الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سبع ضائقات تحاصر نصر الله

سبع ضائقات تحاصر نصر الله

27.01.2015
رونين بيرغمان


القدس العربي
يديعوت 25/1/2015
صحف عبرية
الاثنين 26-1-2015
في اسرائيل يتغير دفعة واحدة المزاج العام في مواضيع الأمن: من نوع من الفرح والرضى، وربما الفخار، على ضرب الخلية القيادية لحزب الله في الجولان، إلى قلق عميق من حرب سرعان ما ستقع ضد حزب الله، وربما مواجهة أوسع، مع إيران ايضا، بعد أن قتل جنرال من الحرس الثوري في عملية الاغتيال.
غير أنه في الطرف الاخر، اذا ما نظرنا إلى الوضع بعيني نصرالله، فان الوضع ليس لامعا، والضربة قد أمسكت به في لحظة غير مناسبة حقا. فلو كان هذا منوطا به لفضل الا يقف امام معضلة ان يرد ويثأر باسرائيل، بدلا من أن يقعد بصمت. فهذه هي الفترة الاصعب من ناحية الامين العام الكفؤ كالشيطان (او الشيطان الكفؤ، فليختر كل التعبير كما يشاء) منذ عين في المنصب بعد أن قتل سلفه، موسوي، في اغتيال اسرائيلي.
اولا، بسبب اسرائيل. منذ شباط 2008، حين قتل عماد مغنية، تعرض حزب الله لسلسلة من الضربات المتكررة التي نسبها جميعها لاسرائيل: اغتيال عدة نشطاء آخرين، وعلى رأسهم حسن القيس، رئيس ذراع تطوير الوسائل القتالية في المنظمة: قصف لمخازن السلاح والذخيرة لحزب الله بما فيها تلك التي اقامها جنوبي الليطاني وبضربها ثبت أنه يخرق قرارات الامم المتحدة؛ قصف قوافل السلاح من سوريا إلى لبنان؛ والان، اصابة جهاد مغنية، الذي اراد نصرالله ان يجعله رمزا كي يثبت بان اسطورة مغنية حية تركل العدو الصهيوني.
ثانيا، بسبب اسرائيل. تكاد تكون كل عشرات العمليات التي خطط حزب الله لها كي ينتقم من الافعال آنفة الذكر احبطها الموساد. ونجحت العملية في برغاس واصابة زوجة الدبلوماسي الاسرائيلي في الهند، ولكن هاتين العمليتين اصغر بالاف المرات مما سعى حزب الله لعمله، ولا تشكلان من ناحيته شيئا يقترب على الاطلاق من الثأر. فضلا عن ذلك، ففي تفجير السفارة الاسرائيلية في الارجنتين في 1992، في اعقاب اغتيال موسوي – كان هدف الثأر هو اعادة صياغة قواعد اللعب مع اسرائيل. اما هذه المرة، فتواصل اسرائيل طريقها ولا تتوقف.
ثالثا، بسبب اسرائيل. لقد اكتشف حزب الله مؤخرا جاسوسا اسرائيليا في قيادة المنظمة، بسببه احبطت العمليات آنفة الذكر وقتل مغنية الاب. وجاء اغتيال مغنية الابن يثبت بان المنظمة لا تزال مخروقة. فمجرد وجود عميل اسرائيلي، اذا كانت القصة صحيحة، يثبت بان ما كان حزب الله واثقا بانه لا يمكن ان يحصل – في أن رجاله مخلصون جدا، مؤمنون جدا دينيا وقوميا وشيعيا بحيث انهم لا يمكنهم أبدا ان يوافقوا على العمل "للعدو الصهيوني". وفي واقع الأمر فإن هذا الكشف ضربة معنوية شديدة للغاية.
رابعا، بسبب سوريا. لقد بعث حزب الله في السنوات الثلاثة الاخيرة بالمئات بل وربما بالالاف من مقاتليه لمساعدة الاسد في الحرب الاهلية. عمليا، اذا كان هناك سبب مركزي واحد منع حتى الان هزيمة الاسد فهو دعم حزب الله وإيران. ولكن لهذا الدعم يوجد ثمن باهظ – المعركة في سوريا لم تحسم بعد، وهي بعيدة عن ذلك، وفي هذه الاثناء لم يثبت حزب الله بانه يمكنه أن يحسمها رغم الجهود العظيمة. لقد تكبد حزب الله اصابات كثيرة في المعارك في سوريا، ولانه انضم إلى جيش نظامي فقد كشف عن قواته، التي اعتادت على الاعمال السرية، أمام تسلل قوى الاستخبارات المعادية. ولا يمكن الاستبعاد بامكانية أن يكون من ضرب جهاد مغنية قد استغل هذا الانكشاف.
خامسا، بسبب لبنان. فانضمام حزب الله إلى الحرب في سوريا اثار انتقادا حادا للغاية في لبنان. فالسنة، الدروز والمسيحيون يسألون لماذا ادعى حزب الله بانه بقي ميليشيا هدفها مكافحة اسرائيل ولكنها عمليا تساعد في ذبح مواطني سوريا. وقد أدى الدعم للاسد إلى عمليات من المنظمات السنية السورية التي ينتمي بها إلى الجهاد العالمي ضد حزب الله وممثلي لبنان. وبالتالي فقد فتح نصرالله لنفسه جبهة اخرى.
ساسا، بسبب لاهاي. لنصرالله هو الاخر توجد مشكلة صعبة مع المحكمة الدولية. فمحكمة خاصة تعنى منذ بداية 2014 بخطوة استثنائية لمحاكمة خمسة نشطاء، احدهم ابن عائلة مغنية، على قتل رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري في 2005. واذا ما ادينوا، فان ادعاء نصرالله بانه سياسي يحرص على مصالح عموم اللبنانيين سيظهر ككذبة وقحة.
سابعا، بسبب المال: حزب الله هو أولا وقبل كل شيء منظمة اجتماعية، دينية وسياسية للشيعة في لبنان. ومن أجل اعالة هذا الجهاز هناك حاجة للمال. وقد تعرض حزب الله في السنوات الاخيرة لسلسلة من قضايا الفساد، اطلع الجمهور على بعضها فقط. وبسببها، ضمن امور اخرى، قلصت إيران التمويل للمنظمة التي تعاني اليوم من مشاكل مالية قاسية. كل هذه هي فقط خلاصة مشاكل نصرالله التي بسببها مشكوك في أن يسارع إلى اشعال وضع قتالي عام ضد اسرائيل، او يخاطر برد محدود من شأنه أن يؤدي إلى مثل هذه الحرب.