الرئيسة \  واحة اللقاء  \  في أخطر مواجهة في إدلب… قصف سوري ورد تركي يوقعان عشرات القتلى بين الجيشين

في أخطر مواجهة في إدلب… قصف سوري ورد تركي يوقعان عشرات القتلى بين الجيشين

05.02.2020
هبة محمد



القدس العربي
الثلاثاء 4/2/2020
دمشق- "القدس العربي" : في أحدث تطور خطير في إدلب، قتل 8 أتراك بينهم 5 جنود من الجيش التركي غرب مدينة سراقب فرد "التركي" بقصف عشرات النقاط للجيش السوري حيث قتل العشرات من جنوده حسب وزارة الدفاع التركية، ولم تعد الحملة التي يقودها النظام السوري بدعم جوي غير محدود من قبل المقاتلات الحربية الروسية على الشمال السوري، هي الحدث الأوحد أو الأبرز، حيث أصبحت المواجهات ولو جزئياً بين دمشق وأنقرة، وتحدث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن "تحييد بين 30 و 35 من عناصر النظام السوري".
وكانت وكالة أنباء "الأناضول" التركية، أفادت بأن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وقادة في الجيش التركي وصلوا إلى الحدود مع سوريا، بعد مقتل جنود أتراك في إدلب. ونقلت وكالة الأناضول للأنباء أمس عن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار قوله إن القوات التركية قصفت 54 هدفاً في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا وقتلت 76 جندياً من قوات الحكومة السورية. وكانت أنقرة قالت في وقت سابق أمس إن قصفاً سورياً أدى إلى مقتل 8 أتراك في إدلب.
إيران تؤيد ضربة الأسد وموسكو تبرر له… اردوغان: سيدفعون الثمن وقتلنا 35 منهم
وبعدما أعلنت وزارة الدفاع التركية، صباح الاثنين، مقتل 4 جنود وإصابة 9 آخرين، في القصف السوري، أعلنت في وقت لاحق ارتفاع حصيلة القتلى إلى 6، قبل أن يعلن اردوغان ارتفاع الحصيلة إلى 8 من بينهم 5 جنود و3 موظفين مدنيين حسب وكالة الأناضول. بينما تحدث المرصد السوري عن سقوط 13 من الجيش السوري بالقصف التركي.
الموقف التركي
وقال اردوغان، معلقاً على مقتل الجنود الأتراك إن بلاده ستجعل النظام السوري "يدفع ثمن فعلته" جاء ذلك في كلمة له، الاثنين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في العاصمة كييف. وأكد قائلاً: "نرد على ذلك بكل حزم، سواء من البر أو الجو، بحيث يدفعون ثمن فعلتهم".
وأكد أن التطورات في إدلب وصلت إلى وضع لا يطاق، مشيراً أنهم صبروا في هذا الصدد كثيراً. وأعرب عن أمله في أن يعي الجميع التزاماته في إطار اتفاقيتي "أستانة" و"سوتشي" وأن يواصلوا العمل في هذا الإطار.
الهجوم الأخير للنظام السوري على الموقع العسكري التركي، أشعل العلاقات بين أنقرة وموسكو، بعد تبرير وزراة الدفاع الروسية الهجمات التي استهدفت الجيش التركي، إذ قال المركز الروسي للمصالحة في سوريا: إن "وحدات من القوات التركية قامت بتحركات داخل منطقة إدلب لخفض التصعيد في ليلة 2 /3 شباط/فبراير دون إخطار الجانب الروسي، وتعرضت لإطلاق نار من القوات الحكومية السورية استهدف الإرهابيين في المنطقة الواقعة غرب بلدة سراقب. وتابع البيان أنه حسب المعلومات المتوفرة، أصيب عدد من العسكريين الأتراك بجروح، مضيفاً أن القوات الروسية والقيادة التركية على تواصل مستمر عبر قنوات منع الصدامات، وتم اتخاذ إجراءات لنقل المصابين إلى الأراضي التركية".
الموقف الروسي
الباحث السوري فراس فحام قال لـ"القدس العربي" إن ما يجري في محافظة إدلب وغرب حلب مؤخراً هو صراع تركي – روسي غير مباشر، وقد أصبحت تركيا مع مرور الوقت طرفاً أساسياً فيه. وخلال الـ48 ساعة الماضية، شنت فصائل الجيش الوطني السوري، هجمات في جبهات ظلت باردة منذ عام 2016، ودخلت نقطة روسية في "الشعالة" في ريف مدينة الباب شمال شرقي حلب، في حين قتل ضباط استخبارات روس في الهجوم الذي نفذته فصائل المعارضة على جميعة الزهراء غربي حلب.
ولا يمكن – حسب فحام – تصور إقدام النظام السوري على قصف نقطة للجيش التركي بدون رضا روسي، ويبدو أن موسكو حاولت اختبار نوايا أنقرة بعد التعزيزات التي زجت بها في محيط سراقب. كما استبعد المتحدث أن تتجه التوترات القائمة بين تلك الأطراف لتصل إلى مرحلة الصراع المباشر فيما بينها، معللاً رؤيته، بأن روسيا تفضل العمل من خلال قوات النظام السوري، والميليشيات الإيرانية لتحافظ على مصالحها مع تركيا، لكن الرد التركي غير المباشر عن طريق تسليح المعارضة أمر وارد جداً. ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية قولها إن وزيري خارجية روسيا وتركيا اتفقا أمس الاثنين على ضرورة احترام اتفاق بشأن منطقة إدلب السورية وذلك وسط تصاعد التوتر بين القوات المتناحرة.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في تصريحات صحافية: إنه إلى الآن "لم يجر اتصال هاتفي بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان بعد حادث إطلاق الجيش السوري النار على قوات تركية في إدلب الليلة الماضية، لكنه "يمكن الاتفاق على إجراء مثل هذه المكالمة في أسرع وقت إذا اعتبر الرئيسان ذلك ضروريًا". وأشار البيان الرئاسي الروسي، إلى أن الأجواء فوق منطقة إدلب لخفض التصعيد تراقبها القوات الجوية الفضائية الروسية باستمرار، وأن الطائرات الحربية التركية لم تخرق الحدود السورية، كما لم يتم تسجيل ضربات ضد مواقع القوات التابعة للنظام السوري.
أما إيران، وهي ثالث الأطراف الضامنة في سوريا، فقد قال المتحدث باسم خارجيتها عباس موسوي: "من حق الجيش السوري شن عمليات على أي أرض سورية تعرضت للاحتلال أو الإرهاب أو ضد ما يعرض أمن سوريا ووحدتها للتهديد"، مشدداً على أن على جميع الدول "احترام وحدة الأراضي السورية وأمنها القومي"، وأشار المسؤول الإيراني، إلى أن مسار "أستانة" هو المسار الوحيد القادر على حل الأزمة السورية وينبغي الحفاظ عليه.
مقتل 9 مدنيين
وقتلت مقاتلات حربية عائلة سورية مكونة من 9 أفراد، بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء، خلال استعدادهم للنزوح عبر مركبتهم الخاصة من ريف حلب الغربي نحو الشمال السوري، وأظهرت صور بثها ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي لأحد الأطفال الضحايا، وهو مقطوع الرأس.
ميدانياً، قضمت قوات النظام السوري والميليشيات المرافقة لها خلال الساعات الماضية المزيد من قرى وبلدات ريف إدلب الشرقي، حيث تمكنت القوات المهاجمة من السيطرة على دخول قرى "سان وجوباس وكفربطيخ" في ريف إدلب الشرقي، عقب معارك عنيفة وقصف جوي مركز وكذلك بري لمدة أربعة أيام.
التقدم الأخير للنظام السوري في ريف إدلب الشرقي، يمنحه القدرة أكثر من السيطرة على الطريق الدولي، وهو الهدف القريب لموسكو ودمشق. في حين قالت مصادر محلية لـ "القدس العربي" إن الجيش التركي بنى نقاطاً عسكرية ضخمة بكافة اتجاهات مدينة سراقب الاستراتيجية في ريف إدلب، والتي أصبح النظام السوري على بعد ثلاثة كيلومترات فقط منها، ووفق المصادر، فإن الجيش التركي عزز تلك القواعد بفرق عسكرية وأجهزة رادار وصواريخ وعشرات الآليات الثقيلة.
كما تحدثت مصادر في المعارضة السورية، بأن آخر النقاط المثبتة من قبل الجيش التركي في محيط سراقب، هي التي تعرضت لقصف مدفعي مكثف من قبل النظام السوري، والتي أدت إلى مقتل 6 جنود أتراك وجرح آخرين.
من جانبه، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان – ومركزه لندن – إلى دخول خمسة أرتال عسكرية تركية من معبر كفرلوسين باتجاه ريفي حلب وإدلب، تتألف من مصفحات وناقلات جنود وشاحنات، فيما اتجه أحد الأرتال إلى منطقة أريحا، وتوقف رتل عسكري داخل مدينة سراقب. وبذلك يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التركية من دبابات وناقلات جند ومدرعات التي دخلت الأراضي السورية منذ الأحد إلى نحو 320، مع استمرار عملية الدخول تباعاً، وسط معلومات عن إعلان أوتوستراد حلب – اللاذقية المعروف بـ"إم- 4" منطقة عسكرية من قبل القوات التركية.
أما في حلب، فقد تصدت فصائل المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية الحليفة له، حيث تهدف العمليات الأخيرة للنظام والمستمرة منذ ثلاثة أيام، إلى التقدم نحو بلدة "برنة" في ريف حلب الجنوبي، إلا أن المعارضة السورية افشلت الهجوم، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم.
وفي أوقات سابقة، كانت قوات النظام والميليشيات الإيرانية سيطرت على قرى وبلدات "خان طومان والقراصي والحميرة ومعمل البرغل" بريف حلب الجنوبي، عقب مواجهات استمرت أياماً عدة وانتهت لصالح النظام.