الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل "تخدِّر" إيران أميركا بالمفاوضات؟

هل "تخدِّر" إيران أميركا بالمفاوضات؟

28.04.2015
سركيس نعوم



النهار
الاثنين 27-4-2015
عن سؤال: لماذا لا تجرون استطلاع رأي يشمل نحو عشرة آلاف ايراني أميركي أو مقيم في أميركا لمعرفة إذا كانوا مؤيِّدين لنوويّة إيران أم لا؟ أجاب المسؤول الكبير السابق في "إدارة" أميركية مهمة، والمسؤول حالياً في مركز ابحاث مهم في واشنطن، قال: "أعجبتني الفكرة. لكن لنعد الى حديثنا الأول وهو المفاوضات النووية بين مجموعة الـ5 الاثنين 27-4-20151 وايران. منذ بداية المفاوضات كانت الأخيرة تحاول إقناعنا بأن استراتيجيتها نجحت. إذ كانت تقول بعد كل جولة منها إنها كانت جيدة ومثمرة على رغم عدم وجود إشارات إلى تقدّم. وعندما كان يُسأل الأميركيون ومفاوضون دوليون آخرون عن المحادثات كانوا يجيبون أنها جدّية وعميقة وبنّاءة. ثم يضيفون: لكن لا نزال بعيدين عن النتائج التي نأمل في الوصول إليها. كان هدف إيران من تصريحاتها تطمين الأميركيين والغرب وإقناعهم بأنها جادّة في مفاوضاتها وساعية في صدق إلى اتفاق. وكان في الوقت نفسه منع أميركا، واستطراداً أوروبا، من الإقدام على خطوات تعوق استمرارها في تنفيذ مشروعها النووي من جهة ومشروعها السياسي الإقليمي من جهة أخرى. وهو يقضي بإحكام السيطرة على قلب الشرق الأوسط والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين (أي غزة المحكومة من "حماس"). وقبل أيام قليلة قال صالحي، وهو مسؤول إيراني، ان90 في المئة من الأمور التقنية المختلف عليها في المفاوضات النووية قد حُلَّت. لكن البيت الأبيض ردّ بالقول إن ذلك غير مطابق للواقع، وأن نجاح المفاوضات بتوقيع اتفاق لا تزال نسبته 50 في المئة. لو كان الانطباع الذي تحاول إيران إشاعته صحيحاً لماذا مُدِّدت مهلة التفاوض الأولى؟ ولماذا لم يوقّع الإتفاق قبل انتهائها؟ لماذا مدّدت مهلة التفاوض ستة اشهر مرة ثانية، ثلاثة منها للتوصل إلى اتفاق – إطار وثلاثة أخرى لإنجاز اتفاق نهائي بعد حل كل خلاف على التقنيات"؟ أنا أعتقد، تابع المسؤول الكبير السابق نفسه، "أن إيران غير جدّية في المفاوضات. والأسباب كثيرة. منها أن الرئيس روحاني والمرشد خامنئي ومعه الملالي قد لا يكونون على الموجة نفسها. ومنها ايضاً ان الاتفاق النووي لن يؤدي إلى رفع العقوبات كلها عن إيران وإلى تحرير حوالى120 مليار دولار أميركي مجمدة في المصارف. إذ أن أوباما وفي ظل معارضة الكونغرس لن يستطيع سوى رفع العقوبات التي فرضها هو كسلطة تنفيذية وليس الكونغرس وليس مجلس الأمن. ربما ترفع أوروبا عقوباتها الايرانية أو بعضها وذلك بسبب تسابقها مع أميركا على الحصول على الاستثمارات في ايران، وهي ضخمة ومُربحة جداً. ذلك أن إيران تحتاج إلى تحديث معظم بناها التحتية على تنوّعها، وكلفة بعض ذلك حوالى700 مليون دولار. ومن الأسباب ثالثاً امتلاك المؤسسة العسكرية في إيران، والمقصود هنا "الحرس الثوري"، مليارات الدولارات بسبب الفساد وبسبب مسؤوليته المباشرة عن مشروعات اقتصادية ضخمة، كما بسبب ديكتاتورية النظام. كل المستبدّين في إيران تحتاج بلادهم إلى أموال كي تنهض وهم يمتلكون مليارات الدولارات المودعة في مصارف خارج إيران". إلى ذلك، اضاف المسؤول الكبير السابق نفسه، "أنا أعتقد أيضاً أن الإدارة الأميركية وقعت في فخ إيران. فهي تريد قنبلة نووية باتفاق يمكن أن يسمح لها بصناعتها بعد سنوات وإن طويلة، لكن من يضمن أن لا تستمر بعد رفع العقوبات في مشروعها السياسي الإقليمي؟ علماً أنها خطر إرهابي كبير. وهي تستعمل كل الوسائل لتحقيق أهدافها. وقد رشت، أو حاولت أن ترشو رئيسة وزراء الارجنتين من أجل إخفاء معالم "جريمة بيونس أيرس" المتورِّط فيها رفسنجاني وخامنئي. إيران الآن في موقف قوي. وهي تسعى بسياستها وأعمالها إلى تجميد حركة أميركا ضدّها ريثما تحقّق أهدافها. ونجحت حتى الآن، إذ دفعت الرئيس أوباما ووزير خارجيته كيري ومستشارته لشؤون الأمن القومي رايس إلى عدم القيام بأي عمل أو خطوة أو السماح بأي عمل أو خطوة يمكن أن يهدد المفاوضات وتالياً امكان الاتفاق. وهي تفعل ما يحلو لها في سوريا وفي العراق وتدعم الحوثيين في اليمن، أي تقاتل حلفاء أميركا في المنطقة وتخدِّرها في الوقت نفسه بالتفاوض. على كلٍ قيل أن روسيا تتعاون مع إيران نووياً ولكن في سرّية مطلقة. وقيل ايضاً ان ثلاثة خبراء روس زاروا إيران وبحثوا مع مسؤوليها إمكان بيعها مواد يحتاج اليها نشاطها النووي، وهناك حديث عن منشآت نووية تحت الأرض في طهران".
بماذا ردّدت؟