الرئيسة \  مشاركات  \  يا طلاّب الجَنّة ، لا تجعلوا باب الجنّة الذي أمامكم ، باباً إلى النار

يا طلاّب الجَنّة ، لا تجعلوا باب الجنّة الذي أمامكم ، باباً إلى النار

06.12.2017
عبدالله عيسى السلامة




           *) ثمّة جنّتان :
              - جنّة الآخرة ، للمؤمنين بها ، الساعين إليها !
              - جنّة الدنيا ، لمن يريدها ، سواء أكان يريدها وحدَها ، لأنه لا يؤمن بغيرها ، أم كان يريدها ، ويريد الجنّة الأخرى ( لأن طلب الأولى ، لا يَمنع مِن طلب الثانية ، ولكل منهما سعيُها ، الموصلُ إليها .. بشروطه ) .
         *)  وثمّة ناران : نار الدنيا ، ونار الآخرة.
 عمل الإنسان بشقّيه ، القول والفعل ، سلّم إلى الجنّتين ، أو إلى إحداهما ! أو سلّم إلى النارين ، أو إلى إحداهما !
         *) الكلمة الطيبة ، كالشجرة الطيبة ، أصلها ثابت ، وفرعها في السماء ، تؤتي أكلَها كل حين بإذن ربّها . وهذه تنفع طالب أيّ من الجنتين !
         *) الكلمة الخبيثة ، كالشجرة الخبيثة ، التي اجتُـثّت مِن فوق الأرض ، ما لها مِن قرار!
          *) الكلمة الطيبة ، تفتح مغاليق القلوب ، وتقيم جسور المودّة بين الناس ، وتنشيء العلاقات الجيّدة بين البشر، على المستوى الاجتماعي والسياسي. فـتُسهم في بناء جنّة الدنيا ، وفي بناء جنّة الآخرة ، لمن يؤمن بها ، وينوي قولَ كلمته لأجلها !
          *) الكلمة الخبيثة ، تغلق القلوب ، وتنفّرها ، وتقطع جسور المودة والتفاهم بين البشر، وتثير بينهم العداوة والبغضاء ، على المستوى الاجتماعي والسياسي ، وسواهما.
          *) الكلمة الطيبة ، تريح صاحبها ، وتَجعله راضياً عن نفسه ، وتكسبه مودّة الآخرين ورضاهم ، وحرصهم على التعامل الطيّب معه ، حتى لو كانوا خصومه أو أعداءه، أحيانا .. ولا يَخسر بسببها شيئاً !
          *) الكلمة الخبيثة ، تخبّث نفسَ صاحبها ونفوس الآخرين ، وتكسِبه نفورَ الآخرين ، وعدم استعدادهم للتعامل معه ، إلاّ بالشكل السيّء ، الذي يفرضه عليهم ، حتى لو كانوا قريبين منه ، فكرياً ، واجتماعيا ، وسياسياً ! ومن باب أولى ، خصومه وأعداؤه ! ولا يَربح منها أيّ شيء !
          *) جنّة الآخرة معروفة بأوصافها ، وكذلك نار الآخرة .
          *) جنّة الدنيا ونار الدنيا ، لكلّ منهما منازل وساحات !
          *) من أبرز الساحات ، لجنّة الدنيا و نارها :
  - كيان الإنسان نفسه ، قلبه وعقله ، مشاعره وعواطفه ( اطمئنانه أو قلقه ـ رضاه أو سخطه ـ سروره أو حزنه ـ راحته أو تعبه ـ استقرار توازنه أو اختلاله - حبّه أو كرهه ، لما حَوله ومَن حَوله ..!). وفي المحصلة ، تُسهم الكلمة الطيبة ، في بناء النفس المطمئنة ، التي تَرجع إلى ربّها راضية مَرضيّة ـ إذا كان صاحبها مؤمناً بربّه ـ ! وفي بناء النفس ، الراضية عن نفسها ، الواثقة بنفسها ، في تعاملها مع الناس ، فيما يتعلق بمصالحهم الاجتماعية والسياسية اليومية ، وأمور حياتهم جملة ..!
- شبكة العلاقات الاجتماعية المحيطة بالشخص ، ساحة من ساحات جنّته ، التي تصنعها كلمته الطيّبة، أو ساحة من ساحات ناره، التي تصنعها كلمته الخبيثة!
- أهدافه وطموحاته الاجتماعية والسياسية ، تعبّد الطريق إليها ، الكلمة الطيّبة، وتغلقه الكلمة الخبيثة !
          *) وسائل نشر الكلمة : ( صحافة ، إذاعة ، تلفزيون ، إنترنت..)  بوّابات إلى إحدى الجنّتين ، أو كلتيهما ، أو بوّابات إلى إحدى النارين ، أو كلتيهما !
          *) فهل يَرى عاقل ، أبوابَ جنّة أو جنتين ، مفتوحة أمامه ، ويغلقها ، ليلِجَ أبوابَ نار أو نارين !؟
          *) ربّما ..! وإلاّ ، كيف تتحقّق ثنائيّة: الخير والشرّ، والحقّ والباطل ، والخطأ والصواب، والهدى والضلال ، والظلمات والنور، والسعادة والشقاء ، والجنّة والنار!؟
          *) وتبقى الحكمة والخبرة، لدى قائل الكلمة، وتبقى طبيعة الكلمة ، في ظروفها وسياقاتها، ضمن معايير خلقية ثابتة، ومعايير أخرى متغيرة.. تبقى هذه كلها، مختبَرات لتمحيص الكلمة، وتمييز الخبيثة منها والطيّبة ، وقياس الخُبث في الخبيثة، والطِيبَة في الطيّبة !
وسبحان القائل : ( ومَنْ يؤتَ الحكمةَ فقدْ أوتيَ خيراً كثيراً ).