الرئيسة \  تقارير  \  في إطار حرب أوكرانيا.. ما الخطوة التالية لبوتين؟

في إطار حرب أوكرانيا.. ما الخطوة التالية لبوتين؟

30.06.2022
الجزيرة


الجزيرة
الاربعاء 29/6/2022
يستعرض هارلان أولمان كبير مستشاري "المجلس الأطلسي" (Atlantic Council) المزايا الإستراتيجية والاقتصادية والتكتيكية والعسكرية المحتملة التي قد يراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي تساعد على استنتاج الخطوة التالية المحتملة منه في إطار حرب أوكرانيا.
ويحدد أولمان في مقال له بموقع "ذا هيل" (The Hill) الأميركي 5 مزايا وهي كما يلي:
أولا: تفوق روسيا بالحجم والكم على أوكرانيا. فمهما كانت المقاومة الأوكرانية بطولية، فهي ليست بلا حدود، خاصة مع ارتفاع الخسائر واستنفاد مخزون الأسلحة واللوجستيات.
ثانيا: يرى بوتين أن بإمكانه استغلال الطاقة والغذاء لتقسيم التحالف الغربي. حيث تعتمد أوروبا على الغاز والنفط الروسي. وتمثل تكلفة البنزين في الولايات المتحدة الأميركية -بافتراض أنها ستظل مرتفعة- مشكلة كبيرة للرئيس جو بايدن ودعمه المحلي، والتي تفاقمت بسبب التضخم المرتفع والذي قد يُضعف الإجماع على المدى الطويل لتخصيص عدة مليارات من الدولارات لدعم أوكرانيا.
سلاح الجوع واللاجئين
وفيما يتعلق بالطعام، يمكن أن تكون الهجرة سلاحا قويا بيدي بوتين، وذلك بعد أن تعلم من مشاركته بالحرب في سوريا. ومع تفشي المجاعة العالمية الهائلة ونقص الغذاء، فإن الآثار المترتبة على الهجرة واضحة بذاتها مع وجود 5 ملايين أوكراني نازح وأعداد كبيرة تسعى للجوء في بولندا ورومانيا وأماكن أخرى. وستؤدي المجاعة إلى دفع أعداد أكبر من الناس للبحث عن الأمان والقوت في أوروبا والولايات المتحدة، وقد لا يتمكن الغرب من التعامل مع هذا الأمر.
ثالثا: يرى بوتين أن الولايات المتحدة اضطرت إلى التخطيط لحرب على جبهتين؛ الأولى ضد روسيا والثانية ضد الصين. ويقدر بوتين تماما حماقة مثل هذه الإستراتيجية. فقد هُزم نابليون وهتلر في النهاية من خلال الشروع في حروب على جبهتين. وتعد الصين بلدا إستراتيجيا وسوقا للطاقة الروسية للالتفاف على العقوبات وإجبار الولايات المتحدة على تخفيف مواردها؛ وذلك عبر التعامل مع خصمين رئيسيين في نصف العالم.
رابعا: ربما يرى بوتين أن الانقسامات في أميركا حول كل قضية تقريبا هي قيود إضافية على سلطتها وقدرتها على التأثير في الأحداث، مثل قضايا الإجهاض وحمل السلاح الناري، وربما يرى أن النظام السياسي الأميركي في طريق مسدود وغير قادر على العمل.
الأسلحة النووية قصيرة المدى في كالينينغراد
خامسا: أعلنت رئيسة الوزراء الإستونية كاجا كالاس أن إستراتيجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) للدفاع عن بلادها يمكن أن تمحو إستونيا من الخريطة. وربما سوف يستعرض بوتين الميزة العسكرية الرئيسية والوحيدة لروسيا على الناتو -وهي التفوق العددي في الأسلحة النووية قصيرة المدى- للإعلان عن تمركز المزيد من قواته في كالينينغراد، وهي جيب روسي انفصل جغرافيا عن روسيا وأصبح وسط دول البلطيق كسيف "داموقليس" لتهديد وتقسيم الناتو.
ويقول الكاتب إن مزايا بوتين -لحسن الحظ- ليست بالضرورة قوية أو صحيحة كما يعتقد. ومع ذلك، إذا لم يفهم الغرب سبب اعتقاد بوتين أن الوقت في صفه ويعمل على تبديل هذا التصور؛ فمن الصعب أن نكون متفائلين بشأن فرص وجود إستراتيجية غربية مضادة قابلة للتطبيق.
المصدر : هيل