الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل سيؤدي وضع الحرس الثوري على قوائم الإرهاب إلى حرب ضد إيران؟

هل سيؤدي وضع الحرس الثوري على قوائم الإرهاب إلى حرب ضد إيران؟

13.04.2019
ضياء قدور


سوريا تي في
الخميس 11/4/2019
منذ الأسبوع الأول من بدء عمله في البيت الأبيض كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مشروع قرار ينص على وضع الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب، ولكن مع وجود كل هذا التوتر غير المسبوق بين إيران والولايات المتحدة خلال الأعوام الماضية، لم يتم تنفيذ هذا التهديد بشكل عملي، حتى جاء القرار الأمريكي الحاسم بوضع هذه المنظمة الإرهابية على قوائم الإرهاب في حادثة هي الأولى من نوعها، وهي أن تضع الولايات المتحدة القوات العسكرية الرسمية لبلد عضو في منظمة الأمم المتحدة على قوائم الإرهاب.
ماذا يعني وضع قوات الحرس الثوري على قوائم الإرهاب؟
إن وضع قوات الحرس الثوري على قوائم الإرهاب يوفر إمكانية حدوث اشتباك عسكري أو هجمات محتملة على قوات الحرس الثوري، وذلك استنادا لاستراتيجية الحرب الوقائية أو محاربة الإرهاب، التي نفذت على أساسها الحرب في أفغانستان بعد هجمات ١١ سبتمبر و عملية احتلال العراق.
ووفقا لقوانين مكافحة الإرهاب الأمريكية، فإن من واجب القوات العسكرية الأمريكية محاربة الإرهاب في داخل وخارج الولايات المتحدة، وفي حال وجود حافز
وضع الولايات المتحدة لقوات الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب يعني أن هذه المؤسسة العسكرية وكل أعضائها ومؤسساتها وإمكاناتها قد أصبحت هدفا مشروعا للقوات العسكرية الأمريكية
أو نية للاشتباك مع قوات الحرس الثوري، فإن هناك أرضية قانونية تحمي هذا الإجراء في المقرات الأمريكية الداخلية.
واستنادا لنفس هذه القوانين، فقد قامت الولايات المتحدة سابقا باستهداف الأفراد التابعين للمجموعات، التي تعتبرها إرهابية بهجمات عسكرية، بما في ذلك هجمات الطائرات بدون طيار.
فالاقتحام العسكري الأمريكي، الذي أدى لمقتل ابن لادن خلال فترة حكم أوباما نفذ استنادا لنفس هذه الاستراتيجية ونفس هذه القوانين.
بمعنى آخر، فإن وضع الولايات المتحدة لقوات الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب يعني أن هذه المؤسسة العسكرية وكل أعضائها ومؤسساتها وإمكاناتها قد أصبحت هدفا مشروعا للقوات العسكرية الأمريكية بشكل قانوني.
منذ قرابة ٤٠ عاما ماضية لم تكن توجد علاقات سياسية حقيقية بين إيران والولايات المتحدة ولكن الولايات المتحدة اعترفت بالنظام الإيراني الحالي (أي نظام الملالي) بشكل رسمي، وذلك قبل عملية قطع العلاقات.
وبالطبع فإن هذا الإجراء الأمريكي الحاسم يشكل خطوة في سحب هذا الاعتراف رويدا رويدا.
وإن إدراج قوات الحرس الثوري الإيراني، التي تشكل أكثر من نص البنية العسكرية الإيرانية على قوائم الإرهاب يعتبر بمثابة تجاهل لأساس حكومة الملالي، ونقض للحصانة الحكومية، وفي النهاية يمكن أن ينجر الأمر لحرب ضد قوات الحرس بدون النظر إلى القواعد التي تحكم الحرب أو حقوق الإنسان.
أي إذا استهدف العسكريون الأمريكيون عضوا من أعضاء قوات الحرس، ودخلوا معه في اشتباك أو مواجهة عسكرية، فإن هذه المواجهة لن تخضع لقواعد الحرب بل بسبب اعتبار قوات الحرس إرهابية، فإن أي نوع من أنواع التعامل العسكري مع الحرس الثوري وأعضائه له أرضية قانونية في الولايات المتحدة، التي تصبح غير ملزمة برعاية حقوق الإنسان حولهم أيضا.
هل ستقرع طبول الحرب ضد إيران؟
إن الدول عندما تبدأ حربا كلاسيكية تصدر بيانا قبل بدء الحرب، فعلى سبيل المثال عندما هاجم العراق إيران أصدر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إعلانا بالحرب، وقبل احتلال العراق أصدر جورج بوش الرئيس الأمريكي في ذاك الوقت بيانا حينها ببدء معركة عسكرية ضد العراق بشكل رسمي.
الكونغرس الأمريكي يلزم الحكومة الأمريكية بأخذ تصريح أو إذن من المؤسسات التشريعية الأمريكية، لبدء أي نوع من أنواع الهجمات العسكرية، ويضع قيودا على صلاحيات الرئيس الأمريكي لبدء الحرب.
لكن الحرب ضد الإرهاب توجد فيه الكثير من الثغرات القانونية، بحيث أنها تسمح لحكومة الولايات المتحدة القيام بأعمال عسكرية في بقية البلدان، كما حدث خلال مقتل بن لادن على أرض باكستان على يد القوات العسكرية الأمريكية.
ومع وضع قوات الحرس الثوري على قوائم الإرهاب حاليا، فإن هذا الأمر
إن وضع قوات الحرس الثوري على قوائم الإرهاب من قبل الولايات المتحدة لا يعني بالضرورة تنفيذ عمل عسكري ضدها
يوفر الإمكانية للرئيس الأمريكي بالقيام بعمليات عسكرية ضد قوات الحرس الثوري خارج إيران وعلى أرضها أيضا، وذلك بدون الحصول على موافقة الكونغرس الأمريكي.
هل سيغير هذا الإجراء من المعادلات الحالية؟
إن وضع قوات الحرس الثوري على قوائم الإرهاب من قبل الولايات المتحدة لا يعني بالضرورة تنفيذ عمل عسكري ضدها.
ففي الوقت الحالي هناك فيلق القدس الإرهابي الذراع العسكري الخارجي لقوات الحرس الثوري، وبعض القادة العسكريين الرفيعين في الحرس الثوري، وقوات الباسيج موجودون على قوائم الإرهاب الأمريكية.
وعلى الرغم من اعتبار فيلق القدس إرهابيا من قبل الولايات المتحدة منذ سنوات، إلا أن مقراته وعناصره الإرهابيين كانوا يتواجدون في سوريا والعراق على مسافات قليلة من القوات الأمريكية، ولم نرى أن أي طرف منهما قام بتنفيذ هجمات علنية ضد الآخر.
بعبارة أخرى، على الرغم من التواجد المعلن لقوات فيلق القدس الإرهابي في سوريا والعراق، لم تقم الولايات المتحدة باستهداف هذه القوات، التي تعتبرها إرهابية منذ سنوات ماضية.
الإرهابي قاسم سليماني قائد قوات فيلق القدس الإرهابية موجود هو والجهاز الإرهابي التابع له على لائحة الأفراد والمجموعات الإرهابية الأمريكية منذ سنوات، ولكننا لم نجد أن الولايات المتحدة قد سعت لتطبيق القيود المفروضة على الأفراد والمجموعات الإرهابية ضد قاسم سليماني وفيلق القدس الإرهابي الذي يتزعمه، بل كان هناك تعاون وتنسيق كبير بين القوات الأمريكية وفيلق القدس في العراق في نفس الوقت الذي وضعت فيه الولايات المتحدة هذه المجموعة الإرهابية بموجب الأمر التنفيذي ١٣٢٢٤، وكان التواصل على أعلى المستويات حينها.
وخلاصة القول:
 إن وضع الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب لا يعني بالضرورة شن حرب أو القيام باشتباكات عسكرية معه، لكن هذا الأمر يوفر هذا الخيار للرئيس الأمريكي بدون الحصول على موافقة الكونغرس الأمريكي، ويزيد من احتمالية رفع التصعيد العسكري بين الجانبين مقارنة بالماضي.