الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل لا تزال هناك هدنة في سوريا؟

هل لا تزال هناك هدنة في سوريا؟

28.04.2016
أمير عبد القادر


القدس العربي
الاربعاء 27-4-2016
ريف حماة ـ "القدس العربي": بالنظر إلى حال الجبهات يبدو الوضع مشابهاً لما كان عليه قبل الهدنة المنعقدة في 27 شباط/فبراير المنصرم بل ربما تكون بعض الجبهات أسخن مما كانت عليه في ذاك الوقت كجبهات ريف حلب، وريف اللاذقية التي استعاد فيها الثوار السيطرة على قرى عدة من يد قوات النظام كما بدأت في الأيام الأخيرة معارك عنيفة على جبهات ريف حماة الشمالي.
ودفعت انتهاكات النظام المستمرة وعدم التزامه الواضح بالهدنة رئيس وفد المعارضة السورية أسعد الزعبي إلى مطالبة فصائل المعارضة المسلحة بالرد على انتهاكات النظام وهجماته حيث اتهم النظام باستغلال الهدنة لاستعادة السيطرة على بعض الأراضي الخارجة عن سيطرته. وطالب الزعبي فصائل المعارضة بالرد بعشرة صواريخ على كل صاروخ يطلقه النظام واستغلال الهدنة من قبلهم كما يفعل النظام تماماً، موضحاً أنه لن يواصل في مفاوضات جنيف إلى ما لا نهاية.
وبعد تعالي الأصوات السياسية من وفد المعارضة الذي يطالب المعارضة بالرد على النظام تزامناً مع المعارك العنيفة المتشعلة على الأرض يسأل البعض هل لا تزال هناك هدنة في سوريا؟
يقول مراقبون لوضع الهدنة أن المعارضة بشقيها السياسي والعسكري تعاملت مع الهدنة منذ بدايتها بشكل جدي والتزمت بكامل بنودها لكن النظام كعادته هو الذي بدأ بالخروقات واستغل الهدنة لأغراض أخرى كاستعادة السيطرة على بعض المناطق وارتكاب المجازر.
ويقول القائد العسكري في فيلق الشام أحمد أبو رابع لـ "القدس العربي" إن الفصيل أوقف كل معاركه العسكرية منذ بداية الهدنة لكن النظام لم يوقف قصفه على قرى المنطقة في ريف حماة، كما لم تتوقف الطائرات الروسية عن طلعاتها الجوية مما دعا فصيله إلى المشاركة مع فصائل أخرى للرد على هجمات النظام، مشيراً إلى أن هذا حق تضمنه بنود الهدنة حيث يحق لكل طرف أن يرد على إعتداءات الطرف الآخر في حال حصولها.
واستشهد على كلامه باسم المعركة التي أعلنتها الفصائل المسلحة في ريف اللاذقية تحت عنوان "رد المظالم"، مشيراً إلى أنها رد على عدوان النظام وإنتهاكاته أثناء الهدنة.
وطالب أبو أحمد بإيصال صوته الذي قال إنه تعبيرٌ عن حال كل الفصائل المسلحة في سوريا وطالب المجتمع الدولي الراعي للهدنة بإيقاف النظام عند حده، واتهم النظام بأنه يهدف من وراء خرقه للهدنة إلى عرقلة الحل السياسي في سوريا والذي لا يصب في مصلحته أبداً، لأنه يريد استمرار الحرب والفوضى ويواصل عرض نفسه للعالم على أنه من يحارب الإرهاب ويخلص الشعب السوري منه، بحسب قول المصدر.
غير أن مواقف بعض الفصائل المعارضة لا تقتصر على الرد على انتهاكات النظام مثلما هو موقف فيلق الشام، فبحسب شهادة النقيب حسين كمال من تجمع ألوية حماة المقاتلة فقد إنهارت الهدنة بالكامل ولذلك اشتعلت المعارك في ريف حماة وريف حلب حيث تمكن المقاتلون من استعادة قرى وبلدات عدة من النظام.
وأضاف النقيب لـ "القدس العربي" أن هذه الهدنة خرقها النظام وهو من بدأ المعارك والقصف وكل ما تفعله الفصائل هو رد طبيعي على اعتداءات النظام، مشيراً إلى أن الهدنة انتهت بالنسبة لهم والمعارك مستمرة كما كانت عليه.