الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  يا سيدي الديك..!

يا سيدي الديك..!

28.07.2016
خدر خلات بحزاني


هل تعلم يا سيدي الديك ان من ينزعج من صياحك فجراً الاف اضعاف من يشكرك نفاقاً؟؟ هل تدري بان الكثيرين يتمنون موتك في سرّهم؟ متى تدرك بانك مجرد كيس من الصياح المُعاد كصوت بائع يبيع (حاجة بربع) في كراج العلاوي ببغداد؟؟

يا سيدي الديك..
الدجاجات اصابها الملل من تصرفاتك، ورغم انها تبيض وفقا لمهنتها الطبيعية، لكنها تشفق على صيصانها لانك تربيهم بطريقة تتلائم مع عادات وطبائع ديوك غابات الامازون قبل اكتشاف اهمية الحطب..
الدجاجات يا سيدي الديك، لا تكترث للون ريشك اللامع، ولا لقوة صوتك، ولا لحجم مخلبك، بل تنظر لعقلك الذي لو جمعنا عقول 1000 ديك من نظرائك لما حصلنا على وجبة فطور لقلية مخ على الطريقة العراقية.

يا سيدي الديك..
في الشتاء انت مزعج، وكذلك في الصيف والخريف.. فانت تكره البرد والحر، وتعتبر ذلك انه ابتلاء من اله الطيور الطايرة اللي ما تروح لاهلها، وحتى في الربيع، تكره ان نفرح قليلا ونتفسح، وننبش في الحشائش اليانعة والخضراء بعض طيوب الحشرات.. كم انت ساذج يا سيدي الديك، فكلنا كدجاج وصيصان وفروجات بتنا نميز حركة الفصول، بينما انت ما زلت ترى ان الليل لا ياتي الا عندما تصل النجوم، والشمس لا تغيب الا بعدما تتعب بالمسير..!!

يا سيدي الديك
ان قنّ الدجاج لم يعد يلاؤمنا، وان شخيرك ولغطك وشكواك من كل صغيرة وكبيرة بات مصدر قلق لنا، وان دهسك باقدامك لاي صوص ياتي بفكرة بارعة للبحث عن الطعام تختلف عن طريقتك البالية، لم يعد يمرّ علينا مرور الكرام، نحن نراك يا ديكنا الكبير وانت تتذمر من محاولة وصولنا لتلك البحيرة الخضراء الجميلة، ولا ندرك لماذا تمنعنا من الوصول اليها، ولماذا تصرّ ان الديدان اللذيذة موجودة بباحة مزرعتنا رغم انها ديدان غير شهية وسببت لنا امراضا عديدة، وان امهاتنا الدجاجات اصيبوا بامراض عديدة جراء تناولها وراحت اعمارهم هباءا..

يا سيدي الديك..
ريشك جميل، مخالبك قوية، صوتك جهير، نقرك قوي، عرفك جميل.. لكن عقلك صغير، لان الحياة اجمل من ان نعيشها تحت جناحيك حيث الريحة الكريهة والذكريات المرعبة والقوانين البالية..!!
مع تحيات فروج مراهق وامه الدجاجة.