الرئيسة \  ملفات المركز  \  فشل المحادثات التركية الروسية بشأن إدلب والمزيد من التعزيزات العسكرية التركية إليها

فشل المحادثات التركية الروسية بشأن إدلب والمزيد من التعزيزات العسكرية التركية إليها

10.02.2020
Admin


ملف مركز الشرق العربي 9/2/2020
عناوين الملف :
  1. مصراوي :روسيا وتركيا يستأنفان المباحثات حول إدلب الأسبوع المقبل
  2. تركيا الان :الساعة تدقّ في إدلب.. على روسيا أن تقرر ما الذي تريده 
  3. القبس : روسيا عازمة السيطرة على إدلب تدريجياً
  4. عربي 21 :الخارجية التركية توضح ما بحثته مع الوفد الروسي حول إدلب
  5. مدى بوست :بيان تركي بعد انتهاء الاجتماع مع وفد الروس حول إدلب.. وقيادي بالجيش الوطني: أرادها الاحتـ.ـلال الروسي حـ.ـربـ.ـاً.. ومسؤول بالرئاسة التركية مستقبل الأسد في لاهاي
  6. قناة الغد :اتفاق روسي تركي على ضرورة التوصل لتهدئة في شمال سوريا
  7. المرصد :الخارجية التركية: المباحثات مع الوفد الروسي حول إدلب ناقشت خطوات تعزيز العملية السياسية في سوريا
  8. الجزيرة :التصعيد في إدلب.. انتهاء أول لقاء روسي تركي مباشر وأنقرة تدفع بتعزيزات كبيرة إلى سوريا
  9. القدس العربي :معضلة أردوغان السورية بين تنمر الحليف الروسي وتشفي الحليف الأمريكي والعالم الذي يتفرج على كارثة إنسانية
  10. القدس العربي :نقاط مراقبة هامشية وأبواب شرق الفرات المفتوحة
  11. الشرق الاوسط :أنقرة تتمسك بـ«حدود سوتشي» وتطالب الوفد الروسي بتنفيذ الالتزامات..مصادر دبلوماسية أكدت لـ«الشرق الأوسط» اهتمام الجانب التركي بنقاط المراقبة
  12. عنب بلدي :شرق الفرات يعود إلى الواجهة.. تحرك تركي لخلط الأوراق
  13. عنب بلدي :إدلب رهينة الضامنَين.. لمن الغلبة؟
  14. القدس العربي :التصعيد في إدلب يضع العلاقات بين روسيا وتركيا على المِحَك
  15. اورينت :بماذا خرجت المباحثات التركية الروسية حول إدلب؟
  16. الزمان التركية :اجتماع تركيا وروسيا حول إدلب ينتهي بلا نتائج
  17. رووداو :إدلب السورية في مرمى ثالوث آستانة الروسي والتركي والإيراني مرة أخرى
  18. عربي 21 :4 آلاف جندي تركي كوماندوز إلى إدلب السورية.. و9 نقاط مراقبة جديدة
  19. العرب اللندنية :تركيا تحشد عسكريا في إدلب وسط مخاوف من انهيار نفوذها
  20. الغد :مراسلنا: فشل المحادثات “الروسية التركية” بشأن إدلب
 
مصراوي :روسيا وتركيا يستأنفان المباحثات حول إدلب الأسبوع المقبل
09:16 مالسبت 08 فبراير 2020
وكالات:
عقد الجانبان التركي والروسي محادثات في أنقرة تناولا فيها الوضع في محافظة إدلب السورية، وخطوات دفع العملية السياسية في البلاد، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وبحسب ناطق باسم الخارجية التركية، اليوم السبت، استضافت أنقرة المحادثات التي استمرت لثلاث ساعات بين الوفود الوزارية التي قادها نائبا وزاتي الخارجية بروسيا وتركيا، سيرجي فيرشينين وسادات أونال، بمشاركة المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف. كما ضمت الوفود ممثلين من وزارات الخارجية والجيش والاستخبارات من كلا البلدين".
وتابع المتحدث أن "المفاوضات ركزت على الوضع في إدلب والخطوات اللازمة لدفع العملية السياسية في سوريا، وتقر مواصلة المفاوضات الأسبوع المقبل".
===========================
تركيا الان :الساعة تدقّ في إدلب.. على روسيا أن تقرر ما الذي تريده 
بتاريخ الأحد 09 فبراير 2020
إن استهداف قوات النظام السوري للجنود الأتراك وسقوط 8 شهيدًا من الجنود، يُعتبر من كل الزوايا بمثابة لحظة تصدّع من شأنها إعادة ترتيب جميع الأوراق في القضية السورية. العساكر الأتراك الذين سقطوا شهداء كانوا في مهمة تقوية لنقاط المراقبة التي أقيمت في إدلب كمنطقة خفض تصعيد، والتي نتجت عن اتفاق سوتشي وأستانة بين تركيا-روسيا-إيران والنظام السوري. منذ فترة من الوقت وروسيا إلى جانب قوات النظام السوري، يحاولان انتهاك تلك الاتفاقية في إدلب، وتحويل نقاط المراقبة التركية إلى حالة من الشلل.
إنّ تركيا تدرك المحاولات الرامية لفرض أمر واقع وتحويل نقاط المراقبة إلى أداة مشلولة، وإنها تعترض على ذلك.
من الواضح للغاية أنّ هجمات النظام السوري على إدلب، برفقة القوات الروسية وتحت حمايتها ورعايتها، كانت قبل أي شيء محاولات متغطرسة للتجاهل والانتهاك الصريح لجميع الجهود الدبلوماسية التي انطلقت منذ وقت طويل تحت سقف سوتشي وأستانا.
إن تركيا كما هو الحال في كل الملفات، فإنها كذلك في الملف السوري تتعقب -إلى آخر درجة- سياسةً تقوم على أمل إحياء حل سياسي، سواء مع روسيا أو إيران أو حتى النظام السوري. هناك نظام دموي وإجرامي تسبب بهرجة 12 مليون سوري سواء في داخل وطنهم أو خارجه. والطريقة الوحيدة التي يجيدها هذا النظام في التعامل مع معارضيه، هي القتل والتهجير وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها. وبيد أن هذا النظام من المفترض أن لا يكون له مكان في هذا العالم، فإنه مع الأسف يتلقى الدعم تلو الدعم من روسيا وإيران.
في الحقيقة، إن تركيا جلست على طاولة المفاوضات في أستانا وسوتشي مع كل من روسيا وإيران اللتين هما المسبب الرئيسي لمأساة القرن الإنسانية التي تعيشها سوريا؛ سعيًا منها في إيقاف نزيف الدم السوري. وهذا السعي قد ولّد توقعات عاجلة لدى البعض الذين رأوا فيه اتفاقًا وتحالفًا دوليًّا جديدين. على الرغم من ذلك، كانت الأولوية بالنسبة لتركيا كما هو الحال دائمًا، الوقوف إلى جانب المنحى الإنساني.
لم يكن الشعب السوري يريد الكثير من الأسد، بل كان يريد العيش بشكل إنساني فقط. إلا أن الأسد كان يرى ذلك كثيرًا على شعبه، ولم يجد ردًّا مناسبًا على هذا المطلب الإنساني البسيط إلا من خلال الإبادة الجماعية. ولا تزال آثار تلك الإبادة حاضرة: 12 مليون مهجر من وطنه ومنزله، مليون ضحية، ملايين المعتقلين والمصابين.
لقد كان الموقف التركي واضحًا للغاية منذ البداية ضد ما يحصل، ولقد تم اتهامها بسبب هذا الموقف. تم اتهامها بأنها طرف من أطراف الصراع السوري. إلا أن الطرف الذي تبنّته تركيا هو الجانب الإنساني. إن الذين ينصحون تركيا حتى الآن بالتفاهم مع الأسد، إن لم يكونوا قد استوعبوا درسًا مما يحصل في إدلب، على الرغم من وجود اتفاقات أستانة؛ فإنهم مصابون بعمى الأبصار وقد خُتم على قلوبهم.
في الحقيقة لقد اتفقت تركيا مع المعارضة السورية لضبط الأوضاع من أجل الاتجاه نحو حل سياسي، وذلك خلال مرحلة تفاهمات أستانة، مع روسيا وإيران اللذين كانا الحامي الرئيسي للنظام السوري. لقد رسخت تلك الاتفاقيات أن المعارضة في ظل مواجهة عشرات المجازر والإبادات من طرف النظام؛ قد باتت تمتلك أحقية لا يمكن التنازع حولها، كما أن معارضي نظام الأسد لا يمكن اعتبارهم إرهابيين. إن الاضطهاد والظلم والعنف الذي يقوم بها النظام قد بات حقيقة واضحة، والوقوف بوجه هذا الظلم يعتبر حقًّا مشروعًا، وبالتالي لا يمكن توجيه التهم لمن يستخدم هذا الحق. بل على العكس، إن المتهم الأول والأخير هو النظام الذي يستخدم كل منشآت الدولة وإمكانياتها، من أجل مواجهة مواطنيه العزل وقمعهم.
في الأصل، حينما نتحدث عن هجرة جماعية بهذا الحجم، فإن هؤلاء المهاجرين قد ضربوا بأحقية ومشروعية هذا النظام. هناك 8 ملايين سوري على الأقل خارج بلدهم، يشهدون على أنهم لم يكونوا في دولة، بل في بنية يحكمها سفاح مجرم إرهابي.
لقد اعتادت روسيا والنظام شنّ الهجمات في إدلب تحت ذريعة وجود نشاطات إرهابية، إلا أن ما يبدو الآن هو استهداف المدارس والمشافي والأفران حيث تتعرض ولا تزال للقصف الجوي، إلى جانب قتل المدنيين. هناك الآن مليون إنسان على الأقل اضطروا لأن يتوجهوا نحو الحدود التركية هربًا من حملات القصف العنيف. ولو استمر الوضع بهذا الشكل، فإن مصير إدلب كما هو بقية المناطق السورية الأخرى، ستضحي تحت سيطرة النظام بعد تحويلها لمدينة أشباح، إلا أنّ تدفق الناس من هناك، يعني حملًا على عاتق المسؤولية بالنسبة لتركيا.
إن ارتكاب إبادة جماعية ضد المدنيين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب يعتبر جريمة ضد الإنسانية، وانتهاك اتفاقيات مع تركيا جريمة أخرى أيضًا.
في ضوء ذلك يتضح إذن، أن المسألة بالنسبة لروسيا لا تعني وجود أناس، بل تراهم كآلات تتنفس. ومن أجل السيطرة على منطقة ما، لا يوجد أهمية لما يحصل إثر ذلك من قتل وتهجير ومآسي إنسانية. ويمكن من ذلك أن نتصور لأي درجة من الخطورة قد وصلت الإنسانية عبر القتل بدم بارد من هذا النوع. لا يوجد لديها متسع من الوقت ولا تريد أن تتعب نفسها، بل همها هو السيطرة على هذه المنطقة وتلك. ومن أجل القضاء على معارض واحد بين آلاف من المدنيين، فإنها مستعدة أن تضحي بآلاف المدنيين من أجل ذلك. حتى ولو أن السيطرة على سوريا تكلف قتل مئات ومئات الآلاف، فلا مشكلة بالنسبة لها بل هي على أهبة الاستعداد.
إنها لا تقوم بدفع أي فاتورة مقابل ممارساتها غير الإنسانية تجاه المعارضة التي هي حسب معايير روسيا مجرد إرهابيين، بل إن الفاتورة يدفعها المدنيون وتركيا فحسب.
إن مشهد مليون إنسان مدني قرب الحدود التركية، فيهم الأطفال والنساء، لا يوحي بأية حال إلى أنها حرب ضد الإرهاب، بل مجرد إبادة جماعية وحشية.
لا يمكن لتركيا أن تبقى متفرجة على ذلك. ولن تبقى. لقد بدأت مرحلة العمل.
===========================
القبس : روسيا عازمة السيطرة على إدلب تدريجياً
 
بعد صمت كبير منذ انطلاق العملية العسكرية للنظام السوري في ريفي حلب وإدلب والتصادم الكبير مع القوات التركية، دخلت ايران، احد الضامنين لنظام الاسد في اتفاقيات استانة، على الخط امس، في مسعى للتوفيق بين دمشق وأنقرة، حيث أعلنت الخارجية الإيرانية استعداد طهران للتوسط بين تركيا والنظام السوري، من أجل تسوية الخلافات بينهما. وتقف الآن القوات السورية، التي تساعدها فصائل مسلحة مدعومة من إيران قادمة من حلب على مشارف مدينة إدلب، بعد السيطرة على مدينتي معرة النعمان وسراقب. والمعركة من أجل إدلب مرحلة حاسمة، وكان مصير المنطقة نقطة تركيز اتفاقيات روسيا وتركيا، والتي ضمت إيران منذ 2017، والتي استهدفت تجنيب سكانها البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة ويلات الحرب. وفي المقابل، يبدو ان السخونة بين الرئيسين التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلاديمير بوتين بقيت على حالها، حيث كشفت صحيفة حرييت التركية، أمس، تفاصيل المكالمة الهاتفية بين الرجلين بشأن التوترات المتصاعدة في شمال سوريا. ولفتت الصحيفة إلى أن اردوغان رفض مقترحا من بوتين لتقليص حدود منطقة خفض التصعيد، وتضييقها نحو الخط الواقع أسفل طريقي «أم4» و«أم5» إلى الشمال. ويقول محللون ودبلوماسيون إن من المرجح أن تنتهج روسيا أسلوبا تدريجيا لمساعدة نظام الاسد على استعادة آخر معقل للمعارضة في إدلب، مع إدراكها أن أي مواجهة مع تركيا يمكن أن تغرق موسكو في مستنقع عسكري. ولكن من غير المرجح أن تتدخل روسيا بقوتها العسكرية لتحقيق تقدم كامل في مدينة إدلب ذات الكثافة السكانية الكبيرة. ومثل هذا التقدم سيساعد الأسد على أن يستعيد بشكل كامل سيطرته على سوريا، لكن ذلك سيتضمن أيضا مجازفة بحدوث مواجهة كبيرة مع تركيا التي تدعم قوات المعارضة في الحرب. وقال مصدر رفيع في المخابرات الغربية لرويترز إنه بدلا من ذلك يبدو أن روسيا تعتزم «استقطاع» أجزاء من الأراضي التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بشكل تدريجي. وهددت تركيا بالقيام بعمل عسكري إذا لم تتراجع قوات النظام بحلول نهاية فبراير وعززت المواقع التركية في المنطقة وأنشأت مواقع جديدة لإبطاء هذا التقدم. وقال مسؤول تركي لرويترز إن «النظام اقترب جدا من مدينة إدلب، و«قواعد الاشتباك في سوريا تغيرت، بدأت مرحلة جديدة الآن». وأمس ناقش مسؤولون من تركيا وروسيا الهجوم على ادلب، اذ يبدو أنه ليس من أولويات موسكو الدخول في معركة مكلفة من أجل مدينة إدلب. وقالت صحيفة صباح إن أنقرة التي تريد أن تمتثل موسكو لاتفاق أستانة، تستعد في الوقت ذاته قواتها للتدخل من أجل منع تقدم النظام السوري ميدانيا. موسكو ستقرر وقال قادة عسكريون معارضون ومصادر مخابرات غربية إن موسكو هي من سيقرر ما إذا كان سيتم دخول مدينة إدلب في مرحلة ما وموعد ذلك وهي خطوة تتضمن مجازفة بحدوث حمام دم وتفاقم الأزمة الإنسانية. وقال مسؤولون أتراك إن التقدم الجديد للنظام إليها بموجب اتفاق أبرم 2018 وجعل تركيا تضمن السيطرة على الطرق الرئيسية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقال مصدر حضر اجتماع عُقد في الآونة الأخيرة مع 40 من قادة مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم تركيا إن المخابرات التركية أبلغت مقاتلي المعارضة أن المحادثات مع موسكو أخفقت وعليهم التأهب للأسوأ مضيفا أن مدينة إدلب «خطر أحمر». ولا تملك دمشق في الوقت الراهن العديد أو الموارد اللازمة لاستعادة محافظة إدلب كاملة، وفق محللين، اذ تحتاج دعماً روسياً من مستشارين وقوات جوية ودعم مدفعي من غير المرجح أن تحظى به «في هذه المرحلة من الحملة». وفي الانتظار، يجد آخر المقاتلين والمدنيين المعارضين في المنطقة أنفسهم أمام خيارات محدودة أحلاها مرّ. حيث نزح أكثر من نصف مليون شخص منذ ديسمبر الماضي، وفق الأمم المتحدة، جراء التصعيد، في حين قال أبو براء الشامي، وهو اسم مستعار لقائد ميداني في هيئة تحرير الشام (النصرة)، لـ «رويترز» في رسالة نصية عبر الإنترنت: «إذا صارت معركة في داخل إدلب فراح يصير في مذبحة، والجهاديون سيقاتلون بكل قوتهم، وراح نشوف عمليات انتحارية أكثر، ونحولها مقبرة للغزاة الروس». ويرى مدير قسم الشرق الأوسط في معهد دراسات الحرب نيكولاس هيراس في حديث مع وكالة فرانس برس، أن تصعيد قوات النظام في إدلب يتم بموجب «ضوء أخضر» روسي «لممارسة ضغوط كبيرة على تركيا وإجبارها على تحمل المسؤولية في نزع سلاح جبهة النصرة وحلفائها مقابل تعهد روسي بوقف الأعمال العدائية». ويعرب هيراس عن اعتقاده أن «كلفة المعارك» للسيطرة على المناطق الواقعة شمال الطريق الدولي «أم 5» وبينها مدينة إدلب، وصولا إلى الحدود التركية، هي «أعلى مما يريد بوتين أو الأسد تحمّله في هذه المرحلة مع تمركز جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها بأعداد كافية فيها»، ما يمكنها من الصمود. Volume 0%   وتواصل أنقرة إرسال تعزيزات عسكرية الى محيط مدينة إدلب، وشاركت في تأمين الإسناد المدفعي للفصائل المتطرفة والمعارضة في اشتباكاتها مع قوات النظام في اليومين الأخيرين. ويرى الباحث المتابع للشأن السوري سامويل راماني أنّ مواصلة النظام تقدّمه تعتمد على ما إذا كان سيواجه مقاومة شديدة من القوات التركية أم لا. ويضيف «إذا كان الأمر كذلك، فقد يرغب الأسد في تجميد النزاع مؤقتا ثم إعادة تصعيده بمجرد تجاوز الأزمة الراهنة في العلاقة السورية التركية». ويؤكد رئيس تحرير صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام وضاح عبد ربه لـ «فرانس برس» أن «إبقاء أي منطقة تحت سيطرة الاتراك او الاميركيين غير وارد»، موضحا أن «القرار متخذ» في هذا الشأن. لكنه لا يستبعد في الوقت ذاته أن يحصل ذلك «على مراحل، ووفقا لاتفاقات دولية كاتفاق سوتشي». المنطقة العازلة يقول راماني «قد تكون إقامة منطقة عازلة جديدة في إدلب الخيار الأكثر ترجيحا، لكن من غير الواضح ما إذا كانت تركيا ستمضي في ذلك حتى النهاية». ويرى أن استمرار دعم أنقرة للمقاتلين سيمكنهم من الصمود، وتخليها عنهم يعني أن «مستقبلهم سيكون أكثر غموضا». (رويترز، أ ف ب)
===========================
عربي 21 :الخارجية التركية توضح ما بحثته مع الوفد الروسي حول إدلب
إسطنبول- عربي21# السبت، 08 فبراير 2020 06:46 م بتوقيت غرينتش1
كشفت الخارجية التركية، مساء السبت، تفاصيل حول اللقاء الذي تم مع وفد روسي، زار أنقرة عصر اليوم السبت، وذلك لبحث التهدئة في إدلب السورية، وسط التصعيد العسكري بين أنقرة ودمشق.
وبحسب بيان رسمي للخارجية التركية، فإن الوفدين التركي والروسي بحثا الخطوات التي يمكن اتخاذها لاستعادة الهدوء في أقرب وقت ممكن في إدلب ومواصلة العملية السياسية.
وكشفت عن أن الوفدين الروسي والتركي قررا "استئناف المباحثات بينهما الأسبوع المقبل".
وترأس الوفد التركي، نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، فيما شارك ممثلون عن هيئة الأركان ووزارة الدفاع التركية والاستخبارات أيضا.
أما من الجانب الروسي، فحضر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشنين، وممثل الرئيس الروسي في سوريا ألكسندر لافرينتوف، ووفد من وزارة الدفاع والاستخبارات الروسية.
وحصل الاجتماع في مبنى وزارة الخارجية التركية، وانتهى بعد ثلاث ساعات فقط.
وكانت وسائل إعلام تركية ذكرت، أن الجيش التركي يستعد لمواجهة النظام السوري، في حال لم تنجح الجهود الدبلوماسية بين أنقرة وموسكو.
وتمكن النظام السوري من الاستيلاء على مدينة سراقب السورية، بعد قصفه لنقاط المراقبة التركية هناك، ما مهد الطريق أمامه وبدعم روسي لتوجيه أنظاره إلى الطريق المؤدي لمركز مدينة إدلب.
وقالت صحيفة صباح في تقرير ترجمته "عربي21"، إن أنقرة التي تريد أن تمتثل موسكو لاتفاق أستانا، تستعد في الوقت ذاته قواتها للتدخل من أجل منع تقدم النظام السوري ميدانيا.
ونقلت عن وزارة الدفاع، أن القوات التركية تواصل استعداداتها، وتنتظر الأوامر لكبح جماح النظام السوري، إذا فشلت الجهود الدبلوماسية بين موسكو وأنقرة.
وأعطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مهلة تنتهي نهاية الشهر الجاري، لكي ينسحب النظام السوري من منطقة خفض التصعيد.
ورجحت الصحيفة التركية، أن التطورات الميدانية تشير إلى أن القوات التركية قد تضطر للمواجهة المبكرة مع النظام السوري بغض النظر عن مهلة الرئيس أردوغان.
===========================
مدى بوست :بيان تركي بعد انتهاء الاجتماع مع وفد الروس حول إدلب.. وقيادي بالجيش الوطني: أرادها الاحتـ.ـلال الروسي حـ.ـربـ.ـاً.. ومسؤول بالرئاسة التركية مستقبل الأسد في لاهاي
تاليا غني  2020-02-08 0
مدى بوست – فريق التحرير
كشفت وزارة الخارجية التركية عن نتائج الاجتماع الذي جمع وفداً روسياً بآخر تركي في العاصمة أنقرة، لبحث آخر التطورات في محافظة إدلب السورية.
وقالت وزارة الخارجية التركية، السبت 8 شباط / فبراير 2020  إن الاجتماع بين الوفد الروسي والتركي بحث الخطوات التى يمكن اتخاذها لضمان وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار في إدلب ودفع “العملية السياسية”.
واستمر الاجتماع الذي عقد في العاصمة التركية أنقرة وشهد حضوراً لممثلين عن الاستخبارات التركية ونظيرتها الروسية، وكذلك ممثلين لوزارتي الدفاع في البلدين حوالي ثلاث ساعات.
وأشارت الخارجية التركية إلى أن الاجتماع كان برئاسة نائب وزير الخارجية التركي “سادات أونال”، عن الجانب التركي، و مبعوث بوتين إلى سوريا “ألكسندر لافرنتييف” عن الجانب الروسي.
ووفقاً للوزارة فإن الطرفين اتفقا على مواصلة المحادثات حول إدلب في الأسبوع القادم.
يذكر أن الاجتماع يأتي بعد ارتفاع التصـ.ـعيد بين تركيا ونظام الأسد المدعوم من روسيا في محاولات سيطـ.ـرته على محافظة إدلب، آخر المناطق المحررة، وذلك بعد أن تسبب النظام بمـ.ـقـ.ـتـ.ـل 8 جنود أتراك إثر قـ.ـصـ.ـفـ.ـه نقطة مراقبة تركية، الأمر الذي ردت عليه أنقرة بـقـ.ـصـ.ـف أدى لتحـ.ـييد أكثر من 30 عنصراً لنظام الأسد.
قيادي في الجيش الوطني يغرّد بعد الاجتماع
وبعد دقائق قليلة من الإعلان عن نهاية الاجتماع، غرّد القيادي في الجيش الوطني السوري ورئيس المكتب السياسي للواء المعتصم، مصطفى سيجري عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وقال سيجري في تغريدته :” أرادها الحلفاء سلمًا وأرادها الاحتـ.ـلال الروسي حـ.ـربًـ.ـا، قسمًا بمن رفع السماء وبسط الأرض سيدفع الروس الثمن غالياً، لن ينفعكم عميـلـ.ـكم الجولاني مستقبلاً، وما أعطاه وسلمه لكم من مناطق سلمًا سوف نسترده وغيره الكثير بإذن الله وقوته حـ.ـربـ.ـاً”.
ولم يعلق سيجري بشكلٍ مباشر على الاجتماع بين الوفدين الروسي والتركي، لكن تغريدته جاءت بعد نهاية الاجتماع، وهو ما يعني أن النتائج ليست مرضية للمعارضة السورية وأهالي المنطقة الذين بات حوالي ثلثهم نـ.ـازحين بعد تقدم الأسد والروس لمعرة النعمان وسراقب وقبلهما خان شيخون وإجبـ.ـار سكانهم على النـ.ـزوح نحو الشريط الحدوي مع تركيا.
القيادي في الجيش الوطني السوري مصطفى سيجري
في سياق ذي صلة، كشفت صحيفة “حرييت” التركية أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” قدم مقترحاً جديداً بخصوص مدينة إدلب لنظيره الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” خلال اتصال هاتفي جرى بينهما مؤخراً.
وقالت الصحيفة التركية في تقرير لها نشرته السبت 8 فبراير/ شباط، أن بوتين قدم مقترحاً لـ”أردوغان” يقـ.ـضي بتقـ.ـليص حدود منطقة خفض التصـ.ـعيد شمالي غربي سوريا.
وأضافت الصحيفة، أن مقترح بوتين يهـ.ـدف إلى الاتفاق مع تركيا، على تضييق حدود المنطقة نحو الخطوط الواقعة أسفل طريقي M5 و M4 إلى الشمال.
ورفـ.ـض الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” مقترح بوتين بشكلٍ كامل.
وكان الرئيس التركي، قد أكد في كلمة له بعد الاتصال مع بوتين، على أنه طالب روسيا بانسحاب ميليشـ.ـيات الأسد  إلى حدود اتفاق سوتشي خلف نقاط المراقبة التركية، مهـ.ـدداً بشن عمـ.ـلية عسـ.ـكرية وإخراجها.
“أخیرا رئیس وزراء الصين يلجـ.ـأ إلى الله”.. ما قصة فيديو صلاته في مسجد بسبب كورونا؟ (شاهد)مسؤولون أتراك يعلقون على العلاقة مع روسيا
كما نقلت وكالة “رويترز” عن “مسؤول تركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته” تأكيده أن بلاده لا تريد أن ترى خسـ.ـ.ـارتها للعلاقة الاستراتيجية مع روسيا، قائلاً “لا نريد أن نرى علاقاتنا الإستراتيجية مع روسيا تتـ.ـدهـ.ـور حول سوريا، ولكن أولويتنا هي مصالحنا الوطنية”.
فيما أضاف “مسؤول تركي كبير آخر”: إن “علاقة تركيا بروسيا قد وصلت إلى أصـ.ـعـ.ـب نقطة منذ سنوات ويبدو أنها تزداد سـ.ـوءاً”.
 ووفقاً لـ”مسؤول روسي كبير” فإن روسيا “مصممة على الحفاظ على شراكتها مع تركيا بعد التقدم بعقد بقيمة 2.5 مليار دولار لشراء S-400، ومن المهم للغاية أن تتقارب روسيا مع عضو رئيسي في الناتو يتحـ.ـدى الولايات المتحدة”.
وأشار المسؤول الروسي إلى أن بلاده تقوم “ببناء أول محطة نووية في تركيا بتكلفة 20 مليار دولار، وقد فتحت خط أنابيب TurkStream الشهر الماضي لنقل الغاز الطبيعي تحت البحر الأسود إلى تركيا وعدة دول في جنوب شرق أوروبا؛ ما قلل من اعتماد موسكو على شبكة أوكرانيا، وحالياً تعد تركيا من بين أكبر ثلاثة مشترين للغاز الروسي”.
ورأى مسعود حقي كازين أستاذ القانون بجامعة يديتيب بإسطنبول وهو أيضاً عضو في مجلس الأمن والسياسة الخارجية الذي يقدم المشورة لأردوغان أن تركيا “تسعى إلى إدارة موقف صـ.ـعـ.ـب مع روسيا في إدلب، لكن إذا تـعـ.ـارضت مصالح كلا البلدين فلن يتمكن أي منهما من الظهور كفائز”.
أما الدبلوماسي الروسي الكبير السابق في الشرق الأوسط والخبير في منتدى فالداي “أندريه باكلانوف” فقد اعتبر أن تركيا لا تريد تحويل التركيز من إدلب إلى المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا حيث تمتلك منطقة عـ.ـازلة تبعد بها ميليـشـ.ـيات الحماية الإرهـ.ـابية عن حدودها.
يشار إلى أن الكرملين أعلن الخميس الماضي أن بوتين وأردوغان قد يجتمعان لمناقشة الوضع في إدلب رغم عدم تحديد موعد بعد، فيما أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف وجود مباحثات بين العسكـ.ـريين حول الوضع على الأرض في إدلب.
الرئاسة التركية: سنحـ.ـاسب نظام الأسد
هـ.ـدد مسؤول في الرئاسة التركية، السبت 8 فبراير/شباط 2020، نظام الأسد بدفع الثمن لاسـ.ـتهدافه الجنود الأتراك في مدينة إدلب، ،مؤكداً على أن مكان رموز النظام سيكون في محكمة العدل الدولية.
وصرح رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية “فخر الدين آلطون” في كلمة له السبت 8 فبراير، بأنه من غير الممكن لتركيا  أن تقبل بأي شكل من اﻷشكال بما يحدث اﻵن في مدينة إدلب” متـ.ـوعداً نظام اﻷسد.
وقال آلطون: “كما قمنا بتصـ.ـفية اﻹرهـ.ـابيـ.ـين (في إشارة إلى ميليشـ.ـيات قسد) الذين حـ.ـاربـ.ـونا سنقوم بمـ.ـحاسبة القـ.ـتلة الذين استهـ.ـدفوا جنودنا في إدلب” شمالي سوريا.
وأكمل آلطون في تصريحاته قائلاً”  “أريد أن أعبّر وبوضوح تام أن مكان بشار اﻷسد في المستقبل سيكون في لاهاي وليس في قصر الرئاسة السوري”.
وأكد  المسؤول التركي، على أن بلاده “لا يمكنها السكوت عمَّا حدث في إدلب، حتى أنهم قـ.ـتـ.ـلـ.ـوا بعض جنودنا، ولا يمكن السكوت عن المساس بكرامة علـ.ـمنا”.
وفيما يخص جامع الدول العربية، وانتقـ.ـادها للتدخل التركي في مدينة إدلب، اعتبر آلطون أن الأمر في الحقيقة “صـ.ـراع حدود وبقاء، وهذا التدخل ليس من أجل الشعب التركي فقط، بل من أجل المنطقة والعالم الإسلامي بأسـ.ـره”.
===========================
قناة الغد :اتفاق روسي تركي على ضرورة التوصل لتهدئة في شمال سوريا
الغدمنذ 14 ساعة
قالت وزارة الخارجية التركية، إن الوفدان الروسي والتركي اتفقا على ضرورة التوصل إلى تهدئة ميدانية شمالي سوريا في أسرع وقت، مؤكدة أنه تم الاتفاق على مواصلة المحادثات الأسبوع المقبل.
ويجري وفد روسي مباحثات في أنقرة اليوم السبت، بشأن تطورات العمليات العسكرية في إدلب.
وكان التلفزيون السوري أعلن سيطرة قوات الجيش على مدينة سراقب شمال غرب البلاد، بينما يأتي هذا في الوقت الذي أرسلت فيه تركيا تعزيزات إضافية إلى نقاط المراقبة داخل إدلب.
===========================
المرصد :الخارجية التركية: المباحثات مع الوفد الروسي حول إدلب ناقشت خطوات تعزيز العملية السياسية في سوريا
 8 فبراير,2020 أقل من دقيقة
أعلنت وزارة الخارجية التركية، أن المباحثات مع الوفد الروسي حول الوضع في محافظة إدلب السورية، التي جرت في أنقرة اليوم، ناقشت خطوات تعزيز العملية السياسية في سوريا.
وقال متحدث باسم الخارجية التركية: “جرت في أنقرة مباحثات استغرقت 3 ساعات، بين وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية سيدات أونال، ووفد روسي رأسه نائب وزير الخارجية سيرغي فيشينين، إلى جانب المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف”.
وأضاف أن الوفدين ضما ممثلين عن وزارتي الخارجية للبلدين وعسكريين واستخباراتيين.
وتابع قائلا إن “الطرفين بحثا الوضع في إدلب، فضلا عن الخطوات اللازمة لدفع العملية السياسية إلى الأمام”.
وختم المسؤول التركي بالقول، إن المجتمعين اتفقوا على مواصلة المباحثات في الأسبوع القادم.
وتأتي المباحثات الروسية التركية حول إدلب في ظل تصاعد التوتر العسكري في المنطقة على خلفية مواصلة الجيش السوري تقدمه في ريف المحافظة المشمولة بمنطقة خفض التصعيد التي إقيمت بموجب اتفاقات “أستانا” بين موسكو وأنقرة وطهران، وزيادة المجموعات المسلحة الناشطة هناك من هجماتها.
والأربعاء الماضي أمهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجيش السوري حتى نهاية فبراير، للانسحاب خلف نقاط المراقبة التركية في إدلب، مهددا بشن عملية عسكرية هناك.
وسبق أن اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي الثلاثاء الماضي، على اتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة فاعلية التنسيق بين البلدين في سوريا. وأكدا ضرورة الالتزام الصارم بتنفيذ الاتفاقات الروسية التركية حول إدلب.
ويمتلك الجيش التركي في إدلب 12 نقطة مراقبة عسكرية أقيمت في إطار اتفاق منطقة خفض التصعيد.
المصدر:RT
===========================
الجزيرة :التصعيد في إدلب.. انتهاء أول لقاء روسي تركي مباشر وأنقرة تدفع بتعزيزات كبيرة إلى سوريا
أنهى وفدان تركي وروسي أول مباحثات مباشرة بينهما في تركيا، في ظل تصعيد عسكري متواصل في إدلب. وبالتوزاي مع ذلك، دفعت أنقرة بتعزيزات عسكرية إلى سوريا.
 واختتم الوفدان التركي والروسي محادثات استمرت ثلاث ساعات في أنقرة، بحثت التطورات الميدانية المتسارعة في إدلب شمالي سوريا.
وقال مراسل الجزيرة إن الجانبين اتفقا على ضرورة التوصل إلى تهدئة بأسرع وقت ممكن. كما تناولا الخطوات الضرورية لإحراز تقدم في المسار السياسي لحل الأزمة.
 وذكرت المصادر أن سادات أونال نائب وزير الخارجية التركي ترأس الوفد التركي، بينما ترأس الوفد الروسي سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي، وألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا.
وأشارت المصادر إلى أن المباحثات التي تشكلت من جولتين، استغرقتا 3 ساعات.
وأوضحت أن المباحثات تناولت الأوضاع في إدلب، وركزت على الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان الهدوء في الميدان ودفع العملية السياسية.
واختتمت بالقول إن الوفدين قررا عقد مباحثات أخرى خلال الأسابيع المقبلة.
وعملت تركيا وروسيا عن قرب في السنوات الأخيرة لإيجاد حل للوضع في إدلب، رغم أن الطرفين يتخّذان موقفين متعارضين من الحرب في سوريا.
وعلى المستوى الميداني، أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بأن عددا من المدنيين أصيبوا في غارات جوية روسية وسورية على مناطق في ريفي حلب، بالتوازي مع استمرار تقدم قوات النظام على محاور عدة مدفوعة بغطاء جوي روسي كثيف، وقصف مدفعي على المناطق التي أمامها بعد أن سيطرت على سراقب.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن قوات الجيش سيطرت خلال الساعات 24 الماضية على ست قرى، منها زيتان وبرنة في ريف حلب الجنوبي، ومحاريم وتل كرّاتين في ريف إدلب الشرقي.
تعزيزات تركية
وفي السياق ذاته، أرسل الجيش التركي اليوم السبت تعزيزات ضخمة إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا. وضمت القافلة -التي شملت تعزيزات مرسلة من وحدات مختلفة إلى قضاء الريحانية بولاية هاتاي جنوبي البلاد- أكثر من 300 مركبة عسكرية.
وتوجهت القافلة نحو الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا، وسط تدابير أمنية.
وانتقلت عناصر من القوات الخاصة كانت مرسلة إلى الريحانية سابقا، مع القافلة إلى الوحدات الحدودية، بعد إتمام تحضيراتها.
وقال مراسل الجزيرة إن عدد الآليات العسكرية التركية التي دخلت محافظة إدلب أمس بلغت 250 آلية، تضم عربات مدرعة ودبابات، إضافة إلى مدافع وناقلات جنود ومعدات طبية ولوجيستية.
وأكدت وزارة الدفاع التركية استمرار نقاط مراقبتها في عملها شمالي سوريا، وتوعدت بردّ قوي على أي هجوم يستهدفها.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قائد عسكري معارض قوله "دخلت خلال الساعات الماضية حوالي 450 آلية تركية أغلبها عربات مصفحة ودبابات وسيارات أخرى"، مشيرا إلى دخول نحو 300 آلية عسكرية مساء أمس و150 سيارة فجر اليوم.
وكانت تركيا أقامت 12 نقطة مراقبة في إدلب لصد أي هجوم من قبل قوات النظام السوري، وذلك بموجب اتفاقية مع روسيا الحليف الأبرز للأسد.
موجة نزوح
وأدت التطورات العسكرية في إدلب إلى موجة نزوح متواصلة جراء المعارك، حيث قالت منظمة "منسقو الاستجابة" السورية إن أكثر من 400 ألف مدني نزحوا من بلداتهم وقراهم في ريفي إدلب وحلب نحو الحدود مع تركيا منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي نتيجة التصعيد العسكري.
وناشدت المنظمة الجهات الإغاثية مساعدة النازحين الذين يعيشون أوضاعا بالغة الصعوبة، كما حذرت من موجة نزوح كبرى حال استمرار العمل العسكري نحو مركز محافظة إدلب.
===========================
القدس العربي :معضلة أردوغان السورية بين تنمر الحليف الروسي وتشفي الحليف الأمريكي والعالم الذي يتفرج على كارثة إنسانية
إبراهيم درويش
مرة أخرى يقف العالم متفرجا على المأساة السورية ويتذكر أن الحرب الأهلية التي مضى عليها تسعة أعوام لم تنته. وتتشكل أمام ناظري العالم وقائع مأساة كبرى مرشحة لأن تكون الأسوأ، وهي كارثة تتجمع خيوطها منذ نيسان (إبريل) العام الماضي مع بدء محاولات النظام السوري لبشار الأسد استعادة معقل المعارضة الأخيرة في مدينة إدلب.
وعلى خلاف المعارك الأخرى تمثل إدلب كل ما حدث في سوريا خلال الأعوام التسعة الماضية، فقد تحولت المحافظة إلى ملجأ لكل الذين أجبروا على الخروج من مدن وبلدات المعارضة التي أجبرت على الاستسلام. وخلال أعوام زاد عدد سكانها عن الثلاثة ملايين نسمة معظمهم من المدنيين، وسيطرت عليها الجماعات الجهادية خاصة هيئة تحرير الشام الموالية لتنظيم القاعدة.
وتم تأخير الهجوم على المحافظة عبر تدخل تركيا التي تفاهمت مع روسيا وتم الاتفاق على إنشاء نقاط مراقبة تعرضت يوم الإثنين لقصف من القوات السورية مما أدى إلى سقوط سبعة جنود أتراك ومدني تركي. وردا على ذلك شنت القوات التركية عملية قالت إنها قتلت فيها 76 جنديا سوريا. فيما حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من المزيد من الأعمال الحربية إن لم تتراجع القوات السورية عن مواقع المراقبة التركية في إدلب. ولكنها لم تتراجع مما أدى بأنقرة لإرسال تعزيزات جديدة في محاولة منها لمنع قوات اختلاط الأوراق.
تصدع علاقات
ذلك أن تركيا لا تريد الدخول في مواجهة مفتوحة مع روسيا التي تسيطر على القرار في سوريا. وليست من مصلحة أردوغان أو بوتين تخريب العلاقات فيما بينهما رغم اقتراح عدد من المحللين كسميح اديز في “المونيتور” بأن تركيا وروسيا في الواقع في حالة حرب غير معلنة اليوم. أو ما قاله المعلق ديفيد غاردنر في صحيفة “فايننشال تايمز” )4/2/2020) عن التحالف الذي انهار بين الرئيسين من أن الأتراك يشعرون بطعنة روسية في الظهر فيما ترد موسكو أن الأتراك لم يفوا ببنود الاتفاق الذي وقع قبل عامين من أجل نزع سلاح الجماعات الجهادية في إدلب. كما أن النظام السوري المدعوم من الميليشيات الإيرانية والطيران الروسي لم يكن ليقبل ببقاء نقاط المراقبة التركية حول إدلب ويلتزم بخفض التصعيد. ولا يمكن النظر إلى معركة إدلب بمعزل عن المخاوف التركية وتطور أولويات أنقرة. فرغم وقوف أنقرة وموسكو على جانبي النزاع في الحرب إلا أن المصالح المشتركة بينهما جمعتهما للتعاون. فقد اكتشفت تركيا أن الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية وتطور جيب كردي مستقل على حدودها الجنوبية يعتبر تهديدا وجوديا ولهذا حرفت انتباهها قليلا لمواجهة هذا الخطر وقامت بثلاثة توغلات لمنع امتداده أولا من شرق الفرات إلى غربه حيث منعت في عملية درع الفرات (2016) إلى غصن الزيتون (2018) سيطرة الأكراد على عفرين. وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2019 قامت تركيا بتوغل في المناطق الكردية أدى لتشويش الجيب، مع أن العملية كانت محدودة ومشروطة بالموافقة الأمريكية والروسية.  وفي الجانب الروسي رأى بوتين في توتر علاقات أردوغان مع أوروبا وأمريكا فرصة للتأثير على دول الناتو. ورغم نهاية الخصام بين البلدين إثر إسقاط الطائرة الروسية عام 2015 إلا أن العلاقة لم تكن اصطفافا حقيقيا، وهي تشبه علاقة موسكو مع طهران. إلا أن الاستراتيجية التركية تختلف عن استراتيجية بوتين في سوريا، فالأولى باتت ترى أن عمقا لها في داخل البلد كفيل بمنع قيام جيب كردي يهددها، خاصة أن امتداداته موجودة في جنوب تركيا على شكل حزب العمال الكردستاني وفي جبال قنديل في العراق. وبالمقابل استخدمت روسيا سوريا كنقطة انطلاق لها لتوسيع مصالحها وتأثيرها في الشرق الأوسط. ويجب ألا ننسى أن الجيب التركي في شمال- غرب سوريا يعتمد في وجوده على الروس. وكان سببا في دفع الأكراد إلى أحضان النظام السوري، مما يصب في مصلحة موسكو وطهران. وبالضرورة فالعلاقة التركية- الروسية ليست سهلة لأنها قائمة على زواج مصلحة بين البلدين. وما يجمعها هي مصالح الغاز والعمق الإستراتيجي والتناقضات الجيوسياسية، وأحيانا يشعر الأتراك بالغبن من طريقة معاملتهم كما شعروا مع أمريكا عندما سلّحت الميليشيات الكردية في الحرب ضد تنظيم “الدولة” (داعش). وأحيانا يجري التعبير عن الغضب بطريقة رمزية كما فعل أردوغان أثناء زيارته لأوكرانيا وهتف للجيش “المجد لأوكرانيا” والتي كانت توبيخا واضحا للرئيس بوتين. فالعلاقة بالضرورة معقدة. وكما قال مسؤول تركي لصحيفة “فايننشال تايمز”(5/2/2020) “من السهل على بعض المسؤولين والمعلقين الغربيين القول إن تركيا أدارت ظهرها إلى الغرب، مثلما أننا نصطف بالكامل مع الروس في كل شيء، فهذا ليس هو الحال”. كما أن تركيا ليست تابعة للقرار الروسي مثل نظام الأسد، ولكنها تعتمد عليه ولا يمكن أن تلغي كل شيء في ضربة قلم. ومن هنا يمكن أن تتجاوز العلاقة الأزمة الأخيرة من خلال ترضيات لأردوغان بشكل يحمي أمن بلاده.
أمريكا غاضبة أيضا
ومشكلة أردوغان أن علاقات بلاده مع أمريكا تضررت بعد قراره شراء منظومة الصواريخ الروسية أس-400 التي اعتبرت تهديدا لحلف الناتو. ولهذا جرى استبعاد تركيا من برنامج تصنيع مقاتلات اف-35. وقبل عدة أشهر فقط قامت أمريكا بشجب تركيا لتحركاتها في سوريا ضد القوات الكردية. ونقلت رويترز يوم الأربعاء الماضي أن أمريكا أوقفت برنامج الاستخبارات العسكرية السري مع تركيا في شهر تشرين أول (أكتوبر) بعد الاجتياح التركي لشمال سوريا. ووقع الاجتياح بعد أن أعلن الرئيس ترامب بشكل غير متوقع بأن القوات الأمريكية في سوريا ستغادر. ومع أنه لم يتم تنفيذ ذلك الوعد، إلا أن سوريا ليست على سلم أولويات الإدارة: وفي خطاب حالة الاتحاد يوم الثلاثاء الفائت لم يشر إليها إلا في سياق زعيم تنظيم “الدولة” المقتول، أبو بكر البغدادي. وكان يأمل ترامب أن يغسل يديه من سوريا، ولكن أزمة إدلب تشير إلى أنه لن يكون الأمر بتلك السهولة. وحتى لو رفض الغرب دعم تركيا في عملياتها في سوريا، فهناك حقيقة مزعجة أخرى وهي أن تركيا حليفة لأمريكا ويخزن فيها حوالي 50 قنبلة نووية أمريكية على بعد 250 ميلا من الحدود السورية، وهي أيضا عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وهو ما يعني أن أمريكا وكندا وكثير من البلدان الأوروبية ملتزمة بحمايتها إن هي هوجمت. وربما رأت واشنطن اليوم في التوتر الحاصل بين موسكو وأنقرة مدعاة للرضا، خاصة أن الحاكم التركي، كما تقول “واشنطن بوست”، اكتشف الغدر الروسي الذي واجه إدارة باراك أوباما عندما كان بوتين يعد بالحد من وحشية النظام ليساعده على قصف المدن والبلدات وقتل المدنيين. وفي أزمة إدلب تلقي الصحيفة اللوم على موسكو، وترى ضرورة معاقبتها وليس الأسد كما اقترح المبعوث الأمريكي لسوريا جيمس جيفري، فالعقوبات لم تعد مجدية على نظام اقتصاده منهار.
أكثر من عدو
في قلب المعضلة التركية سياسة أردوغان الخارجية الحاسمة التي تبناها على عدة جبهات سواء في سوريا أو ليبيا أو شرق المتوسط وجلبت له أعداء وليس أصدقاء، فقد كان قراره إرسال قوات لدعم الحكومة الشرعية في ليبيا مدعاة لغضب الأوروبيين. فهو وإن استطاع الحصول على مقعد في مؤتمر برلين وترتيب العلاقة من جديد مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلا أن أكبر ناقد له في أوروبا هو إيمانويل ماكرون الذي شجب التدخل التركي في ليبيا، مع أنه داعم للجنرال خليفة حفتر. ولا يمكن استبعاد المواجهة العسكرية على أي من الجبهات لكن خلاف المواقف حول ليبيا، خاصة على الساحة الأوروبية تعمل لصالح أردوغان. لكن ليس في سوريا التي قتل إصرار روسيا على حماية نظام الأسد في مجلس الأمن الدولي أية فرصة للإجماع. فلم تستخدم موسكو الفيتو لمنع شحب دولي بل وقام الدبلوماسيون الروس بتعطيل ميزانيات في المنظمة الأممية لجمع الأدلة عن جرائم الحرب أو حتى إصدار تقارير تشجب الدور الروسي في قصف المدارس والمستشفيات والمؤسسات المدنية كما ورد في تقرير لموقع “بلومبيرغ” (4/2/2020).
إيران
ويضاف إلى هذه التوليفة من التحديات إيران التي لم تكن موجودة في العمليات السابقة على إدلب، ولكنها الآن حاضرة كما كشفت تسريبات لصحيفة بريطانية عن وجود حوالي 800 من عناصر لواء الفاطميين المكون من مقاتلين أفغان على جبهة إدلب. وربما كان قرار إيران التدخل ردا على مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني في غارة أمريكية الشهر الماضي في العاصمة بغداد، أو أنها تريد توزيع وجودها في سوريا وبعيدا عن دمشق والجنوب السوري حتى لا تكون عرضة لغارات إسرائيل. وربما اعتقدت أن تركيا لم تعد مهتمة كثيرا في سوريا بعد تركيز اهتمامها على ليبيا. وتجازف طهران في علاقتها مع أنقرة، خاصة أن الاخيرة ساعدتها على تجاوز آثار العقوبات الأمريكية.
المدنيون
وبعيدا عن الحسابات السياسية للدول فإن المدنيين في إدلب، بمن فيهم الكثير من النساء والأطفال هم من يعانون. فالحرب السورية امتدت لحوالي عقد وارتكبت خلالها جرائم وحصل نزوح جماعي وبأي مقياس فهذا الهروب الأخير من ادلب يأتي في ترتيب أعلى. وتقول المجموعات الحقوقية بأن ما لا يقل عن 150 ألف شخص فروا من بيوتهم على مدى الأسبوعين الماضيين، مما يوصل عدد النازحين منذ 1 كانون أول (ديسمبر) الماضي إلى 500 ألف. ويظهر فيديو من منطقة القصف زحمة السير للهروب من المنطقة القريبة من منطقة القصف. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” (6/2/2020) ما قاله ديفيد ميليباند، مدير منظمة انترناشونال ريسكيو كوميتي :”على مدى الشهرين الماضيين قتل ما يقارب 300 مدني نتيجة لتكثيف القتال في شمال غرب سوريا، وإن استمر هذا العنف، فإن حوالي 800 ألف شخص في مرمى النار لن تكون أمامهم خيارات كثيرة لأمنهم”.  وأثبتت التحقيقات بأن الغارات الجوية السورية استهدفت بشكل متعمد المستشفيات العام الماضي. ومن هنا فواجب الحكومات الأجنبية الاعتناء بما يحصل في إدلب. فقد رأى العالم الآثار التي قد تتسبب بها كارثة إنسانية في سوريا. فقد فر من البلد أكثر من 5.6 مليون لاجئ منذ بدأت الحرب. وتستضيف تركيا حوالي 4 ملايين منهم. ولهذا كان أردوغان واضحا أنه لن يسمح بدخول لاجئين جدد إلى بلاده التي كانت تأمل أن ينقصوا لا أن يزيدوا. وفي النهاية ربما كان التدخل التركي الأخير قادرا على وقف التقدم نحو إدلب ومنع مذبحة فيها. كل هذا يذكرنا بحقيقة مرة أخرى أن الحرب مستمرة ولم ينتصر فيها أحد.
===========================
القدس العربي :نقاط مراقبة هامشية وأبواب شرق الفرات المفتوحة
براء صبري
لم تتجزأ بعد الحالة السورية الحالية حتى اللحظة من علائقها المريرة مع التطورات السياسية الدولية والإقليمية. هذا الفصل المنشود رغم احتمال أن تكون نتيجته غير مثالية للكثيرين هو أقل الخسائر لما يتعرض له الناس خلال السنوات الطويلة الماضية، وهي فاتورة قد لا تتعاظم مثلما حدث ويحدث حالياً. الشقاق الروسي التركي في ملف من الملفات الدولية يشعل المعارك في إدلب، الخلاف الأمريكي الإيراني يحول الحدود السورية العراقية إلى لهيب، والصراع الإيراني الإسرائيلي يهز دمشق بين الفينة والأخرى، والتنافس الروسي الأمريكي يخض الواقع القائم في شرق الفرات، وأي تقارب روسي تركي يجلب الويلات على الأطراف التي لا تواليهما، وكل تقارب تركي أمريكي يسلب الكيانات القائمة مساحات جديدة. هذه التدخلات التي لا تنتهي، والمتشعبة، وغير المُساقة بخط معين من العلاقات على اعتبار أن الأطراف تغير ميزانها في كل وقت يدفع فواتيره المُكلفة سكان سوريا التائهون. خيارات الصدام الحالية في إدلب لم تأت عبثاً، ولم تأت من سياق غير مفهوم، بل هي جزء من عوالم واضحة للتنافس على الأرض، وتربيط النزاعات البعيدة مع الواقع السوري. لم يعد للخلاف الليبي استقلالية عن الحرب السورية، ولم يعد الصراع مع إيران، والتنافس في لبنان واليمن انفكاك شامل عن الأطراف المتصارعة والباحثة عن النفوذ في سوريا. كل تلك الصراعات والروابط الإقليمية تتشابك في الحالة السورية، وإن أصبح الملف السوري في تخصيصاته، وفي القائمين على التنافس فيها أكثر وضوحاً عن ذي قبل مع انكماش العديدين عن التدخل، ومع ميلان القوة لصالح طرف ضد طرف.
سياسة القضم المتأني وحرب الطرق الدولية
يتبع النظام السوري ومن خلفه روسيا سياسة القضم الجزئي في عودتها إلى المناطق الخارجة عن سيطرتها. هذه السياسة تؤتي أكلها فيما يبدو من التطورات على الأرض مع عودة النظام إلى مايقارب من ثلاثة أرباع البلاد، وأن وضعية عودتها تختلف من جغرافية إلى أخرى وخاصة فيما إذا تمت المقارنة بين كل المناطق التي تحت سيطرتها وبين المناطق التي وصلتها في شرق الفرات حيث الوقائع لم تظهر بعد حقيقة وشكل الوجود النهائي هناك. في باقي المناطق القرار النهائي بيد النظام وروسيا. ولكن، في شرق الفرات لازالت السلطات والقوى على الأرض في تضارب.
في شهر كانون الثاني/يناير الماضي بدأت قوات النظام وبدعم مكثف من روسيا بالتقدم صوب مدينة معرة النعمان التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في محافظة إدلب التي تتقاسم سيطرتها في الشطر الخارج عن سيطرة النظام السوري فصائل سنية تميل في جلها لتركيا، وفصائل أخرى تميل للقاعدة. كان التقدم كاسحا ودخل قوات الحكومة السورية بتاريخ الـ 29 من كانون الثاني/يناير وسيطرت بشكل كلي على البلد. كانت السيطرة هذه نكسة جديدة لحلفاء تركيا ولباقي الجماعات المتشددة في المنطقة. لم يتوقف النظام السوري عند حد قضم معرة النعمان بل تمدد أكثر للوصول إلى سراقب لتكمل السيطرة على الطريقين الدوليين إم4 وإم5 الرابطين بين حلب واللاذقية وحلب وحمص.
من متابعة بسيطة لخارطة تحرك قوات دمشق يتضح كيف أن الطريقين هما الهدفان الرئيسيان لروسيا ودمشق. الطريقان اللذان فشلت تركيا في إقناع الجهاديين بتحييدهما عن الخلافات مع النظام هدف رئيس للنظام حالياً، ويمهد الطريق بعد فترة للتفكير في كامل المحافظة. هذا التفكير النهائي للأهداف بالطبع يحتاج إلى قبول روسي، والقبول الروسي يحتاج إلى تفكير طويل مع حاجة روسيا لإبقاء تركيا في فضائها السياسي هذه الأيام.
خسائر تركية وروسية رسمية في القتال
مع توسع القتال في شمال غرب سوريا كانت طبيعة الخسائر البشرية تتسع أيضاً. هذه الطبيعة توسعت لتشمل جنودا روسا وجنودا أتراكا أيضاً. هذا التطور الذي بدأ عندما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم “السبت (18 يناير/كانون الثاني 2020) ان أربعة جنود روس قتلوا جراء هجوم لفصائل المعارضة السورية على أحد المواقع العسكرية التي تدير منها روسيا العمليات بريف إدلب الشرقي” حيث اعتبر الهجوم تطورا كبيرا في المعركة، وتوقع الكثيرون أن تزداد سخونة المعارك بعدها في مسعى روسي للانتقام.
هذه السخونة في المعارك مددت نار الحرب لتشمل صدامات مباشرة بين الأتراك والنظام السوري حيث أكدت مصادر رسمية تركية مقتل ثمانية جنود أتراك بالقرب من بلدة سراقب بنيران النظام السوري في فجر الاثنين. وقالت الحكومة التركية على لسان رئيسها بعدها بساعات “أن قوات بلاده استهدفت نحو 40 نقطة للنظام السوري، وقال إن المعلومات الأولية تشير إلى مقتل نحو 35 من منفذي الهجوم على القوات التركية” وأكدت وزارة الدفاع التركية الخبر. فيما بعد فيما نفى النظام السوري هذه التفاصيل في الوقت الذي قالت فيه روسيا إن تركيا لم تنفذ أيا من تلك الهجمات المفترضة في سوريا وإن نظامها الجوي لم يرصد أي طائرات عسكرية تركية في سماء المنطقة المعنية بالحدث.
هذا الصدام الذي كانت تركيا تخشى أن تتورط فيه يوماً تم تسويره وتأطيره بشكل يترك للجميع الخروج بنصف انتصار. وهو ما يرفع الحرج عنها من مواجهة صدام مع روسيا، ويزيد من رصيد النظام في أراضي المحافظة، ويعطي الروس فرصة جديدة لدفع تركيا للهروب إليها واستجداء الهدوء مقابل تعزيز العلاقات في ملفات بدأت تزاد شحونة من نوع ملف “ليبيا” والعلاقة “التركية الأمريكية” في وجه “العلاقة الروسية التركية”.
نقاط المراقبة التركية في سوريا شبيهة لمثيلاتها في بعشيقة
مع تقدم النظام السوري بهذا الشكل ووصوله إلى مضارب مدينة إدلب عاصمة المحافظة لم يبق لتركيا من عامل للمناورة سوى الحديث عن نقطتين عسكريتين لها بقيتا وراء خطوط القتال، ومحاطة بقوات النظام، ولا تحرك ساكناً هناك. هاتان النقطتان اللتان من المفترض أنهما وضعتا باتفاق روسي تركي ذات يوم لمراقبة تطبيق اتفاقية خفض التصعيد بدأت تخشى على ذاتها من تصعيد محتمل يؤذيها. وفي هذا الصدد قال اردوغان في خطاب ألقاه من أنقرة يوم الثلاثاء “تقع اثنتان من نقاط المراقبة الاثنتي عشرة التابعة لنا خلف خطوط النظام. نأمل في أن ينسحب بعيداً عن مراكز المراقبة هذه قبل نهاية شباط/فبراير”. ثم أضاف “إذا لم ينسحب النظام، فإن تركيا ستكون مجبرة على دفعه إلى الانسحاب”.
هذا التهديد التركي من رأس الهرم لن يغير من الواقع على الأرض مع عدم توقع أن ينسحب النظام السوري من منطقة سيطرة عليها بضغط وفاتورة عسكرية عالية. كما لا يتوقع ان تسحب تركيا نقاطها من المنطقة مع تأكدها أن النظام السوري لن يستهدفها، وسيعتبر تحييدها وعزلها وسيلة روسية لترضية تركيا أيضاً.
يشبه وجود تلك النقاط المعزولة حالياً مثيلتها في العراق في محافظة نينوى. تملك تركيا نقطة عسكرية في منطقة بعشيقة، وتأسست حسب القرار التركي حينها لمحاربة تنظيم “الدولة” (داعش). مع أفول “داعش”، ومع الضغط الإعلامي على تركيا لسحب تلك النقطة من المنطقة تمسكت تركيا بإبقائها. هذا التمسك سمح لتركيا حتى اللحظة بالحفاظ على نقطتها. هناك تشابه كبير في الرواية بين الدولتين. تأسست النقاط التركية في محافظة إدلب لمراقبة الهدنة، ولضبط الجماعات الإرهابية في المحافظة، وهو ما لم تقم به تركيا بتاتاً في تشابه مع دورها في بعشيقة الذي لم يترجم إلى أي نوع من محاربة “داعش” باستثناء دفاعها عن نفسها عندما قامت “داعش” بالهجوم عليها ذات مرة.
جيفري التائه بين موسكو وأنقرة
شعر المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيمس جيفري بالسعادة وهو يرى كيف أن سخونة الأحداث تدفع تركيا للتصادم مع النظام السوري. هذا الشعور كرس للمبعوث الأمريكي احتمال أن تتحول نظريته الموالية لتركيا إلى وقائع. بدأ التلاسن بين أنقرة وموسكو، وبدأت حرب الروايات والاتهامات على الأرض تزيد من سرور الرجل. دخلت أمريكا في خط القتال إعلاميا ودبلوماسياً، وبدأت تتحدث عن وقوفها مع تركيا في وجه تقدم النظام. هذا الدعم المعنوي الأمريكي لم ينفع في فك تركيا عن روسيا. تدرك أنقرة أنها لا تستطيع المناورة في الملف السوري بعيداً عن واشنطن، وبدأت التواصلات بين تركيا وروسيا من جديد من خلال بيانات واتصالات هاتفية بين المسؤولين رفيعي المستوى. هذه التواصلات توجت، حسب ما قالته صحيفة بلومبيرغ الأمريكية، “ان أنقرة تنتظر في يوم 8 فبراير/شباط وفدا روسيا لبحث الوضع في إدلب” وقالت بلومبيرغ، نقلا عن مولود شاووش أوغلو، “إن الوفد سيكون برئاسة مسؤولين في الخارجية الروسية”. في هذا الصدد لمح وزير الخارجية التركية أن هناك احتمال حدوث لقاء جديد بين بوتين واردوغان بعد هذه المحادثة. هذا اللقاء إن تم سيؤدي إلى توافقات روسية تركية جديدة، وسيكون أوسع من مجرد ملف إدلب حيث سيشمل ملف الغاز وملف ليبيا بشكل أوسع إذ يعتبر الطرفان على وجه نقيض هناك. الشيء الأكيد في هذا اللقاء المقبل هو انكماش جديد لمساعي جيفري التي يؤمن بها حول قدرته على فك الرباط الروسي التركي في سوريا وقناعة الأكثر قتامة حول أن تركيا هي في المحور الغربي في كل الملفات الشرق الأوسطية على عكس الخطاب الرسمي التركي المناهض للغرب ومصالحه في الشرق الأوسط.
نازحون في شرق الفرات و”قسد” تفتح الأبواب
بعد وصول عدد النازحين إلى عشرات الآلاف وفي تطور ملفت للملف الإنساني أعلن قائد قوات قسد في منتصف كانون الأول/ديسمبر 2019 “أن محافظة إدلب السورية هي ضحية سياسات الاحتلال التركي وتفاهماته مع الدول الأخرى”، مؤكدا أن أبواب سكان شمال شرقي سوريا، مفتوحةً أمام المدنيين في إدلب”. هذا البيان اعتبره البعض مجرد رسالة إعلامية تبتغي قسد منها الاستفادة من وضع ما لصالح الترويج لنفسها. ولكن، مع ظهور الفيديوهات التي ترصد وصول العشرات من النازحين من إدلب عبر معبر الدادات في منبج دحضت النظريات الترويجية. هذا الاستقبال يعزز الروابط بين الكثير من الفئات الاجتماعية في سوريا. الاستقبال وتقديم المساعدات في جزء منه رسالة للسكان السوريين على أن الصورة القاتمة التي عملت تركيا على رسمها بحق قسد هي صورة مسيسة بعيدة عن مصالح أهل البلاد. هؤلاء النازحون يزيدون من حمولة السلطات المحلية في شرق الفرات التي تعاني أصلاً من ضعف في القدرة المالية والخدمية، وتعيش جوا من عدم اليقين حول وضعها المقبل مع تمدد النظام في محافظة الرقة وكوباني ومنبج، وكامل الخط الحدودي الشمالي في شرق الفرات.
هذه البادرة هي في جزء كبير منها واجب إنساني يعزز الروابط السكانية، ويسهل عملية تقبل البعض في ملف المفاوضات بين المعارضة والنظام، ويكسر جمود الحوار بين الأطراف المتباعدة وإن لم يظهر أي متغير في نظرة الجماعات التي تدعي تمثيلها للمعارضة في المفاوضات مع النظام تجاه قسد أو مسد.
إن هذه التطورات الساخنة في ملف شمال غرب سوريا يوضح كيف أن العلاقات الدولية في المنطقة هي العامل الفعال في تعبيد الطرق للتغييرات على الأرض، وهي العامل الرئيس في كيفية تحويل حياة الكثيرين في مناطق النزاع إلى نكبات، وهو المؤشر الأكيد الدافع لزيادة عدد النازحين واللاجئين إلى هذا العدد الكبير المخيف وهو ما يؤرق الباقين في مناطقهم. هذا كله في بلد لم يصل إلى أي شيء حول مستقبله النهائي وفي ظل نقص في الخدمات وضعف في الاقتصاد وقلاقل لا توازيها قلاقل في معظم الشرق الأوسط وبشهادة كامل المراقبين عن الواقع السياسي والاجتماعي لدول الإقليم.
===========================
الشرق الاوسط :أنقرة تتمسك بـ«حدود سوتشي» وتطالب الوفد الروسي بتنفيذ الالتزامات
مصادر دبلوماسية أكدت لـ«الشرق الأوسط» اهتمام الجانب التركي بنقاط المراقبة
الأحد - 15 جمادى الآخرة 1441 هـ - 09 فبراير 2020 مـ رقم العدد [ 15048]
 
أنقرة: سعيد عبد الرازق
ناقش وفد روسي ضم أحد مساعدي وزير الخارجية ومسؤولين عسكريين واستخباراتيين، مع الجانب التركي في مقر وزارة الخارجية التركية في أنقرة أمس (السبت)، التطورات في محافظة إدلب شمال غربي سوريا التي تشهد تقدماً لقوات النظام على حساب المعارضة في الأسابيع الأخيرة، فضلاً عن توتر مع أنقرة بسبب استهداف نقاط مراقبتها العسكرية ومقتل عدد من جنودها الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن المباحثات ركزت على مذكرة إدلب الموقعة في سوتشي بين الجانبين التركي والروسي، وإن أولوية الجانب التركي كانت الالتزام بالحدود المنصوص عليها في مذكرة سوتشي الموقعة في 17 سبتمبر (أيلول) 2018 التي رسمت حدود المنطقة العازلة منزوعة السلاح بين قوات النظام والمعارضة، إضافة إلى وضع نقاط المراقبة العسكرية التركية ومنع النظام من التعرض لها، وانسحابه إلى حدوده السابقة وراء هذه النقاط قبل حلول نهاية شهر فبراير (شباط) الجاري، كما حدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في المهلة التي أعطاها للنظام الأسبوع الماضي. وأضافت المصادر أن أولوية الجانب الروسي كانت تنفيذ أنقرة التزاماتها بموجب المذكرة وفصل مجموعات المعارضة المعتدلة في إدلب عن الجماعات المتشددة وفتح الطرق الرئيسية.
وأشارت المصادر إلى أنه في حال عدم قدرة الجانبين على التوصل إلى توافق خلال المباحثات، فإن الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين سيلتقيان مجدداً لبحث الوضع في إدلب.
وبحسب ما تم التوصل إليه في مباحثات آستانة عام 2017، أنشأ الجيش التركي 12 نقطة مراقبة في منطقة خفض التصعيد في إدلب، ثم أنشأ نقطة في معر حطاط تعمل نقطة تجميع للدعم اللوجيستي لنقاط المراقبة الأخرى، ثم أنشأ نقطة أخرى في شرق إدلب، وأقام الأسبوع الماضي 5 نقاط في مطار تفتناز العسكري وحول سراقب، قبل أن يسيطر عليها النظام في محاولة لمنع قواته من السيطرة عليها.
وقالت مصادر محلية، أمس، إن القوات التركية ثبتت في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس، نقطة تمركز جديدة في «معسكر المسطومة» جنوب مدينة إدلب، بعد يوم واحد من تثبيت نقطة أخرى في منطقة الإسكان العسكري شرق مدينة إدلب.
وتم رصد دخول رتل عسكري تركي ضخم معزز بآليات ودبابات إلى معسكر المسطومة أو «معسكر الطلائع» القريب من الطريق الدولية «اللاذقية - حلب» (إم 4).
كانت القوات التركية أنشأت، الأحد الماضي، رابع نقاطها العسكرية حول مدينة سراقب الاستراتيجية بريف إدلب الشمالي الشرقي لتطوق المدينة من محاورها الأربعة، وهي نقطة معمل السيرومات شمال جسر سراقب، ونقطة الصوامع مرديخ (جنوب)، ونقطة كازية الكناص (شرق)، ونقطة معمل حميشو (غرب).
وسيطرت القوات الحكومية السورية، أول من أمس، على جزء من الطريق الدولية «دمشق - حلب» التي تمر بمحافظة إدلب، ولم يتبقَ إلا جزء من الطريق بمحافظة حلب المجاورة لاستعادة الطريق بأكملها.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، يضع الجيش الحكومي السوري استعادة السيطرة على هذه الطريق السريعة المعروفة باسم «إم 5» هدفاً رئيسياً له، لأنّ من شأن هذا الأمر أن يعيد حركة المرور إلى طبيعتها على هذا الشريان الرئيسي بين العاصمة دمشق وحلب، ثاني كبرى مدن البلاد وعاصمتها الاقتصادية سابقاً.
وأشار المرصد إلى أن التقدّم الذي أحرزته القوات الحكومية يعني أن 30 كيلومتراً فقط، تتمثّل في 13 قرية وبلدة لا تزال بأيدي مسلحي المعارضة، تفصل قوات النظام عن السيطرة على الطريق بالكامل.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس، أنه سيتم الرد بشدة على أي هجوم جديد ضد نقاط المراقبة التابعة لها في إدلب، وأن القوات التركية، التي تواصل مهامها في نقاط المراقبة، قادرة على حماية نفسها من خلال الأسلحة والعتاد والقدرات الحربية التي تمتلكها. وأضافت: «سيتم الرد مجدداً بأشد الطرق في إطار حق الدفاع المشروع عن النفس، في حال وقوع أي هجوم جديد».
ولفتت إلى أن القوات التركية موجودة بالمنطقة لمنع نشوب اشتباكات في إدلب، وأن النظام السوري أطلق النار ضدها رغم أن مواقعها كانت منسقة مسبقاً، ما أدى إلى مقتل 7 جنود وموظف مدني أتراك.
وقال البيان إن وحدات حماية الشعب الكردية لا تزال موجودة في شرق وغرب منطقة عملية «نبع السلام» شمال شرقي سوريا، وهو ما يستدعي تعزيز نقاط المراقبة في محافظة إدلب.
وأرسل الجيش التركي، أمس، تعزيزات ضخمة إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا، في قافلة ضمت أكثر من 300 مركبة عسكرية توجهت صوب الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا.
وأول من أمس، دفع الجيش التركي بتعزيزات ضخمة إلى نقاط المراقبة في إدلب، في إطار تعزيزات مستمرة على مدى أسبوعين.
وتألفت التعزيزات من قافلة ضمت 200 آلية بينها مدرعات وآليات على متنها قوات كوماندوز، وجاءت بعد أن أرسل الجيش التركي، الخميس، قافلة أخرى من 150 عربة عسكرية نقلت قوات من الكوماندوز إلى نقاط المراقبة داخل إدلب.
وطوقت القوات الحكومية السورية معظم نقاط المراقبة التركية في عمليتها الأخيرة التي بدأتها نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ليصل عدد النقاط التركية المطوقة إلى 8 نقاط. ودفع التصعيد منذ ديسمبر 580 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة باتجاه مناطق أكثر أمناً قرب الحدود التركية.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس، استعداد طهران لمساعدة تركيا والنظام السوري على تجاوز خلافاتهما. وأكدت أهمية حل الأمور في سوريا عبر الدبلوماسية، وذلك خلال لقاء بين مسؤولين إيرانيين ومبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا غير بيدرسن الذي يزور إيران.
وقالت الوزارة، في بيان على موقعها الإلكتروني، إنه لا يجب استخدام المدنيين دروعاً بشرية، وإن إيران مستعدة للوساطة بين تركيا وسوريا لحل المسألة.
على صعيد آخر، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس، إن قواتها العاملة في منطقة عملية «نبع السلام» شمال شرقي سوريا، تقوم بالرد اللازم على التحرشات المتواصلة لعناصر وحدات حماية الشعب الكردية.
وأضافت أن «التنظيم الإرهابي (الوحدات الكردية) يواصل انتشاره في المناطق الواقعة شرق وغرب منطقة عملية (نبع السلام)، رغم التفاهم المبرم مع روسيا حول انسحابهم»، مشيرة إلى استمرار تحرشاتهم عبر إطلاق النار من تلك المناطق، نحو القوات العاملة في منطقة «نبع السلام»، وأكدت أنه يتم الرد اللازم على تلك التحرشات.
وفي بيان آخر، أكدت الوزارة مقتل جندي تركي وإصابة 4 آخرين، جراء حادث في منطقة عملية «نبع السلام»، شمال شرقي سوريا، مشيرة إلى أنه نتج عن انقلاب مركبتهم.
===========================
عنب بلدي :شرق الفرات يعود إلى الواجهة.. تحرك تركي لخلط الأوراق
عنب بلدي – خاص
بعد غيابه عن قائمة الأحداث الجارية في سوريا لأشهر، يعود ملف “شرق الفرات” إلى الواجهة مجددًا، عبر مقتل جندي تركي في مدينة تل أبيض، وثلاثة من قوات النظام السوري في بلدة تل تمر، إضافة إلى تبادل القصف بين “الجيش الوطني” السوري و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بريف الرقة. كل ذلك وقع في يوم واحد.
وتُعيد هذه الأحداث إلى الأذهان التصريحات الصاخبة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 5 من شباط الحالي، في أثناء رده على مقتل جنود أتراك على يد قوات النظام السوري في إدلب، معتبرًا “الهجوم في إدلب هو بداية حقبة جديدة في سوريا بالنسبة لتركيا”، بحسب القناة الرسمية التركية (TRT).
وكان سبعة جنود أتراك وعامل قُتلوا وأصيب سبعة آخرون، في قصف للنظام السوري على إدلب، في 2 من شباط الحالي، بحسب وزارة الدفاع التركية. وردًا على مقتلهم، أطلقت تركيا 122 قذيفة مدفعية و100 قذيفة هاون على 46 هدفًا لقوات النظام.
واعتبر أردوغان أن اتفاقية “سوتشي” المتعلقة بشرق الفرات “لا تُطبق بشكل جيد”، وهو ما بدا أنه رد على تصريح لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي حمّل فيه أنقرة مسؤولية ما يحدث في إدلب، لأنها لم تطبق اتفاقيات “أستانة” و”سوتشي”.
وقال الرئيس التركي في تصريحاته إن “الهجوم في إدلب هو بداية حقبة جديدة في سوريا بالنسبة لتركيا”.
وأنهت اتفاقية “سوتشي” المتعلقة بشرق الفرات بين أردوغان وبوتين، في 22 من تشرين الأول 2019، العملية العسكرية التركية، التي سيطر خلالها الجيش التركي و”الجيش الوطني” السوري على مدينتي تل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة، وقراهما وبلداتهما، وسميت المعركة “نبع السلام”.
شرق الفرات.. خلط الأوراق
تطرق الرئيس التركي خلال تصريحاته أيضًا إلى مدينة تل رفعت بريف حلب، مشيرًا إلى ضرورة طرد “وحدات حماية الشعب” (الكردية) منها، وإعادتها إلى سكانها الأصليين، ما يعني أن تركيا تحاول الضغط على النظام وروسيا في ملفات شرق الفرات وغربه، لإيقاف تقدمهما المتسارع في محافظة إدلب.
وفي 8 من شباط الحالي، قُتل جندي من الجيش التركي، في شرق الفرات، وقالت وزارة الدفاع التركية، إن خمسة جنود أصيبوا بجروح إثر انقلاب مركبتهم في منطقة عملية “نبع السلام” شمال شرقي سوريا، مشيرة إلى مقتل أحد الجنود.
وقبل إعلان الدفاع التركية، ذكرت وكالة “هاوار” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” (الكردية)، أن “قسد” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” (الكردية) عمودها الفقري، تصدت لمحاولة تقدم لـ”الجيش الوطني” السوري والقوات التركية في ريف مدينة تل أبيض بريف الرقة.
وأضافت أن الجيش التركي و”الجيش الوطني” شنا هجمات على مواقع “قسد” في قريتي عفدكو وجلبة، في ريف تل أبيض الغربي.
وأشارت إلى حدوث معارك بين الطرفين، وأن “قسد” تمكنت من إحباط الهجمات، وقتل ستة عناصر من المهاجمين.
ونفى الناطق باسم “الجيس الوطني”، الرائد يوسف حمود، لعنب بلدي، حدوث هجوم على مواقع “قسد” بريف الرقة، موضحًا أن ما جرى هو تبادل لإطلاق القذائف بين الطرفين.
ولم يتطرق حمود إلى كيفية مقتل الجندي التركي في ريف الرقة.
وبالتزامن مع أحدث ريف الرقة، قالت وكالة “هاوار“، إن ثلاثة عناصر من قوات النظام السوري قُتلوا في قرية الطويلة التابعة لبلدة تل تمر بريف الحسكة.
وأضافت أن عناصر من “الجيش الوطني” زرعوا لغمًا، اليوم، قرب دورية عسكرية للنظام، حيث انفجر اللغم في أثناء مرورها.
ولم تذكر وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أي معلومات عن وقوع قتلى للنظام في بلدة تل تمر.
كما لم يصدر “الجيش الوطني” بيانًا رسميًا حول استهداف عناصر للنظام في ريف الحسكة، ولم يتبنّ الرائد يوسف حمود، خلال حديثه مع عنب بلدي، عملية قتل عناصر النظام، وشكك فيما نقلته وكالة “هاوار”.
وقال في هذا الإطار “من نقل الخبر أو من اكتشفه هو مسؤول عنه”.
ريف الحسكة مرجح للتصعيد
كانت تركيا ترمي من خلال “نبع السلام” للسيطرة على بلدة تل تمر بريف الحسكة وتل رفعت بريف حلب الشمالي، وعين العرب بريف حلب الشرقي، لكن سعيها توقف مع توقيع “سوتشي”.
ودخلت قوات النظام السوري بلدة تل تمر بعد يوم واحد من الاتفاق مع “الإداراة الذاتية”، في 13 من تشرين الأول 2019، حيث نصت الاتفاقية على انتشار قوات النظام في مناطق الإدارة، منعًا لتقدم الجيش التركي الذي كان قد بدأ، في 9 من تشرين الأول 2019، عمليته العسكرية.
وفي تشرين الثاني 2019، شهدت بلدة تل تمر معارك بين “الجيش الوطني” السوري بدعم تركي من جهة، و”وحدات حماية الشعب” (الكردية) وقوات النظام السوري من جهة أخرى.
وجرت تلك المعارك على الرغم من سريان الاتفاق الروسي- التركي، الذي توصل إليه الرئيسان، الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب أردوغان، في 22 من تشرين الأول 2019، والذي قضى بتوقف المعارك في منطقة شرق الفرات ضمن عدة بنود.
و أعلن “الجيش الوطني“، في 10 من تشرين الثاني 2019، عن استكمال العمليات العسكرية في محور تل تمر للسيطرة على صوامع العالية.
وقال حينها، عبر حساب “التوجيه المعنوي” التابع له في “تويتر”، إن قواته تواجه “قسد” على محور تل تمر ضمن إطار عملية “نبع السلام”.
وانتهت هذه المعارك بدخول قوات النظام السوري برفقة الشرطة العسكرية الروسية إلى صوامع العالية بمنطقة تل تمر بريف الحسكة، في 1 من كانون الأول 2019، وذلك ضمن تفاهمات بين تركيا وروسيا.
===========================
عنب بلدي :إدلب رهينة الضامنَين.. لمن الغلبة؟
مراد عبد الجليل | تيم الحاج | حباء شحادة
يعود مشهد خلط الأوراق وتضارب المصالح بين اللاعبين إلى الواجهة مجددًا على الجغرافيا السورية، لكن هذه المرة في ساحة إدلب وريفها، بين روسيا التي تنظر إلى المدينة بكونها “بؤرة للإرهاب” لا بد من تطهيرها وإعادتها إلى حضن النظام السوري بالقضاء على آخر معاقل المعارضة، وتركيا التي اعتبر رئيسها، رجب طيب أردوغان، في أيلول 2018، أن أمنها (إدلب) مرتبط بالأمن القومي التركي.
وخلال العامين الماضيين كان الأتراك والروس هما اللاعبين الأساسيين في الملف السوري، اختلفا في قضايا واتفقا في أخرى، كان أهمها “مسار أستانة” للحل في سوريا، الذي بدأت روسيا من خلاله تطبيق رؤيتها السياسية، وقضم مناطق المعارضة الواحدة تلو الأخرى، من حلب وصولًا إلى الغوطة الشرقية وريف حمص ودرعا، دون رد فعل تركي حقيقي يتناسب مع حجم خسارة المعارضة التي تدعمها سياسيًا وعسكريًا، لهذه المناطق.
لكن رد فعل أنقرة اختلف هذه المرة في إدلب، بعد التطورات المتسارعة التي شهدتها المدينة، خلال الأسبوعين الماضيين، ما أزعج الضامن التركي وجعله يطلق تهديدات، ويرسل أرتالًا عسكرية بمئات المدرعات والآليات، في رسالة إلى النظام والروس بعدم التنازل عن مصالحها في المدينة الحدودية، حتى لو اضطرت إلى القيام بعمل عسكري بري وجوي في المنطقة.
بين محاولة الروس تثبيت مكاسبهم على الأرض والحفاظ على المناطق التي سيطروا عليها، ومحاولة تركيا إثبات وجودها وتنفيذ تهديداتها، يبقى المدنيون الخاسر الأكبر، إذ قُتل المئات منهم وشُرد مئات الآلاف، وفق إحصائيات أممية، وباتوا ينتظرون نتائج التفاهمات الجديدة بين الطرفين.
وفي ظل الخلاف الحاصل بين تركيا وروسيا في إدلب، تحاول عنب بلدي في ملفها رصد أوراق اللعب بيد كلا الطرفين في إدلب لتحقيق مصالحهما، التي من شأنها أن تزيد من تعقيد المشهد أو تمارس أسلوب الضغط للجلوس على طاولة الحوار مجددًا، والوصول إلى تفاهمات جديدة.
كارثة إدلب..
تنبؤات ما بعد درعا تتحول إلى واقع
بعد سيطرة قوات النظام السوري على مناطق المعارضة في الجنوب السوري، درعا والقنيطرة، بإجبار الفصائل على “المصالحة” في تموز 2018، بدأ النظام وروسيا بالتفكير بتوجيه المدافع والطائرات نحو إدلب وريفها بهدف السيطرة عليها، بعدما تحولت إلى أكبر تجمع للمعارضين والمقاتلين الذين رفضوا مصالحة النظام.
ورافق التوجه نحو إدلب حينها إطلاق تحذيرات، ليس من تركيا فحسب وإنما من المجتمع الدولي، إذ اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في 24 من آب 2018، أن “أي حل عسكري سيسبب كارثة ليس فقط لمنطقة إدلب وإنما أيضًا لمستقبل سوريا”.
في حين اعتبر مدير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جون غينيغ، في 28 من آب 2018، أن “إدلب قد تشهد أسوأ سيناريو منذ اندلاع الأزمة في سوريا”، داعيًا المجتمع الدولي إلى بذل كل ما باستطاعته لتجنب حدوث كارثة في إدلب والمناطق المحيطة بها، أعقبه تحذير أمريكي من قبل وزير الخارجية، مايك بومبيو، مفاده أن “الولايات المتحدة تعتبر قصف إدلب تصعيدًا لصراع خطير بالفعل”.
ودفع رد فعل المجتمع الدولي روسيا إلى إيقاف هجومها على إدلب، بعد التوصل إلى اتفاقية مع تركيا، في أيلول 2018، تُعرف باتفاقية “سوتشي”، لتتحول إلى اتباع سياسة “القضم البطيء” لمناطق المعارضة، عبر سيناريو ثابت يبدأ بشن قوات النظام عملية عسكرية على إحدى المناطق لعدة أيام بشتى أنواع الأسلحة، ثم تبسط سيطرتها عليها، ليعقب ذلك ردود فعل واتهامات بخرق الاتفاقية وتحذيرات إنسانية، قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار لبعض الوقت، وتثبيت نقاط السيطرة الجديدة، ثم العودة إلى نفس السيناريو.
خلال الأسابيع الماضية، وبسبب التصعيد العسكري والقصف الذي وصف بـ”الهستيري”، تحققت التحذيرات بوقوع كارثة إنسانية في إدلب، عندما بلغ عدد النازحين، منذ كانون الأول 2019، أكثر من 520 ألف مدني، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لاركيه، الذي أكد في مؤتمر صحفي، في 5 من شباط الحالي، أنه “لم يعد هناك أي مكان آمن في إدلب، فالقنابل تتساقط في كل مكان”.
كما قُتل 182 شخصًا منذ 16 من كانون الثاني الماضي، ودُمرت أكثر من 120 نقطة طبية منذ مطلع العام الحالي، بحسب ما وثقه فريق “منسقو الاستجابة”، في 6 من شباط الحالي، الذي أكد أن استمرار العملية العسكرية يهدد مليونًا و200 ألف شخص بالنزوح من مركز مدينة إدلب ومحيطها.
أما عسكريًا فقد تمكنت قوات النظام من السيطرة على مدن استراتيجية مثل مدينة معرة النعمان، أكبر مدن ريف إدلب الجنوبي، وصولًا إلى مدينة سراقب بالريف الشرقي الواقعة على نقطة تقاطع الطريقين الدوليين، دمشق- حلب “M5” وحلب اللاذقية “M4”.
ورافقت تقدم قوات النظام المتسارع بدعم الطيران الروسي، “صحوة تركية” واستشعار خطر خسارة المدينة، ما دفعها إلى زيادة أرتالها العسكرية إلى المدينة وتثبيت نقاط مراقبة جديدة حول سراقب، الأمر الذي قابلته قوات النظام بالقصف، ما أدى إلى مقتل ثمانية أتراك وإصابة تسعة آخرين، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع التركية.
وأدى مقتل الجنود الأتراك إلى ظهور خلاف تركي- روسي، وإطلاق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تهديدات بشن عملية واسعة في إدلب في حال لم تنسحب قوات النظام السوري من المناطق المتفق عليها مع روسيا ضمن اتفاقية “سوتشي”.
وقال أردوغان، في كلمة له أمام حزب “العدالة والتنمية”، في 5 من شباط الحالي، إن “قواتنا الجوية والبرية ستتحرك عند الحاجة بحرية في كل مناطق عملياتنا وفي إدلب، وستقوم بعمليات عسكرية إذا اقتضت الضرورة”، كما هدد باستهداف عناصر قوات النظام مباشرة عند تعرض الجنود الأتراك أو حلفاء تركيا (الفصائل) لأي هجوم، دون سابق إنذار وبغض النظر عن الطرف المنفذ للهجوم.
وحدد أردوغان مهلة لقوات النظام خلال شهر شباط الحالي للانسحاب من المناطق المحيطة بنقاط المراقبة التركية، لكن النظام لم يأخذ التهديدات على محمل الجد، وتابع تقدمه وسيطر على مدينة سراقب وحاصر نقاط المراقبة التركية الموجودة حول المدينة.
وبدأت عقب ذلك الاتصالات الدبلوماسية في محاولة لتخفيف التوتر بين البلدين، ووصل وفد روسي إلى تركيا، السبت الماضي، لمناقشة مصير مدينة إدلب، وطرح أوراقهما على طاولة الحوار، في محاولة للخروج بحل يناسب رؤية كل طرف منهما، لكن ما الأوراق التي يملكها كل طرف لفرض رؤيته ومحاولة التأثير والضغط على الطرف الآخر؟
الشرعية والإرهاب.. حجة الروس للتمسك بقضم إدلب
في أيلول 2015، أعلنت روسيا بشكل رسمي تدخلها في سوريا بحجة مساندة النظام السوري لمكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” وتنظيم “القاعدة”، الأمر الذي وضع بيدها ورقة قد توصف بالقانونية، على اعتبار أن تدخلها جاء بطلب من النظام، المعترف به كحكومة شرعية في أروقة الأمم المتحدة.
وعلى مدى الأشهر الماضية، اتخذت روسيا من شرعية تدخلها ومكافحة الإرهاب شماعة لتبرير هجومها على إدلب، إذ لا يخلو اجتماع أو تصريح لمسؤول روسي دون الإشارة إلى التأكيد على قانونية الهجوم، إذ قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي، في 7 من شباط الحالي، إن “كل ما يتم القيام به لمحاربة الإرهابيين يجري تنفيذه بشكل قانوني”، مؤكدًا أن “أي اتفاقات لخفض التصعيد في إدلب لا تشمل الإرهابيين، لأنهم خارج القانون”.
“شماعة الإرهاب”
تلعب روسيا على وتر وجود “هيئة تحرير الشام” التي تسيطر على مساحات واسعة في إدلب وريفها، والمصنفة كـ”إرهابية” في كل من روسيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، متخذة وجودها ورقة لاستمرار عملياتها، وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، قال في جلسة لمجلس الأمن، في 6 من شباط الحالي، إن “عناصر تنظيم هيئة تحرير الشام، المصنف إرهابيًا على المستوى الدولي، كثفوا هجماتهم من إدلب منذ نهاية 2019 على القوات السورية والروسية، بما في ذلك قاعدة حميميم”.
وتؤيد تصريحات مسؤولين غربيين النظرية الروسية بضرورة مكافحة الإرهاب في إدلب، لكن يجب أن يكون استخدام القوة ضد هذه المجموعات موجهًا بشكل دقيق، بحسب ما قاله المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، في جلسة مجلس الأمن.
ومن الأوراق التي تمتلكها روسيا للضغط على تركيا، اتهامها المتكرر بعدم تنفيذ اتفاقية “سوتشي”، التي تنص على طرد المنظمات الإرهابية في إدلب، إذ قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في تصريحات لصحيفة “روسيسكايا غازيتا” الروسية، إن تركيا لم تتمكن من فصل المعارضة السورية المسلحة، التي تتعاون معها والمستعدة للحوار مع النظام السوري في إطار العملية السياسية، عن “هيئة تحرير الشام”، التي وصفها بـ”الإرهابية”.
ورقة اللاجئين
كما أوصلت روسيا رسالة إلى تركيا بإمكانية إغراقها مجددًا باللاجئين، عبر قصف مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، التي تشرف عليها الولايات التركية القريبة من الحدود السورية اقتصاديًا وخدميًا، إذ استهدفت الطائرات بخمس غارات جوية مدينة الباب، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بشظايا متنوعة، وإحراق جامع “الشيخ دوشل” وتدمير ثلاثة منازل، بحسب مسؤول مركز “الدفاع المدني” في مدينة الباب، أسامة الحجار، في 2 من شباط الحالي.
وجاء القصف عقب شن فصائل المعارضة عملية عسكرية في حي الزهراء بريف حلب، وهو ما اعتبره الباحث في “مركز عمران للدراسات”، معن طلاع، رد فعل على محاولة المعارضة فتح جبهة جديدة في حلب لتخفيف وطأة المعارك وتقدم قوات النظام في إدلب، لكن البلدين تدخلا بشكل سريع وضبطا الأمور أمنيًا.
إدلب.. مكسب استراتيجي لتركيا
ما أوراق الضغط التي تملكها
“حقبة جديدة في سوريا لتركيا”، هو وصف أطلقه الرئيس التركي، في 5 من شباط الحالي، لصد قوات النظام في إدلب، بعد ساعات من حديثه مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وإبلاغه بأن القوات التركية “ستقوم بما يلزم” إذا لم تنسحب قوات النظام السوري إلى المناطق المحددة باتفاقية “سوتشي”.
ويعكس تصعيد اللجهة التركية أهمية إدلب بالنسبة لتركيا، إذ تعتبر المحافظة آخر نقطة صراع بين النظام والمعارضة، وبالتالي هي وسيلة لتركيا كي يكون لها دور في مستقبل سوريا والعملية السياسية، بحسب الباحث معن طلاع، الذي أكد أن “هذا لا يعني تطابقًا بين الشرط الوطني للمعارضين وبين الشرط التركي، كون الحاكم أصلًا في هذه الاتفاقات هو حسن العلاقة مع روسيا كونها الفاعل الأكثر تسيدًا في الشأن السوري”.
تحديث “اتفاقية أضنة”
تأتي أهمية إدلب لتركيا كون مصير “الإدارة الذاتية” عبر عصبها الرئيس “حزب الاتحاد الديمقراطي” لا يزال غير واضح بالمعنيين الإداري والأمني، وبالتالي تعتبر إدلب نقطة دفاع متقدمة لإنهاء الوضع الإداري والتموضع الأمني للإدارة، خاصة أن كل الاتفاقات سواء في شرق الفرات أو في إدلب هي اتفاقات قلقة، بحسب الباحث معن طلاع، الذي تحدث عن إرادة تركيا في تدخلها بإدلب بتحويل مكسبها الآني إلى استراتيجي والتوصل إلى اتفاقية جديدة غير “اتفاقية أضنة” القديمة.
وقال طلاع إن تركيا تحاول فرض شروط جديدة من أجل الحصول على اتفاقية جديدة تسمح لها التدخل بمساحة أكبر من المساحة وفق “أضنة”، المحددة بخمسة كيلومترات فقط، في محاولة لمنع التواصل ما بين كانتونات “الإدارة الذاتية”.
وتكرر تركيا أن وجودها في سوريا وفق “اتفاقية أضنة”، وبرر أردوغان، الأسبوع الماضي، دخول قواته إلى إدلب بالقول إن “النظام السوري لم يقم بدعوة أي من الأطراف الفاعلة حاليًا في سوريا باستثناء روسيا وإيران، بينما تركيا لديها الحق الشرعي في التدخل لحماية أمنها بموجب اتفاقية أضنة”.
لكن النظام السوري رد على أردوغان عبر مصدر في وزارة الخارجية نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في 5 من شباط الحالي، أن “اتفاقية أضنة تفرض التنسيق مع الحكومة السورية باعتبارها اتفاقية بين دولتين، وبالتالي لا يستطيع أردوغان، وفق موجبات هذه الاتفاقية، التصرف بشكل منفرد”.
وأوضح المصدر أن اتفاقية “أضنة” هي لضمان أمن الحدود بين البلدين، وتهدف إلى “مكافحة الإرهاب”، معتبرًا أن ما “يقوم به أردوغان هو حماية أدواته من المجموعات الإرهابية التي قدم لها، ولا يزال، مختلف أشكال الدعم”.
وتمكن أهمية إدلب لتركيا بأنها منطقة حدودية، وتشكل هاجسًا لها بتأثيرها على أمنها القومي، بحسب القيادي في “الجيش الحر”، عبد السلام عبد الرزاق، إذ إن سيطرة النظام على إدلب تجعل مناطق ريف حلب الشمالي وعفرين، التي سيطرت عليها تركيا بعمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، على طاولة المفاوضات، لأن روسيا تسعى للسيطرة على كامل التراب السوري، إلى جانب خسارة تركيا لورقة مهمة في سوريا تستخدمها لأجل ملف شرق الفرات، وقد تخرج من معادلة الصراع والمصالح في سوريا.
ما أوراق تركيا؟
حول الأوراق التي تملكها تركيا في الساحة السورية، يرى القيادي في “الجيش الحر”، عبد السلام عبد الرزاق، أنها “تدخل إلى الشمال السوري بشكل قانوني وفق اتفاقية أضنة، وتدخل في عمق حاضن وصديق لتركيا ويطالب بدخول الجيش التركي، إضافة إلى أنها تدافع عن حدودها، وتهدف لإنهاء أزمة اللاجئين الذين ربما يصلون إلى أوروبا”.
كما لوحت تركيا بفتح جبهة ريف حلب الشمالي، بحسب عبد الرزاق، إذ استطاع “الجيش الوطني”، المدعوم من تركيا، بوقت قياسي تحرير ثلاث قرى قبل انسحابه، الأسبوع الماضي، في حين سيطرت الفصائل على جمعية الزهراء بمعركة قصيرة المدة في ريف حلب الغربي، إلى جانب جبهة الساحل التي تعتبر منطقة استراتيجية للنظام السوري بسبب وجود حاضنته، وأهميتها بالنسبة لروسيا حيث توجد قاعدة حميميم ومركز القيادة والعمليات الروسية.
كما برزت مؤشرات، خلال الأيام الماضية، لإمكانية دعم الولايات المتحدة الأمريكية لتركيا في موقفها في إدلب، عبر تصريحات مسؤولين أمريكيين، وهو ما يمثل ورقة ضغط على روسيا التي تخشى من خسارة حليفها التركي في المنطقة، والتحول إلى الحليف الأمريكي التي قد تستخدمه أنقرة في مواجهة موسكو كأحد الخيارات.
وقال الممثل الأمريكي الخاص للشأن السوري، جيمس جيفري، بحسب موقع “الحرة“، في 6 من شباط الحالي، إن الولايات المتحدة تبحث سلسلة خيارات لمواجهة التطورات في محافظة إدلب، مؤكدًا أن واشنطن تسأل الأتراك عن أي مساعدة يحتاجونها، وقال “إن لدى الأتراك جيشًا قادرًا وكفئًا، وهم الآن يعززون مواقعهم، ولا نرى أي مؤشر على أن الأتراك سينسحبون من نقاط المراقبة في إدلب”.
وترى روسيا مؤشرات حقيقية لعودة فاعلة لأمريكا في المنطقة، بحسب الباحث في “مركز عمران للدراسات”، معن طلاع، من خلال الحركة الدبلوماسية سواء في أوروبا أو حتى لممثليها، بهدف عرقلة الروس وعدم إعطائهم أي ذريعة للتدخل أكثر في إدلب، إضافة إلى قانون “قيصر” ومعاقبة كل من يرفض العملية السياسية في إطارها الذي أقره قرار مجلس الأمن 2254.
“أستانة” مهدد.. تركيا “تكسب”
التهديد الأكبر الذي أطلقه أردوغان كرسالة إلى موسكو هو إعلانه موت “مسار أستانة”، إذ قال أردوغان للصحفيين في أثناء عودته من السنغال، بحسب “TRTHABER” ، في 29 من كانون الثاني الماضي، إنه “لم يتبقَّ شيء اسمه مسار أستانة”، مطالبًا بالتحرك من أجل إحيائه مجددًا والنظر فيما يمكن فعله.
انطلق “مسار أستانة” بداية عام 2017، بمشاركة من ممثلي النظام السوري والمعارضة، وبضمان كل من روسيا وتركيا وإيران، وأنشأ ما يسمى مناطق “تخفيف التوتر” التي سيطرت عليها روسيا لاحقًا.
وضم اجتماع “أستانة 4، في أيار من عام 2017، كامل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات اللاذقية وحلب وحماة وحمص ودمشق (الغوطة الشرقية) ودرعا والقنيطرة، بمناطق “تخفيف التوتر”، برعاية من الأطراف الضامنة، لوقف تبادل النيران، مستثنيًا العناصر “الإرهابية” فيها، من “هيئة تحرير الشام”، وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
يعتبر المحلل السياسي التركي المختص بالشأن السوري، طه عودة أوغلو، أن المنطقة على أعتاب إعادة صياغة إطار جديد لـ “مسار أستانة” بين أنقرة وموسكو، من خلال “رسم خطوط تماس جديدة”، معبرًا عن أمله بأن يسهم ذلك في “إعادة الاعتبار لموقف المعارضة السورية”.
ويعتبر “مسار أستانة” هو المكسب الأكثر أهمية التي تحاول تركيا الضغط من خلاله، بحسب الباحث معن طلاع، على اعتبار أن “أستانة” تمكن من تثبيت أمني لمناطق محددة وتم البناء عليها سياسيًا (الغوطة الشرقية والجنوب السوري)، ما جعل فعالية المتدخلين، سواء تركيا أو روسيا، أكبر في المشهد السياسي، حتى انعكس ذلك على مسار جنيف الذي تأثر ببوصلة “أستانة”.
ويعتقد طلاع أن التلويح بانتهاء “أستانة” يعني التلويح بإنهاء الضبط الأمني، وبالتالي استعصاء في رؤية الروس، وهذا قد يؤدي إلى الذهاب من “أستانة” إلى “جنيف” والعودة إلى الرؤية السياسية وفق القرار الدولي 2254.
سيناريوهات تنتظر إدلب
دفع إصرار النظام السوري ومن خلفه إيران وروسيا، للسيطرة على الطرق الدولية “M5” و”M4، وقضم مناطق كثيرة من محافظة إدلب، إلى التساؤل عن المصير الذي ينتظر المحافظة الحاضنة لقرابة أربعة ملايين إنسان، بانتظار اتفاق جديد بين الضامنَين، وسط تخوف من التصعيد العسكري بينهما.
وبحسب الرئيس المشترك لـ”الجنة الدستورية”، هادي البحرة، فإن هناك كثيرًا من التساؤلات والمخاوف تثار حول محافظة إدلب وريفي حلب الجنوبي والغربي، وكتب البحرة عبر حسابه في “فيس بوك” مجموعة من السيناريوهات التي تنتظر محافظة إدلب، في ظل الحملة العسكرية عليها.
ومن أحد مآلات إدلب، وفق البحرة، سيطرة النظام على “M5” و”M4، مع منطقة أمان محددة ومحدودة على جانب الطريقين شمالًا وغربًا، مشيرًا إلى أن هذا ما تسعى إليه روسيا، أما تركيا التي وصفها بـ”الصديق”، فستبقي نقاطًا من الطريقين تحت رقابتها ونفوذها، لافتًا إلى أن طريق “M4” سيتميز بترتيبات خاصة.
وفي السيناريو الثاني، توقع البحرة أن يتم إعادة تفعيل التفاهم السابق حول إدلب، أو التوصل إلى تفاهم جديد يتيح تخفيض العنف ووقف للأعمال الهجومية، لفترة لن تقل عن ستة إلى ثمانية أشهر، يتم خلالها التفرغ لحل مشاكل وجود “هيئة تحرير الشام”، بسبل لا ينتج عنها أعمال تتسبب بنزوح أو مخاطر كبيرة على المدنيين.
أما السيناريو الثالث، فسيتم خلاله تعزيز العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية على النظام، مع محاولات خرق لها، وسيتضمن نافذة لتفعيل التفاهمات السياسية دوليًا وإقليميًا ومحليًا، ووفق نتائج ونسبة نجاح أو فشل تلك التفاهمات، سترسم ملامح المرحلة التي تليها، والتي اعتبر البحرة فشلها بمثابة “عودة لأعمال العنف والصدامات العسكرية لإعادة فرض واقع نفوذ عسكري جديد”.
وفي حال لم تدعم أمريكا الموقف التركي، قد ينتهي الأمر بصيغة تنفيذ “اتفاقية أضنة معدلة”، ليصبح النفوذ التركي بعمق 20- 30 كيلومترًا على كامل الشريط الحدودي، وهذا يشكل الحد الأدنى الذي قد تقبل به تركيا، إن كانت الظروف تجبرها على ذلك.
خلافات تكتيكية لحوار جديد
المحلل السياسي السوري المختص بالشأن الروسي محمود حمزة، أكد وجود توتر حقيقي بين تركيا وروسيا، بالاختلاف على فهم اتفاقيات “أستانة” و”سوتشي” التي لم يلتزم بها النظام السوري بدعم من روسيا.
وفي المقابل لم تقم تركيا بإبعاد المقاتلين المصنفين في خانة الإرهاب (هيئة تحرير الشام)، وفصلهم عن فصائل المعارضة المعتدلة، بحسب حمزة، موضحًا أن تركيا قد تقوم باستخدام هؤلاء المقاتلين كورقة لابتزاز روسيا حتى تحقق مكاسب أكثر.
وقال حمزة إن الطرفين ليس لديهما استعداد للتفريط بعلاقاتهما، و”هذه العلاقات أكبر من إدلب وأكبر من مصالحمها في سوريا”، واصفًا الخلافات بينهما حول إدلب بالتكتيكية، مشيرًا  إلى أنهم سيتفقون مجددًا على حلها، وقد تكون هذه الخلافات مبررًا لعقد صفقات جديدة بين الطرفين، وفق قوله، معتبرًا أن كل اتفاقيات “أستانة” و”سوتشي” هي عبارة عن صفقات لم يستفد منها الشعب السوري في شيء.
وأضاف أن إدلب في المحصلة تخضع لمحاولة النظام وروسيا السيطرة على الطرق الدولية، ومجرد أن يسيطرا عليها ستهدأ المعارك، لأن روسيا والنظام السوري ليست لديهما القدرة على دخول مدينة إدلب، لأن فيها كثافة سكانية هائلة، وعددًا كبيرًا من المقاتلين.
من جانبه، يرى المحلل السياسي التركي باكير أتاجان، أن تركيا لن تتخلى عن العمق الاستراتيجي، المتمثل وفق تعبيره بـ”الشعب السوري، الذي إذا خسرته أنقرة ستخسر مصالحها في الشرق الأوسط وكل المنطقة”.
وحول الخطوات التي يمكن أن تتخذها تركيا حيال تقدم النظام في إدلب، بالتزامن مع تهديد أردوغان بإيقاف النظام عسكريًا، لفت المحلل التركي في حديثه لعنب بلدي، إلى أن أنقرة ستتمسك بالحوار مع روسيا، بينما تهدد بالقيام بأعمال عسكرية على الأرض لدفع الطرف الآخر للجلوس على طاولة الحوار، لعقد اتفاقيات جديدة حول المنطقة.
“أستانة منقوص” أم “درعا جديدة” في إدلب؟
الباحث السوري معن طلاع، يرى أن إدلب بانتظار واحد من سيناريوهين، الأول تثبيت الخريطة العسكرية كما هي بعد سيطرة قوات النظام على مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، والسيطرة على الطريق الدولي دمشق- حلب بالكامل، والعودة إلى إطار “أستانة” لإنجاز اتفاق أكثر تفصيلًا يتعلق بتحديات ما بعد المرحلة الحالية.
أما السيناريو الأكثر قابلية للتحقق بحسب طلاع، فهو تطبيق نموذج المصالحات في مدينة إدلب، وسيكون قائمًا على أمرين، الأول عدم عودة كاملة للنظام أمنيًا، والعودة فقط رمزيًا لمؤسسات الدولة، وهنا سيكون لتركيا دور مهم.
وحول مصير “هيئة تحرير الشام” و”الحزب الإسلامي التركستاني” يعتقد طلاع أن هذا الملف سيؤجل إلى المراحل الأخيرة من الصراع في سوريا، لأن الملف  لا يزال قابلًا للاستثمار من كل الأطراف ما عدا الأطراف السورية.
===========================
القدس العربي :التصعيد في إدلب يضع العلاقات بين روسيا وتركيا على المِحَك
فالح الحمراني
أثار التصعيد الأخير في إدلب، والانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لروسيا، جدالا حول ما إذا كان تحالف دول التسوية في سوريا قد انفرط أم لا. ولكن حتى الآن تراهن الأطراف على الحفاظ على التعاون أكثر من العمل على تقويضه، رغم أن اختلاف المقاربات من تسوية الوضع المتعلق بإدلب ترك خدشا عميقا في العلاقات الثنائية.
وألقى حادث مقتل خمسة عسكريين أتراك وثلاثة خبراء مدنيين في هجوم شنه الجيش السوري في محافظة إدلب في الثالث من الشهر الجاري، والردً التركي بإطلاق النار على مواقع الجيش السوري و”احتواءها” حسب المصادر التركية، الظلال على مستقبل اتفاقات الرئيسين بوتين واردوغان في تشرين الأول/أكتوبر الماضي في سوتشي، وتفاهمات صيغة أستانا بشأن تسوية الوضع المتعلق بمنطقة تخفيف التصعيد ـ إدلب. كما جعل الحادث الخلافات الروسية ـ التركية تطفو على السطح، وتكشف عن حقيقة أن هناك شراكة وتعاونا فعليا بين أنقرة وموسكو في المجال الاقتصادي، ولكن ثمة تناقضات عميقة في المقاربات السياسية بين الطرفين بشأن العديد من القضايا، بما في ذلك بصدد انضمام شبه جزيرة القرم، والأطراف المتحاربة في ليبيا وغيرها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ضربة للجيش التركي يمكن ان تكون قد وقعت لأن الجانب التركي لم يبلغ الروسي عن تحركاته في هذه المنطقة، وتم تقييم هذه الكلمات من قبل بعض المراقبين على أن موسكو قررت عدم المجاملة، وكانت في وقت سابق أكثر ليونة.
من ناحية أخرى، يعتقد خبراء عسكريون أن إنزال قوات بشار الأسد ضربة بالجيش التركي يمكن أن يكون بمثابة استفزاز أو خطأ، وإذا كانت استفزازا، فمن أجل تعكير أجواء العلاقات بين موسكو وأنقرة، وهناك افتراض يفيد بأن الهجوم السوري نُفذ بتأثير طرف ثالث، غير مرتاح لتحالف موسكو وأنقرة.
ويعتقد آخرون أن روسيا يمكن أن تكون قد باركت العملية السورية في إدلب (على الرغم من العواقب) بعد أن أصبحت تركيا مشاركًا نشطًا في النزاع في ليبيا وداعمة لأوكرانيا. وبالنسبة لتركيا، تعد إدلب نقطة مهمة، ووفقًا للخبراء، فهي تتيح لها تعزيز موقفها على طاولة المفاوضات بصدد مسألة الأراضي التي تسيطر عليها بعد العمليات العسكرية: “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام”. كما يُلاحظ البعض وجود معنىً خفيً في كون الهجوم على الجيش التركي قد نُفِّذ عشية زيارة اردوغان إلى كييف، وإن تم ذلك عن قصد، فأن البرودة ستسري في العلاقات بين البلدين.
ولا يمكن أن لا تقلق هذه التطورات موسكو، وتسعى روسيا إلى التخفيف من حدة الموقف، والعودة إلى اتفاقات سوتشي وصيغة أستانا، بالرغم من أنها حَمَّلت بصورة واضحة أنقرة مسؤولية عدم الإيفاء بالالتزامات التي أخذتها على عاتقها في الاتفاقات الثنائية. وتعليقا على التطورات هناك قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في مقابلة مع صحيفة “روسيسكايا غازيتا”: إن تركيا فشلت في الوفاء بعدد من الالتزامات بشأن مشكلة إدلب. موضحا: لم تتمكن تركيا من الوفاء ببعض الالتزامات الرئيسية التي صُممت لحل مشكلة إدلب. والالتزام الأول، حسب لافروف، كان يقضي بفصل المعارضة المسلحة، التي تتعاون مع تركيا، والمستعدة للحوار مع الحكومة في العملية السياسية، عن جماعة “جبهة النصرة” التي قال الوزير “تم تجسيدها” في “هيئة تحرير الشام”. وأشار وزير الخارجية الروسية إلى أن كلا من المنظمتين مدرجة في القوائم الإرهابية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لذلك “ليس لجبهة النصرة، ولا تجسيدها الجديد في إدلب أي شيء تفعله”. وأضاف لافروف أنه يجب احترام “نظام التهدئة” في المنطقة، إلا أن ممثلي الجماعات المذكورة يواصلون الاستفزازات. وحسب تقديرات لافروف، فهناك سبب آخر للوضع الحالي، وهو أنه لم يتم إنشاء شريط منزوع السلاح من 10-20 كم داخل منطقة إدلب، وقال “لقد ذكرنا هذا أيضًا لشركائنا الأتراك”. ووفقا له، ستسعى وزارة الخارجية الروسية إلى الوفاء بجميع النقاط التي اتفق عليها رئيسا روسيا وتركيا. وانتقدت الخارجية الروسية تضامن واشنطن مع أنقرة، ووصفته في تعليق لها، بانه “وقاحة ورياء” معيدة الأذهان إلى فرض الولايات المتحدة العقوبات على تركيا، على خلفية قيامها بعملية نبع السلام.
تنفيذ الاتفاقيات
في غضون ذلك أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان محادثة هاتفية، ناقشا خلالها التنسيق في سوريا، جاء ذلك في بيان صحافي على موقع الكرملين، ولفت الزعيم الروسي الأنظار إلى تفعيل الإرهابيين لحراكهم، الذي أدى إلى سقوط العديد من الضحايا بين السكان المدنيين، كما أكد على ضرورة تنفيذ الاتفاقيات الروسية التركية بشأن إدلب تنفيذاً صارماً. واتفق الطرفان على اتخاذ تدابير لزيادة تنسيق الإجراءات المشتركة في سوريا من خلال وزارات الدفاع، وأعربت كل من موسكو وأنقرة عن التزامهما بالحوار في الشأن السوري داخل إطار اللجنة الدستورية في جنيف. كما أشار الكرملين إلى أن المحادثة الهاتفية تمت بمبادرة من تركيا.
وحسب “رويترز” فقد ناقش اردوغان أيضًا مع بوتين الهجوم على القوات التركية في سوريا في 3 شباط/فبراير. وحسب الرئيس التركي، فإن هذه الأحداث تضر بالجهود السلمية المشتركة في المنطقة، موضحا إن أنقرة ستستخدم حقوقها في الدفاع عن النفس في حالة استمرار مثل هذه الهجمات.
وتدهور الوضع في سوريا في خريف عام 2019 عندما أطلقت تركيا عملية “نبع السلام” ضد الجماعات الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية. واتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان في خريف عام 2018 في سوتشي، على إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول خط الاتصال في إدلب على عمق 15-20 كم لتنظيم دوريات مشتركة ورصد الامتثال لوقف إطلاق النار هناك، ووفقا لتلك الاتفاقات أنشأت تركيا 12 مركز مراقبة، يتواجد فيها الجيش التركي.
ويرى رسلان محمدوف، خبير المجلس الروسي للشؤون الخارجية “أن الوضع في سوريا ما زال كما كان قبل عام أو عامين، فقد كان من الواضح بالفعل أن الأطراف الضامنة لعملية أستانا، تحاول البدء في تحويرها وفقًا لأجندتها ومصالحها الخاصة. وأن الدول الأخرى ليست مهتمة بالتعاون في سوريا مثل الترويكا، وبالتالي، أن ترك هذا التنسيق لا يصب في مصلحة الأطراف الضامنة”. ويشير إلى أن تفاقم الوضع يرجع الآن إلى حقيقة أن دمشق تخلط الأوراق وأن “الترويكا” لا تفهم دائمًا كيفية الرد.
ويرى مراقبون إن الأسد شن هجومًا في إدلب، وأهدافه مشتركة من حيث المبدأ مع الجانب الروسي، حيث إن استعادة السيطرة على طريقي M4 وM5 التي ستكون من وجهة النظر اللوجستية مفيدة للحكومة السورية ولروسيا، علاوة على ذلك، تضعف الجماعات المناهضة للحكومة، وتشتت مواردها.
ويجمع المراقبون على إن الوضع في إدلب وفي العلاقات مع تركيا لم يخرج عن السيطرة تماما، وينطلقون بذلك من أن روسيا وتركيا اكتسبتا خبرة في التعاون المستمر حتى مع وجود أهداف متباينة، لأن البلدين يحتاجان إلى بعضهما البعض لحل المشكلات العملية.
وترجح بعض القراءات أن أنقرة ستحاول إبرام اتفاق جديد بشأن إدلب مع موسكو، ولكنها ترصد وجود فرص قليلة للقيام بذلك وفق شروط مواتية لأنقرة، وترجح ان أنقرة ستفقد بموجب الاتفاقية الجديدة، السيطرة على أهم المناطق الاستراتيجية في إدلب، وسيتم إنشاء منطقة عازلة على الحدود مع تركيا، وبالتالي يتوقعون تقسيم إدلب إلى عدة مناطق نفوذ.
===========================
اورينت :بماذا خرجت المباحثات التركية الروسية حول إدلب؟
أورينت نت - متابعات
تاريخ النشر: 2020-02-09 06:50
قالت وكالة الأناضول التركية، إن اللقاء الذي جمع وفدين من تركيا وروسيا، السبت، في العاصمة أنقرة لبحث التطورات في إدلب انتهى بالاتفاق على عقد مباحثات أخرى خلال الأسابيع القادمة.
وقالت مصادر دبلوماسية تركية، إن اجتماع الوفدين ركزا على الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان الهدوء ودفع العملية السياسية في سوريا.
وأوضحت المصادر أن الوفدين ضمّ مسؤولين عسكريين واستخباراتيين من كلا البلدين.
وذكرت المصادر أن نائب وزير الخارجية التركي السفير سادات أونال، ترأس الوفد التركي، فيما ترأس الوفد الروسي نائب وزير الخارجية الروسي السفير سيرغي فيرشينين، وألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا.
وأشارت المصادر أن المباحثات التي تشكلت من جولتين، استغرقتا 3 ساعات، مشيرة إلى أن المباحثات ركزت على الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان الهدوء في الميدان ودفع العملية السياسية، واختتمت بالقول إن "الوفدين قررا عقد مباحثات أخرى خلال الأسابيع المقبلة".
ويأتي اجتماع الوفدين، في ظل توتر الوضع في منطقة إدلب، جراء تصعيد ميليشيات نظام أسد وروسيا، بجانب المجموعات الأجنبية الإرهابية الموالية لإيران، واستيلائها على مدن وقرى داخل "منطقة خفض التصعيد"، ما أسفر عن نزوح مئات الآلاف من المدنيين نحو الحدود السورية التركية.
===========================
الزمان التركية :اجتماع تركيا وروسيا حول إدلب ينتهي بلا نتائج
التاريخ: فبراير 09, 2020فى :آخر الأخبار, العالماترك تعليق15 مشاهدة
أنقرة (زمان التركية)ـــ بدون نتائج واضحة، انتهى اجتماع مسؤولين أتراك مع روس في أنقرة للتباحث حول إدلب شمال سوريا، التي يتقدم فيها جيش النظام السوري بشكل كبير.
وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، قال: “ركزنا على الخطوات الواجب اتخاذها لضمان التهدئة”، وذكر أن المفاوضات ستستأنف مع الجانب الروسي الأسبوع المقبل.
وكان مساعد وزير الخارجية الروسي على رأس وفد بلاده الذي ضم عددا من القادة العسكريين ومسؤولين في جهاز المخابرات.
وقتل 8 أتراك أغلبهم جنود يوم الإثنين الماضي في إدلب وأصيب آخرين، بهجوم نفذه الجيش السوري، فيما قتل جندى تركي أمس في شرق الفرات، وأصيب أربعة آخرين وفق ما أعلنت وزارة الدفاع التركية.
ورغم تهديد أطلقه الرئيس التركي رجب أردوغان، حيث قال إنه سيمهل القوات السورية حتى نهاية شباط/ فبراير الجاري، للإنسحاب إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية في المنطقة، تمكن الجيش النظامي السوري من السيطرة على عدة بلدة وبات لا يفصله عن طريق دمشق- حلب الدولي سوى 15 كيلومترا.
ولم تمنع التعزيزات العسكرية التي أرسلتها تركيا الجيش السوري من التقدم في أرياف حلب وإدلب.
===========================
رووداو :إدلب السورية في مرمى ثالوث آستانة الروسي والتركي والإيراني مرة أخرى
رووداو- أربيل
إدلب السورية مرة أخرى في مرمى ثالوث آستانة، إيران واستعدادها لعرض الوساطة، لقاء يجمع وفدين روسي وتركي في أنقرة، واستمرار إرسال التعزيزات التركية إلى الحدود السورية.
وكانت أعلنت إيران السبت عن استعدادها للتوسط بين سوريا وتركيا لتسوية الخلافات بين الطرفين وسط توتر عسكري ينذر بالتصعيد في منطقة إدلب السورية، وذلك في اللقاء الذي جمع كبير مساعدي وزير الخارجية وممثل إيران في مفاوضات أستانا حول التسوية السورية، علي أصغر حاجي، مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، بحثا فيه آخر التطورات في إدلب.
وفي السياق، انتهى لقاء جمع وفدين من تركيا وروسيا ضمّ مسؤولين عسكريين واستخباراتيين من كلا البلدين السبت،  بالعاصمة أنقرة، عن تطورات إدلب، حيث ركزا في جولتين، استغرقتا 3 ساعات على الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان الهدوء ودفع العملية السياسية في سوريا مقررين عقد مباحثات أخرى خلال الأسابيع المقبلة.
الاجتماع الأخير لم يمنع تركيا من تعزيز دفاعاتها في محيط إدلب، حيث أرسل الجيش التركي السبت دفعة تعزيزات عسكرية جديدة، تكونت من مدافع، ودبابات، ومعدات عسكرية، وتضمنت قوات كوماندوز وحاملة جنود مدرعة، وصلت إلى قضاء "اصلاحية" التابع لولاية غازي عنتاب الحدودية وهطاي، وكان الجيش التركي أرسل تعزيزات من مختلف الولايات التركية إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا.
وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري، إلا أن قوات الحكومة السورية وداعميها تواصل شنّ هجماتها على المنطقة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و300 ألف آخرين إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية، منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018.
===========================
عربي 21 :4 آلاف جندي تركي كوماندوز إلى إدلب السورية.. و9 نقاط مراقبة جديدة
ذكرت وسائل إعلام محلية، الأحد، أن أنقرة أرسلت تعزيزات غير مسبوقة إلى الشمال السوري في ظل التطورات الميدانية المتلاحقة، وإحراز النظام السوري تقدما بعد سيطرته على مدينة سراقب الاستراتيجية، واتجاهه نحو مطار “تفتناز”، الذي يشهد تواجد قاعدة جديدة لتركيا.
وذكرت صحيفة “صباح“،  أن قافلتين عسكريتين تركيتين مكونتين من 900 مركبة ما بين مصفحات ومدرعات دخلت الليلة الماضية الأراض السورية.وأضافت أن تلك التعزيزات انتشرت في قرى عدة بإدلب منها سرمين وتفتناز، “في إشارة إلى جهوزيتها لصد أي تقدم من النظام السوري”.
وأشارت إلى أن القافلتين ضمتا عددا كبيرا من وحدات “الكوماندوز” والدبابات والمدرعات التي تحمل الذخائر والقذائف المدفعية بعد دخولها من منطقة عبر معبر “كفرلوسين” انتشرت في شرقي وجنوبي إدلب.
ولفتت إلى أن تلك التعزيزات التي استمرت طوال الليلة الماضية، استقرت في مناطق عدة في إدلب، تنفيذا لأوامر السلطات التركية بإيقاف تقدم جيش النظام السوري.
وذكرت أن وحدات النخبة التي شاركت في عملية “نبع السلام” ودرع الفرات وغصن الزيتون، دخلت إلى إدلب، وأجرت الاستعدادات اللازمة للقيام بالمهام التي ستوكل إليهم هناك.
9 نقاط مراقبة جديدة
وأشارت “صباح”، إلى أنه في ظل التطورات في إدلب، قامت القوات التركية التي انتشرت في سرمين وتفتناز، بإنشاء تسع نقاط جديدة تمتد على طول الطريق ما بين جسر الشغور والراشدين.
وأكدت الصحيفة، أن القوات التركية تجري الاستعدادات اللازمة والجدية لسحب قوات النظام السوري من منطقة خفض التصعيد، وفقا لمسار أستانا، مشيرة إلى أن الآلاف من وحدات النخبة جرى تعزيزها في منطقة هاتاي التركية بانتظار الأوامر.
بدورها، ذكرت صحيفة “يني شفق”، أن عدد وحدات الكوماندوز والوحدات الخاصة التي دخلت إدلب ليل أمس وصل إلى نحو 4000 جندي.
ووصفت “يني شفق” في تقرير، التعزيزات التركية، بأنها غير مسبوقة، وأنه وصل عدد منها إلى قرية “مسطومة” التابعة لمدينة أريحا، مشيرة إلى أن القوات التركية تمركزت في القاعدة العسكرية التي أنشأها النظام السوري سابقا هناك.
ولفتت الصحيفة، إلى أن القوات التركية عززت قاعدة تفتناز بالآليات والمدرعات ووحدات الكوماندوز، والكتل الخرسانية.
وأشارت إلى أن اشتباكات عنيفة تجري بين قوات النظام السوري والمعارضة في أرياف حلب، فقد استعادت الأخيرة السيطرة على قرى “المحرم” و”الخواري” و”تل النباريز” و”الظاهرية”.
من جانبها، أكدت صحيفة “حرييت”، أن القوات التركية، أنشات نقطة مراقبة بين سرمين وأريحا.
وأضافت أن طائرات “أف16” حلقت الليلة الماضية على الحدود بين تركيا وسوريا، مشيرة إلى أن جزءا من التعزيزات العسكرية التركية دخلت نحو نقاط المراقبة في شمالي إدلب في عفرين.
===========================
العرب اللندنية :تركيا تحشد عسكريا في إدلب وسط مخاوف من انهيار نفوذها
أنقرة - تواصل تركيا بشكل غير مسبوق إرسال التعزيزات العسكرية إلى الأراضي السورية للانتشار وإنشاء نقاط جديدة في حلب وإدلب، بعد أن تمكنت قوات النظام السوري من السيطرة منطقة سراقب الإستراتيجية وسط عجز أنقرة عن حماية مناطق نفوذها في إدلب.
وأرسل الجيش التركي الأحد، تعزيزات إضافية إلى نقاط المراقبة داخل محافظة إدلب، فيما تواصل قوات النظام السوري معاركها وفرض سيطرتها الكاملة على المحافظة عقب إعلانها السيطرة على مدينة سراقب.
ووصلت قافلة تضم تعزيزات جديدة من دبابات وذخائر، وتوجهت من قضاء ريحانلي في ولاية هطاي الحدودية مع سوريا نحو نقاط المراقبة داخل إدلب، وسط إجراءات أمنية مشددة.
في غضون ذلك، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه خلال الفترة من الثاني من فبراير الجاري وحتى مساء السبت وصلت أكثر من 1240 شاحنة وآلية عسكرية تركية إلى الأراضي السورية، تحوي وتحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و"كبائن حراسة" متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة ما لا يقل عن خمسة آلاف جندي.
وهددت تركيا بالرد على أي استهداف لمواقعها العسكرية في إدلب، وأملهت أنقرة النظام السوري حتى نهاية فبراير للانسحاب خلف نقاط المراقبة
يأتي ذلك عقب لقاء جمع عسكريين من تركيا وروسيا، ودعا إلى التركيز على التهدئة والدفع بالعملية السياسية وإقرار عقد مباحثات جديدة خلال الأسابيع المقبلة.
ويبدو أن تركيا تحاول تحييد روسيا عن الصراع الدائر مع أنها تعلم باستحالة ذلك حيث أن عملية إدلب تجري بتخطيط ودعم لا محدود من موسكو.
ويرى محللون أن إدلب تشكّل اختبارا مرا للجانبين الروسي والتركي وهما مضطران لخوضه، فإمّا أن يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون وهذا يبدو صعبا وإما أنه سيقود إلى تصادم بينهما، تنتظره أطراف كثيرة.
ورغم هذا يصر الجيش التركي على عدم الانسحاب من نقاط المراقبة في إدلب رغم خسارة ميليشياته لسراقب وتمكن قوات النظام من تحقيق تقدم ميداني هام في الفترة الأخيرة على حساب الجماعات المسلحة.
من جانب آخر أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن نحو 900 ألف شخص نزحوا من شمال غربي سوريا منذ مطلع ديسمبر.
ولفت إلى استمرار حركة النزوح من حلب وإدلب، واصفا الأمر بأنه "جزء من خطة يعمل النظام السوري على تنفيذها  من أجل إجبار المدنيين على النزوح بهدف السيطرة على مزيد من المناطق".
وكانت بيانات أممية أفادت الأسبوع الماضي بأن العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية السورية في شمال غربي البلاد تسببت في نزوح نحو 520 ألف شخص خلال شهرين.
وقال ديفيد سوانسون المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن "الأغلبية العظمى- 80% من النازحين - من النساء والأطفال".
وأضاف أن القصف الجوي والمدفعي اليومي تسبب في "معاناة هائلة للسكان المحليين على مدار الأشهر التسعة الماضية، ما جعل كثيرين يضطرون إلى النزوح للنجاة بأرواحهم".
===========================
الغد :مراسلنا: فشل المحادثات “الروسية التركية” بشأن إدلب
أفاد مراسلنا من اسطنبول أن استمرار وصول التعزيزات العسكرية التركية إلى الأراضي السوري تعني فشل المحادثات المحادثات “الروسية التركية” بشأن إدلب، وأن أنقرة ماضية في فرض أمراً واقعاً على الأرض في الشمال السوري، انطلاقا من مبدأ القوي في الميدان يكون قوياً في التفاوض.
وأشار إلى أن الاجتماعات التي دارت أمس بين الوفد الروسي مع مسئولين أتراك لم تنجح في التوصل إلى توافق بين الجانبين، وأن الجانب التركي يصر على مطالبه المتمثلة في تراجع الجيش السوري عن المناطق التي يسيطر عليها في محيط إدلب، كما تصر أنقرة على إرسال التعزيزات العسكرية إلى إدلب، مقابل الجانب الروسي الذي يرى ضرورة تطهير منطقة إدلب من التنظيمات الإرهابية.
وأكد مراسلنا أن الهوة كبيرة بين الجانب الروسي والتركي، ويبدو أنها ستنعكس على الأوضاع في الميدان.
===========================