والإغارة الخاطفة، والتدخل السريع في محاور القتال الأكثر خطورة وتعرضاً لمحاولات التوغل البري. 
وتتلقى تلك الوحدات تدريبات نوعية على أسلحة القنص، لا سيما الليلية، والأسلحة الرشاشة، فيما تتخصص وحدات أخرى بأسلحة المدفعية الثقيلة والصواريخ، والدبابات والعربات المدرعة.