اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ هل يمكن أن يُعَدّ المغلوبون بحرارة الرأس (الحمقى): مِن ذوي الخُلق الحسَن ؟
هل يمكن أن يُعَدّ المغلوبون بحرارة الرأس (الحمقى): مِن ذوي الخُلق الحسَن ؟
07.12.2019
عبدالله عيسى السلامة
وصف الله نبيّه محمداً ، بقوله : (وإنّكَ لعلى خُلقٍ عَظيم) .
وقال رسول الله : ألا أخبركم بأحبّكم إليّ ، وأقربكم منّي مجالسَ ، يوم القيامة ؟ أحاسنُكم أخلاقاً، الموطّؤون أكنافاً ، الذين يَألفون ويُؤلفون !
وقال رسول الله ، أيضاً : إذا جاءكم مَن تَرضون دينَه وخُلقَه ، فزوّجوه ، إلاّ تفعلوا ، تكن فتنة في الأرض ، وفساد عريض !
وإذا كانت الأخلاق الإسلامية الأساسية ، كالصدق والأمانة والوفاء .. من الدين ، يُعَدّ نقصُها نقصاً في الدين ، أو ضعفاً فيه .. فما الخُلق ؟
أهو الطبعُ ، الذي يشمل : الحِلم أو الطيش .. والحصافة أو الحماقة .. والكرم أو البخل أو التبذير..والجبن أو الشجاعة .. والنباهة أو الغفلة .. والذكاء أو الغباء .. والوعي أو البلاهة ..؟
أيْ : هل يشمل الخلق ، صفاتٍ كامنة ، في التكوين النفسي والعقلي ؛ فتختلف ، بهذا ، عن الصفات ، التي يُعَدّ نقصُها ، نقصاً في الدين ، أو ضعفا فيه؟
نحسب أن المقصود بالخلق ، هنا ، هو مجموعة الأخلاق ، ماكان نقصه نقصاً في الدين .. وما هو طبع ، داخل في التكوين النفسي والعقلي ، ممّا يُعَدّ الحسَن منه ، صفة تؤهّل صاحبها ، للعيش المحمود ، مع الآخرين ، وتريح الناس ، في العيش معه !
ونحسب أيّ عاقل ، لو خيّر، بين عبقري أحمق ، أو نابغة أحمق ، لصحبته ، أو العيش معه.. وبين إنسان حصيف ، متوسّط الذكاء ، معتدل المزاج .. فسيختار الثاني ؛ لإمكانية العيش المستقرّ معه ، أو بصحبته ، وذلك ممّا لايجده ، عند النابغة الأحمق ، مهما كانت درجة نبوغه ، أو عبقريته ! لأن هذا الأحمق ، غير مأمون الطبع ، أو الخلق ؛ فقد يكون هادئاً في ساعة ، مضطرباً ، مستثار المزاج ، لسبب تافه، في الساعة التي تليها ! فكيف يمكن للعاقل، أن يتعايش معه، أو يصاحبه، أو يزوّجه ابنته ، التي هي أمانة عنده ، والتي يبحث لها ، عن حياة هادئة مستقرّة ، مع زوج عاقل ، سليم المزاج ؟
وصف أبو حيّان التوحيدي ، وزيراً كان في عصره ، بأنه أديب بارع ، وكاتب مميّز؛ بيد أنه مغلوب بحرارة الرأس ، أيْ : أحمق !
وقال المتنبّي : لكلّ داءٍ دواءٌ يُستطبّ به إلاّ الحماقةَ ، أعيتْ مَن يُداويها !
قد يستفاد ، من العبقري الأحمق ، في حالات معيّنة ، موقوته بزمن محدّد ، في حلّ بعض المسائل المُعضلة ، أو في استنباط بعض النتائج المتوقّعة، من جرّاء موقف ما،أو قرار معيّن.. ثمّ لاشيء ، وراء ذلك ، من : معايشة ، أو صحبة ، أو تزويج ، أو مساكنة ، أو مشاركة في عمل دائم .. حتى لو اتّصف ، ببعض الصفات المحمودة ، التي يحبّها الناس !