الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل سيوقف الـ "أس- 300" إسرائيل في سوريا؟

هل سيوقف الـ "أس- 300" إسرائيل في سوريا؟

03.10.2018
علي حسين باكير


العرب القطرية
الثلاثاء 2/10/2018
هل سيوقف الـ "أس- 300" إسرائيل في سوريا؟هل سيوقف الـ "أس- 300" إسرائيل في سوريا؟
قبل عدّة أيام، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن موسكو بدأت بالفعل في تسليم نظام الدفاع الصاروخي "أس-300" إلى نظام الأسد، مشدّداً على أنّ بلاه ستحمي جنودها العاملين في سوريا. ويدور نقاش واسع مؤخراً حول إنعكاسات مثل هذا التطور على استراتيجية إسرائيل في سوريا، وعمّا إذا كان مثل هذا الأمر سيحول دون قدرة تل أبيب على مواصلة ضرباتها ضد أهداف إيرانية داخل سوريا.
من الناحية السياسية، ووفقاً لتصريحات الكابينت والمسؤولين رفيعي المستوى، يبدو الجانب الإسرائيلي عازماً على الاستمرار في عملياته التي تهدف إلى ضرب النشاط الإيراني المتنامي داخل سوريا. التعليمات إلى سلاح الجو الإسرائيلي لا تزال تغطي هذه العمليات التي تسعى كذلك إلى الحيلولة دون نقل المزيد من الصواريخ الإيرانية إلى حزب الله في لبنان.
في سياق تأكيدها على موقفها السياسي، تحاول تل أبيب أيضاً التأكيد للروس أنّ المستهدف من هذه العمليات هو الجانب الإيراني وليس الأسد. في تصريح له مؤخراً، قال عاموس يادلين، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" بين عامي 2006 و2010، تعليقاً على هذه النقطة بالتحديد "تعرف روسيا أن إسرائيل تستطيع إسقاط نظام الأسد في سوريا، لكنّها تمتنع عن ذلك، بسبب المصالح الروسية، من بين أمور أخرى". بمعنى آخر، الجانب الإسرائيلي يقول لروسيا إنّه يحترم مصالحها في إبقاء الأسد، وأنّ المستهدف هو إيران.
من الناحية التقنية تمتلك إسرائيل ما يخوّلها تجاوز عقبة منظومة الدفاع الصاروخية الروسية "أس-300"، أو على الأقل هذا ما تدّعيه. لطالما مكّنت الولايات المتّحدة تل أبيب من الحصول على أحدث المقاتلات، الأمر الذي أدّى إلى تفوّق سلاح الجوي الإسرائيلي لعقود طويلة. وتعطي هذه الأفضلية إسرائيل القدرة اللازمة على تفادي منظومة الدفاع الروسية (أس-300)، وهي تستطيع في جميع الأحوال استهداف المواقع الإيرانية في سوريا من خارج المجال الجوّي السوري.
أمّا إذا اضطرت تل أبيب إلى دخول الأجواء السورية، فمهمتها لن تكون سهلة بالتأكيد، لكنّها ليست مستحيلة. منظومة "أس-300" ستصعّب الحسابات السياسية، وقد تزيد من مخاطر تعرّض مقاتلاتها للإسقاط، لكن ذلك لن يمنعها من القيام بما تريد القيام به، سيما مع التصريحات التي تؤكّد أن إسرائيل لن تمتنع عن استهداف منظومات "أس-300" إذا اضطرت لذلك تحت وطأة الشعور بتهديدها.
لكن باعتقادي فإنّ ذلك سيتوقف على السؤال التالي: من سيدير هذه المنظومات؟ هل سيتاح للنظام السوري استخدامها بحريّة، أم سيكون لروسيا الكلمة العليا من خلال الإشراف المباشر عليها أو من خلال تولي مهامها مباشرة؟
إذا ما كانت موسكو هي التي ستتولى زمام أمر هذه المنظومة، فستكون الحسابات السياسية للطرفين أكثر دقّة، بمعنى أن روسيا ستحاول تفادي استهداف المقاتلات الإسرائيلية، وكذلك ستحاول تل أبيب تفادي استهداف هذه المنظومات.
إعطاء الأسد الحريّة في استخدام هذه المنظومة قد يزيد من احتمال تعرّضها لهجمات إسرائيلية. وإذا ما نجحت إسرائيل في هذه المهمّة، فستكون قد قوّضت سمعة التكنولوجيا الروسية، وقد يترك مثل هذا الأمر تداعيات على صادرات روسيا من هذا النوع من المنظومات الدفاعية الصاروخية.
أمّا إذا نجح الـ "أس-300" في إسقاط مقاتلة إسرائيلية فقد ينقل ذلك الخلاف السياسي بين موسكو وتل أبيب إلى مستوى أعلى من النزاع، متيحاً الفرصة أمام الولايات المتّحدة للتدخّل، وهو أمر أعتقد أن روسيا ستحرص على تفاديه في المرحلة الحالية، في مقابل تخفيف الضربات الإسرائيلية -على الأقل- في المرحلة الراهنة، إلى حين حل الخلاف الناشئ بين الطرفين على إدارة الصراع في سوريا.;