اخر تحديث
الخميس-18/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ هو مع الحقّ .. لكن أيّ حقّ !؟
هو مع الحقّ .. لكن أيّ حقّ !؟
29.11.2020
عبدالله عيسى السلامة
طرفة : أنا مع الله !
في إحدى الحلقات ، من سلسلة الانقلابات ، التي جرت في ستينات القرن العشرين ، أمسك رجال الشرطة ، برجل فقير جاهل ، يعمل حاجباً ، في أحد الخانات ، وسألوه : أنت مع مَن.. مع العهد القديم ، أم مع العهد الجديد ؟ فتحيّر الرجل وتلعثم ، ولم يدر مايقول ؛ خشي أن يقول : أنا مع العهد الجديد ، فيحبسه الممسكون به ، لأنهم من رجال العهد القديم .. كما خشي من القول : أنا مع العهد القديم ؛ فيكون الرجال مع العهد الجديد ، فيتعرّض للاعتقال أو الأذى ! فقال لهم : أنا مع الله ! فصرخ في وجهه أحدهم ، قائلاً : وهل ترانا ، نحن ، مع الشيطان .. ياملعون ؟ ثمّ ضحك الرجال ، وتركوه ، بعد أن عرفوا حاله !
طرفة ثانية :
جرى انقلاب ، ضدّ أحد الرؤساء .. وبعد فترة ، زار بعضُ الشرطة ، من العهد الجديد ، أحدَ السجون ، وفتحوا زنزانة ، وسألوا نزلاءها : مَن أنتم ؟ فأجابوا : نحن مِن أعداء الرئيس فلان ! ثمّ فتحوا الزنزانة الثانية ، فسألوا نزلاءها : مَن أنتم ؟ فأجابوا : نحن من أنصار الرئيس فلان ! ثمّ فتحوا الزنزانة الثالثة ، وكان فيها رجل واحد ، فسألوه : مَن أنت ؟ فأجاب أنا الرئيس فلان !
وهنا ، يُطرح السؤال التالي : مَن المُحقّ ، ومَن المُبطل ؟
ولمّا كانت أوقات الاضطرابات ، تشكّل حُجُباً ، على العقول والأفهام ، كان تمييز الحقّ من الباطل صعباً ، ويكون صعباً جدّاً ، في بعض الظروف ، على بعض الأذهان ! وتصبح القلّة القليلة من الناس ، التي تحظى باستقلال العقل والإرادة ، هي المؤهّلة ، لمعرفة الحقّ والباطل ، والخطأ والصواب ! لأن الفئات الأخرى ، متضادّة متصارعة فيما بينها ، وكلّ فئة ترى نفسَها صاحبة الحق ، وترى أن حقّها كامن ، في السلاح الذي تحمله ، أو في القوّة التي تملكها !
إنه شأن الاضطرابات السياسية والاجتماعية ، في كلّ عصر ومصر! ولا تخلو أمّة من عقلاء ، يرشدونها إلى الحقّ !
ولله درّ القائل : تُهدى الأمورُ بأهل الرأي ماصلحت فإنْ تولّت ، فبالأشرار تَنقادُ !