الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  يا راحلون

يا راحلون

14.01.2021
شعر : يحيى حاج يحيى


( في وداع الداعية الشيخ عدنان السقا رحمه الله تعالى)
شعر : يحيى بشير حاج يحيى
عضو رابطة أدباء الشام




يا راحـلاً إثر أحبـابٍ لنـا ســبقوا     مِنّـا عليــك سـلامٌٰ طيّـبٌ عبِـقُ
ماكنت تخشى الردى ، بل كنت ترمُقُه      ولم يفُتْك هُِديـت الفـوزُ والســبقُ
هـذي عيونُ دمشـق الحزنِ باكيـةٌ      على رجال لها وفّـوْا ، وقد صـدقوا
تبـارك اللهُ كـم في شـامنا علــمٍ      لم يقـو حجبـاً لهم ظُلـمٌ ولا رهـقُ
تبكـي عليهـم حُشاشـاتٌ مؤرّقـةٌ      كما بكـت حزنـاً في دوحهـا الوُرقُ
عدنـانُ هجـرتُك الأولى غدتْ مثلاً      رمزاً لِمن صبـروا ، بالله قـد وثِقـوا
شـاقتك حِمصٌ وقد حنّتْ لفتيتهــا      وزادُهـم في نـواها الشـوقُ والأرقُ
مهاجـراً يبتغـي مرضـاة خالقِـه      لايرتضي جور من جاروا ومن حنِقـوا
كنـت الملاذ لمن ناءت مواطِنُهـم       وقد أضرّ بهم مِن بُعدهــا .... قلـقُ
وكان قلبُــك واحــاتٍ تُظلّلُهـم       وكـان همُّـك مِمّـا نابهـم ولقــوُا
جيـلٌ تربّى وفي الإسـلام محضنُه      فكيـف يرضـى خُضوعاً للأُلى فسـقوا
ياراحلـون وهذا القلـبُ منزلُهـم      مُسـتلهمُ ذِكرُهـم ، منهـاجُهـم حـقُّ
مـوتُ الكرام غـدا فتقـاً يؤرّ قُنا      لكـنْ إخانـا على درب الهدى ، الرتْقُ
فرايـةُ السُّنّـة الغـرّاءِ .. باقيـةٌ      وبدرُهـا في سـماء الشـام يأتلِــقُ