اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ لا صلاح مع الفوضى .. ولا سَراة مع الجهل
لا صلاح مع الفوضى .. ولا سَراة مع الجهل
07.03.2018
عبدالله عيسى السلامة
قال الشاعر:
لا يَصلح الناسُ فَوضَى ، لا سَراةَ لهمْ ولا سَراةَ إذا جهّالهمْ سادوا
هذا البيت مِن أحكم ما قالت العرب ، في سياسة الأمم ، وقيادة الدول والشعوب والقبائل ، والتجمعّات البشرية عامّة!
فإذا كان قد ورد في الحديث الشريف : (إذا كنتم ثلاثة فأمّروا أحدَكم) فكيف يكون الحال ، إزاء آلاف البشر، بل مئات الآلاف، بل ملايين الناس.. إذا كانوا بلا قائد ولا أمير!؟ ومعلوم أن السَراة ، في بيت الشعر،الوارد أعلاه ، هم رؤوس الناس وسادتهم ، الذين يقودونهم ويوجّهونهم.
كيف يكون حال الناس ، إذا عمل كل منهم على هواه ، وبما يراه مناسباً لمصلحته ، دون الاكتراث بحقوق الآخرين وحرّياتهم ومصالحهم.. وتباينت الأهواء ، وتصاربت المصالح ، وتضادّت الآراء والأفكار!؟ لاشكّ أن الحياة تنقلب إلى غابة بشرية ، يستحيل العيش فيها ، كما تعيش مخلوقات الغابة ، المحكومة بقوانين وسنن ، وضعها الله لها ، ووجّه كلاً منها بما يلائم طبيعته !
وإذا كانت الفوضى مدمّرة للمجتمعات البشرية ، فإن ثمّة نظاماً لا يقلّ عنها تدميراً ، هو حُكم الجَهلة !
ففي الشطر الثاني من البيت ،بيان رائع لحقيقتين :
الأولى : هي أن الجهلة لا يَصلحون رؤوساً للناس ، سادةً ، أوقادةً ، أو زعماء ، أو موجّهين لحركة المجتمع ، وضابطين لسلوك الناس ؛ بسبب جهلهم ! وبسبب جهلهم ، أيضاً ، يعجزون عن معرفة الخير والشرّ، والخطأ والصواب .. كما يعجزون عن التمييز، بين معالي الأمور وسفاسفها ، وبين ما هو هيّن ، وما هو خطير! وبالجملة ، فإن الجهلة يعجزون ، عن إدارة حياة الناس ، في حربهم وسلمهم ، وفي حلّهم وترحالهم..!
الثانية : هي أن وجود الجهلة على رؤوس الناس ، يمنع من أن يأخذ القادة الحقيقيون المؤهّلون ، أماكنهم في قيادة الناس ، فيهتمّ كل من هؤلاء المؤهّلين الأكفياء ، بشؤون نفسه وأسرته ، أو يغادر المجتمع الذي يقوده الجهلة ، إلى مكان آخر يحسّ فيه بالأمان ، بعيداً عن تسلّط الجهلة ! وفي كل الاحوال ، تخلو ساحة القيادة من السَراة ؛ لأن الجهلة ليسوا سَراة ، ولا يمكن أن يكونوا كذلك ، من ناحية ، ولأنهم ، من ناحية ثانية، يعيقون السَراة الحقيقيين ، عن الوصول إلى مواقع القيادة والتوجيه، فتضيع الجماعة التي يقودونها ، سواء أكانت قبيلة ، أم حزباً ، أم دولة !
صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القائل : /إذا وسِّد الأمر إلى غيرِ أهله ، فانتظر الساعة/ .
ولا يَسع المرءَ ، إزاء بيت الشاعر أعلاه ، إلاّ أن يتمثّل بقوله ( صلى الله عليه وسلم): /إنّ من البيان لسحراً ، وإنّ من الشعر لحكمة /!