الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل ينجح "ميستورا" في حل أزمة سورية؟

هل ينجح "ميستورا" في حل أزمة سورية؟

26.11.2014
الوطن السعودية



الثلاثاء 25-11-2014
تأتي الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لتكمل -كما يفترض- جهود المبعوثين السابقين كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي اللذين أعلنا إخفاقهما في وضع حل للأزمة السورية، مما يعني أن على المبعوث الحالي العمل في مسارات مختلفة عنهما. وربما هذا هو ما فعله حين حمل خطته المقترحة إلى كل من روسيا وإيران ثم ذهب بها إلى دمشق، ليخرج بإشارات عن قبول النظام السوري بالكثير مما ورد فيها.
قبل أيام، لم تكن تفاصيل الخطة المقترحة قد ظهرت عدا تلميحات عن الدعوة إلى وقف إطلاق النار في بعض المناطق وإدخال المساعدات الإغاثية إليها.. غير أن ما تسرب منها أثار الكثير من الجدل، خاصة لدى الطرفين الرئيسيين المتمثلين في المعارضة والنظام. وبشكل عام تستند الخطة على نتائج "جنيف 1" و"جنيف 2"، وتلك النتائج رفضها النظام رغم قبوله لها في حينها، كما حدث في تملصه من موضوع الحكومة الانتقالية الوارد في بيان "جنيف 1". وهذا يقود إلى أن النظام لو وافق على أي خطة فإنه سوف يماطل في تنفيذها ويعرقلها بطريقته المعروفة.
النظام السوري فعل ما فعله وأوصل البلاد إلى حال يرثى لها من الدمار والخراب، ووضع الشعب في متاهات لا يمكن وصفها، كي يجبر الجميع على القبول به كونه أفضل الخيارات بدل الفوضى، ولذلك فإن خطة ميستورا التي لم تشر صراحة إلى وضع بشار الأسد لن تكون مقبولة من أطياف المعارضة ومن غالبية الشعب الذي يرغب في الخلاص لكن ليس مع بقاء النظام ورأسه وفق الهيكلية الحالية للحكم.
إلى ذلك، حتى وإن كان ضمن الخطة أن تكون هناك عملية مصالحة وطنية، وتتشكل إدارات محلية مشتركة من النظام والمعارضة، فالحديث هنا بالتأكيد لا يشمل المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية المتطرفة مثل "داعش" وغيره، وبالتالي فهناك حجة لدى النظام ليخرق أي اتفاق تحت شعار مكافحة الإرهاب، أي أن الخطة غالبا سوف تُجهض، والمسألة لن تكون لدى النظام السوري أكثر من مماطلة لكسب الوقت.
باختصار، خطة ميستورا ستكون واقعية ومقبولة لو أجريت عليها تعديلات تضمن رحيل بشار الأسد وأعوانه الذين تسببوا في الأزمة، ويتم الضغط على النظام السوري للقبول بها.. وبغير ذلك فمصير جهود ميستورا مثل سابقيه.