الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من جناق قلعة إلى إدلب

من جناق قلعة إلى إدلب

10.09.2018
إسماعيل ياشا


العرب القطرية
الاحد 9/9/2018
خرج مئات الأتراك والسوريين المقيمين في مدينة اسطنبول، أمس الأول بعد صلاة الجمعة، للمشاركة في تظاهرة أقيمت أمام مسجد الفاتح الشهير، بدعوة من منظمات المجتمع المدني، للتعبير عن تضامنهم مع سكان محافظة إدلب السورية . وقبل ساعات من هذه التظاهرة، دشن النشطاء الأتراك حملة في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" للهدف ذاته، تحت وسم "من جناق قلعة إلى إدلب"، في إشارة إلى أن سكان إدلب وقفوا بالأمس إلى جانب الأتراك في معركة جناق قلعة التي وقعت في مضيق الدردنيل أيام الحرب العالمية الأولى، وأن الأتراك يجب عليهم أن يدافعوا عن إدلب ليردوا الجميل.
إسماعيل بن عز الدين، وشعبان بن مصطفى، وأحمد بن محمد علي، وحسن بن محمد، كانوا من سكان إدلب، وسقطوا في معركة جناق قلعة. وأرفق النشطاء الأتراك في تغريداتهم صورة للوحة رخامية تحمل أسماء هؤلاء وغيرهم من شهداء تلك المعركة التي انتصرت فيها القوات التركية، وتظهر أمام كثير من الأسماء كلمة "إدلب".
وبالتزامن مع التظاهرة التي أقيمت في اسطنبول، خرج يوم الجمعة آلاف السوريين في مناطق عديدة بمحافظة إدلب، للتعبير عن مطالبتهم بإسقاط النظام، ورفضهم العدوان الروسي الغاشم، وتمسكهم بالثورة المجيدة. ورفع بعض المتظاهرين الأعلام التركية إلى جانب أعلام الثورة، ولافتات كتبت عليها "شكراً للشعب التركي"، وعبارة تدعو تركيا إلى حماية إدلب وسكانها.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان اليوم ذاته في طهران، للمشاركة في القمة الثلاثية، التي ناقش فيها رؤساء تركيا وروسيا وإيران الملف السوري عموماً، والوضع في إدلب على وجه الخصوص. وأكد الرئيس التركي في كلمته أن إدلب ذات أهمية حيوية من أجل الأمن القومي التركي، والسلام والاستقرار في المنطقة. وأضاف قائلاً: "لا يمكننا أن نرضى بترك إدلب تحت رحمة نظام الأسد الذي لا تزال مجازره ضد شعبه حاضرة في أذهاننا".
تركيا ترفض استهداف إدلب بحجة "مكافحة الإرهاب". وقال أردوغان إن الهجوم على المحافظة يؤدي إلى انهيار العملية السياسية. وهذا تهديد صريح بالانسحاب من محادثات أستانة، في حال شنت قوات النظام السوري هجوماً على إدلب، وإشارة واضحة إلى وجود خلاف بين مواقف الدول الثلاث.
أنقرة وقفت إلى جانب الشعب السوري وثورته المباركة منذ اندلاع الأحداث في بلاد الشام. وتبذل حالياً جهوداً حثيثة لمنع هجوم النظام السوري على إدلب، لأنه يعني مزيداً من المجازر، وقتل المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ. وأعلنت ثماني دول، أعضاء في الاتحاد الأوروبي، دعمها الكامل لهذه الجهود. وهي: بريطانيا، وفرنسا، وهولندا، وبولندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا. لأن أي هجوم من قبل قوات النظام السوري وشبيحته على إدلب يؤدي إلى كارثة إنسانية، وموجة نزوح جديدة نحو أوروبا.
معركة جناق قلعة تكالبت فيها دول عديدة على الدولة العثمانية، كما تكالب النظام السوري وحلفاؤه اليوم على إدلب. ومن الواجب الديني والأخلاقي والإنساني أن يقف الأتراك إلى جانب سكان إدلب، احتراماً لتضحيات أجدادهم في مضيق الدردنيل. ومن المؤكد أن تركيا، حكومة وشعباً، لن تقصر في القيام بهذا الواجب، ولن تتخلى عن حماية إدلب وسكانها بكل الطرق الممكنة.;