الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  من ذكريات حلب الشهباء : جامع العثمانية

من ذكريات حلب الشهباء : جامع العثمانية

28.06.2017
يحيى حاج يحيى




لسنا - والحمد لله- ممن يعظمون الحجارة ، ويبكون على آثار السالفين ؟!
ولكن لبعض الأماكن ذكريات في النفس ، تزول هذه الأماكن ، ولكن ذكرى من عمروها لاتزول !؟
وصدق الشاعر مع نفسه ، ومع الواقع حين قال :
وماحبُّ الديار شغفن قلبي = ولكنْ حبُّ من سكن الديارا!!
لكم شعرت بالأسى حين رأيت جامع العثمانية في محلة باب النصر بحلب ،  وقد غدا ركاماً بعد قصف المجرم العاهر ابن الخائن الفاجر للمسجد وما يحيط به ! ؟
عادت بي الذكرى ،  وقد سكنت منذ أكثر من أربعين عاماً في بندرة الإسلام بباب النصر  ، وكان شوقي يتقد  في يوم الجمعة إلى جامع العثمانية القريب من سكني !!
إذ تسبح الروح وتسمو في خطبة الشيخ أحمد عز الدين البيانوني رحمه الله ، وتتضح آفاق الإسلام وعظمته من خلال خطبة الشيخ محمد الملاح رحمه الله ، ولاأنسى مقدمة خطبته التي سمعتها منه لأول مرة : المحمود هو الله جلّ جلاله ، والمُصلى عليه محمدٌ وآله ، والمدعو له الإسلام ورجاله !! ودرسه الفقهي مابين صلاة الجمعة إلى صلاة العصر !! ولاأنسى كلمته ، وقد سألناه عن كتاب نقرؤه في الفقه فقال : لايغني كتاب عن كتاب ، ولاشيخ عن شيخ !! وكنا نجد مصداق ذلك في حث الشيخ عبدالباسط أبو النصر - طيب الله ثراه -بعد الختم والذكر ، إخوانه على الإفادة من الشيخ الملاح !!
ولنا أن نقول لهذا المجرم التعيس ولعصابته الباطنية الخبيثة : إذا كانت المساجد هي التي تربي الرجال ، فإن الرجال هم الذين يبنون المساجد !!
 والرجال في هذا الدين كثير ! وهم من الذين قال ربنا فيهم : من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ! فانتظر يابن ال.... مايسؤوك ، ويطهر الشام ، ويغسل عارك عنها ؟!