الرئيسة \  واحة اللقاء  \  في انتظار الجيش الصيني في سوريا

في انتظار الجيش الصيني في سوريا

31.08.2016
أسامة إبراهيم


القدس العربي
الثلاثاء 30/8/2016
كما كانت الرسائل جنساً أدبياً يحمل ثقافة وفكر ورسالة، مثله مثل أي جنس أدبي آخر، فها هي الرسائل تدخل عالم السياسة وتصبح نوعاً سياسياً خاصاً، على يد رئيس النظام السوري، حيث بدأ بتوجيه رسائله إلى أحلافه الدوليين وذلك أولاً مع الإيرانيين نهاية عام 2011 حين لفت نظرهم أن المراقد والأضرحة مهددة وكذلك وجودهم ومصالحهم في سوريا و كل ما أنفقوه لعقود سيذهب دعساً تحت أقدام الثوار وهذا كان أعظم أعتراف بعظمة وحقيقة الثورة السورية العظيمة فاتحة ورأس ثورات القرن الحالي هذا وما أراه أنها أعظم ثورة في التاريخ البشري لما نزفته من دماء الأبرياء والأحرار عبر ست سنوات،
فدخلوا كما نقول يخبطون هنا وهناك وكان من الواضح بعد حسبتهم خسائرهم أنه ورَّطهم وأن العودة إلى الوراء في أتون أضرمها ثوار سوريا ليست إلى الآن أفضل حالاً ونتائج من التقدم، وقبل عام من اليوم وبالضبط قبل إعلان التدّخُّل العسكري الروسي السافر في سوريا 30 أيلول/سبتمبر الماضي، كان يوجه رسائله للروس بأن موطئ قدمهم على البحر المتوسط والأقليات التي تأتزر بإزارهم ومستقبل آخر معقل للعلمانية في المشرق العربي بل والمغرب ربما باتت بخطر كما لم تكن من قبل وأن كل مساعي وزير خارجية النظام السوري وروسيا في آنٍ معاً سيرغي لافروف لن تفعل شيئاً عن بعد دون تدخل عسكري لاحدى أعظم خمس قوى عالمية،وكان أن تدخلوا بالفعل وبعد ستة أشهر فقط من التدخل الذي أعطي زعماً عدة مبررات كان أوضحها انتهاز الروس للفرصة أثناء إنشغال الأمريكان إن لم نقل قطع أملهم من المنطقة ومصالحهم فيها ونوم الرئيس أوباما في العسل والعمى في الأشهر الأخيرة من ولايته وكان التبرير الأوقح أنه تدخل السلاح لتحريك الدبلوماسية لنرى بعده سلق عدة مؤتمرات دولية خلال شهر بشأن التوصل لحل "مقلي" للمسألة السورية حسب تعريفهم فكان أن طالعونا بورقة فيينا الشهيرة والتي لم ترق تسميتها لأكثر من ورقة ورأينا اليوم وعشنا نتائجها بعد مساعي دي مستورا من دمار وقصف يومي وانتهاك يومي لحرمة روح الأبرياء السوريين وزيادة وإمعان في تدمير البلد والكوارث التي تستتبع ذلك من ست سنوات إلى اليوم، اليوم ومنذ نحو شهر تقريباً بدأ بتوجيه رسائله للصين، بأن آخر معاقل الإشتراكية والأصدقاء الأوفياء هو بخطر كما لم يكن من قبل، وأهم سوق لبضائعهم التي سينتهي أمد العمل بقاعدة إنتاجها مواد أولية رخيصة ويد عاملة أرخص لكن يبقى السوري كبيراً بما يفتحه من احتمالات على أسواق الجوار وأن الأمريكي سيبتلع هو والروسي البيضة وقشرتها ولن يبقى لهم ما يسد رمقهم في سوريا، فعليهم المسارعة بالتدخل العسكري المباشر والعلني في سوريا. وها هم بدأوا بالإعلان عن فرق طبية تدخل لمساعدة جيش النظـام وتدريب كـوادره.
وعليه سنرى الجيش الصيني قريباً يدنّس الأرض السورية ولن يخرج منها إلا كما خرج الأيرانيون والروس قبل ذلك، لن ينتصر هؤلاء ومن وجه لهم الرسائل ليدخلوا سوريا غزاةً محتلين حتى لو اجتمع لهم جيوش الأرض كلها، الشعب السوري الأبي الحر سيعلمهم من الدروس ما يكفي ليكتب تاريخاً جديداً في الصراع بين الدول التوتاليتارية والإنسان الحر الذي يريد الحياة أن تجري مجرى يناسب البشر أصحاب الكرامة أولا.
 
أكاديمي من سوريا