اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ ما مصيرُ أمّة ، رؤوسُها أذنابٌ ، لعَدوّها !؟
ما مصيرُ أمّة ، رؤوسُها أذنابٌ ، لعَدوّها !؟
13.04.2019
عبدالله عيسى السلامة
قال الشاعر:
لاتقطعنْ ذنبَ الأفعى ، وتُرسلَها إنْ كنتَ شهماً ، فأتبع رأسَها الذنَبا!
هذه فلسفة الشاعر، في التعامل ، مع الأفاعي الحقيقية ، وهي فلسفة صحيحة ، بشكل عامّ !
أمّا على المستوى البشري ، فالوضع يختلف :
فللرؤوس والأذناب ، هنا ، حالة مغايرة لحالة الأفاعي ، ومغايرة لطريقة التعامل معها! فرأسُ القوم ، هو راعيهم، المؤتمن عليهم : على أنفسهم ، وأهليهم ، وأموالهم ! فإذا كان ذنَباً ، لجهة ما : لشخص ، أو لقبيلة ، أو لقوّة خارجية .. فإنه يقود قومه ، إلى حيث تريد الجهة ، التي هو ذنَبٌ لها .. ويعاملهم ، بما تمليه عليه ، الجهة ذات السيادة عليه ! وفي هذا دمار للقوم : مادّياً ومعنوياً !
فإذا كان الشخص رأساً لقوم، ذنَباً لغيرهم، فبأيّة صفة يُقطع ، على ضوء فلسفة الشاعر؟
ولا بدّ من معرفة الحالات ، التي يكون المرء فيها رأساً ، وتلك التي يكون فيها ، ذنَباً !
أولاً : الرؤوس الأذناب !
قد يكون الشخص رأساً لقوم ، ثمّ يصبح ، لاحقاً ، ذنَباً ، لغيرهم ! وأمثلة ذلك كثيرة متنوّعة ، من صوَرها :
رأس لدولة ، يصير ذنَباً ، لدولة غيرها !
رأس لقبيلة ، أو عشيرة ، أو أسرة .. يصير ذنَباً ، لغيره !
رأس لحزب ، يصير ذنَباً ، لغيره !
رأس لمدينة ، يصير ذنَباً ، لغيره !
رأس لحيّ ، في مدينة ، يصير ذنَباً ، لغيره !
رأس لنقابة ، أو مؤسّسة اجتماعية .. يصير ذنَباً ، لغيره .. !
ثانياً الأذناب الرؤوس !
قد يكون الشخص ، في الأصل ، ذنَباً لجهة ، ثمّ يصير رأساً ، لغيرها ، كأن يكون :
ذنَباً لدولة ، تجعله رأساً لغيرها : لدولة ، أو لحزب ، أو لمؤسّسة محلّية ، أو دولية !
ذنَباً لشخص ، يجعله رأساً لغيره : لحزب ، أو لمؤسّسة ، أو لقبيلة ، أو لناد ، أو لمدينة.. !
كان رسول الله يعرف ، جيّداً ، معنى الزعامة على الناس ، ومعنى السيادة عليهم ! كان يولّي على الجيش ، أو السَريّة ، قائداً يختاره ! كما كان يؤمّر ، على المدينة ، حاكماً يختاره ! لكنه لم يكن يختار للقبيلة ، زعيماً ، أو رئيساً ؛ بل كانت القبائل ، تولّي عليها زعماءها ! وكان النبيّ يُقرّ هذه التولية ! وكان ، في بعض المناسبات ، يطلب من كلّ قبيلة ، أن تختار مَن يمثّلها ، ويكون ناطقاً باسمها! لأن القبيلة ، بما فيها ، من صلات القربى ، والمودّة ، والمعرفة .. كالجسد الواحد ؛ لو عُيّن له رأس ، من غيره ، فقد يلفظه ، أو يجد حرجاً ، في طاعته ، والالتزام بأوامره !