الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا لو اعترفت واشنطن بالسيادة الإسرائيلية على الجولان

ماذا لو اعترفت واشنطن بالسيادة الإسرائيلية على الجولان

04.07.2018
كاجا بومان


العرب اللندنية
الثلاثاء 3/7/2018
أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يقنع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة. سيكون ذلك بمثابة اعتراف غير مسبوق نظرا لتعارضه مع القانون الدولي، الذي ينظر إلى هضبة الجولان على أنها أرض سورية محتلة.
في مقابلة مع رويترز، قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن اعترافا أميركيا رسميا بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان قد يحدث في غضون أشهر. واحتلت إسرائيل هضبة الجولان خلال حرب الأيام الستة عام 1967.
وفي الماضي، ادعت إسرائيل أنها كانت راغبة في إعادة الجولان إلى سوريا لإحلال السلام في المنطقة. لكن في السنوات الأخيرة، دأبت إسرائيل على ترديد فكرة أنه لا توجد أي إمكانية لإعادة هذه المنطقة إلى سوريا، وذلك بسبب الحرب الأهلية التي نشبت في سوريا ودعم إيران لدمشق مما دفع إسرائيل إلى تمديد استراتيجيتها.
وأعربت إسرائيل عن مخاوفها بشأن إعادة هضبة الجولان لسوريا من وقوع المنطقة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي كان يسيطر حتى وقت قريب على أجزاء كبيرة من سوريا، أو أن تقع في أيدي حزب الله.
وحتى في غياب هذه المبررات، فإن إعادة هضبة الجولان إلى نظام عنيف في بلد مزقته الحرب يعتبر ضربا من الجنون. ومع ذلك، فإن الاعتقاد بأن الخطوة التالية المنطقية الوحيدة هي اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان هو أيضا أمر قاس وغير معقول.
بعد نقل السفارة الأميركية إلى القدس، فإن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان سيعتبر انتصارا آخر لإسرائيل. وتم احتلال القدس الشرقية في نفس توقيت احتلال هضبة الجولان في عام 1967. ورفض المجتمع الدولي ضم المنطقتين في ثمانينات القرن الماضي، ولم يؤكد البيت الأبيض بعد النظر في الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان.
أنباء طلب إسرائيل إعلان سيادتها على هضبة الجولان تأتي بعد أن غير موقفه من التوصل إلى اتفاق مع حماس في قطاع غزة
وقال كاتس إن رغبة إسرائيل في الاعتراف بسيادتها على الجولان تقف أولوية على أجندة المحادثات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنها ليست المرة الأولى التي تطرح فيها إسرائيل هذه القضية.
وفي أول زيارة لنتنياهو إلى واشنطن، بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي منه الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان. القضية ذات أهمية قصوى بالنسبة لإسرائيل، لأن اعتراف الولايات المتحدة سيزيد من الضغط على إيران، التي تشارك في الحرب السورية.
ومع ذلك، فإن الاعتراف الأميركي من الممكن أن يؤدي إلى تصعيد أعمال العنف في المنطقة، ناهيك عن التضحية بترتيبات السلام المستقبلية التي كان يمكن أن تكون بين إسرائيل وسوريا.
وانسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني الدولي الذي كان يهدف لمنع طهران من استغلال قوتها النووية. وقال كاتس “هذا هو الوقت المثالي لعمل هذه الخطوة”، لكن يبدو أن إسرائيل نسيت خطر التصعيد العنيف إذا اعترفت الولايات المتحدة بسيادتها على هضبة الجولان.
وهناك خطر آخر يمكن أن يواجه إسرائيل بشأن هذه القضية، وهو افتراض أن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل في أي قرار تتخذه. حيث لا تميل الولايات المتحدة إلى الاختلاف مع استراتيجيات إسرائيل، ولكن إذا استمر العنف على حدود غزة، فإن الانتقادات الدولية ستتزايد وسيكون هناك حينها حد للدعم الأميركي لإسرائيل.
ويدرك نتنياهو تماما هذه المخاطر. حيث تأتي أنباء طلب إسرائيل إعلان سيادتها على هضبة الجولان بعد أن غير موقفه من التوصل إلى اتفاق مع حماس في قطاع غزة. لقد عملت إسرائيل مؤخرا على عمل بعض الترتيبات التي من شأنها أن تخفف الضغط على حماس، وقد تتضمن وقف إطلاق الصواريخ من غزة إلى إسرائيل.
من شأن هذا الترتيب أن يسهل على الولايات المتحدة مواصلة دعمها لإسرائيل، بما في ذلك الاعتراف بسيادتها على هضبة الجولان. لكن الدعم الأميركي لا يعني أن الأزمة لن تنفجر. وإذا ظلت إسرائيل تناشد دعم الولايات المتحدة بشأن هذه القضية ودفعتها إلى اتخاذ قرار متهور، فمن المحتمل أن تصبح البلاد أسوأ حالا.