اخر تحديث
الخميس-18/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ ما أبدَعُ أن تكون الرذائل ، حوافزَ لتعلّم الفضائل.. وبضدّها تتميّز الأشياءُ
ما أبدَعُ أن تكون الرذائل ، حوافزَ لتعلّم الفضائل.. وبضدّها تتميّز الأشياءُ
05.09.2018
عبدالله عيسى السلامة
ما أروعَ ، أن يتعلّم العاقلُ ، الأخلاقَ الحسنة ، من مراقبة ذوي الأخلاق السيّئة ؛ كأن يتعلّم الكرمَ ، من البخيل .. والصمتَ ، من الثرثار.. والحِلمَ ، من الأحمق .. والنُبل ، من الدَنيء.. والسمُوّ، من الساقط .. والأمانة ، من الخائن .. والشجاعة ، من الجبان .. والصدق ، من الكذاب .. والوفاءَ ، من الغدّار !
في القصيدة المشهورة ، في تاريخ الأدب العربي ، والمسمّاة : اليتيمة .. يقول الشاعر:
والوجهُ ، مِثلُ الصُبح ، مُبيََضٌ والشَعرُ ، مِثلُ الليل ، مُسوََدُّ
ضِدّانِ ، لَمّا استَجمَعا ، حَسُـنا والضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِـدُّ
حين نرى ظلمَ بعض الحكّام ، المحسوبين على أمّة الإسلام ، نتذكّر ضدّه ، عدلََ عمرَ بن الخطّاب !
وحين نَسمع قول عمر أبي ريشة:
رُبَّ (وامعتصماهُ) انطلقتْ مِلءَ أفواهِ الصَبايا اليُتّمـِ
لا مَستْ أسماعَهمْ ، لكنّهـا لمْ تُلامسْ نَخوةَ المُعتصمِ
حين نسمع هذين البيتين ، تقفز، إلى أذهاننا ، فوراً ، صورة المعتصم بالله العبّاسي ، وهو يقف ، هاتفاً : لبّيكِ .. لبّيكِ .. ياأختاه ! وذلك ؛ تلبيةً ، لصرخة امرأة ، أهينت ، في بلاد الروم ، فنُقلت إليه ، استغاثتُها ، فهبّ يجهّز جيشاً عرمرماً ، ليغزو مدينة عمّورية ، أحصن قلاع الروم ، في حينها !
وتقفز، مع صورة المعتصم ، صور أخرى ، حديثة ، لحكّام أنذال ، يتساقَون الخمرة ، على أصوات الاستغاثات ، الصادرة ، عن النساء ، اللواتي تُنتهك أعراضُهنّ .. والاستغاثات الصادرة ، عن الشيوخ ، الذين تُمتهن كراماتهم ، وعن الأطفال ، الذين تُسحق براءاتهم ، وعن سائر المظلومين ، في الشام ، من : معتقلين ، ومشرّدين ، وجياع ، ومعذّبين بأيدي الظَلمَة الفَجَرة !
وحين نرى أجهزة الأمن ، تَقتحم بيوت المواطنين ، في كل ساعة ، من ليل ، أونهار.. تُروّع الآمنين ، وتَجرّ الرجال والنساء ، والأطفال والعَجزة والشيوخ ، جَرّاً ، إلى المعتقلات والسجون .. تقفز، إلى أذهاننا ، فوراً ، صورة الجاهلي المتجبّر ، أبي جهل ، وهو يُحاصر بيت النبيّ ، ليلة الهجرة ، يَردّ ، على مَن اقترحَ اقتحامَ بيت النبيّ : كلاّ .. والله ، لاتقول العربُ ، إنّا تسوّرنا ، على بنات العمّ !
وحين نرى بعض المحسوبين ، على فصائل الثورة ، في الشام ، يقتتلون ، فيما بينهم ، من أجل الحصول ، على مغانم هزيلة ، وعدوّهم يدمّر بيوتهم ، على رؤوس أهليهم ، ويدمّر المساجدَ ، على رؤوس المصلّين .. حين نرى هذه الدُونيّة ، نتذكّر قول عنترة العبسيّ، الجاهليّ ، وهو يقول ، لابنة عمّه ، بأنَفَة ونُبل :
هلاّ سألتِ الخيلَ ، يا ابنـةَ مالكٍ إنْ كنتِ جاهلـةً ، بِمـا لمْ تَعلمــي
يُخبرْكِ مَن شَهِدَ الوَقيعةَ ، أنّنـي أغشى الوَغَى ، وأعِفّ ، عندَ المَغنم!
وحين نرى العلمانيين ، في بلادنا ، يلفّقون التهَم ، للإسلاميين ، شركائهم ، في : الوطن ، والثورة ، والمصير.. ويَكيلون ، لهم ، الشتائم ، ويتقرّبون ، إلى ساسة الغرب ، بإظهار عداوتهم ، ووصفهم بصفات ، يعلمون أنهم ، أبعدُ الناس عنها .. حين نرى هؤلاء العلمانيين، تتراءى لنا ، صورة أبي سفيان - وكان مايزال غلى جاهليته- حين سأله قيصرُ الروم ، عن محمّد النبيّ : هل يغدر؟ فخشي أبوسفيان ، من معرّة الكذب ، وآثاره على سمعته .. مع رغبته ، في إيذاء النبيّ ، أمام قيصر! وأجاب جواباً ، لا يُلزمه بصدق ، أو كذب ، قائلاً : نحن وإيّاه ، في معاهدة ، ولا ندري ما يكون منه !
وفي الختام : لا يسعنا ، إلاّ أن نتذكّر صورة السيّد المسيح ، وهو يسير، في أحد الشوارع، وسفهاءُ يَهود يُسمعونه كلاماً سيّئاً ، وهو يَردّ عليهم ، بكلام حسن! وحين سُئل ، عن سبب ذلك ، قال : كلٌّ يُنفِق ممّا عندَه !