اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ مَن ربَطَ هاتين ، قادرٌ على ربط هؤلاء !
مَن ربَطَ هاتين ، قادرٌ على ربط هؤلاء !
21.04.2018
عبدالله عيسى السلامة
ظلت البقرتان تنفلتان ، وتنطلقان باتجاه حقل القطن ، للجار العجوز، فتعيثان فيه فساداً ، بين أكل من أشجاره ، وإتلاف لبعضها ، بالأرجل والأسنان !
وكان الشيخ العجوز، يخبر صاحبة البيت ، شاكياً ، بما تفعل البقرتان بحقله ، الذي يتعب فيه ، من الصباح حتى المساء .. ويرجوها أن تكفّ أذى بقرتيها عن حقله ! وهي تعتذر له ، في كلّ مرّة ، وتعِدُه ، بأن تربط البقرتين ، جيّداً ، فلا تنفلتا على حقله .. لكن ، دون جدوى !
وفي المرّة الأخيرة ، طلب من المرأة ، أن تربط بقرتيها ، فاعتذرت بأنها عاجزة عن ربطهما .. فقل العجوز، بألم وحرقة : لا عليك ، يا ابنتي ، الله يربطهما !
في الصباح ، أفاق الرجل ، صاحبُ البقرتين ، ودخل إلى بقرتيه ، في الغرفة الصغيرة (الحاكورة) فوجدهما مخنوقتين! فقد مدّت إحداهما رأسَها، من الطاقة الصغيرة ، وأخرجت رقبتها منها ، ثمّ حذت الثانية حذوَها، فمدّت رأسها من الطاقة ! وحين أرادت كل منهما ، أن تعيد رأسها ، إلى داخل الحاكورة، بدأت تشدّه، بحيث يمنعها رأس الثانية، من إدخاله ! وظلتا هكذا، حتى اختنقتا !
كان صاحبهما ، يردّد ، أن أشدّ أسفه عليهما ، نابع من أنه لم يتمكّن ، من ذبحهما، ليفيد من لحمهما ، فذهبتا هدراً !
فقد ربطهما الله ، حفاظاً على رزق العجوز، وانتقاماً له !
هذه قصّة حقيقية ، جرت في إحدى قرى حلب ، في ستينات القرن الماضي ، والكثيرون ، من شهودها ، أحياء !
فهل يعجز مَن ربط البقرتين ، عن ربط سواهما، من الوحوش البشرية، وغيرها !؟ حاشاه ! يبقى أن يتوكّل عليه المظلومون، الذين اشتدّت عليهم الكُروب، وتكالبت عليهم خنازيرُ الأرض، وذئابُها..ولاسندَ، لهم ،غيرُه !