الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قمة بريكس والقضايا السياسية

قمة بريكس والقضايا السياسية

21.07.2014
صحيفة نيزافيسمايا الروسية



البيان
الاحد 20/7/2014   
انعقدت الأسبوع الماضي في مدينة فورتاليزا البرازيلية قمة مجموعة دول "بريكس"، الخمس، روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، وهي القمة السادسة لمجموعة الدول الأسرع نموا اقتصاديا في العالم، والتي انطلقت عام 2008 بمبادرة روسية صينية، وانضمت لها جنوب إفريقيا عام 2010، وقد غلب الطابع الاقتصادي على القمم السابقة للمجموعة، لكن هذه القمة جاءت مختلفة عن سابقاتها بتركيزها على القضايا السياسية الساخنة على الساحة الدولية، وخاصة الأزمة في أوكرانيا، والازمة السورية، والاعتداءات الإسرائيلية على الفسطينيين، وقضية النووي الإيراني، وأيضا قضية العقبات التي تفرضها بعض الدول بدون أي سند قانوني دولي ودون الرجوع لمنظمة الأمم المتحدة، كما ناقشت القمة الهيمنية الغربية على المؤسسات المالية الدولية، واستخدام هذه المؤسسات لابتزاز الدول التي تواجه أزمات مالية واقتصادية.
وأدانت قمة البريكس النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، واعتبرته أكبر عائق لعملية السلام في الشرق الأوسط، ودعت لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي بالطرق السلمية من خلال إقامة دولتين ضمن حدود العام 1967. كما دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا من جميع الأطراف المتصارعة هناك، وطالبت بتقديم الدعم الإنساني للشعب السوري ومنع تسريب السلاح من الخارج للقوى المتحاربة، وتمكين المنظمات والوكالات الإنسانية من الدخول وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2139. وفي ما يخص إيران أكدت مجموعة البريكس حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ورحبت بـ"النتائج الإيجابية" للمباحثات بين إيران والسداسية الدولية (روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) بشأن الملف النووي، وأعربت عن أملها في استمرار المباحثات للوصول إلى حل نهائي للمسألة النووية الإيرانية.
هذا الطابع السياسي الذي اتسمت به قمة مجموعة بريكس السادسة، والذي تميزت به عن القمم السابقة التي ساد عليها الطابع الاقتصادي، يعكس تحولات هامة على الساحة الدولية، وسعيا دؤوبا من هذه المجموعة لكسر منظومة القطب الأوحد التي لم تعد تتناسب مع الوضع الدولي، والتي فشلت فشلا ذريعا في مواجهة المشاكل المتصاعدة على الساحة الدولية، بل ولعبت دورا واضحا في تصعيد وتأجيج هذه المشاكل.