الرئيسة \  واحة اللقاء  \  من إدلب إلى حدود اليونان ووسط إهمال دولي… النازحون السوريون فريسة متوقعة لـ "كورونا"

من إدلب إلى حدود اليونان ووسط إهمال دولي… النازحون السوريون فريسة متوقعة لـ "كورونا"

19.03.2020
إسماعيل جمال



القدس العربي
الاربعاء 18/3/2020
إسطنبول"القدس العربي" : يخشى مئات آلاف النازحين واللاجئين على الحدود السورية مع تركيا وعلى الحدود التركية مع اليونان من أن يتحولوا إلى فريسة سهلة متوقعة لفيروس كورونا القاتل، وسط إهمال دولي وقلة إمكانيات وظروف صعبة يمكن أن تؤدي إلى انتشار الفيروس بشكل خطير جداً وفي وقت قياسي.
على الحدود التركية مع اليونان، ينتشر عشرات آلاف طالبي اللجوء من جنسيات مختلفة في مناطق حدودية وغابية وعرة ووسط تساقط كثيف للأمطار في العراء ودون أي مقومات للحياة، حيث يفترش طالبو اللجوء الأرض ويلتحفون السماء بدون أن يتمتعوا حتى بالحد الأدنى من مقومات اللجوء . وفي ظل انعدام خيارات السكن، وعدم توفر حتى الخيام التي يمكن أن تحمي قليلاً من البرد والأمطار، لجأت بعض العائلات لبناء خيام بدائية باستخدام بعض الأخشاب ولوحات الإعلانات المصنوعة من الورق المقوى أو من الجلد، ومن نجح في بناء خيمة بدائية بات محظوظاً مقارنة بآخرين كثر ينامون في العراء على الحدود مع اليونان التي ما زالت ترفض السماح لهم بالعبور إلى أراضيها وتستخدم كافة وسائل القمع تجاههم.
الثلاثاء، أعلنت ولاية أدرنة غربي تركيا، أن عدد طالبي اللجوء ممن عبروا الأراضي التركية نحو اليونان، بلغ 147132، منذ بدء تدفقهم إلى أوروبا في 27 شباط/فبراير الماضي، ما زال أغلبهم عالقون على الحدود في ظروف صعبة للغاية، ووسط غياب واضح للمؤسسات الدولية، وتعنت أوروبي كبير في تقديم أي وعود باستقبالهم.
وتقدم الجهات الرسمية التركية بعض الخدمات الإنسانية والصحية للاجئين، وأوضحت ولاية أدرنة الفرق الطبية التركية عالجت 7 آلاف و96 شخصاً، كما تم تطعيم 1581 طفلاً ضد مرض الحصبة، إضافة لتلقيح 44 امرأة حاملاً ضد مرض الكزاز، لكن الأمر يبدو مختلفاً فيما يتعلق بفيروس كورونا الذي لم يتوصل العالم لعلاج له بعد ويعتبر علاجه الأهم هو تعزيز المناعة التي تراجعت كثيراً عند طالبي اللجوء الذين يعيشون في ظروف صعبة منذ أسابيع.
وإلى الحدود السورية مع تركيا حيث محافظة إدلب المنكوبة، ينتشر مئات آلاف النازحين من جنوب ووسط إلى في شمالها في مخيمات ومناطق تجمعات مكتظة جداً بدون الحد الأدنى المن الخدمات الإنسانية والصحية ويعيشون في ظروف حياتية مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وفي ظل الظروف الصعبة للنازحين هناك، والمستوى المتدني جداً من الخدمات الصحية البدائية، تحوم شكوك واسعة حول حقيقة انتشار فيروس كورونا بين النازحين من عدمه، وذلك بسبب عدم وجود قدرة لدى الطواقم الطبية العاملة هناك على تشخيص الأمراض والوفيات وما إن كان سببها بالفعل فيروس كورونا .ويعيش النازحون هناك حالة غير مسبوقة من الخوف والقلق، وسط ظروف صعبة تمنعهم من اتخاذ إجراءات احتياطية ووقائية حيث يسكنون في خيام مهترئة متلاصقة ولا يستطيعون عزل أطفالهم، إلى جانب تشاركهم في جلسات الطعام والحصول على مياه الشرب، وقضاء أغلب وقتهم في بيئة متلاصقة تساعد في انتشار الفيروس بشكل كبير جداً في حال وصوله إلى المنطقة.
ومنذ أيام، اتخذت وزارة الصحة في "الحكومة السورية المؤقتة"، إجراءات احترازية في مناطق المعارضة في إدلب، بعدما أغلقت تركيا المعابر الحدودية مع تلك المناطق، وتتم عمليات فحص درجات الحرارة وغيرها، لكنها تبقى أيضاً إجراءات بدائية في ظل تأكيد مصادر مختلفة وصول فيروس كورونا إلى مناطق النظام في سوريا واحتمال امتدادها إلى إدلب وسط تكتم أو نقص إمكانيات يمنع تثبيت هذه الحالات رسمياً.
ريك برينان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية قال الاثنين إن المنظمة ستبدأ في وقت لاحق من هذا الأسبوع إجراء اختبارات للكشف عن فيروس كورونا في شمال غربي سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة، وأضاف أنه يشعر "بقلق بالغ" من انتقال الفيروس إلى منطقة دمرت فيها الحرب الأهلية الدائرة منذ فترة طويلة النظام الصحي. وقال برينان لرويترز: "نأمل أن تكون لدينا الأجهزة والاختبارات في وقت ما من الأسبوع الجاري حتى نتمكن من بدء الاختبارات"، مضيفاً: "نشعر بقلق بالغ وكل الدول المحيطة لديها حالات موثقة".