الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حلب لا تحترق... حلب ستنتصر

حلب لا تحترق... حلب ستنتصر

03.12.2016
ريحانة نجم


العربي الجديد
الخميس 1/12/2016
برك من الدماء ودمار وركام، وجثث مشوّهة ومشاف لا أثر لها سوى الحجارة، تلك مشاهد سائدة في أحياء حلب الشرقية، بعد أن أمطرتها طائرات النظام السوري وروسيا بوابلٍ من القنابل والصواريخ.
تشهد مدينة حلب وقائع مأساوية ومحزنة، وتعيش كارثةً لا مثيل لها، أطفال بعمر الورد تقتل بلا سبب، عائلات تُشرّد، رجال ونساء تُقتل بدم بارد، أصواتُ الأطفال وبكاؤهم يخترق الجدران، ويتخطّى حدود السماء، وجعُ النساء في هذه الأحياء المحاصرة لا حدود له، فهم يعانون أصعب وأخطر ما قد يعانيه الإنسان في هذه الحياة، لا غذاء، لا دواء، لا وقود، يفتقرون لأقل مقوّمات الحياة، ويعيشون تحت وطأة نظام مجرم.
أمام أعين العالم الدولي والعربي يرتكب النظامان، السوري والروسي، المجازر بحق المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة، الذين لا ذنب لهم، إلا أنّهم خرجوا منذ خمس سنوات ليطالبوا بالحرية والعيش الكريم والديمقراطية، فكانت هذه النتيجة. يقف العالم متفرّجاً وصامتاً أمام كلّ هذه المجازر، لا أحد يتحرّك لوقف هذه الجرائم، فالجميع يكتفي بالإدانة والتصريحات، وكأنّ المدنيين مجرّد أرقام، فأين الانسانية؟ أين القانون الدولي من جرائم الحرب التي ترتكب؟ أين العالم والدول العربية؟ أين العالم من الإجرام والديكتاتورية التي يرتكبها الرئيسان، فلاديمير بوتين وبشار الأسد، وميليشياتهم؟ أين أصحاب الحق والعدل؟ أين منظمات حقوق الإنسان ممّا يتعرّض له الأطفال الأبرياء من قتلٍ وترهيب وتشريد؟ فقد تدهور الوضع الإنساني في أحياء حلب المحاصرة بشكل غير مسبوق، في الأيام القليلة الماضية، مع نزوح آلاف المدنيين ونفاد مخزونات الغذاء والوقود، وسط زحف قوات النظام السوري وتكثيف قصفهم واجتياحهم للأحياء الشرقية في حلب، وترهيبهم المدنيين الذين ينامون ويستيقظون على أصوات القنابل والصواريخ.
أقول لكلّ العالم الموالي للنظام والمعارض له، أقول لكم جميعاً حلب لا تحترق، حلب لا تُهزم، حلب ستبقى صامدة وصابرة، حلب ستنتصر وتعود الى أهلها بإذن الله.