الرئيسة \  ملفات المركز  \  عام على مجزرة القرن : صمت عالمي و شعب يرفض النسيان 20/8/2014

عام على مجزرة القرن : صمت عالمي و شعب يرفض النسيان 20/8/2014

21.08.2014
Admin



عناوين الملف
1.     عام على الكيماوي.. وحدهم أطفال الغوطة يعرفون الحقيقة
2.     أعداء الضربة الأمريكية في الأمس.. يطالبون بتنفيذها اليوم!
3.     ’’المضحك المبكي‘‘ في تصريحات الأسد وأبواقه بعد الضربة الكيماوية!
4.     عام على مجزرة "الأسد" الكيماوية قرب دمشق...جرائم نظام الأسد لا تزال مستمرة رغم نزع سلاحه الكيماوي
5.     عام على مجزرة "الأسد" الكيماوية قرب دمشق...جرائم نظام الأسد لا تزال مستمرة رغم نزع سلاحه الكيماوي
6.     مناصري الثورة السورية في الأردن يعتزمون دخول "جينيس" برفع لوحة صور لـ50 ألف شهيد
7.     مجزرة تؤرق الذاكرة من دون محاسبة الجُناة
8.     رفع صور 50 الف من شهداء الثورة السورية الخميس امام السفارة
9.     خبير سوري: جرّدوا النظام من ''الكيماوي'' وأبقوا "الكلور" الفتّاك
10.   بيروت تتذكر مجزرة الكيماوي
11.   مكتب لتوثيق الكيماوي السوري يقلل من أهمية إعلان أوباما الانتهاء من إتلاف أسلحة النظام الكيماوي
12.   عامٌ على مجزرة الكيماوي.. ماذا حدث في تلك الليلة السوداء؟
13.   مجزرة الكيماوي و قيامة الغوطتين / علنية جرائم النظام السوري والصمت الدولي – د.خولة حسن الحديد Byد.يحي العريضي يسخر من تقرير سي ان ان عن حجج اميركا بعدم التدخل ضد داعش في سورية
14.   “استنشاق الموت” أيام فقط تفصلنا عن ذكرى مجزرة القرن
15.   ’’استنشاق الموت‘‘ نشطاء سوريون يحيون الذكرى الأولى لمجزرة كيماوي الأسد
16.   حملات للتنديد بصمت العالم على ضرب السوريين بالكيميائي
17.   كيماوي الأسد.. هولوكوست القرن
18.   منظمات حقوقية تطالب بإحالة ’’بشار الكيماوي‘‘ لمحكمة الجنايات الدولية
 
 
عام على الكيماوي.. وحدهم أطفال الغوطة يعرفون الحقيقة
الرأي م 15:31 2014 ,20 أغسطس
غازي دحمان - ساحة الرأي | أخبار الآن
لا تزل جدران بيوت الغوطة واشجار بساتينها لم تستفق من هول صدمة ذلك اليوم، حين قام الطاغية بعصف الغوطتين بسلاحه القذر غدرا، ودونما رحمة بأطفالها الذين لم يخطر ببالهم ان تلك ستكون أخر لياليهم في هذه الدنيا، ما زال كل شيئ في الغوطة يذكرك بالمأساة الرهيبة، القبور الجماعية للمدنيين، الأشجار التي ذوت من الشتاء الكيماوي، ومن ظلوا أحياء يعيشون هول الذكرى ومأساتها.
وحده المجتمع الدولي كانت لديه القدرة الاسطورية على نسيان الحدث ولفلفته، بل انه استثمره فباع وإشترى به، لدرجة يمكن معها اعتبار الذكرى الاولى لمجزرة الكيماوي تتطابق مع الذكرى السنوية الاولى للترحم على ضمير العالم، الذي وصلت وقاحة بعض اعلامه الى، ليس فقط تبرئة المجرم من فعلته، بل وإتهام الضحايا بارتكاب الجرم ضد انفسهم، وليس بما يشبه الفعل الإنتحاري، وانما بهدف تشويه سمعة بشار الاسد وإحراجه دوليا!، ألم يكلف سيمور هيرش نفسه عناء اثبات تلك المعادلة؟، ألم يحاول روبرت فيسك الالتفاف على هذه الحقيقة بشتى الوسائل؟، بل ألم تسخر الدبلوماسية الروسية نفسها عناء اثبات أن المقتلوين هم المجرمون ذاتهم ومن لا يصدق فليسألهم!.
لقد كشفت مأساة الكيماوي أن بإمكان العالم أن يكون ساذجا متى رغب بذلك، ربما لأن السذاجة تريح من عناء مناصرة المظلوم والتكفل بالاستحقاقات التي قد ترتبها قضية مناصرته، وربما بقصد اراحة ضمير رأيه العام وإبعاده عن التشوش في متابعة قضايا لا تشكل في حسابات الغرب اي أرباح استراتيجية واضحة ولا مصالح قومية، رغم المفارقة هنا أن منع حصول ابادات جماعية مسألة تدخل في صلب مصالح الامن القومي للكثير من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، على ما تؤكد أدبياتها السياسية!.
لم يكن غريبا أن تبتدع الذهنية الدولية مخرجا غريبا لأزمة الضمير التي واجهتها في مأساة الغوطة، إذ لأول مرة في تاريخ الجرائم والمحاكم يتم الطلب من المجرم تسليم أداته الجرمية مقابل تركه وشأنه، نعم هذه الحادثة حصلت في القرن الواحد والعشرين، والعالم يدعي انه متخم بنظريات العدالة وحقوق الإنسان ونبذ العنصرية واحترام الجنس البشري!، تم تسجيل الواقعة ضد مجهول، علّ ذلك لا يحرج السياق الشعاراتي للضمير العالمي، وإلا فإن العالم سيضطر حينها الى الكشف عن العطب الموجود في منظومته الاخلاقية والذي ينطوي على ازدواجية معيارية تميز بين بشر واخرين وترتكز على المصلحة قبل كل شيئ.
غير أن السياسة الدولية أثبتت للمرة الألف أنها خبيثة وماكرة، فهي لم تذهب الى احتضان الأسد ولا الى اعادة تأهيله، والغالب انها لن تفعل، لكنها تركت باب الإحتمالات مواربا بالنسبة له، لم تغلقه تماما ولم تفتحه على مصراعيه، تركته يعيش لحظات نزق وجنون، وتركته فريسة لأحلامه وهواجسه بنفس الوقت، تركت الباب لمستشاري السوء لديه يطعمونه الامال الفارغة بإقتراب استدارة مواقف الدول وسياساتها، وعلى أمل ان يجري اعادة تشعيله للقيام بالمهام القذرة التي اعتاد النظام القيام بها منذ عهد أبوه، والتي صنع بفضلها شهرته كلاعب لا يوفر الادوار القذرة ويعرف كيف يستفيد منها.
على وقع هبات ساخنة وباردة يعيش الاسد متخفيا من جرائمه في أحد الاوكار في دمشق، علّ داعش تنقذه عبر رفع سوية جرائمها فبتلهى العالم عنه، بل ويصير أحسن السيئين، هو يشتغل ليلا نهارا على هذا الامل، وتتكفل منظومة حلفاءه بمحاولة تحويل الامل الى واقع، وفي سبيل ذلك يجري منح داعش مساحات اوسع للتمدد ونشر جرائمها وخاصة تجاه الاقليات والضعفاء في المنطقة، اذ يدرك نظام الاسد أن لا شيئ ينقذه سوى أفعال من هذا القبيل، في اطار هذه الاستراتيجية يمكننا فهم الأبعاد الحقيقية لطبيعة الظواهر التي حصلت في الاونة الأخيرة مثل انهيار الجيش العراقي بالشكل الدراماتيكي وانسحاب القوة المتمركزة في جبال سنجار وسهل نينوى بدون تبرير منطقي كافي، ألم تتحدث النائبة العراقية فيان الدخيل ذات الاصول اليزيدية عن مؤامرة إدخال داعش على اليزيديين؟، ألم يتم رفع الحماية عن مسيحي سهل نينوى وتركهم يواجهون مصائرهم مع داعش؟.
هي لعنة الكيماوي، التي انطلقت رياح سمومها من الغوطة، صحيح أن ضحاياها المباشرون كانوا أطفال الغوطة وذويهم، وبطريقة غادرة وخسيسة، لكنها لحظة أسست للخراب العميم في المنطقة، كل ما يحصل هو تداعيات على هامش المذبحة، هي محاولات لرفع سقوف الجريمة أكثر وأكثر علّ ذلك يتيح فتح نافذة يهرّب من خلال المجرم متأبطا كومة جرائمه الكبيرة، وهي أيضا افرازات طبيعية لسياسة الخبث الدولية، ذلك أن الرياح لا تجري دائما وفق هواها، فلا يمكنها التحكم دائما بمخرجات الاحداث ولا بطبيعة مألاتها، وأحيانا كثيرة تصبح أسيرة لمقتضياتها وتطوراتها.
سيذكر التاريخ أنه تهيأت لحظة إنعطافة تاريخية لكي يتصالح العالم مع ضميره، يوم فكر الرئيس الامريكي باراك اوباما بلعب دور القاضي في قضية موت أطفال سورية عصفا بالكيماوي، ويوم زمجر وإختبأت كتائب الموت في غرف نوم الأهالي ومدارس الاطفال، قيادات وجنود، يوم راح الأسد يتوسل حلفاءه بالكرملين تدبير مخرج له من ورطته، يومها استقر باله أنه ما عاد هناك منفذ، الجريمة كاملة الأركان، الخطوط الحمر جرى تمزيقها والقفز بعيدا عنها، ولا إمكانية للتخفي والإختباء والتدليس والتسويف، تقنيات واشنطن رصدت كل من مكالمات قادته التي أعطت الاوامر الى أمكنة إطلاق صواريخ السموم، وحتى تخابرات حلفاءه الذين صرخوا أن الأسد قد جن وإستخدم السلاح المحظور.
سيذكر التاريخ ذلك بألم، لكنه سيسجل أن الإنعطافة لم تحصل، فقد غيرت العربة مسارها وراح القاضي يهذي بكلام غير مفهوم عن ما هو واجب وما هو ممكن، وبهذيانه سيدخل ضميرالعالم غرفة الإنعاش، ويستمر الأسد في البحث عمن يكلفه بأدوار قذرة، ساعة تتراءى له في أفعال داعش المجنونة ومرة في تعميم الفوضى على الإقليم، لكن وحدهم أطفال الغوطة الذين ماتوا غدرا وغيلة يعرفون لما حصل معهم ذلك، ويثقون بأن المجرم الذي إعتدى على براء
======================
أعداء الضربة الأمريكية في الأمس.. يطالبون بتنفيذها اليوم!
جابر المر
مراسل أخبار الآن
أخبار الآن | دمشق - سوريا - (جابر المر)
بعد مجزرة الكيماوي في العام الفائت هددت الولايات المتحدة الأمريكية النظام السوري بتوجيه ضربة عسكرية لقواعد النظام في سوريا، فانبرى بعض السوريين من المؤيدين للنظام للدفاع عنه بحجة أن أمريكا عدو يجب ألا يضرب الأراضي السورية لأي سبب كان، ولا زلنا نذكر الحملات التي أقامها بعض الشبيحة ومنها حملة على صدورنا التي نفذها بعض الفنانين السوريين بعد جملة سلاف فواخرجي أننا سنواجه الضربة الأمريكية بصدور عارية والتي لاقت العديد من موجات السخرية من قبل السوريين.
أما اليوم فإن شبيحة النظام باتوا يعلنون على الملأ أنهم يؤيدون ضربة أمريكية للشمال السوري، تستهدف مواقع داعش، على غرار ما يجري الآن في المناطق التي سيطرت عليها داعش من العراق، حتى بت تجد أحاديث الحواجز في دمشق يدور حول متى ستضرب أمريكا داعش، وما من صوت يقول اليوم أن الأراضي السورية لا يجوز أن يضربها عدوان خارجي لسبب من الأسباب.
من المؤكد أن كل الشعب السوري اليوم يتمنى الخلاص من داعش بأي وسيلة كانت بعدما أمعنت في القتل والمجازر، لكن السؤال الذي يراود الجميع أين اختفت تلك الأصوات التي صدحت منذ عام بالضبط أمام التهديدات الأمريكية أن سوريا للسوريين وهم من يقررون مصيرها متغاضين عن كل من ارتزقهم النظام من الدول الخارجية كإيران والعراق ولبنان للقتال في صفوفه كما لو أن النظام يحارب منفردا وكل العالم سيتدخل للإطاحة به بصفته نظام مقاوم وممانع.
هل الضربات الأمريكية ستستثني المدنيين كما كان يسأل أبواق النظام العام الفائت؟ ألا تُخدش السيادة السورية إن ما تدخلت أمريكا لتخليصها من داعش؟ هذا التنظيم الذي سمنه النظام السوري وإيران ليصبح غولا يهدد المنطقة بأسرها والعالم، يبرر أحد الشبيحة الذين يعملون لصالح جمعية البستان التابعة لرامي مخلوف ابن خال الأسد: " كل العالم يتوحد من أجل محاربة الإرهاب، وهذا أمر مشروع، أما أن يتدخل طرف ما لإسقاط نظام في أية دولة فهذا ينزع عن الأحداث الجارية فيها صفة الثورة ويؤكد على أنها مؤامرة مخطط لها منذ البداية" مرتضيا لنفسه ما حرمه عن غيره حين شتم الثورة التي تستجلب التدخل الخارجي وفق ما أسماه.
أما أم علي أحد نساء ريف دمشق فتعلن بعد أن هدها الجوع والحصار: " ليت القرود تجتمع لتزيح عنا شرين اثنين هما داعش والأسد فنحن لم نعد نستطيع أن نحتمل رؤية أطفالنا يموتون"
يجمع السوريين على أنه ما من طرف يتدخل في الحرب الدائرة إلا وفق مصالحه بعد أن مضى كل هذه المدة على الثورة السورية التي تآمر عليها العالم بأسره، لكنهم باتوا يملون النفاق الذي يمتاز به الشبيحة والموالين ومواقفهم المتغيرة حسب مصالحهم حتى لو اقتضى ذلك التعامل مع إسرائيل نفسها، وكان رامي مخلوف ابن خال الأسد قد لمّح سابقا في كلامه إلى أن أمن إسرائيل من أمن النظام ليكسب ودها ودعمها في حرب عصابتهم على الشعب.
======================
’’المضحك المبكي‘‘ في تصريحات الأسد وأبواقه بعد الضربة الكيماوية!
أخبار الآن| دمشق - سوريا - (ريما ميداني)
اتسمت تصريحات النظام السوري خلال الأحداث الدامية في سورية "بالغرابة لحد توصيف الحالة بـ"المضحك المبكي" لطرافتها واستخفافها بعقول المتابعين لأحداث البلاد الجارية، وكان أكثر تصريحاته صدمة على السوريين والمجتمع الدولي معاً، تلك التي أدلى بها بعد قيامه بمجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية والتي تصادف ذكراها السنوية الأولى غداً "21" آب والتي راح ضحيتها 1450 شخصاً العام الماضي.
وكان أكثرها صدمة تصريح "بثينة شعبان" المستشارة الإعلامية في القصر الجمهوري السوري بتاريخ 5\9\2013، والذي اعتبره الكثيرون أنه من أغرب ما صدر عن النظام، رغم كثرة عجائب تصريحاته السابقة حينما صرحت لقناة "سكاي نيوز الإنجليزية" في محاولة لإثبات عدم تورط النظام في مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية لدمشق.
قائلة إن "الحكومة السورية ليست مسؤولة عن اعتداءات 21 أغسطس/آب التي راح ضحيتها 1400 شخص، بحسب التقديرات الأميركية، بل المسؤول عن ذلك المعارضة التي قامت بخطف الأطفال والرجال من قرى اللاذقية وأحضرتهم إلى الغوطة الشرقية دوما، وقامت بوضعهم في مكان واحد واستخدمت ضدهم الأسلحة الكيماوية"، مشيرة بشكل واضح إلى أن ضحايا المجزرة هم من الطائفة "العلوية" لانتمائهم إلى قرى اللاذقية العلوية. هذا ويبدو التصريح غريباً خصوصاً أن المسافة بين تلك القرى التي تتحدث عنها شعبان وبين دمشق لا تقل عن 400 كم.
كذلك تصريح وزير الخارجية السورية وليد المعلم في 25 آب الماضي، عندما نفى مزاعم استخدام دمشق للسلاح الكيميائي، معتبراً أنها خدعة جديدة تستهدف الشعب السوري وحكومته. وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أكد المعلم أن استخدام السلاح الكيميائي جريمة ارتكبها التكفيريون، مشيراً الى أن حكومته ستسهل زيارة المفتشين إلى الأماكن التي تعرضت لهجوم كيميائي محتمل. في وقت حذرت فيه طهران من أي تدخل عسكري في سورية مشيرة إلى أن أي تحرك أو تصريح من شأنه أن يؤدي لمزيد من التوتر في المنطقة.
ويأتي هذا التصريح لوزير الخارجية السورية متناقداً تماماً مع تصريح "سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية" الذي قال أنه "سیحث سورية على وضع الأسلحة الكيماوية تحت الرقابة الدولية إذا كان ذلك سيمنع الضربات العسكرية، كما دعا "لافروف" القادة السوريين ليس فقط إلى الموافقة على وضع مخزون سورية من الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية، ثم التخلص منه، لكن أيضاً إلى الانضمام بالكامل الى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية". وأن (موسكو لا تعرف إن كانت سورية ستقبل باقتراحها وضع السلاح الكيمياوي تحت رقابة دولية).
ويأتي ترحيب" دمشق بهذه المبادرة الروسية كدليل مثبت آنذاك على امتلاكهم الكيماوي وذلك في أول رد فعل سوري على تصريحات لافروف باقتراح روسيا "وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية"وصرح المعلم خلال مؤتمر صحفي في موسكو قائلاً "ترحب القيادة السورية بالمبادرة الروسية انطلاقاً من حرصها على أرواح مواطنيها وأمن بلدنا ومن ثقتنا من حرص القيادة الروسية على منع العدوان على بلدنا".
أما "شريف شحادة" إعلامي وسياسي سوري مقرب جداً من النظام أكد بالنفي المطلق امتلاك سورية للسلاح الكيماوي بعد ايام من المجزرة في مقابلة على الهواء مع قناة الجزيرة قائلاً (احتارت الولايات المتحدة الأمريكية في كل مرة كيف "تكذب" تارة أن إيران  تشترك في الحرب، وتارة حزب الله، وتارة وجود خبراء روس يشتركون بالحرب واليوم أتت "بكذبة الكيماوي" وهذه الأسلحة  الكيماوية موجودة فقط في مخيلة أميريكا، كما كانت أسلحة الدمار الشامل في مخيلة "كولن باول" عندما كذب أمام العالم وفي مجلس الأمن بشأن امتلاك العراق لها، (والعالم كله كذب)،
وعبر "شحادة" خلال المقابلة عن عدم قلق بلاده من تدخل أميركي في سورية، "لعدم امتلاك بلاده السلاح الكيماوي" وعدم حاجتها لاستخدامه لقيام جيش لنظام بعمله وعدم حاجته لاستخدامه، وأن المجموعات المسلحة استخدمتها وصورتها على التلفاز وقامت بإجراء تجارب على (الفئران) ولم يصدق ذلك أحد لأنها مجموعات تابعة لتركيا والولايات المتحدة أوغيرها، بدليل رفض الأمم المتحدة طلب النظام إرسال لجنة دولية إلى حلب عندما أخبرتهم سورية باستخدام المجموعات المسلحة لها هناك حيث رفضت اللجنة طلبها وردت أنها سترسل البعثات إلى كافة المدن السورية مما يجعل بلادنا مفتوحة أمامهم وهو ما يأكد امتلاك المجموعات المسلحة لتلك الأسلحة 
وأيضاً يأتي تصريح وزير الإعلام "عمران الزعبي" في 24 أبريل 2013م في موسكو، ليؤكد امتلاك النظام السوري للسلاح الكيماوي بقوله " أن دمشق لن تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد مواطنيها أو حتى في حالة نشوب حرب مع إسرائيل لأسباب أخلاقية في المقام الأول، ثم لأسباب قانونية وسياسية"
وفي سياق متصل، أثارت تصريحات مسؤولين كبار في جهاز الأمن الإسرائيلي، تأكيد تورط نظام بشار الأسد في سورية في استخدام السلاح الكيماوي، حرجاً في البيت الأبيض، نقلاً عن موقع "إسرائيل اليوم" وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، عاموس يدلين، في مقابلة مع قناة تلفزيونية: "بتقديرنا، يستخدم النظام في سورية سلاحاً كيماوياً، وأغلب الظن غاز سارين، في سورية توجد ترسانة هائلة من السلاح الكيماوي". مؤكداً أن "مجرد استخدام السلاح الكيماوي دون رد مناسب من جانب العالم يمكن أن يؤشر إلى أنه شرعي"، وأنه "يجب أن نكون جد قلقين من إمكانية أن يصل سلاح كيماوي الى جهات أقل مسؤولية لا تدير حسابات الربح والخسارة".
أدى هذا التقرير الاستخباري الإسرائيلي إلى حرج في أوساط الإدارة الإمريكية. وادعى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في مؤتمر لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عقد في بروكسل بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يؤكد التقدير حول استخدام السلاح الكيماوي في سورية.
كما يمثل انشقاق الناطق السابق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أو هروبه من دمشق بتاريخ 3\12\2012، ، لغزاً بالغ الأهمية، إثر خلافات مع رموز النظام، بمن فيهم الرئيس ذاته ووزير خارجيته وليد المعلم، عندما قال في تموز الماضي إن "الأسلحة الكيماوية مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية"، وإنه "لن يتم استخدامها إلا في حال تعرضت سورية لعدوان خارجي". وهذا الأمر شكل أول اعتراف رسمي في تاريخ سورية بامتلاكها أسلحة كيماوية، المحرمة دولياً.
 يذكر أن واشنطن أنهت تحييد 600 طن من المواد الكيماوية سلمتها دمشق، بموجب اتفاق دولي.
======================
عام على مجزرة "الأسد" الكيماوية قرب دمشق...جرائم نظام الأسد لا تزال مستمرة رغم نزع سلاحه الكيماوي
دمشق، القاهرة – بوابة الشرق، وكالات
يصادف غدا الخميس "21 أغسطس" ذكرى مرور عام على المجزرة، التي أدت إلى مقتل أكثر من 1100 شخص وإصابة الآلاف بغوطة دمشق، بينهم العديد من النساء والأطفال، بأسلحة كيماوية، أكد الغرب أن مصدرها قوات النظام السوري، وتحل الذكرى وسط حصار خانق بالمناطق المستهدفة، بينما تتمدد تنظيمات متشددة نجحت باجتذاب المزيد من المتطوعين.
ووفق روايات المعارضة السورية والاستخبارات الغربية فقد بدأ الهجوم بالسلاح الكيماوي على الغوطة يوم 21 أغسطس العام الماضي، عبر قصف بالصواريخ على ريف دمشق، وقد أكدت تقارير الأمم المتحدة لاحقا أن الصواريخ كانت تحتوي على غاز السارين السام.
ضحايا الأسلحة الكيميائية في سوريا معظمهم من الأطفال
تبادل الاتهامات
تبادل النظام السوري والمعارضة الاتهامات حول الجهة التي تقف خلف العملية، غير أن تقارير الاستخبارات الغربية القائمة على تحليل مصادر النيران وطبيعة الصواريخ المستخدمة أكدت دور القوات الحكومية بتنفيذ الضربة، ورغم عدم إقرار دمشق بذلك إلا أنها وافقت على إتلاف كافة ترسانتها من المواد الكيماوية بعد تهديد أمريكي بتنفيذ ضربات جوية.
وتبع تسليم سوريا لترسانتها توجيه المعارضة انتقادات واسعة للغرب والولايات المتحدة بسبب تخلفهم عن تنفيذ الضربات ضد دمشق. واعتبرت المعارضة السورية أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أخل بوعوده بالتدخل في سوريا بحال تجاوز ما كان يطلق عليها اسم "الخطوط الحمراء".
رواية المعارضة
من ناحية ثانية قال "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية": إن قوات تابعة لنظام بشار الأسد قصفت من مقر اللواء (١٥٥) في منطقة القلمون بريف دمشق منطقة الغوطتين الغربية والشرقية القريبتين منه، بصواريخ محملة برؤوس كيماوية، وذلك بحسب معلومات قال إنه حصل عليها من مصادر عسكرية داخل جيش النظام، ورفض الكشف عن هويتها لـ"دواع أمنية".
وبدأت المستشفيات الميدانية في مدينة داريا بالغوطة الشرقية لدمشق تستقبل المصابين بأعراض الغاز السام، بعد أن قُتل 60 شخصاً داخل منازلهم، كما استقبلت عدد من النقاط الطبية والإسعافية المصابين في الوقت نفسه تقريباً".
لكن لم يتم التأكد من ماهية المواد الكيماوية التي تم استعمالها، رغم أن شهادات الأطباء تؤكد أن الضحايا والمصابين تعرضوا بشكل مباشر للإصابة بغاز السارين السام، ولكن عدد الإصابات والضحايا الكبير لا يجعلنا متأكدين بشكل تام من طبيعة المادة الكيماوية المستخدمة، أو التركيب المستعمل في استهداف مدنيين في ريف العاصمة، مما يستوجب قيام لجنة التحقيق الأممية حول استخدام الأسلحة الكيماوية بالتحقيق الفوري والسريع داخل تلك المناطق، لتبيان الحقائق كاملة".
وتزامن حصول "المجزرة" مع وصول لجنة التحقيق الأممية حول استخدام الأسلحة الكيماوية إلى دمشق للتحقيق بعدد من الاتهامات من قبل المعارضة لنظام الأسد بشن هجمات بالأسلحة الكيماوية في وقت سابق أبرزها بمنطقة خان العسل بريف حلب شمالي البلاد.
رواية النظام
من جهته نفى رئيس النظام السوري بشار الأسد، الاتهامات الموجهة لقواته بضرب الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق بالأسلحة الكيماوية، متهماً قوات المعارضة بذلك وأن اتهامه بارتكاب "المجزرة" محاولة لجر التدخل العسكري الخارجي إلى بلاده.
ولفت الأسد، بعد 5 أيام على "المجزرة"، إلى أن "المنطقة التي يتحدثون عنها الآن، بأنها تحت سيطرة المسلحين، وبأن الجيش النظامي استعمل فيها سلاحاً كيماوياً "يقصد منطقة الغوطة"، هي منطقة تماس وتداخل بين الطرفين".
يبقى المدنيون الذين قتلوا هم ضحية الأسلحة الكيماوية
لكن إنكار الأسد لم تثبته الوقائع على الأرض، فمثلاً بعد تهديد الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب الهجوم الكيماوي "الأكبر" على ريف دمشق أغسطس من العام الماضي، وافق النظام على مقترح حليفته روسيا بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيماوية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدميرها، لتتراجع واشنطن عن الهجوم.
وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة، التي تقدر بنحو 1300 طن، بحسب ما أعلنته دمشق العام الماضي امتلاكها، عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، وتم تسليم الكمية المصرح بها على دفعات، ليعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الاثنين الماضي، عن الانتهاء من تدمير كامل كمية المخزون الذي أعلن النظام السوري امتلاكه من الأسلحة الكيماوية.
وبين رواية كل من المعارضة والنظام واستمرار تبادل الاتهامات بينهما بالمسؤولية عن ارتكاب "المجزرة"، وعدم إصدار لجنة التحقيق الدولية نتائج تحقيقاتها بشكل رسمي حتى هذا اليوم، واكتفاء الغرب بتجريد النظام السوري من مخزونه الذي أعلنه من الأسلحة الكيماوية، يبقى المدنيون الذين قتلوا وأصيبوا هم الضحية الأكبر.
======================
عام على مجزرة "الأسد" الكيماوية قرب دمشق...جرائم نظام الأسد لا تزال مستمرة رغم نزع سلاحه الكيماوي
منذ 2 ساعة
دمشق، القاهرة – بوابة الشرق، وكالات
يصادف غدا الخميس "21 أغسطس" ذكرى مرور عام على المجزرة، التي أدت إلى مقتل أكثر من 1100 شخص وإصابة الآلاف بغوطة دمشق، بينهم العديد من النساء والأطفال، بأسلحة كيماوية، أكد الغرب أن مصدرها قوات النظام السوري، وتحل الذكرى وسط حصار خانق بالمناطق المستهدفة، بينما تتمدد تنظيمات متشددة نجحت باجتذاب المزيد من المتطوعين.
ووفق روايات المعارضة السورية والاستخبارات الغربية فقد بدأ الهجوم بالسلاح الكيماوي على الغوطة يوم 21 أغسطس العام الماضي، عبر قصف بالصواريخ على ريف دمشق، وقد أكدت تقارير الأمم المتحدة لاحقا أن الصواريخ كانت تحتوي على غاز السارين السام.
ضحايا الأسلحة الكيميائية في سوريا معظمهم من الأطفال
تبادل الاتهامات
تبادل النظام السوري والمعارضة الاتهامات حول الجهة التي تقف خلف العملية، غير أن تقارير الاستخبارات الغربية القائمة على تحليل مصادر النيران وطبيعة الصواريخ المستخدمة أكدت دور القوات الحكومية بتنفيذ الضربة، ورغم عدم إقرار دمشق بذلك إلا أنها وافقت على إتلاف كافة ترسانتها من المواد الكيماوية بعد تهديد أمريكي بتنفيذ ضربات جوية.
وتبع تسليم سوريا لترسانتها توجيه المعارضة انتقادات واسعة للغرب والولايات المتحدة بسبب تخلفهم عن تنفيذ الضربات ضد دمشق. واعتبرت المعارضة السورية أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أخل بوعوده بالتدخل في سوريا بحال تجاوز ما كان يطلق عليها اسم "الخطوط الحمراء".
رواية المعارضة
من ناحية ثانية قال "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية": إن قوات تابعة لنظام بشار الأسد قصفت من مقر اللواء (١٥٥) في منطقة القلمون بريف دمشق منطقة الغوطتين الغربية والشرقية القريبتين منه، بصواريخ محملة برؤوس كيماوية، وذلك بحسب معلومات قال إنه حصل عليها من مصادر عسكرية داخل جيش النظام، ورفض الكشف عن هويتها لـ"دواع أمنية".
وبدأت المستشفيات الميدانية في مدينة داريا بالغوطة الشرقية لدمشق تستقبل المصابين بأعراض الغاز السام، بعد أن قُتل 60 شخصاً داخل منازلهم، كما استقبلت عدد من النقاط الطبية والإسعافية المصابين في الوقت نفسه تقريباً".
لكن لم يتم التأكد من ماهية المواد الكيماوية التي تم استعمالها، رغم أن شهادات الأطباء تؤكد أن الضحايا والمصابين تعرضوا بشكل مباشر للإصابة بغاز السارين السام، ولكن عدد الإصابات والضحايا الكبير لا يجعلنا متأكدين بشكل تام من طبيعة المادة الكيماوية المستخدمة، أو التركيب المستعمل في استهداف مدنيين في ريف العاصمة، مما يستوجب قيام لجنة التحقيق الأممية حول استخدام الأسلحة الكيماوية بالتحقيق الفوري والسريع داخل تلك المناطق، لتبيان الحقائق كاملة".
وتزامن حصول "المجزرة" مع وصول لجنة التحقيق الأممية حول استخدام الأسلحة الكيماوية إلى دمشق للتحقيق بعدد من الاتهامات من قبل المعارضة لنظام الأسد بشن هجمات بالأسلحة الكيماوية في وقت سابق أبرزها بمنطقة خان العسل بريف حلب شمالي البلاد.
رواية النظام
من جهته نفى رئيس النظام السوري بشار الأسد، الاتهامات الموجهة لقواته بضرب الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق بالأسلحة الكيماوية، متهماً قوات المعارضة بذلك وأن اتهامه بارتكاب "المجزرة" محاولة لجر التدخل العسكري الخارجي إلى بلاده.
ولفت الأسد، بعد 5 أيام على "المجزرة"، إلى أن "المنطقة التي يتحدثون عنها الآن، بأنها تحت سيطرة المسلحين، وبأن الجيش النظامي استعمل فيها سلاحاً كيماوياً "يقصد منطقة الغوطة"، هي منطقة تماس وتداخل بين الطرفين".
يبقى المدنيون الذين قتلوا هم ضحية الأسلحة الكيماوية
لكن إنكار الأسد لم تثبته الوقائع على الأرض، فمثلاً بعد تهديد الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب الهجوم الكيماوي "الأكبر" على ريف دمشق أغسطس من العام الماضي، وافق النظام على مقترح حليفته روسيا بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيماوية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدميرها، لتتراجع واشنطن عن الهجوم.
وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة، التي تقدر بنحو 1300 طن، بحسب ما أعلنته دمشق العام الماضي امتلاكها، عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، وتم تسليم الكمية المصرح بها على دفعات، ليعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الاثنين الماضي، عن الانتهاء من تدمير كامل كمية المخزون الذي أعلن النظام السوري امتلاكه من الأسلحة الكيماوية.
وبين رواية كل من المعارضة والنظام واستمرار تبادل الاتهامات بينهما بالمسؤولية عن ارتكاب "المجزرة"، وعدم إصدار لجنة التحقيق الدولية نتائج تحقيقاتها بشكل رسمي حتى هذا اليوم، واكتفاء الغرب بتجريد النظام السوري من مخزونه الذي أعلنه من الأسلحة الكيماوية، يبقى المدنيون الذين قتلوا وأصيبوا هم الضحية الأكبر.
======================
مناصري الثورة السورية في الأردن يعتزمون دخول "جينيس" برفع لوحة صور لـ50 ألف شهيد
نشر 20 آب/أغسطس 2014 - 10:00 بتوقيت جرينتش عبر SyndiGate.info
مناصري الثورة السورية في الأردن يعتزمون رفع لوحة صور لـ50 ألف شهيد أمام سفارة النظام في عمانمناصري الثورة السورية في الأردن يعتزمون رفع لوحة صور لـ50 ألف شهيد أمام سفارة النظام في عمان
اكدت الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري انها تسعى لدخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية من خلال رفعها يوم غد الخميس وأمام مبنى السفارة السورية في عمان للوحة تشتمل على صور خمسين ألف ضحية سورية من ضحايا الكيماوي السوري الذي استخدمه النظام السوري لقتل شعبه .
واشارت الهيئة في تصريح صحفي الى انها ستنظم في ذات اليوم وقفة صامتة أمام السفارة السورية في عمان في ذكرى مجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام بحق أهلنا في ريف دمشق. واضافت الهيئة، إنه سيتم رفع أطول لوحة لشهداء الثورة السورية والتي ستضم صورا لـ 50 ألف شهيد من شهداء سوريا الأبرار تخليداً ووفاء لذكراهم و تأكيداً على قدسية الأرواح التي ارتقت. وقالت الهيئة، ان اللوحة ستكون الأولى من نوعها وستدخل كتاب جينيس للأرقام القياسية.
======================
مجزرة تؤرق الذاكرة من دون محاسبة الجُناة
المصدر: حلب- فرهاد حمي
التاريخ: 20 أغسطس 2014
على الرغم من إيغال النظام السوري في العنف ضد المنتفضين منذ اندلاع الثورة السورية، إلا أن الفاجعة التي كانت أكبر من الإدراك والتصديق لدى السوريين تجلت صبيحة 21 أغسطس العام الماضي، حينما استفاقت سوريا والعالم على وسائل الإعلام المرئية تبث مجزرة ناتجة عن قيام قوات النظام بقصف بلدات الغوطة الشرقية بصواريخ تحمل رؤوساً كيماوية، ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن ألف وخمسمئة معظمهم من النساء والأطفال.
وما كان ينتظر من المجتمع الدولي في هذا الأثناء، وفق الاحتمالات المطروحة، هو اقتياد الجناة إلى المحاكم الدولية بعد إجراء التحقيقات العينية بغرض كشف هوية الفاعلين. لكن الرئيس الأميركي بارك أوباما، وفي استدارة غير متوقعة، امتص الغضب الشعبي والإعلامي عبر عقد صفقة دولية مع الروس بتسليم النظام السوري لترسانته الكيماوية إلى منظمة حظر الأسلحة ضمن برنامج زمني محدد.
مصالح حيوية
هذه المقاربة الدولية راعت في محتواها المصالح الحيوية للدول الكبرى على حساب العدول عن ملاحقة الجهات المتورطة على الرغم من حضور الأدلة والبراهين تكاد تكون دامغة لإحالة زمرة النظام إلى أروقة المحاكم الجنايات الدولية. ومنذ ذلك التاريخ باتت عبارة الضمير الدولي وأخلاقياته تثير الريبة والسخرية لدى جموع السوريين الذين تركوا أمام نظام يفتك بهم يومياً عبر شتى أنواع الأسلحة الدولية المحرمة، لتجتر الدبلوماسية الدولية في إغداق عبارات لفظية كنوع من التنفيس عن حالة الاستياء والرفض عما يجري على الأرض. ولينزلق معه النزاع السوري إلى حرب مسعورة تدار رحاها بين الجماعات الدينية المتطرفة من جهة، والنظام السوري وحلفائه من جهة ثانية.
سياسياً، تمكن الغرب من استثمار هذه المجزرة أحسن الاستغلال بهدف تمرير بعض أجنداته الآنية، فلم يغير نظام بشار الأسد مساره بشكل جذري حيال المناشدات الدولية، إلا عندما واجه تهديداً حقيقياً باستخدام القوة العسكرية في الخريف الماضي، حيث شكل القرار رقم 2118 القاضي بموافقة النظام التخلص من برنامج أسلحته الكيماوية والتفاوض حول الانتقال السياسي على النحو المبين في «بيان جنيف» رافعة استطاعت نقل مخزون دمشق الكامل من الأسلحة الكيماوية وتدميره.
ثمار التطورات
وجنى النظام عملياً الثمار هذه التطورات المتسارعة، حيث حاز على الغطاء الشرعي الدولي الذي كان أحوج ما يلزمه في هذا التوقيت اثر انهيار صورته أمام الرأي العام الدولي. كما احتكر حضوره في جنيف، حيث تعثرت محادثات السلام بسبب رفضه مناقشة «هيئة الحكم الانتقالية» مع المعارضة على النحو ما جاء في إطار «بيان جنيف». وبدلاً من ذلك، قدّم النظام حلاً سياسياً قسرياً يتمحور حول «إعادة انتخاب» الأسد لولاية ثالثة بعدما استبعد المعارضة في الداخل والخارج وفرض نفسه دون أن يزاحمه أحد في حملته بشكل جاد. ومع مرور عام على مجزرة الكيماوي، لا يملك السوريون من أمرهم شيئاً سوى استذكار بشاعة المجزرة المأساوية في ذاكرتهم، مبدين غضبهم لإخفاق العدالة في محاسبة الجُناة.
تقسيم
الحل القسري الذي فرضة النظام باعادة انتخاب الاسد رئيسا لولاية ثالثة في انتخابات لم يسمح ان يشارك فيها معارضة الداخل والخارج يجعل من المستحيل إعادة توحيد سوريا تحت قيادة مركزية، الأمر الذي يؤدي إلى تقسيم البلاد بصورة دائمة سيما مع تكاثر الجماعات المتشددة في الطرف الآخر.
======================
رفع صور 50 الف من شهداء الثورة السورية الخميس امام السفارة
الثلاثاء, 19 آب/أغسطس 2014 21:03
عمان - السبيل
 اعلنت الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري عن تنظيم وقفة صامتة  امام السفارة السورية مساء الخميس ورفع أطول لوحة لشهداء الثورة السورية والتي ستضم صور لـ 50 ألف شهيد من شهداء سوريا الأبرار تخليداً و وفاءاً لذكراهم و تأكيداً على قدسية الأرواح التي ارتقت .
واشار بيان صار عن الهيئة الى ان هذه الفعالية تاتي في ذكرى مجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام الأسدي بحق اهالي ريف دمشق  وان ال ستكوحة التي ستعرض ستكون الاولى من نوعها و ستدخل كتاب جينيس للأرقام القياسية .
======================
خبير سوري: جرّدوا النظام من ''الكيماوي'' وأبقوا "الكلور" الفتّاك
الثلاثاء, 19 آب/أغسطس 2014 14:50 حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
السبيل
قلّل خبير كيماوي سوري، اليوم الثلاثاء، من أهمية إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتهاء عملية إتلاف مخزون النظام السوري المعلن عنه من الأسلحة الكيماوية، مشيراً إلى أن النظام ما يزال ينتج غازات سامة لا تقل خطورة وفتكاً عن تلك الأسلحة.
وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال نضال شيخاني، مسؤول العلاقات الخارجية في"مكتب توثيق الملف الكيمياوي في سوريا"، إن إعلان أوباما عن انتهاء عملية إتلاف مخزون النظام السوري المعلن عنه من الأسلحة الكيماوية، لا يقلل من خطورة استخدام النظام لغازات سامة فتاكة ضد الشعب السوري لا تقل خطراً عن تلك الأسلحة مثل غاز الكلور الذي لم يدخل ضمن الأسلحة التي تم إتلافها.
وأعلن أوباما في بيان صادر عن البيت الأبيض الأمريكي، مساء أمس الاثنين، انتهاء عملية إتلاف الأسلحة الكيماوية السورية المعلن عنها على متن سفينة "كيب راي".
وقال أوباما "اليوم نسجل انجازاً مهماً في جهودنا المتواصلة لدحر انتشار أسلحة الدمار الشامل بتدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية المعلن عنها".
وأوضح شيخاني أن الغرب وواشنطن يتفاخرون بأنهم نجحوا في إتلاف مخزون أسلحة النظام السوري الكيماوية، لكنهم بذلك "يجردون المجرم من جزء من سلاحه ويتركون الجزء المتبقي ليكمل به ارتكاب جرائمه".
ولفت إلى أن البعثة المسؤولة عن تفكيك ونقل أسلحة النظام السوري نقلت الكميات التي صرح النظام السوري بامتلاكها فقط، كما أغلقت عدداً من مصانع إنتاج تلك الأسلحة، إلا أن النظام "يمتلك كميات أخرى ومصانع لم يعلن عنها"، لم يقدم المسؤول في مكتب التوثيق دليلاً على كلامه.
وبعد تهديد الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب الهجوم الكيميائي "الأكبر" على ريف دمشق أغسطس/آب من العام الماضي الذي وقع ضحيته 1400 قتيل، وافق النظام على مقترح حليفته روسيا بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدميرها.
وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة، التي تقدر بنحو 1300 طن، بحسب ما أعلنته دمشق العام الماضي امتلاكها، عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، وتم تسليم الكمية المصرح بها على دفعات.
وأشار شيخاني إلى أن النظام السوري مستعيناً بخبرات إيرانية يعمل على إنتاج كميات كبيرة من الغازات السامة وفي مقدمتها غاز الكلور، ويعمل على تعبئتها في قنابل وصواريخ وبراميل متفجرة وقام باستخدام بعضها فعلياً في بعض المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة خلال الأشهر الماضية، ما أوقع قتلى وجرحى من المدنيين.
واتهمت المعارضة السورية، قوات النظام باستهداف عدة مناطق في سورياتسيطر عليها قوات المعارضة بغاز الكلور السام، منذ مطلع العام الجاري، خاصة في بلدتي تلمنس بريف إدلب (شمال) وكفر زيتا بريف حماة (وسط)، ومدينة حرستا بريف دمشق (جنوب) وحي جوبر بالعاصمة دمشق، ما أوقع عشرات القتلى والمصابين بحالات اختناق نتيجة استنشاقه.
ورأى مسؤول العلاقات الخارجية أن النظام السوري "قايض الغرب والأمريكيين على تسليم أسلحته الكيماوية مقابل بقائه في الحكم لفترة إضافية وهو ما حدث بالفعل".
ودلّل على كلامه بالقول إن لجنة التحقيق الدولية حول استخدام الأسلحة الكيميائية التي تم تشكيلها وباشرت تحقيقاتها في المناطق التي استهدفت بالأسلحة الكيميائية في سوريا لم يصدر عنها أي تقرير رسمي حول نتائج تلك التحقيقات، وهذا يثبت "عدم جدية المجتمع الدولي في كشف تفاصيل الجريمة وأنه اكتفى بتجريد المجرم من بعض أدوات جريمته"، في إشارة إلى النظام السوري.
وختم الخبير الكيماوي بالقول إن هناك 9 محامين و3 قضاة سوريين متخصصين في القانون الدولي يعملون على صياغة ملف اتهام للنظام بخصوص استخدامه الأسلحة الكيماوية، وذلك لتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية، لم يحدد موعداً لذلك.
وحول احتمال استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) داخل مجلس الأمن الدولي، ضد إحالة ذلك الملف لـ"الجنائية الدولية"، قال شيخاني "نحن مدركون أن هذا الاحتمال قائم وبقوة، إلا أنه لن نستسلم وسنستمر بالسعي بأي وسيلة من أجل إدانة النظام ومحاكمته على جرائمه".
واستخدمت كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن خلال سنوات الصراع في سوريا الذي اندلع منذ مارس/آذار 2011، ولعدة مرات وذلك لمنع صدور أي قرار إدانة للنظام السوري أو تحرك سياسي أو عسكري ضده.
وتم تأسيس مكتب "توثيق الملف الكيمياوي في سوريا" (غير حكومي)، في أكتوبر/ تشرين الأول 2012، بهدف توثيق انتهاكات النظام واستخدامه للأسلحة الكيميائية في المناطق السورية، وجمع الدلائل والشهادات بخصوص ذلك.
وعمل المكتب الذي يتخذ من بروكسل مقراً له، على متابعة عملية نقل المخزون الكيمياوي لدى النظام بعد قرار الأخير تسليمه نهاية العام الماضي، من خلال ناشطين سوريين على الأرض والمنظمات الدولية المختصة.
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (منظمة دولية تضم في عضويتها نحو 200 دولة)، 29 أبريل/نيسان الماضي، عن تشكيل بعثة تقصي حقائق تابعة للمنظمة للوقوف على حقيقة الوقائع المحيطة بمزاعم استخدام غاز الكلور السام في سوريا.
وأوضحت المنظمة، ومقرها لاهاي، أن قرارها بتشكيل البعثة جاء خلال اجتماع مجلسها التنفيذي، بحسب بيان منشور على موقعها الالكتروني.
وقال خبير سوري في الفيزياء النووية، في تصريحات سابقة لمراسل "الأناضول"، إن نظام بشار الأسد يستخدم غاز الكلور السام في قصف المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة بيد، في الوقت التي قام بتسليم ترسانته من الأسلحة الكيميائية باليد الأخرى.
وأضاف الخبير الذي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية كونه مازال مقيماً في الداخل السوري، إن "غاز الكلور السام الذي قصفت به قوات النظام عدة مناطق في سوريا مؤخراً، لا يدخل ضمن الأسلحة الكيميائية التي قام النظام بتسليمها، إلا أنه يحقق الغرض الذي تحققه تلك الأسلحة".
وأوضح أن النظام اتّبع استخدام هذا الغاز (الكلور) كـ"سلاح مخفف عن الأسلحة الكيميائية، كما أن المجتمع الدولي لم يلتفت إليه بعد"، مشيراً إلى أنه يفي أيضاً بالغرض في إحراز تقدم لقوات النظام في مناطق خارجة عن سيطرتها أو مستعصية عليها بإحراز نوع من البلبلة والفوضى في صفوف قوات المعارضة.
وأشار إلى أن غاز الكلور السام سهل التصنيع والتعبئة في صواريخ وقنابل بدائية مثل "البراميل المتفجرة"، كما أن عدد ضحاياه أقل من التي يخلفها استخدام الأسلحة الكيميائية، وأيضاً التحقق من استخدامه أصعب من التحقق من استخدام الكيمياوي كونه يتحول إلى صيغة غازية وتتغير خواصه الفيزيائية بعد تعرضه للحرارة والاحتراق.
(الأناضول)
======================
بيروت تتذكر مجزرة الكيماوي
     نشر في:الثلثاء, آب 19, 2014 - 13:36
الكاتب/ة: جدران بيروت.
ندعوكم - نحن مجموعة من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين المقيمين في بيروت – للمشاركة في التحرك العالمي في ذكرى مجزرة الكيماوي في الغوطة بريف دمشق.
نعي تماماً البعد الرمزي لهذه الوقفة، لكن أهميتها لا تكمن فقط في التذكير بواحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية في عصرنا الحديث والتي بقيت من دون حساب مع تجهيل المسؤول عنها وسط تواطئ القوى العظمى. هذه الوقفة تكتسب أهمية بالغة أيضاً لأنها تأتي في لحظة معقدة تصل فيها أجواء الكراهية والعنصرية تجاه اللاجئين السوريين في لبنان ذروتها رغم مواقف كريمة للبنانين، ليسوا قلة، في احتضان اللاجئين السوريين. إن استعادة واحدة من أفظع جرائم النظام الاستبدادي في سوريا خطوة مهمة للتذكير بالأسباب الحقيقية وراء مأساة لجوء السوريين الهائلة، والتي ألقت بظلالها على لبنان، البلد الذي لم يتعاف بعد اقتصاديا ًواجتماعياً إثر خروجه من حربٍ أهلية مريرة. إنها مناسبة لتذكير كل من يتشاركون العيش على أرض لبنان اليوم، من لبنانين وسوريين وفلسطينيين، أن مصائرنا متشابكة، وأننا سويةً نصنع مستقبلا أفضلاً لشعوبنا، وأن خصومنا هم ليسوا الضحايا من الشعوب المقهورة التي تناضل لحقوقها فتجابه بالمجازر والتجويع والتهجير من جهة واستحضار الطائفية والعنصرية من جهة أخرى، وإنما الخصوم صناع هذا القهر، من احتلال واستبداد، وأنظمة الطغيان والفساد.
المكان: بيروت- ساحة الشهداء
الزمان: الخميس ٢١ آب، الساعة ٦،٣٠
جدران بيروت
صفحة الاعتصام على الفايسبوك
https://www.facebook.com/events/760069340699197
صفحة التحرك العالمي في ذكرى مجزرة الكيماوي على الفايسبوك
https://www.facebook.com/events/844951738857890
 
======================
مكتب لتوثيق الكيماوي السوري يقلل من أهمية إعلان أوباما الانتهاء من إتلاف أسلحة النظام الكيماوي
علاء وليد/ الأناضول
قال نضال شيخاني، مسؤول العلاقات الخارجية في"مكتب توثيق الملف الكيمياوي في سوريا"، إن إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن انتهاء عملية إتلاف مخزون النظام السوري المعلن عنه من الأسلحة الكيماوية، لا يقلل من خطورة استخدام النظام لغازات سامة فتاكة ضد الشعب السوري لا تقل خطراً عن تلك الأسلحة.
قلّل مكتب لتوثيق الملف الكيماوي السوري، اليوم الثلاثاء، من أهمية إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتهاء عملية إتلاف مخزون النظام السوري المعلن عنه من الأسلحة الكيماوية، مشيراً إلى أن النظام ما يزال ينتج غازات سامة لا تقل خطورة عن تلك الأسلحة.
وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال نضال شيخاني، مسؤول العلاقات الخارجية في"مكتب توثيق الملف الكيمياوي في سوريا"، إن إعلان أوباما عن انتهاء عملية إتلاف مخزون النظام السوري المعلن عنه من الأسلحة الكيماوية، لا يقلل من خطورة استخدام النظام لغازات سامة فتاكة ضد الشعب السوري لا تقل خطراً عن تلك الأسلحة مثل غاز الكلور الذي لم يدخل ضمن الأسلحة التي تم إتلافها.
وأعلن أوباما في بيان صادر عن البيت الأبيض الأمريكي، مساء أمس الاثنين، انتهاء عملية إتلاف الأسلحة الكيماوية السورية المعلن عنها على متن سفينة "كيب راي".
وقال أوباما "اليوم نسجل انجازاً مهماً في جهودنا المتواصلة لدحر انتشار أسلحة الدمار الشامل بتدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية المعلن عنها".
وأوضح شيخاني أن الغرب وواشنطن يتفاخرون بأنهم نجحوا في إتلاف مخزون أسلحة النظام السوري الكيماوية، لكنهم بذلك "يجردون المجرم من جزء من سلاحه ويتركون الجزء المتبقي ليكمل به ارتكاب جرائمه".
ولفت إلى أن البعثة المسؤولة عن تفكيك ونقل أسلحة النظام السوري نقلت الكميات التي صرح النظام السوري بامتلاكها فقط، كما أغلقت عدداً من مصانع إنتاج تلك الأسلحة، إلا أن النظام "يمتلك كميات أخرى ومصانع لم يعلن عنها"، لم يقدم المسؤول في مكتب التوثيق دليلاً على كلامه.
وبعد تهديد الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب الهجوم الكيميائي "الأكبر" على ريف دمشق أغسطس/آب من العام الماضي الذي وقع ضحيته 1400 قتيل، وافق النظام على مقترح حليفته روسيا بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدميرها.
وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة، التي تقدر بنحو 1300 طن، بحسب ما أعلنته دمشق العام الماضي امتلاكها، عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، وتم تسليم الكمية المصرح بها على دفعات.
وأشار شيخاني إلى أن النظام السوري مستعيناً بخبرات إيرانية يعمل على إنتاج كميات كبيرة من الغازات السامة وفي مقدمتها غاز الكلور، ويعمل على تعبئتها في قنابل وصواريخ وبراميل متفجرة وقام باستخدام بعضها فعلياً في بعض المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة خلال الأشهر الماضية، ما أوقع قتلى وجرحى من المدنيين.
واتهمت المعارضة السورية، قوات النظام باستهداف عدة مناطق في سوريا تسيطر عليها قوات المعارضة بغاز الكلور السام، منذ مطلع العام الجاري، خاصة في بلدتي تلمنس بريف إدلب (شمال) وكفر زيتا بريف حماة (وسط)، ومدينة حرستا بريف دمشق (جنوب) وحي جوبر بالعاصمة دمشق، ما أوقع عشرات القتلى والمصابين بحالات اختناق نتيجة استنشاقه.
ورأى مسؤول العلاقات الخارجية أن النظام السوري "قايض الغرب والأمريكيين على تسليم أسلحته الكيماوية مقابل بقائه في الحكم لفترة إضافية وهو ما حدث بالفعل".
ودلّل على كلامه بالقول إن لجنة التحقيق الدولية حول استخدام الأسلحة الكيميائية التي تم تشكيلها وباشرت تحقيقاتها في المناطق التي استهدفت بالأسلحة الكيميائية في سوريا لم يصدر عنها أي تقرير رسمي حول نتائج تلك التحقيقات، وهذا يثبت "عدم جدية المجتمع الدولي في كشف تفاصيل الجريمة وأنه اكتفى بتجريد المجرم من بعض أدوات جريمته"، في إشارة إلى النظام السوري.
وتم تأسيس مكتب "توثيق الملف الكيمياوي في سوريا" (غير حكومي)، في أكتوبر/ تشرين الأول 2012، بهدف توثيق انتهاكات النظام واستخدامه للأسلحة الكيميائية في المناطق السورية، وجمع الدلائل والشهادات بخصوص ذلك.
وعمل المكتب الذي يتخذ من بروكسل مقراً له، على متابعة عملية نقل المخزون الكيمياوي لدى النظام بعد قرار الأخير تسليمه نهاية العام الماضي، من خلال ناشطين سوريين على الأرض والمنظمات الدولية المختصة.
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (منظمة دولية تضم في عضويتها نحو 200 دولة)، 29 أبريل/نيسان الماضي، عن تشكيل بعثة تقصي حقائق تابعة للمنظمة للوقوف على حقيقة الوقائع المحيطة بمزاعم استخدام غاز الكلور السام في سوريا.
وأوضحت المنظمة، ومقرها لاهاي، أن قرارها بتشكيل البعثة جاء خلال اجتماع مجلسها التنفيذي، بحسب بيان منشور على موقعها الالكتروني.
وقال خبير سوري في الفيزياء النووية، في تصريحات سابقة لمراسل "الأناضول"، إن نظام  بشار الأسد يستخدم غاز الكلور السام في قصف المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة بيد، في الوقت التي قام بتسليم ترسانته من الأسلحة الكيميائية باليد الأخرى.
وأضاف الخبير الذي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية كونه مازال مقيماً في الداخل السوري، إن "غاز الكلور السام الذي قصفت به قوات النظام عدة مناطق في سوريا مؤخراً، لا يدخل ضمن الأسلحة الكيميائية التي قام النظام بتسليمها، إلا أنه يحقق الغرض الذي تحققه تلك الأسلحة".
وأوضح أن النظام اتّبع استخدام هذا الغاز (الكلور) كـ"سلاح مخفف عن الأسلحة الكيميائية، كما أن المجتمع الدولي لم يلتفت إليه بعد"، مشيراً إلى أنه يفي أيضاً بالغرض في إحراز تقدم لقوات النظام في مناطق خارجة عن سيطرتها أو مستعصية عليها بإحراز نوع من البلبلة والفوضى في صفوف قوات المعارضة.
وأوضح أن غاز الكلور السام سهل التصنيع والتعبئة في صواريخ وقنابل بدائية مثل "البراميل المتفجرة"، كما أن عدد ضحاياه أقل من التي يخلفها استخدام الأسلحة الكيميائية، وأيضاً التحقق من استخدامه أصعب من التحقق من استخدام الكيمياوي كونه يتحول إلى صيغة غازية وتتغير خواصه الفيزيائية بعد تعرضه للحرارة والاحتراق. - Suriye
======================
عامٌ على مجزرة الكيماوي.. ماذا حدث في تلك الليلة السوداء؟
سراج برس- غداف راجحالتاريخ : 2014-08-19 04:56:28
الحادي والعشرين من شهر آب لعام 2013، يومٌ مشهود من تاريخ سوريا. يوم دخل ذاكرتها المدماة. عرج إلى السماء في ذلك الصباح ومن أرض المحشر في الغوطة الدمشقية أكثر من 2300 شهيداً خلال، بعد أنّ غطى كيماوي النظام الأسدي سماء الغوطة الشرقية والغربية بغازاته القاتلة التي لم ترحم طفلاً، أو شيخ، أو امرأة، أتت غازاته على الجميع.. فلم تبق ولم تذر.
مراسلو "سراج برس" في الغوطتين وبعد عامٍ على المجزرة المروعة أعادوا ترتيب الأحداث ورصدوا بشهادة الناجين والأطباء ماذا جرى تلك الليلة، وكيف استشهد 2300، وأصيب الآلاف بحلات اختناق جراء غاز السارين.
ي الغوطة الشرقية التقينا أحد قادة الجيش الحر هناك والذي أكد له أنّ قوات تابعة للحرس الجمهوري لنظام الأسد قامت وفي الساعة 2:31 فجراً بتوقيت دمشق بإطلاق 16 صاروخاً، وكانت هذه الصواريخ تستهدف مناطق الغوطة الشرقية، وبعد ساعة من ذلك سقطت صواريخ أخرى على الجهة الشرقية من مدينة زملكا، وفي الساعة 2:40 فجراً طال القصف بلدة عين ترما بصواريخ أصابت منطقة الزينية في القرية، وبعد دقيقتين بالضبط تمّ إطلاق 18 صاروخاً استهدفت مناطق أخرى في الغوطة الشرقية بدمشق، فسقط صاروخ بين زملكا وعربين.
 أما في مدينة المعضمية ينقل مراسلنا عن أحد النشطاء المدنيين تأكيده سقوط سبعة عشر صاروخاً في الساعة 5:21 فجراً؛ استهدفت مدينة المعضمية في الغوطة الغربية، ليبدأ وصول المصابين إلى المستشفيات الميدانية في الساعة 6:00 صباحاً، ومع بزوغ الشمس تعرضت المدينة لمئات القذائف المدفعية مما رفع أعداد الشهداء وكانت غالبيتهم من النساء والأطفال بالإضافة لمئات الجرحى.
 
 قائد إحدى الكتائب في الغوطة الشرقية، يقول: "المنطقة المرجح أنّ يكون إطلاق الصواريخ منها هي المحيط الشمالي الشرقي لجبل قاسيون الذي توجد فيه قوات من الحرس الجمهوري، إضافة إلى بعض الوحدات الخاصة، ويتراوح بُعد تلك المنطقة بين ستة وعشرة كيلومترات وهي المسافة اللازمة لوصول صواريخ الكاتيوشا إلى المنطقة"، مضيفاً: "إن المنطقة المشتبه أن يكون إطلاق الصواريخ منها تحوي مركز البحوث العلمية، وهو المعروف باحتوائه على تجهيزات تصنيع الأسلحة الكيميائية وخبرائها، كما يوجد فيه طريق خلفي يساعد على نقل المعدات بسرعة وسهولة إلى القطع العسكرية القريبة".
حد الناجين في زملكا شرح له ما جرى تلك الليلة: "كنا جالسين بمنطقة البرج، وفجأة سمعنا صوت سقوط صاروخ، ثم سمعنا الناس تنادي أنه قصف بالمواد الكيماوية، طلبوا منّا الذهاب إلى أعلى البناء، صعدنا إلى سطح البناء وأثناء وجودنا سقط صاروخ آخر بالقرب منّا، انتشرت رائحة شبيه برائحة الكبريت، لأغيب عن الوعي بعدها، وأستيقظ وأنا في إحدى النقاط الطبية، لم أكن أعرف أين زوجتي أو أطفالي، وبعد اسعافي إلى النقطة الطبية، وتماثلي بعد عدة ساعات للشفاء، بدأت رحلة البحث عن الأهل، والأقارب في المشافي والنقاط الطبية، منهم من كان استشهد مع عائلته، ومنهم من بحثنا عليه دون جدوى، وعند مراجعة الأشخاص الذين قاموا بدفن الشهداء، كان بعض الناس يتعرفون على أقربائهم عن طريق الصور، وبعضهم لا يجد أحداً منهم، ولا تميز حتى أماكن الدفن.
 أحد المسعفين شرح كيف تمّ دفن الشهداء خصوصاً مجهولي الهوية: "كنّا نقوم بدفن الشهداء بشكل جماعي وفي مقابر جماعية، مع الاحتفاظ بصور الضحايا، ومقاطع الفيديو لمن تسنى لنا تصويره بسبب العدد الهائل للضحايا، وعدد مجاهيل الهوية يبلغ حوالي 60 % من عدد الشهداء الذين تمّ التعرف عليهم بالاسم، فعند ذهابي إلى مشفى الإحسان في مدينة حمورية بعد عدة ساعات من القصف، رأيت 142 جثة كانت نسبة الأطفال تفوق نسبة النساء والرجال، وكان هنالك أكثر من 300 مصاب في طابق واحد من المشفى، الجثث الـ 142 كانت موجودة في "مكان الشهداء" وهو مستودع كبير تابع لمشفى الإحسان، كان يتمّ وضع الشهداء فيه".
 
 أحد الناجين من تلك المجزرة قال: "بعد صلاة الفجر وخلال خروجنا من المكان الذي كنّا نصلي به وهو قبو أحد المنازل سمعنا صوت انفجار، ذهبنا إلى مدخل البناء لنرى ماذا حدث؛ فإذا بأحد مقاتلي الجيش الحر يصرخ بنا بأن الرائحة لسلاحٍ كيماوي، صعدنا إلى درج البناء فكان أحد الأبواب مفتوحاً ورأينا رجلاً يختلج في مكانه، نزلنا لنحضر بعض الأشخاص ليساعدونا في الإسعاف، وعندما عدنا لنسعف الموجودين في ذلك المنزل، بدأت أشعر بدوران، وقبل وصولي إلى باب المنزل أغمي عليّ بشكلٍ كامل، لأستيقظ في المشفى الميداني".
حد الأطباء في المشفى الميداني في معضمية الشام قال: استقبلنا أكثر من 500 حالة مصابة بغاز السارين السام، ومما كان يدل على ذلك حالات الاختناق، والزرقة في الوجه، والحدقات الدبوسية بالإضافة لخروج الزبد من الفم، قدمنا ما نستطيع من علاج للمصابين، غير أنّ كثيراً من الصعوبات حالت دون إتمام العمل بالشكل اللازم، ومن أهمها تأثير السارين على الكادر الطبي، حيث تأثر معظمهم بذلك الغاز نتيجة تعاملهم مع المصابين. وأضاف الطبيب أنّ آخر الإحصائيات في المشفى الميداني في معضمية الشام أكدت استشهاد 85 بينهم 70 استشهدوا نتيجة التعرض لغاز السارين، مؤكداً أن جميع أهالي قد أصيبوا بذلك الغاز ولكن بنسبٍ متفاوتة.
 طبيب من أحد المشافي الميدانية في الغوطة الشرقية يؤكد أنّه ومع ساعات الصباح الباكر، ومع وصول أولى الإصابات اتصلنا بكافة النقاط الطبية في الغوطة الشرقية ونبهناهم لوجود إصابات بغاز السارين، ويضيف: "حجم الكارثة كان كبيراً جداً، وحجم الضحايا والإصابات كان كبيراً جداً، وقد استنفذنا كافة مخزوننا من "الأتروبين" و "الهيدروكورتيزون"، أخرجنا من مستودع جوبر لوحده خمسٌ وعشرون ألف إبرة "أتروبين" وما يقارب سبعة آلاف إبرة "هيدروكورتيزون" وما يقارب خمس وثلاثين ألف "سرنك" بمختلف القياسات، وتمّ توزيع تلك الإبر على النقاط الطبية في جوبر وعين ترما كما تمّ استهلاك مئتي أسطوانة أوكسجين في الوحدتين فقط".
 
وأضاف الطبيب: "كان حجم الإصابات من المدنيين يقارب الـ 90%، ومن هذا الرقم يشكل الأطفال والنساء أكثر من 60%، لهول الحادث أصيب المدنيين بحالة من الرعب، والهلع وهذا ما زاد من المأساة، حيث نزل أغلب سكان الغوطة إلى الاقبية ظنّا منهم أنهم يهربون من الإصابة بذلك الغاز وهم لا يعلمون أنّ غاز السارين يعتبر غازاً ثقيل وينزل إلى الأسفل، وهو ما زاد بعدد الإصابات، كما أنّ بعض الناس ونتيجة الجهل بادروا بإشعال الإطارات، وهو ما زاد من الإصابات والتداخلات التنفسية".
أكد الطبيب خلال شرحه: "بعض المسعفين استشهدوا رغم أنّهم كانوا قد وضعوا الكمامات الواقية، إلاّ أن وصول الكمامات إلى درجة "الإشباع" بالغازات الكيماوية والسامة أدى إلى وفاتهم على الفور، طبعاً والسبب الأساسي في ذلك هو التقصير في تقديم النصائح حول استخدام الكمّامات الواقية".
 انتهت إحدى أكبر المذابح الجماعية التي شهدها العالم، أحد لم ينب ببنت شفة، ذهب الشهداء إلى ربهم؛ وبقي هذا العالم مذهولاً مشدوهاً بهول المأساة، آلاف التصريحات الصحفية والانتقادات والتنديدات، جميعها لن تعيد طفلاً واحداً إلى ذويه، ولن تكفكف دمعة أم ثكلى فقد أبنائها، كلّ تلك التصريحات انتهت بعد أن فتح رئيس العصابة الحاكمة بدمشق أبواب سوريا لمفتشي الأمم المتحدة بقبوله تسليم السلاح الكيماوي، لكن أحداً لم يعلم قبل تسليم ذلك السلاح أنه كان قوة ردع للسوريين، وليس للاسرائيليين، وأنه استخدمه حين أحس بالسقوط.
======================
مجزرة الكيماوي و قيامة الغوطتين / علنية جرائم النظام السوري والصمت الدولي – د.خولة حسن الحديد By samahhadaya on 19 أغسطس,2014 6:21 م / لا يوجد اي تعليق   موقع غوطة دمشق تحيط الغوطة بمدينة دمشق من الشرق والغرب والجنوب، وتضم عدة بلدات وقرى تتبع إدارياً دمشق وريف دمشق، تقوم على سهل ممتد يُعتبرمن أخصب بقاع سوريا، وتقسم إلى قسمين متصلين: الغوطة الغربية :  تبدأ من مطلع ربوة دمشق – الربوة بين الجبال (خانق الربوة) وتمتد غربا وجنوبا إلى مناطق محيط المزة وكفرسوسة وداريا والمعضمية و ببيلا وصحنايا والأشرفية، ومن بعدها السبينه والكسوة و مناطق وبلدات كثيرة محاطة بالأشجار المثمرة وأشجار الحور ومختلف الأشجار المثمرة. الغوطة الشرقية : تبدأ من مدينة دوما وتمتد نحو الشرق والجنوب محيطة بمدينة دمشق، تتميز بالخضرة والمزارع وكثافة الأشجار المثمرة، تقوم بين هذه المزارع عدة مناطق وقرى وبلدات كجرمانا وجوبر و المليحة وعقربا، و حزّة وكفربطنا وعربين وسقبا، إلى أن تلتقي بالغوطة الغربية لتكمل إحاطتها لمدينة دمشق بالبساتين، وتشكل غوطة دمشق السوار الجغرافي والبشري المحيط بمدينة دمشق ، إذ يسكنها أكثرمن مليون ونصف المليون نسمة غالبيتهم من المسلمون السّنة مع بعض المناطق المختلطة طائفيا التي يقطنها المسيحيون و الدروز  . قبل المجزرة و الحصار الطويل كانت بلدات وقرى الغوطة مركزاً لحركة الاحتجاج والتظاهر ضد النظام منذ انطلاقة الثورة في آذار 2011، واشتهرت العديد من مناطقها بمظاهراتها السلمية المُنظمة والحراك المدني المميز، مثل داريا و دوما و الكسوة وجوبر وحرستا وغيرها، وهذا ما أرعب النظام السوري و جعله يمارس ضد أهلها شتى أنواع الانتهاكات و تطبيق سياسات أمنية واقتصادية واجتماعية  خانقة تتوجت بالحصار الطويل من أجل إخضاع المنطقة، نظرا لأهميتها الاستراتيجية المرتبطة مباشرة بواقع النظام واستمرار وجوده، و وصل الحل الأمني العسكري لمواجهة الحراك الثوري في الغوطة إلى أقصى مداه في مجزرة الكيماوي التي جاءت عقب حصار طويل، و بعد سلسلة في عمليات القتل والاعتقال وتدمير البنية الاجتماعية  الاقتصادية للثورة من خلال الحصارو التهجير و القصف المتواصل في تفاصيل يطول شرحها وموثّقة و معروفة إعلاميا .   مجزرة الكيماوي ..مأساة العصر في الثانية والنصف بعد منتصف الليل و فجر 21 آب/غسطس2013م،  استهدفت عدد من الصواريخ المحملة بمواد سامة مناطق في الغوطة الشرقية هي زملكا وعين ترما وعربين، وكذلك المعضمية في الغوطة الغربية، وتحدث الناشطون و العسكريون عن ( 29) صاروخ محمل بالمواد السامة، و ذلك بعد أيام قليلة من وصول فريق مفتـشي الأمـم المتـحـدة المُـكلّف بالـكـشف عن اسـتـعمال المواد الكيــماوية فـي مـديـنة دمـشق. وأعقب الهجوم على الغوطة موت مئات السكان في منازلهم أثر تعرّضهم للإصابة بغازات سامّة. والمناطق التي تعرضت الأماكن التي استهدفها القصف بالأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية كانت زملكا ( الشارع الذي خلف محطة نجيب للوقود، شارع المقسم الاآلي “مركز الاتصالات “، منطقة المزرعة، بيت حراتة، جانب مردسة “أم مازن” للبنين، جامع التوفيق، مزرعة “مصطفى الخطيب”،المقبرة القديمة)، عين ترما ( منطقة الطبال، منطقة الزينية و الأربع مفارق)، جوبر ، عربين ، في الغوطة الغربية استهدفت مدينة المعضمية ( شارع الروضة، شارع البلدية، شارع الزيتونة)، وحسب رواية الناشطين والأهالي وعدد من العسكريين فإن قوات من اللواء 155 التابعة للجيش السوري والمتمركزة في منطقة القلمون قامت وابتداء من الساعة 2:31 فجراً بالتوقيت المحلي بإطلاق 16 صاروخاً، وكانت هذه الصواريخ تستهدف مناطق الغوطة الشرقية، وبعد ساعة من ذلك سقطت صواريخ أخرى على الجهة الشرقية من مدينة زملكا بدمشق، وفي 2:40 فجراً استهدف القصف بلدة عين ترما بصواريخ أصابت منطقة الزينية ، وبعد دقيقتين، تم إطلاق 18 صاروخاً استهدفت مناطق الغوطة الشرقية بدمشق، فسقط صاروخ بين زملكا وعربين، واستمر إطلاق الصواريخ حتى الساعة 5:21 فجراً، بسقوط صاروخين، استهدفا مدينة المعضمية في الغوطة الغربية ، وقد بدأ وصول الحالات إلى المستشفيات من الساعة 6:00 صباحاً، و قد ذكرأحد المسعفين من مدينة زملكا : “كانت أول ضربة في الساعة الواحدة وأربعين دقيقة، وكانت مختلطة بين صواريخ وهاون، سقط صاروخ خلف مقسم زملكا، وفي منطقة “مداير جديا” بين جوبر وزملكا، ثم القصف على مدينة عين ترما في منطقة الزينية والأربع مفارق”. يُفيد الشهود أنه تعرضت مدينة المعضمية  لقصف بخمسة صواريخ كيميائية على الأحياء السكنية الساعة الخامسة وربع صباحا أدت الى سقوط 50 شهيد على الأقل و300 مصاب باختناقات وحالاتهم خطيرة غالبهم من النساء والأطفال، وقد تم إغلاق استراد دمشق القنيطرة ( الأربعين ) ذهايا وإيابا وشوهد رتل عسكري قادم من الحرس الجمهوري مكون من 10 سيارات دوشكا ومدرعات، والعديد من الدبابات ومئات الجنود، و مئات القذائف والصواريخ كانت تنهال على المدينة من الفرقة الرابعة ومطار المزة العسكري بمعدل 40 قذيفة في الدقيقة، بينما كانت طائرات الميغ تقصف المدينة بستة غارات بصواريخ فراغية، و كانت الاشتباكات تدور على جميع محاور المدينة، وخاصة الجبهة الشمالية طريق الأربعين والجبهة الغربية الشياح،و لم يعد يستطيع المشفى الميداني استقبال كل جرحى القصف، فأكثر من 500 مصاب جاء دفعة واحدة مع ونفاذ المواد الطبية ونقص بالكادر الطبي، إضافة إلى مصابين بالقصف والكيماوي لم يتم إسعافهم بعد بسبب شدة القصف وعدم قدرة أي شخص السير في الشوارع، و بحسب التقارير فقد نجت مدينة داريا المجاورة للمعضمية المحاصرة منذ أكثرمن عام قبل من القصف بالكيماوي وتأثيره، ، نتيجة اتجاه الهواء يومها، إذ لا يمكن لقوات النظام قصفها بالكيماوي ، ومن الإحصائيات التي وردت في حينه من المعضمية تبين إصابة أكثر من 800 شخص من الأهالي بالغازات السامة، استشهد منهم 109 أشخاص، وكان العدد مرشح للارتفاع بعد  مرور عدة أيام على ارتكاب المجزرة و هذا ما كان فعلا. وتشيرالتقارير إن الهجوم حدث في ساعة ضمنت إصابة أو مقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص، لأن درجة الحرارة تنخفض بين الثانية والخامسة صباحاً، وهو ما يعني أن الهواء كان يتحرك للأسفل باتجاه الأرض، ويُفسرالهجوم بسبب عجز قوات النظام عن اقتحام مناطق الغوطة فلجأ إلى هذا الأسلوب في محاولة اقتحامها لأن القصف بالكيماوي تزامن مع قصف شديد بمدافع الهاون و السلاح الثقيل، كما عمد النظام إثر ارتكاب المجزرة إلى قصف المناطق ذاتها بالطيران في الغوطة الشرقية والمعضمية وجوبر، ومن الجدير بالذكر أن عين ترما وزملكا وجوبر هي مناطق تكاد تكون متلاصقة جغرافياً، حيث يفصل جوبر عن زملكا وعين ترما المتحلق الجنوبي الذي يصل طرفي مدينة دمشق، و تزامن مع القصف قطع للطرق المؤدية إلى المناطق المستهدفة بالكيماوي و منع الدخول و الخروج منها، و الزج بحشود عسكرية تقوم بمحاولات اقتحام لهذه المناطق، ولم تتوجه أي سيارة إسعاف من المشافي الحكومية إلى أي من المناطق المستهدفة، رغم حجم الإصابات، و لم يسمح بإدخال أية أدوية أو مساعدات طبية, مما فاقم المأساة و زاد من عدد الضحايا. أظهرتت الفيديوهات و التقارير و الشهادات التي نشرها ناشطون من زملكا وجوبر وعين ترما والمعضمية، أطفالاً في حالات اختناق وإغماء، إلى جانب الرجال والنساء الذين تنشقوا من تلك الغازات السامة، وكانت أعداد المصابين في تزايد كبير، وبينهم عدد كبير من الأأطفال، إثر تعرضهم للغازات السامة، حيث أفاد الأطباء في المشافي الميدانية كتقرير أولي بأن الغاز هو “السارين”،وأفاد الهلال الأحمرالسوري في منطقة داريا بوجود حلات مشابهة وردت إلى النقطة الطبية في داريا، ومن جانبه كذب التلفزيون السوري الأنباء عن القصف بالكيمياوي في الغوطة الشرقية. كارثة إنسانية و مأساة لم تتكشف بعد ملامحها ما إن بدأت تتكشف بعض من ملامح المجزرة، حتى ظهرت للعيان كارثة إنسانية رهيبة ألمت بالمناطق التي تعرضت للقصف، وكانت الكارثة الأكبر في مدينة زملكا  بحسب الناشطين،  بسبب العدد الضخم الذي أصيب بحالات الإغماء والاختناق، ومع كثرة عدد الأطفال الذين سقطوا ضحية ذلك الغاز، وجميعهم من المدنيين، وكانت الجثث مرماة  في الشوارع، والناس عاجزون عن سحبها بسبب ضغط الحاجة الكبير، و تزامن ذلك مع القصف المدفعي و الجوي، وبحسب طبيب من مشفى ميداني في زملكا فإن “المنطقة لا تحوي إلا على مشفيين ميدانيين غير قادرين على إسعاف الكثيرين مع كثرة أعداد المصابين، وتبدو حالات الأطفال هي الأكثر صعوبة بسبب عدم قدرة الطفل على تنفيذ ما يطلبه منه الطبيب، وأشار إلى أن تضيق حدقة العين والعجز عن الرؤية هما أول أعراض استنشاق الغاز السام، لتتطور الحالة إلى الاختناق والاختلاج، ويضيف الطبيب (م): ”نعتقد أنه غاز السارين، ولا نملك الأدوية الكافية لإسعاف الجميع”، وبحسب الناشطين و الموثقين فقد سادت حالة من الهلع والارتباك بين الأهالي بعد القصف الذي استهدف مناطقهم في كل من زملكا وعين ترما، أولاً لأن معظم السكان اعتقدوا أنه قصف بالهاون أو براجمات الصواريخ، فقاموا بالنزول إلى الأقبية بدل الصعود للطوابق العليا، وهو ما ساهم في تفاقم الأمور قبل انجلاء الحقيقة لهم، ذلك أنّه من المعروف وفي حالة القصف بالمواد الكيماوية يطلب من جميع السكان التوجه إلى الأمكان العالية وليس العكس، وثانيا لأن العديد من حالات الوفيات حصلت أثناء نوم السكان باعتبار أن توقيت الضربة كان بعد منتصف الليل، وهو ما زاد من أعداد الضحايا بشكل كبير كما تجمع معظم الشهادات، وربما يمكن رسم بعض ملامح تلك الكارثة الإنسانية من خلال عرض بعض الشهادات من الكوادرالطبية و الإعلامية و العسكرية، و شهادات الأهالي، و رصد أعداد المصابين و الضحايا . شهود على الكارثة الناشط مراد أبو بلال المسؤول الإعلامي في تنسيقة مدينة زملكا، الذي كان أحد الناجين القلائل ضمن فريقه الإعلامي من تلك المجزرة، قال في شهادته المنشورة بأحد مراكز التوثيق: “هنا – مشيراً إلى بناء شبه مدمّر – كانت النقطة الطبية، في منطقة زملكا البلد، وفي الساعة الثانية إلا ربع صباحاً بتاريخ 21-8-2013 يوم الأربعاء كنّا نقوم بإسعاف المصابين إلى هنا، وتم إسعاف حوالي 600 شخص إلى هذه النقطة الطبية في النصف ساعة الأولى التي تلت القصف، ثم نزل صاروخ آخر في نفس مبنى النقطة الطبية، أدى إلى استشهاد العديد من المصابين ومعهم الطاقم الطبي بكامله، والمنطقة هنا اسمها منطقة “زملكا البلد – المزرعة”، كان هنالك المئات من الضحايا، وأمّا المصابين فهم جميع أبناء المنطقة والذي يبلغ تعدادهم حوالي 12 ألف نسمة، من بين مجموع عدد الشهداء النهائي كان هنالك 750 شهيداً مجهول الهوية، و يضيف أبو بلال إن أعلى البناء – بناء النقطة الطبية – تعرّض للقصف بالسلاح الكيماوي، وفي هذا المبنى كنا نقوم بمساعدة السكان المصابين للصعود إلى أعلى البناء، لاستنشقاء الهواء النظيف، إلا أنّ الصاروخ الثاني الذي سقط على المبنى نفسه حصد العشرات من الأرواح أيضاً، وعدد الذين تواجدوا على سطح البناء كان أكثر من 60 شخصاً، بالإضافة إلى العشرات الذين كانوا يقفون على درج البناء، ومنهم من كان ينتظر أمام النقطة الطبية في الأسفل، وهنا في هذه النقطة الطبية فقط بلغ عدد الشهداء 400 شهيد تمّ إخراجهم من هنا، أمّا المنطقة القريبة من جامع التوفيق فلم نستطع مساعدة المصابين هنالك بسبب عدم قدرتنا إلى الوصول إليهم ، و في اليوم الأول للمجزرة  استشهد العديد من النشطاء الإعلاميين العاملين في تنسيقية زملكا، بسبب استنشاقهم للغازات الكيماوية والسامة، وفي اليوم التالي للمجزرة أي بتاريخ 22-8-2013 تعرض مكتب التنسيقية نفسه للقصف بالطيران الحربي، بغارتين جويتين، إضافة إلى القصف بمدافع الفوزديكا مما أحدث دماراً كاملاً في المكتب الإعلامي، أمّا بالنسبة للطاقم الإعلامي في تنسيقية زملكا فقد استشهدوا جميعاً ولم يبق منهم غيري، ولا نعرف حتى الآن مصير الجميع، فقد خرجوا لتصوير وتغطية القصف الكيماوي ولكن أحداً منهم لم يعد، ومنهم الشهيد خالد النداف الذي استشهد أثناء عمله في تغطية المجزرة”. الناشط الإعلامي محمد الطيب من الغوطة الشرقية في ريف دمشق عبر حديث صوتي مسجل روى شهادته عن تلك الليلة إذ يقول إنه شاهد للمرة الأولى في حياته عشرات الأطفال والنساء الذين كان بعضهم قد توفي في حين كان آخرون ينازعون في لحظاتهم الأخيرة بانتظار الموت الذي واجههم بعد أن تنشقوا الغازات السامة،و أشارإلى مشاهد الفيديو التي كان قد صورها خلال تلك الليلة وفي الأيام التالية عندما كان في صحبة اللجنة الدولية للكشف عن السلاح الكيميائي و التي رافقها محمد خلال جولاتها، و يضيف محمد: “حين نقلت الخبر نقلا عن شهود عيان عن تعرض زملكا للقصف بالسلاح الكيميائي، لم يكن ذلك خبرا جديدا بالنسبة لي، فهي ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها لهذا النوع من القصف، لكن في كل مرة كان عدد القتلى لا يتجاوز العشرات، وهو خبر أصبح للأسف الشديد عاديا بالنسبة لنا في دوما و المناطق المحيطة، لكن هذه المرة التي كان فيها عدد القتلى كبيرا لدرجة أن أحد الأطباء اتصل بي من مستشفى دوما التي نقل إليها المصابون لتصوير المشاهد وعرضها على وسائل الإعلام، متحدثا عن أعداد هائلة وصلت إلى النقطة الطبية في مشهد مفزع للغاية” *ملحق(2) تسجيل صوت الإعلامي محمد الطيب يتحدث عن الساعات الأولى من المجزرة. ماهر الناشط  الإعلامي في المكتب الإعلامي في منطقة جوبر قال: “ كنت متواجدا في مدينة جوبر، عند الساعة الثانية والنصف حيث علمت أنه قد تم قصف مدينة عين ترما بالصواريخ الكيماوية، فاتجهت الى عين ترما لتغطية الحدث، بدأت الأعراض بالظهور علي وأنا في طريقي إلى هناك من ضيق بالتنفس وغباشة  في الرؤية، عندما وصلت إلى المدينة وجدت العديد من المصابين ملقيين على قارعة الطريق من دون أن يسعفهم أحد، عندما وصلت الى المشفى الميداني، وجدت 1000 مصاب تقريبا. قام الأطباء بإعطائي حقنة (أتروبين) وبدأت بالتحسن بعدها. لاحظت أيضاً إنّ العديد من الأطباء والمسعفين أصيبوا بالكيماوي نتيجة عدم توافر المعدات اللازمة”. الناشط الإعلامي محمد العبدالله، من مدينة سقبا قال: ” كنّا نقوم بدفن الشهداء بشكل جماعي وفي مقابر جماعية، مع الاحتفاظ بصور الضحايا، ومقاطع الفيديو لمن تسنى لنا تصويره، وذلك بسب العدد الهائل للضحايا، وعدد مجهولي الهوية يبلغ حوالي 60 % من عدد الشهداء الذين تمّ التعرف عليهم بالاسم، فعند ذهابي إلى مشفى الإحسان في مدينة حمورية بعد عدة ساعات من القصف، رأيت 142 جثة كانت نسبة الأطفال تفوق نسبة النساء والرجال، وكان هنالك أكثر من 300 مصاب في طابق واحد من المشفى، الجثث ال 142 كانت موجودة في “مكان الشهداء” وهو مستودع كبير تابع لمشفى الإحسان كان يتمّ وضع الشهداء فيه، و بينما كان المسعفون والنقاط الطبية يقومون بعملية إسعاف المصابين والجرحى، كان النظام يقصف مناطق زملكا وعين ترما وجوبر بشكل مستمر وكثيف ووحشي جداً، وسقط سبعة  شهداء في مدينة عربين نتيجة قصف قوات النظام، ونحن الآن في مكتب التنسيقة نتعامل يومياً مع 20 حالة لمواطنين فقدوا أهلهم أو أقاربهم أو أولادهم وضاع مكان دفنهم ومنهم من اختفت أخباره بشكل كامل”. شهادات الكوادر الطبية و استشهاد و إصابة عدد منهم كانت الكوادر الإسعافية والطبية  أحد ضحايا تلك المجزرة الرهيبة، إذ استشهد وأصيب عدد كبير منهم ،إما بالقصف بالكيماوي أو بالقصف بالصواريخ والهاون والقصف الجوي بطيران الميغ الذي استمر ساعات عدة بعد مجزرة الكيماوي، و بعض المسعفين استشهدوا رغم أنّهم كانوا قد وضعوا الكمامات الواقية ، إلاّ أن “الكمامات” وصلت إلى درجة الإشباع بالغازات الكيماوية والسامة مما أدى إلى وفاتهم،و يقول أحد الكوادر الطبية والذي آثر عدم الكشف عن هويته، وكان متواجداً في مدينة زملكا أثناء القصف : ” كان لدينا أربعة نقاط طبية متواجدة في منطقة زملكا فعالة تقوم بالإسعافات الأولية، ولكن بسبب القصف الكيماوي تم إغلاق ثلاث نقاط طبية باستثناء إسعافات الجبهة، وحالياً أغلب الطاقم الطبي منهم في حالة الاستشفاء ومنهم من استشهد وبقي القليل منهم”. الطبيب ماجد أبو علي أحد أعضاء المكتب الطبي الموحد في الغوطة الشرقية قال: “النقص الحاد في التجهزات والمعدات الطبية، والنقص الحاد في الكادر الطبي المتخصص، إضافة إلى الحصار الخانق منذ عدة شهور، كانت من الأسباب المباشرة في عشرات حالات الوفاة في ذلك اليوم، خاصة أنّ حجم الهجوم وقوته كان مفاجئاً وتجاوز كل التوقعات، فكنا نشاهد خلال الساعات التي تلت القصف توافد الآلاف من الحالات وخاصة من مدينتي زملكا وعين ترما على النقاط الطبية الأخرى المنتشرة في الغوطة الشرقية، وقد قال لي أحد النشطاء وبسبب عدم توافر الكادر الطبي أنّه في إحدى النقاط الطبية تمّ فرز عدة حالات لمصابين مع الشهداء، إلاّ أنهم لاحظو بعد عدة ساعات تحرك الجثة وعودة الشهيد للحياة، كان هنالك 22 شهيداً استشهدوا دفعة واحدة، وكان يمكن إنقاذ حياتهم، في حال توفرّت الأسرّة والتجهيزات الطبية في النقطة الطبية التي كنّا متواجدين فيها، فقد كان عدد الذين يحتاجون إلى العناية المشددة 98 مصاباً، وكان عدد من استطعنا إدخاله إلى غرفة العناية فقط 36 مصاباً، وعند الانتهاء اكتشفنا وفاة 22 شخصاً كان يمكن إنقاذهم. مع العلم أنّ التجهيزات الطبية كانت موجودة فقد كنّا قد طلبناها من إحدى الجهات المانحة بتاريخ 22-6-2013 إلاّ أنّها وصلت في الساعة العاشرة مساءً من يوم المجزرة أي بعد وفاة مئات المصابين، ويضيف ماجد أبو علي :عندما كنّا نعالج المصابين في النقطة الطبية بدوما، وصلتنا عائلة كاملة مؤلفة من خمس أشخاص، الأب والأم والابنة والولدين، حسبما أكدّ المسعفون، ولكن لاحقاً عثرنا على الطفلة وأحد الأخين، أمّا الأب والأم والابن الآخر فلم نعرف عنهم شيئاً، فقد فقدناهم بشكل كامل، وذلك نتيجة الفوضى الكبيرة التي رافقت الساعات الأولى من جلب المصابين من مناطق زملكا وعين ترما، وكنا أثناء العلاج والإسعاف ننتقي الأطفال وكانت لهم الأولية، فعند بدء قدوم الإصابات قمنا بإخلاء قسم العناية المشددة من الجرحى باستثناء ثلاث حالات خطرة جداً، وكان عدد الأسرة الموجودة 26 سريراً وعدد الذين تمّ ادخالهم 36 مصاباً، أي بزيادة 10 مصابين تمّ افتراش الأرض لهم في غرفة العناية، وكان كل ذلك يتمّ بحسب درجة خطورة الحالة مما أدى إلى ضياع العديد من الأطفال عن آبائهم، حيث لم يكن بالإمكان أبداً التمييز بين المصابين إلاّ بحسب درجة خطورة الحالة، وقد استقبلنا فقط في نقطة دوما الطبية 425 حالة توفي منهم 65 مصاباً،  كان عدم وجود المستشفيات والمراكز الطبية المجهزّة جيداً في مدن وبلدات الغوطة الشرقية سبباً رئيسياً في ارتفاع نسبة الضحايا، حيث أنّ النقاط الطبية المتواجدة هناك غير مزودة بالمعدات الطبية والأدوية اللازمة والكافية للتصدي لحالات القصف بالمواد الكيماوية، كالأقنعة الواقية، أضف إلى ذلك أن تلك النقاط تفتقر حتى إلى الكوادر الطبية والإسعافية الكافية وذات الخبرة للتصدي لمثل هكذا حالات، خاصة مع وفود آلاف الحالات الإسعافية إلى تلك النقاط، وكانت الغوطة الشرقية أصلاً تقبع تحت حصار مطبق منذ أكثر من سنة، مما أدى إلى نقص شديد بالمعدات الطبية، فالكادر الطبي لم يكن قادراً على تأمين الحماية لنفسه، ذلك أنه لا يملك أيّة أقنعة واقية، بل كان يستعيض عنها باستخدام الكمامات العادية ووسائل الحماية التقليدية”،  و كتببعدها د. ماجد على صفحته على الفيس بوك : ” كتب الطبيب ماجد على الفيسبوك: “بكيت وبكيت اليوم وأنا استقبل تبرعات الأجواد والكرماء الذين لم يقتنعوا إن المشروع الذي قدمناه منذ أربع أشهر لتجهيز نقطة للتعامل مع إصابات الكيماوي هو ضرورة واليوم اقتنعوا بعد مئات الشهداء .. بكيت وانا أوقع على موافقات بقبض هذه المبالغ التي دفعنا ثمناً لقبضها صور الشهداء”. أحد المسعفين في نقطة الخولاني الطبية في حمورية قال : ” أثناء قيام فريقنا بالإسعاف من المنازل، كان المسعفون يضطرون لترك الشهداء في بيوتهم ويحضرون فقط الأحياء المصابين لكثرة الحالات وللتمكن من إنقاذ الناس. جميع ماصادفناه من حيوانات أثناء عمليات الإسعاف كان ميتا في الطرقات”، وأفاد مُسعف آخر من نقطة عربين الطبية : “أن العديد من المنازل يوجد فيها شهداء لم يتم نقلهم بعد”. المسعف أبو صقر قال : “في الساعة الثانية ليلاً قامت قوات النظام بقصف المنطقة بقذائف تحديداً في أول حي القصور في عين ترما خلف المقبرة، وأثناء ذلك انتشر بسرعة كبيرة غاز ذو رائحة عفنة، مما أدى إلى أعراض منها غثيان وضيق في التنفس وأيضاً صعوبة في الرؤية، حتى وصلت لعدم الرؤية بشكل تام وبعض من الأشخاص أصيبوا بالإغماء وشلل تام بأعضاء جسمهم وألم شديد في الرأس، وقد قمنا بالإسراع لمحاولة إسعاف المصابين، وقد أسعفت ما يقارب 370 شخص إلى عدة نقاط طبية منها حمورية وعربين وسقبا وكفر بطنا ومدينة دوما”. أحد المسعفين المتطوعين في زملكا قال: ” سقط صاروخين عند منطقة المقسم بالقرب من مبنى البلدية، ثم سمعنا الناس تنادي بوجود قصف بالمواد الكيماوية، وبعده بلحظات سقطت عدة صواريخ عند جامع التوفيق وصاروخين عند الجبهة، ولكن أكثر الأماكن التي سقطت فيها الصواريخ كانت عند جامع التوفيق، ذلك أن جميع من حملناهم في تلك المنطقة كانوا قد فقدوا حياتهم، وكأنهم لم يميزوا القصف بالكيماوي ولم يحتموا منه، وقد رأيت بأم عيني أكثر من 60 شهيداً، ثم أغمي علي وقاموا بأخذي إلى النقطة الطبية، والأعراض كانت عبارة عن نزول رغوة من الفم مصاحبة مع الدم، وانتفخت أجساد الضحايا بسرعة كبيرة، وكان الدم ينزل من الأنف والفم ولكن كانت الكمية التي تنزل من الفم أكثر، وصوت الصاروخ كان مثل صوت راجمات الصواريخ، وكانت هنالك رائحة تشبه رائحة الغاز، أو الكبريت، ولكنك لا تشعر بالرائحة كثيراً، ثم تفقد الوعي، وأثناء محاولاتي لإسعاف الناس، فقدت الوعي وحملني الناس إلى النقطة الطبية”. أحد الإداريين العاملين في نقطة الخولاني الطبية في حمورية قال : “وصلت أولى الحالات المصابة بالغازات الكيماوية في الساعة الثانية ليلا وبلغت ذروتها بين الساعة الثالثة والسادسة صباحا، أحضرنا صهاريج ماء وكنا نقوم بخلع ملابس المصابين وغسلهم بالصهاريج، وصلنا نحو 1000 مصاب، لا يتواجد ليدنا في النقطة الطبية مادة (إتروبين) كافية للجميع، ولم يبق لدينا أكسجين على الإطلاق ولا يوجد كهرباء ولا مازوت لتشغيل المولدات، أصبحنا نعطي الإبر فقط للحالات الصعبة جدا أما البقية فنكتفي بغسلهم بالماء، و( الاتروبين) الذي كان متوفرا لدينا منتهي الصلاحية أصلا منذ شهرين لكننا استخدمناه، كما أحضر لنا أحد الأطباء البيطريين (إتروبين) معد للحيوانات قمنا باستخدامه بنسب قليلة جدا أيضا للعلاج” أحد الإداريين في نقطة “الإحسان” الطبية في حمورية قال : “تم استحداث نقطة طبية في مدنية حمورية تابعة لنقطة الإحسان الطبية، بسبب العدد الهائل للمصابين، حيث تم استقبال 450 مصاباً، ضمنهم حوالي200 طفل، و 100 سيدة، لم يتم علاج عدد كبير منهم بالأتروبين وذلك لعدم توافره، وتم نقل بعض المصابين إلى نقاط طبية أخرى بسبب الازدحام الشديد ونقص المواد والكوادر الطبية اللازمة لعلاجهم“. زهير مبخر المسؤول الإداري في قسم التوثيق في النقطة الطبية في عربين قال: ”جرى القصف بمنطقة مأهولة بالسكان الساعة  الثانية ليلاً حيث استقبلنا إصابات منذ ذلك الوقت، كنا نعاني من حصار أصلا في المدينة ويوجد نقص في الأدوية وخاصة الإتروبين، ولدينا نقص كبير في الأكسجين حيث يمنع إدخالهم الى المدينة المحاصرة”. في حمورية أصيب ثمانية من أفراد الطاقم الطبي والإسعافي، و في نقطة الخولاني الطبية قال أحد الإداريين: “كان الطاقم الإسعافي يصاب بالوهن ويفقد القدرة على الاستمرار بعد جولتين من الإسعاف، بسبب عدم وجود أقنعة، اضطررنا إلى استعمال كمامات عادية مصنوعة من القطن مضافا لها الخل -الذي أعطانا اياه الأهالي- في محاولة لتفادي الإصابة قدر الإمكان”. المسعف مهند أفيوني قال : ” بعد القصف بالصواريخ، خرجت لإسعاف الناس وشممت غازا ذو رائحة واخزة كالكبريت و لونه يميل للأبيض الضبابي، وفجأة أصابتني رجفة وأغمي علي، قبل أن يغمى علي رأيت 17 اصابة معظمهم اختلاجات واضطرابات عصبية وإقياء وهلوسات وضيق تنفس حدقة دبوسية ثم تم إسعافي الى النقطة الطبية في دوما”.  أحد المسعفين في نقطة الخولاني الطبية في حمورية قال:”عانينا كثيراً بالنسبة للنساء المصابات، حيث لايمكن خلع ملابسهن لأنه لايوجد أماكن فارغة أو معزولة، حيث كانت كل الأماكن مكتظة ومشغولة بالكامل، فقمنا فقط بغسلهم بكميات كبيرة جدا من المياه”. في نقطة طبية في عربين تحدث أحد الأطباء حول أعراض الحالات التي استقبلوها: “الأعراض الي رأيناها هي لغاز يؤثر على الجهاز العصبي، أهم الأعراض التي شهدتها هي الرمح العصبي النخاعي المنشأ و الرأرأة والزلة التنفسية، وتوقف التنفس والقلب، كان الفارق الزمني بين القصف وبين بدء الأعراض نحو نصف دقيقة فقط، لذلك في العديد من الحالات لم يتمكن المصابون من التحرك أو الهرب وماتوا في مكانهم. لقد شاهدنا أعراض عصبية ذات منشأ دماغي”. كما أشار كل العاملين في النقاط الطبية بالغوطة أن الأعراض التي ظهرت على المصابين  تتلخص ب : ” الإقياء، سيلان اللعاب بشكل رغوي، هياج شديد، حدقات دبوسية، احمرار في العينين، زلة تنفسية، اختلاجات عصبية، توقف التنفس والقلب، خروج دماء من الأنف والفم، وفي بعض الحالات الهلوسة وفقدان الذاكرة الجزئي”. وأكد أحد الأطباء في نقطة طبية بعربين أن الأعراض الي رآها هي لغاز يؤثر على الجهاز العصبي، وأهمها (الرمح العصبي النخاعي المنشأ والرقرقة والزلة التنفسية وتوقف التنفس والقلب)، وكان الفارق الزمني بين القصف وبين بدء الأعراض نحو نصف دقيقة فقط ، لذلك في العديد من الحالات لم يتمكن المصابون من التحرك أو الهرب وماتوا في مكان تواجدهم. أبو عمر, طبيب عام يعمل في إحدى المشافي الميدانية بمدينة معضمية الشام في الغوطة الغربية, قال: ” بأنه و في الساعة الخامسة فجرا من يوم الأربعاء بدأنا نسمع صوت انفجارات ناتجة عن قصف استهدف المدينة ,إلا أنه هذه المرة كانت الانفجارات غريبة نوعا ما حيث كنا نسمع قبلها صوت صفير يسبق الانفجار, و بعد حوالي ربع ساعة بدأ توافد مصابين بأعداد كبيرة تظهر عليهم الأعراض التالية: (اختلاجات عصبية, زلة تنفسية, تضيق حدقات دبوسية , مفرزات رغوية وفقدان للوعي). كنا عند استقبالنا للمصاب نقوم بخلع ثيابه عنه و غسله بالماء و نقوم بحقنه بالأتروبين و الهيدرو كورتيزونات و الأكسجين ، ومن أصل حوالي الألف مصاب توافدوا إلى المشفى لم نستطع تقديم الأكسجين إلا للخمسين المصاب الأوائل و من بعدها نفذ الأكسجين لدينا, بالرغم من أنه لم نكن نستقبل الأصابات الخيفة و كنا نختار الاصابات الشديدة فقط، و بعد أربع ساعات على استقبال المصابين و معالجتهم بدأت تظهر على الطاقم الطبي المعالج الأعراض التالية: (ألم عيني, صداع,سيلان أنفي )،و ظهرت على اثنين من الأطباء علامات أشد وصلت الى فقدان الوعي و يضيف الدكتور أبو عمر بأن المصابين كانوا يعودون إلى المشفى بسبب انتكاسات كانت تصيبهم بعد خروجهم من المشفى تمثلت بما يلي: بعد 24 ساعة: يعود المصاب بالأعراض التالية:” فقدان للوعي, انهيار تام, ضيق نفس،بعد أسبوع: دوار, وهن عام, ضيق نفس “.  أبو عماد أحد الأطباء العاملين في المشافي الميدانية في الغوطة الشرقية و عضو في المكتب الطبي الموحد في الغوطة الشرقية قال :” بين الساعة الثانية و النصف ليلا و الثالثة فجرا بدأت أعداد كبيرة من المصابين بالتوافد إلى المستشفيات المدنية، وكان المصابون يعانون من أعراض أهمها: اختناقات و زلة تنفسية شديدة, هياج, تغيم بالوعي, مفرزات رغوية من الأنف و الفم,تقبض حدقات شديد- حدقات دبوسية, بطئ نبض, و اختلاجات عصبية و المصابون كانوا من كلا الجنسين و من كافة الأعمار, و خلال الساعات الأولى تم إحصاء ما يزيد عن 700 حالة وفاة، و عن طريقة العلاج يقول بأنهم لم يملكوا المعدات و الأدوية اللازمة و الكافية لعلاج هذا العدد الهائل من المصابين و قد اقتصر العلاج على حقن المصاب بالأتروبين و الهيدروكورتيزون , والأكسجين, و بعد نفاذ مخزون الأتروبين تم استخدام الأتروبين الحيواني على نطاق ضيق جداً و على الحالات الحرجة كإجراء أخير، كما إن أشخاص من العاملين في الكوادر الطبية (أطباء ,ممرضين, مسعفين) قد تعرضوا للإصابة نتيجة التماس المباشر مع المصابين، بدون توفر أي بدلات أو أقنعة واقية من المواد الكيماوية ،و يبين الدكتور أبو عماد إن أصعب ما واجهوه هو اضطرار الأطباء اتخاذ قرار من يتم علاجه و من سيترك لملاقاة مصيره و الذي غالباً انتهى بالموت، و ذلك لقلة أعداد الأطباء و الكادر الطبي مقارنة بعدد الإصابات التي كانت بالآلاف، و قد استمر العثور على جثث ضحايا في اليوم التالي 22-08-2013 داخل منازلهم عدد كبير منهم فارق الحياة و هو نائم في سريره , وآخرهم العثور على 20 شخص داخل إحدى الأبنية “. شهادات الأهالي و بعض العسكريين …إنها القيامة غالبية من تم تسجيل شهاداتهم من الأهالي و العسكريين وصفوا فجرتلك الليلة ب” القيامة” لكثرة الأهوال التي شهدوها و ما رأوها من قبل. يقول أحد الشهود: ” في صباح ذلك اليوم استفقت على خبط على الباب، وأصوات تصرخ “ضربوا كيماوي، ضربوا كيماوي “…..أصوت هيجان جماعي في الشارع سيارات الإسعاف، أهالي تهرب بأطفالها، شباب يضعون بشكير فيه خل يقال إنه يفيد، وبعض الاقتراحات بطحن فحمه توضع بقطعة قماش على الانف، بعض من تلطخ وجهه بالشحوار -الفحم، لم يمنع البعض من الضحك على منظره، أصوات تطالب الناس الخروج للطوابق العليا، هربا من الكيماوي، بعد قليل صوت الطيارة، وأصوات قصف الهاون، من صعد للطوابق العليا خوفا من الكيماوي نزل طوابقه بسرعة خوفا من القذائف، هاهي جارتنا تنزح نزوح آخر، دعاوي الجدة وهي تهرب بأحفادها عالنظام وعالعالم كله ورأيت بعيني الناس موتى لا حراك في الطريق ، ما شاهدته لا يخطر ببال، أصوات سيارات الإسعاف تسمع بشكل مفجع جداً، أقصى مرة سمعت أصوات سيارة إسعاف كان 4 سيارت، أما أن تسمع أكثر من 25 سيارة إسعاف إذن كارثة حدثت ، الكل خرج بسيارته واتجهوا بطريق واحد، أسأل شخص من بعيد ما الأمر ؟ قال : قصف بالكيماوي والناس ماتت ،ركبتُ السيارة وطرتُ كالريح وإذا بالناس واقفين في الطرقات كلٌ قد ملئ الخوف قلوبهم ، والشوارع مليئة بالإطارات المحترقة  لكي يرفع دخانها الكيماوي في حال تسرب لمن بجوار مواقع القصف، اتجهت للمستشفى وليتني ما وصلت، قبل أن أصل بـ 10 أمتار لباب المشفى ،وإذ بصوت فتاة يشق الأفق، تصيح وتئن كأن بها مس، وما بها مس وإنما آثار الكيماوي والاختناق ، صوت يفجعك ونبرة تخلع قلبك من القهر والأسى، استغربت لماذا وضعوها في الطريق ولم يدخلوها المشفى ، اكتشتفت أن المشفى امتلأ بالشهداء وممن هو قريب من الشهادة ،أصبح منظر شخص يحتضر شيء عاي جداً، والحقيقة لم أتجرأ أن أدخل المشفى فرجعت أريد الابتعاد فـ( اللي فيني كافيني) وإذ بي أحد جنود دولة الإسلام يُمسك بي ويقول هل دخلت ؟ فقلت : لأ ! فقال: أسألك بالله إلا أن تدخل وتشاهد، فدخلت معه ولا إله إلا الله ،وحسبنا الله، الرجال والأطفال والنساء الكل مستلقي على الأرض ويُصب عليهم الماء بخراطيش كبيرة لأجل مساعدتهم على تخفيف أعراض الكيماوي، ماءٌ بارد والرجال والأطفال عراة من الملابس إلا ما يستر عورتهم وهم نيام على الأرض ويتراجفون من شدة البرد، والله يتراجفون بشكل هستيري، تشاهد هذه المناظر ويقرع سمعك بكاء الأطفال وتوسل الرجال لمن يعالجهم ودموع النساء وهن قد وضعن في أفواههن قماش يعضوا عليه من شدة الألم لكي لايصرخن أمام الرجال ، والأطباء قليل والكل أصبح ممرض والعلاج لايوجد، وأقسم بالله كنت أمشي من بين الشهداء المُلقين على الأرض من كثرتهم ، ورأيت طفلة صغيرة تم وضعها على عتبة درج وقد اجتمع عليها 3 ممرضين وهم في سباق محموم لمحاولة إعادة أنفاسها ،يا الله لحظات صعبة و لا تملك فعل شيء ، تجاوزت الطفلة وإذ بي أرى رجل يسحب فتاتتين أعمارهم 13 سنة بأقدامهم وقد غطى وجههم بلحاف ويقول : “طريق طريق يا ناس معي شهداء” ، لا أصدق ما يجري ،مستحيل ما يحدث، رأيت ممرض يرفع طفل عاري ويحاول إنعاشه، تجاوزته بخطوات، وإذا ببصري يقع على غرفة أشعة (منزوية) وإذا بها جثة ملقة وإذا بإمرأة بجوارها تشير إلي” أن تعال لو سمحت والبؤس والحياء قد ملأ وجهها” ،تذكرتٌ نساء فلسطين عندما أشاهدن في التلفاز،فأعرضت عنها ولا أدري ما السبب، باب المشفى تدخل منه أجساد أرواحها تنتزع ، ثم يضعونها وبعد دقائق يخرجونها لإنها ماتت .. وهكذا دواليك. أكاد أجزم أن كثير من الناستمنقله للمصابين للمشفى هو إجراء لتخفيف الألم النفسي لديه ولكي لايؤنبه ضميره بأنه لم يساعد مُصاب قط ، فالكل يعلم بأن لايوجد بالمشفى علاج، لكن يقولون “بدل أن يموت بالطرقات خذه للمشفى يموت هناك”، فالحالة مزرية بحق والوضع مأساوي جداً ،تشبث بي أحدهم وقال أنت ممرض ؟ فقلت : لأ و لا أعرف في التمريض قيد أنملة، أردت الخروج من المشفى فدخلت غرفة بالخطأ فوجدت شاب ميّت أمامي لايوجد مكان لحفظ الجثث فهو ميّت وموضوع فوق أدوات طبية معطلة ، نظرت وتأملت فيه وقلت : “لا أعرفك لكن لعلي أأخذ بثأرك”  خرجت من عنده ،وكأنه يقول لي : الدنيا لاتساوي شيء ! أثناء خروجي وكان أمامي أكثر من 40 شخص مصاب ما بين رجل وطفل وإمرأة كلهم مُلقون على الأرض وينتفضون، خرجت من المشفى وتركته وراءي لكن أصوات المصابين وهم يتأهون من الألم لا تزال تصل إلى أذني، وكأن الأصوات تقول لي : من يأخذ بالثأر ؟ رأيت أحد جيران المشفى وقد فتح باب غرفة مطلة على الطريق لإيواء من انتهى علاجه ، فدحلت فوجدت 4 أطفال أعمارهم 4 سنوات وقد التحفوا بلحاف“* (نشرت هذه الشهادة على تويتر في عددمن التغريدات ). السيدة أم محمد من سكان بلدة زملكا قالت إنها كانت تتواجد مع زوجها و أبنائها الاثنين (ستة أعوام و نصف و الآخر شهران) بالإضافة الى عائلة أختها المكونة من فتاة عمرها 13 عاما و أخوها 24 عاما في منزلها الواقع في شارع الاتصالات في بلدة زملكا، حيث سقط صاروخ محمل بغاز سام على بعد 100 متر تقريبا عن منزلها، و تقول السيدة أم محمد: “أنه بينما نحن جالسون في منزلنا مع عائلة أختي بدأ القصف على زملكا ، و سمعنا أصوات انفجارات قريبة حوالي الساعة الثانية ليلا, بعدها بقليل بدأنا نشعر بحرقة بأعيننا و بدأت ابنة أخي تجد صعوبة بالتنفس فحملها زوجي مسرعا بها الى المشفى الميداني, علمنا حينها بأننا نقصف بالكيماوي و حاولنا للخروج الى السطح كما تعلمنا إلا أن القصف العنيف منعنا من الصعود إلى سطح المنزل  فأسرعنا أنا و أختي بايقاظ الأطفال لنلحق بزوجي, و نحن نتوجه إلى الشارع بدأت أشعر بدوار و قدماي لم تعد تحملانني, و شعرت بعده مباشرة بغثيان شديد و ما كدت أصل إلى الشارع حتى فقدت الوعي وعندما استرددت وعيي وجدت نفسي بالمشفى الميداني المكتظ بالناس و الصراخ، تتابع أم محمد لتقول بأن ابن أختها البالغ من العمر 24 عاماً ليلتها اتجه إلى بيت جده, و الذين يسكنون بناء مكون من أربع طوابق ليجد الجميع قد مات داخله و الذي يزيد عددهم عن 25 شخص”. أبو مالك من مدينة سقبا - شاب عمره 23 عاما -, يقول بأنه أثناء تواجده في منزله في بلدة سقبا مع بعض الأصدقاء , بدأت تتوارد إليهم أنباء عن استهداف زملكا بالكيماوي, فتوجه مع أصدقائه إلى بلدة زملكا حوالي الساعة الرابعة فجرا لتقديم المساعدة,كان هناك عدد كبير من الناس في شوارع سقبا يتجهون إلى زملكا للمساعدة : “وصلت أنا و صديقي إلى شارع المقسم الآلي في زملكا و دخلنا أحد المباني مكوّن من أربع طوابق , الطابق الأول لم جد فيه أحد ,كنا نطرق الباب فان لم يجيبنا أحد نكسر الباب بالقوة و نفتش المنزل عن ناجيين, انتقلنا إلى الطابق الثاني لنجد داخل إحدى الشقق رجل و امرأة فاقدي للوعي يرتجفان و يخرج من فمهما رغوة بيضاء, و بالقرب منهما طفلان لا يزيد عمر أكبرهما عن أربع سنوات و قد فارقا الحياة، انتقلنا بعدها إلى الطابق الثالث لنجد في إحدى الشقق أب و أم و طفل في إحدى الشقق، فانتقلنا إلى شقة أخرى لنجد بعد أن كسرنا الباب أيضا عائلة أخرى قد فارقت الحياة مكونة من أم عمرها يزيد عن ال 50 عام و شابين و فتاتين متوفيين تجتمع جثثهم فوق بعض في الصالون و كأنهم كانوا كلما سقط أحدهم حاول الثاني رفعه حتى مات الجميع في نفس المكان, بينما في الطابق الرابع وجدنا تسعة أشخاص خارج إحدى الشقق قد فارقوا الحياة و جثثهم ممدة على الدرج باتجاه السطح, عرفنا حينها أنهم ماتوا و هم يحاولون الصعود إلى السطح”و يضيف أبو مالك “في هذا البناء لم نستطع أن نجد سوى شخصين على قيد الحياة و حالتهم كانت خطرة، و بعد إن انتهينا من تفتيش البناء و إخراج هذان الشخصان لتأخذهما سيارة إلى إحدى المشافي الميدانية انتقلنا إلى بناء ثاني يقع مقابل البناء الأول، لنجد فيه 14 شخص قد فارقوا الحياة بينهم طفلان لا تزيد أعمارهم عن الخمس سنوات، كنت قد بدأت أشعر و أنا داخل البناء الثاني بحرقة في العينين و صداع و سيلان أنفي ,إلا أنني حاولت أن أتماسك و أن أتابع فاتجهت بعدها إلى الشارع مرة أخرى لأرى رجل يزحف على يديه و قدميه كالطفل الصغير يخرج من بوابة أحد الأبنية وهو يلهث و يخرج من فمه رغوة بيضاء, اتجهت نحوه لأساعده على الوقوف إلا أنني فقد الوعي عندما وصلت إليه، و بقيت غائبا عن الوعي لمدة نصف ساعة تقريبا كما أخبروني عندما استيقظت في المشفى الميداني”، و يقول أبو مالك بأن حسب مشاهدته كان أغلب الأطفال متوفيين و أن أغلب الناجيين وجدوهم في الشوارع بينما من لم يستطع الوصول إلى الشارع فارق الحياة داخل منزله أو وهو يحاول الخروج. قال أحد المصابين لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا خلال زيارة الفريق لإحدى النقاط الطبية:“كنا جالسين في البيت، وسمعنا صوت قصف بالصواريخ، ثم بدأ الجيران بالصراخ، وطلبوا المساعدة، وعندما ركضنا إليهم وجدنا النساء وقد أصبحن على الأرض، أمّا الأولاد فكانوا يلفظون أنفاسهم، وبعد وصولي إلى منزلهم أصابني الدوار وبدأت بالاستفراغ، وزحفت على ركبتاي حوالي كيلومتر حتى قام أحد المواطنين بإسعافي، كان هذا بزملكا، الرائحة كانت ثقيلة جداً، لم أستطع تمييزها بالمطلق كانت تشبه رائحة الحرق قليلاً”.وأضاف الشاهد واصفاً الأعراض التي حدثت له عند بدء الهجوم: “شفتاي بدأتا بالرجفان والانتفاخ، وعيناي بدأتا بالرجفان أيضاً، وانعدمت الرؤية أمامي، وكان جميع الناس مرميين على الأرض ويصرخون، وكان هنالك العشرات من الشهداء، وكان لون وجوههم أصفراً وجاحظي الأعين ومفتوحي الأفواه، عائلة كاملة من بيت جيراننا كانت تنازع الموت ولم أستطع إنقاذهم، وحاولت إنقاذ بعض النساء، بعد أن كانوا يصرخون ويطلبون النجدة، وكان الأطفال يرجفون بشكل مخيف وكانوا يتساقطون الواحد تلو الآخر” ويضيف: “بدأ الزبد يخرج من فمي عدت إلى البيت فوراً، فوجدت عائلتي وقد أغمي عليهم، وقام أحد المواطنين بمساعدتي في نقلهم إلى النقطة الطبية بعد عدم تمكني من قيادة السيارة”. شهادات المعتقل في سجون النظام فائق المير: “كنت في الغوطتين” فائق المير قيادي في حزب الشعب السوري، أمضى سنوات طويلة قبل الثورة السورية في سجون النظام السوري، وكان قبل اعتقاله من الأخير قد تنقل بين الغوطتين عقب المجزرة، ونشر على صفحته على الفيسبوك العديد من الشهادات فقد كتب يوم 24/8/2013: “الهجوم العنيف الذي تشهده جبهة جوبر منذ الصباح، لا أعتقد أنها تندرج في إطار خطة عسكرية عند الطاغية لاقتحام الحي. بل تأتي في إطار جلب الانتباه المحلي والدولي وفي إطار ترتيب موضوع الكيماوي بما يتناسب مع رواية النظام وشركائه الروس، بعد أن ظهر لهم أن المجتمع الدولي مو قادر يبلع هيك مجزرة وهيك جرائم. الرواية المرتجلة على عجل وتقول أن القذائف الكيماوية أطلقها المسلحون من حي جوبر باتجاه الغوطة.  وهاهم يلاحقون العصابات هناك ويعثرون على الدلائل التي كانت مراسلة سما والأخبارية السورية جاهزتين باللباس الميداني والخوزة لتوثيقها وتصويرها. ألا يكفي أن يكون مكتوباً عليه: صنعت بالسعودية هل تريدون أكثر من هيك دليل؟! إلا أن الصواريخ الكيماوية الثماني اللي سقطت على المعضمية بعد ساعتين، في الخامسة صباحاً أزعم أننا رأيناها وهي تسقط من قاسيون ومن الفرقة الرابعة على المعضمية. اللهم إلّا إذا كنّا (مو عارفين الشام منيح) وكان حي جوبر هو على قمة أو سفوح قاسيون ؟! ثم إذا كانت العصابات هي من أطلق الكيماوي لماذا دبابات وطائرات السفاح كانت جاهزة لقصف هذه المناطق والتقدم لاقتحامها (جوبر، المعضمية)؟! يمكن كانوا رايحين لينقذوا الناس من الكيماوي، ولهيك كانت طوابير الشبيحة من ال 86 والسومرية و…. جاهزة وكانت محملة بالمعدات الطبية والاسعاف، مو متزنرة بالأسلحة والسكاكين وبقية عدة القتل.أنه العهر والإفلاس السياسي بعينه. في 25/8/2013 كتب فائق المير مرة أخرى على صفحته على الفيسبوك: “فاجعة الكيماوي التي ألمّت بالغوطة الشرقية ـ عدا شهداء المعضمية ـ الموثقين حتى الآن 1730 شهيد ارتقوا، خمسة وسبعون بالمائة منهم من زملكا أم الصمود والفاجعة، وخمسة عشر بالمائة منهم من مناطق أخرى من عين ترما، والباقي من المسعفين والكوادر الإعلامية والطبية، والكلام عن شهداء كثر بينهم من دوما وسقبا وحمورية غير دقيق. فهناك حالات فردية. العدد مرشح للزيادة ووصوله لحوالي الألفي وخمسمائة مصاب بسبب بعض الإصابات الخطرة ، وبسبب – وهو الأهم- وجود الكثير من العائلات والأفراد المفقودين والذين مايزال أهاليهم يبحثون عنهم. هناك الكثير من البيوت التي لم تفتح بعد والبعض الذي تهدم بفعل الغارات التي أتبعت القصف الكيماوي، وهناك الكثيرين من الذين هامو ا على وجوههم وماتوا في المزارع والحقول ناهيك عن المزارع القريبة التي لم يجر البحث فيها بعد. من أفظع الحالات وأشدها قسوة وصفعاً للضمير الانساني حالة الشهيد البطل ابن مدينة زملكا، وأحد شباب الثورة الأستاذ “رشاد الشماس” الذي وجد شهيدا في غرفة النوم مع زوجته الحامل وثلاثة أطفال هم كامل العائلة. أيها القتلة …أيها البرابرة: هل وصل الحقد إلى الأرحام حتى تلاحقوا الجنين إلى رَحم أمّه؟ المجد والرحمة لك رشاد ولزوجتك ولأطفالكم أكبادكم التي كانت تمشي على الأرض وقتلها السفّاح. المجد والرحمة لشهداء المجزرة. المجد والرحمة لشهدائنا الذين بتضحياتهم ومعهم نصعد إلى الحرية”. العسكري يوسف شمس أحد المقاتلين في الغوطة قال في وصفه للدقائق الأولى التي تلت القصف مباشرة : “في الساعة الثانية والنصف فجراً وردنا خبر أن الصواريخ التي سقطت على مدينة زملكا محملة بالمواد الكيماوية، وذلك حسب الأخبار التي وردت، فأسرعنا لإسعاف المصابين الذي كانت أعدادهم كبيرة جداً، ولم نكن نعرف ماذا حصل بالضبط ، ولكن أثناء مشينا كنّا نشعر بضيق في التنفس، أغلب المصابين كانوا أطفالاً ونساءً، وكان هناك عائلة كاملة مكونة من الجد والجدة والابن وزوجته وأولادهم وجدو في حمام أحد البيوت وقد قاموا برش أنفسهم بالمياه، ربما اعتقدوا أنّه سيكون سبباً في نجاتهم، فقمنا بوضعهم في السيارات لنقلهم لأقرب نقطة طبية، حتى أننا قمنا بنقل المصابين والشهداء في نفس السيارات للإسراع بمعالجتهم، وذهبنا إلى عدة مناطق وكانت طرق الإسعاف متشابهة لزيادة عدد الضحايا والمتشرين في كل مكان، رأيت طفلاً على درج أحد الأبينة، وشاهدت داخل أحد البيوت أماً كانت قد قامت باحتضان طفلها الصغير أمام المروحة، وكان قد أغمي عليهما هما الاثنان، وكانوا قد وضعوا جانبهما قوارير من مادة الخل و بعض البصل ظناً منهم أنه ربما سيساعد في إنقاذهم”. خالد البيك أحد المصابين من عين ترما، والذي أسعف إلى نقطة طبية في حمورية قال: “كنا جالسين في الحي بحدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ثم سمعنا صوت سقوط خمسة صواريخ في عين ترما، فذهبنا إلى مكان سقوط الصواريخ الخمسة لمساعدة الناس هناك، ولكن تفاجأنا بوجود العشرات من المواطنين مرميين على الأرض وفي الشوارع، وذهبت لأبحث عن أخي واسمه علاء فوجدته مرمياً على الأرض وكانت هناك مادة بيضاء مثل الزبد قد سالت من فمه، وحاولت إسعافه ثم فقدت الوعي، ولا أعلم بعدها ماحدث ولا أعرف أين أخي وإن كان استشهد أم لا”. كان خالد أثناء إدلائه بالشهادة يشعر بعطش شديد، و بشبه تخدير “تنميل” في منطقة الوجه والقدمين، وبضيق تنفس. من الحالات المأساوية التي بثتها وسائل الإعلام و وثقتها العديد من مراكز التوثيق، كانت حالة طفلة لم تتعرف على والدتها التي ترقد بجوارها على سرير مجاورلسريرها ،وبقيت مصرة أنها ليست والدتها، و قالت الأم: “كنا جالسين وفجأة سمعنا صوت سقوط صاروخ، ثم سمعنا الناس تنادي أنه قصف بالمواد الكيماوية، ثم طلبوا منّا الذهاب إلى أعلى البناء، ثم ذهبنا إلى أعلى البناء وأثناء تواجدنا سقط صاروخ آخر تأثر جميع الناس على إثره، وعندها غبت عن الوعي وأضعت عائلتي جميعها من بينهم زوجي وأولادي، واستيقظت وأنا موجودة في هذه النقطة الطبية، وجاء “سلفي” أخ زوجي وأخبرني بوجود ابنتي هنا، وذهب وأتى بها، وقال أنه لا يعلم مكان بقية الأولاد”، لكن الطفلة التي تسمع الحديث تقاطع الوالدة قائلة : “أن هذه ليست والدتها، وهي تحلف أنّ هذه السيدة ليست والدتها، وتقول والدتي اسمها سمر المصري، أمّا هذه السيدة فليست والدتي”.، ووفقا للطبيب المشرف على العلاج فإن الطفلة تعرضت لفقدان ذاكرة مؤقت ما يلبث أن يذهب تدريجيا إثر تماثلها للشفاء”. في شهادة للناشطة الحقوقية رزان زيتونة – المخطوفة مع فريق عملها في دوما – نُشرت في عدد من وسائل الإعلام جاء ” إلى جانب إحدى النقاط الطبية وقف شخص وهو يبكي ويلوح بيديه. قال أنه أنقذ ثلاث سيدات إلى المشفى، في الطريق وبسبب الاستعجال والارتباك دهس شخصا فقتله، وعندما وصل إلى المشفى ركن شاحنته الصغيرة أمامها بانتظار أن يبت بأمره بخصوص الشخص الذي دهس، وبعد دقائق غارت طائرة الميغ واختارت تلك النقطة بالذات التي تقف فيها الشاحنة فأحالتها ركاما! من يمكن أن تحصل معه أحداث مماثلة خلال ساعات قليلة من حياته، ويبقى على إيمانه بأن الدنيا ليست على أبواب القيامة؟” قصة استشهاد عائلة مصطفى و كيفية التعرف عليه من القصص المؤلمة التي ما زال حتى اللحظة يظهرمنها الكثير قصة استشهاد مصطفى و جدته و أخيه، يقول أحد أصدقاء الشهيد مصطفى :”في الساعة الثانية النصف انضرب الكيماوي كانوا نايمين ، دقت عليهم الباب جارتهم أم قاسم قالت لهم :”عم يقصفونا “،مصطفى كان معه أخيه ياسين و جدتهم، نزل ياسين ومعه مفاتيح السيارة فما استطاع الوصول للسيارة فقد أغمي عليه ووقع على الأرض، كان مصطفى ينتظر خروج جدته فأغمي عليه على الدرج، الجدة التي كانت بالبيت في الطابق الثالث أغمي عليها، جاء أفراد من الجيش الحر فوجدوا مصطفى بالطابق الأول أسعفوه وما انتبهوا لياسين لبعد كذا ساعة، حتى جاء عمهم للشبين و وجد ياسين و كان ما يزال حياً فاسعفه لكنه لم ينجُ فقد كان يلتقط أنفاسه الأخيرة، واستشهد ياسين و دفنوه أعمامه، عندما عادا للبيت كانت الجدة ما زالت حية أسعفوها و بقيت كم ساعة بالمشفى واستشهدت،أما مصطفى كان مفقود واندفن مجهول الهوية”، أحد أصدقاء مصطفى المقيم في فرنسا تعرّف عليه من خلال صور الجثث المنشورة في الإعلام فأخبر من تبقى من أهله عن ذلك . سُجلت شهادة لأحد العسكريين عن لحظات القصف إذ قال: أحد الأماكن التي أشك بأنها قد تكون مكان صدور الصواريخ القصيرة المدى التي قصفت بعض مناطق الغوطة هي “القابون” وتحديداً من أماكن تمركزالوحدات الخاصة الواقعة بين جوبر و القابون و برزة،وهي منطقة يتم إطلاق صواريخ أرض أرض – و راجمات و هاون غيرها منها،و يوم الضربة الكيميائية كنت في مكان عال في الغوطة الشرقية، هناك أمر تكتمت عن تفاصيله حتى أتمكن من التحقق من مكان الصواريخ التي شاهدتها و صورتها، وهذه إحداثيات المكان 33.54703,36.333536، والفيديو موجود ، يظهر انطلاق صواريخ ذات دفع محدود ولكن النار التي تخرج منها لاتشبه صواريخ الجيش الحر المحلية الصنع،فنحن نعلم صواريخنا ولون النار التي تخرج من خلفها،هذه الصواريخ لها لون يشبه لون احتراق المغنيزيوم ،والتشبيه هو من ذاكرتي لأني أعرف لون الاحتراق للمغنيزويوم - شاهد اللون في الملحق (3)- و يضيف الشاهد : “أمر آخر حصل يومها و في ذات الوقت من الساعة الثانية إلا ربع تقريبا إلى قرابة الساعة الرابعة فجراً و بشكل متكرر كنت أسمع و سمعه الكثيرون صوتاً شبهه البعض بصوت (إزاحة كنبة) وهو بشكل عام أقرب إلى صوت صفارة إنذار، و أكاد أجزم أنه إنذار عسكري،لأني كنت أعتقد أنه من الصواريخ، لأنه كان يصحب صوت الارتطام لبعض الصواريخ أو الاطلاق، وضربة الكيماوي ، لحقتها ضربة عسكرية للغوطة، والقصف كان بمعدل 100 -200 قذيفة في الدقيقة (ولا أبالغ) واستمرت من السادسة صباحاً للتاسعة حتى هدأت تدريجياً، وأفشل الكيماوي خطة ما علم بها النظام،و لم يتوقع أن يبقى من يصد هجومه و اقتحامه، وفشلت باقي خطتهم”. شهادة قصي زكريا فاجأت سامنثا باور سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة ممثلي الدول في مجلس الأمن الذي انعقد عقب المجزرة بأيام ،بعد أن طالبت من الناشط السوري قصي زكريا وهو أحد الناجين من مجزرة الكيماوي التي وقعت في المعضمية الوقوف أثناء نقلها لقصته، والتي وثقت من خلالها انتهاكات النظام السوري ،ونقلا عن نشطاء سوريين حضروا الجلسة، فإن إحضار قصي زكريا إلى مجلس الأمن أثناء أنعقاد الجلسة تسبب بغضب سفير النظام السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري ، وقصي زكريا هو أحد ناشطي منطقة المعضمية، وكان قد أدلى بالعديد من الشهادات في أمريكا بعد أن وصلها مؤخراً بهدف إطلاع الرأي العام الامريكي على مجازر النظام في منطقة المعضمية، وخاصة بعد استخدامه للسلاح الكيماوي. جمع الجثث و دفنها في المقابر الجماعية و رحلة البحث عن المفقودين أشار الموثقون والشهود أن المشافي الميدانية على امتداد مناطق الغوطة امتلأت بآلاف النساء والأطفال والرجال المصابين و الضحايا، وهي بالأساس مشافي غير مطابقة للشروط الصحية بسبب الحصارالطويل و القصف المتواصل، وجميع النقاط الطبية التي استحدثت كمشاف ميدانية في بداية الأمر ثم جرى تطوير عملها وإمكانياتها لتصبح نقاط طبية للاسعاف والاستشفاء، جميع هذه النقاط تقريبا استحدثت في أماكن غير صحية، العامل الوحيد الذي أمكن مراعاته فيها هو أن تكون في منطقة آمنة نسبيا من القصف، مكانياً تكون النقاط الطبية عبارة عن أقبية أو صالات فارغة قسمت بشكل يدوي بالأغطية والستائر وفيها عدد محدود من الأسرة والتجهيزات الطبية الأساسية، و قد غصّت جميعها بالضحايا والمصابين الذي توزعوا على أرضيات الردهات والممرات وحتى الطرقات أمام مداخل تلك المشافي والنقاط الطبية، و الكثير من الجثث التي كانت تنتظرمن يتعرف عليها من ذويها بانتظار الدفن وضعت عليها ألواح ثلجية ريثما يتم دفنها بسبب ارتفاع درجة الحرارة و الخوف من تفسخها، وبدأت رحلة البحث عن الضحايا والمصابين داخل البيوت على أسطحتها،و في الشوارع، فكان من المأساوي أن معظم الأطفال الذين تعرضوا للمواد السامة لم تكتب لهم النجاة ، أما استشهدوا في أسرتهم لحظة القصف وهم نيام، أو فارقوا الحياة بعد وقت قصير من وصولهم للنقاط الطبية التي كانت تعمل في ظروف بالغة السوء، فيما كانت المعاناة بالنسبة للنساء المصابات مضاعفة، نظرا لضيق الأماكن وعدم وجود ردهات خاصة تتيح خلع ثياب النساء قبل غسلهن من آثار المواد السامة، و بقي في الساعات  الأيام التالية للمجزرة يتدفق مصابون على النقاط الطبية كما سجل الموثقون من مشاهداتهم في “كفربطنا”، البعض من المصابين أجاب حول سبب التأخر في توجههم لتلقي العلاج، بأنهم سبق وذهبوا الى نقاط طبية أخرى وجرى تخريجهم لكن حالتهم ساءت بعد عودتهم للمنزل، والبعض الآخر كان في حالة خوف واضطراب أو لم يجد من يسعفه أو كان ينتظر أن يتحسن من دون معالجة، لذلك تأخروا في التوافد الى النقاط الطبية. مأساة المفقودين بعد المجزرة و المقابر الجماعية بسبب نقل الشهداء والمصابين إلى مختلف النقاط الطبية في بلدات ومدن الغوطة، تعذّر على الكثير من الأهالي إيجاد أبنائهم وذويهم بالسرعة المطلوبة، خاصة أن معظم الشهداء قتلوا وهم نيام وجرى إخراجهم بثياب نومهم من غير هويات شخصية أو أي شيء يدل على شخصيتهم، ومع الحر الشديد لشهر آب/ اغسطس وعدم وجود كهرباء وثلاجات لحفظ الجثامين كان هناك اضطرار في العديد من الحالات لدفن الشهداء المجهولين قبل تعرف ذويهم عليهم و وداعهم، وقد تسببت حالة الذعر التي حصلت بعيد القصف بتشتيت أفراد العائلات ونقلهم إلى نقاط طبية مختلفة على امتداد الغوطة الشرقية، وفي كل نقطة زارها الموثقون كان هناك أهل يسألون عن أبنائهم ويحاولون معرفة مكان إسعافهم وما إن كانوا استشهدوا أم لا، وهو ما يقضتي أن يدوروا النقاط الطبية جميعها. تم حفر القبور الجماعية في المقابر لتتسع للعدد الأكبر الممكن من الشهداء، كما حصل في إحدى مقابر زملكان حيث قال الشخص المسؤول عن المقبرة لأحد فرق التوثيق : “أنه تمّ دفن 140 شهيداً وشهيدة هنا، كانت عائلات بأكملها؛ آباء وأمهات وأطفال موثقين جميعهم، وقد حفرت القبور بشكل ملاصق لضيق الوقت و حتى أن أحد القبور دفن فيها خمسة عشر سيدة مع بعضهم البعض”. و مما جاء في هذا السياق بشهادة الناشطة الحقوقية – المُغيّبة - رزان زيتونة: ” في إحدى مقابر زملكا، كان الأب يقف على قبر طويل يبدو بلا نهاية. هنا دفنت زوجته وطفله. وإلى جانبهما عائلة فلان، وعائلة فلان. وفكرت، إن كان بينه وبين نفسه يحسد العائلات التي ذهبت بجميع أفرادها إلى تلك القبور الضيقة ولم تترك وراءها من يعيش ألم الفقد.ولا تزال أصوات الاشتباكات قريبة جداً وعلى أشُدّها. ولا أحد من الحاضرين يكترث، وهم منهمكون في الحفر وإهالة التراب على الأحبة. مشرف الدفن يشرح كيف تتلاصق الجثامين التي بلغ تعدادها 140 في هذه المقبرة الصغيرة.، صوّر صوًر، يقول. هنا آل فلان، ويقوم بتعداد أسماء أفراد العائلة، وهنا آل فلان.. ونحن ننظر وكأننا يجب أن نرى العائلة ونلقي التحية على الوالدين ونداعب الأطفال، لكننا لا نرى إلا تراباً غير مستوٍ وبضعة أغصان جافة من نبات الآس رميت فوقه كيفما اتُّفق. في ردهات تجميع الجثامين في كل بلدة، تجمع الأهالي للبحث عن أبنائهم. تدخل سيدة مسنة وهي تتوسل للموجودين أن يرشدوها إلى جثمان أبنائها واخوتها إن كانوا قد استشهدوا. يساعدها الشبان في رفع الغطاء عن وجوه صف الشهداء المجهولين الذين ينتظرون من يتعرف إليهم. شهيداً تلو الآخر تمر عليهم. تشهق لدى رؤية أحدهم، ثم تتمالك نفسها وتقول ليس هو. تنتهي من البحث، وتنطق بالحمد بصوتها المتهدج لأن احتمالات موت أحبتها قلت بمعدل نقطة طبية واحدة. في الأغلبية العظمى من الحالات، تفرق أفراد العائلة بين النقاط الطبية على امتداد الغوطة. ومن شفي منهم واستعاد قواه، بدأ رحلة البحث عن عائلته من بلدة إلى بلدة. كان الجميع غاضبين، بالكاد يتمالكون أنفسهم قبل أن ينهاروا بالبكاء. كلما فشلوا في العثور على أحبتهم في الردهات بين المصابين والشهداء، أو في قوائم الأسماء التي تمكن الإداريون من تسجيله”. استمرت النقاط الطبية والمراكز الإعلامية باستقبال العديد من المراجعين على مدى أيام بعد المجزرة،و الذين لايزالون يبحثون عن أفراد عائلتهم ممن فقدوهم يوم حصول المجزرة،  وذكر العسكري يوسف شمس، وهو أحد المصابين الذين ساعدوا في علميات الاسعاف الأولى : “بعد إسعافي إلى النقطة الطبية، وتماثلي بعد عدة ساعات للشفاء، بدأت رحلة البحث عن الأهل والأقارب في المشافي والنقاط الطبية، منهم من كان قد استشهد مع عائلته ومنهم من بحثنا عليه دون جدوى وإلى الآن هنالك العديد من أقربائنا لا نعلم مكان تواجدهم بالضبط، ولا نعلم إن كانوا أحياء أصلاً أم قد لقوا حتفهم، وعند مراجعة الأشخاص المسؤليين عن الدفن، كان بعض الناس يتعرفون على أقربائهم عن طريق الصور وبعضهم لا يجد أحداً منهم، ولا تميز حتى أماكن الدفن، وما زلنا حتى الآن نعثر على شهداء مدنيين داخل بيوتهم، وعملية البحث لم تتوقف بعد، وما زلنا نعثر على العديد من الجثث، وهنالك إلى الآن أشخاص في السرير لا يستطيعون الحركة أو الوقوف “. أحد المواطنين في المقبرة الجماعية بزملكا قال: “مع الارتفاع السريع لحالات الوفاة التي حصلت بعد القصف بالكيماوي، وارتفاع عدد الشهداء للمئات، لم يبق للأهالي خيار إلا بحفر قبور جماعية، وذلك لضيق الوقت ولعدم وجود قبور تكفي لجميع الشهداء، فتشاركو بالقبور بعد مشاركتهم باستنشاق الكيماوي، ومن هذه المقابر الجماعية مقبرة زملكا الجماعية التي قام أهالي الحي بحفر مساحة واسعة ودفن عدد من الشهداء ومنهم عائلات بأكملها وقد قام فريق الرصد الميداني في مركز توثيق الانتهاكات والمتواجد في الغوطة الشرقية بمقابلة بعض الشهود في هذه المقبرة وتحدثوا بألم عن أسماء عائلات بأكملها، كانو قد عرفوهم وعاشوا معهم أمل الحرية، و هنالك آلالاف المفقودين عن ذويهم ولا نعلم عنهم شيئاً، وأنا كنت مختاراً للحي وكنت أقوم بتوزيع الخبز عليهم وأعرفهم شخصاً شخصاً، والآن لم يبق منهم أحد، وهنا تحت هذا التراب هنالك العديد من الجثث أطفال ونساء، وأنا على استعداد على نبش هذه القبور قبراً قبراً، وأنا مسؤل عن كلامي، وهنالك العديد من النساء من بينهم، لأنّ الجميع من الأطفال والنساء كانو نياماً، وكل الموجودين في هذا المقبرة والذي يبلغ عدده المئات تمّ توثيقهم بالاسم”. هل دفن بعض الضحايا أحياء ؟ انتشرت إشاعات بين بعض الأهالي تقول أنه ربما تم دفن بعض الضحايا أحياء و هم في حالة غيبوبة، مما أثار الذعر لدى الكثيرين، و أشار مركز توثيق الانتهاكات إلى أنه تواردت أخبار عن خمس حالات على الأقل لأشخاص كانوا في عداد الشهداء، ولكن تبيّن أنهم كانوا في غيبوبة، ولم يكونوا قد فارقوا الحياة بعد، فقام فريق مركز توثيق الانتهاكات بسؤال طبيبن – كلاهما اختصاص عام –  حول هذه الحالة، أجاب الطبيب الأول باستحالة وقوع مثل هكذا حالات، خاصة في حالة توقف القلب وتوقف المريض عن التنفس، أمّا الطبيب الآخر فعزا الحالة إلى ضعف التشخيص، حيث أن هناك أشخاص يكونون في حال الصدمة وليس في حالة وفاة، ويستيقظون من هذه الصدمة لاحقاً، بعكس حالات الوفاة التي يكون قد أصيب الشخص فيها بحالة تسمم تفقده حياته على الفور، وهذا ما أثار شكوك البعض و التيما زالت قائمة حتى اللحظة  قد عبّرعن مخاوفهم حيال ذلك الكثيرون . رصد نفوق عدد كبير من الحيوانات أكد جميع شهود العيان والمسعفين نفوق الحيوانات التي تعرضت للغازات السامة في المناطق التي جرى قصفها، وقال” هيثم محمد صالح العربيني- 50 عاما” وهو من المصابين الذين تم نقلهم إلى لنقطة الطبية في مدينة دوما : “الحيوانات قد ماتت جميعها ومنها القطط المتواجدة في الطرقات”. أحد الشهود من مدينة زملكا قال : ” كان مشهدا الحيوانات الميتة مؤلما ، فقد رأيت بأم عيني عشرات القطط و الكلاب النافقة، و بعض الجيران الذين يربون حيوانات بيتية نفقت جميعها، حتى الحيوانات لم تسلم من الغازات السامة و من القصف حتى فبعضها طاله القصف المدفعي و ما رماه الطيران من قذائف أيضا “. أعداد الضحايا و المصابين لم يُعرف بشكل نهائي حتى اللحظة عدد الضحايا ، فقد تضاربت الأرقام بين منطقة  أخرى ، وفي إحصائية شكلت مفاجأة ارتفع عدد الضحاياها بشكل لافت، إذ وصل وصل عدد المصابين خلال الست ساعات الأولى بعد القصف إلى أكثر من 10 آلاف إصابة، كان منها أكثر من 3000 إصابة بحالة حرجة، كما بلغ عدد شهداء الغوطة الشرقية فقط أكثر من 1700 شهيد 67% منهم نساء وأطفال، وأكدت عدة مصادر أن العدد أكبر من ذلك، خصوصاً مع تعذر الوصول إلى المنازل التي دمرها القصف والغارات الجوية بعد الاستهداف 
 
======================
د.يحي العريضي يسخر من تقرير سي ان ان عن حجج اميركا بعدم التدخل ضد داعش في سورية
POSTED ON 2014/08/16
كلنا شركاء
معروف كم هي شبكة الـ /س ان ان/ التلفزيونية الأمريكية مقربة من السياسة الأمريكية؛ وكم هي مطلّة على دهاليز تسويقها لما تريد. مؤخراً ساقت المحطة أربع حجج لعدم تدخل أمريكا في وجه داعش في سورية؛ وكل واحدة من هذه الحجج أكثر هشاشة من الأخرى.
لا بد من القول بداية إن ما من سوري شريف يريد لأمريكا ان تتدخل ضد سورية البلد والدولة؛ ولكن ضد الإجرام بكل أشكاله؛ أكان المنَظّم البراميلي الكيماوي التدميري التشريدي الاعتقالي أو ذاك المتمثل بالقوى الظلامية قاطعة الرؤوس المتحالفة معه.
  * الحجة الأولى: ” المشهد السياسي متشابك تجاه سورية، وروسيا وإيران تقفان مع النظام“. ونسأل ها هنا : هل كان المشهد السياسي غير متشابك تجاه العراق؟ وهل كانت إيران وروسيا غير حليفتين للمالكي؟ وهل سألت أمريكا عنهما أو عن غيرهما،عندما تدخلت في العراق؟ وهل لو أرادت أن تفعل الشيء ذاته تجاه داعش سورية؛ لاعترضتا ؟ ببساطة؛ أمريكا ذاتها تريد لهما أن يقفا كما وقفا.
 * الحجة الثانية: ” أوجه التحالف غير واضحة في سورية والقوى المناوئة للنظام ليست شريكا قوياً“. ونسأل السي أن أن التي تقدم حججا للإدارة الأمريكية هاهنا: وهل الساحة العراقية واضحة المعالم؟ وهل جيش المالكي الذي هرب بـ(الدشداشات) و( الشحاحيط) شريك قوي ؟ أليس جيش أبو فضل العباس شريكا في قتل العراقيين كما هو شريك في قتل السوريين مع حليفه حزب حسن؟ ومن جعل من يقاوم نظام القتل بهذا الضغف إلا الخنق الأمريكي للمقاومين للظلم ولمن يريد مساعدتهم أو إعطاءهم أي شيء يدافعون فيه عن أنفسهم؟
 * ا لحجة الثالثة: ” الحرفية التي يتمتع بها جيش النظام السوري ” نعم، نعم، وصلتي أيتها السي أن أن ؛  وكأنك لم تسمعي أنه بعد كل غارة إسرائيلية على سورية يكون الحديث عن الرد في الوقت المناسب والمكان المناسب الذين لم يأتيا بعد. هذه الحرفية التي يجري الحديث عنها ما هي إلا برمي البراميل الغبية المجرمة والمحترفة فقط بقتل الأطفال وبتدمير المنازل على السوريين.
 * الحجة الرابعة تتمثل بضرورة وضع سياسة أكثر إقناعًا وتكاملًا، للتعامل مع الأزمتين السورية والعراقية. وهنا نسأل: أي سياسة لدولة عظمى هذه التي لم تنضج في أربع سنوات ؟ هل يستقيم ان من يعرف دبيب النمل ويدّعي معرفة ما يدور في ذهن البرغش أن يعجز عن وضع سياسة بعد أن سمعت كواكب أخرى بدمار نصف بلد واعتقال ربع مليون من أهله وتحوّل نصف مليون منهم إلى مقعدين وتشرد نصفهم في أربع أصقاع الأرض؟! وتتحدثون عن بلورة سياسات؟!
إن القرار الدولي الجديد الذي أتى تحت الفصل السابع  ونال إجماعاً دولياً لم ياخذ الروس أو الصينيين أو حتى الإيرانيين على حين غرة. لا بد وان الحجج التي سيقت اعلاه تعود بتاريخها ومرجعيتها لأوقات وأشخاص مغرمين جدا بالمنزلات الإسرائيلية . يبدو أن احداً لم يبلغهم بعد بأن تطورا من نوع ما قد حدث؛ وفرانكشتاين لا مانع عنده من التهام صانعه؛ وقد ياتي على صانع صنّاعه. هناك من يقول لمن يسعى تقديم اوراق اعتماده من جديد بأنه يحارب الإرهاب ( تحديدا نظام  /أحكمها أو أدمرها / ) : ” ما عدت تنفعنا ” ” لا تستطيع أن تحمي نفسك؛ فكيف بك أن تحمي حدودنا؟ “   ” انتهت اللعبة ” … القرار يتحدث عن مقاومة داعش ومن يدعمها؛ ومعروف من يفعل ذلك رغم الكذب والتزوير والمكابرة وتقديم الفرقة 17 واللواء 93.
على الـ سي ان أن أن تحدث حججها. سنراها قريباً حتما تبحث عن حجج وذرائع وتبريرات ومن ثم إشادات بنصرة الحق والحرية وحقوق الإنسان ومقاومة الإرهاب أينما كان.      
======================
“استنشاق الموت” أيام فقط تفصلنا عن ذكرى مجزرة القرن
سعاد خبية: كلنا شركاء
عند تمام الساعة الثانية عشرة من بعد منتصف ليل السبت أطلق ناشطون سوريون العد التنازلي لإطلاق حملة إعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي قبيل أيام من حلول موعد ذكرى استخدام نظام بشار الأسد للسلاح الكيماوي على غوطتي دمشق بتاريخ 21\8\2014 حمل الهاشتاغ الخاص بها عنوان (#استنشاق _الموت) في إشارة من النشطاء إلى ما تحمله تلك المناسبة من موت استهدف أكثر من 1700شخص في غوطتي دمشق في ذلك التاريخ وفي عموم سوريا لعشرات المرات الأخرى التي تم استخدام الكيماوي فيها من قبل نظام بشار الأسد.
هدف تلك الحملة بحسب المنسقين هو التذكير “بمجزرة القرن” كما يصفوها وإعادة الاعتبار لذكرى تلك المجزرة بعد أن عُمل على طمسها عمدا من قبل المجتمع الدولي فيما لايزال يسجل استخدام نظام بشار الأسد للكيماوي في بعض المواقع.
الحملة مترجمة إلى تسع لغات عالمية يشارك فيها عدد من نشطاء الثورة السورية، كانت أولى كلماتهم في الدعوة التي وجهوها لعموم السورين والرأي العام العالمي لتذكيرهم بهول المناسبة.
“هل تستطيع قتل 1500 شخص في يوم واحد شارك معنا في حملة لنكن يد واحد نتذكر أطفال الغوطة الذين قتلوا من دون اي جروح كونوا معنا وشاركونا حملتنا…”.
#‏استنشاق_الموت … #BreathingDeath
======================
’’استنشاق الموت‘‘ نشطاء سوريون يحيون الذكرى الأولى لمجزرة كيماوي الأسد
أيمن محمد
أخبار الآن | غازي عينتاب - تركيا - (أيمن محمد)
قبل أيام من مرور الذكرى الأولى لفاجعة الغوطتين، أطلق نشطاء سوريون حملة بعنوان "#استنشاق_الموت"، للتذكير بالمجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 1400 مدني جراء قصف الغوطة الشرقية والغربية بالسلاح الكيماوي.
وقال النشطاء في حملتهم: "كانت مجزرة الكيماوي التي جرت في غوطة دمشق قبل عام من الآن وصمة عار على جبين الإنسانية، فبعد سنتين ونصف من القتل المستمر، واستخدام نظام الأسد للرصاص والمدافع والصواريخ في قتل الشعب السوري، الذي كان ذنبه الوحيد هو مطالبته بالحرية، تجرأ النظام واستخدم السلاح الكيماوي المحرّم دولياً، وقتل أكثر من ألف إنسان جلّهم من الأطفال والنساء النائمين بسلام في غوطتي دمشق خلال دقائق قليلة".
وأضافوا في بيانهم: "كونوا معنا لإيقاف جرائم الحرب التي يرتكبها نظام بشار الأسد وتقديمه للعدالة الدولية وفضح تواطؤ المجتمع الدولي وتخاذله".
ودعا نشطاء الحملة السوريين لتوحيد صورهم الشخصية وغلاف البروفايل على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تضامناً مع شهداء المجزرة.
وقال منظمو الحملة: "كغيرها من المجازر، مرّت مجزرة الكيماوي دون عقاب للمجرم الذي أوغل في دماء السوريين وتعمّد قتل المدنيين على مدى أكثر من ثلاثة أعوام، حتى بات عدد الشهداء يفوق الربع مليون إنسان".
وأضافوا: "وعلى الرغم من ردات الفعل الغاضبة من زعماء العالم في ذلك الوقت، إلا أنها لم تتجاوز التصريحات الإعلامية التي لم تقترن بأي عمل فعلي لمحاسبة النظام وردعه عن ارتكاب المجازر، حتى أن تقرير مفتشي الأمم المتحدة امتنع عن تحديد الفاعل أو الإشارة إليه مكتفياً بالتأكيد على استخدام السلاح الكيماوي، وكأنّ ذلك كان موضع شك أصلاً بعد أكثر من ألف شهيد قضوا بالغازات السامّة ليلة 21 آب/ أغسطس 2013".
وعن ردة فعل العالم على مجزرة نظام الأسد، قال منظمو الحملة: "أما ما تبع ذلك من سحب وتدمير الترسانة الكيماوية للنظام باقتراح من حليفه الروسي فكان مبادرة عديمة الفائدة بالنسبة للشعب السوري. فالمجرم الذي قتله بالسلاح الكيماوي كما قتله بغيره ما زال طليقاً ومستمراً في القتل والتنكيل، بل إنّه لم يتورع عن استخدام السلاح الكيماوي مجدداً مرات عدة بقصف المدنيين بغاز الكلور وهو ما يعتبر خرقاً للمعاهدة الدولية لحظر انتشار الأسلحة الكيماوية والتي وقّع عليها النظام بموجب اتفاقية نزع وتدمير ترسانته الكيماوية".
ووجهوا رسالة إلى شعوب العالم، بالقول: "إن على شعوب العالم اليوم تحمّل مسؤولياتهم والوقوف إلى جانب الشعب السوري المنادي بالحرية والديموقراطية، والضغط على حكوماتهم لإيقاف جرائم الحرب التي يرتكبها نظام بشار الأسد وتقديمه للعدالة الدولية، وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن استمراره في الصمت هو بمثابة تواطؤٍ يسمح باستمرار المجازر واستمرار انتهاك قيم العدالة والإنسانية من قبل أعداء الإنسانية".
ونقل المكتب الإعلامي في الهيئة العامة للثورة السورية عن أحد الناشطين ممن أطلقوا الحملة، قوله: "إنّ الحملة تهدف إلى تسليط الضوء استخدام النظام للسلاح الكيماوي في قتل السوريين، حيث لم يستخدمه فقط في الغوطتين، بل استخدمه في عدد كبير من المناطق السورية، ولو بنسبٍ أخف من تلك التي استخدمها في الغوطتين الشرقية والغربية.
وأضاف الناشط أن شعار الحملة سكون عبارة عن هاشتاغ يجسد حالة الموت التي خيّمت على المنطقة في الحادي والعشرين من شهر آب من العام الماضي وهو: " #استنشاق_الموت ... #BREATHINGDEATH"، مشيراً إلى أنّ الحملة التي أطلقوها تتضمن عبارات من قبيل: "كونوا معنا وشاركونا حملتنا.. كي لا ننسى أطفال الغوطة".
وأضاف الناشط: "ستنطلق حملة استنشاق الموت إحياء لذكرى مجزرة الكيماوي في الغوطة، وسنبدأ بتغيير الصور الشخصية وأغلفة الصفحات، على مواقع التواصل الاجتماعي".
وكان نشطاء أطلقوا حملة بعنوان "يوم الغضب العالمي" بعد شهر على مجزرة الغوطتين، للتنديد بتخاذل المجتمع الدولي في تقديم المسؤولين عن الجريمة لقفص العدالة ومحاكمتهم بدلاً من مساومتهم بعد أن أثبت التقرير الدولي بالدليل القاطع أن النظام هو من ضرب الغوطتين بصواريخ من نوع أرض – أرض ومن مناطق تقع تحت سيطرته.
بينما حمل نشطاء المعارضة السياسية في الخارج المسؤولية عن الفشل بإقناع العالم بضرب النظام، مشيرين إلى أن كل المعارضة الكرتونية الموجودة خارج سوريا غير قادرة على ان توصل أصوات السوريين إلى شعوب الغرب".
======================
حملات للتنديد بصمت العالم على ضرب السوريين بالكيميائي
بهية مارديني
ايلاف
يطلق الائتلاف الوطني السوري المعارض وناشطون سوريون حملات عديدة بمناسبة مرور الذكرى الأولى لـ "فاجعة الغوطتين"، منها الافتراضي على وسم #استنشاق_الموت، ومنها الواقعي.
بهية مارديني من اسطنبول: أكد نصر الحريري، أمين عام الائتلاف الوطني، لـ"إيلاف" أن اجتماعًا انعقد اليوم لترتيب اعلان الحملة، التي لن تقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، بل سيرافقها اعتصامات ونشاطات للتذكير بالمجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 1400 مدني، جراء قصف النظام السوري للغوطة بالسلاح الكيميائي.
لن ننسى
وأضاف: "لن ننسى، ويجب أن نذّكر العالم بأنه تخاذل في نصرة الشعب السوري، والنظام السوري لم يستخدم السلاح الكيميائي في الغوطتين فقط، بل استخدمه في عدد كبير من المناطق السورية".
وعبّر الحريري عن أسفه لعدم تطبيق مبدأ المحاسبة، رغم أن التقرير الدولي أثبت بالدليل القاطع أن النظام هو من ضرب الغوطتين بصواريخ من نوع أرض – أرض، من مناطق خاضعة لسيطرته، لافتًا إلى تخاذل المجتمع الدولي في تقديم المسؤولين عن الجرائم لقفص العدالة ومحاكمتهم بدلًا من مساومتهم.
وأطلق نشطاء سوريون حملة بعنوان #استنشاق_الموت #BREATHINGDEATH، وقالوا في بيان لهم: "كانت مجزرة الكيماوي التي جرت في غوطة دمشق قبل عام من الآن وصمة عار على جبين الإنسانية، فبعد سنتين ونصف من القتل المستمر، واستخدام نظام الأسد للرصاص والمدافع والصواريخ في قتل الشعب السوري، الذي كان ذنبه الوحيد مطالبته بالحرية، تجرأ النظام واستخدم السلاح الكيميائي المحرّم دوليًا، وقتل أكثر من ألف إنسان جلّهم من الأطفال والنساء النائمين بسلام في غوطتي دمشق خلال دقائق قليلة".
كونوا معنا
وطالبوا جميع الناشطين بأن "كونوا معنا لإيقاف جرائم الحرب التي يرتكبها نظام بشار الأسد، وتقديمه للعدالة الدولية، وفضح تواطؤ المجتمع الدولي وتخاذله". ودعا النشطاء السوريين لتوحيد صورهم الشخصية وغلاف البروفايل على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، تضامنًا مع شهداء المجزرة.
وقال البيان: "كغيرها من المجازر، مرّت مجزرة الكيميائي من دون عقاب للمجرم الذي أوغل في دماء السوريين وتعمّد قتل المدنيين على مدى أكثر من ثلاثة أعوام، حتى بات عدد الشهداء يفوق ربع مليون إنسان".
وعبروا عن أسفهم لأنه على الرغم من ردات الفعل الغاضبة من زعماء العالم في ذلك الوقت، "إلا أنها لم تتجاوز التصريحات الإعلامية التي لم تقترن بأي عمل فعلي لمحاسبة النظام وردعه عن ارتكاب المجازر".
ما زال طليقًا
واعتبر البيان أن ما تبع ذلك من سحب وتدمير الترسانة الكيميائية للنظام باقتراح من حليفه الروسي كان مبادرة عديمة الفائدة بالنسبة للشعب السوري، "فالمجرم الذي قتله بالسلاح الكيميائي كما قتله بغيره ما زال طليقًا ومستمرًا في القتل والتنكيل، بل لم يتورع عن استخدام السلاح الكيميائي مجددًا مرات عدة بقصف المدنيين بغاز الكلور، وهو ما يعتبر خرقًا للمعاهدة الدولية لحظر انتشار الأسلحة الكيماوية، التي وقّع عليها النظام بموجب اتفاقية نزع وتدمير ترسانته الكيميائية".
وطالبوا شعوب العالم بتحمّل مسؤولياتهم والوقوف إلى جانب الشعب السوري المنادي بالحرية والديمقراطية، والضغط على حكوماتهم لإيقاف جرائم الحرب التي يرتكبها نظام بشار الأسد وتقديمه للعدالة الدولية، "وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن استمراره في الصمت تواطؤ يسمح باستمرار المجازر واستمرار انتهاك قيم العدالة والإنسانية من قبل أعداء الإنسانية".
======================
كيماوي الأسد.. هولوكوست القرن
عمر عزيزي – ساحة الرأ ي | أخبار الآن
كثيرٌ منا لا يعرف معنى مصطلح "هولوكوست" الذي استخدم لوصف "عمليات الإبادة" التي قامت بها الحكومة النازية في ألمانيا وبعض حلفائها في الحرب العالمية الثانية ضد اليهود.
هولوكوست تعني باليونانية "الحرق الكامل للقرابين المقدمة لخالق الكون" وقد تم استعمال المصطلح لوصف عمليات الاجرام والإبادة في القرن المنصرم.. لكن الكلمة بقيت ملاصقة باليهود لوصف حملات الابادة الجماعية التي تعرضوا لها، وقد استخدموا أيضا كلمة "شواه" على المجزرة النازية، ومعناها بالعربي الكارثة.. وذلك وفق المراجع التاريخية.
بغض النظر عن وقوع المجزرة بحق اليهود أم لا، أو الاختلاف في ذلك، إلا أن توصيف المجزرة تلك كان ومازال يسمى هولوكوست.. وإذا كانت الروايات قد اختلفت وتناقضات في قصة مجازر هتلر إما بسبب غياب وسائل الإعلام أو بسبب قوة ألمانيا النازية آنذاك  أو لغير ذلك، فمجزرة الكيماوي التي أارتكبت في غوطة دمشق، وقعت فعلاً دون أدنى شك، ودون إنكار حتى من الأسد نفسه، لكنه وأنصاره وحلفائه ينسبون الفعل إلى مايسمونهم "الإرهابيين".
عملياً اعترف الأسد بشكل غير مباشر بفعلته عندما سلم مخزون السلاح الكيماوي إلى القوى العظمى بعد التلويح بالعصا الاميركية، كما اعترفت روسيا الحليف الأقوى له، وذلك عندما توسطت للأسد عند ادارة اوباما بوقف الضربات المحددة مقابل تسليم كيماويه بشكل كامل.
كما تبين لاحقاً عند الكثيرين أن الأسد لا ينوي الخروج من سطوته على الحكم، إلا بتسليم وتخريب كل شيء في سوريا، ضامناً من خلال علاقته الدبلوماسية عدم استخدام القوة بحقه، مهما كانت الظروف، على مبدأ أنه يعرف "دواء" المجتمع الدولي اذا ما غضب، ومستفيداً من تجارب غيره، ناجحاً في اللعب على الوقت.
في الجهة المقابلة، لم يستوعب العقل البشري المتواجد في الغوطة نفسها، ما ادعاه النظام عن قيام الثوار بذلك الفعل في أماكن تموضعهم، ليس هذا وحسب، بل تبنى شبيحة الأسد سلاح الكيماوي ليطالبوه في أكثر من مرة استخدامه في مناطق مختلفة من سوريا، من أولئك الشبيحة، فارس الشهابي رئيس غرفة صناعة حلب، والذي يعتبر من أعمدة الداعمين له في المدينة السورية الثانية.. الشهابي كان قد طالب باستخدام الكيماوي ضد الثوار في عندان وحريتان وغيرها من مناطق ريف حلب.
نعم، حتى شبيحة وأنصار الأسد قد اعترفوا بالضربة الكيماوية، فما بالكم في الذي نفذ القرار؟ ربما يقدم قرابين للأسد بقتل الأطفال خنقاً بالغازات المميتة، كما فعل عناصر هتلر سابقاً بحق اليهود.. لكن الفرق أن عناصر الأسد يقدمون قرابين لبقائه.. فيما عناصر هتلر أدعو أنها قرابين لله!
المجتمع الدولي عموماً بما فيه روسيا كانوا قد وضعوا بصمتهم على قرار تسليم الأسد لمخزون سوريا الكيماوي.. متفقين جميعاً ضمنياً على أنه الفاعل. الغريب في الأمر أن مجزرة الكيماوي تلك، والتي تعتبر في اخلاقيات المجتمع الغربي جريمة لا يمكن بأي شكل من الأشكال غفرانها، لم يجري الحديث عنها في الصحافة الغربية وخصوصاً الأمريكية، بالشكل الذي تم الحديث عنه في ما يتعلق بالطائرة الماليزية، وكأن الموضوع لا يعتبر إلا جنجة صغيرة تنسى بمرور الوقت.
تلك الصحافة لم تغّيب ذكر هولوكوست هتلر حتى بعد 7 عقود من وقوعها، تذكر في كل محفلٍ دولي، وتقوم الدنيا ولا تقعد إذا ما انكرت دولة ما تلك المجزرة التاريخية، وربما يؤدي الإنكار بصحابه الى وضعه على قائمة الإرهاب!.
بعد أيام تحل الذكرى السنوية الأولى لوقوع مجزرة كيماوي الأسد "مجزرة القرن"، وبعد أيام ربما ستستمر حفلة تجاهل الصحافة الغربية لمجزرة القرن تلك،، وسيستمر الآلم دون الشعور بهول الكارثة.
لا يتمنى أحد أن يمر هذا اليوم دون فعل شيء، لكن الواقع والمعطيات تشير إلى أن الأمور ستسير طبيعية  في الصحافة الغربية والشارع العربي أيضاً، كما كل يوم في عمر الثورة السورية.. ليس متوقع أن يمتلىء ميدان التحرير بمصر بالمنددين لهذا الفعل، ولاحتى ساحات لبنان أو باقي الدول العربية..
مجزرة الكيماوي التي قتل فيها الأسد أكثر من 1400 مدنياً.. ليست هي مجزرة القرن وحسب، بل هناك مجزرة رديفة لها، آلا وهي "الصمت العربي والدولي "،  مجزرة الأسد تلك، بدون أدنى شك مجزرة وحشية استثنائية، اشترك فيها القتلة..والشهود الخرسان.. الأخوة والأعداء معاً.
* هامش
هولوكوست هو مصطلح استخدم لوصف الحملات الحكومية المنظمة من قبل حكومة ألمانيا النازية وبعض من حلفائها لغرض الاضطهاد والتصفية العرقية لليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية. كلمة هولوكوست هي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية holókauston، ὁλόκαυστον والتي تعني "الحرق الكامل للقرابين المقدمة لخالق الكون". في القرن التاسع عشر تم استعمال الكلمة لوصف الكوارث أو المآسي العظيمة.
أول مرة استعملت فيها كلمة هولوكوست لوصف طريقة معاملة هتلر لليهود كانت في عام 1942 ولكن الكلمة لم تلق انتشاراً واسعا لحد الخمسينيات، ومع السبعينيات أصبحت كلمة هولوكوست تستعمل حصرياً لوصف حملات الإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود بالتحديد على يد السلطات الألمانية أثناء هيمنة الحزب النازي بقيادة أدولف هتلر. اليهود أنفسهم كانوا يستعملون كلمة شواه (שואה) في الأربعينيات بدلا من هولوكوست وهي كلمة مذكورة في التوراة وتعني الكارثة.
======================
منظمات حقوقية تطالب بإحالة ’’بشار الكيماوي‘‘ لمحكمة الجنايات الدولية
أخبار الآن | غازي عينتاب - تركيا - (أيمن محمد)دعت منظمة "آفاز" المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بينسودا إلى محاكمة منفذي مجزرة الكيماوي بغوطة دمشق بتاريخ 21/8/2013.
وقالت المنظمة، في بيان خاص بعد مرور عام على ذكرى مجزرة الكيماوي: "في مثل هذه الأيام نتذكر معاً مجزرة الكيماوي الرهيبة التي نفذها قبل عام نظام عائلة الاسد في سوريا ضد المدنيين العزل، ففي 21/8/2013 قامت قوات النظام وابتداء من الساعة 2:31 فجراً بالتوقيت المحلي بقصف عدة قرى في غوطة دمشق بصواريخ حملت رؤوساً كيميائية، سقط ضحيتها أكثر من ستة آلاف بين قتيل ومصاب – حسب مكتب توثيق الملف الكيماوي بسورية - غالبيتهم العظمى من النساء والاطفال".
كما ذكر مكتب توثيق ملف الكيماوي بسوريا أن عدد شهداء المجزرة بلغ 1722 شخصاً، موثقين بالرقم والمكان، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وكان تقرير لجنة التفتيش التابعة للأمم المتحدة، قال أن الهجوم بغاز السارين المحمول تم بواسطة صواريخ أرض- أرض وحدث في ساعة ضمنت إصابة أو مقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص لأن درجة الحرارة تنخفض بين الثانية والخامسة صباحاً، وهو ما يعني أن الهواء كان يتحرك لأسفل باتجاه الأرض، مستخدماً بالضربة كمية تفوق الـ 300 لتر، وحددت سمة واتجاه المناطق التي أطلقت منها القذائف الصاروخية.
وأضاف التقرير إن وجود أكثر من300 لتر (على الأقل) من هذه المواد تحتاج إلى فريق متخصص للإشراف على حشوها ونقلها وتخزينها. بالإضافة إلى أن انتاج هذه الكمية الضخمة من السارين تحتاج إلى موارد وإمكانات ليست بسيطة وتحتاج الى نقل وتخزين بعناية، والمناطق التي أطلق منها تتبع لنظام عائلة الاسد.
وعلق الأمين العام للأمم المتحدة على التقرير: "هذه جريمة خطيرة، ويجب تقديم المسؤولين عنها للعدالة في أقرب وقت ممكن". ولكن لم يستطع العالم إلى اليوم بمحاسبة الأسد ورجالاته على أي جريمة مرتكبة بحق الشعب السوري.
وقالت "آفاز" أن تقارير استخباراتية غربية ومنظمات حقوقية وطبية عالمية، بالإضافة إلى الصور المأخوذة من الأقمار الصناعية لمختلف وكالات الاستخبارات الدولية، تؤكد مسؤولية النظام عن المجزرة.
وأضاف بيان المنظمة: "ما جرى في 21/8/2013 هو جريمة ضد الإنسانية، ومن غير الأخلاقي أو الإنساني أو المنطقي ألا يحاسب من اقترف هذه الجريمة. لقد أقر القانون الدولي مبدأ تحريم اللجـوء إلـى الحرب وشن العدوان، إلا في حالة واحدة هي حالة الدفاع الشرعي. ونظام عائلة الأسد قام بشن الحرب على الشعب السوري، وما يزال يقصفه يومياً، مخالفاً بذلك القوانين الدولية، ومخالفاً قرار مجلس الامن رقم 2139 لعام 2014 الذي يطالب بوقف القصف الجوي واستخدام البراميل المتفجرة، ولازال نظام الاسد يقتل الابرياء من المدنيين، وفي غالبيتهم من الاطفال والنساء، عبر القصف الجوي والمدفعي، وعبر إلقاء البراميل المتفجرة على المناطق المدنية الآهلة بالسكان، مما يتسبب بوقوع مئات الضحايا يومياً".
وأردف البيان: "إن نظام بشار الاسد استخدم وما يزال أسلحة الدمار الشامل، متمثلة بالأسلحة الكيميائية في حربه وهجومه على الشعب السوري، مخالفاً بذلك القوانين الدولية والإنسانية والشرائع الدينية، وضارباً بعرض الحائط كافة القواعد والمواثيق الدولية".
وناشد الموقعون على العريضة السيدة فاتو بينسودا المدعي العام في المحكمة بالتحرك لإجراء تحقيقاتها وإحالة ممثلي النظام الأسدي إلى محكمة الجنايات الدولية، ابتداءاً من رأس النظام وانتهاءاً بكل من شارك بإصدار وتنفيذ الأوامر في ضرب الشعب بالأسلحة المحظورة دولياً، وكذلك التحقيق فيما إذا كان للحرس الثوري الايراني أو لحزب الله دور في هذه الجريمة وإحالتهم للمحكمة أيضاً".
======================