الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل اقتنعت روسيا بالتغيير في سوريا ..؟

هل اقتنعت روسيا بالتغيير في سوريا ..؟

27.11.2014
علي القيسي



القدس العربي
الاربعاء 26-11-2014
صرح قبل أيام وزير خارجية روسيا لافروف ، بعد اجتماعه مع وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل ، أن الحل السياسي في سوريا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال مؤتمر جنيف 1 الذي وافقت عليه الدول الأعضاء في مجلس الأمن والنظام السوري ، فهذا التصريح لحليف النظام السوري ، يؤكد أن هناك شيئاً ما يجري العمل في إعداده وخلف الكواليس ، وأن ثمة مبادرة سياسية تلوح بالأفق ، للحل السياسي في سوريا ، وربما تكون زيارة الأمير سعود الفيصل في هذا الوقت لموسكو والتقائه بالوزير الروسي لافروف ، إشارة أخرى على أن هناك حلاً يطبخ على نار هادئة ، بعد المعاناة الشديدة التي استمرت 4 أعوام للشعب السوري ، وهذه الإشارات والتلميحات التي تأتي من دول ذات علاقة بالأزمة السورية تشي أن لابد لهذه الأزمة التي أخذت بعداً إقليمياً وعالمياً في التوسع والامتداد أن تنتهي وتضع الحرب أوزارها ، ولكن يرى بعض المراقبين السياسين والمتابعين للشأن السوري أن الذي يجري الحديث عنه ربما لا يكون سحرياً وسريعاً …!! فهناك حرب دائرة على الأراضي السورية وتدخلات إقليمية ودولية وثمة تحالفات وتشابك في المصالح وتقاطع في الأولويات ، وإذاً خطر داعش الذي اخذ كل المشهد منذ 4 أعوام وأصبح هذا الخطر محدقاً على الجميع ، وهناك أيضاً أولويات لدى القوى الكبرى في هذه الأزمة وهذه الأولويات محاربة داعش ، فالولايات المتحدة ومعها التحالف الدولي تقوم الآن بضرب أهداف في العراق وسوريا ، ولا تفكر حالياً في فتح جبهة أخرى مع النظام السوري ، بالرغم من نزيف الدم المستمر والصراع الدموي الجنوني بين النظام والمعارضة ، وهذا الأمر يجعل المراقب يشكك في السياسة الأمريكية إزاء الأزمة السورية ، فالأولوية ينبغي أن تكون في محاربة النظام وإسقاطه ، فهو السبب في انتشار هذا الإرهاب في المنطقة ولكن الاستراتيجية الأمريكية غائبة عن هذا الأمر ، فلا توجد حقيقةً استراتيجية أمريكية واضحة تجاه الأزمة السورية ، وهذا ما يعقد الأمور ويزيد الشكوك في الحل السلمي ، أما بالنسبة لدور روسيا في هذا الصراع فهذا الدور بات واضحاً منذ انطلاق الأزمة ولم يتغير في وقوف روسيا مع النظام السوري قلباً وقالباً ودعم هذا النظام بكل الوسائل والسبل حتى يبقى على رأس الهرم ، بعكس الدور الأمريكي السلبي تجاه الجيش الحر والمعارضة السورية فهو دور تسويفي يبيع الكلام ، ويبعث الخدر في النفوس ولا يتحرك على أرض الواقع …؟ ترى ما فائدة الحل السياسي المزعوم الذي تتحدث عنه روسيا للأزمة السورية طالما أن مواقفها مع هذا النظام مازالت على حالها ؟ وما جدوى المباحثات الكثيرة مع الدبلوماسية العربية ، والاجتماعات هنا وهناك وهي على ذات الموقف ..؟ فالأحرى في روسيا أن تتخذ طريقاً آخر مع النظام بعد هذه الأعوام من المعاناة وعدم الاستقرار في المنطقة بسبب ممارسة النظام لأبشع أنواع القهر والظلم وسفك الدماء ضد الشعب السوري، ما جدوى أن يبقى الأسد وتذهب سوريا ؟ وهل الشعب السوري عاجز بملايينه عن ترشيح شخص أو أكثر في ظل انتخابات ديمقراطية حرة لقيادة سوريا المستقبل؟ وما فائدة أن يذهب الجميع إلى جنيف ثم يفشل الحل السياسي بسبب تشبث بشار بالسلطة ، وبسبب عدم احترامه للمعارضة السورية وعدم التنازل قيد أنملة عن قناعاته السلبية في أن الذي يجري في بلاده هو عبارة عن مؤامرة دولية ، فعلى روسيا إن أرادت حلاً لهذه الأزمة المتفاقمة أن تتحلى بدور إيجابي والاحتفاظ بمصالحها مع الشعب السوري وليس مع شخص أصبحت أوراقه محروقة مع شعبه ومنبوذا عالميا وعربيا وأخلاقيا بسبب ارتكابه آلاف الجرائم الموثقة دولياً ؟