الرئيسة \  مشاركات  \  إذا طُرح السؤال.. فما الجواب ؟

إذا طُرح السؤال.. فما الجواب ؟

06.02.2018
عبدالله عيسى السلامة




1) أسئلة تحمل إجاباتها :
 *) إذا قتِل الناس في بلاد كالعراق ، أو فلسطين ، أو أفغانستان ، أو الصومال .. وطُرح السؤال : لمَ يقتَـل الناس في هذه البلاد !؟ يكون الجواب واضحاً ومفهوماً : إن البلاد في حالة حرب ..  حرب أهلية ، أو حرب مع عدوّ خارجي . ( أمّا أسباب الحروب، فالأحاديث فيها شتّى ، والتفسيرات مختلفة ! وفي العادة، يكون صاحب الصوت الأقوى، هو الذي يقدّم التفسير الذي يفرض نفسه ، بالحقّ أو بالباطل ، على أكثرية الناس !).
*) وإذا هاجرَ الناس من بلادهم ، بسبب الحرب ، أو المجاعة .. وطُرح السؤال عن سبب هجرتهم ، يأتي الجواب واضحاً ، كذلك : إن الحرب ، أو المجاعة ، هي سبب الهجرة !
*) وإذا حكِمتْ دولة ما ، تعاني من مشكلات داخلية خطيرة ، تهدّد أمن الوطن والمواطنين ، أو حرب فعلية ، قائمة على الأرض ، مع عدوّ خارجي.. إذا حكِمت  بقانون الطوارئ ، في أثناء فترة الحرب ، أو المشكلات الداخلية ، فإن السؤال عن الحاجة إلى قانون الطوارئ ، يجد جوابه سريعاً ، بالتذكير بحالة الحرب ، أو المشكلات القائمة داخلياً !
*) وإذا قامت حالة من الفوضى والاضطرابات العنيفة ، في دولة ما ، أو منطقة منها، وحبِس العشرات ، أو المئات ، من البشر، في الدولة المعنية ، أو المنطقة المعنية .. فإن السؤال عن سبب حبس البشر، يحمل إجابته في نفسه ، وهي أن المنطقة مضطربة ، ولابدّ من فرض الأمن فيها ، باعتقال بعض العناصر المسبّبة للاضطرابات !
2) فما الإجابات على الأسئلة التالية :
- لمَ يقتل المواطنون في سورية ، في مظاهرة سلمية ، أوفي سجن (تحت التعذيب .. أو بمنع الدواء عن المرضى المسجونين) !؟
- ولمَ يهاجر المواطنون السوريون من بلادهم ، طلباً للأمن ، أو بحثا عن الرزق ، خارجها.. وبلادهم من أغنى بلدان العالم ، بخيراتها وثرواتها .. كما أنها تتمتّع باستقرار أمني رائع ، (كما يقول سدَنة الحكم فيها) !؟
- ولمَ تحكَم سورية بقانون الطوارئ ، طوال أربعين عاماً ، وليس فيها حالة حرب قائمة، ولا مشكلات أمنية خطيرة ، تستدعي وجود هذا القانون !؟
- ولمَ يحبَس المواطنون في سورية ، بالمئات ، بل بالألوف ، في سائر مناطقها ، ومحافظاتها ، ومدنها ، وقراها .. لمجرّد كلمة تقال ، أو رأي يصدر عن مواطن ، في مسألة من مسائل السياسة ، أو الاقتصاد ، أو غيرها ، من  المسائل التي تهمّ وطنه ، وتؤثّر في مصيره ، ومصير شعبه وأمّته..!؟
*) إن سورية كلها ، وطناً وشعباً ، معنيّة بسماع إجابات وافية مقنعة ، على هذه الأسئلة! وربّما كان في أذهان الكثيرين من المواطنين ، إجابات معيّنة ، تختلف باختلاف الفهوم والثقافات ، والرؤى والتصورات ..!
 فقد يفسّر بعض الناس ، ما يجري في سورية ، من قتل وحبس ، بدافع الخوف الذي تعيشه الزمرة الحاكمة ، التي سرقت سلطات ليست لها ..! وقد يفسّره بعضهم بالظلم المتعمّد ، أو الانتقام المقصود ، لأسباب يجهلها أكثر المواطنين في البلاد ..!  وقد يفسّر بعضهم قانون الطوارئ ، المستمرّ أكثر من أربعين سنة ، بالخوف ، كذلك ، أو بالانتقام من الشعب السوري ، أو بالظلم المتعمَّد النابع من نفسيات مريضة ..! وقد يفسّر بعضهم حالات الهجرة من الوطن ، بالبحث عن فرص أفضل ، للعيش وطلب الرزق ! كما قد يفسّرها بعضهم ، بأنها هرب من جوع ، سبّبه لصوص السلطة ، الذين سرقوا خيرات البلاد ، ونهبوا ثرواتها وأموالها، وكدّسوها لحسابهم، وحساب أقاربهم، في المصارف، وفي الشركات الاستثمارية، والعقارات ، والقصور الفخمة .. داخل البلاد وخارجها ..!
 وهكذا.. قد تختلف التفسيرات ، من شخص إلى آخر ..!  
إلاّ أن المطلوب ، هو إجابات يتّفق عليها أكثر العقلاء من أبناء الوطن ، عسى أن يكون في هذا الاتفاق ، ما يساعد على توحيد الرؤى ، ثم على توحيد المواقف ، ثم على توحيد أساليب العمل .. لمعالجة جوانب الخلل المشار إليها ، والتي يعاني ، من تأثيراتها البشعة ، أبناء البلاد جميعاً !
 والسؤال الأهمّ ، هو: لقد كان هذا ، كله ، قبل الثورة السورية في عام/ 2011 / ! فهل كان الشعب السوري الثائر، على حق ، في ثورته ، أم على باطل !؟