الرئيسة \  ملفات المركز  \  جنيف 8 :المعارضة ترد على ورقة ديمستورا والاسد يضع شروطا لعودته

جنيف 8 :المعارضة ترد على ورقة ديمستورا والاسد يضع شروطا لعودته

04.12.2017
Admin


ملف مركز الشرق العربي 3/12/2017

عناوين الملف
  1. رسالة الاسلام :دمشق تهاجم دي ميستورا وتطلب سحب "بيان الرياض"
  2. الشراع :صراع المسارين: ((سوتشي)) و((جنيف)) تناقضات عميقة بين المسارين من المرجعية الى الآليات و المخارج
  3. لبنان 24 :بين الجديدة والقديمة.. ورقة دي ميستورا ناقصة
  4. القدس العربي :نص وثيقة «المبادئ الإثني عشر الأساسية والحية للأطراف السورية»
  5. العرب اليوم :جنيف8 ينتهي بخلاف بين الفريق الأممي والوفد الحكومي حول دور دي ميستورا الجعفري: المفاوضات المباشرة رهن سحب بيان الرياض2
  6. العرب اليوم :قدري جميل: جنيف 8 لم يفشل و"الوفد الواحد" يعني ان المفاوضات المباشرة جاهزة
  7. صدى البلد :محلل سورى: نظام الأسد يرفض استحقاقات تغيير الرئيس والدخول فى مرحلة انتقالية
  8. عنب بلدي :النظام السوري يضع العصي في عجلات ”جنيف
  9. اليوم :رئيس وفد النظام السوري : لا يمكن عقد أي حوار مباشر مع المعارضة السورية
  10. العرب اليوم :المعارضة تسلم دي ميستورا ردها على وثيقة المبادئ الـ12
  11. شام تايمز :ما هي أبرز نقاط التوافق والاختلاف بين وثيقتي دي ميستورا والمعارضة للحل في سوريا ؟
  12. الاقتصادية :وفد نظام "الأسد" ينسحب من جنيف 8
  13. اخبار ليبيا :المعارضة السورية باقية في جنيف... والنظام يماطل لمصلحة سوتشي
  14. العرب اليوم :رد المعارضة السورية على مبادئ دي ميستورا ال12
  15. سبوتنيك:  قدري جميل: لا عودة إلى المربع الأول و الجلوس وجها لوجه نقطة الانطلاق
  16. صقر نيوز  :المعارضة السورية: عدم عودة النظام لمفاوضات جنيف دليل على وضعه شروطا مسبقة
  17. صقر نيوز :دي ميستورا: "وثيقة المبادئ" المقدمة للنظام والمعارضة السوريين قابلة للنقاش
  18. مصر العربية :«جنيف 8».. سوريا بين طاولة تفاوض وقاذف مدفعية
  19. اخباري :دي ميستورا يخالف «الرياض2».. تجاهل المعتقلين وأسقط خروج الميليشيات
  20. البديل :«الرياض2» و«ورقة المبادئ».. ألغام تنسف جنيف 8
  21. القدس العربي :مخاوف أمريكية من تحويل مؤتمر جنيف إلى لعبة لانتقال سياسي وهمي في سوريا
  22. القدس العربي :«الواقعية السياسية» حجة المعارضة للانخراط في المسار الروسي
  23. القدس العربي :مؤتمر جنيف يخطط لمستقبل سوريا ويعضل حل «لغز الأسد»
  24. القدس العربي :شاة دي ميستورا التي تُسلخ
  25. القدس العربي :دي ميستورا والدور المفقود للأمم المتحدة
 
رسالة الاسلام :دمشق تهاجم دي ميستورا وتطلب سحب "بيان الرياض"
رسالة الإسلام ـ صحف ووكالات
أعلن رئيس الوفد الحكومي السوري بشار الجعفري أمس، أن الوفد سيغادر جنيف اليوم، على أن تقرر دمشق مسألة عودته الثلاثاء لاستئناف المحادثات، بعدما أعلنت الأمم المتحدة توقف الجولة الحالية لثلاثة أيام.
وقال الجعفري للصحافيين بعد لقائه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا: "بالنسبة إلينا كوفد حكومي، نحن مغادرون غداً (اليوم). أبلغناه رسمياً أننا سنغادر غداً"، مضيفاً أن "دمشق ستقرر "إمكان العودة إلى المرحلة الثانية من هذه الجولة الأسبوع المقبل.
وجاءت تصريحات الجعفري رداً على بيان للمعارضة السورية في مؤتمرها بالرياض الشهر الماضي، والذي قالت فيه إنه لا يمكن أن يكون للرئيس بشار الأسد دور في أي فترة انتقالية.
وقال الجعفري للصحافيين بعد المحادثات: "نحن نرى أن اللغة التي استخدمت في بيان الرياض هي عبارة عن شروط مسبقة. لغة البيان بالنسبة إلينا عودة إلى الوراء". وأضاف: "لن ندخل في محادثات مباشرة ما دام هذا البيان قائماً". واعتبر أن بيان الرياض "لا يأخذ في الاعتبار التطورات السياسية والعسكرية التي حدثت منذ أيام المبعوث السابق الأخضر الإبراهيمي وإلى الآن. لذا نقول إنه عودة إلى الوراء ومحاولة يائسة ممن شارك في اجتماع الرياض لإعادتنا إلى المربع صفر، إلى أيام الإبراهيمي، وهذا الكلام يعني محاولة جدية لتقويض مهمة المبعوث الخاص دي ميستورا".
وفي مقابلة مع قناة "الميادين" التلفزيونية قال الجعفري: "نحن لا يمكن أن ننخرط في نقاش جدي في جنيف طالما أن بيان الرياض لم يُسحب من التداول". وأضاف أن الرياض "لغمت طريق" جولة المفاوضات ولم ترد التوصل إلى حل سياسي للصراع.
وكان دي ميستورا أكد الخميس بعد عقده اجتماعين متوازيين مع وفدي الحكومة والمعارضة عدم مناقشة مسألة الرئاسة خلال المحادثات. وقال المبعوث الأممي في مؤتمر صحافي مساء الخميس "نخطط لأن تستمر هذه الجولة حتى الخامس عشر من كانون الأول (ديسمبر)" على أن تتضمن استراحة يمكن للوفود السفر خلالها اعتباراً من السبت على أن تُستأنف المحادثات الثلاثاء.
ولم يسلم دي ميستورا من انتقادات الجعفري، الذي قال إن المبعوث الدولي تسلم ورقة مبادئ أساسية للحل السياسي من وفده في آذار (مارس) الماضي لم يعرضها على الأطراف الأخرى و "وجدنا أنه يطرح علينا ورقة مبادئ أساسية من دون أن يتشاور معنا مسبقاً بحكم ولايته كوسيط".
وتابع: "لاحظنا مع الأسف أن المبعوث الخاص تجاوز ولايته بطرح ورقته الخاصة علينا وطلب أن تكون ورقته أساساً للنقاش، أي أنه طرح ورقة بديلة من ورقتنا، وهذا إجرائياً تجاوزٌ لولايته كوسيط، ونحن لا نتفاوض مع الوسيط وإنما عبره كوسيط".
========================
الشراع :صراع المسارين: ((سوتشي)) و((جنيف)) تناقضات عميقة بين المسارين من المرجعية الى الآليات و المخارج
/ بقلم محمد خليفة
BY مجلة الشراع · DECEMBER 2, 2017
الفترة الحالية فترة سورية بلا منازع, على المستويين الاقليمي والدولي. من قمة ((سوتشي)) الروسية – التركية – الايرانية , الى مؤتمر ((الرياض 2)) للمعارضة السورية. والأرجح أن تصدّر القضية السورية لعناوين التحركات الدولية سيستمر حتى نهاية العام, إذ يفترض (مع صدور هذا العدد من الشراع) أن تكون الجولة الثامنة من مفاوضات ((جنيف)) بين المعارضة السورية والنظام انطلقت برعاية الأمم المتحدة. وستشهد ((سوتشي)) في الأيام المقبلة ((مؤتمر الحوار الوطني بين السوريين)) . فضلاً عن أن الكازاخستانيين دعوا الى جولة ثامنة من محادثات آستانة قبل نهاية العام ايضاً.
هذه التطورات المكثفة تبدو متناقضة حيناً, ومتقاطعة حيناً آخر. وسلبية حيناً وإيجابية حيناً آخر, ولكنها تطرح سؤالين يتقدمان على ما عداهما:
لماذا تنقسم الجهود الدولية الى مقلبين ولا تكون موحدة ما دامت الغاية هي حل الأزمة السورية؟
هل المساران في الوضع الراهن متكاملان ومتناغمان أم متناقضان ومتصارعان..؟
في الظاهر تبدو التحركات الدولية الاقليمية متناغمة ومتكاملة على المقلبين الروسي, والاممي. وتبدو محطة جنيف بمثابة نقطة مشتركة ونهائية ستصل اليها جهود الاطراف كافة, لإخراج الصيغة النهائية للتسوية, ولا أدلّ على ذلك من حرص الرئيس الروسي على تكرار تصريحاته المؤكدة أن ما تقوم به بلاده هو مساعدة على إنجاز وانجاح مفاوضات السلام الأممية, لا الإلتفاف عليها أو منافستها. ولكن هذه التصريحات لا تعدو أن تكون في نظر المراقبين تضليلاً. حتى أن عضواً في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الالماني يدعى يورغن هاردت وصف قمة ((سوتشي)) بقمة السخرية, لأن روسيا كما قال ((هي التي عرقلت على مدى سبع سنوات جهود مجلس الأمن لإيجاد حل بنّاء للأزمة السورية, وهي تتحمل مع ايران مسؤولية تأجيج الحرب, كل لحساباته ومصالحه الخاصة)).
هذا في الظاهر, أما في الواقع فإن المسارين متناقضان ومتصادمان في نظر كثير من الجهات الدولية فضلاً عن المحللين, إذ لم يستطع بوتين إقناع العالم بأن هدف آستانة وسوتشي ليس إفراغ مفاوضات جنيف من محتواها, أو الالتفاف عليها لصالح حل سياسي تصوغه روسيا تتويجاً لما تعده نصراً عسكرياً حققته قواتها, وتتعاون معها ايران وتركيا وفصائل سورية. وهذا التقييم موضع إجماع قوى وفصائل المعارضة الوطنية, وتؤيدها فيه دول كثيرة عربية وغربية. بل ان المحللين شككوا في فعالية المحور الثلاثي الذي تقوده روسيا, وفي جدية تفاهمهم على كل الملفات وقضايا الحل النهائي, وهو ما ركزت عليه صحيفة ((لوفيغارو)) الفرنسية مثلاً, وحللت الخلافات الجوهرية بين الاطراف الثلاثة, ورأت كثيراً من التناقضات تكمن بين الثلاثة.
قمة سوتشي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الايراني حسن روحاني يتوسطهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
مساران متناقضان ومتصادمان
يمكن القول إذن باطمئنان إن مسار جنيف ومسار سوتشي لا يتكاملان, ولا يتوازيان, وينبغي ألا نتوقع دوام ((الصلة)) بينهما ((جنتلمانية)) ودبلوماسية, كما يريد الروس وحلفاؤهم, وينبغي أن نتوقع تصادمهما حتى يلغي أحدهما الآخر. ولعل الصدام قائم منذ البداية, إذ أن موسكو لا ترى في المعارضة السورية المعتدلة التي اعترف بها المجتمع الدولي سوى جماعات ارهابية متطرفة. وكان لافتاً ومثيراً أن يظهر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف شماتته بأعضاء هيئة التفاوض الذين استقالوا منها قبل انعقاد ((الرياض 2)) فاسحين المجال لغيرهم, إذ عبرت كلمات الوزير عن كراهية طافحة تجاههم, وسعادة بخروجهم من ((الهيئة)) التي تقود العملية التفاوضية لأنها عرفت بتمسكها بثوابت الثورة وأعرب عن تفاؤله باستقالاتهم.
في المقاربة التالية سنتتبع نقاط التصادم والصراع بين أجندة سوتشي وأجندة جنيف التي تشمل المنطلقات والأهداف, ومعظم العناصر الجوهرية للحل السياسي, لكل طرف من الاطراف الاساسية, كما اتضحت في تحركات الاسبوعين الماضيين.
 
مؤتمر جنيف 5
أولاً- أجندة جنيف
تمثل استراتيجية المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة ومجلس الأمن لحل الازمة السورية بكل جوانبها حلاً سياسياً, وتنطلق من وثيقة ((جنيف 1)) التي توصلت اليها أميركا وروسيا عام 2012 وقرارات مجلس الأمن وخاصة 2254. وتقف على مسافة واحدة من المعارضة والنظام, وتؤكد وحدة سورية الجغرافية والسياسية, وسيادة دولتها وسلامتها, وتقر بمشروعية مطالب المعارضة, وخاصة إجراء ((عملية انتقال سياسي)) جذرية وحقيقية في بنية النظام الحاكم لنقله الى نظام ديموقراطي بواسطة ((هيئة حكم انتقالية)) بصلاحيات كاملة تقود العملية وتضم ممثلين للنظام لم تتلطخ أيديهم بالدماء, والمعارضة, والمستقلين وتضع دستوراً جديداً, وتجري انتخابات عامة حرة ونزيهة على أساس التعددية. وتناولت الأجندة تشكيل الهيئة وتنفيذ الاستحقاقات عبر مفاوضات بين النظام والمعارضة, بإشراف الامم المتحدة. وتضمن القرار 2254 سلسلة خطوات وترتيبات ومواعيد مهمة. واشترط أن تشكل أطياف المعارضة وفداً موحداً للتفاوض بلا شروط مسبقة. وفسرت الامم المتحدة وغالبية الدول الكبرى مفهوم ((الهيئة الانتقالية)) بأنها ((حكومة تحل محل رئيس النظام الحالي)).
وجدير بالذكر أن الأجندة جرى إقرارها في ((جنيف 1)) والمؤتمر السوري العام ومؤتمرات ((أصدقاء الشعب السوري)), ومجموعة فيينا, وقرارات مجلس الأمن. وأضافت المعارضة لهذه المرجعيات مبدأ الملاحقة القضائية لكل من اقترف جرائم حرب وإبادة ضد الانسانية الحق في تطبيق العدالة كشرط للتسوية, أي محاسبة الأسد وأعوانه على جرائمهم.
 
 
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستقبلا الرئيس بشار الاسد
الأجندة الروسية
أعطت روسيا لوثيقة جنيف منذ إصدارها عام 2012 تفسيراً مختلفاً يناقض منطوقها الموضوعي, وتعاملت مع قرارات مجلس الأمن بتعسف, فهي إما رفضت مشاريع بعض القرارات, واستعملت ((الفيتو)) لإحباطها, أو أعطتها تفسيرات مغايرة للإجماع الدولي, بهدف حماية رأس النظام, وتبرئته من الجرائم التي اقترفها ومنع محاسبته, وعملت على تجديد شرعيته, وإضفاء شرعية مماثلة على التدخل العسكري الروسي والايراني, والجرائم التي اقترفتها الدولتان.
واختزلت العملية الانتقالية بوضع دستور جديد, وإجراء إصلاحات شكلية وانتخابات عامة, يحق للأسد الترشح فيها والبقاء في السلطة, وبالمقابل شككت روسيا بأهلية المعارضة ومشروعيتها, وعملت مع النظام على خلق معارضة بديلة تتبنى الاجندة الروسية, وأصرت على مشاركتها في المفاوضات بندية, كالمعارضة الأصلية ممثلة بالائتلاف الوطني وهيئة المفاوضات, ودعت لتمثيل الأكراد كطرف ثالث مستقل في المعارضة وحقهم في الحصول على حكم ذاتي سياسي وإداري موسع. وهناك ما يوحي بأن روسيا تسعى لتفكيك الدولة السورية, وإنشاء مناطق نفوذ ثابتة لها ولإيران وتركيا, بشهادة دي مستورا أمام مجلس الأمن.
ولتحمي روسيا النظام من السقوط وتخمد جذوة الثورة زجّت بآلتها الحربية الاستراتيجية في القتال لتعديل ميزان القوى العسكرية على الأرض, فحققت بعض أهدافها الميدانية, ولكن بثمن باهظ من الإدانة الدولية لجرائمها الوحشية التي نافست بها جرائم الاسد وايران, واستطاعت خفض حدة القتال في معظم انحاء سورية, وسعت لفرض ((سلام)) على جميع الاطراف, يضمن لها مصالحها ورؤيتها الجيوسياسية لسورية وللشرق الاوسط, ولذلك ركزت منذ إسقاط حلب المحررة في نهاية 2012 جهودها لفرض أجندة الحل الذي تريده, ونيل موافقة الدول الاقليمية عليه, ثم تصديق مجلس الأمن عليه, لضمان بقائها كقوة عالمية مهيمنة في الشرق الأوسط بالتعاون مع ايران وتركيا, وبالتفاهم مع اسرائيل وبعض الأنظمة العربية.
لقد أصبحت روسيا وايران شريكتين كاملتي المسؤولية في حرب الاسد على شعبه, وأصبحت الشرعية الدولية نقيضاً لسياستهما وأجندتهما, وأضحى ((مسار جنيف الدولي)) يتعارض مع مصلحتهما وخططهما لمستقبل البلد الممزق, لذلك توجهتا لفرض تسوية أحادية للأزمة خارج الامم المتحدة ومجلس الأمن وعملية جنيف. فدشنت روسيا ((مسار آستانة)) في بداية 2017 لفرض وقف إطلاق نار على المعارضة بالقوة, وفتح حوارات مع هيئات عرقية ومذهبية واجتماعية وسياسية ثانوية , لحشدها ضمن معارضة موالية لها وللأسد, بديلة عن المعارضة الأصلية التي اتهمتاها بالتطرف والعمالة وعدم الكفاءة, وعدم الواقعية في مطالبها, تكراراً لاتهامات الأسد لها.
وفي الفترة الأخيرة استغلت روسيا انحسار اهتمام اميركا بالمنطقة, وتراجع الاهتمام الدولي بالمأساة السورية, فعملت على تلغيم الطريق أمام المعارضة الوطنية, وتعطيل ((مسار جنيف)) بالضغط على المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لتأخير جلساتها, واستكمال تسويتها هي أولاً, وتقديمها الى مجلس الأمن الدولي على مبدأ ((ليس بالإمكان أبدع مما كان))!
 
الرئيس حسن روحاني والرئيس اردوغان خلال اجتماع سبق قمة سوتشي
مخرجات ((سوتشي)) و((الرياض 2))
توضح الخلفية السابقة مدى الاختلاف بين الأجندة الروسية والاجندة الأممية منذ البداية, وتوضح أن هدف جهود موسكو الدبلوماسية يتركز على تفشيل الأجندة الاممية, وتحطيم المعارضة الحقيقية, وفرض أجندتها, ووضع سورية تحت الهيمنة والوصاية الدائمة.
في هذا الاطار جاءت قبل شهرين مبادرة الروس لتنظيم ((مؤتمر للحوار الوطني بين السوريين)), بيد أن المبادرة تعثرت تعثراً كشف عن عجز وقصور في فهم القضية السورية وتخبط التحركات التي تقوم بها لمعالجة الأزمة بشكل يثبت أهليتها كقوة كبرى, وقدرتها على الوفاء بمسؤوليتها تجاه السلام الدولي. ففي أول الأمر زعم بوتين أن هدف المؤتمر تنظيم حوار بين ((الشعوب السورية )), ثم قال بين ((العرقيات)) واستقر أخيراً على ((حوار وطني بين السوريين)).
وفي البداية اقترح الروس عقده في قاعدة حميميم التي ترمز لوجودهم العسكري في سورية, ثم نقلوه الى دمشق, وأخيراً قرروا ترحيله الى سوتشي!
وجاءت ردود الأفعال على المبادرة سلبية وسريعة الى حد دفع غالبية فصائل المعارضة لمقاطعته, ودفع تركيا للإعتذار عن عدم حضوره, رداً على دعوة حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي إليه.
وبسبب هذا الفشل زار بوتين طهران وانقرا, ثم دعا الأسد الى سوتشي قبل يوم واحد من القمة الثلاثية في سوتشي, حضرها رؤساء الدول الضامنة لما يسمى مناطق خفض التوتر والهدن التي أسفرت عن آستانة طوال العام الجاري.
والغريب أن انعقاد ((قمة سوتشي)) تزامن مع مؤتمر الرياض2 للمعارضة ( 22 تشرين الثاني/نوفمبر) تزامناً مقصوداً ومريباً, بقصد وضع تلك مقابل هذه, وتأكيد التناقض. وهو ما يتأكد من خلال الملاحظات التالية على ظروف عقد القمة ومخرجاتها:
1 – انعقدت القمة بين ثلاث دول إقليمية لها وجود عسكري على الارض السورية, وأسست مناطق نفوذ فيما بينها خلال الشهور الثلاثة. واستبقتها ايران بتصريحات عن بقاء قواتها وعدم الانسحاب رغم نهاية الحرب على الارهاب والتوصل الى تسوية. أما روسيا فأعلنت ((ربما نبدأ قبل نهاية العام بخفض قواتنا في سورية)). ولكن هذا التصريح لا يعني قراراً بالإنسحاب, فضلاً عن أن روسيا سبق أن أعلنت ثلاث مرات مثل هذا القرار ولم تنسحب, وما يؤكد الكذبة الجديدة أنهم أعلنوا عن اتفاقية مع الاسد للبقاء خمسين سنة!
2 – انعقدت القمة بينما تواصل القوات الروسية والايرانية الحرب في مناطق مشمولة بالهدنة وخفض التوتر, وخاصة الغوطة الشرقية, وفي وقت أكد سكان احياء شملتها اتفاقات المصالحة في حمص عدم التزام النظام والروس بالاتفاقات السابقة.
3 – تغييب مقصود للعرب والدول الغربية والامم المتحدة عن القمة, والاستعاضة عن حضورها باتصالات بوتين هاتفياً مع الرئيس الأميركي وبعض قادة الدول العربية, واجتماع مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن, ودعوة ديمستورا الى موسكو لإطلاعه على مخرجات القمة.
4 – لاحظ المراقبون تجنب الرئيس التركي أي تصريح ضد الاسد, وتحدث عن حصوله على حق الفيتو على مشاركة حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في أي مؤتمر حول سورية, وكشفت مواقع تركية أن القمة أوجدت اتفاقاً بين انقرا ودمشق للتعاون ضد الاكراد.
5 – هلل الايرانيون لسوتشي, وقالوا إنها رسمت خريطة طريق للتسوية في سورية, وشكلت نقطة تحول لشرق أوسط جديد (!). وقالوا إن قواتهم باقية في سورية لمحاربة الارهاب والمشاركة في إعادة بناء سورية.
6 – وصف كاتبان إسرائيليان بارزان ((قمة سوتشي)) بأنها ((قمة اقتسام الغنائم بين الدول الثلاث)) صاحبة مناطق النفوذ في سورية. وقال المستشرق ايال زيسير والمعلق البارز اورن نهاري في مقال مشترك على موقع ((وللا)) الاسرائيلي أن سوتشي شرعنت وجود قوات الدول الثلاث في سورية, وتبادل الرؤساء الثلاثة الامتيازات واحترام مصالحهم فيما بينهم.
7 – قال محللون غربيون إن الدول الثلاث شكلت نظام وصاية دائمة في سورية .
أما بالنسبة لأبرز مخرجات القمة فهي :
1 – ترسيخ مسار سوتشي بالدعوة لعقد مؤتمر الحوار بين السوريين والنظام في مطلع كانون الأول/ديسمبر للإتفاق على حل دائم في سورية. وقال الرؤساء الثلاثة أن لهم وحدهم حق اختيار المشاركين في المؤتمر!
2 – هدد الروس بعقد المؤتمر بمن يحضر إذا رفضت المعارضة تلبية الدعوة.
3 – قال بوغدانوف مساعد وزير الخارجية الروسية إن المؤتمر سيبحث رزمة مسائل, أهمها الدستور والانتخابات في المرحلة لانتقالية, وهي محاولة لسحب أهم استحقاقين في الحل النهائي من مفاوضات جنيف الى سوتشي لمعالجتهما حسب الرؤية الروسية. ويلاحظ أن المؤتمر سيكون ضخماً من حيث العدد ويناهز 1000 شخص لإيهام العالم بأهميته, بينما غالبية المدعوين لا يمثلون سوى هيئات اجتماعية وتنظيمات وشخصيات هامشية وثانوية!.
4 – أصبحت ((قمة سوتشي)) مرجعية لمؤتمر الحوار الوطني القادم, بدل أن تكون قرارات مجلس الامن ووثيقة جنيف1 هي المرجعية.
5 – أرادت الدول الثلاث توجيه رسالة الى العالم أن الحل هو بيدها بالإتفاق مع بشار الاسد, وأن سوتشي لا جنيف هي مطبخ الحل.
6 – استبعاد العرب والسوريين غاية مقصودة بحد ذاتها, هدفها عزل سورية عن محيطها ووضعها تحت حماية الدول الثلاث.
7 – القفز الى مسألة الاعمار قبل إيجاد حل سياسي مقبول دولياً.
 
 
مؤتمر الرياض 2 لفصائل المعارض السورية في المملكة العربية السعودية
أما مؤتمر الرياض 2 الذي انعقد في العاصمة السعودية في اليوم نفسه الذي انعقدت فيه ((قمة سوتشي)) فقد نجح في اجتياز الشراك التي تعاون على وضعها لافروف ودي ميستورا في طريقه. وخاصة شرط توسيع قاعدة الهيئة العليا للتفاوض, وشرط ضم منصة موسكو ومنصة القاهرة القريبتين من توجهات روسيا ومصر لتوحيد وفد تفاوضي واحد يمثل الشعب السوري في مفاوضات جنيف والتي حدد ديميستورا موعد جولتها الثامنة يوم 28 تشرين الثاني/نوفمبر. وحاول أن يلعب لعبة أخيرة لصالح الروس, إذ خطط لافتتاح الجولة, ثم رفعها الى ما بعد مؤتمر الحوار في سوتشي! ولكن تدخل أميركا أجبره على عدم انتظار مخرجات سوتشي, وأجبره تضمين جدول أعمال الجولة الجديدة القضايا السياسية الجوهرية لاختصار الوقت والدخول في صلب العملية السياسية وقضايا الحل النهائي والمرحلة الانتقالية. وذكرت مصادر أن واشنطن التي نأت بنفسها عن ((قمة سوتشي)) وجهود موسكو الملازمة سترسل الى جنيف8 مساعداً كبيراً لوزير الخارجية, لإظهار اهتمامها بمسار جنيف.
فقد دعت المعارضة السورية الى الرياض 2 مزيداً من القوى المعارضة وقوى المجتمع المدني والمكونات السكانية تلبية لشرط ديمستورا, كما دعت المنصات والقوى المعارضة السياسية والمقاتلة الى المؤتمر, وأجرت حوارات مسبقة معها ثم ضمتها الى الوفد المفاوض وأعطتها حق التحفظ على أي قرار من قراراتها, وأجرت عملية تبديل جذرية في تركيبة الوفد المفاوض, وأعدت من تسميهم موسكو متطرفين ومتشددين, وانتخبت هيئة جديدة تضم خمسين شخصاً برئاسة د. نصر الحريري الذي قاد المفاوضات في الجولة 7. ولكن المعارضة في النتيجة لم تتنازل عن ثوابت الثورة وثوابت الحل السياسي كما اتفقت عليه المعارضة بكل فصائلها منذ تأسيس الائتلاف عام 2012. بل إن المخرجات ثبتت المواقف السابقة, ورفضت الضغوط الخارجية, من أطراف عربية أو جنبية أو تركية. وفيما يلي أبرزها:
1 – توكيد الخيار السياسي لحل الأزمة السورية.
2 – التمسك بمرجعية الأمم المتحدة للحل, وبقرارات مجلس الامن إضافة لوثيقة جنيف1. ورفض المشاركة في مسار سوتشي.
3 – رفض المشاركة في مساري أستانة وسوتشي, ومخرجاتهما, أو أي مسار آخر غير مسار جنيف.
4 – الاصرار على خروج الاسد من السلطة في بداية المرحلة الانتقالية, ومحاسبته مع زمرته على الجرائم المقترفة.
5 – إدانة الوجود والدور الايراني في سورية, والمطالبة بانسحاب القوات الايرانية فوراً واعتبارها قوات احتلال اذا لم تنسحب يحق للجيش الحر محاربتها. كما طالبت الامم المتحدة بإعلان سورية بلداً محتلاً.
6 – رفض أي دور لأي دولة أجنبية في العملية السياسية التي يجب أن تقتصر على السوريين برعاية الأمم المتحدة فقط.
7 – التمسك بوحدة سورية وعدم الاعتراف بأي تقسيم.
إذن فالصراع بين سوتشي وجنيف حقيقة واضحة, يعكس صراع الارادات الدولية على سورية, وعلى حسم مستقبلها بين قوى عظمى وكبرى محتلة, وشعب محاصر ومعزول تخلى عنه الاشقاء والاصدقاء, وبات بين فكي روسيا وايران, ولكن معارضته ومقاومته ما زالت قادرة على الصمود والاصرار على حقوقها, وشرعيتها, وتواجه تحولات حلفائها ذات اليمين والشمال, وما زالت تقاتل حين يفرض عليها القتال وتوقع في النظام خسائر نوعية كالجنرالات الذين قتلتهم في معارك حرستا الأخيرة.
========================
لبنان 24 :بين الجديدة والقديمة.. ورقة دي ميستورا ناقصة
17:07 2017-12-2
أجرت وكالة "سبوتنيك" مقارنة بين ورقة البنود الاثني عشر التي قدمها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أمس إلى وفدي التفاوض من الحكومة والمعارضة، وبين الورقة السابقة، إذ خلت الورقة الجديدة من أي ذكر لعملية الإنتقال السياسي، وكذلك لم تشر إلى مسألة النازحين وضرورة خروج جميع المقاتلين الأجانب من سوريا.
فبالمقارنة مع الورقة السابقة التي قدمها دي ميستورا في جولة مباحثات اذار 2016 فقد افتقدت ورقة المبادئ الأساسية هذه إلى عدد من البنود كانت قد تضمنتها الورقة الأولى.
ففي بندها السادس لم تتضمن الورقة ذكر عملية الانتقال السياسي والدستور والانتخابات، والتي كانت الورقة الأولى قد أشارت إليه صراحة في فقرتها السادسة بنص صريح هو " طبقاً لقرار مجلس الأمن 2254، يشمل الانتقال السياسي في سوريا آليات حكم ذا مصداقية وشامل للجميع وغير قائم على الطائفية، كما يشمل جدولاً زمنياً وعمليةً لإعداد دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، عملاً بالدستور الجديد، يجري إدارتها تحت إشراف الأمم المتحدة".
كما لم تتحدث الورقة الجديدة عن قضية المعتقلين والمحتجزين قسريا، بينما الورقة الأولى أفردت لهم بندا كاملاً والذي نص "سيجري تمكين جميع اللاجئين والنازحين من العودة إلى ديارهم بأمان، إذا كانوا يرغبون في ذلك، بدعم وطني ودولي وبما يتوافق مع معايير الحماية الدولية. وسيجري إطلاق سراح الأشخاص المحتجَزِين تعسفياً وحسم مصير الأشخاص المختفين أو المختطَفين أو المفقودين".
كما أزالت الورقة الجديدة الفقرة الأخيرة من البند العاشر في الورقة الأولى وإلى تنص على خروج جميع المقاتلين الأجانب من سوريا، ونصها كان "وستمارس الدولة ومؤسساتها بعد إصلاحها الحق الحصري في السيطرة على السلاح. ولن يُسمح بأي تدخّل من جانب مقاتلين أجانب على الأراضي السورية".
========================
القدس العربي :نص وثيقة «المبادئ الإثني عشر الأساسية والحية للأطراف السورية»
Dec 02, 2017
قدم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وثيقة «المبادئ الـ12 الأساسية والحية للأطراف السورية»، إلى وفدي النظام والمعارضة في 30 تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم (أمس الخميس)، ضمن القسم الأول من مؤتمر «جنيف8» الذي انطلق الثلاثاء الماضي. وفيما يلي نص الوثيقة:
المبادئ الإثني عشر الأساسية والحية للأطراف السورية
(نسخة بتاريخ 30 نوفمبر قابلة للتطوير والتحديث من طرف المبعوث الأممي على ضوء أعمال المشاورات السورية المسهلة من طرف الأمم المتحدة).
1 ـ الاحترام والالتزام الكامل بسيادة سوريا/ الجمهورية العربية السورية (1) واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها أرضا وشعباً، وفي هذا الصدد لا يجوز التنازل عن أي جزء من الأراضي الوطنية ويظل الشعب السوري ملتزما باستعادة الجولان المحتل بكافة الوسائل المشروعة والقانونية وفقا لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي.
2 ـ الالتزام الكامل بالسيادة الوطنية لسوريا على قدم المساواة مع غيرها وبما لها من حقوق في عدم التدخل في شؤونها. تمارس سوريا دورها كاملاً في إطار المجتمع الدولي، بما في ذلك دورها كجزء من العالم العربي، وذلك وفقاً لميثاق الأمم المتحدة وأهدافه ومبادئه.
3- يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية وعن طريق صناديق الاقتراع، ويكون له الحق الحصري في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي دون أي ضغط أو تدخل خارجي ووفقاً لواجبات سوريا وحقوقها الدولية.
4 ـ تكون سوريا /الجمهورية العربية السورية (2) دولة ديمقراطية (3) غير طائفية تقوم على التعددية السياسية والمواطنة المتساوية بغض النظر عن الدين والجنس والعرق، مع الاحترام الكامل وحماية سيادة القانون والفصل بين السلطات واستقلال القضاء والمساواة الكاملة بين جميع المواطنين والتنوع الثقافي للمجتمع السوري، وصيانة الحريات العامة بما في ذلك حرية المعتقدات.
وكل ذلك في إطار من الشفافية وشمول الجميع والخضوع للمساءلة والمحاسبة علاوة على اتخاذ تدابير فعالة لمكافحة الجريمة والفساد وسوء الإدارة.
5 ـ تلتزم الدولة بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والتنمية الشاملة والمتوازنة مع التمثيل العادل على مستوى الإدارة المحلية.
6 ـ استمرارية الدولة والمرافق العمومية الأخرى وتحسين أدائها، مع إصلاحها عند الاقتضاء، بما في ذلك حماية البنى التحتية وحق الملكية وتوفير الخدمات لكافة المواطنين دون تمييز، وذلك وفقا لأعلى معايير الحكم الرشيد والمساواة بين الجنسين.
ويتمتع المواطنون، في مجال علاقاتهم مع جميع السلطات العامة، بآليات فعالة تضمن الامتثال الكامل لسيادة القانون وحقوق الإنسان وحقوق الملكية العامة والخاصة.
7 ـ بناء جيش قوي وموحد يقوم على الكفاءة ويمارس واجباته وفقاً للدستور ولأعلى المعايير.
وتتمثل مهامه في حماية الحدود الوطنية والسكان من الت هديدات الخارجية ومن الإرهاب. وبناء مؤسسات أمنية ومخابرات تحفظ الأمن وتخضع لسيادة القانون وتعمل وفقا للدستور والقانون وتحترم حقوق الإنسان. وتكون ممارسة القوة احتكاراً حصرياً لمؤسسات الدولة ذات الاختصاص.
8 ـ الرفض القاطع لجميع أشكال الإرهاب والتعصب والتطرف والطائفية والالتزام بمكافحتها ومعالجة أسباب انتشارها.
9 ـ حماية حقوق الإنسان والحريات العامة ولاسيما أوقات الأزمات بما في ذلك ضمان عدم التمييز، ومساواة الجميع في الحقوق والفرص بغض النظر عن العرق أو الدين أو الإثنية أو الهوية الثقافية أو اللغة أو الجنس أو أي أساس آخر للتمييز.
وإيجاد آليات فعالة لضمان تلك الحقوق تأخذ بعين الاعتبار الحقوق السياسية والحق في المساواة والفرص للمرأة بما في ذلك اتخاذ تدابير فعالة لضمان مشاركتها في المؤسسات ودوائر صنع القرار، مع اعتماد آليات تهدف لضمان مستوى تمثيل للمرأة لا يقل عن 30 في المئة وصولاً للمناصفة.
10 ـ تعتز سوريا بمجتمعها وهويتها الوطنية وبتنوعها الثقافي التاريخي، وبالإسهامات والقيم التي جلبتها كل الأديان والحضارات والتقاليد إلى سوريا بما في ذلك التعايش بين مختلف المكونات إلى جانب حماية التراث الثقافي للشعب السوري وثقافاته المتنوعة.
11 ـ محاربة الفقر والقضاء عليه وتوفير الدعم للمسنين والفئات الضعيفة الأخرى والتي تشمل ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام وضحايا الحرب بما يشمل ضمان أمن وسكن كافة النازحين واللاجئين وكذا ضمان حقهم في الرجوع الآمن والاختياري لمساكنهم وأراضيهم.
12 ـ صيانة وحماية التراث الوطني والبيئة الطبيعية لصالح الأجيال القادمة طبقاً للمعاهدات المتعلقة بالبيئة وبما يتماشى مع إعلان اليونسكو بشأن التدمير المتعمد للتراث.
 
هوامش
1. يسجل مكتب المبعوث الأممي أن الجمهورية العربية السورية دولة عضو بالأمم المتحدة، وأن هذه الأخيرة تشير إلى «الجمهورية العربية السورية» في كافة معاملاتها. والمصطلحات الواردة هنا تمثل خيارات قدمتها الأطراف للمبعوث.
2. أنظر الهامش 1 أعلاه.
3. لم يستخدم مكتب المبعوث عبارة علمانية، ويسجل أن غير طائفية، وردت في قرار مجلس الأمن رقم 2254، وأن عبارة علمانية، غير واردة في الدستور السوري والذي يشمل عناصر علمانية وأخرى دينية. وهذه مسألة يقررها السوريون وحدهم».
========================
العرب اليوم :جنيف8 ينتهي بخلاف بين الفريق الأممي والوفد الحكومي حول دور دي ميستورا الجعفري: المفاوضات المباشرة رهن سحب بيان الرياض2
انتهى الجزء الأول من جولة جنيف8 بصدام واضح بين وجهتي نظر المبعوث الأممي ستافان دي مستورا والوفد الحكومي السوري حول دور المبعوث في العملية التفاوضية، اذ اتهم بشار الجعفري، رئيس الوفد الحكومي، المبعوث الاممي "بالخروج عن صلاحياته كوسيط دولي الى لعب دور ليس من مهامه".
ويأتي هذا الكلام على خلفية ورقة الاثني عشر بنداً، التي طرحها المبعوث الاممي في مطلع آذار الماضي حول المبادئ الاساسية للحكم في سوريا، وكانت هذه الورقة قد حظيت بموافقة وتشجيع الحكومة السورية وموسكو، وقيل في حينه انها "ورقة نعومكين" نسبة الى مساعد دي ميستورا الروسي فيتالي نعومكين الذي كان له الدور الاساس في صياغتها.
وقدم دي ميستورا امس ورقة جديدة أخذت بعين الاعتبار بعض التعديلات التي ادخلها الوفد المعارض والتي سلمها للفريق الاممي يوم الخميس الماضي، ولا سيما مطالب اصلاح الجيش السوري و"بناء الأجهزة الامنية والمخابرات". وبعد إطلاع دي ميستورا الفريق الحكومي على هذه الورقة توترت الاجواء داخل قاعة الجلسة الثالثة بين الفريق الأممي والفريق الحكومي، وابلغ الجعفري دي ميستورا ان "وضع الاوراق ليس من عمل الوسيط الدولي ومهمته بحسب تكليفه من الامم المتحدة هو تسيير الاجتماعات ووضع الاوراق من مهمة السوريين وحدهم".
وقال الجعفري في مؤتمر صحافي عقده بعد الاجتماع إن المبعوث الاممي أخطأ في عدد من الامور، الاول هو وضع ورقة مبادئ جديدة "بدل مناقشة الورقة الاساسية التي قدمت قبل 9 أشهر"، والامر الثاني عندما "بارك في مؤتمر الرياض البيان الذي تضمن شروطاً مسبقة وهو ما يتعارض مع مضمون القرار الدولي 2254".
وحسم الجعفري مسألة المحادثات المباشرة بين الطرفين نهائياً، قائلاً إن هذه اللقاءات لا يمكن ان تتم في ظل بقاء بيان الرياض2، و"هذا البيان يجب أن يسحب من التداول".
ويتقاطع هذا الكلام مع الموقف الروسي للمندوب الدائم في الامم المتحدة في جنيف الكسي باردافكين الذي قال لوكالة "سوبتنيك" الروسية إن "بيان الرياض2 هو عقبة امام المحادثات المباشرة".
ورد الناطق باسم الوفد المعارض يحيى العريضي على موقف الجعفري حول سحب ورقة الرياض2 قبل المحادثات المباشرة قائلاً: "جئنا الى هنا من دون شروط مسبقة وعدم العودة الى المفاوضات (كلام الجعفري حول عدم اتخاذ القرار باستئناف الجولة يوم الثلثاء المقبل) يعتبر شرطا مسبقا وانعدام المسؤولية اتجاه الشعب السوري الذي يعاني منذ سبع سنوات"، وحول اتهام الجعفري الوفد المعارض بعدم شمولية تمثيل الوفد لكافة اطياف المعارضة، قال العريضي: "ان النظام لن يقبل بوفد المعارضة حتى ولو جاء معنا 22 مليون سوري".
وسيستأنف المبعوث الاممي يوم الثلثاء المقبل الجزء الثاني من جنيف8، وسيشارك وفد المعارضة بكافة اطيافه في هذه الجولة، في حين اعلن الجعفري ان القرار لا يعود للوفد بل لدمشق، و"دي ميستورا ارسل طلباً جديداً بالمشاركة في جولة جديدة الاسبوع المقبل وسندرس الوضع ونجيب بالطرق الديبلوماسية".
جميل: وفد الحكومة تذرع ببيان الرياض
وتعليقا على نتائج هذه الجولة، قال رئيس منصة موسكو، الدكتور قدري جميل، لـ "النهار": اقتربنا من المفاوضات المباشرة الى حد بعيد، ولكن مع الاسف فقد استخدم وفد الحكومة الذريعة التي قدمت له في بيان الرياض2 على طبق من ذهب، والتي حذرنا من تداعياتها. وحول موقف منصة موسكو من الشروط المسبقة، قال جميل: اخذنا على محمل الجد الضمانات التي قدمها المبعوث الاممي بأنه لن يسمح بوضع شروط مسبقة في المفاوضات، واتخذنا على اساس ذلك موقفاً مرناً من دون التخلي عن موقفنا المبدئي، أي اشتركنا على اساس الضمانات الأممية، واشار الى ان وفد الحكومة استخدم هذه الذريعة للتأجيل والتأخير و"نحن نتفهم هذا الموقف لانه من الصعب على الجميع البدء بالتنازلات المؤلمة التي لا بد منها في نهاية المطاف من الطرفين والتي ستبدأ مع بداية المفاوضات المباشرة".
========================
العرب اليوم :قدري جميل: جنيف 8 لم يفشل و"الوفد الواحد" يعني ان المفاوضات المباشرة جاهزة
واضاف جميل، بحسب موفدنا، إن "التنازلات مطلوبة من الطرفين".
وغادر وفد الحكومة السورية مقر اقامته في جنيف اليوم عائدا الى العاصمة دمشق.
وقال موفد العالم إن الوفد أبقى الباب مفتوحا لاجراء مزيد من المباحثات، حيث سيجري مشاورات في العاصمة دمشق حول امكانية عودته الى جنيف مرة اخرى لاستكمال المفاوضات، مشيرا الى أن الوفد الحكومي اشترط تغيير خطاب وفد جماعات المعارضة لإجراء لقاءات مباشرة، واضاف أن المنصات الثلاث ستبقى في جنيف حتى الخامس عشر من الشهر الحالي لاجراء اتصالات مع بعض سفراء الدول الدائمة العضوية في الامم المتحدة.
========================
صدى البلد :محلل سورى: نظام الأسد يرفض استحقاقات تغيير الرئيس والدخول فى مرحلة انتقالية
قال الدكتور تيسير النجار، الكاتب والمحلل السوري، إن الثورة فى سوريا قامت لإسقاط نظام بشار الأسد وتغيير الوضع فى سوريا للأفضل وليس لشيء آخر.
وأكد النجار، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الوفد الممثل لنظام بشار الأسد فى مفاوضات جنيف 8 يرفض الدخول فى أى مفاوضات واستحقاقات خاصة بتغيير النظام لأن تغيير النظام وإسقاط بشار يعنى تغير البنية السياسية بسوريا وتغير حلفائها الدوليين.
وأضاف: "نظام الأسد لا يدرك الأزمة التى تمر بها سوريا وليس لدية أى نية فعلية للتفاوض فى الاستحقاقات التى يطلبها الشعب السورى، ولا يقدم الأسد ونظامه سوى حل من الاثنين، هو إما أستسلام الثوار أو قتلهم"، لافتا إلى الدمار الذى لحق بـ10 محافظات سورية من أصل 14 محافظة.
وأوضح المحلل السورى أن نظام بشار الأسد يعتمد على الدول الداعمة له مثل روسيا و11 دولة أخرى تمتلك حق الفيتو، وهو ما يمثل قوة للأسد ونظامه أمام المعارضة السورية.
وأكد المحلل السورى أن النظام الدولى وبالأخص الدول العربية الآن يوافق على خروج كل القوات الأجنبية من سوريا ولا سيما حزب الله الإيرانى ومن ثم الدخول فى مفاوضات جادة للدخول فى مرحلة انتقالية لحل الأزمة السورية، وهذا ما يرفضه الوفد الممثل لنظام بشار فى مفاوضات جنيف 8.
يذكر أن محادثات جنيف 8 انطلقت الثلاثاء الماضى بحضور وفد نظام الأسد ووفد المعارضة السورية، وستمتد إلى 15 ديسمبر بعد «وقت مستقطع» خلال نهاية الأسبوع، على أن تستأنف الثلاثاء المقبل.
========================
عنب بلدي :النظام السوري يضع العصي في عجلات ”جنيف
عنب بلدي – خاص
أمل كبير ساقه مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، دي ميستورا، لملايين السوريين عندما توقع أن يكون تشرين الأول الماضي حاسمًا في الحرب.
الأشهر الماضية لم تخلُ من تصريحات متكررة للمبعوث الأممي بانتهاء الحرب، والتوصل إلى حل سياسي، إذ توقع، في 17 آب الماضي، أن يكون شهر أيلول بداية لتحولات نوعية، قبل لقاء مفاوضات جنيف التي توقعها حاسمة لإنهاء الحرب، ليجدد تفاؤله، في أيلول الماضي، بنهاية الحرب في سوريا.
لكن أحلام دي ميستورا بدأت تتلاشى، ولو مؤقتًا، بعد انتهاء المرحلة الأولى من الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بين الأطراف السورية دون إحراز أي تقدم يذكر.
12 بندًا رد المعارضة على “لا ورقة” دي ميستورا
المرحلة الأولى انتهت دون تحقيق دي ميستورا لهدفه بإجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين ومناقشة الدستور بينهما، واكتفى بالتنقل بين غرفتي الوفدين وتقديم وثيقة مبادئ أساسية جديدة خضعت لتعديلات عن الوثيقة السابقة التي قدمها خلال الجولات الماضية.
وتضمنت الوثيقة التي عنونت بـ “لا ورقة”، لشموليتها وعموميتها، التأكيد على أن سوريا “دولة غير طائفية”، وضرورة وجود “ممثلين للإدارات المحلية”، إضافة إلى عمل “الجيش الوطني” و”أجهزة الأمن بموجب الدستور”، لتبدأ ردود الطرفين عليها.
وفد المعارضة قدم ورقة من 12 بندًا ردًا على ورقة دي ميستورا، وحصلت عنب بلدي على النسخة الكاملة، التي تضمنت بنودًا حول وحدة الأراضي والحق باستعادة المحتل منها والديمقراطية وشكل الدولة بالمجمل “وليس شكل النظام، كما أن مسار الانتقال السياسي مسألة أخرى”، بحسب ما قال مستشار “الهيئة العليا” للمفاوضات، الدكتور يحيى العريضي، لعنب بلدي.
وبدأ رد المعارضة بالالتزام بسيادة الدولة واستقلالها، باعتبارها دولة ديمقراطية غير طائفية تقوم على المواطنة المتساوية، إضافة إلى الالتزام بالوحدة الوطنية واللامركزية الإدارية على أساس التنمية الشاملة والمتوازنة.
وتستمر المؤسسات العامة للدولة على أن يُحسّن أداؤها، ويتم حماية البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة وفق ما نص عليه بيان جنيف، والقراران 2118 و 2254، ويكفل الدستور إصلاح “الجيش السوري” ليكون “وطنيًا وواحدًا ومبنيًا على أسس وطنية ملتزمًا الحياد السياسي”.
ومن بنود الرد، الالتزام بحماية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة، وتتضمن سوريا جميع الأديان والحضارات والتقاليد.
وتضمن الرد دعوة لصون وحماية التراث الوطني والبنية الطبيعية لصالح الأجيال القادمة، إضافة إلى توفير الدعم للمسنين والفئات الضعيفة التي تشمل ذوي الاحتياجات الخاصة وضحايا الحرب، والتأكيد على مبدأ المساءلة والمحاسبة على ما نفذ وينفذ من “جرائم حرب”.
وختمت البنود باعتبار القوانين والمراسيم الصادرة بعد آذار 2011، خاضعة لمراجعة لجان قانونية خاصة لإقرارها أو إلغائها.
عودة النظام لجنيف غير محسومة
موقف وفد النظام السوري كان مغايرًا، إذ اتهم رئيسه، بشار الجعفري، دي ميستورا بارتكاب أخطاء وتجاوز صلاحياته كوسيط بين أطراف التفاوض، حين قدم ورقة مبادئ دون التشاور مسبقًا مع وفد الحكومة السورية، قائلًا إنه “على الوسيط الدولي استشارتنا بشأن ورقته قبل طرحها، وهو لم يقدم أي رد على الورقة التي قدمناها قبل تسعة أشهر”.
ورفض الجعفري الدخول في محادثات مباشرة مع وفد المعارضة، التي يسعى إليها دي ميستورا، ما دام بيان “الرياض 2” قائمًا، معتبرًا أنه “عودة إلى الوراء واستفزازي وهو مرفوض جملة وتفصيلًا”.
وكانت المعارضة السورية اتفقت في بيانها الختامي من الرياض على رحيل رئيس النظام، بشار الأسد، قبل بدء المرحلة الانتقالية، من بين مجموعة من البنود.
الجعفري أعلن مغادرة جنيف وانتهاء الجولة بالنسبة لوفد النظام، في حين ترك عودته إلى المفاوضات، الثلاثاء المقبل، غير محسومة، بالرغم من دعوة دي ميستورا للوفدين الاجتماع مجددًا، لكن الجعفري أشار إلى أن السلطة في دمشق ستقرر العودة.
ومازال مبكرًا الحكم على الجولة الثامنة من جنيف بالفشل، لكن وسط تمسك المعارضة السورية بضرورة رحيل رئيس النظام، بشار الأسد، بداية المرحلة الانتقالية، وعدم تقديمها تنازلات من جهة، ووضع النظام عراقيل ورفضه لأي مسودة أو وثيقة تناقش الدستور ومصير الأسد من جهة، يمكن القول بأن الجولة الثامنة في طريقها للفشل وسط عدم اعتراف دي ميستورا بذلك.
========================
اليوم :رئيس وفد النظام السوري : لا يمكن عقد أي حوار مباشر مع المعارضة السورية
صحيفة اليوم صحيفة اليوم : - قال بشار الجعفري، رئيس وفد النظام السوري في مفاوضات جنيف 8 إنه تم بحث ورقة المبادئ المتعلقة بالحل السياسي، مشيراً إلى أنه لا يمكن عقد أي حوار مباشر مع المعارضة السورية.
وقال الجعفري خلال مؤتمر صحافي، الجمعة، في جنيف "سنغادر جنيف غدا السبت وتلقينا دعوة لجولة جديدة".
وأضاف رئيس وفد نظام الأسد أنه لا يمكن أن نمضي بأي حوار مباشر مع المعارضة السورية.
وتابع الجعفري "عودتنا إلى جنيف رهن بقرار دمشق"، لافتاً إلى أن مسار جنيف لا يدور في حلقة مفرغة.
وفي مؤتمره الصحافي، الخميس، كشف المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أنه قدم ورقة من 12 بنداً لمناقشتها ضمن محادثات جنيف 8 التي انطلقت الثلاثاء، وستمتد إلى 15 ديسمبر، بعد "وقت مستقطع" خلال نهاية الأسبوع على أن تستأنف الثلاثاء القادم.
وفي حين أكد المبعوث الأممي على جدية النقاشات التي شهدها اليومان الماضيان، لم يكشف عما تحتويه تلك الوثيقة سوى ما أعلنه صراحة. إذ قال في ما يتعلق بمضمون المباحثات، إن البحث تناول ورقة من 12 بنداً سبق أن قدمها للوفدين في جولات سابقة حول مبادئ عامة تتعلق بالرؤية لمستقبل سوريا. وفق العربية نت .
وأضاف أن الجولة الحالية تركز على آليات صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة، مع "التأكيد على عدم وجود شروط مسبقة"، ولن تتطرق إلى مصير الرئاسة السورية.
========================
العرب اليوم :المعارضة تسلم دي ميستورا ردها على وثيقة المبادئ الـ12
عواصم (وكالات)
سلّم وفد هيئة التفاوض للمعارضة السورية إلى المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا، وثيقة تحوي رد المعارضة على المبادئ الـ12 التي طرحها بشأن الشكل النهائي للدولة السورية.
ووصفت وثيقة مبادئ المبعوث الأممي بأنها «ورقة حية قابلة دوماً للتجديد والتطوير»، فيما أعرب وفد المعارضة عن التزامه الكامل بسيادة الدولة السورية واستقلالها وسلامة حدودها ووحدتها «أرضاً وشعباً»، لا سيما فيما يخص ضرورة استعادة الجولان المحتل «بكافة الوسائل المشروعة»، مؤكدة ضرورة أن يقرر الشعب الهيكلية السياسية والاجتماعية لدولته عن طريق الانتخابات دون أي ضغوط أو تدخلات من الخارج.
وشدد الوفد التفاوضي للمعارضة على رؤيته «سوريا دولة ديمقراطية غير طائفية» تقوم على المواطنة المتساوية بغض النظر عن الدين والجنس والعرق، كما تقوم على التعددية السياسية وسيادة القانون والفصل بين السلطات واستقلال القضاء والمساواة الكاملة بين جميع المواطنين، والتنوع الثقافي للمجتمع السوري، وحماية الحريات وحرية المعتقدات، وتنعم بحكم قوامه الشفافية وشمول الجميع والخضوع للمساءلة والمحاسبة، علاوة على اتخاذ تدابير فعالة لمكافحة الفساد وسوء الإدارة، بما في ذلك المساواة أمام القانون الوطني، وسوريا جزء من العالم العربي ترسم سياستها بما يحقق المصالح العليا للشعب السوري ويصون وحدته وأمنه، حسب الوثيقة. وذكر وفد المعارضة أنه ينبغي أن تلتزم الدولة بالوحدة الوطنية واللامركزية الإدارية، مع التركيز على التنمية الشاملة والمتوازنة.
وتنص النقطة الرابعة في الوثيقة الصادرة عن المعارضة على «استمرارية المؤسسات العامة للدولة وتحسين أدائها، وحماية البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة، كما ينص عليه بيان جنيف وقرارا مجلس الأمن الدولي 2118 و2254 والقرارات ذات الصلة، علاوة على توفير الخدمات العامة لجميع المواطنين دون تمييز «وفقا لأعلى معايير الحكم الرشيد والمساواة بين الجنسين. وأشارت الوثيقة إلى أن دستور البلاد يكفل إصلاح الجيش «ليكون جيشاً وطنياً واحداً مبنياً على أسس وطنية» وملزماً بالحياد السياسي، لتكمن مهمته في حماية الحدود الوطنية وحفظ الشعب السوري من التهديدات الخارجية والإرهاب. وأكدت وثيقة المعارضة أن الدستور السوري يكفل أيضاً إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية، لتقتصر مهمتها على صون الأمن الداخلي وأمن المواطنين، مع الخضوع للقانون وفقا لمعايير احترام الحريات الأساسية وحقوق الإنسان ودون التدخل في حياتهم اليومية، بالإضافة إلى حصر حق حيازة السلاح بيد عناصر مؤسسات الدولة المختصة.
وشددت المعارضة على رفضها لجميع أشكال الإرهاب والتعصب والتطرف والطائفية، مع الالتزام الفعلي بمكافحتها ومنع ظهورها على الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وأشار وفد المعارضة إلى ضرورة احترام وحماية حقوق جميع المواطنين دون أي تمييز، متطرقا خاصة إلى ضمان الحقوق الأساسية والفرص للمرأة على قدم المساواة مع الرجال، بما في ذلك اتخاذ تدابير فعالة تضمن تمثيلها ومشاركتها في مؤسسات الحكم ودوائر صنع القرار، لا سيما وضع آليات لضمان مستوى تمثيل النساء لا تقل عن 30٪ وصولاً إلى المناصفة. وأشارت المعارضة إلى أن سوريا لن تقبل تمييزاً بحق أي من مجموعاتها العرقية أو الطائفية أو اللغوية أو الثقافية، مضيفة أن ممثلي هذه الأقليات، من العرب والأكراد والتركمان والسريان والأشوريين، ينبغي أن يتمتعوا حسب الدستور، بتكافؤ الحقوق والفرص في مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية العامة بثقافاتهم ولغاتهم.
من ناحية أخرى، أعلن مسؤول أميركي أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، ونظيره الروسي سيرجي لافروف سيلتقيان في فيينا على هامش أعمال منظمة الأمن والتعاون الأوروبية الخميس المقبل، للتباحث بشأن قضايا عدة، أبرزها الملف السوري وجولة مفاوضات «جنيف 8» التي تم تمديدها حتى 15 ديسمبر الحالي، إضافة للأزمة الأوكرانية.
========================
الوطن السورية :وفد سورية عاد إلى دمشق.. وحداد يبحث مع بوغدانوف نتائج «جنيف 8» … دمشق: أي حوار يجب أن يكون من دون شروط مسبقة
الأحد, 03-12-2017
| الوطن – وكالات
بينما وصل أمس إلى دمشق وفد الجمهورية العربية السورية إلى محادثات «جنيف 8» بحث سفير سورية لدى روسيا رياض حداد مع الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان إفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف نتائج الجولة، وأكد أن أي حوار لحل الأزمة السورية سواء في جنيف أم في غيرها يجب أن يكون من دون شروط مسبقة.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء، عن المكتب الصحفي لوزارة الخارجية الروسية قوله في بيان أمس: إن حداد وبوغدانوف تبادلا خلال اللقاء بشكل معمق الآراء بشأن تطور الوضع في سورية ومحيطها، بما في ذلك نتائج الجولة الثامنة من الحوار السوري السوري في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، كما بحث الجانبان مسائل أخرى تتعلق بالتعاون السوري الروسي.
وكان رئيس وفد سورية بشار الجعفري، قال خلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة في جنيف رداً على سؤال حول إعلان المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا تمديد المحادثات حتى الخامس عشر من الشهر الجاري، قال: «بالنسبة لنا كوفد حكومي فقد انتهت جولة المحادثات وسنغادر جنيف غداً (السبت) أما دي ميستورا بصفته مبعوثاً أمميا فهو يعلن ما يريد ونحن أبلغناه رسمياً أننا سنغادر غداً إلى دمشق فأرسل لنا مذكرة الليلة الماضية يدعونا فيها إلى جولة جديدة في جنيف».
وأكد الجعفري أن بيان «الرياض 2» مرفوض جملة وتفصيلاً ولن ندخل في محادثات مباشرة ما دام هذا البيان قائماً.
وعقد وفد الجمهورية العربية السورية خلال جولة «جنيف 8» التي بدأت الثلاثاء الماضي ثلاث جلسات محادثات رسمية مع دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف، ركزت على مناقشة السبل الكفيلة بدفع الحوار السوري السوري قدماً والتأكيد على أهمية عدم وضع الشروط المسبقة التي من شأنها عرقلة الحوار وتقويضه ورقة المبادىء الأساسية التي كان الوفد قدمها سابقاً منذ عدة أشهر.
في الأثناء نقلت «سانا»، عن حداد قوله أمس أمام الصحفيين في مدينة قازان الروسية: إن «أي حوار يعقد بأي صيغة كانت سواء في جنيف أم في أي مكان آخر يجب أن يكون من دون شروط مسبقة»، لافتاً إلى استعداد سورية للحوار مع الجميع وفق هذا الإطار.
يشار إلى أن دي ميستورا جدد التأكيد الإثنين الماضي على أن المحادثات السورية السورية في جنيف يجب أن تكون من دون أي شروط مسبقة.
وحول مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، أشار حداد إلى أن المؤتمر الذي لم يحدد موعده بعد سيكون نقطة تحول مهمة للوضع في سورية.
كما، أكد حداد في محاضرة أمس أمام الكادر التعليمي وطلاب الدراسات العليا في كلية العلاقات الدولية بجامعة قازان الفيدرالية الروسية ومعهد التاريخ والاستشراق في مركز اختبار اللغة العربية في تتارستان، أن التنظيمات الإرهابية لم تستطع أن تحقق مخططاتها في ضرب المجتمع وتدميره داخلياً ووصلت إلى نقطة الهزيمة.
وقال: «إن ما واجهته سورية لم يكن حراكاً شعبياً للتعبير عن مطالب مشروعة كما حاولت الأجندة الإعلامية المصاحبة لهذه الهجمة تقديمه للرأي العام الدولي، بل كان إرهاباً منظماً مدعوماً مالياً وعسكرياً وسياسياً وإعلامياً وفكرياً من قوى إقليمية ودولية في مشروع يتجاوز باستهدافه الجغرافيا السورية ليشمل المنطقة بالتفتيت والتقسيم تنفيذاً لما ورد في الإستراتيجية الأميركية للمحافظين الجدد من فوضى خلاقة وشرق أوسط جديد».
ولفت إلى أن مشاركة روسيا في الحرب على الإرهاب في سورية ومساهمتها في منع تمدد تنظيمي داعش و«جبهة النصرة» الإرهابيين وبقية المكونات الإرهابية المرتبطة بـ«القاعدة»، أرغمت رعاة الإرهاب على إعادة حساباتهم، مشيراً إلى أن التعاون الروسي السوري كشف زيف ادعاءات ما يسمى بـ«التحالف الدولي» في محاربة الإرهاب وأثبت فعالية توفير الإرادة السياسية الحقيقية والجهد المباشر في مكافحته.
وأوضح حداد، أن داعش سقط ككيان، ولكن لم يسقط بعد كإيديولوجيا وقد يظهر بأشكال مختلفة، مبيناً أن سورية بعد أن انتصرت على الإرهاب، تسير اليوم بمسار سياسي أكده الرئيسان بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القمة التي عقدت في سوتشي وأكدتها في اليوم الثاني الدول الضامنة (روسيا- إيران- تركيا) التي اجتمعت في سوتشي أيضاً.
وطرح دي ميستورا في الجولة الثامنة من محادثات «جنيف» وثيقة غير رسمية تضم المبادئ الـ12 المعدّلة بشأن التسوية السورية.
وذكرت تقارير صحفية أن الوثيقة المعدلة المؤرخة بـ30 الشهر الماضي، تحتوي على تعديلات عدة مقارنة مع الوثيقة الأصلية التي عرضها دي ميستورا في 24 آذار 2016 والتي تضم النقاط التوفيقية بين الحكومة السورية والمعارضة.
ولا تذكر الوثيقة المعدلة إلا في حاشية قرار مجلس الأمن الدولي 2254 والذي ينص على الالتزام بسيادة سورية ووحدة أراضيها ودعم الحوار السوري السوري الشامل تحت الرعاية الأممية.
كما لا تضم الوثيقة المعدلة النقطة المتعلقة بـ«الانتقال السياسي» وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة وشفافة تحت الرعاية الأممية أثناء «الفترة الانتقالية».
ولا تتطرق الوثيقة المعدلة أيضاً إلى مسألة المعتقلين والمخطوفين والمفقودين، كما لا تنص على ضرورة سحب القوات الأجنبية من الأراضي السورية.
========================
توب نيوز :دمشق تشترط بياناً تصحيحياً من دي ميستورا حول بيان الرياض للعودة إلى جنيف حملة سعودية على الحريري تواكب اتهام الجبير للمصارف اللبنانية بالتبييض الانتخابات في آذار بديلاً للتعديل الحكومي… والناشف يحذّر من العبث بأسباب القوة
كتب المحرّر السياسي
انتهت جولة المحادثات الرسمية بين الوفدين السوريين الحكومي والمعارض في جنيف من دون تثبيت الاستئناف مطلع الأسبوع، وفقاً لدعوة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، بعد أزمة الثقة التي ولدت بين دي ميستورا ودمشق، جراء تغاضي المبعوث الأممي عن الدور التخريبي لبيان الرياض وتعاكس مضمونه مع القرار الأممي 2254، رغم صدور البيان بوجوده في الرياض، وبمبادرته لوصفه بالبنّاء، وفيما أكد رئيس الوفد السوري المفاوض الدكتور بشار الجعفري أنّ العودة من عدمها أمرٌ سيتقرّر في دمشق، وأنّ دي ميستورا يتحمّل مسؤولية التغاضي عن الدور التخريبي لبيان الرياض على مهمّته التي تتجسّد في السهر على إنجاح العملية السياسية، قالت مصادر مطلعة لـ «البناء»، إنّ دمشق تشترط بياناً تصحيحياً من دي ميستورا حول بيان الرياض للعودة إلى جنيف.
لبنانياً تتواصل الاتصالات في باريس وبيروت وبينهما، باريس حيث رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل يناقشان مستقبل الحكومة والانتخابات النيابية، وبيروت حيث يتابع رئيسا الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري مع الأمين العام لحزب الله صيغة التسوية التي سيخرجها للنور مجلس الوزراء في جلسته المقبلة وفيما قالت مصادر متابعة إنّ الأجواء التي خيّم خلالها الودّ وحرارة العلاقة بين الحريري وباسيل أكدت قرار الذهاب للانتخابات النيابية كمدخل لتصويب التحالفات وإعادة ترتيب الوضع الحكومي، فالمناسبة دستورية مناسبة بلا افتعال، ومعلوم لدى شركاء التسوية الرئاسية سلفاً أنّ مفعولها ينتهي بانتهاء عهد الحكومة الأولى في العهد الرئاسي، وأنّ حسابات الانتخابات وما بعدَها شأنٌ آخر، فتصير التحالفات الانتخابية مناسبة طبيعية لا تترك آثاراً جانبية بمثل اللجوء لعملية جراحية ستثير التساؤلات وتضعف الموقع الشعبي للشركاء في الحكومة والتسوية الرئاسية، خصوصاً في ضوء متغيّرات ما بعد الاستقالة وما كشفته عن فريق غير منضوٍ في قواعد التحالفات المحلية يتبع لثنائي صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر ووزير الدولة السعودي ثامر السبهان، يضمّ سياسيين ونواباً ووزراء وأحزاباً وإعلاميين ورجال أعمال، تجري محاولة فصل التعامل معه عن مستقبل العلاقة، لكلّ من التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، بكلّ من واشنطن والرياض، وفي هذا السياق تجري مناقشة التحالفات الانتخابية وموعدها المقترح تقديمه لشهر آذار بدلاً من شهر أيار المقبل.
لكن كلام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي يعبّر مباشرة عن توجّهات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومثله الحملة التي شنّتها قناة «العربية» التابعة لمحمد بن سلمان مباشرة على الرئيس الحريري بطريقة جارحة، طرحا تساؤلات حول إمكانية حصر المشكلة السعودية بالسبهان، ولو من باب مراعاة الوضع السعودي، الذي كما وصفه رئيس الجمهورية لا ينأى عنا ولو نأينا بأنفسنا عنه. وفيما قال الجبير إنّ المصارف اللبنانية متورّطة بتبييض الأموال لحساب حزب الله، ومعلوم أنّ الرئيس الحريري يملك بعضاً رئيسياً من هذه المصارف وأسهماً في بعض مهمّ آخر، بينما تضمّن هجوم قناة «العربية» على الرئيس الحريري التساؤل في معرض الردّ عن تمييزه بين دور خارجي ودور داخلي لسلاح حزب الله، عما إذا كان الحريري قد نسي اتهام المحكمة الدولية لحزب الله باغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، ووصفت مصادر نيابية مقرّبة من تيار المستقبل كلام الجبير وحملة قناة «العربية»، بالمفاجئ طالما أنّ قنوات الاستيضاح متاحة قبل خروج المواقف السلبية إلى العلن، بينما قالت مصادر متابعة إنّ الموقف السعودي يتصرّف على قاعدة اعتبار الحريري عدواً، مهما حاول الحريري مجاراة السعودية وتفادي الخلاف معها.
رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف، أكد أهمية تعزيز السلم الأهلي وحماية الاستقرار، أثناء لقاءاته أمس، لهيئات أهلية ومؤسّسات إعلامية، محذراً من كلّ عبث بمصادر قوّة لبنان تمثلها وحدته الوطنية ومقاومته وسلمه الأهلي.
رئيس «القومي»: كلّ طرح يَمسّ الثوابت مشبوه
أكدّ رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف، أهمية دور الهيئات الوطنية والجمعيات الأهلية في حمل القضايا الوطنية والاجتماعية، مشدّداً على أنّ لبنان بحاجة ماسة إلى كلّ جهد وعمل يصبّ في خانة تعزيز الوحدة وتحصين الاستقرار وحماية السلم الأهلي، بما يشكّل رداً قوياً على كلّ التحديات التي تواجه لبنان.
واعتبر الناشف، خلال لقائه وفداً من الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي ووفد تجمّع النهضة النسائي ووفد لجنة المتابعة لملف الأساتذة الثانويين وموقع «الكلمة أون لاين»، أنّ كلّ إطار، وطنياً كان أم أهلياً واجتماعياً، يستطيع أن يُحدِث فرقاً من خلال الدور الفاعل الذي يؤدّيه، والعناوين التي يتطرّق إليها، ونحن نرى أهمية قصوى للعناوين الأساسية التي تساهم في عملية التحصين، وفي مقدّمها الطرح الوطني الجامع، الذي يدفع باتجاه بناء الدولة المدنية الديمقراطية العادلة والقوية، ويحرّر البلد والناس من الخطاب الطائفي والمذهبي ونتائجه التي تولّد الشرخ والانقسامات.
ولفت الناشف إلى أنّ الاختلاف في الرأي السياسي لا يبرّر لأيّ فريق سياسي تضييع البوصلة الوطنية. فمصلحة لبنان في ثوابته وخياراته، وفي عناصر قوته التي تشكّل عامل ردع بوجه العدوانية الصهيونية. ولذلك، نعتبر كلّ طرح يمسّ بالثوابت والخيارات، وبعناصر قوّة لبنان والمعادلات التي رسّختها، بمثابة طرح نقيض مشبوه يتعارض مع مصلحة لبنان واللبنانيين.
الحريري: حزب الله لا يستعمل سلاحَهُ في الداخل
لا يزال المناخ الإيجابي يُخيّم على المشهد السياسي بانتظار عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت لاتضاح معالم المرحلة المقبلة وتبلور الصيغة التوافقية للبيان الذي سيعلن عنه في نهاية جلسة مجلس الوزراء المرجّحة منتصف الأسبوع المقبل في بعبدا، حيث سيشكل هذا البيان المخرج لإعلان الحريري عدوله عن الاستقالة.
وفي وقتٍ يُجري الرئيس الحريري مشاورات مكثّفة مع المسؤولين الفرنسيين لاطلاعهم على الاتفاق الذي توصل اليه الرؤساء الثلاثة غداة مشاورات بعبدا حول النقاط الخلافية، تحدّثت مصادر عن انتقال وزير الخارجية جبران باسيل اليوم، من روما الى باريس للمشاركة في حلقة النقاش الدائر على أن يلتقي الحريري لوضع اللمسات الأخيرة على الإخراج النهائي قبيل عودة الحريري الى لبنان والتراجع عن تقديم الاستقالة، بحسب ما أكدت مصادر مستقبلية لـ «البناء» لفتت الى أن ما يجري هو ترميم التسوية القائمة، وليس إبرام تسوية جديدة، مشيرة الى أن «ما يهم السعودية هو أن تتمكّن الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية ميشال عون منع حزب الله التدخل في اليمن على الصعد كافة، ولا تكترث كثيراً الى تدخله في العراق أو سورية بقدر ما يشكّل اليمن مقتلاً لها».
وواصل الحريري إطلاق المواقف السياسية التي تخفي في طياتها مؤشرات العودة القريبة والآمنة الى السراي الحكومي، وأشار الى أن «اللبنانيين اختاروا الحوار من أجل مصلحة لبنان واستقراره، لأن أحداً من اللبنانيين لا يريد أن يعيش حرباً أهلية من جديد، لذلك علينا تنفيذ سياسة جامعة همّها الرئيسي مصالح لبنان». وأن لـ «حزب الله دوراً سياسياً، لديه أسلحة، لكنه لا يستخدمها على الأراضي اللبنانية»، معتبراً أن «مصلحة لبنان ضمان عدم استخدام هذه الأسلحة في أماكن أخرى. وهذه هي المشكلة».
وفي مقابلة مع مجلة «باري ماتش»، كرّر رئيس الحكومة تأكيده أن «استقالته من الحكومة كانت بقصد خلق صدمة إيجابية في لبنان، وأن يفهم العالم أن بلدنا لم يعُد قادراً على تحمّل تدخّلات حزب الله في شؤون دول الخليج».
وأشار وزير الداخلية نهاد المشنوق من عين التينة الى أن «النقاش حول البيان الذي يُفترض أن يصدر عن مجلس الوزراء ويردّ على الأسئلة التي طرحها الرئيس الحريري سواء التي تتعلّق بالطائف او بالنأي بالنفس او بعلاقات لبنان بالدول العربية ستكون صارمة وأكيدة وواضحة وليست خاضعة لأي التباس من الالتباسات التي نسمعها في الإعلام يومياً وتضيّع الجهد الجدّي الذي يجري بين الرؤساء الثلاثة لهذه الصياغة»، معلناً «أن الانتخابات «ماشية»، والوزارة جاهزة لها في موعدها، وكل الأمور موضوعة على طاولة الاجتماعات والمتابعة بشكل جدّي».
عون: الأزمة طُويت
وأكد رئيس الجمهورية الذي اختتم زيارته إلى العاصمة الإيطالية، وعاد والوفد المرافق الى لبنان أمس، أننا «أقوياء ونتكلم بحرية، لأننا لسنا متورطين مع الذين أوجدوا الإرهابيين أو مع شركائهم، مركّزاً خلال زيارته الإيطالية على أهمية الوحدة الوطنية اللبنانية والاستقرار الأمني والمالي فالأزمة التي نشأت بعد إعلان الرئيس الحريري استقالته قد طُويت وهي في طريق المعالجة النهائية، ومشيراً إلى أن «المقصود كان أن يبقى لبنان دولة مطيعة، لكننا تمكّنا من أن نثبت أنه دولة سيّدة تتعاطى مع الجميع من الندّ إلى الندّ».
من جهته أعرب نائب أمين « حزب الله » الشيخ نعيم قاسم عن ارتياح الحزب التام «لنتائج المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية، والتي أثبتت أن اللبنانيين يريدون العودة إلى هذه الحكومة، وإلى ما كانوا عليه ليستمروا في حياتهم بشكل مستقر، وهنا لا بدّ من رابح وخاسر، الرابح كل لبنان الوطني الذي يريد الاستقرار، والخاسر هم دعاة الفتنة الذين خرّبوا على أنفسهم أولاً، وعلى كل حال ستكشفهم إن شاء الله صناديق الاقتراع».
الجبير يهدّد لبنان: نزع السلاح أو لا استقرار
في غضون ذلك، وفي حين تمكن اللبنانيون من التوصل الى شبه اتفاق بالإجماع على تثبيت التسوية الحالية والحفاظ على الاستقرار الداخلي وعلى النأي بالنفس، واصل وزير خارجية النظام السعودي حربه على لبنان وتدخّله في شؤونه الداخلية، مهدّداً لبنان ورابطاً بين نزع سلاح المقاومة والاستقرار الداخلي، واعتبر أن «الحلّ في لبنان هو سحب السلاح من حزب الله وتحويله حزباً سياسياً يعمل في الإطار الوطني اللبناني»، مدعياً بأن «حزب الله يستغل البنوك اللبنانية لغسل الأموال من تجارة المخدرات»، معتبراً أن «لبنان لن يكون قادرًا على البقاء أو الازدهار إلا بنزع سلاح حزب الله».
وتساءل مراقبون: ألا يعتبر كلام الوزير السعودي تدخلاً في الشؤون الداخلية للبنان وتهديداً مباشراً وخرقاً لمبدأ النأي بالنفس الذي يُطالَب حزب الله باحترامه؟ ودعت المصادر الى أن يتضمّن بيان الحكومة عن النأي بالنفس عدم تدخل السعودية بالشأن اللبناني.
ترقّب «مستقبلي» «قواتي» لعودة الحريري
على الصعيد المحلي يترقّب الوسطان «المستقبلي» و«القواتي» عودة الرئيس الحريري الذي سيطرح على رئيس الجمهورية، بحسب المعلومات «تعديلاً في التركيبة الوزارية تطال وزراء من أكثر من طرف سياسي لا سيما على صعيد تيار المستقبل»، غير أن أوساطاً نيابية مستقبلية استبعدت أن يجري الحريري تغيرات في الحكومة لضيق الوقت وعدم جدوى أي تغيير في الوقت الحالي قبيل الانتخابات النيابية بل إن التغيير سيقتصر على الدائرة المحيطة بالحريري فقط»، مرجّحة أن يجري التيار حملة تطهير وتبديل شاملة تطال المستويات كافة في التيار بعد الانتخابات النيابية المقبلة»، كاشفة أن التغيير سيظهر في الانتخابات النيابية لعددٍ من النواب الحاليين ومن ضمنهم مَن يشغلون وزارات محسوبة على التيار واستبدالهم بمرشحين آخرين».
وأكدت المصادر أن «الرئيس سعد الحريري أصدر تعليماته قبيل سفره الى باريس بأنه سيترأس منذ الآن وصاعداً، أي بعد عودته، اجتماعات كتلة المستقبل النيابية كافة، وأنه في إطار تنظيف البيت الداخلي وأن على الجميع الالتزام بقرارات كتلة المستقبل والمكتب السياسي، ومَن يجد نفسه غير قادر على تحمّل مواقف التيار، فيمكنه الخروج من التيار بكل بساطة».
ونفى المشنوق من عين التينة أمس، بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري جدية الكلام عن التعديل الحكومي. معتبراً أن «الفترة التي تفصلنا عن الانتخابات محدودة لدرجة لا تسمح بالتفكير في هذا الامر أو تنفيذه، لأننا نتكلم عن أربعة أشهر فبين تعيين الوزير الجديد وقراءته للملفات نكون وصلنا الى الانتخابات».
ومع فشل المخطّط «السبهاني» «القواتي» لإطاحة الرئيس الحريري وتفجير الساحة الداخلية، استمر التراجع التدريجي للقوات اللبنانية إزاء التصعيد في وجه حزب الله واستقالة وزرائها من الحكومة وبحسب مصادر «البناء» فإن «القوات» بعثت برسائل الغزل باتجاه بيت الوسط لاسترضاء الحريري والى بعبدا للتخفيف من امتعاض الرئيس عون وقيادة التيار الوطني الحر في موازاة عمل قواتي حثيث لإيجاد المبررات للتغطية على قرارها العودة عن الاستقالة، حيث كان لافتاً تأكيد رئيس «القوات» سمير جعجع أمس، بأن «حزب الله جدّي في ما يتصل بتطبيق النأي بالنفس!». غير أن مصادر المستقبل أشارت لـ «البناء» الى أن موقف القوات خلال أزمة الحريري خلّف ندوباً في العلاقة لن تلتئم بسهولة، لكنها لم تصل الى حد اللاعودة، ولفتت الى أن ترميم العلاقة يحتاج الى لقاء صريح وشفاف بين الحريري وجعجع المطالب بتوضيح مواقفه الأخيرة».
========================
شام تايمز :ما هي أبرز نقاط التوافق والاختلاف بين وثيقتي دي ميستورا والمعارضة للحل في سوريا ؟
نشر في ديسمبر 2, 2017
سلم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أمس الخميس، وفدي النظام السوري والمعارضة في محادثات جنيف 8 ورقة من 12 بندا تتضمن مبادئ عامة حول مستقبل سورية.
وتعتبر الوثيقة نسخة معدلة عن وثيقة سابقة كان دي ميستورا قد قدمها للجانبين في مارس/آذار الماضي، تتضمن بعض العناصر الجديدة مثل استخدامه مصطلح “الإدارات المحلية” بدلاً من اللامركزية، والعنصر الثاني هو إخراج مسمى الأقليات والإثنيات من الأكراد والتركمان، والسريان الآشوريين، إضافة لطرح إمكانية استخدام اسم سورية بدلا من تسمية الجمهورية العربية السورية المعتمدة حتى الآن.
وقد سلم وفد المعارضة السورية المبعوث الدولي ردا على وثيقته من 12 بندا أيضا تضمن بعض التعديلات غير الجوهرية، بينما ينتظر تسلم رد من وفد النظام، والذي من غير المرجح أن يتضمن اعتراضات رئيسية على الوثيقة التي تعتبر مبادئ عامة قد تحظى بقدر من التوافق بين وفدي النظام والمعارضة.
وفي ما يلي أبرز نقاط التوافق والاختلاف بين وثيقتي دي ميستورا والمعارضة:
في البند الأول من وثيقة دي ميستورا “تأكيد على احترام، والتزام كامل لسيادة، واستقلال، وسلامة ووحدة أراضي (الجمهورية العربية السورية) -الدولة السورية من حيث الأرض والشعب. وفي هذا الصدد، لا يمكن التنازل عن أي جزء من أجزاء الأراضي الوطنية. ويلتزم الشعب السوري بصفة كاملة باستعادة مرتفعات الجولان السورية المحتلة باستخدام الأساليب القانونية ووفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”.
وفي رد المعارضة جرى استخدام كلمة سورية بدل الخيارين اللذين وضعهما دي ميستورا، أي الدولة السورية والجمهورية العربية السورية، فيما يبدو أنها محاولة لاسترضاء المكونات الأخرى مثل الأكراد، التي تعترض على حصر اسم سورية بالعرب. وبينما تشير وثيقة دي ميستورا إلى استعادة الجولان المحتل باستخدام الأساليب القانونية وفق القانون الدولي، تضيف وثيقة المعارضة جملة “كافة الوسائل المشروعة”، حسب القانون الدولي.
وتتفق الوثيقة والرد على اعتبار سورية دولة ديمقراطية غير طائفية، مع تجنب استخدام مصطلح “العلمانية”، باعتبار أن مصطلح “غير الطائفي” منصوص عليه في قرار مجلس الأمن 2254، بينما مصطلح “علماني” غير منصوص عليه في الدستور السوري، والذي يحمل السمات العلمانية والدينية سواء بسواء، بحسب الحاشية الواردة في وثيقة دي ميستورا، والتي أكدت أن تحديد هذه المسألة يرجع إلى الجانب السوري وحده.
العربي اليوم
وتتفق الوثيقتان على أن الدولة تقوم على المواطنة المتساوية بغض النظر عن الدين والجنس والعرق، كما تقوم على التعددية السياسية وسيادة القانون والفصل بين السلطات واستقلال القضاء والمساواة الكاملة بين جميع المواطنين والتنوع الثقافي للمجتمع السوري وحماية الحريات العامة وحرية المعتقدات، بينما يشدد رد المعارضة على ضرورة خضوع الجميع للمساءلة والمحاسبة، علاوة على اتخاذ تدابير فعالة لمكافحة الفساد وسوء الإدارة، بما في ذلك المساواة أمام القانون الوطني.
وبينما تتحدث وثيقة دي ميستورا عن “التزام الدولة بالوحدة الوطنية، والسلام الاجتماعي، والتنمية الشاملة والمتوازنة وفق التمثيل العادل في الإدارة المحلية”، يشير رد المعارضة صراحة إلى “اللامركزية الإدارية على أساس التنمية الشاملة والمتوازنة”، وهو مصطلح لا يرقى إلى النظام الفيدرالي الذي تطالب به بعض الفئات مثل الأكراد، لكنه يشكل خطوة باتجاه توسيع السلطات المحلية للمحافظات وإعطائها قدر أكبر من الصلاحيات بعيدا عن المركز.
وتتفق الوثيقتان على أن الشعب السوري وحده يملك حق تقرير مستقبل بلاده بالوسائل الديمقراطية، ومن خلال صناديق الاقتراع، واختيار النظام السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي الخاص به ومن دون الضغوط أو التدخلات الخارجية.
وتؤكد الوثيقة والرد على ” تحسين أداء الدولة والمؤسسات الحكومية، مع إجراء الإصلاحات عندما يلزم الأمر”.
وبشأن الجيش والمؤسسات الامنية تتحدث وثيقة دي ميستورا عن “إقامة جيش وطني قوي، وموحد، ومتسم بالكفاءة يضطلع بواجباته بموجب الدستور”. وتحدد مهام الجيش في “حماية الحدود الوطنية، وحماية الشعب من التهديدات الخارجية والإرهاب، في ظل وجود أجهزة الاستخبارات والأجهزة الأمنية للمحافظة على الأمن القومي وفق سيادة القانون، والعمل بموجب الدستور، واحترام حقوق الإنسان. ويكون استخدام القوة حقا حصريا للمؤسسات الحكومية المعنية والمختصة”.
ويضيف ردّ المعارضة في هذه النقطة عبارة أن يلتزم الجيش بالحياد السياسي، وضرورة “إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية بحيث تكون مهمتها الحصرية صيانة الأمن الوطني وأمن المواطن، وتخضع للقانون وفق معايير احترام الحريات الأساسية وحقوق الإنسان وعدم تدخلها في حياة المواطنات والمواطنين اليومية، وحصر حق حيازة السلاح بأيدي مؤسسات الدولة المختصة”.
كما تتفق الوثيقتان على رفض الإرهاب، والتعصب، والتطرف، والطائفية بجميع أشكالها، والتصدي للأوضاع والظروف المؤدية إلى انتشارها. وتتفقان أيضاً على احترام وحماية حقوق الإنسان والحريات العامة، بما في ذلك المساواة في الحقوق والفرص للجميع من دون اعتبار للعرق، أو الدين، أو الانتماء العرقي، أو الهوية الثقافية، أو اللغوية، أو النوع، أو أي تمييز آخر، مع الآليات الهادفة إلى تحقيق مستوى تمثيل لا يقل عن 30 في المائة للنساء، ويضيف ردّ المعارضة عبارة “وصولاً إلى المناصفة”.
وتتحدث وثيقة دي ميستورا عن “احترام القيمة العالية للمجتمع السوري والهوية الوطنية، وتاريخ التنوع والمساهمات والقيم التي جلبتها كافة الأديان، والحضارات، والتقاليد إلى سورية، بما في ذلك التعايش بين مختلف مكونات المجتمع، إلى جانب حماية الثقافة الوطنية، وتراث الأمة، وثقافتها المتنوعة”. بينما يذكر ردّ المعارضة صراحة ضرورة ضمان “الحقوق القومية للمكونات كافة من عرب وكرد وتركمان وسريان آشوريين وغيرهم بثقافاتهم ولغاتهم على أنها لغات وثقافات وطنية تمثل خلاصة تاريخ سورية وحضارتها، واعتبار القضية الكردية جزءاً من القضية السورية” مع تشديد على “إلغاء جميع السياسات التمييزية والاستثنائية التي مورست بحق الأكراد وغيرهم من السوريين وإعادة الجنسية للمجردين ومكتومي القيد من أبنائهم”.
وكالات
========================
الاقتصادية :وفد نظام "الأسد" ينسحب من جنيف 8
أعلن وفد  رئيس النظام السوري  الاسد ،اليوم الأحد ،عن انسحابه من محادثات جنيف 8.
وربط الوفد عودته إلى المفاوضات بسحب المعارضة السورية بيانها الذي يرفض أي دور لبشار الأسد في السلطة نقلا عن موقع العربية .نت.
وكان قد انتهى الأسبوع الأول من الجولة الثامنة من محادثات جنيف باختراق شكلي تمثّل بنجاح المبعوث الأممي حول سوريا ستيفان دي ميستورا في إجراء محادثات متزامنة غير مباشرة كصيغة وسطية بين التفاوض المباشر الذي يرفضه وفد النظام والمحادثات المنفصلة التي كانت معتمدة سابقاً.
ونجح دي ميستورا في إجراء محادثات مع وفدَيْ المعارضة والنظام في وقت واحد من خلال التنقل بين قاعتين متجاورتين تبعد إحداهما عن الأخرى 5 أمتار فقط، لكن هذا النجاح لم يحجب إخفاقات كثيرة، خصوصاً لناحية العجز عن التوافق حتى على بنود جدول الأعمال.
========================
اخبار ليبيا :المعارضة السورية باقية في جنيف... والنظام يماطل لمصلحة سوتشي
العربى الجديد  منذ 5 ساعات  0 تعليق  28  ارسل لصديق  نسخة للطباعة
انتهت المرحلة الأولى من الجولة الثامنة من المفاوضات بين المعارضة السورية والنظام بلا نتائج، حالها حال ما سبقتها من جولات، إذ تؤكّد مصادر في وفد المعارضة أن وفد النظام مارس التهرّب، والغطرسة، مشيرة إلى أنها عازمة على "وضع المنظمة الدولية والمجتمع الدولي أمام مسؤولياته في تطبيق قراراته"، الخاصة بالملف السوري.
وبات من الواضح أن الجانب الروسي لم يمارس أي ضغط على النظام من أجل الانخراط في العملية التفاوضية بشكل جدّي، في محاولة لـ"تمييع مسار جنيف" لمصلحة مؤتمر سوتشي المقرر عقده العام المقبل، إذ لم يبد وفد النظام أي مرونة، بل شن هجوماً على بيان المعارضة الذي صدر في الرياض أخيراً، خصوصاً لجهة تأكيد المعارضة في البيان على ضرورة استبعاد بشار الأسد عن السلطة في بداية المرحلة الانتقالية. ورفض وفد النظام الاستمرار بالتفاوض حتى منتصف ديسمبر/ كانون الأول الحالي، وفق ما يريد الموفد الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في مؤشر واضح على أن النظام وضع المفاوضات خلفه، مصرّاً على الحسم العسكري أو إنجاز حلّ على هواه يعيد سورية إلى ما قبل منتصف مارس/ آذار 2011، عندما انطلقت ثورة مطالبة بالتغيير العميق في بنية النظام.
وأكد عضو وفد المعارضة، أحمد العسراوي أن وفد المعارضة السورية لن يغادر جنيف، مضيفاً، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، جئنا إلى جنيف لإنجاز الحل السياسي، وفي حال عودة وفد النظام سنكمل التفاوض. وأشار إلى أنه جرت خلال ثلاثة أيام من التفاوض في جولة "جنيف 8" ثلاثة لقاءات وصفها بـ "الجدية" مع دي ميستورا وفريقه، مضيفاً "لكنها لم تؤدّ إلى النتائج المرجوة من قبلنا". وأوضح أن وفد المعارضة قدّم ورقتين تتعلقان بالحل السياسي، ولا ندري إن كان وفد النظام قد قدّم للمبعوث الأممي أي ورقة، موضحاً أن وفد المعارضة قدّم إجابات على "اللاورقة" التي قدّمها دي ميستورا للوفدين، وتتضمن 12 سؤالاً حول مستقبل الدولة في سورية. وأكد العسراوي أن إجابات المعارضة السورية تتعلّق بمستقبل البلاد بعد إنجاز الحل السياسي وليس قبله، معرباً عن اعتقاده بأن الموفد الأممي قدمها لتقريب وجهات النظر بين الوفدين، من خلال البحث عن المشتركات بينهما، وتمهيد الطريق للدخول في التفاوض حول السلات الأربع، وهي الحكم والدستور والانتخابات والإرهاب. وقد أكّدت المعارضة في ردها على أسئلة الموفد الأممي على الالتزام بسيادة الدولة السورية، مشيرة إلى أنها "دولة ديمقراطية غير طائفية تقوم على المواطنة المتساوية". كذلك أكّدت المعارضة في ردّها على التزام الجيش بالحياد السياسي، وضرورة "إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية، بحيث تكون مهمتها الحصرية صيانة الأمن الوطني وأمن المواطن، وتخضع للقانون وفق معايير احترام الحريات الأساسية وحقوق الإنسان وعدم تدخلها في حياة المواطنات والمواطنين اليومية، وحصر حق حيازة السلاح بأيدي مؤسسات الدولة المختصة".
وكرّر العسراوي أن خيار المعارضة السورية "واضح لا لبس فيه، وهو التفاوض من أجل التوصل إلى حل سياسي، من خلال طرح كل شيء على طاولة المفاوضات"، مضيفاً "نحن جاهزون لمناقشة كل شيء في سياق الحل السياسي القائم على الانتقال السياسي، وفق قرارات الشرعية الدولية". وأعرب عن اعتقاده بأن النظام "يميّع كل شيء يتعلق بالحل السياسي"، مضيفاً أن "النظام يريد تمييع مسار جنيف، ولو كان يستطيع لكان ميّع مسار أستانة، ومؤتمر سوتشي المقبل. النظام اختار الحل العسكري منذ البداية، ولو كان يريد حلاً سياسياً لما وصلت الأوضاع في سورية إلى هنا". وأشار إلى "أن النظام منذ البداية يرى نفسه منتصراً، وأن كل ما يجري في سورية هو مؤامرة عليه"، موضحاً أن وفد المعارضة "سيدرس الخيارات في حال عدم عودة وفد النظام إلى المفاوضات"، مضيفاً "في حال اختار عدم العودة فهذا يعني أنه لا يريد التوصل لحل سياسي للأزمة".
وغادر وفد النظام جنيف، أمس السبت، عائداً الى دمشق. وقال رئيس وفد النظام إلى المفاوضات، بشار الجعفري، إن "دمشق هي من ستقرر" إمكانية عودة الوفد إلى المرحلة الثانية من هذه الجولة. ورجحت مصادر عودة الوفد إلى مدينة جنيف الثلاثاء أو الأربعاء، "لكن من دون نيّة التقدم بالمفاوضات"، مشيرة، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "المعطيات تؤكد أنه لن يقدم تنازلات على طاولة المفاوضات في حال عدم وجود ضغوط عليه". وكان الجعفري قد شنّ هجوماً على بيان "الرياض 2"، معتبراً هذا البيان "عودة إلى الوراء"، متهماً المعارضة، في تصريحات تلفزيونية، بعدم قراءة التطوّرات السياسية والعسكرية في المشهد السوري، مشيراً إلى أن الموفد الأممي "يتجاوز مهامه"، مضيفاً "جئنا للتفاوض عبره وليس للتفاوض معه".
من جهته، وصف عضو وفد المعارضة السورية والناطق الرسمي باسمه، يحيى العريضي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، المرحلة الأولى من الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بـ "تهرب، وغطرسة، ولا مسؤولية من قبل وفد النظام، وجدية ومسؤولية من جانب المعارضة". وأشار إلى أن "هناك عِلماً دولياً، وتحديداً من المنظمة الدولية، تجاه الحالتين"، آملاً "أن تتم ترجمة ذلك إلى فعل محسوس يدفع العملية قدماً"، وفق قوله. وحول الخطوة المقبلة للمعارضة السورية في حال عدم عودة وفد النظام، وانخراطه في العملية التفاوضية، أشار العريضي إلى أن المعارضة عازمة على "وضع المنظمة الدولية والمجتمع الدولي أمام مسؤولياته في تطبيق قراراته، والوقوف في وجه محاولات تحييد أو إهمال القضية السورية، وتفعيل طرق خلّاقة للدفاع عن النفس في وجه الاستبداد، وما يدعمه"، وفق العريضي.
ويرى الدبلوماسي السوري المعارض، بسام العمادي، أن دي ميستورا "ماضٍ في إضاعة الوقت لصالح النظام"، مشيراً في حديث مع "العربي الجديد" إلى "أن اللاورقة التي وضعها هي من خارج اختصاصه فعلاً، ولم يعترض عليها وفد المعارضة، وكان عليه أن يفعل ذلك في حينه للدخول في البند الأول في قرار مجلس الأمن وهو الانتقال السياسي". وأشار إلى أن وفد المعارضة السورية "بحاجة إلى وضع استراتيجية مختلفة، سواء عاد وفد النظام أو لا"، مضيفاً "يجب أن تكون هده الاستراتيجية هجومية، وليست مبنية على ردات فعل على ما يطرحه دي ميستورا وعلى ما يفعله وفد النظام". وطالب العمادي وفد المعارضة بـ"المبادرة"، معتبراً أنها يجب ألا ترد فقط على مبادرات الآخرين. كذلك طالب الوفد بالاستناد إلى قرارات الشرعية الدولية، وتصريحات الرئيسين الفرنسي والأميركي، حول أن جنيف هي المنبر الشرعي والوحيد للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية. وأعرب عن اعتقاده بأن الروس يحاولون تمييع التفاوض في مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة لمصلحة المؤتمر الذي تنوي موسكو عقده في منتجع سوتشي على البحر الأسود العام المقبل، معتبراً أن مسار جنيف يحدّ من إمكانيات الروس في فرض رؤيتهم للحل السوري، بينما في سوتشي لديهم فضاء مفتوح لوضع ما يريدون، كما فعلوا في مسار أستانة.
========================
العرب اليوم :رد المعارضة السورية على مبادئ دي ميستورا ال12
سلّم وفد هيئة التفاوض للمعارضة السورية إلى المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا وثيقة تضم رد المعارضة على المبادئ ال12 التي طرحها في شأن الشكل النهائي للدولة السورية.ووصفت الوثيقة التي حصلت وكالة «روسيا اليوم» على نسخة منها الجمعة مبادئ المبعوث الأممي بأنها «ورقة حية قابلة دوماً للتجديد والتطوير»، معلقة على كل منها بالتفصيل. وأعرب وفد المعارضة عن التزامه الكامل بسيادة الدولة السورية واستقلالها وسلامة حدودها ووحدتها «أرضاً وشعباً»، لا سيما في ما يخص ضرورة استعادة الجولان المحتل «بكافة الوسائل المشروعة»، مؤكداً ضرورة أن يقرر الشعب الهيكلية السياسية والاجتماعية لدولته من طريق الانتخابات من دون أي ضغوط أو تدخلات من الخارج. وشدد الوفد التفاوضي للمعارضة على رؤيته سورية دولة ديموقراطية غير طائفية «تقوم على المواطنة المتساوية بغض النظر عن الدين والجنس والعرق كما تقوم على التعددية السياسية وسيادة القانون والفصل بين السلطات واستقلال القضاء والمساواة الكاملة بين جميع المواطنين والتنوع الثقافي للمجتمع السوري وحماية الحريات وحرية المعتقدات وتنعم بحكم قوامه الشفافية وشمول الجميع والخضوع للمساءلة والمحاسبة علاوة على اتخاذ تدابير فعالة لمكافحة الفساد وسوء الإدارة بما في ذلك المساواة أمام القانون الوطني، وسورية جزء من العالم العربي ترسم سياستها بما يحقق المصالح العليا للشعب السوري ويصون وحدته وأمنه»، بحسب الوثيقة. وذكر وفد المعارضة أنه ينبغي أن تلتزم الدولة بالوحدة الوطنية واللامركزية الإدارية، مع التركيز على التنمية الشاملة والمتوازنة. وتنص النقطة الرابعة في الوثيقة الصادرة عن المعارضة على «استمرارية المؤسسات العامة للدولة وتحسين أدائها وحماية البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة، كما ينص عليه بيان جنيف وقرارا مجلس الأمن الدولي 2118 و2254 والقرارات ذات الصلة»، علاوة على توفير الخدمات العامة لجميع المواطنين من دون تمييز «وفقاً لأعلى معايير الحكم الرشيد والمساواة بين الجنسين»، مضيفة: «وتقام لمصلحة المواطنين في مجال علاقاتهم مع جميع السلطات العامة آليات فعالة على نحو يكفل الامتثال لسيادة القانون وحقوق الإنسان وحقوق الملكية العامة والخاصة». وأشارت الوثيقة إلى أن دستور البلاد يكفل إصلاح الجيش «ليكون جيشاً وطنياً واحداً مبنياً على أسس وطنية» وملزماً بالحياد السياسي، لتكمن مهمته في حماية الحدود الوطنية وحفظ الشعب السوري من التهديدات الخارجية والإرهاب. وأكدت الوثيقة أن الدستور السوري يكفل أيضاً إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية، لتقتصر مهمتها على صون الأمن الداخلي وأمن المواطنين، مع الخضوع للقانون وفقاً لمعايير احترام الحريات الأساسية وحقوق الإنسان ومن دون التدخل في حياتهم اليومية، إضافة إلى حصر حق حيازة السلاح بيد عناصر مؤسسات الدولة المختصة. وشددت المعارضة على رفضها لجميع أشكال الإرهاب والتعصب والتطرف والطائفية، مع الالتزام الفعلي بمكافحتها ومنع ظهورها على الصعد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وأشار وفد المعارضة إلى ضرورة احترام وحماية حقوق جميع المواطنين من دون أي تمييز، متطرقاً بصورة خاصة إلى ضمان الحقوق الأساسية والفرص للمرأة على قدم المساواة مع الرجال، بما في ذلك اتخاذ تدابير فعالة تضمن تمثيلها ومشاركتها في مؤسسات الحكم ودوائر صنع القرار، لا سيما وضع آليات لضمان مستوى تمثيل النساء لا تقل عن 30 في المئة وصولاً إلى المناصفة. وأشارت المعارضة إلى أن سورية لن تقبل تمييزاً بحق أي من مجموعاتها العرقية أو الطائفية أو اللغوية أو الثقافية، مضيفة أن ممثلي هذه الأقليات، من العرب والأكراد والتركمان والسريان والأشوريين، ينبغي أن يتمتعوا بحسب الدستور بتكافؤ الحقوق والفرص في مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية العامة بثقافاتهم ولغاتهم «على أنها لغات وطنية تمثل خلاصة تاريخ سورية وحضارتها». واعتبرت الوثيقة القضية الكردية جزءاً من القضية الوطنية السورية، مشددة على إلغاء جميع السياسات التمييزية والاستثنائية التي اُنتهجت بحق الأكراد وغيرهم من السوريين وإعادة الجنسية للمجردين منها والمكتومين من أبنائهم. وتعهدت المعارضة بصون وحماية التراث الوطني والبنية الطبيعية لمصلحة الأجيال القادمة طبقاً للمعاهدات المتعلقة بالبيئة، بما يتسق بإعلان «اليونيسكو» في شأن التدمير المتعمد للتراث الثقافي. وتطرق وفد المعارضة في وثيقتها أيضاً إلى توفير الدعم المطلوب للمسنين والفئات الضعيفة الأخرى، أي إلى ذوي الحاجات الخاصة والأيتام وضحايا الحرب، علاوة على «محاربة الفقر وإنهائه» وتمكين جميع النازحين واللاجئين والمهجرين من العودة الطوعية والآمنة إلى منازلهم مع تأمين كافة حاجاتهم. وتأكيداً على مبدأ المساءلة والمحاسبة، شددت المعارضة السورية على ضرورة إجبار مرتكبي جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية على تحمل المسؤولية عما اقترفوه، وفقاً للقانون الدولي الجنائي. وتنص النقطة الأخيرة من الوثيقة على أن جميع القوانين والمراسم الصادرة بعد مارس (آذار) عام 2011 تعتبر خاضعة للمراجعة من قبل لجان قانونية خاصة لإقرارها أو إلغائها
 
========================
سبوتنيك:  قدري جميل: لا عودة إلى المربع الأول و الجلوس وجها لوجه نقطة الانطلاق
في حوار خاص لبرنامج "ما وراء الحدث" وبناء على مخرجات مفاوضات جنيف 8 التي رشح عنها مواقف كثيرة من قبل جميع الأطراف وكانت مغايرة لما هو منتظر بناء على الآمال المعلقة على هذه الجولة من المفاوضات بين وفد الحكومة السورية ووفد المعارضة الواحد الذي تم التوافق عليه بناء على الضمانات المقدمة من الدول الراعية.
وضّح الدكتور جميل الموقف من ما جرى فعلياً من قبل و تجاه جميع الأطراف المشاركة سواء أكانت هذه الأطراف هي أطراف مشاركة في المفاوضات أو ضامنة لها.
نص الحوار:
سبوتنيك: هل برأيكم فشل جنيف إلى حد عاد به الجميع إلى المربع الأول ؟
جميل: لا حتماً ، وما أنجز حتى الآن من جنيف ولو أنه لم يصل إلى حد مستوى التوقعات والآمال والضرورة ، إلا أنه في هذ العملية يجب أن نفهم أن هذه الطريق ذات إتجاه واحد ولايمكن العودة فيها إلى الوراء ، وما حقق حتى الآن لجهة  تشكيل الوفد الواحد الذي كان يجب أن يشكل من الجولة الأولى وأصبح في الجولة الثامنة ، ويجب أن نعلم أنه إذا تشكل الوفد الواحد فهذا يعني أن المفاوضات المباشرة أصبحت جاهزة ،أنا اتفهم وأفهم صعوبة هذه العملية بسبب أن المفاوضات المباشرة فيها شيء يجعل المرء أحياناً يتردد إذا كان يعلم أنه مضطرً لتقديم تنازلات مؤلمة وهذه التنازلات مطلوبة من الطرفين.
سبوتنيك: ماهي هذه التنازلات دكتور ؟
جميل: نحن سوف نذهب نحو تغيير دستور ونحو إنتخابات ونحو بنية سياسية جديدة ومن هنا فهناك شيء من التصورات المسبقة والبنية السابقة يجب التخلي عنه ، لذلك بدء هذه العملية فيه بعض الصعوبة ولنقل أنه حاجز نفسي علينا أن نتجاوزه ولايتعدى ذلك، وأنا متأكد من أن الأمور سوف تسير نحو الأمام وسيستطيع الوفدان الوفد الحكومي ووفد المعارضة التوصل إلى إتفاق في نهاية المطاف ونهاية المفاوضات، وهذه النهاية ستكون سريعة  لأنه متى ما بدأت سوف تسير وتنطلق، وحتى الآن عملياً لم يكن هناك مفاوضات جدية ، ولكن في حال تمت مفاوضات مباشرة يمكن الحديث عنها بأنها أول مفاوضات جدية.
سبوتنيك: عذراً على المقاطعة ،  ماهو المطلوب إذاً لهذه المفاوضات الجدية ، وهل من أمل معقود لأجل تجاوز المعوقات التي يضعها وفد الرياض ، ما موقفكم أنتم ؟
جميل: نحن شاركنا على الرغم من إعتراضنا على بعض الفقرات في البيان الختامي لأن السيد دي مستورا والأصدقاء من الرعاة الدوليين قالوا لنا هذه ليست مشكلة ووعدونا خيراً وقالوا لنا هذه القضايا يمكن تجاوزها ، وحاليا لدينا مشكلة الوفد الحكومي وقد يمكن أن يكون من الناحية السياسية والأخلاقية معه حق على الإعتراض ، ولكن أنا لا أفهم هنا لما لايحذو حذونا الوفد الحكومي في تصديق الضمانات الدولية وضمانات الأصدقاء ونبدأ بهذه العملية لأن الجميع يتحدث  عن أن موضوع الشروط المسبقة لا يمكن أن يتم.
سبوتنيك: طيب دكتور، أنتم تحدثتم عن أنكم وصلتم إلى المربع الستين ولم يبقى على إنتصار الشعب السوري والحل السياسي إلا المربعات الأربعة المتبقية وفق رقعة الشطرنج  كما تفضلتم على أي أساس بنيتم رأيكم مع أني أستشعر تفاؤل كبير في حديثكم.
جميل: هذا الحديث كان رداً على فكرة أننا عدنا إلى المربيع الأول، عودة إلى المربع الأول لاتوجد ومستحيلة وغير ممكن ذلك أن يحدث ، لذلك أنا قلت أن رقعة الشطرنج فيها مربعات كثيرة ، يعني إذا ما نحن وصلنا إلى المربع الواحد والستين وعدنا إلى المربع الستين، هذا ممكن الحديث فيه ، لكن العودة إلى المربع الأول  غير وارد ، ما أنجز إلى الآن سيسمح بتسارع عملية الإتفاق ، والوفد الحكومي لم يعلن مقاطعته للمفاوضات وإنما أعلن أنه سوف يستفيد من الإجازة التي أعلن عنها دي مستورا برفع المفاوضات مؤقتاً ومن أجل تحديد لموعد الثاني خلال الأسبوع القادم ، يوم الثلاثاء أو الأربعاء يتلقى الوفد الحكومي الدعوة رسمياً ويجيب عليها رسميا ويحضر رسمياً ، وأعتقد أنه لايوجد خطر على إستمرار مفاوضات جنيف ، ولكن السؤال متى سوف تبدأ مفاوضات جنيف المباشرة ؟ أعتقد أن هذه العقدة سنحاول حلها وسنبذل جهودنا خلال هذا الأسبوع في هذه الجولة بحيث نصبح جاهزين للمفاوضات المباشرة بأسرع وقت ممكن ، الشيء الذي أريد قوله هنا حتى يصبح جمهوركم ومستمعيكم على بينة ، هو أن تشكيل الوفد الواحد كان أمراً مهما كثيراً ورغم كل الصعوبات التي إعترضته، ورغم كل الإعتراضات التي قدمناها تبين أن  السوريين عندما يتعاملون مع بعضهم كخصوم سياسيين وليس كأعداء نرى أن كثير من الأمور تحلّ. السوريون يبقوا سوريين أينما كانت مواقعهم السياسية ، أعدائنا نحن فقط هم الإرهابيون وكل من يتعامل مع إسرائيل، عدا ذلك فهم سوريون لذا يجب أن نتحمل بعضنا البعض وأن نتحدث إلى بعضنا البعض، أما إذا تعاملنا مع كل من يخالفنا الرأي على أساس أنه عدو فلن تحل الأزمة السورية في حياتها.
سبوتنيك: أنتم أجريتم وتجرون لقاءات بينية ولقاءات مع الطرف الروسي ، كيف هي رؤية الطرف الروسي لهذا التطور، وكيف سيتعامل مع مجريات ومخرجات هذه المفاوضات ؟
جميل: أنا لا أستطيع أن أتحدث عن الطرف الروسي ، هو من يتحدث عنه نفسه.
سبوتنيك: لا أنا قصدت من خلال ما ترونه أو وفق رؤيتكم ؟
جميل  ما أستطيع أن أقوله من خلال إحتكاكنا بالطرف الروسي هو أنه ملتزم مئة بالمئة ومصر على القرار 2254 ، ومصر على إنجاح المفاوضات وعلى تجاوز العقبات ،كلنا سوف نتجاوز هذه العقبات ونحن أيضاً نريد من وفد الحكومة السورية بسلوكه أن يساعدنا على تجاوز العقبات وأن لايعقدها.
سبوتنيك: هل لديكم أمل بناء على الرؤية الراهنة يعني بأن يكون هناك بالفعل توافقاً ما أو القدرة على التوصل إلى إتفاق مع وفد  الحكومة السورية وحتى مع أطراف أخرى من وفد المعارضة ؟
جميل:  المهمة المطروحة أمامنا الآن هي الجلوس وجهاً لوجه أمام وفد الحكومة السورية وعندما نجلس وجهاً لوجه ستكون المهمة التي تفضلت بها هي المهمة اللاحقة.
سبوتنيك: شكراً لكم
جميل: شكراً لك
========================
صقر نيوز  :المعارضة السورية: عدم عودة النظام لمفاوضات جنيف دليل على وضعه شروطا مسبقة
صقر نيوز :- اعتبر وفد المعارضة السورية في مؤتمر "جنيف 8"، اليوم الجمعة، أن تصريحات وفد النظام حول إحتمالية عدم عودتهم للقسم الثاني من جولة المفاوضات الحالية، الأسبوع القادم، "دليل على وضعه شروطا مسبقا لدخول المفاوضات".
وقال المتحدث باسم الوفد، يحيى العريضي، في تصريح اطلعت عليه الأناضول، إن "أحد الأسس التي عقدت عليها الجولة الحالية، ألاّ يكون هناك شروط مسبقة، وعندما تقول جهة معينة (يقصد وفد النظام) بأنها لن تعود، فهذا يعطي دلالة قاطعة أن هناك شروط، وعدم إحساس بالمسؤولية تجاه الذين يئنون خلال كل هذه السنوات".
وفي وقت سابق من اليوم، قال بشار الجعفري، رئيس وفد النظام السوري في مفاوضات "جنيف 8"، في تصريحات له، إن الجولة الحالية انتهت بالنسبة لهم، وأن مسألة مشاركتهم في الجولة التالية الأسبوع القادم في جنيف، سيقرر فيها من قبل دمشق.
وحول حديث الجعفري عن عدم تمثيل كافة أطراف المعارضة في المفاوضات، قال العريضي "لو أتينا بـ22 مليون سوري هم ما تبقى من الشعب السوري للمفاوضات، ستكون هناك أعذار أخرى".
وشدد على أن وفد المعارضة سينخرط بالعملية السياسية باستمرار وبكل جهد من أجل إيجاد حل للأزمة، مشيرا أن المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، "قدم رؤى ومبادئ أساسية قد تشكل ضوءاً في نهاية النفق".
وقال العريضي، إن "هذه الأفكار ليست هي المسار في عملية التغير والانتقال السياسي، وإنما تضيء على بعض النقاط الأساسية الحساسة بالنسبة لإيجاد الحل، وتجاوبنا مع هذا الشيء"، دون مزيد من التفاصيل.
ومع نهاية اليوم الجمعة، تكون اجتماعات القسم الأول من "جنيف 8" قد اكتملت، على أن تستكمل الأسبوع القادم.
وأمس الخميس، قال دي ميستورا، في مؤتمر صحفي عقده بالمقر الأممي في جنيف، إنه يخطط لاستمرار مفاوضات "جنيف 8" الحالية، حتى 15 كانون أول/ ديسمبر القادم، وذلك بعد التوقف لثلاثة أيام (السبت والأحد والاثنين).
وانطلقت الثلاثاء الماضي، اجتماعات مؤتمر "جنيف 8"، بلقاء رسمي وحيد جمع المعارضة مع المبعوث الأممي، في مقر الأمم المتحدة بجنيف، دون صدور تعقيب عن مضمون الاجتماع من الطرفين، بالإضافة إلى لقاء تقني تم في مقر إقامة المعارضة.
========================
صقر نيوز :دي ميستورا: "وثيقة المبادئ" المقدمة للنظام والمعارضة السوريين قابلة للنقاش
صقر نيوز صقر نيوز :- قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، اليوم الجمعة، إن "وثيقة المبادئ الأساسية" التي قدمها لوفدي النظام والمعارضة السوريين، أمس، "قابلة للنقاش والتطوير والتحديث، وتهدف لإيجاد القواسم المشتركة بين الطرفين".
جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب دي ميستورا، ووصل الأناضول نسخة منه، في ختام الجزء الأول من مباحثات "جنيف 8"، التي سيتم استكمالها، الأسبوع القادم.
وأشار دي ميستورا، إلى إنه تم توزيع الوثيقة التي تحمل عنوان "مبادئ المبعوث الخاص الحية الأساسية السورية-السورية الـ12" على وفدي النظام والمعارضة، أمس، فى اجتماعات متوازية معهما.
وبحسب البيان، فسر المبعوث الأممي للوفدين أن هذه المبادئ تسعى إلى تجسيد القواسم المشتركة المتعلقة بمستقبل سوريا، وتوفير أفق مستديم حول رؤية يمكن أن يتقاسمها كل السوريين لمستقبل بلدهم.
وذكر أن "المبادئ الـ12 منسجمة وتعكس الكثير من المبادئ المتعلقة بمستقبل سوريا، الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، ويمكنها أن تساعد في مشاورات موازية حول السلال الأربعة لمفاوضات حل الأزمة السورية (الحكم الانتقالي، الدستور، الانتخابات، مكافحة الإرهاب)، التي تبقى على جدول أعمال المشاورات".
وطلب المبعوث الأممي، من الوفدين مواصلة التفكير في وثيقة المبادئ، وتزويده بردودهم حولها، والانخراط في مناقشة المسار والجدول الزمني للعملية الدستورية، والانتخابات، وذلك في مشاورات الأسبوع القادم.
وجاء في المادة الأولى لوثيقة المبادئ، التي حصلت الأناضول على نسخة منها، التأكيد على "الاحترام والالتزام الكامل بسيادة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية، ووحدتها أرضا وشعباً".
وتضمنت المادة الثانية "الالتزام الكامل بالسيادة الوطنية لسوريا على قدم المساواة مع غيرها، وبما لها من حقوق في عدم التدخل في شؤونها...".
بينما نصت المادة الثالثة على أن "يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديموقراطية، عن طريق صناديق الاقتراع، ويكون له الحق الحصري في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي، دون أي ضغط أو تدخل خارجي".
والمادة الرابعة تضمنت أن "تكون سوريا دولة ديموقراطية غير طائفية تقوم على التعددية السياسية والمواطنة المتساوية، بغض النظر عن الدين والجنس والعرق، وصيانة الحريات العامة بما في ذلك حرية المعتقدات".
ونصت المادة الثامنة من وثيقة المبعوث الأممي، على "الرفض القاطع لجميع أشكال الإرهاب، والتعصب والتطرف والطائفية، والالتزام بمكافحتها، ومعالجة أسباب انتشارها".
والمادة التاسعة تضمنت "حماية حقوق الإنسان، والحريات العامة، ولاسيما أوقات الأزمات، بما في ذلك ضمان عدم التمييز...".
وتطرقت المواد التالية إلى وضع سوريا ومكانتها، وتقديم الدعم للضحايا، وعودة المهجرين، وحماية التراث والبيئة.
ومساء اليوم، اختتمت اجتماعات القسم الأول من مؤتمر "جنيف 8"، على أن يستكمل القسم الثاني منها الأسبوع القادم.
وأمس الخميس، قال دي ميستورا، في مؤتمر صحفي عقده بالمقر الأممي في جنيف، إنه يخطط لاستمرار مفاوضات "جنيف 8" الحالية، حتى 15 ديسمبر/كانون أول القادم، وذلك بعد التوقف لثلاثة أيام (السبت والأحد والإثنين).
وانطلقت الثلاثاء الماضي، اجتماعات مؤتمر "جنيف 8"، بلقاء رسمي وحيد جمع المعارضة مع المبعوث الأممي، في مقر الأمم المتحدة بجنيف، دون صدور تعقيب عن مضمون الاجتماع من الطرفين، بالإضافة إلى لقاء تقني تم في مقر إقامة المعارضة.
========================
مصر العربية :«جنيف 8».. سوريا بين طاولة تفاوض وقاذف مدفعية
"لن تصلك طاولة المفاوضات أبعد مما يطاله قاذف مدفعيتك".. يبدو أنّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد أراد أن يبعث برسالة قبل وبالتزامن مع محادثات "جنيف 8" الرامية إلى حل سياسي للأزمة السورية، يرونه بعيدًا.
بدأت الجولة الراهنة من "جنيف"، وهي الثامنة منذ 2016، يوم الثلاثاء الماضي، ووصفها المبعوث الأممي إلى سوريا دي ميستورا بأنها "ليست اعتيادية" متحدثًا عن مناخ مهني وجدي للنقاشات مقارنة مع الجولات السابقة.
عن مضمون هذه النقاشات، أكّد المبعوث أنّ مسألة الرئاسة لم تناقش، في إشارة إلى مصير بشار الأسد الذي تطالب المعارضة بتنحيه مع بدء مرحلة الانتقال السياسي، قبل أن تتحول الثورة إلى حرب واسعة، يقاتل فيها الكل ضد الكل، وهو ما دفع السوريون أثمانًا لا تضاهيها أثمان، إذ تتحدث الأرقام عن ملايين القتلى والمشردين والمجاهرين وفي بعض أحوالها يكونون مُهجّرين.
الأمم المتحدة أعلنت - أمس الأول الخميس - أنّها ستمدّد حتى منتصف ديسمبر الجاري، جولة المحادثات السورية في جنيف التي تستهدف بلورة حل سياسي لإنهاء الحرب، على أنّ تتضمن استراحةً يمكن للوفود السفر خلالها اعتبارًا من اليوم السبت على أن تستأنف المحادثات يوم الثلاثاء المقبل.
ودعا "الموفد الدولي" وفدي الحكومة والمعارضة للتخلي عن "الشروط المسبقة" والتركيز على إنجاز "تقدم حقيقي" في المحادثات.
ولم يدل وفدا الحكومة والمعارضة بأي تصريحات إثر لقاء دي ميستورا الذي قال: "أجرينا للمرة الأولى اجتماعات عن قرب ومتوازية بين الطرفين".
وأوضح أنه تنقّل بشكل "مكوكي" بين القاعتين اللتين فصلتهما عن بعضهما خمسة أمتار.
وكان "المبعوث الدولي" يأمل بعقد مفاوضات مباشرة بين الطرفين في هذه الجولة التي تركز بشكل خاص على آليات صياغة دستور وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة.
وردًا على سؤال حول تعذر ذلك، أجاب: "لنكن صريحين، التواصل المباشر هو دائمًا جيد، ولكن الأهم أن نكون قادرين على تبادل الآراء"، وهو ما يحصل على حد قوله.وحدد دي ميستورا عددًا من الضوابط لضمان سير المحادثات، معتبرًا أنّ الوقت حان للتركيز على تحقيق تقدم حقيقي في العملية السياسية من أجل الشعب السوري، وحضّ الوفدين على المشاركة بجدية في المباحثات بدون أي شروط مسبقة، مطالبًا الطرفين بالامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات تهدف إلى الطعن في شرعية أي من المدعوين الآخرين.
وأبدت المعارضة في الأيام الأخيرة، استعدادها لمفاوضات مباشرة، وقال رئيس الوفد نصر الحريري يوم الأربعاء الماضي: "نريد التحرك سريعًا نحو مفاوضات مباشرة".
في المقابل، جزم مصدر سوري مطلع على مجريات المفاوضات لوكالة الأنباء الفرنسية أنّه لن تكون هناك من مفاوضات مباشرة خلال هذه الجولة مع وفد الرياض، في إشارة إلى المعارضة.
الوفد الحكومي كان قد وصل جنيف الأربعاء الماضي، بعد تأخر ليوم واحد احتجاجًا على تصريحات لرئيس وفد المعارضة والمشاركين في اجتماع الرياض تمسكت بمطلب تنحي الأسد.
يأتي هذا فيما توقعت مصادر دبلوماسية أن تخفض المعارضة سقف شروطها لإعطاء دفع للمحادثات، لكن قياديين في وفد المعارضة ينفون تعرضهم لأي ضغوط بهذا الصدد.
وأكّد قيادي في الوفد المعارض لوكالة الأنباء الفرنسية رافضًا الكشف عن اسمه، تمسك المعارضة بتحقيق الانتقال السياسي وفق ما نص عليه بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة، معتبرًا أنّ التخلي عن مطلب تنحي الأسد يعني نهاية المعارضة.
بالعودة إلى الواقع الميداني، يشارك الوفد الحكومي في هذه الجولة بعد تحقيقه سلسلة انتصارات ميدانية بدعم مباشر من حلفائه خصوصا روسيا، ما يعزز موقعه التفاوضي، بحسب محللين.
72 ساعة قبل "جنيف 8" سقط فيها 160 قتيلًا، في الغوطة الشرقية ودير الزور والبوكمال شرقي سوريا.
وسائل إعلام مقربة من المعارضة، أوردت تفاصيل ما أسمتها "مجزرة" ارتكبتها القوات الروسية و"النظامية الأسدية" في دير الزور.
القصف استهدف قريةً قرية الشعفة، التي تقع بمحاذاة الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتخضع لسيطرة تنظيم "الدولة"، لكنّ سقط فيها 53 قتيلًا من المدنيين على الأقل بينهم 21 طفلاً، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما نفت روسيا أي علاقة لها بالقصف، وسط تجدد القصف على الغوطة الشرقية.
كما قتل 18 مدنيًّا جرّاء تجدد قصف الجيش السوري على الغوطة الشرقية، واستهدفت غارات جوية وقصف المدفعية مناطق عدة في الغوطة ما أدى إلى مقتل 18 مدنيًّا، وذلك غداة مقتل 23 مدنيًّا في المنطقة نتيجة غارات لطائرات النظام ونيران المدفعية، بينهم 4 أطفال، وفاقت حصيلة القتلى خلال الأسبوعين الماضيين 100 شخص، وفق المرصد.
لا يبتعد هذا التصعيد العسكري الملحوظ من قبل النظام وحليفه الروسي، عن التطورات السياسية الراهنة، إذ ارتبط إلى حد بعيد بمفاوضات جنيف وكأنّها رسالة بأنّ النظام يفرض سلطته وله القوة التي تمكّنه من الحفاظ على بقائه، حتى وإن كان بدعم روسي، يُقال إنّ المعارضة إذا كانت قد تلقت دعمًا مشابهًا لاختلفت الموازين على الأرض
تضاف إلى ذلك، "قمة سوتشي" التي جمعت رؤساء روسيا وتركيا وإيران، ولم يعد الحديث قائمًا عن رحيل الأسد، فضلًا عن تراجع دول إقليمية، لا سيّما السعودية، بشكل أو بآخر عن مطلبها ذاك، وبالتالي بات الحديث عن حلحلة نوعية في الأزمة السورية، لا يُستبعد الأسد من مستقبلها
وهنا اعتبر محللون الأمر بمثابة شهادة وفاة للثورة، التي خرجت قبل سنوات من أجل إسقاط "النظام الأسدي"، لكنّ الحسم من ذلك لا يمثل قوة له بقدر ما هو بفضل الدعم اللامحدود من روسيا والميليشيات الإيرانية، وبالتالي خسرت المعارضة مناطق سيطرتها، ربما يجعلها ذلك لا تجرؤ على المطالبة برحيل رأس النظام.
في حديثه لـ"مصر العربية"، يقول المحلل السوري ميسرة بكور: "سلوك تنظيم دمشق المشار إليه ليس سلوك نظام يريد الحل أو الانتقال أو فكر بالتخلي عن أي جزء من أجزاء السلطة التي يعض عليها بالنواز منذ أربعة عقود هي حكم عائلة الأسد لسوريا".
وتساءل: "لماذا يصر دي ميستورا على القفز فوق الاستحقاقات وترتيبها المنطقي؟، ولماذا يصر المبعوث الأممي ومن خلفه موسكو على مناقشة موضوع الإصلاحات الدستورية وإجراء انتخابات شفافه على حد زعمهم، يشارك فيها كل السوريين، وهنا نسأل هل بشار الأسد وتنظيمه هم ضمن السوريين المفترض بهم الترشح والانتخاب".
مؤتمر الرياض - يرى بكور - أنّه مثّل فرصةً في غاية الأهمية أتاحتها السعودية للتيارات المعارضة ومنصاتها المتقاربة والمتباعدة والمصنعة في موسكو ومنصاتها، لتشكيل وفد واحد موحد يحمل على عاتقه ثوابت الثورة ومواجهة الأسد بوفد واحد يتحدث باسم جميع السوريين الرافضين لحكم تنظيم الأسد والمليشيات الداعمة له متعددة الجنسيات
وتابع: "للأسف لم يحصل هذا، بل خرجنا بوفد محاصصة ومساومة ومحسوبيات، ولم نخرج بوفد يعبر عن الثورة، وسؤال آخر يضاف إلى جملة التساؤلات التي طرحت حول بيان الرياض ووفد المعارضة، لماذا تمت إعادة تكليف نصر الحريري رئيسًا للوفد؟ هل هي مكافئة له على فشله في جنيف السابق، أم لأنه مجرد واجهة للوبيات ومراكز القوة في الفصائل المعارضة بعيدًا عن التمسك بالثوابت".
وواصل قائلًا: "بعيدًا عمّا قيل عن تشكيلة هذا الوفد وبيانه الختامي الذي قالوا فيه إنهم متمسكون بالثوابت وبرحيل الأسد في بداية العملية الانتقالية، لكنهم قبلوا الولوج إلى جنيف ثمانية دون شروط إرضاءً لموسكو، وقبلوا أن تكون سوريا غير مركزية إرضاءً لواشنطن وموسكو الداعمتين للتنظيمات الكردية المتطلعة لإنشاء إدارة كردية خاصة بهم، وهذه الموافقة غير المعروفة فتحت على المعارضة والثورة أبوابًا لن يستطيعوا أن يخرجوا منها، مع العلم أنّ حكومة تنظيم دمشق تعتمد اللامركزية الإدارية عن طريق إدارة المحافظات والبلديات ومجالس المدن".
========================
اخباري :دي ميستورا يخالف «الرياض2».. تجاهل المعتقلين وأسقط خروج الميليشيات
اخباري نيوز قالت مصادر مطلعة في المعارضة السورية، إن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا قدم أوراقا جديدة لطرفي المعارضة والنظام في نهاية الجولة الثامنة من مشاورات جنيف، وأضافت أن هذه المبادرة جرت عليها بعض التعديلات، إذ قدمها دي ميستورا في العام الماضي، إلا أنها لم تحظ بقبول المعارضة.
وبحسب ما اطلعت عليه «اخباري نيوز»، فإن المبعوث الأممي غيب مرحلة الانتقال السياسي، ومسألة المعتقلين والمخطوفين والمفقودين، فيما عكفت الوثيقة على صياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة وشفافة تحت الرعاية الأممية، ولا تنص على ضرورة سحب القوات الأجنبية من الأراضي السورية.
وعلمت «اخباري نيوز» أن المعارضة السورية لم ترد حتى الآن على هذه الوثيقة، إلا أن مصادر «اخباري نيوز» توقعت أن يرفض وفد المعارضة هذه الوثيقة، خصوصا أنها تتنافى مع بيان الرياض2، الذي نص على خروج الميليشيات الإيرانية.
من جهة ثانية، قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي أمس (السبت)، مواقع عسكرية تابعة لميليشيا «حزب الله» ونظام الأسد قرب مدينة الكسوة في ريف دمشق الغربي.
ونقل موقع «أورينت» السوري المعارض عن مصادر محلية في المنطقة تأكيدها، أن أربعة انفجارات ضخمة هزت المنطقة، ناتجة عن قصف صاروخي إسرائيلي استهدف مواقع لميليشيا «حزب الله» في «دير ماكر» و«الفوج 137» في منطقة «تل المانع» بالقرب من اللواء 91 التابع لـ«الفرقة الأولى» في ميليشيا نظام الأسد؛ إذ تسببت الانفجارات بانقطاع التيار الكهربائي عن بلدات «زاكية والمقيليبة والكسوة».
ويأتي القصف الإسرائيلي إثر عرض هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» الشهر الماضي صوراً لقاعدة إيرانية، قالت إنها في موقع تابع لميليشيات النظام خارج منطقة الكسوة (14 كم جنوبي دمشق) وعلى بعد نحو 50 كم من مرتفعات الجولان المحتلة، إذ هدد بنيامين نتنياهو أخيرا بتوجيه ضربات لنظام الأسد في حال تم السماح لإيران بإقامة قواعد على الأراضي السورية.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية مقربة من الحرس الثوري بمقتل 12 عنصرا من القوات الإيرانية بغارة إسرائيلية استهدفت قاعدة إيرانية قرب العاصمة السورية دمشق الليلة الماضية.
ونشرت قنوات إيرانية على تطبيق «تلغرام»، التي تغطي أخبار قوات الحرس الثوري في سورية، أسماء 12 عنصرا من هؤلاء المقاتلين الذين لقوا مصرعهم.
========================
البديل :«الرياض2» و«ورقة المبادئ».. ألغام تنسف جنيف 8
على الرغم من التصريحات التفاؤلية التي سبقت انطلاق مفاوضات جنيف 8، وخاصة تلك التي أطلقها المبعوث الأممي الخاص، دي ميستورا، والتي أكد فيها أن “الجولة الثامنة من محادثات جنيف هي الجولة الأولى من المباحثات الحقيقية حول السلام في سوريا”، وعلى الرغم من أن الجولة الجديدة من المفاوضات عُقدت وسط عدد من المتغيرات، سواء بشأن توحيد المعارضة أو الانتصارات العسكرية للجيش السوري أو انتصار المحور الروسي الإيراني في سوريا، كان من شأنها أن تلقي بظلالها على طاولة المفاوضات، وتحرز خطوات جديدة مختلفة عما شهدته الجولات السابقة، إلا أن المؤشرات التي سبقت الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف مالت إلى الناحية السلبية أكثر من الإيجابية، خاصة بعد أن أطلق وفد المعارضة السورية الموحد بيان “الرياض 2؛ليفجر أزمة جديدة قبل أيام قليلة من انطلاق المفاوضات، ويفضح رغبة بعض الدول الداعمة للمعارضة في إطاله أمد الأزمة السورية.
الرياض 2” يفجر الأزمة
بمؤشرات سلبية انطلقت الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، وعلى الرغم من تأكيد المعارضة على استعدادها لعقد مباحثات ومفاوضات مباشرة مع الوفد الحكومي السوري، إلا أن بيان “الرياض 2” نسف جميع المحاولات الأممية والدولية للخروج بحل سياسي في هذه الجولة، حيث خرجت المعارضة من اجتماعها الذي انعقد في الرياض في الفترة الممتدة بين 22 -24 نوفمبر الماضي، لتضع شروطًا مسبقة، وتعود إلى الوراء مائة خطوة، حيث أكدت في مسودة البيان الختامي على مطلب تنحي بشار الأسد عن السلطة مع بداية المرحلة الانتقالية، وأعلن المجتمعون تمسكهم بسقف المواقف التفاوضية للمعارضة، وفق ما نص عليه بيان “جنيف 1” بخصوص “إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تهيئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية”، وأنه “من الجوهري الحرص على تنفيذ العملية الانتقالية على نحو يكفل سلامة الجميع في جو من الاستقرار والهدوء”. وأكد المؤتمرون أنه لا يمكن تحقيق ذلك “دون مغادرة بشار الأسد وزمرته وأركانه سدة الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية”. وتضمن البيان اتهام الحكومة السورية باستخدام “أسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليًّا”.
ورقة المبادئ
مع انطلاق مفاوضات جنيف بنسختها الثامنة، قدم المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، ورقة “البنود الاثني عشر” إلى وفدي التفاوض من الحكومة والمعارضة، والتي طلب منهم نقاشها والتركيز عليها في هذه الجولة من المحادثات، وقد تشابهت هذه الورقة كثيرًا مع تلك التي قدمها “دي ميستورا” في جولة مباحثات مارس عام ٢٠١٦، إلا أن هناك بعض البنود التي تمت إزالتها من الوثيقة، حيث نجد أن هذه الورقة، بالمقارنة مع الورقة السابقة، افتقدت إلى البند السادس الذي يتضمن الحديث عن عملية الانتقال السياسي والدستور والانتخابات، والتي كانت الورقة الأولى قد أشارت إليه صراحة في فقرتها السادسة بنص صريح، هو “طبقًا لقرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، يشمل الانتقال السياسي في سوريا آليات حكم ذات مصداقية وشامل للجميع وغير قائم على الطائفية، كما يشمل جدولًا زمنيًّا وعمليةً لإعداد دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، عملًا بالدستور الجديد، يجري إدارتها تحت إشراف الأمم المتحدة”.
أضف إلى ذلك أن الورقة الجديدة لم تتطرق للحديث عن قضية المعتقلين، بينما الورقة الأولى أفردت لهم بندها الحادي عشر، والذي نص على أنه “سيجري تمكين جميع اللاجئين والنازحين من العودة إلى ديارهم بأمان، إذا كانوا يرغبون في ذلك، بدعم وطني ودولي، وبما يتوافق مع معايير الحماية الدولية، وسيجري إطلاق سراح الأشخاص المحتجزين تعسفيًّا وحسم مصير الأشخاص المختفين أو المختطفين أو المفقودين”، فيما أزالت الورقة الجديدة الفقرة الأخيرة من البند العاشر في الورقة الأولى، وإلتي نصت على أنه “ستمارس الدولة ومؤسساتها بعد إصلاحها الحق الحصري في السيطرة على السلاح، ولن يُسمح بأي تدخّل من جانب مقاتلين أجانب على الأراضي السورية”.
ورقة المبادئ لقيت استحسانًا لدى وفد المعارضة، حيث سلّم الوفد إلى المبعوث الأممي الخاص وثيقة تضم رد المعارضة على المبادئ الـ12، وقد وصفت الوثيقة مبادئ دي ميستورا بأنها “ورقة حية قابلة دومًا للتجديد والتطوير”، معلقة على كل منها بالتفصيل، فيما أثارت الورقة غضب الوفد الحكومي، حيث أعلن رئيس الوفد، بشار الجعفري، أمس الجمعة، أن دمشق كانت سابقًا تؤيد الورقة؛ لأنها “مدخل لايجاد حلول وبناء قواسم مشتركة ذات صفة وطنية”، مؤكدًا أن المبعوث الأممي تجاوز صلاحياته كوسيط بين أطراف التفاوض، حين قدم ورقة مبادئ دون التشاور مسبقًا مع وفد الحكومة، وقال الجعفري: دي ميستورا في هذه الجولة طرح علينا ورقة مبادئ دون أن يتشاور معنا، نحن لا نتفاوض مع دي ميستورا، نحن نتفاوض من خلاله ومجرد طرحه للورقة هو بمثابة تجاوز لمهمة الوسيط، مشيرًا في نفس الوقت إلى أن هذا لا يعني صدامًا بين وفده والمبعوث الأممي، مؤكدًا: نحن معنيون بجنيف، ولن نفوت أي فرصة للحضور.
في ذات الإطار انتقد الجعفري بيان الرياض 2، الذي أعلنته المعارضة قبيل انطلاق مفاوضات جنيف 8، حيث أكد أن وفده لن يدخل في مفاوضات مباشرة مع المعارضة طالما ظل بيان “الرياض 2” الذي أعلنته المعارضة قائمًا، واصفًا إياه بأنه يستخدم شروطًا مسبقة، وأضاف “الجعفري”: الوفد الذي انبثق في الرياض، وأطلق على نفسه اسم وفد موحد، بالنسبة لنا ليس وفدًا موحدًا؛ لأنه استثنى طيفًا كبيرًا من المعارضة الوطنية، مشددًا على أنه “لا يوجد شيء اسمه مناطق كردية شمال سوريا، بل مناطق سورية يتواجد فيها المكون السوري الكردي”، وأكد الجعفري أن الجولة الحالية من المحادثات انتهت بالنسبة لوفد دمشق، وأنه سيغادر جنيف، اليوم السبت، على أن تقرر دمشق مسألة عودته الثلاثاء المقبل لاستئناف المحادثات، بعدما أعلنت الأمم المتحدة توقف الجولة الراهنة لثلاثة أيام.
فشل المحادثات وتمديد مدتها
بالنظر إلى مواقف المعارضة الاستفزازية قبل أيام من انعقاد مفاوضات جنيف، ورد فعل الوفد الحكومي الذي اختار قلب الطاولة على المعارضة، التي لم تضع في عين الاعتبار الوقائع الميدانية الحالية، وتحاول الخروج بحفظ ماء الوجه، يمكن الاستنتاج بأن الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف قد فشلت في اتخاذ أي خطوة جديدة باتجاه الحل السياسي عن الجولات السابقة، وبدأت الوفود تبادل الاتهامات بإفشال الجولة الحالية، فيما اختار “دي ميستورا” مد فترة المفاوضات إلى 15 ديسمبر؛ في محاولة للخروج بأي تقدم يذكر.
من جانبه حمل مندوب روسيا لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، المعارضة السورية مسؤولية عدم إحراز تقدم يذكر في جولة جنيف الثامنة، مشيرًا إلى أن إعلان وفد المعارضة الموحدة أنه وصل إلى جنيف من أجل مناقشة رحيل الرئيس السوري هو الذي أبطل الجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة لتحقيق التقدم في العملية التفاوضية، وأضاف “بورودافكين”: لقد جاءوا لمناقشة استقالة الأسد، ليس هذا موقفًا للتفاوض، إنما هو مطلب فارغ لا يمكن قبوله، بل ويمثل استفزازًا سافرًا في حق الوفد الحكومي الذي حضر إلى جنيف للمفاوضات.
========================
القدس العربي :مخاوف أمريكية من تحويل مؤتمر جنيف إلى لعبة لانتقال سياسي وهمي في سوريا
رائد صالحة
Dec 02, 2017
 
واشنطن ـ «القدس العربي»: تمكنت روسيا من تعطيل الجهود الأمريكية لتغيير النظام السوري وهي تستعرض أحدث أسلحتها، وأعادت تشكيل نفسها كلاعب في الشرق الأوسط مع استمرار هزائم تنظيم «الدولة الإسلامية» في حين تراجع موقع الولايات المتحدة إلى مقاعد المتفرجين. ونتيجة لدعم واشنطن للقوات الديمقراطية السورية التي يسيطر عليها الأكراد، تعرض البيت الأبيض لهزيمة غير متوقعة من الكرملين تمثلت في توسيع الخلافات بين تركيا، العضو في مجلس حلف الأطلسي والولايات المتحدة. وفي غضون أقل من عامين، ذهبت روسيا من مرحلة علاج تداعيات إسقاط طائرة من قبل تركيا إلى بيعها في نهاية المطاف نظاما للدفاع الجوي.
ونجحت موسكو، من خلال القصف المستمر للمدنيين في سوريا وخلق موجات جديدة من اللاجئين إلى أوروبا في تأجيج رد فعل وطني أوروبي ضد المهاجرين، وهو هدف استراتيجي واضح لبوتين، وقد منحه هذا النجاح الفرصة لإعلان تحقيق أهداف الحملة العسكرية والسياسية في سوريا قبل بدء الحملة الرئاسية الروسية عام 2018.
ومن المتوقع ان تنسحب معظم القوات النظامية الروسية من سوريا ولكنها ستترك وراءها قوة لمكافحة التمرد وطائرات في مطار حميميم ووجود بحري في ميناء طرطوس، ومن المرجح ان تنتقل معظم القوات الروسية إلى مقاولين من القطاع الخاص من مجموعة واغنر، وهي شركة شبه عسكرية يمولها أحد شركاء بوتين منذ فترة طويلة، وهذا يعني انه سيتعين على دول مثل تركيا والأردن والسعودية والعراق إضافة إلى الكيان الصهيوني ان تلجأ إلى موسكو للتأثير على الأحداث في سوريا أو القيام بمحاولات للحد من قوة إيران المتزايدة.
وتتعامل روسيا مع إيران كمحور لاستراتيجيتها في المنطقة، حيث يتم التنسيق والتدخل العسكري مع طهران على أعلى المستويات اضافة إلى التنسيق على المستوى التكتيكي والتنفيذي كما حدث عندما عملت موسكو بشكل وثيق مع قوة القدس الإيرانية في عملية استعادة حلب. ووفقا لاستنتاجات معروفة للخبراء، فقوة إيران المتزايدة تمنح موسكو قوة مع دول أخرى في المنطقة لانها الوحيدة التي تملك موقعا على الأرض، كما تريد موسكو الحصول على الموارد الطبيعية في سوريا مما يفسر حرصها على تحقيق نفوذ في المنطقة الغنية بالنفط في جنوب سوريا، حول دير الزور والقدرة على العمل كحارس بوابة جيوسياسية على طول الممر الشيعي من إيران إلى لبنان لأن هذا يعزز مكانتها.
الخطوة الرئيسية التالية لروسيا، وفقا للمحلل مايكل كاربنتر من مركز بايدن للدبلوماسية في جامعة بنسلفانيا، هي السيطرة على اتجاه المفاوضات بشأن مستقبل سوريا السياسي، وروسيا واضحة في انها لن تدعو الأسد إلى الاستقالة، ولكن الكرملين يتظاهر بإجراء مفاوضات حول الانتقال السياسي كوسيلة للتعاون مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقد سعت القمة الأخيرة بين بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي إلى وضع إطار مشترك لمستقبل سوريا السياسي يمكن مناقشته مع الولايات المتحدة ودول أخرى.
وبالنسبة إلى العديد من محللي السياسات الخارجية في الولايات المتحدة فان الرؤية السابقة لتطور الأحداث هي أفضل وسيلة لفهم وادراك التحركات السياسية أو الإطارات الدولية لتحقيق التعايش والسلام وحل القضايا الشائكة مثل مفاوضات جنيف، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشجع هذه المفاوضات في محاولة لوضع ترامب ضمن دائرة نجاحاته الدبلوماسية وحتى يتمكن من تغيير السرد في الولايات المتحدة حيث ينظر إلى روسيا على انها قوة غزت اوكرانيا ودمرت حلب وتدخلت في الانتخابات اضافة إلى تغيير رؤية العالم لروسيا إلى طرف مهم صانع للسلام في الشرق الأوسط وحليف للولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب.
المحللون الأمريكيون ينظرون إلى روسيا كشريك (فظيع) لمكافحة الإرهاب في سوريا أو في أي مكان آخر، وهم يلفتون النظر دائما إلى حقيقة ان المصالح الأمريكية تتعارض تماما مع المصالح الروسية وان على الإدارة الأمريكية ان تقوم بإجراءات جادة لمقاومة محاولة بوتين لإعادة صياغة دور موسكو، وهذا لا يعنى بالنسبة إلى المحللين، بمن فيهم كاربنتر، ان الولايات المتحدة يجب ان تتوقف عن الحديث مع المبعوثين الروس حول سوريا، ولكنه يعني ان المسؤولين الأمريكيين يجب عليهم مقاومة لعبة موسكو في البحث عن انتقال سياسي وهمي، ووفقا لما أكده أكثر من محلل أمريكي، فان موسكو ماهرة تماما في ركل «العلبة» إلى أسفل الطريق حتى لا يكون هناك آمال في تغيير نظام الأسد.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وشك الوقوع في خطأ فادح، وفقا لقراءات مراكز الأبحاث الأمريكية، فقد كانت سوريا على رأس جدول الأعمال في حديث ترامب الأخير مع بوتين بعد يوم واحد من لقاء الرئيس الروسي مع الأسد في مدينة سوتشي، والبيت الأبيض أصدر بيانا أكد فيه على استقرار سوريا موحدة وسط محاولات واضحة من بوتين لاقناع ترامب واجبار المعارضة السورية على قبول الأسد في السلطة، وهذه نتيجة تضر بالولايات المتحدة.
واحتفل بوتين والأسد معا بنجاح المهمة التي تم انجازها، وبالنسبة للكرملين فقد حان الوقت لتثبيت الوضع في محادثات السلام، وقد التفت رموز المعارضة السورية لهذا التحول بسرعة، إذ استقال رئيس الهيئة التفاوضية الرئيسية للمعارضة إلى جانب تسعة من أعضاء اللجنة في حركة احتجاجية على «انتهاك إرادة السوريين» ووقوف روسيا وراء تمزيق المعارضة لصالح الأسد وخلق مطالب جديدة من شأنها تحويل محادثات جنيف إلى استعراض ضاحك، إذ يمكن لمطلب موسكو لإجبار المعارضة على قبول «منصة موسكو» وهي هيئة سياسية ذات توجهات واضحة مؤيدة للأسد ولروسيا في وفدها التفاوضي المقبل، ان يمزق تماما نسيج المعارضة الحقيقية.
وبصرف النظر عن العار الأخلاقي لإضفاء الشرعية على ديكتاتور وصفه الرئيس الأمريكي ذات يوم بالحيوان، وفقا لما قاله العديد من محللي المجلس السوري في واشنطن، فإن قرارات إدارة ترامب المقبلة بشأن سوريا، بما في ذلك تلك التي ستظهر في مؤتمر جنيف، قد تعرض المصالح الأمريكية إلى الخطر.
في نهاية المطاف، قال المحللون الأمريكيون ان بيان البيت الأبيض حول استقرار سوريا الموحدة يعني ان ترامب قد قبل بحكم الأسد، ولكن الكونغرس يجب ان يتحرك بسرعة ضد البادرة الدبلوماسية المزورة لروسيا وضمان ان لا تسمح محادثات جنيف المقبلة بتراجع المعارضة السورية الحقيقية والمطالبة بتنفيذ بيان جنيف الثاني الذي أقرته الولايات المتحدة الداعي إلى مغادرة الأسد.
========================
القدس العربي :«الواقعية السياسية» حجة المعارضة للانخراط في المسار الروسي
منهل باريش
Dec 02, 2017
 
قدم المبعوث الأممي الى سوريا، ستيفان دي ميستورا ورقة المبادئ الـ 12 للحل السوري، وهي ورقة مطورة ومعدلة لـ«اللاورقة» التي قدمها ثاني أيام المفاوضات في جنيف 7، في شهر شباط (فبراير) الماضي، ورفضت الهيئة العليا للمفاوضات الرد عليها رسمياً حينها حتى نهاية نيسان (أبريل) بعد الضغط الروسي الذي أسفر عن إجبار رئيس الهيئة العليا على الرد. وحصلت «القدس العربي» على النسخة العربية المعدلة من «اللاورقة» التي اعتبرها المبعوث الدولي «ورقة المبادئ» التي يرغب من خلالها في تأطير «العملية السياسية» وفرضها كمرجعية نهائية للحل السياسي. وهذه محاولة جديدة لنسف بيان جنيف لعام 2014، والالتفاف على تشكيل «هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة»، بعد أن قام سابقاً بتشجيع من روسيا بفرض السلال الأربع (الدستور، الانتخابات، مكافحة الإرهاب، الحكم)، والذي ترافق مع بدء اتفاق أستانة.
الصدمة كانت في رد وفد الهيئة السورية للتفاوض (غيرت اسمها بعد مؤتمر الرياض 2) إذ ردت على «ورقة المبادئ الخاصة بالمبعوث الأممي للملف السوري»، واعتبر وفد التفاوض أنها تشكل رؤية للشكل النهائي للدولة السورية، وهي «ورقة حية قابلة دوما للتجديد والتطوير» حسب الرد الذي حصلت «القدس العربي» على نسخة منه. وأقرت الوثيقة بالتزام الدولة «بالوحدة واللامركزية الإدارية على أساس التنمية الشاملة والمتوازنة»، وقبلت أن «يكفل الدستور إصلاح الجيش السوري ليكون جيشا وطنياً واحداً مبنياً على أسس وطنية ملتزماً الحياد السياسي، مهمته حماية الحدود الوطنية وحفظ الشعب السوري من التهديدات الخارجية ومن الإرهاب». وأكد وفد المعارضة على «استمرارية المؤسسات العامة للدولة وتحسين أدائها وحماية البنى التحتية والممتلكات وفق ما نص عليه بيان جنيف والقراران 2118 و2254»، و«وضع آليات لتحقيق مستوى تمثيل المرأة بنسبة لا تقل عن 30 في المئة وصولاً إلى المناصفة».
وغاب ذكر هيئة الحكم الانتقالية عن رد وفد المعارضة بشكل نهائي، ولم يتم التأكيد عليه، ما خلا الإشارة إليه عرضا في ما يخص استمرارية مؤسسات الدولة.
وفسر الوفد رده بأنه «رؤية للشكل النهائي للدولة»، فيما وصفته ورقة دي ميستورا بأنه ورقة مبادئ الحل السياسي وليس شكل الدولة كما أرادت العليا للتفاوض تفسيره.
وعلمت «القدس العربي» أن وفد الهيئة العليا أجرى مشاورات مع أحد مستشاري «منصة موسكو» من دمشق، والذي قدم رؤيته للحل السياسي وأجرى بعض التعديلات على الرد الرسمي لـ«هيئة التفاوض».
وكانت الهيئة العليا السابقة ردت على «لا ورقة» دي ميستورا نهاية آذار (مارس) الماضي، وطلبت منه تصحيح بعض بنودها، وخصوصاً الفقرة المتعلقة بمسألة الجيش، وطلب إعادة بناء الجيش الوطني على أسس وطنية ومهنية، بحيث تكون مهمته حماية الحدود الوطنية وحفظ الشعب السوري من التهديدات الخارجية وفق الدستور، وإعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات العسكرية والأمنية بحيث تكون مهمتها الحصرية صيانة الأمن الوطني تحت قيادة تخضع للقانون وفق معايير احترام الحريات الأساسية وحقوق الإنسان. وشددت على «إخراج كافة المقاتلين غير السوريين من ميليشيات طائفية وجماعات مرتزقة وقوات تابعة لدول خارجية من الأراضي السورية وحصر حق حيازة السلاح بيد مؤسسات الدولة المختصة». وفي رد الوفد الحالي غابت مسألة الميليشيات الإيرانية رغم التأكيد عليها في بيان الرياض 2، ومن المرجح أن إغفال العبارة جاء برغبة من منصة موسكو التي تحفظت على هذه الفقرة في بيان الرياض، إضافة إلى مسألة «مغادرة بشار الأسد».
واقترح رد وفد التفاوض السابق والذي وقع عليه الدكتور نصر الحريري نفسه إضافة فقرتين هما:
1- طبقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254 (2015) فإن الانتقال السياسي يبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالي تمارس كامل السلطات التنفيذية على أن لا يكون لبشار الأسد وأركان نظامه وجميع من تلطخت أيديهم بدماء السوريين دور فيها من بدء المرحلة الانتقالية وذلك خلال ستة أشهر من تاريخ بدء العملية السياسية. كما يشمل جدولاً زمنياً وعملية لإعداد دستور جديد وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة عملا بالدستور الجديد خلال 18 شهراً من تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، يجري إدارتها تحت إشراف الأمم المتحدة على نحو يلبي متطلبات السوريين المؤهلين للتصويت في الشتات.
2- تتكفل هيئة الحكم الانتقالي بإيجاد البيئة الآمنة والمحايدة وتوطيد الأمن والاستقرار والهدوء للجميع بما يتيح نجاح عملية الانتقال السياسي خلال المهلة المنصوص عليها في القرار 2254 (2015).
وأرفق الرد القديم بمذكرة «تفسيرية/توضيحية» من تسعة بنود تخفف من قيمة ورقة دي ميستورا، طالبت بتوضيح الغرض الرسمي من الورقة غير الرسمية، حين اعتبر أنها عناصر استرشادية لنقاط التوافق الموجودة بين الطرفين المفاوضين، وليست وثيقة توافق عليها الطرفان، ولا تشكل الورقة بأي شكل من الأشكال وثيقة إطارية أو نصاً تم التفاوض عليه، ولن يتم تقديمها إلى مجلس الأمن ولا إلى الفريق الدولي لدعم سوريا إلا في حالة الحصول على موافقة الطرفين المفاوضين. وحزم وفد الهيئة العليا للمفاوضات موقفه من الورقة حين أشار إلى أنه «لتفادي أي شكوك، فإن الطرفين المفاوضين سيظلان يحافظان على مواقفهما التفاوضية فيما يتعلق بعملية الانتقال السياسي ورؤيتهما لمستقبل سوريا». وهو ما اعتبر قطعا للطريق على محاولة فرض إطار سياسي للمفاوضات.
ورفض رئيس وفد النظام السوري، بشار الجعفري ورقة المبادئ التي قدمها دي ميستورا بسبب «عدم الرجوع للدولة السورية»، وقال في حديث قبيل مغادرته جنيف ظهر الجمعة «أن هذه الورقة تجاوزتها الأحداث، ونحن في نهاية طريق الانتصارات على داعش في سوريا والعراق». وشدد على أنه «يجب أخذ الواقع السياسي والعسكري بعين الاعتبار».
المؤشرات الأولية، ومع الضغط الروسي الكبير، تتجه نحو توسيع مروحة المعارضات السورية، وهو ما يتطابق مع تصريح رئيس منصة موسكو قدري جميل عن ربط نجاح جنيف باشراك «حزب الاتحاد الديمقراطي»، وتيار «بناء الدولة»، وتيار «قمح».
وأصبح جلياً أن السياق الروسي للحل هو من يتحكم بالأمور وهو ما تحدث به جميل من خلال الإشارة الى مسألتين: «كان لدينا ممثل واحد في مؤتمر الرياض وفرضنا استراتيجيتنا على 140 عضواً»، وتأكيده على دور مؤتمر سوتشي المقبل والذي «يتم بدعوة روسية تركية إيرانية»، مشدداً على أن «أكثرية الوفد الواحد ليست ضد سوتشي، وهذا التيار موجود منه ضمن وفد الائتلاف وسيقوى لأنه الحقيقة».
وبعيداً عن تفاصيل الأوراق المقدمة والردود عليها، يبدو أن المسار الروسي قد هيمن على المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً أمام الانسحاب الأمريكي الحالي وترك موسكو ترتب طريق الحل السياسي مبدئياً. وإضافة إلى الاستدارتين التركية والروسية، يساعد موسكو تيار كبير في الائتلاف الوطني السوري المعارض يريد حقن الدماء وإنهاء المأساة، بات يسمى بتيار «الواقعية السياسية»، يريد أن يبقى في الواجهة ويتحول إلى أداة في يد المسار الروسي.
========================
القدس العربي :مؤتمر جنيف يخطط لمستقبل سوريا ويعضل حل «لغز الأسد»
Dec 02, 2017
 
دمشق ـ «القدس العربي» ـ هبة محمد: لا يخفى على السوريين ما تسعى إليه موسكو في حشد مجمل التحالفات والتفاهمات الإقليمية من أجل اقرار وجهة نظرها، للقيام بعملية اصلاحية بالنسبة للنظام السوري، وليست تغييرية، تدور حول شرعنه انتخابات برلمانية ورئاسية تضمن فيها حق بشار الأسد بالترشح، حيث تعمل موسكو على فرض هذه الرؤية على جنيف، بينما يتطلع السوريون إلى تمسك وفد المعارضة، بمبادئ الثورة وعدم القبول بأي عملية سياسية تقبل بقاء الأسد.
تحاول روسيا تقييد وحرف العملية التفاوضية في جنيف لتجعلها مقدمة لسوتشي الذي سيكون بدوره مقبرة جماعية لأهداف الثورة وطموحات السوريين، وتجاهلت من أجل ذلك أي ضغط على النظام لإجباره على خوض مباحثات جدية للوصول إلى حل نهائي، فيما تعاون الروس مع الإيرانيين على استمرار استهداف وقصف المناطق المحاصرة سيما في ريف دمشق حيث تزامن وقوع المجازر الأكثر دموية في الغوطة الشرقية مع جلوس الوفد المفاوض في جنيف على طاولة الأمم المتحدة للتباحث، في ظل تراخ دولي.
وقال عضو منصة القاهرة فراس الخالدي، في لقاء مع «القدس العربي» ان جوهر المحادثات في الأوراق التي قدمها الوفد الموحد لقوى الثورة والمعارضة خلال مباحثات جنيف، يصب في تحديد رؤية المعارضة للعملية السياسية ومستقبل سوريا، وذلك لتنظيم المفاوضات المباشرة مع وفد النظام الذي يحاول ان يتملص من الموضوع، مشيرا إلى ان المباحثات لم تتجاوز عن كونها مقدمة لتحقيق «إمكانية الدخول في تفاصيل عملية الانتقال السياسي والشكل الدستوري والمبادئ الانتخابية ومستقبل سوريا، وهو ملف متفق عليه أصلا في لوزان، فالمبادئ التي يتم بحثها إلى الآن هي خطوة ارشادية في سبيل تحقيق الانتقال السياسي».
 
روسيا تناكف المجتمع الدولي
 
وقال مصدر سياسي من المعارضة السورية مفضلا عدم ذكر اسمه لـ «القدس العربي» ان «روسيا تقود العملية السياسية في سوريا عبر قواعدها العسكرية، وحلفائها العسكريين، وإن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتي» عن مؤتمر الشعوب في سوتشي، وقبله أستانا، ليس إلا معارك لا دماء فيها، والهدف منها، خلق كيانات سياسية تناقض ما تم الاتفاق عليه في المقررات الدولية، خاصة تلك التي تتحدث عن انتقال سيــاسي في ســوريا، يؤدي إلى رحــيل الأسد عن سدة الحكم في البلاد».
وأضاف «روسيا تتشبث بالجغرافية السورية، وقواعدها في الساحل السوري أو المنتشرة منها بالقرب من المخازن النفطية السورية، أهم بكثير من الأسد ونظامه، ولكن موسكو لا ترغب بأي حال من الأحوال الإطاحة بالأسد ونظامه، ومن هنا يمكننا القول أن روسيا تحشد الدول الموالية لها بحلة عسكرية إلى الداخل السوري، لمواجهة المجتمع الدولي الذي على ما يبدو بات غير مكترث عما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا، وإلى أي ضفة تأخذ مستقبلها». تطور عسكري كبير شهدته سوريا، تزامناً مع شبه انهيار أو تجميد مؤقت لمباحثات جنيف، بعد رفض النظام السوري لمخرجات «الرياض 2» وتهديده بمغادرة سويسرا، وعدم العودة إلى المفاوضات مجدداً. حيث شهد الداخل السوري مع دخول المباحثات الدولية في «جنيف» تطوراً دولياً مهما، إذ أعلنت وسائل إعلام روسية عن وصول مجموعات قتالية من الجيش الصيني إلى الساحل السوري، تحت مسمى «مكافحة الإرهاب».
مراقبون ومحللون للشأن السوري، يعتقدون أن الائتلاف العسكري للدول المدافعة عن النظام السوري، والذي تتزعمه روسيا عسكرياً وسياسياً، لا يرغب في إحداث أي تغيرات حقيقية عبر البوابة السياسية، وأن هذا الائتلاف لا يؤمن سوى بالحل العسكري لفرض بنود سياسية أحادية الطرف، تخدم مشاريعهم ومصالحهم التي لا يمكن تمريرها في الوقت المنظور سوى عبر بوابة النظام السوري.
 
تحد متواصل
 
وواجه الوفد الموحد محاولة تشويه بعد ان نجح في توحيد أطياف المعارضة وصهرها في بوتقة واحدة، واعتبر الكثير من السوريين ان هذه الخطوة في حد ذاتها هي نجاح كبير، بعد ان كانت الذريعة المعروفة التي انتهجها النظام السوري بتسمية المعارضة المشترذمة بـ «المعارضات» ما جعله في موقف حرج بعد تبريراته الدائمة في الهروب من العملية التفاوضية أمام المجتمع الدولي. وتناقلت وسائل إعلام خبرا مفاده ان وفد قوى الثورة والمعارضة أسقطت كلمة «العربية» من اسم سوريا، ووافقت على إطلاق اسم سوريا بدلا عن الجمهورية العربية السورية، فيما اعتبر ذلك البعض عزلا من المعارضة للمكون الكردي.
إبراهيم رمضان رئيس الدائرة الإعلامية لدى الوفد المفاوض في جنيف نفى في تصريح لـ «القدس العربي» اسقاط كلمة «العربية» من مسمى سوريا، مؤكدا على استخدام اسم الجمهورية العربية السورية في وثيقة المبادئ الأساسية التي سلمها الوفد إلى المبعوث الأممي، مضيفا «ان الوفد لم يتنازل أو يحذف مسمى العربية».
 
تصحيح الجيش وهيكلة الاستخبارات
 
وبحث الوفد المفاوض مستقبل سوريا في ما بعد الأسد مركزا على أهمية ترميم كامل لبنية الجيش العسكرية، وبناء جديد لأجهزة الأمن والاستخبارات، حيث قال فراس الخالدي عضو منصة القاهرة من جنيف لـ«القدس العربي» ان وفد المعارضة بحث مع دي ميستورا بناء جيش وطني في مستقبل سوريا، لا يمت لمؤسسة النظام العسكرية الحالية بصلة، اضافة إلى تغيير جذري في مؤسسات الحكم بما فيها الاستخبارات والأجهزة الأمنية» حيث أكد ان هناك فصلا بين موضوع الاستخبارات والجيش، بحيث يكفل الدّستور السوري إصلاح الجيش ليكون وطنياً مع إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية.
 
النظام يهدد بمقاطعة جنيف
 
وهدد رئيس وفد النظام السوري إلى مباحثات جنيف، يوم الجمعة، بعدم عودة وفد الأسد إلى المفاوضات ثانية، بعد مغادرته المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة بين النظام والمعارضة، وجاء تهديد الجعفري ردا على بيان للمعارضة السورية في مؤتمرها «الرياض 2» الشهر الماضي والذي قالت فيه انه لا يمكن أن يكون بشار الأسد أي دور في الفترة الانتقالية.
وقال الجعفري خلال مؤتمر صحافي: «نحن نرى أن اللغة التي استخدمت في بيان الرياض 2 عبارة عن شروط مسبقة. لغة بيان الرياض 2 بالنسبة لنا عودة للوراء، نكوص إلى الوراء، نعتبر بيان الرياض مرفوض جملة وتفصيلا». وأضاف أن «دمشق هي التي ستقرر» ما إذا كان الوفد سيعود الأسبوع المقبل.
========================
القدس العربي :شاة دي ميستورا التي تُسلخ
صبحي حديدي
Dec 02, 2017
 
الناظر إلى وثيقة المبادئ الإثني عشر، التي عرضها الموفد الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا على وفدي المعارضة والنظام، في الجولة الثامنة من مباحثات جنيف؛ يخال للوهلة الأولى أنها تخصّ بلداً آمناً مطمئناً مستقراً، وسيداً حرّاً مستقلاً؛ يحتاج، مع ذلك كله، إلى حفنة إصلاحات، وتأكيدات على ثوابت كبرى، تحفظ الحاضر والمستقبل
لكنّ الناظر إياه، إذا استذكر أنّ مبادئ دي ميستورا تتعلق ببلد فعلي اسمه سوريا، سوف يرى ما هو أبعد من ذرّ الرماد في العيون؛ إذْ ستكون مسميات مثل التضليل والسفسطة، أو حتى الهرطقة عن سابق قصد وتصميم، هي الجديرة بتوصيف تلك المذكرة. ليس ثمة مفردة واحدة حول الحاضر السوري (مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمعتقلين والمفقودين، دمار شامل لم يُبق حجراً على حجر في ثلاثة أرباع البلد، وملايين من النازحين والمهجرين داخل سوريا وخارجها، واحتلالات شتى لحكومات وقوى وتنظيمات وميليشيات…)؛ أو الماضي (الذي صنع مأساة الحاضر، جراء نظام استبداد وفساد عائلي وراثي تأنف منه المافيا، يحكم سوريا بالحديد والنار والسلاح الكيميائي والتجييش الطائفي والتمييز والنهب… منذ 47 سنة)؛ أو المستقبل (ما إذا كانت تلك العائلة ستنزاح حقاً عن صدور السوريين، أم أنّ إعادة إنتاجها أو تدويرها شرط مسبق أعلى، إذا وضع المرء جانباً انتفاء مبدأ المحاسبة والعدالة الانتقالية…).
وما دامت المبادئ الـ12 تصف بلداً استيهامياً، أقرب إلى سوريا مشتهاة منها إلى سوريا إراقة الدماء والخراب والاحتلالات، وبالتالي فإنّ ما يُشتهى للبلد هو نقيض ما مارسه آل الأسد منذ سنة 1970؛ فقد كان من الطبيعي أن يصدر أوّل هجوم ضدّ مذكرة دي ميستورا عن رئيس وفد النظام، بشار الجعفري. «لقد تجاوز صلاحياته كوسيط بين الأطراف»، حين قدّم ورقة المبادئ دون التشاور المسبق مع وفد النظام، قال الجعفري؛ بعد أن هدد بمقاطعة الجولة المقبلة، التي ستنعقد خلال أسبوع.
أما وفد «المعارضة» السورية، ورغم أنه لا جديد حقاً في مذكرة المبادئ التي عرضها دي ميستورا وأعادت تكرار بنود قديمة طُرحت في جولات جنيف السابقة، فإنّ روحية لقاء الرياض ـ 2، لجهة الانحناء أمام المتغيرات السعودية ودفن الخطاب الذي يرطن حول المرحلة الانتقالية ومصير بشار الأسد؛ فإنّ موافقتها على سوريا مشتهاة، بنت الاستيهام والأوهام، ليست إلا تحصيل الحاصل وتثبيت الخيار صفر. فما ضرّ شاة «معارضةٍ» مثل هذه، أن تُسلخ بعد ذبح؟
طريف، إلى هذا، أن يحار دي ميستورا بين اسم «سوريا» أو «الجمهورية العربية السورية»، دون أن يقترن الخيار الأول بالصفة الجمهورية؛ وبين عدم تثبيت الصفة العلمانية للدولة المستقبلية، أو الإبقاء على صيغة «دولة غير طائفية»، وكأنّ هذا التوصيف الأخير قابل للترجمة إلى ركائز قانونية وحقوقية ملموسة. وأما الأطرف، والأشدّ مزجاً بين المأساة والمهزلة، فإنه البند 7، الذي يشير إلى «بناء مؤسسات أمنية ومخابرات تحفظ الأمن وتخضع لسيادة القانون وتعمل وفقا للدستور والقانون وتحترم حقوق الإنسان»… في إطار النظام ذاته الذي يُراد إعادة إنتاجه، والذي سلّط الأجهزة الأمنية على المجتمع، واعتقل وعذّب وصفّى مئات الآلاف من أبناء سوريا، وداس على الدستور والقانون والقضاء، ولم يترك للمواطن من حقوق إنسان سوى الركوع أمام رموز السلطة
وهكذا، بين هرطقة لا تنتهي إلا إلى لعب مضيّع في وقت ضائع، لكنه مضرّج بدماء السوريين وعذاباتهم، وبين مشاريع حلول «سياسية» تتعهدها قوى الاحتلالات أو تنضجها على غرار طبخة الحصى، وحلول عسكرية لا تفرغ من ارتكاب مجزرة بشعة حتى تشرع في أخرى أشدّ بشاعة؛ ثمة جولات آتية، في جنيف وأستانة وسوتشي، وثمة المزيد من ألعاب السلخ!
========================
القدس العربي :دي ميستورا والدور المفقود للأمم المتحدة
عبد الحميد صيام
Dec 02, 2017
 
نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: عندما عين ستيفان دي ميستورا ممثلا خاصا للأمين العام للمسألة السورية في تموز/يوليو 2014 بعد استقالة الأخضر الإبراهيمي كتبت في هذه الصحيفة أن دي ميستورا جاء ليدير الأزمة لا ليحلها. فمن غير المعقول أن ما فشل في إنجازه أكبر وسيطين في المنظمة الدولية، الأمين العام السابق كوفي عنان، والدبلوماسي الجزائري المخضرم، الاخضر الإبراهيمي، يأتي شخص أقل دراية وخبرة من سابقيه ويحقق ما عجزا عنه. دي ميستورا لم نجد في سجله أنه نجح في العراق ولا أفغانستان ولا لبنان ولا ناغورنو كاراباخ ولا كوسوفو. أضف إلى ذلك أنه سيظل ممسكا بالعصا من النصف ويعمل على مبدأ «في الحركة بركة» ويظل بين الحين والآخر يقدم مبادرات ثم يقوم بتقديم نقاط جديدة ويعود ويراجعها مرة وراء أخرى كلما خفت الاهتمام بجهوده.
الحقيقة أن الأمم المتحدة لم تعد هي الفاعل الأهم في العملية السياسية ولولا مرجعية «بيان جنيف 1» 30 حزيران/يونيو 2012 وقرار مجلس الأمن 2254 (2016) المتفق عليهما دوليا لانتهى دور الأمم المتحدة السياسي نهائيا. وفي رأينا أن الأمم المتحدة الآن ستبقى واقفةعلى السياج بانتظار إتمام التسوية السياسية خارج ملعبها ثم ترمى عليها مهمة إعادة الإعمار وإصلاح ما أتلفته الحرب.
 
المسارات الأربعة
 
منذ إندلاع الأزمة السورية 2011 وحتى اللحظة عملت الأمم المتحدة، أو على الأدق سمح لها أن تعمل، ضمن مسارات أربعة، تتعلق بالجوانب المتعددة والمعقدة لحالة نزاع بدأ سلميا لمدة ستة شهور أو أقل ثم تحول إلى مواجهات مسلحة بين النظام وأنصاره وبين مجموعات معارضة للنظام تحاول إسقاطه بالقوة إلى أن بدأ المتطرفون يتوافدون من أكثر من 80 بلدا لينضموا إلى جماعات إرهابية مسلحة مدعومة بمليارات الدولارات الخليجية كادت تحتل دمشق مع نهايات عام 2012 وبداية 2013 إلى أن تدخلت قوات حزب الله وقوات إيرانية إلى جانب النظام فبدأت تتغير المعادلة على الأرض لكنها لم تحسم إلى أن تدخلت روسيا في أيلول/سبتمبر 2015 وبدأت تتجه الأمور لصالح حسم المعركة العسكرية لصالح النظام وحلفائه.
في السنوات السبع من عمر الأزمة لعبت الأمم المتحدة عدة أدوار نوجزها في المسارات الأربعة:
أولا: المسار الإنساني
 
أخذت المنظمة الدولية على عاتقها منذ بداية الأزمة مهمة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها بالإضافة إلى تجمعات المشردين داخليا واللاجئين. ووصفت الأزمة الإنسانية في سوريا أنها أكبر كارثة إنسانية بعد الحرب العالمية الثانية. فقد بلغ عدد المشردين نحو ثمانية ملايين ونصف مليون وعبر الحدو نحو تركيا والأردن ولبنان والعراق ما يزيد عن أربعة ونصف مليون وبقيت بعض المدن والبلدات محاصرة لسنوات مثل الفوعة وكفراية وبلودان والزبداني ومضايا والغوطة الشرقية ودير الزور التي كان يسطر عليها تنظيم «الدولة» فاضطرت الأمم المتحدة أن تقوم بعمليات إسقاط مواد تموينية من الجو.
قد اعتمد مجلس الأمن أربعة قرارات بالإجماع بدءا بالقرار 2139 (2014) الذي حدد مناطق عبور المساعدات الإنسانية من تركيا والأردن وطلب تعاون الدولة والجماعات المسلحة وعند تعذر تطبيق هذا القرار عاد المجلس وأقر بالإجماع القرار 2156 في تموز/يوليو 2014 مؤكدا على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بأقرب وأسرع الطرق وحتى دون موافقة النظام ما جعل عمليات الإيصال أصعب بكثير من ذي قبل.
ويعيش ما مجموعه ثلاثة ملايين شخص في مناطق محاصرة يصعب الوصول إليها في سوريا. ويوجد نحو 400000 مدني محاصرين في الغوطة الشرقية غالبيتهم من النساء والأطفال وبعض المسلحين الذين يسيطرون على المنطقة من الداخل وقوات النظام تحاصرهم من الخارج. وفي آخر تقرير لمنسق الشؤون الإنساني، مارك لوكوك، قال إن نحو 13.1 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية من بينهم 5.6 مليون في أمس الحاجة ومعرضون للخطر بسبب التشرد والانقطاع التام أو الجزئي للمواد الغذائية الأساسية.
كلمة حق تقال إن اللوم لا يقع على عاتق الأمم المتحدة فحسب بل على الأطراف المعنية، إذ إن القوافل كانت تضطر أحيانا لعبور 11 حاجزا لتصل إلى الفئات المحاصرة. بل إن بعض القوافل تعرض للقصف الجوي مثلما حدث للقافلة التي كانت في طريقها لريف حلب 18 أيلول/سبتمبر 2016 وأدت إلى مقتل 16 عاملا إنسانيا.
 
ثانيا: مسار حقوق الإنسان
 
شكل مجلس حقوق الإنسان ومقره جنيف بتاريخ 22 اب/أغسطس 2011 فريقا مستقلا برئاسة باولو بنيرو من البرازيل وعضوية كارن أبو زيد وهاني مجلي الذي خلف كارلا دل بونتي بعد تقاعدها. مهمة الفريق «التحقيق في كافة مزاعم انتهاكات القانون الدولي الإنساني في سوريا منذ اذار/مارس 2011». كما منح الفريق حق توثيق الجرائم ومحاولة التعرف والتأكد من مرتكبيها كي لا يفلتوا من العقاب في المستقبل. وقدمت اللجنة ثمانية تقارير لمجلس حقوق الإنسان حول كافة الجرائم التي تشملها ولاية الفريق كما التقى رئيس الفريق وأعضائه مرارا أعضاء مجلس الأمن، وقدموا تقريرا أوليا حول استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية 2013 قبل تولي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المهمة. ومن التقارير المهمة التي قدمها الفريق تقرير خاص بالمجازر التي ارتكبها تنظيم «الدولة» بحق الأزيديين والتي صنفت من الفريق بأنها «جريمة الإبادة الجماعية».
وفي آخر تقرير قدم الفريق وصفا مروعا لمعاناة المدنيين على أيدي الجماعات الإرهابية وعلى أيدي النظام. ومما جاء فيه: «استهدف جيش تحرير الشام وتنظيم «الدولة» الإسلامية الأقليات الدينية بالسيارات المفخخة والتفجيرات الانتحارية والاستعانة بالقناصة واحتجاز الرهائن بما في ذلك داخل مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة السورية. ففي الراشدين (حلب) تسبب تفجير سيارة مفخخة في مصرع 96 شخصاً من بينهم 68 طفلاً نازحاً من الفوعة وكفرايا (إدلب) المحاصرتين سابقاً.
كما احتجزت بعدئذ الجماعات المسلحة 17 مدنياً على الأقل كرهائن في حين بقي آخرون في عداد المفقودين.
وأما القوات الحكومية فما زالت تتعمد استهداف المدنيين بما في ذلك من خلال استعمال الأسلحة الكيميائية داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. ففي 4 نيسان/أبريل أطلقت القوات الجوية السورية غاز السارين على بلدة خان شيخون كجزء من حملة جوية تشنها على منطقتي شمال حماة وجنوب إدلب، ما أسفر عن مصرع ما يزيد على 80 شخصاً أغلبهم من النساء والأطفال.
 
ثالثا: مسار تدمير الأسلحة الكيميائية
 
بعد الهجوم على منطقة الغوطة بغاز السارين في 21 اب/أغسطس 2013 اعتمد مجلس الأمن القرار 2118 في 26 تشرين الأول/أكتوبر بالاجماع والقاضي بتفكيك ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية بما في ذلك المعامل والمختبرات والمواد الخام. وكانت سوريا انضمت إلى الاتفاقية الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية في 14 أيلول/سبتمبر 2013. وبسرعة قياسية تم تعيين الهولندية سيغريد كاغ للقيام بهذه المهمة خلال عام تقريبا، وأنجزتها ولكن في وقت أطول قليلا. لكن استخدام الأسلحة الكيميائية لم يتوقف بعد إعلان سوريا خالية منها. فأنشا مجلس الأمن «آلية التحقيق المشتركة» (جيم) برئاسة الارجنتينية فرجينيا غامبا بناء على القرار 2235 (2015) لتحدي الجهات الفاعلة والمستخدمة للغازات السامة كالسارين وأي مواد كيميائية أخرى وتحديد هوية الطرف الذي استخدمها.
وقامت روسيا مؤخرا باستخدام الفيتو لقتل هذه الآلية بعد أن حددت أن الجهة التي أرتكبت الاعتداء على خان شيخون هي طائرات النظام السوري واتهمت روسيا التقرير بعدم الحياد والانتقائية في المعلومات واتهمت أعضاء الفريق بأنهم ليسوا متوازنين جغرافيا.
 
رابعا- المسار السياسي
 
لم يشهد مجلس الأمن ربما منذ الأزمة الكورية انقساما حادا بين أعضائه مثلما حدث في التعامل مع الملف السوري. فقد استخدمت روسيا الفيتو عشر مرات والصين ست مرات. ومن هنا كان دور الأمم المتحدة السياسي مهمشا أصلا. لكن الملف السوري سحب من الأمم المتحدة ووضع بكامله في أيدي روسيا وإيران وتركيا. وكما تبلور عن اجتماعات أستانة إنشاء مناطق تهدئة قد يليها وقف إطلاق نار شامل بعد حل معضلة إدلب والغوطة والمناطق المحاصرة. أما اجتماعات سوتشي فهي ربما، الفصل الأخير في مسلسل الدراما السورية المعقد الذي استمر سبع سنوات. فالبلدان الثلاثة هي صاحبة القرار الميداني والسياسي وقد أشار الرئيس الروسي بوتين بعد لقائة بالرئيس الأسد أن على جميع الأطراف أن يكونوا على استعداد لتقديم تنازلات جادة. فالتسوية النهائية يجب أن تلبي طموحات الشعب السوري في إقامة دولة ديمقراطية تعددية يسودها القانون وتخضع لتناوب السلطة وتحترم حقوق الإنسان ولا مكان فيها للطائفية والمذهبية والعرقية والتقسيمات الأخرى.
في سوتشي سيتم طبخ القرار السياسي النهائي دون مشاركة من الأمم المتحدة ثم يقدم في مؤتمر كبير يضم المعارضة والنظام السوري في شهر شباط/فبراير المقبل، بعدها تبدأ العملية الانتقالية التي ستعود الأمم المتحدة لتعلب دورا جديدا لإدارة أكبر عملية حفظ سلام ربما في العصر الحديث تشمل إعادة اللاجئين والمهجرين وتوطينهم وإعادة الإعمار والبنى التحتية والإشراف على تطبيق خطة الطريق التي تتضمن كتابة الدستور الجديد والانتخابات التشريعية والرئاسية الحرة. لا نعرف إذا كان دي ميستورا سيبقى في المشهد السوري لغاية تلك اللحظة أم أنه سيأخذ حصة متواضعة من نجاح الحل السياسي ويرحل.
========================