الرئيسة \  تقارير  \  كيف يمكن تفادي اندلاع انتفاضة جديدة في الأراضي المحتلة؟- الغارديان

كيف يمكن تفادي اندلاع انتفاضة جديدة في الأراضي المحتلة؟- الغارديان

02.02.2023
البي بي سي

كيف يمكن تفادي اندلاع انتفاضة جديدة في الأراضي المحتلة؟- الغارديان
البي بي سي
الأربعاء 1/2/2023
نبدأ من صحيفة الغارديان البريطانية التي حذرت من خطر "اندلاع انتفاضة ثالثة" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد تصاعد العنف مؤخرا بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقالت الصحيفة في مقال لهيئة التحرير إن السؤال الحالي ليس ما إذا كان من الممكن حدوث انتفاضة ثالثة، ولكن السؤال هو ما الذي يمكن عمله لتفادي اندلاعها؟
في استطلاع حديث للرأي، يعتقد 61 بالمئة من الفلسطينيين و65 بالمئة من اليهود الإسرائيليين أن الانتفاضة تلوح في الأفق.
يرى المقال أنه مع تصاعد العنف، توضح أزمة القيادة السياسية المحلية سبب ضرورة أن يتحرك بسرعة من هم في الخارج، لكن أنتوني بلينكين، وزير الخارجية الأمريكي، أوضح أنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع من الولايات المتحدة أن تفعل ذلك.
طار وزير الخارجية الأمريكي إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمد عباس، ورئيس الوزراء محمد اشتية، لكن الدعوات الغامضة للتهدئة لن تنهي الأزمة، بحسب الصحيفة.
دفع البعض بأن انتفاضة ثالثة جارية بالفعل. وكان العام الماضي هو الأكثر دموية على الإطلاق في إسرائيل والضفة الغربية والقدس منذ انتهاء الانتفاضة الثانية في عام 2005، حيث قُتل حوالي 150 فلسطينيا و30 إسرائيليا، وقُتل 49 فلسطينيا آخرين في غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة في أغسطس/آب الماضي.
الخميس الماضي، قتل الهجوم الإسرائيلي الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ عقود 10 فلسطينيين. بعد ذلك بيوم، قتل مسلح فلسطيني سبعة إسرائيليين بالرصاص خارج كنيس يهودي، وهو أسوأ هجوم من نوعه منذ سنوات. وتبع ذلك المزيد من الهجمات المماثلة والانتقامية.
القضية الأساسية الآن بحسب الصحيفة هو أن حل الدولتين أصبح بعيدا أكثر من أي وقت مضى، والولايات المتحدة تدعم الحل قولا فقط ولكنها لا تفعل شيئا لدفعه إلى الأمام. تقلص الدعم لحل الدولتين بشكل كبير بين الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين، وانخفض إلى أدنى مستوى له منذ بدء الاقتراع قبل نحو عقدين من الزمن.
في ظل عدم وجود مسار قابل للحياة إلى دولتهم، يرى الفلسطينيون أن المستوطنات تستنزف المزيد من الأراضي بالإضافة للظروف التي وصفتها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ومقرر للأمم المتحدة وكذلك منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بتسيلم، بأنها شكل من أشكال الفصل العنصري، على الرغم من اختلافه عن ذلك الذي شوهد في جنوب إفريقيا.
تطوران يزيدان من الخطر الحالي. توضح الصحيفة: الأول هو أن الأسلحة النارية غير المشروعة يتم تداولها على نطاق أوسع في الضفة الغربية. والثاني هو وضع السياسة في إسرائيل، حيث يوجد حاليا أكثر الحكومات اليمينية تطرفا ومعادية للعرب في تاريخها. وكان وزير الأمن القومي فيها إيتمار بن غفير، قد أُدين مرة بالتحريض على العنصرية. وتعهد يوم الأحد بتسهيل حمل السلاح للمدنيين الإسرائيليين.
كما وضعت الحكومة نصب عينيها تقليص صلاحيات القضاء، مما يسهل التوسع الاستيطاني ويسهل الضم، والتوسع في استخدام العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين وهو أمر غير قانوني.
كما أن السلطة الفلسطينية، التي لا تحظى بشعبية كبيرة، لم تجر انتخابات منذ 16 عاما وينظر إليها الكثيرون على أنها مقاول أمني لإسرائيل. الميليشيات الجديدة تظهر دون ان يكون لها أي أرتباط بكل من فتح وحماس. ويأتي الخطر الحقيقي من الخطاب السياسي الذي يغذي ويشحن أعمال العنف.