الرئيسة \  مشاركات  \  مَن ربَطَ هاتين ، قادرٌ على ربط هؤلاء !

مَن ربَطَ هاتين ، قادرٌ على ربط هؤلاء !

21.04.2018
عبدالله عيسى السلامة




ظلت البقرتان تنفلتان ، وتنطلقان باتجاه حقل القطن ، للجار العجوز، فتعيثان فيه فساداً ، بين أكل من أشجاره ، وإتلاف لبعضها ، بالأرجل والأسنان !
  وكان الشيخ العجوز، يخبر صاحبة البيت ، شاكياً ، بما تفعل البقرتان بحقله ، الذي يتعب فيه ، من الصباح حتى المساء .. ويرجوها أن تكفّ أذى بقرتيها عن حقله ! وهي تعتذر له ، في كلّ مرّة ، وتعِدُه ، بأن تربط البقرتين ، جيّداً ، فلا تنفلتا على حقله .. لكن ، دون جدوى !
وفي المرّة الأخيرة ، طلب من المرأة ، أن تربط بقرتيها ، فاعتذرت بأنها عاجزة عن ربطهما .. فقل العجوز، بألم وحرقة : لا عليك ، يا ابنتي ، الله يربطهما !
في الصباح ، أفاق الرجل ، صاحبُ البقرتين ، ودخل إلى بقرتيه ، في الغرفة الصغيرة (الحاكورة) فوجدهما مخنوقتين! فقد مدّت إحداهما رأسَها، من الطاقة الصغيرة ، وأخرجت رقبتها منها ، ثمّ حذت الثانية حذوَها، فمدّت رأسها من الطاقة ! وحين أرادت كل منهما ، أن تعيد رأسها ، إلى داخل الحاكورة، بدأت تشدّه، بحيث يمنعها رأس الثانية، من إدخاله ! وظلتا هكذا، حتى اختنقتا !
كان صاحبهما ، يردّد ، أن أشدّ أسفه عليهما ، نابع من أنه لم يتمكّن ، من ذبحهما، ليفيد من لحمهما ، فذهبتا هدراً !
فقد ربطهما الله ، حفاظاً على رزق العجوز، وانتقاماً له !
  هذه قصّة حقيقية ، جرت في إحدى قرى حلب ، في ستينات القرن الماضي ، والكثيرون ، من شهودها ، أحياء !
فهل يعجز مَن ربط البقرتين ، عن ربط سواهما، من الوحوش البشرية، وغيرها !؟ حاشاه ! يبقى أن يتوكّل عليه المظلومون، الذين اشتدّت عليهم الكُروب، وتكالبت عليهم خنازيرُ الأرض، وذئابُها..ولاسندَ، لهم ،غيرُه !