الرئيسة \  مشاركات  \  من ليس منحازاً، فهو مذبذب، بالضرورة! والانحياز هو التمسّك بمبدأ، صحيح أو فاسد!

من ليس منحازاً، فهو مذبذب، بالضرورة! والانحياز هو التمسّك بمبدأ، صحيح أو فاسد!

13.06.2021
عبدالله عيسى السلامة




وصف المذبذب ليس من عندنا ، بل هو وصف ربّاني ؛ إذ قال ربّنا عن بعض الناس : (مذبذَبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..). 
والانحياز إلى فكرة أو موقف أو رأي ، أمر ضروري عند العقلاء ؛ لاسّيما العاملين في الحياة العامّة : الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية ، وغيرها ، ممّا يحتاج رأياً وموقفاً ! ولا يعني هذا أن رأيه صحيح ، بالضرورة ! وينسحب هذا على فكرته و موقفه !  فالمهمّ في المسألة ، أن يكون من أصحاب العقول والإرادات ، الذين يمكن أن يصدّقهم الناس ، أو يتبعوهم ، أو يلتفّوا حولهم .. أو يخَطئوهم في بعض المسائل ..! 
أمّا من لم يكن له رأي مستقلّ ، أو فكر مستقل ، أو موقف مستقلّ .. ويؤيّد الآخرين ، أو يوافقهم ، أو يصفّق لهم .. وينظر إلى الصوت الأعلى ، أو المصلحة الذاتية التي يحظى بتحقيقها ، عند زيد أو عمرو ..أو يرى كثرة المؤيّدين لشخص ما ، فيؤيّده ، أو كثرة المعارضين لإنسان ما فيعارضه.. أمّا هذا الطراز من البشر، فهو عالة على مجتمعه وأمّته؛ لأنه خارج عن حساب كلّ عاقل ، من المهتمّين بالشأن العامّ !
والعناصر المحسوبة على هذا الصنف من الناس ، كثيرة ، في كلّ مجتمع ، وفي كلّ تجمّع بشري ! وبعض المتنبّئين من الصحفيين وغيرهم ، ينظر إلى هذه الفئة ، نظرة خاصّة ؛ فيراها هي التي يَنتظر منها الساسة ، أن تحقّق لهم فوزاً في الانتخاب ، في أيّ مجلس تمثيلي ! وبعض الناس يسمّي هذه الفئة من الناس ، بالفئة الصامتة ! كما يسمّيها بعضهم: الفئة غير المنحازة ، أو المتردّدة .. أو غير ذلك من التسميات ! وأيّاً تكن التسمية التي تطلق على هؤلاء ، فليس ثمّة تسمية تناسبهم ، أكثر من تسمية المذبذبين ! وهم ، وإن كانوا عبئاً على المجتمعات السياسية ، عامّة ، لهم فوائد ، يسعى بعض الساسة إلى الحصول عليها ، ثمّ لايبالي ، بأيّ وادٍ هلك هؤلاء المذبذبون !