الرئيسة \  مشاركات  \  بعض السجّانين أصحاب ضمائر حيّة، وأكثرهم مبتلون بالأمراض، ولكلٍّ ثمنٌ، أو ضريبة!

بعض السجّانين أصحاب ضمائر حيّة، وأكثرهم مبتلون بالأمراض، ولكلٍّ ثمنٌ، أو ضريبة!

12.06.2021
عبدالله عيسى السلامة




السجانون الذين يعملون في سجون الظلمة ، في زنازين القهر السياسي ، أكثرهم مبتلون بأمراض مختلفة : 
منهم من أصيب بشخصه ، ومنهم من أصيب بعض أفراد أسرته ؛ ولاسيّما أولاده ! وكثير من هذه الأمراض مُعدية ، تنتقل بين أفراد الأسرة ، فتصيب الأبناء جميعاً ! 
أحد الذين عرفناهم ، وهو بسيط في تفكيره وفي منطقه ، كان أفراد أسرته يصابون بقرحة في سقف الحلق ، والمرض يتنقل بينهم واحداً واحداً ، وهو يتحدث عن هذه العلة ويشكو منها باستمرار، أمام زملائه الجلاّدين ، وأمام السجناء الذين يعذّبهم عند التحقيق معهم ! وهو لايعرف كيف يتصرف ، وكلّ مايجيده هو الشكوى ! ولن نتحدّث ، هنا ، عن فقر الحال ، بسبب ضآلة الراتب ، الذي يقبضه لقاء عمله في سجون الظالمين ؛ إذ لايكاد أحد هؤلاء الجلادين يتقاضى ما يسدّ حاجته وحاجة أسرته ، من الطعام والشراب وإيجار المنزل الذي يقيم فيه ، وهو منزل بائس ضيّق ، لايكاد يتسع لأفراد الأسرة ! وإذا قيس إلى منازل القادة ، الذين يشرفون على عمله ويكلفونه بتعذيب الأبرياء .. يُعدّ قبراً تتكدس فيه أسرته الشقية !
وما ذكرناه هنا مجرّد مثال أو نموذج ، للعاملين في هذه الزنازين البائسة ، وقاعات التعذيب البشعة !
أحد الجلادين المعروفين بالقسوة ، في معاملة السجناء السياسيين ، كُسرت رجله في مكان منها يعيق حركته ، ويضطرّه إلى رفعها باستمرار، معلقة فوق سريره ! وظلّ شهوراً على هذه الحال ! وكان يرى الرجال يدخلون إلى عند نسائه ، من زوجة وبنات ، ولا يستطيع أن يفعل شيئاً ؛ وإلاّ فإنهن ينهرنه ويسمعنه كلاماً سيّئاً ! 
وهذا أحد النماذج المعروفة أيضاً ، في مهنة التعذيب ، التي يمتهنها الظلمة ، ويكلفون بتنفيذها الصغار، من الموظفين العاملين في المهنة ! 
ولا بدّ من التذكير، بأن طيبة القلب لا تعني الامتناع عن الفعل البشع ؛ بل قد يكون أطيبُ الناس قلباً أكثرهم إمعاناً في الإجرام ؛ وذلك لإرضاء رؤسائه ، الذين يثنون عليه ، ويمجّدون فعله ، الذي يدلّ على إخلاصه في عمله ، كما يوهمونه !