الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ما يحدث في الفلوجة وسوريا

ما يحدث في الفلوجة وسوريا

28.05.2016
إبراهيم الشدوي


الشرق القطرية
الخميس 26-5-2016
ما زال الصراع في سوريا بين التصعيد من النظام السوري وتقدم من المعارضة السورية. ولا جديد يذكر غير خسائر الأرواح. وازدياد شن الطائرات الروسية الغارات الجوية التي لم يسلم منها لا أخضر ولا يابس. حتى المخيمات الهشة لم تسلم من القصف والقتل (ويبدو أن هذا الأمر الذي يحصل في سوريا محط رضا بالنسبة للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان المزعومة).
وأتت تلك الانتهاكات العدائية والوحشية على أهالي حلب. بعد الاتفاقية المزعومة لوقف الأعمال العدائية بسوريا!! فإذا كانت تلك الانتهاكات العدائية في ظل اتفاق دولي فكيف ستكون الانتهاكات والأعمال العدائية من دون اتفاق!
وعلى الرغم أن مطلب المعارضة الشعبية إسقاط النظام عن الحكم. إلا أن هنالك بوادر توحي بالبحث من خلال التفاوض مع نظام الأسد. رغم أن هذا الأمر صعب تقبله إن لم يكن مستحيلا. إلا أنه الحل الوحيد الآن للحد من الصراع (وإن كان الواقع يقول غير ذلك). وهذا الحل ما هو إلا لبقاء المجرم بشار ولكن دون أن يقتل الأبرياء. وكذلك لفك الحصار عن الأطفال والنساء والشيوخ لكي تدخل المساعدات الإنسانية إليهم فهم بأمس الحاجة للغذاء والدواء.
وهنا لا بد من أن نسلط الضوء على مسؤولية العالم أجمع والمجتمعات الدولية والأمم المتحدة والدول العربية عن كل ما حدث ويحدث في الشعب السوري وعلى سكوتهم عن جرائم النظام ومن يدعم النظام (إيران وروسيا) وعن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا إذا كانوا هم أصلا بالفعل يبحثون عن السلام والأمان لدول العالم فأين هم عن حل أزمة سوريا؟ وأين هم عمن قتل؟
وأرى أن ما يحدث في الفلوجة الآن من الحشد الشعبي تجاه أهالي الفلوجة بداعي القضاء على داعش ما هو إلا امتداد لتلك الجرائم فإن عدنا قليلا إلى الوراء وبحثنا عن سبب دخول روسيا في سوريا نجد أن العباءة التي تدخلت بها روسيا في سوريا كانت بحجة القضاء على داعش.
بينما الحقيقة أن روسيا والنظام أحرقوا الشعب السوري لأهداف استراتيجية تحت غطاء تلك الحجة!
وما يحدث في الفلوجة الآن هو امتداد لما يحصل في سوريا، الاختلاف الوحيد في السفاح الذي يقتل مباشرة ففي سوريا هو (بشار) وفي الفلوجة هي (إيران) تقتل وتتحكم وتقمع وتفجر وتفتعل الفتن والعالم في سكون وسكوت.
وكيف للعالم أن يتحرك لإنقاذ الشعب السوري وأهالي الفلوجة من براثن إيران ووحشيتها وأمريكا هي من سلمت العراق على طبق من ذهب (لإيران)؟
وأوجه الاتفاق بين ما يحدث في سوريا والفلوجة هو:
أولا (الحصار) فالنظام السوري يمنع الغذاء والدواء! وفي الفلوجة الحشد الشعبي يحاصر أهالي الفلوجة ويمنع عنهم الغذاء والدواء بداعي وجود داعش (نفس الحال). فما دخل داعش في أهالي الفلوجة وما ذنبهم في التجويع والترويع!
ثانيا: أن إيران وروسيا يدعمان النظام المجرم في سوريا بداعي القضاء على داعش وهم يحرقون الشعب السوري. وفي الفلوجة قصف الحشد الشعبي الإرهابي الإيراني على الفلوجة بحجة القضاء على داعش!
وهم لا يحاصرون ولا يقصفون إلا الأبرياء. وجل ضحاياهم الأطفال ونساء وشيوخ. والحجة نفسها القضاء على داعش!!