الرئيسة \  ملفات المركز  \  في ذكرى الثورة السورية : مقالات وتحليلات وفعاليات

في ذكرى الثورة السورية : مقالات وتحليلات وفعاليات

19.03.2019
Admin


ملف مركز الشرق العربي 18/3/2019
عناوين الملف :
  1. موقفنا :في الذكرى التاسعة للثورة الأعظم  ... سنة تاسعة ثورة ..  ثورة "ما لنا غيرك يا الله"
  2. التحية والتجلة والإكبار للثورة السورية وثوارها العظام!!...وظنها مجرم الحرب بوتين " سياحة ثلاثة أشهر.."
  3. الجزيرة :محطات بارزة في 8 سنوات من الثورة والصراع في سوريا
  4. الجزيرة :8 سنوات من الثورة والحرب.. الأسد "تحت الحصار" وسوريا حلبة تنافس
  5. الجزيرة :في ذكرى الثورة السورية.. كيف ينظر الأميركيون إلى مستقبل الأسد؟
  6. الاناضول :ثورة سوريا في عامها التاسع..تحول المشهد من الصراع في سورية إلى الصراع عليها (مقال تحليلي)
  7. الاناضول :شباب الثورة السورية: طالبنا بالحرية وردوا علينا بالرصاص
  8. حرية برس :السوريون يقولون كلمتهم في ذكرى الثورة “مستمرون حتى إسقاط النظام”
  9. سوريا تي في :همسة في ذكرى الثورة السورية
  10. سوريا تي في :ثورة آذار السّوريّة وبشّار الأسد دون كيشوت السّياسة الجديد
  11. العرب القطرية :في الذكرى الثامنة للثورة السورية
  12. جيرون :إدلب.. تظاهرات عديدة إحياءً للذكرى الثامنة للثورة السورية
  13. جيرون :ثماني سنوات وجذوة الثورة ما زالت متقدة
  14. جيرون :في ذكرى الثورة؛ هل يعود القرار السوري إلى السوريين؟
  15. تجمع احرار حوران :مظاهرات مهد الثورة في مطلع العام التاسع للثورة السورية توجه عشرة رسائل مهمة للداخل والخارج
  16. منظمة مجاهدي خلق :بيان صادر عن امريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن سوريا
  17. السورية نت :الثورة السورية الجرح المفتوح
  18. الشرق :الثورة السورية في عامها التاسع : تحول المشهد من الصراع في سوريا إلى الصراع عليها ..!
  19. المجلس الاسلامي السوري :بيان بشأن استكمال الثورة السورية عامها الثامن
  20. مصراوي :مع بداية عامها التاسع.. هل تنطلق ثورة دموية جديدة في سوريا؟
  21. الايام :سوريون يطلقون عدة هاشتاغات بمناسبة الذكرى الثامنة للثورة السورية
  22. علامات اونلاين :المجلس الإسلامي”: الثورة السورية فضحت شعارات حقوق الإنسان الغربية
  23. القدس العربي :حصاد 8 سنوات للثورة السورية
  24. الجسر :بيان غربي مشترك بمناسبة ذكرى الثورة السورية
  25. بروكار برس :رغم النكسات.. الثورة السورية مستمرة
  26. رصد :الثورة السورية في عامها التاسع: نزاع دولي وملفات شائكة وشعب يعاني
  27. اخبار الان :أبرز المحطات في الذكرى الثامنة للثورة السورية
  28. مصر العربية :بالأرقام| في أسبوع الثورة السورية.. 8 سنوات من الانتهاكات والدمار
  29. عنب بلدي :مظاهرات في الشمال السوري بذكرى الثورة السورية
  30. المدن .:في ذكرى الثورة السورية: #جدد_غضبك
  31. نداء سوريا :الثورة السورية وربيعها التاسع
  32. الدرر الشامية :كيف أصبحت الثورة السورية حربًا بالوكالة لقوى دولية؟
  33. العربي الجديد :الثورة السورية في عامها التاسع: صمود بوجه الخراب
  34. اورينت :كتابات مناهضة لنظام الأسد في درعا بذكرى انطلاق الثورة السورية
  35. اورينت :مظاهرات بذكرى الثورة السورية في عدة مدن وعواصم أوروبية
  36. الجزيرة :في ذكراها الثامنة.. عشر صور ترسخت في ذاكرتنا عن الثورة السورية
 
موقفنا :في الذكرى التاسعة للثورة الأعظم  ... سنة تاسعة ثورة ..  ثورة "ما لنا غيرك يا الله"
التحية والتجلة والإكبار للثورة السورية وثوارها العظام!!...وظنها مجرم الحرب بوتين " سياحة ثلاثة أشهر.."
وتدخل ثورة شعبنا في هذه الأيام عامها التاسع . وفي هذه الذكرى المباركة التي رفعت الشعب السوري الحر بثباته وجهاده وتضحياته وصبره ومصابرته عاليا شامخا أنموذجا ونبراسا لكل الشمستضعفين في العالمين ..  " لكل نبأ مستقر " " ولتعلمن نبأه بعد حين "
 تدخل ثورة شعبنا الحر الأبي
 في هذه الأيام عامها والتاسع لتثبت للعالم أجمع أنها كانت " جمرة الثورات " بحق ، وأنها ظلت تتقد ولم تنطفئ ولن تنطفئ بإذن الله ، وها هو شررها يتواصل حتى استطار فكان ما نرى ونسمع اليوم في عواصم العالم من حكايات الشعوب المتلفعة بأزهار النرجس الصفراء ..
تدخل ثورة شعبنا الصعب المراس عامها التاسع وقد أحاط بها عدو ، ويئس منها طامح ، وانفض عنها طامع ، ولم يبق في ميدان جهادها وكفاحها ونضالها إلا الذين كانوا الأحق بها وأهلها ، وهل تزرع إلا منابتها النخل ..؟!
فالتحية والتجلة والإكبار لكل سوريّة وسوري ما زالوا ممسّكين بعرى الثورة الأولى ؛  عدل وحريّة وكرامة إنسانية لكل السوريين في مجتمع قام على قاعدة أن الناس كل الناس تلدهم أمهاتهم أحرارا ..
والتحية والتجلة والرحمة والمغفرة لكل شهيد سوري قضى نحبه على طريق العزة والكرامة والإباء . وعهد وفاء يقطعه من بقي لمن مضى أننا على الطريق ماضون ، ولن نبدل بإذن الله ولن نغير ، ولن نهون ولن نذل ..
التحية والتجلة والإكبار لكل معتقل سوري ذاق في أتون الهولكست الأسدي ما ذاق على عين من مجتمع إنساني يزعم أنه  متحضر !! ويزعم أن عهد النازية والفاشية والستالينية قد ولى ،  وأن الإنسانية قد صارت إلى  حقبة " نهاية التاريخ " ..
التحية والتجلة والإكبار والإعظام لنساء سورية الحرائر المجاهدات الماجدات الطاهرات العفيفات ..
التحية للأم السورية الثكلى ...
وللزوجة السورية الأرملة ...
وللمعتقلة السورية في قرارة المعاناة ؛ وفي زفرة كل واحدة منهن .. شهادة حق على الجريمة ومنفذيها والمشاركين فيها والصامتين عليها وهم على منعها قادرون ..
تحية وتجلة ورحيق قلوب مضمخة بعطرٍ وبدمٍ  لكل أطفال سورية اغتالتهم يد الإثم أو شردتهم من ديارهم ، أو قصفت مدارسهم أو ما تزال تحاول استعبادهم في منظمات الطلائع المقيتة ومؤسسات البعث الكريهة..
التحية والتجلة والإكبار للأيتام وقد كبروا وعلموا وأيقنوا ..
ولو كان لي على مناهج التعليم طريق لما علمت أطفال سورية إلا من قتل آباءهم ، ومن أهان أمهاتهم وأخواتهم ، من قصفهم بالسارين ، وبالبراميل وبالفسفور والنابلم ومن جرب في أجسادهم الغضة أسلحته الاستراتيجية ..
 علموا أطفال سورية وأيتامها من نقلهم من محاضنهم وغرسهم في الخيمة وفي الوحل والطين ...
قولوا لهم في الذكرى التاسعة للثورة إنه بشار الأسد وزمرته وحلفاؤه من روس وصفويين وبقية الصامتين ..
                                     ********
في مدخلنا للعام التاسع للثورة المجيدة المباركة التي رفعت وسترفع الشعب السوري بأصالته وتضحياته ونبله وصبره أنموذجا ألقا للعالمين ؛ نكتب قطعا لألسنة كل الشاكين المشككين ، اليائسين الميئيسن ؛ لنعيد رصد ملامح العظمة والجلال والجمال في بنية الثورة الحية الباقية المنتصرة بإذن الله ؛ التي يلوك عرضها وعرض ثوارِها الأحرار الأماجدِ ، الأفاكون المفترون بأحاديث هي رواية مسيلمة عن سجاح .
تسع سنوات مضت على إعلان الشعب السوري ثورته في حلقتها الأخيرة ، على الظالم المستبد حبيب الفناء عدو الحياة ..وما يزال هذا الشعب في الساح ، في الساح تعصف به رياح مجرمي العالم من يمين ويسار ..
ولم تكن ثورة هذا الشعب ، الذي يحاول البعض اليوم أن يقرضه بمقاريض الحقد والضغينة أو الأستذة العفنة المدعاة ، إلا ثورة عفوية لشعب مستضعف خرج على خوف وضعف وقلة ؛ ينادي بالعدل والحرية مؤملا الخير في كل أدعياء العدل والخير .  وربما كان هذا هو خطأ الشعب السوري الأكبر أو خطؤه الوحيد ؛ أنه حسب الشحم فيمن شحمه ورد من أبناء الأفاعي  من دعاة الحرية والديمقراطية  وحقوق الإنسان الكاذبين المتلونين . كان خطؤه الأكبر أنه ظن فيمن يجلس في المنتديات الدولية بياقاتهم البيض خيرا ولم يدرك أنهم كانوا جزء من محنته وبليته ، وأنهم في البدء كانوا شركاء المجرم الظاهر المتولي كبر الجريمة التي تدار على حضارتهم وثقافتهم ووطنهم وأنفسهم منذ عقود .. ظن المجرمون الشركاء طبقا عن طبق أنهم  سدوا على سورية وأهلها  كل المنافذ ، وأخذوا عليها وعليهم كل الأقطار وذهلوا عندما فوجئوا أن هذا الشعب الحر الأبي يكسر القيود ويقتحم السدود ويثور ..!!
يثور فيفضح كذبهم وادعاءهم وتلونهم ، ويكشف خلفياتهم المؤسسة على الحقد والضغينة  بواسطة عميلهم الوظيفي ...وقد ظنوا أن الفراشات في فضاء الكراهية الذي أغلقوا لن تطير .. ...
الله أكبر ...
وانتفض البركان ، وثار الشعب السوري المستضعف الأعزل في الجبل والسهل في الأرياف والمدن ..ثمانية أشهر والثائر السوري بلا عصا ولا حجر يظل يردد : سورية بدها حرية . ويبدئ ويعيد : واحد ..واحد الشعب السوري واحد ..
ثمانية أشهر على الثورة المباركة بلا عصا ولا حجر ...
ومجرم الحرب في جريمته المرخصة دوليا ماضيا في جريمته وفاتورة القتل اليومية التي كان يتحملها الشعب الحر الأبي الجريء الجميل تزيد على مائة إنسان ..
مائة إنسان يوميا لم يهتم بهم أحد ..لم يتوقف عند جريمة اغتيالهم أحد ..ثم يحدثك المدعون الأفاكون عن عنف وعن تطرف وعن إرهاب ..
في سورية وحدها نكتب توثيقا للجريمة الدولية ..
لم يستخدم المجرم المعتمد عالميا العصا في تفريق المتظاهرين ولا الغاز المسيل للدموع ، ولا خراطيم المياه ،  ولا الرصاص المطاطي،  ولا حتى إطلاق الرصاص على الأرجل دون الرؤوس والصدور ..!!!
ثم تقرأ وتسمع من يتهم الشعب السوري والثوار السوريين بالعنف والتوحش والبربرية ..لعل بعض هؤلاء ينحون مراياهم جانبا حين يتحدثون عن العظماء في هذا الشعب العظيم ..
وهزت ثورة المستضعفين البسطاء جذور أخبث شجرة على وجه الأرض غرستها يد الأشرار ..
وانتصرت ثورة الشعب السوري . انتصرت منذ 2012 الثورة التي يقدح بها القادحون ، ويشمت بها الشامتون ، ويتندر على أبطالها المتندرون ..
انتصرت الثورة أيها المخذلون الخاذلون ..فأفٍ لكم ولما تدعون
الله أكبر ...
وتزج قوى الطغيان العالمي بقوى خط دفاعها الثاني في المعركة ضد شعب مستضعف أعزل ..
فيتحرك الجنود الأتباع بإمرة " قم الشر " من كل حدب لهم فيه جنود ينسلون ،  من الضاحية الجنوبية ، ومن معقل الأشرار في العراق ، ومن إيران ، وباكستان،  وأفغانستان، ومن بقع  بشرية ظلت تنتشر على خارطة ثوبنا الجميل  ....كل هؤلاء الأشرار يزحفون جهارا نهارا تحت شعار : " يا لثارات الحسين "
" يا لثارات الحسين " الشعار يرتفع في القرن الحادي والعشرين ..وأهل الحضارة والمدنية وثقافة حقوق الإنسان يسمعون ويرون بل يؤيدون ويباركون ..
وتحتدم المعركة من جديد ، وتفتك قطعان الذئاب  بما يقف في طريقها من لحوم الأطفال الأحياء وأجساد النساء الطاهرات .. كل هذا وعناوين المدنية والحضارة وثقافة حقوق الإنسان تبارك الجريمة والمجرمين بالدعم المباشر أو بالصمت المريب الذي ينتهك كل القوانين والمواثيق ..
ومرة ثانية وربما ثالثة تنتصر أنت ..
تنتصر أنت أيها الشعب السوري العظيم ..
 تنتصرون أنتم أيها الثوار الأبطال النبلاء العظماء ..
ولعلكم اليوم وأنتم تسمعون قصائد هجائكم ، والنيل منكم ، والعدوان عليكم ، والاستهانة بكم ، والتشنيع بأدائكم يظن بعضكم بنفسه أو بطريقه الظنون ..ولا والله ما جبنتم ولا نكصتم ولا تخاذلتم ..بل انتصرتم ..انتصرتم .. وكان نصركم عزيزا مؤزرا خافه كل الأشرار  وتآمرت عليه كل قوى الشر في هذا العالم الكئيب ..
الله أكبر ..
وبعد نصركم الثاني أيها السوريون الأحرار الأبرار الشرفاء على أعتى قلعة للشر في قلب منطقتنا . على القلعة الصفوية المتحالفة دهورا مع أعداء هذه الأمة ثم مع  القلعة الصهيونية ..انتصرتم حتى سمع العالم صوت " تصويت " المهزومين يفضحهم على روس الأشهاد ..ولى نصر الشيطان كما يولي الشيطان عندما يسمع الأذان
كان نصرنا .. على الصفويين من أصحاب رايات يا لثارات الحسين عظيما . وسيظل لنا فخره ومجده وعاقبته . وسيظل يذكره المجرمون كما يجب عندما يعيدون حساباتهم إن بقيت لهم حسابات . ويجب أن يذكره أهلنا وشعبنا وذرياتنا أبدا ما بقينا ..ما كان منهم وما كان منا .
هثم ُرع فريق الشر العالمي مرة ثالثة ليزج في ساحة المعركة قوى دفاعه من خندقه الثالث وليس الأخير ..
فتدخل على الخط ، لمواجهة ثورة شعب أعزل مستضف ، قلعة الشر العالمي في صورة الاتحاد الروسي بكل ثقلها وخيلها ورجلها ..
وأنتم أيها الأبطال الأحرار الثوار منذ أربع سنين تصاولون ...!!
ولو ان الاتحاد الروسي بما يملك من عتاد وعدة استهدف أي دولة من دول العالم ، قل ناصروها وكثر خاذلوها كما حصل معكم أيها الأبطال السوريون لما صمدت في مواجهته أربعة أشهر وليس أربع سنين ..
فأي نصر ..كان نصركم ؟!! وأي فخر ..كان فخركم ؟!
أيها السوريون الأحرار دعونا نعيد وضع الأمور في نصابها ..
فعندما خرجت المظاهرات الأولى في درعا أو في دمشق أو في حمص أو في إدلب ، كان كل عقلاء العالم يتساءلون : كيف يجرؤ السوريون على التظاهر !! وكان السؤال مطروحا من واقع المعرفة بحجم الإغلاق والإحكام .
الثورة السورية هزت  شجرة الشر العالمي من جذورها . وتصدت لها في عقر دارها ..وهذا الذي يجعلكم اليوم وسيجعلكم غدا سادة من ثار وأول من علّم الناس قيمة الحرية والكرامة ..
الله أكبر ...
وعندما قرر بوتين في الشهر التاسع من 2015 أن يدخل الساحة السورية مباشرة . بعد أن سمع زعيق بشار الأسد وحسن نصر الله والولي الفقيه قال ، وكل العالم يسمع ، إن رحلته إلى سورية التي باركها البطرك الأرثوذكسي الكبير سوف تنتهي بثلاثة أشهر ..
ثلاثة أشهر فقط كان وعدا ..ثم انتصرتم على المجرم بوتين حتى نكث ..
ثم خرج على العالم بعد سنة يعلن أن نصره قد تم وأن مهمته قد انتهت ..ثم رددتم عليه إفكه بنصر حتى انتكس ..
 وها هو اليوم وبعد أربع سنوات  ما يزال عالقا في شراك ثورتكم العظيمة لا يعرف كيف يتقدم ولا كيف يتأخر ، وكيف يتعامل مع من حولكم عن يمين وشمال أفليس هذا نصرا عظيما للثوار العظماء ..؟!!!!!
الله أكبر ..ونقول لأعداء الحرية والكرامة الإنسانية في عالمنا العربي من كل خائن وعميل ومرجف وجبان وصياد مصلحة ما زال يتاجر بالدين وبالعقل وبالعرض ..
ألا كفاكم إرجافا وتشكيكا وتثبيطا ...
إن ما جرى في سورية وعلى الشعب السوري ليؤكد على ضرورة هذه الثورة بل هذه الثورات لو كنتم تعلمون ...
وليؤكد على أولوية هذه الثورة وهذه الثورات من الوهن ومن الهوان ومن الذلة والمسكنة التي يضربها الله بحقها على الخانعين المستكينين .
الله أكبر ..
وما يزال السوريون الأحرار الأبطال ينازلون قطب العالم الأعظم ، ينازلونه منفردين ..بلا نصير ولا معين ..
وراء ثورة فيتنام كان قطب شر ضد آخر . ما جرى في أفغانستان كان قطب شر ضد آخر . وفي كل ما يدندن حوله المدندون كانت أقطاب الشر متواجهة متضادة .. إلا في سورية وعلى الشعب السوري فقد تحالف كل الأشرار واجتمع كل الأضداد ..
في سورية وعلى الشعب الأعزل زجت روسية الدولة العظمى والإحصاءات من تصريح لوزير الدفاع الروسي ..
بأكثر من 63 ألف إرهابي مقاتل ..
منهم 434 جنرال أي ضابط برتبة لواء
منهم 25738 ضابطا دون اللواء
منهم 4349 ضباط متخصصون في جريمة القتل الصاروخية
وزجت روسية دولة المافيا والجريمة وقطب العالم ضد " أولاد حارتنا " على كل الأرض السورية
83 سفينة
86 سفينة حربية
14 غواصة
ونفذت 189 حملة عسكرية ودائما مع وزير الدفاع الروسي المجرم
ضد ثورة الشعب الأعزل ..شباب المساجد يخرجون من أبوابها طلبا الحرية بعد صلاة كل جمعة ..
شنت الدولة الروسية بالتواطؤ مع قطب العالم الآخر ضد أطفال سورية ضد مستشفياتهم ومدارسهم ومساكنهم  39000 تسعة وثلاثون ألف طلعة جوية .
منها 20000 عشرون ألف طلعة في الليل والأطفال في فرشهم هاجعون
وبمعدل 100 طلعة جوية في اليوم .
وبلغ عدد الطلعات الجوية أي الغارات المحملة بأحدث أسلحة الفتك العالمية : 139 غارة جوية ..في بعض الأيام هذا عدا غارات البراميل لصاحب البراميل !!
واستخدم المحتل الروسي  25000  طلعة لطائرات بدون طيار ضد أطفال سورية العظام ونسائها الحرائر الماجدات ..
واختبر العدو الروسي حسب تصريح وزير الدفاع الروسي 316 سلاحا استراتيجيا حديثا " ثلاث مائة وستة عشر سلاحا "  . تم تجريبها في المشافي والمساكن وعلى لحوم الأطفال والنساء ...احفظوا الرقم ولا تنسوه . وأرسلوا نسخة عن الإحصاء إلى مؤتمر المجرمين العرب المنعقد في تونس السبسي تحت عنوان المحامين العرب !!
ويقول لك موتور أو مذهون أنتم لم تنتصروا لأنكم ...ولأنكم ..ولأنكم والكل يهذي كما يهذون
ونقول للعالم أجمع سيكتب التاريخ أن " أولاد حارتنا " بإيمانهم وعقولهم وقلوبهم وسواعدهم كانوا في المعركة ضد تحالف الشر العالمي الأقوى وسيظلون الأبقى ..
وأي نصر أعظم من أن تنتصر في الشعوب الإرادة والعزيمة والمضاء وأي فخر أكبر من أن يكون العدو الذي تحاربه "عالم الشر" مجتمعا تواجهه كفاحا طبقا عن طبق ؛ طبق أسدي .. يعلوه طبق صفوي .. يعلوه طبق روسي... يعلوه طبق أمريكي  ..يعلوهم الطبق الصهيوني الذي تعلمون ..
ثورتنا فخرنا ..نصرنا ..عزنا .. غد أجيالنا ..
ألا أيها المستضعفون في كل جنبات الأرض ويحكم هبوا ..
والله أكبر ..وما لنا غيرك يا الله
لندن : 12 رجب / 144018 / 3 / 2019
زهير سالم : مدير مركز الشرق العربي
===========================
الجزيرة :محطات بارزة في 8 سنوات من الثورة والصراع في سوريا
قبل ثماني سنوات اندلعت شرارة ثورة الشعب السوري الطامح للحرية ولحياة أفضل إلا أن النظام المستبد سرعان ما حول التظاهرات السلمية إلى صراع مدمر أتى على الأخضر واليابس بالبلاد.
خلّف الصراع في سوريا أكثر من 360 ألف قتيل وأحدث دمارا هائلا في البنى التحتية والقطاعات المنتجة، كما شرد الملايين من النازحين واللاجئين.     
الأزمة السورية واحدة من أكبر الأزمات الانسانية وأكثرها تعقيداً جراء انخراط أطراف عدة وقوى إقليمية ودولية في نزاع بدأ في عام 2011 على شكل احتجاجات سلمية سرعان ما تحول إلى حرب مدمرة.   
فيما يأتي أبرز المحطات في هذا النزاع المستمر.
ثورة وقمع
في 6 مارس/آذار 2011، وفي خضم "الربيع العربي"، أوقفت قوات النظام السوري 15 فتى وعذبتهم بسبب كتابة شعارات على الجدران مناهضة للنظام في درعا جنوب البلاد، والتي أصبحت بعدها بمثابة "مهد الثورة" في سوريا.   
في 15 مارس/آذار، تظاهر عشرات المطالبين بـ"الحرية" في دمشق في بلد تحكمه منذ 1971 عائلة الأسد بيد من حديد. وخلف بشار  والده حافظ الأسد رئيساً للبلاد في عام 2000.
قمع النظام التظاهرات المعارضة التي امتدّت إلى مدن سورية أخرى بالقوة.   
في يوليو/تموز، أعلن عقيد في الجيش السوري، لجأ إلى تركيا، تأسيس "الجيش السوري الحر" المؤلف من مدنيين قرروا حمل السلاح ومن منشقين عن الجيش السوري.   
سرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى تمرد مسلح بدعم من الغرب ودول عربية.
سيطر مقاتلو المعارضة على معاقل مهمة خصوصا في مدينتي حمص وسط سوريا وحلب في شمال البلاد، ثاني أكبر مدن البلاد.  
الطيران سلاح النظام
في مارس/آذار 2012، سيطر الجيش على معقل المعارضة في حمص.
شهدت مناطق عدة عمليات عسكرية دموية خصوصا في حماة بعد تظاهرات حاشدة ضد النظام.   
في يوليو/تموز من العام ذاته، أطلقت فصائل معارضة معركة دمشق.
احتفظت الحكومة بالسيطرة على العاصمة، لكن مقاتلين سيطروا على مناطق واسعة في ضواحيها أبرزها الغوطة الشرقية.  
اعتباراً من 2013، بدأت الطائرات والمروحيات بإلقاء الصواريخ والبراميل المتفجّرة على مناطق الفصائل تزامنا مع حصار بري خانق.
حزب الله وإيران
في أبريل/نيسان 2013، أعلن حزب الله اللبناني دخوله الحرب في سوريا دعماً لحليفه الأسد.
دعمت إيران النظام السوري مادياً وعسكرياً عبر "مستشارين عسكريين" ومقاتلين شيعة من إيران وباكستان وأفغانستان والعراق.
 جهاديون
في يونيو/حزيران 2014، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية إقامة دولة "الخلافة" في مناطق سيطرته في سوريا وفي العراق المجاور.
بعد ثلاثة أشهر، بدأ تحالف دولي بقيادة واشنطن شنّ أولى ضرباته الجوية ضد التنظيم في سوريا، بعد العراق.
اعتبارا من عام 2013، عززت فصائل جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة وأخرى متحالفة معها نفوذها خصوصا في محافظة إدلب (شمال غرب)، التي تسيطر عليها حالياً هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً).
في أكتوبر/تشرين الأول 2017، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف لفصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، من طرد التنظيم من الرقة، التي كانت تعد أبرز معاقله في سوريا.
مُني التنظيم بعدها بخسائر متلاحقة على جبهات عدة وانكفأ مقاتلوه باتجاه البادية وجيوب تم طرده منها تباعا.
بوتين يساند الأسد
في 30 سبتمبر/أيلول 2015، بدأت روسيا تنفيذ ضربات جوية في سوريا دعماً للأسد.
شكل هذا التدخل منعطفا في الصراع السوري، وسمح بتعديل موازين القوى ميدانياً لصالح دمشق.
مُني مقاتلو المعارضة بعد ذلك بصفعة تلو الأخرى، أبرزها خسارتهم مدينة حلب نهاية 2016.
في يناير/كانون الثاني 2017، رعت موسكو وطهران مع أنقرة، الداعمة للمعارضة، محادثات سلام في كازاخستان لمحاولة وضع حد للنزاع. وقد طغت محادثات أستانا على مسار مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة.
رئيس النظام السوري بشار الأسد والرئيس الروسي بوتين ووزير الدفاع الروسي شويغو في قاعدة حميميم الروسية (غيتي)
التدخل التركي
في 20 يناير/كانون الثاني 2018، شنت تركيا مع مقاتلين سوريين موالين لها هجوما غير مسبوق في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية.
تمكنت بعد شهرين من هجومها من السيطرة على منطقة عفرين ذات الأغلبية الكردية، مخلفة قتلى وجرى وعشرات آلاف النازحين.
معاناة الغوطة
في 18 فبراير/شباط 2018، شنت قوات النظام هجوماً واسع النطاق على الغوطة الشرقية قرب دمشق، تسبب بمقتل 1700 شخص بعد سنوات من حصار خانق.
بعد قصف مكثّف واتفاقات إجلاء برعاية روسيا، فرضت قوات النظام سيطرتها على المنطقة، وتمكنت من ضمان أمن دمشق التي استهدفها مقاتلو الفصائل بالقذائف دورياً.
في 14 أبريل/نيسان، أعلن الجيش السوري استعادة الغوطة الشرقية من الفصائل المعارضة.
في اليوم ذاته، شنّت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضربات رداً على هجوم كيميائي مفترض نُسب إلى قوات النظام ضد مدنيين في بلدة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية، الأمر الذي نفته دمشق بالمطلق.
رداً على هجوم بغاز السارين على مدينة خان شيخون (شمال غرب)، أطلقت بارجتان أمريكيتان في البحر المتوسط صواريخ كروز وتوماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية (وسط).
كانت دمشق قد وافقت على تفكيك ترسانتها من الأسلحة الكيميائية بعد اتهامها صيف 2013 بالوقوف خلف هجوم كيميائي تسبب بمقتل 1700 شخص في الغوطة الشرقية.
سحب القوات الأمريكية
في 19 ديسمبر/كانون الأول، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قراره بسحب قواته المقدرة بنحو ألفي جندي من الشمال السوري، معتبراً أنها حققت هدفها بإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية.
أثار إعلان ترمب مخاوف المقاتلين الأكراد الذين تعدهم أنقرة "إرهابيين" وتتوعّد بشن هجوم جديد ضدهم.
إلا أن واشنطن عادت وأعلنت مؤخراً قرارها بإبقاء قوة من مئتي جندي، ما يوحي بحسب محللين بأن انسحابها لن يكون سريعاً.   
يدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن قوات سوريا الديموقراطية في معاركها الأخيرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا.
===========================
الجزيرة :8 سنوات من الثورة والحرب.. الأسد "تحت الحصار" وسوريا حلبة تنافس
 
بعد ثماني سنوات من اندلاع الثورة السورية وتحولها إلى حرب أهلية، لم تعد مسألة إزاحة بشار الأسد عن الحكم مطروحة في الوقت الحاضر.
لكن رغم ذلك فإن البلاد تحولت الى حلبة منافسة بين قوى خارجية ذات مصالح متناقضة، في ظل حصار اقتصادي منهك.
 
خريطة توزيع القوى:
الثورة السورية انطلقت في 15 مارس/ آذار 2011 بتظاهرات سلمية تطالب برحيل الأسد، لكنها تحولت إلى حرب معقدة ودامية بعد قمع المظاهرات.
بينما يوشك تنظيم الدولة على الانهيار، يدخل النزاع عامه التاسع مع حصيلة تخطت 360 ألف قتيل ودمار تقدر كلفته بـ400 مليار دولار، بينما لا يزال أكثر من ستة ملايين نازح داخل سوريا، أغلبهم بلا مأوى، ونحو ستة ملايين لاجئ خارجها، لا تشجع الأمم المتحدة عودتهم في الوقت الراهن.
بعدما شكل الوضع الأمني هاجس السوريين لسنوات، باتت الهموم المعيشية والاقتصادية تثقل كاهلهم اليوم. ويضطرون للانتظار في طوابير للحصول على أسطوانة غاز، ويتذمرون من البطالة وتقنين الكهرباء، بينما ترزح الشريحة الأكبر منهم تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة.
يسيطر جيش النظام السوري على أكثر من 60% من البلاد، بعد نكسات متلاحقة مُنيت بها المعارضة السورية.
تمّ ذلك بفضل دعم حليفتيها: إيران التي أرسلت منذ اندلاع النزاع قوات ومستشارين ومقاتلين شيعة من لبنان والعراق وأفغانستان، وروسيا التي غيّر تدخلها العسكري منذ أواخر 2015 ميزان القوى ميدانيًا لصالح دمشق. وتحتفظ موسكو بقواعد عسكرية وتسير دوريات في محافظات عدة.
 
مصالح متناقضة:
أبرز المناطق التي لا تزال خارجة عن سيطرة النظام هي محافظة إدلب (شمال غرب) التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقًا) وتوجد فيها فصائل أخرى صغيرة. وهناك مناطق الإدارة الذاتية الكردية المدعومة أمريكيًا في شمال وشمال شرق سوريا، والغنية بالنفط والمياه والحقول الزراعية.
رغم تكرار الأسد عزمه استعادة هذه المناطق، لكن ذلك لا يبدو ممكنًا في الوقت الحالي. إذ يحمي اتفاق روسي تركي إدلب منذ سبتمبر/أيلول، من هجوم لوحت به دمشق. بينما يحظى الأكراد بدعم دولي، لا سيما من واشنطن، كونهم رأس حربة في محاربة تنظيم الدولة.
تركيا تحتفظ بنقاط مراقبة في إدلب وتسيّر دوريات، كما تنشر قواتها في مدن حدودية عدة شمالاً كجرابلس وعفرين.
يهدئ الوجود الأمريكي اندفاعة أنقرة ضد المقاتلين الأكراد الذين تعدهم "إرهابيين" وتخشى تواصلهم مع المتمردين الأكراد على أرضها. كما يحول دون إقدام دمشق على أي خطوات عملية ضدهم.
بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نهاية العام قراره سحب ألفي جندي من سوريا، ما أثار مخاوف الأكراد، عادت واشنطن وقررت إبقاء "قوة سلام" من مئتي جندي، ما يوحي، بحسب محللين، بأن انسحابها ليس بقريب.
 
عقوبات اقتصادية:
في مواجهة النفوذ الأجنبي وعقوبات أمريكية وأوربية صارمة منذ بدء الحرب، ردًا على قمع الاحتجاجات السلمية بالقوة، تجد دمشق نفسها عاجزة عن النهوض بالاقتصاد بعد دمار البنى التحتية وقطاعات تدر أموالاً لا سيما النفط.
الأسد قال خلال استقباله مسؤولًا صينيًا الأحد إن "الحرب على سوريا بدأت تأخذ شكلًا جديدًا أساسه الحصار، والحرب الاقتصادية".
حلفاء دمشق يسعون إلى إنهاض الاقتصاد السوري، خصوصًا لتعويض أموال باهظة تكبدوها خلال الحرب. وتخطط كل من موسكو وطهران تحديدًا لأن تكون لشركاتها حصة الأسد في إعادة الإعمار. ووقعت كل منهما مؤخرًا اتفاقات ثنائية مع دمشق وعقودًا طويلة الأمد في مجالات عدة أبرزها الطاقة والبناء والنفط والزراعة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حث الأوربيين الصيف الماضي على المشاركة ماليًا في إعادة الاعمار. وتنخرط موسكو في محادثات مع جهات دولية ودول خليجية في محاولة لتأمين الموارد اللازمة لذلك.
يبدو واضحًا أن الدول التي دعمت المعارضة واستقبلت قياداتها بعد اندلاع النزاع تتعاطى اليوم بواقعية أكبر مع بقاء الأسد بعدما طالبت برحيله عن السلطة. وأعادت كل من الإمارات والبحرين فتح سفارتيهما في دمشق. أما المعارضة السورية، فبات صوتها خافتاً وقياداتها مشتتة.
الباحث في مركز الأمن الأمريكي الجديد نيكولاس هيراس: باتت المعارضة السورية، سواء في الميدان أم في صفوف المغتربين واللاجئين، خاضعة بالكامل للقوى الخارجية. مضيفا "شعلة الثورة تراجعت، وهذا بحدّ ذاته انتصار للأسد".
رغم ذلك لا زالت جذوة الثورة مشتعلة في نفوس السوريين، نظرا لبقاء نفس الأسباب التي خرجوا من أجلها أول مرة. فقبل أيام من ذكرى انطلاق الثورة السورية، خرج المئات من أهالي درعا في مظاهرة هي الأولى من نوعها منذ سيطرة النظام على محافظتي درعا والقنيطرة إثر اتفاق المصالحة بين روسيا والمعارضة في يوليو/تموز 2018، ونددوا بإعادة النظام نصب تمثال لرئيسه الراحل حافظ الأسد.
===========================
الجزيرة :في ذكرى الثورة السورية.. كيف ينظر الأميركيون إلى مستقبل الأسد؟
قال ديفد سيدني النائب السابق لمساعد وزير الدفاع الأميركي إن الإدارة الأميركية السابقة أيام باراك أوباما غيرت رأيها أكثر من مرة بشأن الأوضاع في سوريا، وبسبب هذه التغيرات لم تحسم الأمور هناك وسمحت لأكثر من لاعب بالدخول إلى الساحة السورية.
وأضاف سيدني -في تصريحات لحلقة (2019/3/15) من برنامج "من واشنطن" التي ناقشت كيف ينظر الأميركيون لمستقبل سوريا- أن إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب لا ترى في سوريا أي أهمية حيوية، إذ لا يرى ترامب في سوريا غير القضاء على تنظيم الدولة (داعش)، وتدخله فيها لمراقبة النشاط الإيراني هناك.
رؤية الإدارة
ويرى الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي أن هناك سياسة أميركية جديدة بالمنطقة تسعى لحماية منابع النفط وطرقه التجارية، وحماية أمن إسرائيل، ومراقبة إيران وحليفها بشار الأسد. وأكد أن السياسة الأميركية الحالية تعتمد على منع إعادة الإعمار في ظل وجود الأسد، وفرض حصار اقتصادي شامل على نظامه، والسعي لتحقيق العدالة للضحايا.
أما عمرو العظم أستاذ التاريخ بجامعة شاوني فيقول إن السياسة الأميركية في عهد الرئيس أوباما كانت معتمدة على مواقف لا تتجاوز التصريحات الإعلامية التي تحدثت كثيرا عن ضرورة رحيل الأسد، ثم دعمت إدارته القوات المناهضة للأسد بشكل محدود لم يؤد لنتائج حقيقية على الأرض، وسرعان ما استطاع بشار -بدعم روسي- استعادة المناطق التي سيطرت عليها القوات المدعومة أميركيا.
ويرى سيدني أن ترامب ذو طبيعة انعزالية ويسعى لعكس ذلك على سياسة البلاد بعزلها عن كل العالم، وهذه السياسة لاقت دعما داخل الحزب الجمهوري وهو ما يفسر عدم تدخله في الشأن السوري بشكل فعال. وأكد أن الرئيسين أوباما وترامب اتفقا على حظر استخدام الأسلحة الكيميائية لأن هذا أمر يتعلق بالأمن القومي الأميركي، لكن ترامب لا يرى في رحيل الأسد مصلحة مباشرة له، وإن كان يرى في تقليص نفوذ إيران أو ضربها مصلحة قومية عليا.
مستقبل اللاجئين
ويشير العظم إلى أن أميركا تعتقد أن أزمة اللاجئين خاصة بأوروبا، خصوصا أن ترامب غير مقتنع بالاتحاد الأوروبي ولا حلف الناتو ويعبر عن هذا مرارا، لذا يرى أنه غير معني بحل أزمة اللاجئين، واستبعد حصول أي صلح بين الإدارة الأميركية ونظام الأسد.
لكن سيدني يعتقد أن المكان الحقيقي الذي يتدفق منه اللاجئون على أوروبا هو تركيا، ونبه إلى أن دخول الأسد إلى إدلب سيزيد من أعداد الفارين إلى تركيا ما يعني موجة نزوح جديدة نحو أوروبا، خصوصا أن الموقف التركي من اللاجئين الفارين من جحيم الحرب وقبضة النظام لم يعرف بعدُ، أما فيما يتعلق بالمصالح الأميركية فهي مرتبطة بالتحرك الإيراني ومدى قوته.
ويري بربندي أنه لا مصلحة لأميركا في بقاء أو ذهاب الأسد، وهو ما عبر عنه ترامب مرارا بقوله إن أميركا غير معنية بتغيير الأنظمة، مشيرا إلى أن أميركا تدعم المنظمات الحقوقية التي تحقق في الانتهاكات التي يقوم بها نظام الأسد، وهي تعرف كل كبيرة وصغيرة تتم في السجون السورية، كما استعبد بدوره أن يحصل صلح بين أميركا ترامب وسوريا الأسد.
===========================
الاناضول :ثورة سوريا في عامها التاسع..تحول المشهد من الصراع في سورية إلى الصراع عليها (مقال تحليلي)
(مقال تحليلي)
16.03.2019
إسطنبول/محمود عثمان/الأناضول
بدأ الحراك الشعبي السوري في 15 آذار من عام 2011 مطالبا بالحرية والكرامة، وأخذ طابعا جماهيريا، سرعان ما انتشر ليشمل الجغرافيا السورية بأكملها، خلال مدة قصيرة لا تتجاوز ستة أشهر، لكن نظام الأسد الاستبدادي واجه الحراك الشعبي السلمي بالقمع والقتل والاعتقال والتعذيب الوحشي.
بدأت الثورة السورية إثر أحداث مدينة درعا، حين قام أمن النظام بقيادة عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد باعتقال خمسة عشر طفلاً، وتعذيبهم بطريقة وحشية، بسبب كتابتهم شعارات تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام على جدار مدرستهم بتاريخ 26 فبراير/شباط 2011.
استمرت الثورية السورية في نهجها السلمي الجماهيري ما يقارب العام، إلى حين قيام النظام بدفعها للعسكرة، وجرها نحو العنف، من خلال إنزاله الجيش لمكافحة التظاهرات وحصار المدن، حيث رفض عدد كبير من ضباط الجيش وجنوده تصويب أسلحتهم على أهلهم وشعبهم، فبدأت الانشقاقات التي قادت إلى تأسيس الجيش الحر، وإطلاقه سراح أعضاء الحركة السلفية المعتقلين في سجن صيدنايا، ليقوم هؤلاء بتأسيس حركة مقاومة اتخذت طابعا أيدلوجيا دينيا، رفعت شعارات تراثية إسلامية، معلنين رفضهم للديمقراطية والدولة المدنية.
رفض نظام الأسد جميع النصائح العاقلة من تركيا والدول العربية، التي دعته للاستجابة لمطالب شعبه ولو بشكل تدريجي، واختار السير في ركاب إيران التي أشارت عليه ودفعته إلى إغراق الساحة بالمتطرفين لكي يقدم الدليل على أن ما يحدث هو حركة تمرد إرهابية، ثم ساعدته القوى الدولية بفتح المجال أمام الإرهاب العابر للحدود مثل "القاعدة" و "داعش" وأخواتها، فأصبح على العالم أن يختار بين نظام حكم علماني وبين خلافة إسلامية ذات طابع إرهابي.
** الصراع الدولي على سورية شهدت الساحة السورية خلال الأعوام الماضية سلسلة من التحولات السياسية والمتغيرات الميدانية، بتأثير العوامل الخارجية والفواعل الدولية والإقليمية، جعلت طرفي الصراع، نظام الأسد والشعب السوري الثائر، الحلقة الأضعف في عملية /آلية القرار السوري، فتحول السوريون إلى مجرد عامل ثانوي مكمل للمشهد لا أكثر.
رغم كل شيء فإن المعطيات تشير إلى أن الصراع في سورية لن يتوقف دون تحقيق نوع من الانتقال السياسي، الذي يضمن تغيير طبيعة نظام الحكم، فيزيل الطابع الأسري للحكم المطلق، ويفتح الباب أمام عودة السوريين في الداخل والخارج لوطنهم وبيوتهم، ويطمئنهم على امكانية العودة من جديد إلى الحياة الطبيعية، ووقف الحرب الأهلية التي فجرها النظام.
** المقاربة الأمريكية للأزمة السورية :
إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ سحب قوات بلاده من سورية، تسبب في خلط الأوراق واختلال الموازين، ليس في الساحة السورية وحدها بل في منطقة الشرق الأوسط عموما، حيث بدأت الدول المعنية والقوى الدولية والاقليمية مرحلة إعادة الحسابات والتموضع بناء على المعطيات الأمريكية الجديدة.
الإدارة الأمريكية تركت عملية الانسحاب من سورية ضبابية لفترة طويلة نسبيا، لكي تؤدي إلى ارتفاع حدة التجاذبات بين الأطراف الفاعلة في الساحة السورية. لكن بوادر خطة عسكرية أمريكية جديدة بخصوص الانسحاب وإدارة منطقة شرق الفرات بدأت تتبلور مؤخرا.
تتضمن الخطة العسكرية الأمريكية مشاركة الحلفاء الأوربيين إدارة شؤون منطقة شرقي الفرات وتمكين ميليشيات "قسد" من إنشاء منطقة حكم ذاتي بعيدة عن الحدود مع تركيا، رغم معارضة أنقرة الشديدة.
وتقضي الخطة الأمريكية بنشر 1500 عسكري أوروبي، مقابل نشر 200 مقاتل أمريكي
لتقديم الدعم الاستخباراتي وعمليات القيادة والسيطرة، والقيام بمهمة الفصل بين مليشيات قسد والمنطقة الآمنة. بهذه الطريقة تحافظ واشنطن على بعض النفوذ في شمال شرق سورية، وتخفف من تبعات القرار المفاجئ بسحب قواتها من المنطقة.
في الوقت ذاته، تستمر إدارة ترامب في سياسة إضعاف إيران في سورية والعراق، سواء من خلال استهداف الطيران الاسرائيلي المتكرر للمواقع الاستراتيجية الحساسة التابعة لإيران وحزب الله اللبناني في سورية، أو من خلال إحكام الحصار الاقتصادي على دمشق.
واشنطن استخدمت الفيتو ضد محاولات إعادة النظام لشغل مقعد سورية في الجامعة العربية، كما أجهضت جهود بعض الدول العربية الرامية لتعويم نظام الأسد، وتمويل مشاريع إعادة الإعمار، بهدف الضغط على النظام للقبول بإجراء إصلاحات سياسية، وفرض مزيد من العزلة السياسية على إيران.
** المقاربة الروسية للأزمة السورية :
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتاريخ 28 فبراير 2019 عن ملامح خطة عكف على إعدادها مستشاروه منذ مطلع عام 2019 ،أكد فيها سعي موسكو إلى: "إنشاء مجموعة عمل دولية تشمل جميع الأطراف المعنية، وبالدرجة الأولى القيادة السورية، وربما المعارضة ودول المنطقة، وجميع المنخرطين في النزاع، وستتولى المجموعة مهمة الاستقرار النهائي بعد القضاء على جميع بؤر الإرهاب". وأضاف بوتين أن الخطة تتضمن: "سحب جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية واستعادة مؤسسات الدولة السورية مع الحفاظ على وحدة أراضيها".
بعد الإعلان عن تلك الخطة بادرت موسكو إلى تكثيف دبلوماسيتها لحشد التأييد الإقليمي، لكن محاولات الروس إقناع الدول الخليجية بتوفير التمويل اللازم لنظام الأسد مقابل تعهد موسكو بكبح النفوذ الإيراني في سوريا باءت بالفشل.
كما تواجه الخطة الروسية عقبات دولية تتمثل في عزم واشنطن ملء الفراغ الناتج عن انسحابها بترتيبات بديلة تضمن عدم استئثار موسكو بالنفوذ، وتعمل في الوقت نفسه على إذكاء الصراع بين موسكو من جهة وأنقرة وطهران من جهة أخرى، حيث تثور الشكوك من حقيقة نوايا بوتين الذي يعمل على إقصاء حلفائه تحت بند ”خروج القوات الأجنبية“ بهدف الاستئثار بغنائم المعركة، وخاصة فيما يتعلق بالثروة النفطية.
** إيران .. تصعيد في سورية لتخفيف الضغوط الأمريكية
يسود الاعتقاد في طهران أنه بات من الضروري نبذ السياسات التصالحية مع الغرب التي تبناها الرئيس روحاني ووزير خارجيته ظريف، وتبني استراتيجية شبيهة بالنهج الكوري الشمالي الذي فرض فيه "كيم جونغ أون" نمطًا مغايرًا للتعامل مع واشنطن من خلال سياسة تصعيدية في مجال تطوير البرامج النووية والصاروخية.
ويرى مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي والمحيطون به ضرورة سلوك النهج الكوري في عملية التوصل إلى تفاهمات مع الغرب عبر اللجوء إلى استراتيجية الردع، حيث تستطيع إيـران تهديد المصالح الأمريكية في الخليج العربي والبحر الأحمر وكذلك في العراق وسورية، بالإضافة إلى إسرائيل التي يرى قائد ”فيلق القدس“ قاسم سليماني ضرورة نشر منظومات صاروخية في مواجهتها جنوب سورية وغرب العراق للتفاوض من موقع قوة.
وعلى وقع الجهود الميدانية الروسية لتقليص النفوذ الإيراني في دمشق؛ تتنامى الشكوك الإيرانيةُ فيما ينظر إليه على أنه محاولات روسية لتجاوز إيران التي دفعت ثمنًا باهظًا لإبقاء بشار الأسد، والاستئثار بامتيازات الغاز والنفط ومناجم الفوسفات، حيث كانت إيران ترغب بالحصول على حقوق التنقيب على النفط والغاز في المنطقة الممتدة من جنوب شاطئ طرطوس إلى محاذاة مدينة بانياس وحقل قارة في حمص، لكن النظام عدل عن تعهداته لإيران ومنحها للشركات روسية.
الاتهامات المتبادلة بين موسكو وطهران وصلت ذروتها عندما اتهم رئيس لجنة الأمن القومي
في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحات بيشه، الحليف الروسي بالتواطؤ مع الهجمات الإسرائيلية ضد المواقع العسكرية الإيرانية في سورية.
الرد الروسي على الاتهامات الايرانية لم يتأخر، حيث صرح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، لقناة سي إن إن موضحا : "أن روسيا ليست حليف إيران في سورية"، وأن الطرفان يعملان معًا في إطار مباحثات أستانة فقط، مؤكدًا أن: "إسرائيل تعتبر أولوية لروسيا"، ومنتقدًا، في الوقت ذاته، "أجندة إيران المعادية لإسرائيل".
التجاذبات الايرانية الروسية لم تقف عند حدود التصريحات، بل تعدتها للمواجهات العسكرية بين وكلاء الطرفين في سورية، حيث وقعت مواجهات عسكرية تمثلت في اشتباك الفيلق الخامس الموالي لروسيا مع الفرقة الرابعة المدعومة من إيران، مما دفع طهران لتحريك نحو عشرة آلاف مقاتل من ”الحشد الشعبي“ باتجاه الحدود العراقية-السورية لتعزيز وجودها جنوب غربي البلاد.
** تركيا .. وحدة سورية صمام الأمان لأمنها الاستراتيجي
لا تبدو التطمينات التي تقدمها واشنطن لأنقرة كافية لبناء الثقة بين الطرفين، حيث لم يقدم الطرف الأمريكي أي سيناريو من شأنه إزالة مخاوف أنقرة حول مصير الأسلحة الثقيلة التي تم تسليمها لميليشيات قسد. كما أنه لا يوجد أتفاق حول هوية وطبيعة وحجم القوات التي ستتولى مهمة حفظ الأمن في المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها في الشريط الحدودي بين تركيا وسورية.
أنقرة تؤكد على ضرورة أن تكون المنطقة الآمنة في سورية بعمق ٣٠ كيلومترًا من الحدود مع تركيا، وبإشرافها وإدارتها، ولن توافق على منح السيطرة على هذه المنطقة لأي جهة أخرى.
تشعر أنقرة بالغضب والشك إزاء رفض بوتين طلب الرئيس أردوغان السماح بدخول القوات التركية إلى الشمال السوري، فضلا عن التصعيد الروسي في إدلب وضغطها على أنقرة لإحياء اتفاق ”أضنة“ بهدف منع تمرير مشروع المنطقة الآمنة من جهة، وحمل تركيا على إرجاع العلاقات مع نظام دمشق من جهة ثانية.
وفيما يتلاشى الدور التوافقي لأستانة على وقع خلافات الضامنين، يسود القلق لدى أنقرة من إمكانية توافق واشنطن وموسكو على خطة مشتركة لشرقي الفرات وغربيه في معزل عنها، الأمر الذي دفعها لتنسيق مواقفها مع طهران، حيث أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو عن شن عملية عسكرية بالتعاون مع إيران ضد منظمة بي كا كا الارهابية، وقد تشهد الأيام المقبلة مزيدا من التقارب التركي-الإيراني لمنع مشروع الحكم الذاتي الانفصالي، وتحجيم طموحات موسكو بإبعاد شركائها عن المشهد السوري.
** لا سلام في سورية إلا عبر الانتقال السياسي
انحسار العمليات القتالية، وتراجع قوى الثورة ميدانيًا، لا يعني انتهاء الثورة السورية، ولا يعني هزيمة مؤسساتها أو انتصار النظام عليها، بل تشير إلى الانتقال من مرحلة لها طبيعتها وأدواتها، إلى مرحلة أخرى مختلفة عنها، لها معطياتها وأدواتها، حيث يتحول المشهد السياسي للثورة من مرحلة ”الهدم“ إلى مرحلة ”البناء“، في حين يواجه نظام الأسد تحديات سياسية واقتصادية ودبلوماسية لم يشهدها من قبل.
المشروع الروسي لإعادة تأهيل النظام، محكوم بالفشل حتى لو اعترفت به بعض الدول، لأن نظام الأسد لم يعد نظام حكم، فهو لا يملك أي عنصر من عناصر الدولة والسلطة الوطنية والقانون، فقد تحول إلى تجمع مافيات مسلحة متنازعة، نزاعها مرشح للزيادة بسبب تضارب مصالحها.
لا تشير المعطيات الحالية إلى تغيير دراماتيكي يمكن أن يحصل في الأشهر القادمة، حيث التجاذبات حول تشكيل اللجنة الدستورية قائمة، والجهود مستمرة لإيجاد حل سياسي بين النموذج الذي تريده موسكو ويضمن لروسيا السيطرة الكاملة على سورية والإشراف الكامل أيضا على الحل السياسي فيها، سواء ببقاء الأسد أو بتغييره، لكن بشروط تضمن له الخروج الآمن مع الحفاظ على نظامه مع بعض التعديلات التجميلية، وبين النموذج الذي يهتدي بالقرارات الدولية التي تفضي إلى انتقال سياسي يغير من النظام القائم، سواء بإعادة توزيع السلطات بين المؤسسات السورية وفي مقدمها سلطات الرئيس، والاعتراف بحد أدنى من الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وبالتالي ضمان الحد الأدنى من حكم القانون والقضاء العادل والحريات الاساسية والمشاركة الشعبية في الحكم.
لا سلام في سورية ولا استقرار إلا عبر الانتقال السياسي، الذي يقتضي بالضرورة نهاية مرحلة وبداية أخرى، وهذا معناه نهاية حكم عائلة الأسد إلى الأبد.
===========================
الاناضول :شباب الثورة السورية: طالبنا بالحرية وردوا علينا بالرصاص
إدلب / مراسلو الأناضول
مع اقتراب حلول الذكرى الثامنة لانطلاق الثورة السورية، التقت الأناضول بعدد ممن شاركوا في المظاهرات الأولى للثورة في محافظة درعا جنوبي سوريا.
وقال "محمد العبود" أحد الشباب الذين شاركوا في المظاهرات بمحافظة درعا السورية في بداية الثورة في مارس / آذار 2011، إن المشاركين كانوا يطلبون الحرية فقط، إلا أن النظام رد عليهم بإطلاق الرصاص.
وفي حوار مع الأناضول، في محافظة إدلب السورية، حيث يقطن الآن بعد اضطراره لمغادرة درعا في يوليو / تموز 2018 بسبب هجمات نظام الأسد المكثفة عليها، قال العبود إنه لا يمكن أن ينسى أبدا الأيام الأولى للثورة ولا يمكن أن ينساها أي مواطن سوري.
وأضاف "في تلك الأيام حطمنا قيود العبودية وكسرنا حاجز الخوف والصمت، وكشفنا النظام على حقيقته".
وأكد أن "الثورة السورية ستستمر حتى إزالة النظام، وستبقى على نفس المبادئ حتى لو طال الأمر لعشر سنوات أو أكثر".
وقال "جئنا إلى إدلب لأن الثورة موجودة بها، أصبحت إدلب هي سوريا، وسنعمل على استكمال الثورة من هنا".
وأعرب العبود عن سعادته الكبيرة لمعرفته بخروج مظاهرات معارضة في درعا خلال الأيام الماضية، لأنها تعني "استمرار روح الثورة لدى الناس".
واسترجع حسين الموصلي، وهو من قرية الشيخ مسكين بدرعا، مع مراسل الأناضول أحداث ومشاعر الأيام الأولى في الثورة قائلا "قريتنا تبعد عن درعا حوالي 15 كيلومترا، سمعنا بما قام به النظام من حصار لدرعا وحاولنا إيصال مواد تموينية لهم وجمعنا تبرعات، ونجحنا في تهريب بعض المساعدات".
وعن أولى المظاهرات في القرية قال "خرجت أول مظاهرة من الجامع العمري في قريتنا، يوم الجمعة، بمشاركة عدد قليل من الشباب تقريبا 25 شخصا، وبدأ الأمن العسكري في إطلاق النار علينا، وكانت هذه المرة الأولى في حياتي التي أتعرض فيها لإطلاق نار، ولم نكن نتوقع ذلك".
وحكى موقفاً تعرضوا له في مظاهرة أخرى بالقول "خرجنا في مظاهرة كبيرة من القرية باتجاه درعا المدينة، وتقدم باتجاهنا ضابط من الجيش وطمأننا وأكد لنا أنه لن يتم إطلاق النار علينا، وبعد أن مشينا قليلا فوجئنا به يعطي الأمر بإطلاق النار علينا، فسقط قتلى وجرحى، وكانت المرة الأولى التي أرى فيها دم يسيل بإطلاق النار، ومن وقتها سقط النظام من أعيننا تماما".
وقال "منذ أن بدأت بالخروج في المظاهرات أزلت قلبي ووضعت مكانه حجرا، حتى أتخلص من الخوف".
===========================
حرية برس :السوريون يقولون كلمتهم في ذكرى الثورة “مستمرون حتى إسقاط النظام”
 فريق التحرير16 مارس 2019آخر تحديث : السبت 16 مارس 2019 - 1:56 صباحًا
حرية برس:
شهدت مدن وبلدات الشمال السوري المحرر، يوم الجمعة، عشرات المظاهرات الحاشدة التي خرجت بمناسبة الذكرى الثامنة لاندلاع الثورة السورية، شارك فيها الأهالي والمهجرين، وحملت أهم مطالب السوريين الأحرار.
وخرج آلاف السوريين في مدن وبلدات محافظات إدلب وحلب وحماة رافعين علم الثورة السورية، مؤكدين على استمرارهم في طريق الثورة السورية وفق مبادئها في سبيل الحرية وحتى إسقاط نظام الأسد المجرم.
كما ردد المتظاهرون هتافات للتذكير أن عشرات آلاف المعتقلين السوريين ما زالو يقبعون في سجون الأسد وزنازينه، مؤكدين استمرارهم في الثورة حتى لايضيع حق معتقل وشهيد.
===========================
سوريا تي في :همسة في ذكرى الثورة السورية
محمد جمال طحان
منذ بداية الثورة، تحرّكتُ مع عدد من المخلصين المحبّين لوطن حرّ، على جميع الأصعدة الممكنة. تابعنا المظاهرات وحاولنا تنظيم بعضها، وشكّلنا تنسيقية في حلب. ولم يكتفِ معظمنا بالعمل مع جهة واحدة لضرورات أمنية، فتشعّبت مهامّنا، ولم يخلُ الأمر من تشكيك ثوار بآخرين إلى أن توضّحت الصورة بسلسلة اعتقالات طالت معظمنا.
بعد أن طال أمد النظام الجائر من خلال الدعم الخارجي الذي تلقّاه من إيران وروسيا والصين، وصمت المجتمع الدولي وتغاضيه عمّا يحدث، وخوف معظم الدول العربية من نجاح الثورة خشية أن يمتد الربيع العربي إليها؛ تم قتل بعضنا تحت التعذيب أو بطرق الاغتيال، من السلطة أو من بعض الكتائب المتشدّدة التي كان بعض العاملين فيها من دسائس السلطة، أو ممن غُرّر بهم تحت راية الحكم الإسلامي وتطبيق الشريعة.
وعملت السلطة على تنمية حقدٍ قديم تجذّر لدى بعض السذّج بين أبناء الريف وأبناء المدينة، ما أدى إلى تصرّفات ضرّت الثورة التي بدأت تتعثّر حين التحق بها عدد من اللصوص والمجرمين بغية الانتفاع، إمّا من الأموال المتدفقة من الدول أو من المغتربين، أو من السطو على بعض المصانع والدور.
وسط هذا الخضمّ حاول الباقون منّا تصحيح مسار الثورة من خلال إنشاء تجمّعات صافية في المناطق المحرّرة، أيضاً لم تخلُ من التشكيك من أطراف مختلفة، بالإضافة إلى اصطدامهم مع متشدّدين لا يفقهون جوهر الدين. وحاول آخرون العمل في المناطق التي لجؤوا إليها من خلال التنسيقيات الاغترابية، أو الروابط المختلفة دعماً للداخل.
لأن المجتمع الدولي لم يتّخذ موقفاً صافياً من الثورة، لم ينجح المجلس الوطني في تشكيل قوّة معارضة موحّدة
ولأن المجتمع الدولي لم يتّخذ موقفاً صافياً من الثورة، لم ينجح المجلس الوطني في تشكيل قوّة معارضة موحّدة، وسقطت هيئة التنسيق في حفرة التخاذل. وبعد أن وضع الناس أملهم في الائتلاف، عادوا بخيبة أمل بعد أن اكتشف معاذ الخطيب عوامل التفشيل الدولية، فآثر الانسحاب، ولم يتمكّن الائتلاف من تشكيل حكومة مؤقّتة.
وسط هذا كلّه بات من الخطر على الثوار الذين بدأت الثورة بهم أن يتابعوا العمل في هذه المعمعة، وبخاصّة أنهم وزّعوا طاقاتهم على أعمال متنوّعة تتعلّق بالإغاثة والدعم المالي والطبي والتظاهر والعمل الإعلامي والتوعية وحمل السلاح.
حاولت، كما حاول كثيرون، البحث عن مجال للعمل الثوري نستطيع أن نكون مفيدين فيه، ونعرف جدواه، مع فئة مخلصة. نجح بعضنا وفشل آخرون في إيجاد مكان مناسب لهم، فآثروا الانسحاب بعد أن أصيبوا بخيبة أمل.
بالنسبة لي، بالرغم من تواصلي المستمر مع الداخل، لم أجد جدوى من أي عمل خارج نطاق الكتابة لأقول رأيي في ما يحدث ووجهة نظري عمّا يجب أن تكون الأمور عليه.
ربما يحلو لبعض من هم في الداخل أن يقولوا إن الذين خرجوا من سوريا هربوا من المواجهة، أو انسحبوا من الثورة وتنكّروا لها. هذا الكلام غير دقيق، فما نفع بقاء معظمنا في الداخل وتعريض نفسه لاعتقال آخر قد يكون نهاية لحياته من غير فائدة، أو قد يكون عرضة للاعتقال من بعض الفئات المتطرفة التي بدأت تختار عملية التصفية لمن يخالفها. وحتى إن وجد أحدنا له عملاً مع فئة مخلصة فسيكون عرضة للحاجة، لأن عمله سيكون تطوّعيّاً بلا مقابل، وإذا تقاضى مقابلاً فسيقال بأنه يغتني على حساب الثورة.
لهذا آثرت ممارسة دعمي للثورة من خلال ما هو متاح لي من بذل فكري، ومحاولة الدعم اللوجستي، بحسب قدرتي، للفئات التي أراها مخلصة وتسير في الاتجاه الصحيح.
سأبقى داعماً للثورة بكل ما أستطيع، وأثق بانتصارها، وأظنّ أن المجتمع الدولي بات يتحتم عليه صفع العصابة الحاكمة في سوريا، ليس محبّة بنا، إنما لرعاية مصالحه والحفاظ على ماء الوجه، وهذا في الحقيقة كلّه من رعاية الله الذي ينصر من ينصره وإن بدت لنا غمائم لانعرف مغزاها. غير أننا على ثقة بأن الحريّة قادمة، وأن النصر حليف المثابرين ولابدّ من نيله، ولو بعد حين.
===========================
سوريا تي في :ثورة آذار السّوريّة وبشّار الأسد دون كيشوت السّياسة الجديد
18.03.2019
مهنا بلال الرشيد
سوريا تي في
الاحد 17/3/2019
يبدو أنّه سيُحسَب لبشّار الأسد نقلُه مصطلح (الدّونكيشوتيّة) من ميداني الأدب وعلم النّفس إلى ميدان السّياسة والخطاب السّياسيّ؛ فقد اشتُهِر هذا المصطلح مع ذيوع رواية (دون كيخوته) للرّوائيّ الإسبانيّ (ميغيل دي سِرفانتس)، ولاسيّما بعد اشتهار اسم بطلها الأسطوريّ (الدّون كيخوت دي المانتشا)، الّذي أسهب نقّاد الأدب في دراسة حالته، وغاص علماء النّفس يحلّلون عقدة هذا العمل الرّوائيّ؛ القائمة على النّزوع نحو الفروسيّة دون امتلاك أدنى مقوّماتها من شخص هزيل على المستويات السّياسيّة والعسكريّة والجسمانيّة.
نعم صارت الدّونكيشوتيّة مصطلحًا سياسيًّا قريبًا جدًّا من مفهوم العنتريّة أو العنتريّات الّتي اعترف بشّار الأسد في خطابه الأخير بشطارة نظامه فيها بشكل يعيد إلى الأذهان مضمون الخيارات الثّلاثة، الّتي طرحها أعضاء خليّة الأزمة -قبل تفجيرهم- لدراسة أفضل السّبل لقمع الثّورة السّوريّة وإخمادها؛ فأشار بعضهم إلى أنّ معالجة الأسباب البعيدة لثورة الشّعب من خلال الإصلاحين: السّياسيّ والاقتصاديّ سيكون مكلفًا للغاية، وقد يؤدّي إلى تمادي الشّعب واستمراره في ثورته وإصراره على إسقاط النّظام، ناهيك عن ترابط هذين الإصلاحين وصعوبة فصل أحدهما عن الآخر.
لابدّ من إراقة الدّماء للحفاظ على النّظام، وإخماد الثّورة، وفي الختام (الكلّ يسامح الكلّ)
وكذلك إنّ معالجة السّبب الظّاهريّ المباشر لثورة الشّعب ليست أقلّ خطرًا وسوءًا بالنّسبة للنّظام من معالجة أسبابها البعيدة، فالمحاكمة العادلة لعاطف نجيب ابن خالة بشّار بعد إساءته لأطفال درعا وأهاليهم ومجمل الشّعب السّوريّ قد تفتح المجال على المطالبة بمحاكمة غيره، وقد تؤدّي إلى شرخ في بنية النّظام الطّائفيّة من الدّاخل؛ ولذلك تبّنى بشّار وخليّة الأزمة -قبل تفجيرها- خيار المواجهة ضدّ الشعب الثّائر برغم إدراكهم ما سينتج عن هذا القرار من قتل وتهجير وسَجْنٍ وتعذيبٍ وتدمير؛ وذلك لأنّه -على حدّ تعبيرهم- إذا سقط النّظام سيُعدَم قادته على حِبال المشانق، أمّا إذا هُدِّمت سوريا، وسُجن أهلُها، وهُجِّر مواطنوها فمن الممكن نظريًّا إعادة إعمارها -في حلم دون كيشوتيّ رومانسيّ- بالاستفادة من مجمل المتغيّرات الدّوليّة، واستشهد بعض الأمنيّين في خليّة الأزمة بالحالة اللّبنانيّة الّتي حوّلت ميشيل عون من واحد من أمراء الحرب في لبنان إلى رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة، بعد تناسي شهداء الحرب وتبادل الاتّهامات في تحميل مسؤوليّة قتلهم بين الأطراف المتعدّدة، ثمّ الرّكون إلى الدّعوة بالتّسامح بين الجميع؛ مجرمين وضحايا على حدّ السّواء، وهو ما كشف عنه بشّار الأسد صراحة من خلال نظريّة (الكلّ يسامح الكلّ)، بتماهٍ مطلق مع ما قرّرته خليّة الأزمة قبل تفجيرها، بتقريرها أنْ لابدّ من إراقة الدّماء للحفاظ على النّظام، وإخماد الثّورة، وفي الختام (الكلّ يسامح الكلّ).
لكنّ حسابات الخلايا لم تتطابق مع حسابات السّرايا -إذا صحّ تعديل المثل الشّعبيّ القائل: (حساب الجرايا/القُرى مو مثل حساب السّرايا)، فقد طال أمد الثّورة السّوريّة؛ لتقترب من إكمالها عامها الثّامن والشّروع في عامها التّاسع، واتّسعت رقعتها الجغرافيّة لتتجاوز سوريا، وتغدو حربًا كونيّة حسب أقوال بشّار وممانعيه؛ وليُسفر انتصار النّظام الوهميّ على قنوات الممانعة عن حروب أربعة، اعترف بشّار بأنّه ونظامه ما زالوا في بدايتها، وليس بوسع أيّ مواطن أن ينتقد سياسة الدّولة، ولا أن يطالب بالماء أو الكهرباء أو المازوت أو الغاز أو غيرها من متطلّبات الحياة الضّروريّة إلّا في حدود ما يؤمّنه النّظام، أو ما يسمح به من نقد سطحيّ ساذج، بعد الاقتناع بما يسلّمه لمؤيّديه من غاز ومازوت وكهرباء فائضة عن احتياج شبّيحة الدّرجة الأولى وزبانية النّظام في دائرته الضّيّقة.
وإذا عدنا إلى الدّونكيشوتيّة في شخصيّة بشّار الأسد على المستوى السّياسيّ؛ فإنّ أبرز ملامحها تتجلّى في التّناقض من خلال تبنّي الخطاب القوميّ بوصفه ممانعًا تارة ومحاولة التّملّص من العروبة وما تتطلّبه مستلزماتها من طرد للفرس ومليشياتهم تارة أخرى، وكَيل الاتّهامات للدّول العربيّة مرّة، وللدّول الّتي تؤوي النّازحين السّوريّين مرّة ثانية، ناهيك عن الصّراخ والانفعال والسُّباب والشّتائم الّتي لا يمكن أن تصدر عن قائد حزب سياسيّ مغمور في الموزامبيق، مع العجز عن امتلاك أيّ أوراق فاعلة للتّفاوض مع المليشيات المناصرة لبشّار أو الضّغط عليها من أجل إخراجها من سوريا بعد النّصر المزعوم، أو الحوار مع من يتّهمهم بمعاداة نظامه، أو إغراء هذا الرّئيس المأزوم أو ذاك المغمور مع دولته أيضًا بزيارة دمشق؛ لعلّ الزّيارة توظّف إعلاميًّا؛ وتضيف على تمثيليّة النّصر مشهدًا، أو تُغري نظامًا ما بفتح سفارته أو إرسال قنصله على أقلّ تقدير.
ومن الملامح الدّونكيشوتيّة العسكريّة الّتي كشفت عنها الثّورة السّوريّة لدى بشّار وجيشه أنّها حطّمت سطوة الأمن، ودمّرت أسطورة النّظام المجرم الّذي لا يُقهر، مثلما كشفت عن ملامح المصيبة الكبرى من حيث الادّعاء بامتلاك صواريخ الدّفاع الجوّيّ الرّوسيّة من (s1 إلى s600)، أو ملامح المصيبة الأكبر إن كانت هذه الصّواريخ موجودة، ولكن لا وجود للجرأة من أجل استخدامها، مع فتح الأجواء المستمرّ لطيران القاصي والدّاني للقصف وتجريب ما يشاء من أسلحة، واختبار ما يريد من منظومات على أهداف مدنيّة أو عسكريّة دون اهتمام أو مبالاة إلّا بزيادة أيّام السّلطة يومًا جديدًا أو أكثر على كرسي الرّئاسة المشؤوم.
ولعلّ في صور بشّار الأسد الأخيرة ما يملأ الكيل ويُفيضه من إهانات جسمانيّة-معنويّة لبشّار الأسد دون كيشوت السّياسة المعاصر؛ مثل صورة بشّار المنفعل المهزوز في خطابه أمام مجالس الإدارة المحلّيّة، وصورة بشّار الذّليل، وإيقافه من قبل الجنديّ الرّوسيّ وسحبه إلى خلف الخطّ الأصفر وراء بوتين في حميميم السّوريّة، واستدعائه على عُجالة بطائرة شحن إلى إيران، ونزوله فيها دون استقبال، وإجلاسه دونما رفع أيّ علَمٍ لنظامه، الّذي يفاوض بعض المدن والأحياء السّوريّة من أجل رفعه.
نعم، لقد أدخلت الثّورة السّوريّة مفهوم الدّونكيشوتيّة إلى عالم السّياسة، ولعلّها قبيل أن تكمل سنتها الثّامنة، وتستعيد ذكرى انطلاقتها في آذار 2011 رسمت صورة كاريكاتيريّة مضحة لأوّل دون كيشوت سياسيّ معاصر، بعدما رسم لنا ميغيل دي سرفانتس صورة الدّون كيشوت الأدبيّة الخالدة منذ أربعة قرون.
===========================
العرب القطرية :في الذكرى الثامنة للثورة السورية
18.03.2019
د. أحمد موفق زيدان
العرب القطرية
الاحد 17/3/2019
شلال الدم المتواصل منذ ثماني سنوات في الشام لا يزال على حاله، ويتواصل معه نزيف الخيانات والمؤامرات المستمر على الشعب السوري وثورته، ومع دخول الثورة السورية عامها التاسع، لا يبدو في الأفق القريب نهاية للمآسي والفظائع التي قد تتخذ منحى جديداً، قد يكون فيه الصراع بين القوى الدولية أوضح وأكثر دموية، لكن بالمقابل ثمة إصرار أسطوري للشعب السوري على نيل حريته واستقلاله وكرامته، من احتلالات داخلية وخارجية متعددة، ونحن على أعتاب السنة التاسعة، يجدر بنا أن نضع بعض العلامات والإرشادات المهمة التي خرجت بها الثورة خلال تلك الفترة، لتسترشد بها وتتعلم منها، في ظل التآمر الرهيب عليها وعلى الوصول إلى نتيجتها المنطقية، وهي انتصار إرادة الشعب على إرادة الطغيان والاحتلال:
يحاول البعض أن يشيع أن الحرب قد انتهت، وبالتالي فإن الطاغية انتصر مع كل ما جلبه من احتلالات أجنبية وميليشيات طائفية لقتل السوريين وأحلامهم، ولكن يجهلون أن الجرح العميق الملوّث هو الطاغية ذاته، وأن ما يسمونه بالنصر، ما هو في الحقيقة إلا شاش أو لاصق يغطي جرحاً ملتهباً ومتقيّحاً، لن يقتصر تأثيره وخطره على الجسم ذاته، وإنما سيتمدد ويتوسع على الجسم الكبير، وما على الدول الأخرى والعالم إلا أن تستعد لدفع الثمن، وهو ثمن قد يكون باهظاً وخطيراً، إن لم تتم معالجة الجرح نفسه، وهو بقاء طاغية بحجم الأسد في السلطة.
كشفت مراكز دراسات واستطلاعات رأي معتبرة أخيراً، أن 89% من السوريين المشردين خارج سوريا يودون ويرغبون في العودة إلى وطنهم، ولكن بعد تهيئة الظروف ورحيل الطاغية، فهم لا يرون سوريا في أمان في ظل احتلال داخلي مدعوم باحتلال أجنبي، وفي ظل أجهزة أمنية قمعية رهيبة، رأى العالم كله ما فعلته وتفعله بالسوريين، من خلال الـ 55 ألف صورة التي سرّبها العميل قيصر للعالم كله.
منذ حروب وجرائم النازية، لم يتم توثيق جرائم ومجازر وانتهاكات كما يتم توثيقها اليوم ضد طاغية الشام، كاستخدام الصواريخ البالستية ضد المناطق الآمنة المأهولة بالسكان، واستخدام المروحيات والطيران الحربي ضد مدن عريقة آهلة بالسكان، واستخدام براميل متفجرة تعود إلى القرون الوسطى عمياء تماماً لا تفرق بين طفل وامرأة ومقاتل ومدني، واستخدام الكيماوي والسارين، وفوق هذا صمت العالم كله على احتلال بلد عضو في الأمم المتحدة من قبل دول متعددة الجنسيات وميليشيات طائفية عابرة للحدود، ومع هذا لا يزال المجرم القاتل طليقاً يتمتع بالامتيازات الدولية كافة، بينما الضحية هو المتهم وهو الذي يُعاقَب ويدفع الثمن.
الواضح أن العالم لا يريد مساعدة طاغية الشام على إعادة الإعمار، ولا أدري كيف يمكن مجرد التفكير بالأمر مع من دمّر وخرّب وقتل وهجّر؟! ولكن مع هذا فإن العالم ذاته هو الذي يرفض إسقاط الطاغية والتخلي عنه، فالناتج الوطني السوري الذي كان قبل الثورة 60 مليار دولار، لا يتعدى اليوم في ظل بقاء الطاغية في السلطة 300 مليون دولار فقط، فهل عصابة تحكم بهذا الشكل، والثقة بها بهذا المستوى، يمكن أن يتم التعامل معها لإعادة الإعمار؟! وكأن المطلوب عالمياً الآن هو إبقاء الجرح المفتوح في الشام، ليكون بمثابة صندوق بريد بين قوى دولية تصفّي حساباتها ومشاكلها، لكن في أرض الشام وعلى حساب الدم الشامي.
الشيء الوحيد الذي يعني الثورة والثوار هو الاستمرار بمهمة اختاروها بأنفسهم قبل ثماني سنوات، وعلى الرغم من الخيانة التي تعرضت لها مناطق الثورة الأخرى بتآمر خارجي رهيب، فإن هذه المدن تنتفض من جديد، ونرى ذلك في درعا والرستن وغيرهما اليوم، ونرى معه عودة العمليات العسكرية المستهدِفة لقطعان الطائفيين والمجرمين من المخابرات الجوية، التي لا ترقى إليها جرائم "الجستابو" الألمانية و"الكي جي بي" الروسية، الثورة لن تنتهي بالنسبة لمليون شهيد، وراءهم ملايين ممن أقسموا على الانتقام والثأر لدمائهم وتضحياتهم، وثمة الملايين الذين ينتظرون أحباءهم ممن يقبعون في سجون الطائفيين، يسمعون أخبار تعذيبهم ومعاناتهم بين الفينة والأخرى، وسط شعور عالمي خشبي لا تعنيه شيئاً كل هذه المعاناة والعذابات السورية، وكما قال من خرج في مظاهرات الأمس في درعا: "لم يعد هناك ما نخسره، فالأحباء تحت التراب، وآخرون وراء القضبان، ونحن نعيش حياة البهائم دون أي اعتبار لبناء مساكننا، أو توفير أبسط خدمات البشر لمن عادوا"، في حين أن العصابة في دمشق مشغولة بإعادة بناء تماثيل الطاغية المؤسّس، ونشرها على المناطق التي استعادتها بدعم الخونة والاحتلالات متعددة الجنسيات.
===========================
جيرون :إدلب.. تظاهرات عديدة إحياءً للذكرى الثامنة للثورة السورية
 Avatar جيرون - إدلب - ملهم العمر   15 مارس، 2019 0 28  أقل من دقيقة
تظاهر اليوم مدنيون وناشطون، في مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي، في جمعة أطلقوا عليها اسم (يوم الغضب السوري) بالتزامن مع الذكرى السنوية الثامنة للثورة السورية، مؤكدين استمرار الثورة حتى تحقيق مطالبهم، في نيل الحرية وإسقاط النظام وتحقيق الديمقراطية.
وحمل المتظاهرون أعلام الثورة السورية، وهتفوا للحرية والكرامة، إضافة إلى لافتات كتب على بعضها (شيبًا وشبابًا صغارًا وكبارًا سنقاوم حتى آخر قطرة دم – أراد السوريون الحرية والكرامة وأراد المجرمون القتل والدمار – أيها السوريون في دول الشتات ارفعوا الأصوات عاليًا.. فصوتكم يحمينا).
من تظاهرة سرمدا في ريف إدلب الشمالي
وقال شريف الشيخ، ناشط من سرمدا، لـ (جيرون): “تظاهرنا إحياء للذكرى السنوية الثامنة للثورة السورية، ولأننا ما نزال نحمل الثورة في قلوبنا، ونريد أن نُظهر للعالم أجمع أن الثورة السورية هي من أجل الحرية والكرامة والعدالة، ونطالب بحقوقنا التي سُلبت في ظل حكم الأسد”.
إضافة إلى تظاهرة سرمدا، كانت هناك نُقاط تظاهر عديدة في كل من “مدينة إدلب، ومعرة النعمان، وسرمدا، وسرجة، وجسر الشغور، ومعرتمصرين، وعزمارين، وأطمة، وإحسم، وخربة الجوز، وبنش، وإسقاط” بريف إدلب، جدد فيها المتظاهرون مطالبهم بالحرية والكرامة، وإسقاط النظام.
===========================
جيرون :ثماني سنوات وجذوة الثورة ما زالت متقدة
 محمود الحمزة محمود الحمزة   18 مارس، 2019 0 35  4 دقائق
يجب ألا نيئس، على الرغم من خذلان العالم لشعبنا السوري، وتجاهل تضحياته الكبرى ومعاناته الإنسانية التي تفوق الوصف، فلا يوجد لدى السوريين خط رجعة، ولا يمكن أن يعودوا إلى حظيرة عصابة الأسد، ولا يمكن لسورية أن ترجع إلى ما قبل 15 آذار/ مارس 2011. فالتاريخ لا يرجع إلى الوراء ولا يعيد نفسه، ولو تشابهت الأحداث.
لقد أثبت الشعب السوري أنه شجاع وبطل، واستطاع تحطيم جبروت نظام الأسد ومرغ رمزيته في الوحل، وجعله يفقد بوصلة الأحداث. فالأسد اليوم أصبح أداة طيعة بيد نظام الملالي والكرملين، كلٌّ منهم يجره لعنده، لدرجة أننا أصبحنا نخجل من سلوك بشار الأسد كسوريين، حيث إن اسمه في الأمم المتحدة وفي محافل دولية أخرى “رئيس سورية”، وهو بلا كرامة وبلا سيادة وبلا قرار مستقل. ويقول الروس إنه “رئيس شرعي”؛ فهل الشرعية تتفق مع فقدان الكرامة والسيادة والاستقلالية في الموقف، وخاصة عندما يجري الحديث عن رئيس بلد.
ابتُلي السوريون بعائلة الأسد التي جاءت على ظهر حزب البعث، فابتلعت الحزب والدولة، وبقي فقط حكم المجلس الملي العلوي، ومن يخدمه من بقية الديانات والمذاهب والقوميات. سورية الحضارة والتاريخ الغني بالثقافات والإنجازات التي قدمتها للبشرية، من أول أبجدية في التاريخ في أوغاريت إلى نشر الموسيقا وقوانين حمورابي وابن النفيس في الطب وابن الشاطر في الفلك، وأمجاد الأمويين، لكن تم تقزيم سورية وتاريخها في عهد الأسدين الأب والابن، بطريقة توحي بأن هذه العائلة ليست من أصول سورية، وإنما نُصّبت في الحكم لكي تهين السوريين وتنتهك كراماتهم وتبقي سورية دولة متخلفة، والشعب السوري يعيش في سجن كبير. وقد تجسدت نتائج كلّ هذه المهازل الأسدية في مرحلة الثورة السورية، حيث استخدمت عصابة الأسد كلّ أنواع الفتك والبطش والإبادة بحق السوريين. ويتساءل المرء: هل مطالبة السوريين بالحرية والكرامة الإنسانية والعدالة تستوجب كل هذا البطش؟! وأين العالم والقوانين الدولية وحقوق الإنسان والشعوب؟ أين القيم الإنسانية والشرائع الدولية؟!
لماذا سكت العالم على إبادة السوريين وتدمير بلادهم وتهجيرهم من منازلهم؟ هل يعقل أن يطال القتل والتهجير والنزوح حوالي 14 مليون سوري، بينما عدد سكان سورية حوالي 23 مليون نسمة؟
يقال إن جواهر لال نهرو زار سورية، في أربعينيات القرن الماضي، وقال إنه يتمنى أن يحقق في الهند ما يشبه سورية من ديمقراطية وتعايش بين القوميات والأديان، وقال المؤرخ الفرنسي لوبان: “إن لدى كل إنسان في هذا العالم وطنان: وطنه الأصلي وسورية”، لأن سورية هي مهد الحضارات والثقافات والديانات، وكل الشعوب تركت بصمات في هذه الأرض، ومنها انتشرت الديانات المسيحية والإسلامية إلى بلدان العالم، ومنها روسيا التي تشدقت بحقوق الأقليات وحماية المسيحية وقد قتلت طائراتها الحديثة السوريين وساعدت طاغية دمشق وحاشيته المجرمة في البقاء حتى اليوم.
لقد أثبتت الثورة السورية أن النظام انتهت مهمته. فإذا كان دوره مطلوبًا في مرحلة الحرب والقتال، فإن هذا الدور لم يعد مناسبًا في مرحلة السلم والبناء. فحلفاؤه الأساسيون روسيا وإيران يدخلون اليوم في نفق الصراع والمنافسة. وسينعكس ذلك على مصيره ويودي به، عاجلًا أم آجلًا. مصالح تلك الدول أكبر من الأسد ومن عائلته ونظامه، وسيبيعه الروس قبل غيرهم ويتخلصون منه، ولديهم خبرة كبيرة في هذه الخطط من أيام الاتحاد السوفيتي في أفغانستان.
لكن المشكلة أن الروس لا يدركون ذلك حتى اليوم، أو على الأقل لا يعترفون بأنهم في ورطة. وعلى موسكو أن تتخلى عن طاغية دمشق ونظام الملالي، لأن ساعة الحقيقة اقتربت وجني ثمار التدخل في سورية أصبح مهمة قريبة، وفي نهاية المطاف فإن روسيا تضع تحقيق مصالحها فوق أي اعتبار.
الكل يبحث عن مصالحه في سورية، والكل يصفي حساباته على الأرض السورية. ولماذا سورية بالذات؟ ببساطة لأن لسورية ميزات استراتيجية وتاريخية وسياسية وجيوسياسية، والأهم من كل ذلك لأنها تجاور “إسرائيل” التي تلعب دورًا أساسًا في رسم السياسة الدولية تجاه الملف السوري. وعلى الرغم من الصراعات الكبرى في سورية وحولها، فإن الولايات المتحدة وروسيا متفقتان استراتيجيًا على ما يحصل في سورية، حيث يشارك اللاعب الحاضر الغائب الثالث “إسرائيل” في صنع الأحداث. بينما هناك تناقض كبير وعداء حقيقي بين روسيا وأميركا، في الملفات الدولية الأخرى ومنها أوكرانيا.
كل التدخل الروسي في سورية جرى بضوء أخضر أميركي. ويرى بعض الخبراء الروس أن أميركا جرّت روسيا إلى المستنقع السوري وورطتها. ودخول الحمام ليس مثل الخروج منه.
بالفعل، تجد موسكو نفسها اليوم أمام مأزق في سورية، فالتقدم صعب جدًا، والوقوف في المكان يعني الخسارة، والتراجع كارثة.
وفي خضم الصراع في سورية وحول سورية، لا بد من أن نذكر دور الإعلام المزيف والكاذب، وبخاصة الإعلام الروسي الذي فاق في كذبه وتلفيقاته إعلام الأسد. وأنا أتابع وسائل الإعلام الروسية على مدى 8 سنوات كيف تتعامل مع الأحداث في سورية، حيث يصورون الأبيض أسود والعكس صحيح. وآخر هذه الكذبات أن دول منظمة شنغهاي تعاني انتشار الجريمة، والسبب الأول هم اللاجئون السوريون!!! وهنا نتساءل: كم عدد اللاجئين في الهند والصين وروسيا وبعض دول آسيا الوسطى؟ إنهم لا يتجاوزن عدة آلاف، بينما استقبلت أوروبا ملايين السوريين، ولم يشتك أحد من ارتكاب السوريين للجرائم، حتى الدعايات السابقة حول اغتصاب لاجئين سوريين لفتاة روسية في ألمانيا منذ سنوات، تم التأكد من أنه كذبة اخترعها صحفي روسي لتشويه سمعة اللاجئين السوريين، علما أن الإعلام الروسي طبّل وزمّر بحادثة الاغتصاب، وكأنها حقيقة، طوال أشهر عديدة!!
والشيء نفسه يقال بخصوص اتهام المعارضة باستخدام السلاح الكيمياوي، علمًا أن العالم كله تأكد أن النظام الأسدي هو الذي يستخدم الغازات السامة ضد المدنيين.
ولم يكن الإعلام الغربي أرحم من الإعلام الروسي، فقد شوه صورة الثورة إلى حد بعيد، ليخدم المخطط الإسرائيلي في الترويج لمقولة إن بقاء الأسد أفضل من المعارضة المتطرفة، وكأن كل السوريين إرهابيون ومتطرفون، كما يقول الأسد.
هناك من يتوهم أن الأسد انتصر، كما يروج الإعلام الممانع. ولكن الحقيقة أنه اليوم أمام الحقيقة المرة، وعليه أن يجد حلولًا لبلد مدمر، في وقت لا يستطيع فيه توفير جرة غاز ليس في المناطق الخارجة عن سيطرته، بل للموالين.
والقرارات الأميركية الأخيرة مثل قانون قيصر والعقوبات ضد كل من يتعاون مع نظام الأسد في إعادة الإعمار، قبل حدوث تغيير سياسي، تلعب دورًا قويًا في تكسير معنويات الأسد وحاشيته وحلفائه (روسيا وإيران) الذين يعانون بدورهم آثار العقوبات الأميركية القاسية التي طالت كل الشركات ورجال الأعمال والمقربين من السلطات، ووصلت إلى حد التدقيق في دخل الرئيس الروسي.
تركيا وقفت مع الثورة السورية في البدايات بقوة، ولكن الأميركان ومراكز قوى دولية أغرقت تركيا بالمشاكل، من محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2015 ومن قتل السفير الروسي، وقبلها إسقاط طائرة حربية روسية، ومن افتعال أزمة مالية وأخيرًا من دعم أميركي لقوات قسد (الكردية) التي تعتبرها تركيا خطرًا على الأمن القومي التركي وتتهمها بالإرهاب.
وكذلك نتساءل: من الذي أغرق دول الخليج في المشكلات، من تدخل التحالف العربي في اليمن منذ عدة سنوات، ومن حصار دولة قطر، والحبل على الجرار.
نرى أن المستفيد الأول مما حدث في سورية هو “إسرائيل”، ولا يقولنّ أحدٌ إنني أتحدث عن المؤامرة. فالمؤامرة والأجندة الدولية التي يقف وراءها اللوبي الصهيوني هي حقيقة قائمة في الغرب، وتأثير هذا اللوبي في الأنظمة العربية يعرفه الجميع. وكِتاب شمعون بيريس (الشرق الأوسط الجديد) ليس وهمًا بل خطة حقيقية يجري تنفيذها، وقد عبرت كونداليزا رايس عن تلك الأفكار، باستخدام مصطلح “الفوضى الخلاقة”.
لكننا لن نيئس ولن نتخلى عن الثورة السورية، ولن نخون دماء الشهداء الأبرار، ولن ننسى حمزة الخطيب ولا غياث مطر ولا أبو فرات ولا حجي مارع ولا العبود ولا خيرة شهداء سورية. لن ننسى عذابات الأمهات السوريات وأطفال سورية، وما تعرضوا له من إهانات وانتهاك لأبسط حقوق الإنسان.. لن ننسى تشرد السوريين وإجبارهم على ركوب البحار والموت غرقًا بالعشرات، ولن ننسى الأحرار الذين ماتوا تحت التعذيب في سجون الطاغية.. لن ننسى الثمن الغالي الذي قدمه شعبنا من أجل الكرامة والحرية وبناء الدولة المدنية التعددية التي يعيش في ظلها السوريون جميعًا بلا استثناء، بحرية ومساواة.
===========================
جيرون :في ذكرى الثورة؛ هل يعود القرار السوري إلى السوريين؟
 أحمد مظهر سعدو أحمد مظهر سعدو   18 مارس، 2019 0 7  3 دقائق
تلج الثورة السورية عامَها التاسع، في عملية تسجيل تاريخية تشير إلى أنها من أكثر الثورات دراماتيكية، ومن أوضحها استمرارية أيضًا، ومن أكثرها تدخلًا خارجيًا كذلك. ويبقى الحديث عن مآلاتها ملحًّا ومشروعًا، ويبدو أن كينونة الثورة ووجودها يؤشران إلى جملة تغيرات في مساراتها، في مستقبل الأيام.
الكاتب السوري محمد خليفة قال لـ (جيرون): “ليس هناك (موديل) موحد للثورة، فلكل ثورة في التاريخ خصوصياتها وسماتها التي تتميز بها. والثورة السورية مثال واضح على الاختلاف والتميز. ولنتفق أيضًا على أن الانتفاضة الشعبية التي بدأت في منتصف آذار/ مارس 2011 هي ما نعنيه، حين نتحدث عن (الثورة السورية)، غير أن الوصف ليس دقيقًا من الناحية العلمية، لأن تعبير السوريين عن رفضهم للنظام الاستبدادي القائم، بالنزول إلى الشارع وتظاهراتهم الغاضبة، اتّسم بالعفوية والتلقائية والعشوائية، وليست تلك ثورة، بالمفهوم العلمي، وإنما هي تعبير عن (حالة ثورية) تعتمل في أوساط المجتمع بكل طبقاته وفئاته. وكان ينبغي ترشيد هذه الحالة وتنظيمها بخلق (أداة ثورية) منظمة ومنضبطة وموحدة، تقود الجماهير الثائرة، وتعبئ طاقاتها وتوظفها في استراتيجية شاملة، وخطة عمل سياسية واجتماعية وإعلامية (وعسكرية إذا اقتضت الضرورة). ومن البدهي أن بناء أداة الثورة الموحدة شرطٌ موضوعي حتمي لانتصار الثورة، فالثورة لا تنتصر بالعواطف، بل بالعمل المنظم الرشيد. وهذا ما افتقدته تجربتنا حتى الآن. وما حدث في الواقع هو أن الانتقال المطلوب، من الحالة الثورية العفوية إلى الثورة المنظمة الموحدة، لم يتحقق، بسبب عجز النخب والقوى التي تصدت لقيادة الانتفاضة -على المستوى السياسي- عن إنجاز هذه المهمة المفصلية؛ فبقيت الحالة الثورية عشوائية وعاطفية تفتقر إلى البناء التنظيمي الموحد والأداة والقيادة، كما تفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية للتحرك في الداخل الوطني والخارج الدولي، فخسرنا رهان العالم علينا ودعمه”.
وعن المستقبل، أكد خليفة أن الثورة السورية “كحالة رفض شعبي، لن تتراجع ولن تستسلم، بل ستستمر وتتجذر، وهي تمر حاليًا بمرحلة مراجعة لتجربة الثماني سنوات، وباتت قوى الثورة الشعبية تدرك وتعي أن لا بد من خلق (أداة للثورة) ووضع استراتيجية وطنية ثورية واقعية موحدة، يتم عليها تأمين الإجماع الوطني، وتوحد كل القوى وتفرز قيادة ثورية حقيقية ذات كفاءة وأهلية وشرعية، تنضوي وراءها كل الفصائل والأطراف، وتلتزم باستراتيجيتها وقراراتها”، وأضاف: “أعتقد أن النظام قد سقط منذ عام 2011 وتكرر سقوطه مرة بعد أخرى، خلال السنوات الثماني، وبقاؤه حتى الآن في السلطة ليس دليلًا على شرعيته وصلاحيته، وهناك مخاض صعب ومعقد يؤخر ظهور الجديد الذي لا بد أن يولد، لكن شروط ظهوره لم تكتمل، ولا بد أن يكون واضحًا أن الثورة السورية التي أعنيها ليست إسقاط الأسد ونظامه الشمولي، لكنها ثورة عميقة تغير المفاهيم والنظم والاستراتيجيات الوطنية، وتغير موضع سورية ودورها ووظيفتها في محيطها، وفي العالم. وهذا البعد في الثورة السورية هو ما جعل أعداءها الأقوياء في العالم يقفون ضدها ويتآمرون عليها”.
من جهة ثانية، قال تمام بارودي، رئيس المنتدى الاقتصادي السوري: إن الثورة “لن تتوقف ولم تهزم، ولن تهزم، وإن كان الثوار الحقيقيون قد توقفوا عن العمل؛ فإنهم بانتظار أن ينهي الوصوليون بعضهم بعضًا، وهذا ما حدث ويحدث الآن، سواء على المستوى العسكري أو السياسي. بعد ذلك ستعود الثورة إلى الساحة بوضع جديد، وقد تخلصت من كل الخبث، فعلى المستوى العسكري ستبدأ بمقاومة سرية، وعلى المستوى السياسي سيفرضون نفسهم على الساحة الداخلية والدولية. وبرأيي لا بد من تشكيل أحزاب بالداخل من الآن”.
أما الدكتور محيي الدين بنانا، وزير التربية والتعليم السابق في الحكومة السورية المؤقتة، فقال لـ (جيرون): “تُعدّ الثورة السورية من أهم الثورات في الوطن العربي وفي العالم، وعندما انطلقت كانت تطمح إلى الحصول على حرية المواطن وكرامته، وبالتالي فهي انطلقت ضد الدكتاتورية والفساد وكانت نقية بامتياز، إلى أن تدخّل المال السياسي، الذي ساهم في تمزيق صف الثوار، وحوّل جزءًا كبيرًا منهم إلى عصابات مسلحة، وتكتلات سياسية مرتبطة بأجندات دولية تخدم مصالح تلك الدول، ولا تخدم مصلحة الثورة والوطن، وهذا كان سببًا أساسيًا أدى إلى تراجع أداء الثورة السورية، والوصول إلى ما نحن عليه من التشرذم، وفقدان البوصلة وارتهان القرار السوري بيد الغرباء”. وتابع يقول وقد أبدى أسفه: “أصبحت كل القضايا التي تتعلق بالوطن السوري يحسمها ويبت فيها غير السوريين، ولذلك لا بد من استرداد الثورة وعودتها إلى صفائها ونقائها، واستلام زمام الأمور من جديد، وعودة القرار السوري للسوريين، وهذا لن يتأتى إلا بلقاء الشرفاء الثوريين، ووحدة كلمتهم وترك السلبية والإحباط، الذي أوصلنا إليه أعداءُ الثورة، وهم كثر، داخليين وخارجيين، وبذلك نكون قد خطونا الخطوة الأولى لنجاح الثورة، وأعتقد بل أجزم بأنها ستنتصر على عصابة الأسد، وتطردهم وتطرد كل الغرباء والمحتلين من سورية الحبيبة بإذن الله”.
الباحث الفلسطيني السوري تيسير الخطيب قال: “الحديث عن مآلات الثورة السورية حديث ذو شجون، وخصوصًا عندما نتوقف أمام حجم التضحيات الكبيرة والمعجزة التي قدمها الشعب السوري الأبي على مذبح حريته وكرامته. ولا شك في أن تقييم الأوضاع التي وصلت إليها الثورة هو أمرٌ شائك ومعقد، لكنه ليس عصيًا على الفهم والتقييم، فبقدر ما نبتعد عن التقييم العاطفي والانفعالي، نصيب كبد الحقيقة. وكي نكون واضحين: كل تقييم لا يأخذ الظروف الموضوعية التي أحاطت بالثورة بشكل خاص وسورية بشكل عام، سيبقى تقييمًا منقوصًا، وعاجزًا عن قراءة وفهم ما جرى، وما آلت إليه الثورة السورية ونتائج الصراع في سورية وعليها. فالثورة السورية التي طرحت شعارات الحرية والكرامة والديمقراطية ودولة المواطنة والقانون، كانت هي الثورة الفاضحة التي عرّت الذين وقفوا معها، قبل أن تعرّي الذين وقفوا ضدها. وبكل اختصار أقول: إن تواطؤ القوى الإقليمية والدولية التي ادعت دعمها للثورة، مع النظام بالتغاضي عن سلوكه الإجرامي، وتوقفها التام عن تأييد مطالب الشعب ودعم ثورته، أخلّ ميزان القوى لمصلحة النظام، بينما كان حلفاء النظام يزجون بقدرات هائلة ويشاركون فعليًا إلى جانب النظام في الصراع ضد شعبه”.
ورأى الخطيب أن “الأطراف الدولية والإقليمية التي ادعت دعمها للثورة لم تكن تريد لها أن تنتصر، حيث إن الكثير من الأوساط المعارضة غذت الوهمَ بوجود انحياز أميركي غربي إلى جانب الشعب السوري، بينما كانت تلك القوى في الواقع تسهل عملية تغلّب النظام على شعبه، وإحكام قبضته الحديدية عليه. ولم يكن الذين ادعوا دعمهم الثورة، ليقفوا مع ثورةٍ تنادي بالحرية والديمقراطية؛ لأن هذا الطرح يقع ضد الاستراتيجيات الاستعمارية والرجعية إزاء بلادنا. وبالتأكيد ليست دول الخليج العربي معنية بنصرة ثورة وطنية ديمقراطية، لأن انتصارها يشكّل مثالًا يحتذى لدى كل شعوب الأمة، وليست الولايات المتحدة معنية بانتصار هذه الثورة، لأن انتصار ثورة وطنية ديمقراطية سيأتي بسلطة منتخبة تعبّر عن الجماهير ومصالحها، ويهدد بالعمق أمن (إسرائيل) ومشروع الهيمنة الإمبريالي الصهيوني”.
===========================
تجمع احرار حوران :مظاهرات مهد الثورة في مطلع العام التاسع للثورة السورية توجه عشرة رسائل مهمة للداخل والخارج
منذ 7 أيام 0 305
تجمع أحرار حوران
بقلم : د.موسى الزعبي
الرسالة الأولى
أنّ الدولة العميقة وحكم العسكر انتهى ونحن اليوم بمراحل تشييع هذا النظام ومراسم دفنه ولكنه بعمر الدول يقاس بالسنوات وليس الأيام كالأشخاص
الرسالة الثانية
إلى الحاضنة الشعبية تحت سيطرة النظام عليها الإسراع بالانتفاضة واللحاق بركب الثورة للتخلص من إذلال النظام والاحتلال الروسي والإيراني اللذان يعملان على تشييع ومسخ هويتنا الدينية والثقافية
الرسالة الثالثة
إلى المعارضة التي تلهث خلف مشاركة الدولة العميقة برعاية روسيا المجرمة ودول الاحتلال بما يسمى واقعية أن الشعب الذي انتفض اليوم في حوران هو ابن الثورة وكانوا  ببداية الثورة أطفال واليوم شباب ومن ذاق طعم الحرية والكرامة والوعي لن يكسره أحد سيسقط كل من تآمر عليه واستغل وانتعل الثورة ولكن همه إسقاط النظام حاليا وبعدها لكل حسابه
الرسالة الخامسة
لا تزال مهد الثورة على العهد وأفشلت مخطط النظام وتعهده للخارج وإسرائيل  أنه بوأد مهد الثورة وتفريغها من شبابها ستخنع وترضخ سوريا جميعا فإذا الحذر يأتيه من مكمنه باندلاع مظاهرات ومقاومة شعبية من أطفال وشباب ذاقوا لذة الحرية
وإسرائيل أنهت رهانها على هذا النظام لا كما يروج بعض الضفادع تخذيلًا
الرسالة السادسة
الحفاظ على جذوة الثورة بالحد الأدنى هو تطور طبيعي بحياة الثورات ريثما ينضج الوعي الثوري والكرامة وييأس الجميع من النظام ثم تكون انتفاضة عامة وقد طال ذل النظام حتى حاضنته علاوة على دمشق الإدرية وحلب الإدارية قلب النظام ورمزه الاقتصادي والسياسي
الرسالة السابعة
المستعمر الفرنسي بقي ربع قرن واندحر ولكنه نجح بوضع حكم عسكر طائفي خليفة له ولكن الشعب اليوم أوعى من هذا المخطط كما يسوق البعض بحكم العسكر بمبادرات ممجوجة.
الرسالة السابعة
سنة 1927 م وبعد سبع سنوات من انطلاق الثورة السورية ضد الفرنسي من خربة غزالة في حوران صالحت القيادات التي صنعها الفرنسي المحتل وتم تشكيل دستور ولكن الشعب انتفض ضد هؤلاء لاحقا وعلى روسيا وإيران قراءة تاريخنا جيدا قبل التورط كثيرا.
الرسالة الثامنة
هناك جهات بالمعارضة وأحزاب تنتعل شعارات دينية وديمقراطية وبالعمق تقود ثورة مضادة لخطف انتصار الثورة فعليها التخييط بغير هذه المسلة فلو كانت صادقة لأثبتت ذلك عمليا خلال سنوات الثورة بوضع برنامج انتخابي ودستور الخمسين والتداول على السلطة وليس بأقوال تخالف الأفعال وتقليد النظام  و البعث بسلوكهم.
الرسالة التاسعة
تأخر انتصار الثورة أمر صحي وطبيعي بمسير الثورات حتى يستلم راية النصر من يحافظ على أمانة الدماء ومبادئ الثورة، ولو انتصرت قبل سنة أو سنتين أو خمسة لحكمنا من سلّم سوريا اليوم للمحتل وكشفت خيانته بالربع الساعة الأخيرة ظمأ يقال.
الرسالة العاشرة
على جميع أبناء الشعب السوري القيام بمظاهرات ضد قوى الاحتلال وخاصة روسيا وإيران ورفض اي معارضة أو هيئات تصنع بالخارج فقد ثبت بالدليل القطعي أنها جميعًا كانت لإجهاض الثورة وأي جسم لا يشكل بآلية انتخاب شفافة ومحاسبة شفافة من الشعب مباشرة  فهو مشبوه.
===========================
منظمة مجاهدي خلق :بيان صادر عن امريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن سوريا
3/16/2019
جددت ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا التأكيد على عدم تقديمها أي دعم أو مساعدة لإعادة الإعمار في سوريا إلى حين تبدأ عملية سياسية موثوقة وشاملة وحقيقية بشكل لا رجعة فيه.
وقالت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان مشترك، "إن على روسيا و"نظام الأسد"، احترام حق اللاجئين السوريين في العودة إلى ديارهم بشكل طوعي وآمن وأن تكفا عن الادعاء بأن الظروف مناسبة لإعادة الإعمار وعودة الحياة إلى طبيعتها".
كما دعت هذه الدول في بيانها كل من روسيا ونظام الأسد إلى المشاركة بجدية في المفاوضات بقيادة الأمم المتحدة واستنادا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الخاص بسوريا، لأنها - المفاوضات- وحدها القادرة على تحقيق السلام في سوريا، على حد تعبير البيان.
تفاصيل البيان
وجاء في البيان، أنه قبل ثماني سنوات خرج السوريون للمطالبة بالحرية والعدالة والإصلاح إلا أن الرد الوحشي للنظام وداعميه أدى إلى حدوث أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، وتسبب بمقتل أكثر من 400 ألف مدني نتيجة تعرضهم للتعذيب والجوع والاعتداءات واختفاء الآلاف في سجون الأفرع الأمنية التابعة له.
وأضاف أن النظام وداعميه يحاولون إقناع العالم بأن الحياة قد عادت إلى طبيعتها إلا أن على الواقع قمعهم للشعب لم ينته بعد وهناك 13 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية والكثير منهم محرومون من وصولها إليهم بسبب عراقيل النظام، إضافة إلى 11 مليون شخص باتوا نازحين وغير قادرين على العودة إلى منازلهم، مشيراً إلى زيادة حدة العنف مؤخراً في إدلب وسقوط عدد من الضحايا المدنيين بسبب الغارات الجوية.
وشددت الحكومات في بيانها على أن الحل العسكري الذي يأمل النظام في تحقيقه بدعم من روسيا وإيران لن يؤدي إلى إحلال السلام، بل إن السبيل الوحيد لإنهاء العنف والصعوبات الاقتصادية وضمان تسوية دائمة للصراع هو الوصول إلى حل سياسي تفاوضي باعتباره الكفيل الوحيد لتوفير الضمانات لجميع مكونات المجتمع السوري ودول الجوار.
ويأتي هذا البيان بمناسبة الذكرى الثامنة لاندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد، والتي بدأت شرارتها في مدينة درعا جنوب البلاد، وذلك بعد اعتقال أجهزة المخابرات أطفالاً كتبوا شعارات تطالب بالحرية على جدار مدرستهم، وقد خرج آلاف السوريين بمظاهرات حاشدة في مختلف المدن والبلدات المحررة للتأكيد على التمسك بالثورة ومبادئها والاستمرار بها حتى تحقيق أهدافها كاملة.
===========================
السورية نت :الثورة السورية الجرح المفتوح
بشير البكر
العربي الجديد
سورية جرحٌ مفتوح على اتساعه، بعد مرور ثماني سنوات من الثورة. سقط أكثر من مليون قتيل، وتهجّر حوالي عشرة ملايين، وتدمّر ثلث العمران. هل يمكن أن يكون هناك ما هو أكثر وقعاً من الأرقام؟ إذا تركنا الأرقام تتحدث وحدها، فلن يجد السوري أمامه فسحة أملٍ، في ظل تخلٍ عربي ودولي عن المسؤولية السياسية والأخلاقية تجاه هذا البلد وأهله. ولكن الثورة لا تقاس بالأرقام، لأنها حركة الشعب في التاريخ، وهي مستمرة، طالما أن الأهداف لم تتحقق.
بات في حكم العادة في كل سنة، إجراء جردةٍ للسنوات التي مضت، ومحاولة استشراف ما تحمله السنة المقبلة. في كل وقفةٍ، هناك شعور يخامر السوريين بأن السنة الآتية ربما تكون مختلفةً عن بقية السنوات التي انقضت. وعلى أرضية هذا الأمل، يبدأون ببناء أحلام بشأن اقتراب الفرج وخاتمة المأساة التي طالت، ولم تتوقف تداعياتها الكارثية، إلا أنه في كل سنة تمر ينخفض سقف الطموحات.
والثابت اليوم أنه لم يعد أحد يضع في حسابه نهاية تامّة للكارثة. وهناك إجماع بين السوريين على أن استعادة سورية كما كانت أمر مستحيل، ولكن هذا لا يمنع من الأمل بنهاية الحروب على الأرض السورية أولاً، وبعد ذلك على السوريين انتظار نوافذ أخرى، يمكن أن تنفتح على حلول. ومهما حصل، ليس أمامهم سوى استيعاب الدروس التي تعلموها على دروب النكبة. ومن هنا، فقط، يمكن لهم أن يؤسّسوا لمستقبل بلدهم.
وفي ظل الحال القائم على الأرض، لا أحد من السوريين يتوهم أن موازين القوى تبشر برحيل النظام قريباً، وذلك ليس لأنه نظامٌ تجاوز آثار الحرب، وبدأ يستعيد عافيته، وإنما لأن له وظيفة مرسومة، عليه أن يؤديها، وهذا الدور يحدّده له الروس الذين يمتلكون أوراق القوة، ويتحكّمون بمفاتيح النظام الأمنية والعسكرية والسياسية، فهم يحمون الأسد، ويؤمنون له الغطاءين، المحلي والدولي.
وسبب دفاعهم عنه هو استعادة رأس المال الذي صرفوه، من أجل إعادته إلى المشهد من جهة، ومن جهة ثانية استخدام سورية قاعدة لهم، في ظل التجاذب مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. ويكفي هنا تصريح وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بأن وزارته جربت 360 سلاحاً في سورية. وفي جميع الأحوال، لا يمكن مقارنة حجم التأثير الروسي بنظيره الإيراني الذي بات في الدرجة الثانية من حيث النفوذ، ويتراجع تبعاً للحصار الاقتصادي المضروب على إيران.
إلى ذلك، لا أحد من السوريين يصدّق أن النظام سوف يعود إلى ما كان عليه قبل ثماني سنوات. وحتى لو عادت الأجهزة التي كان يعتمد عليها، لن يكون في وسعها أن تمارس السطوة نفسها التي كانت تتمتع بها قبل الثورة، لأن السوري كسر جدار الخوف من جانب، وعلى الجانب الآخر لم يعد لدى النظام الأدوات اللازمة لتركيز أدوات الاستبداد من جديد.
وفي الوقت ذاته، لن يسمح له الروس بأن يعود إلى ماضي عهده، ومثال ذلك ما حدث في درعا أخيراً، حين حاول النظام أن يعيد نصب تمثال لحافظ الأسد في درعا البلد، وكانت النتيجة أن أبناء درعا نزلوا إلى الشارع، وهم يردّدون هتافات الثورة في أول أيامها، حين انطلقت شرارتها الأولى من حوران عام 2011. وكان جديراً بالملاحظة أن الشرطة العسكرية الروسية هي التي قامت بتهدئة الموقف، وهذا ما يحصل في المدن الأخرى.
مضت ثماني سنوات على الثورة، ولكن النظام لم يتغير ويستوعب ما حصل. ومع أنه انكسر، فقد تراجع إلى الخلف نحو زمن حافظ الأسد، في حين أن السوريين يدركون أن الحل ليس بيدهم، ولكن أي حلٍ لن يكون على هوى الأسد وروسيا وإيران.
===========================
الشرق :الثورة السورية في عامها التاسع : تحول المشهد من الصراع في سوريا إلى الصراع عليها ..!
نشر فى:       2019/03/17  اترك تعليقك
بدأ الحراك الشعبي السوري في 15 مارس / اذار من عام 2011 مطالبا بالحرية والكرامة، وأخذ طابعا جماهيريا، سرعان ما انتشر ليشمل الجغرافيا السورية بأكملها، خلال مدة قصيرة لا تتجاوز ستة أشهر، لكن نظام الأسد الاستبدادي واجه الحراك الشعبي السلمي بالقمع والقتل والاعتقال والتعذيب الوحشي.
بدأت الثورة السورية إثر أحداث مدينة درعا، حين قام أمن النظام بقيادة عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد باعتقال خمسة عشر طفلاً، وتعذيبهم بطريقة وحشية، بسبب كتابتهم شعارات تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام على جدار مدرستهم بتاريخ 26 فبراير/شباط 2011.
استمرت الثورية السورية في نهجها السلمي الجماهيري ما يقارب العام، إلى حين قيام النظام بدفعها للعسكرة، وجرها نحو العنف، من خلال إنزاله الجيش لمكافحة التظاهرات وحصار المدن، حيث رفض عدد كبير من ضباط الجيش وجنوده تصويب أسلحتهم على أهلهم وشعبهم، فبدأت الانشقاقات التي قادت إلى تأسيس الجيش الحر، وإطلاقه سراح أعضاء الحركة السلفية المعتقلين في سجن صيدنايا، ليقوم هؤلاء بتأسيس حركة مقاومة اتخذت طابعا أيدلوجيا دينيا، رفعت شعارات تراثية إسلامية، معلنين رفضهم للديمقراطية والدولة المدنية.
رفض نظام الأسد جميع النصائح العاقلة من تركيا والدول العربية، التي دعته للاستجابة لمطالب شعبه ولو بشكل تدريجي، واختار السير في ركاب إيران التي أشارت عليه ودفعته إلى إغراق الساحة بالمتطرفين لكي يقدم الدليل على أن ما يحدث هو حركة تمرد إرهابية، ثم ساعدته القوى الدولية بفتح المجال أمام الإرهاب العابر للحدود مثل “القاعدة” و “داعش” وأخواتها، فأصبح على العالم أن يختار بين نظام حكم علماني وبين خلافة إسلامية ذات طابع إرهابي.
الصراع الدولي على سورية شهدت الساحة السورية خلال الأعوام الماضية سلسلة من التحولات السياسية والمتغيرات الميدانية، بتأثير العوامل الخارجية والفواعل الدولية والإقليمية، جعلت طرفي الصراع، نظام الأسد والشعب السوري الثائر، الحلقة الأضعف في عملية /آلية القرار السوري، فتحول السوريون إلى مجرد عامل ثانوي مكمل للمشهد لا أكثر.
رغم كل شيء فإن المعطيات تشير إلى أن الصراع في سورية لن يتوقف دون تحقيق نوع من الانتقال السياسي، الذي يضمن تغيير طبيعة نظام الحكم، فيزيل الطابع الأسري للحكم المطلق، ويفتح الباب أمام عودة السوريين في الداخل والخارج لوطنهم وبيوتهم، ويطمئنهم على امكانية العودة من جديد إلى الحياة الطبيعية، ووقف الحرب الأهلية التي فجرها النظام.
المقاربة الأمريكية للأزمة السورية :
إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ سحب قوات بلاده من سورية، تسبب في خلط الأوراق واختلال الموازين، ليس في الساحة السورية وحدها بل في منطقة الشرق الأوسط عموما، حيث بدأت الدول المعنية والقوى الدولية والاقليمية مرحلة إعادة الحسابات والتموضع بناء على المعطيات الأمريكية الجديدة.
الإدارة الأمريكية تركت عملية الانسحاب من سورية ضبابية لفترة طويلة نسبيا، لكي تؤدي إلى ارتفاع حدة التجاذبات بين الأطراف الفاعلة في الساحة السورية. لكن بوادر خطة عسكرية أمريكية جديدة بخصوص الانسحاب وإدارة منطقة شرق الفرات بدأت تتبلور مؤخرا.
تتضمن الخطة العسكرية الأمريكية مشاركة الحلفاء الأوربيين إدارة شؤون منطقة شرقي الفرات وتمكين ميليشيات “قسد” من إنشاء منطقة حكم ذاتي بعيدة عن الحدود مع تركيا، رغم معارضة أنقرة الشديدة.
وتقضي الخطة الأمريكية بنشر 1500 عسكري أوروبي، مقابل نشر 200 مقاتل أمريكي.
لتقديم الدعم الاستخباراتي وعمليات القيادة والسيطرة، والقيام بمهمة الفصل بين مليشيات قسد والمنطقة الآمنة. بهذه الطريقة تحافظ واشنطن على بعض النفوذ في شمال شرق سورية، وتخفف من تبعات القرار المفاجئ بسحب قواتها من المنطقة.
في الوقت ذاته، تستمر إدارة ترامب في سياسة إضعاف إيران في سورية والعراق، سواء من خلال استهداف الطيران الاسرائيلي المتكرر للمواقع الاستراتيجية الحساسة التابعة لإيران وحزب الله اللبناني في سورية، أو من خلال إحكام الحصار الاقتصادي على دمشق.
واشنطن استخدمت الفيتو ضد محاولات إعادة النظام لشغل مقعد سورية في الجامعة العربية، كما أجهضت جهود بعض الدول العربية الرامية لتعويم نظام الأسد، وتمويل مشاريع إعادة الإعمار، بهدف الضغط على النظام للقبول بإجراء إصلاحات سياسية، وفرض مزيد من العزلة السياسية على إيران.
المقاربة الروسية للأزمة السورية :
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتاريخ 28 فبراير 2019 عن ملامح خطة عكف على إعدادها مستشاروه منذ مطلع عام 2019 ،أكد فيها سعي موسكو إلى: “إنشاء مجموعة عمل دولية تشمل جميع الأطراف المعنية، وبالدرجة الأولى القيادة السورية، وربما المعارضة ودول المنطقة، وجميع المنخرطين في النزاع، وستتولى المجموعة مهمة الاستقرار النهائي بعد القضاء على جميع بؤر الإرهاب”. وأضاف بوتين أن الخطة تتضمن: “سحب جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية واستعادة مؤسسات الدولة السورية مع الحفاظ على وحدة أراضيها”.
بعد الإعلان عن تلك الخطة بادرت موسكو إلى تكثيف دبلوماسيتها لحشد التأييد الإقليمي، لكن محاولات الروس إقناع الدول الخليجية بتوفير التمويل اللازم لنظام الأسد مقابل تعهد موسكو بكبح النفوذ الإيراني في سوريا باءت بالفشل.
كما تواجه الخطة الروسية عقبات دولية تتمثل في عزم واشنطن ملء الفراغ الناتج عن انسحابها بترتيبات بديلة تضمن عدم استئثار موسكو بالنفوذ، وتعمل في الوقت نفسه على إذكاء الصراع بين موسكو من جهة وأنقرة وطهران من جهة أخرى، حيث تثور الشكوك من حقيقة نوايا بوتين الذي يعمل على إقصاء حلفائه تحت بند ”خروج القوات الأجنبية“ بهدف الاستئثار بغنائم المعركة، وخاصة فيما يتعلق بالثروة النفطية.
إيران .. تصعيد في سورية لتخفيف الضغوط الأمريكية
يسود الاعتقاد في طهران أنه بات من الضروري نبذ السياسات التصالحية مع الغرب التي تبناها الرئيس روحاني ووزير خارجيته ظريف، وتبني استراتيجية شبيهة بالنهج الكوري الشمالي الذي فرض فيه “كيم جونغ أون” نمطًا مغايرًا للتعامل مع واشنطن من خلال سياسة تصعيدية في مجال تطوير البرامج النووية والصاروخية.
ويرى مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي والمحيطون به ضرورة سلوك النهج الكوري في عملية التوصل إلى تفاهمات مع الغرب عبر اللجوء إلى استراتيجية الردع، حيث تستطيع إيـران تهديد المصالح الأمريكية في الخليج العربي والبحر الأحمر وكذلك في العراق وسورية، بالإضافة إلى إسرائيل التي يرى قائد ”فيلق القدس“ قاسم سليماني ضرورة نشر منظومات صاروخية في مواجهتها جنوب سورية وغرب العراق للتفاوض من موقع قوة.
وعلى وقع الجهود الميدانية الروسية لتقليص النفوذ الإيراني في دمشق؛ تتنامى الشكوك الإيرانيةُ فيما ينظر إليه على أنه محاولات روسية لتجاوز إيران التي دفعت ثمنًا باهظًا لإبقاء بشار الأسد، والاستئثار بامتيازات الغاز والنفط ومناجم الفوسفات، حيث كانت إيران ترغب بالحصول على حقوق التنقيب على النفط والغاز في المنطقة الممتدة من جنوب شاطئ طرطوس إلى محاذاة مدينة بانياس وحقل قارة في حمص، لكن النظام عدل عن تعهداته لإيران ومنحها للشركات روسية.
الاتهامات المتبادلة بين موسكو وطهران وصلت ذروتها عندما اتهم رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحات بيشه، الحليف الروسي بالتواطؤ مع الهجمات الإسرائيلية ضد المواقع العسكرية الإيرانية في سورية.
الرد الروسي على الاتهامات الايرانية لم يتأخر، حيث صرح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، لقناة سي إن إن موضحا : “أن روسيا ليست حليف إيران في سورية”، وأن الطرفان يعملان معًا في إطار مباحثات أستانة فقط، مؤكدًا أن: “إسرائيل تعتبر أولوية لروسيا”، ومنتقدًا، في الوقت ذاته، “أجندة إيران المعادية لإسرائيل” .
التجاذبات الايرانية الروسية لم تقف عند حدود التصريحات، بل تعدتها للمواجهات العسكرية بين وكلاء الطرفين في سورية، حيث وقعت مواجهات عسكرية تمثلت في اشتباك الفيلق الخامس الموالي لروسيا مع الفرقة الرابعة المدعومة من إيران، مما دفع طهران لتحريك نحو عشرة آلاف مقاتل من ”الحشد الشعبي“ باتجاه الحدود العراقية-السورية لتعزيز وجودها جنوب غربي البلاد.
تركيا .. وحدة سورية صمام الأمان لأمنها الاستراتيجي
لا تبدو التطمينات التي تقدمها واشنطن لأنقرة كافية لبناء الثقة بين الطرفين، حيث لم يقدم الطرف الأمريكي أي سيناريو من شأنه إزالة مخاوف أنقرة حول مصير الأسلحة الثقيلة التي تم تسليمها لميليشيات قسد. كما أنه لا يوجد أتفاق حول هوية وطبيعة وحجم القوات التي ستتولى مهمة حفظ الأمن في المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها في الشريط الحدودي بين تركيا وسورية.
أنقرة تؤكد على ضرورة أن تكون المنطقة الآمنة في سورية بعمق ٣٠ كيلومترًا من الحدود مع تركيا، وبإشرافها وإدارتها، ولن توافق على منح السيطرة على هذه المنطقة لأي جهة أخرى.
تشعر أنقرة بالغضب والشك إزاء رفض بوتين طلب الرئيس أردوغان السماح بدخول القوات التركية إلى الشمال السوري، فضلا عن التصعيد الروسي في إدلب وضغطها على أنقرة لإحياء اتفاق ”أضنة“ بهدف منع تمرير مشروع المنطقة الآمنة من جهة، وحمل تركيا على إرجاع العلاقات مع نظام دمشق من جهة ثانية.
وفيما يتلاشى الدور التوافقي لأستانة على وقع خلافات الضامنين، يسود القلق لدى أنقرة من إمكانية توافق واشنطن وموسكو على خطة مشتركة لشرقي الفرات وغربيه في معزل عنها، الأمر الذي دفعها لتنسيق مواقفها مع طهران، حيث أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو عن شن عملية عسكرية بالتعاون مع إيران ضد منظمة بي كا كا الارهابية، وقد تشهد الأيام المقبلة مزيدا من التقارب التركي-الإيراني لمنع مشروع الحكم الذاتي الانفصالي، وتحجيم طموحات موسكو بإبعاد شركائها عن المشهد السوري.
لا سلام في سورية إلا عبر الانتقال السياسي
انحسار العمليات القتالية، وتراجع قوى الثورة ميدانيًا، لا يعني انتهاء الثورة السورية، ولا يعني هزيمة مؤسساتها أو انتصار النظام عليها، بل تشير إلى الانتقال من مرحلة لها طبيعتها وأدواتها، إلى مرحلة أخرى مختلفة عنها، لها معطياتها وأدواتها، حيث يتحول المشهد السياسي للثورة من مرحلة ”الهدم“ إلى مرحلة ”البناء“، في حين يواجه نظام الأسد تحديات سياسية واقتصادية ودبلوماسية لم يشهدها من قبل.
المشروع الروسي لإعادة تأهيل النظام، محكوم بالفشل حتى لو اعترفت به بعض الدول، لأن نظام الأسد لم يعد نظام حكم، فهو لا يملك أي عنصر من عناصر الدولة والسلطة الوطنية والقانون، فقد تحول إلى تجمع مافيات مسلحة متنازعة، نزاعها مرشح للزيادة بسبب تضارب مصالحها.
لا تشير المعطيات الحالية إلى تغيير دراماتيكي يمكن أن يحصل في الأشهر القادمة، حيث التجاذبات حول تشكيل اللجنة الدستورية قائمة، والجهود مستمرة لإيجاد حل سياسي بين النموذج الذي تريده موسكو ويضمن لروسيا السيطرة الكاملة على سورية والإشراف الكامل أيضا على الحل السياسي فيها، سواء ببقاء الأسد أو بتغييره، لكن بشروط تضمن له الخروج الآمن مع الحفاظ على نظامه مع بعض التعديلات التجميلية، وبين النموذج الذي يهتدي بالقرارات الدولية التي تفضي إلى انتقال سياسي يغير من النظام القائم، سواء بإعادة توزيع السلطات بين المؤسسات السورية وفي مقدمها سلطات الرئيس، والاعتراف بحد أدنى من الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وبالتالي ضمان الحد الأدنى من حكم القانون والقضاء العادل والحريات الاساسية والمشاركة الشعبية في الحكم.
لا سلام في سورية ولا استقرار إلا عبر الانتقال السياسي، الذي يقتضي بالضرورة نهاية مرحلة وبداية أخرى، وهذا معناه نهاية حكم عائلة الأسد إلى الأبد.
===========================
المجلس الاسلامي السوري :بيان بشأن استكمال الثورة السورية عامها الثامن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الثورة السورية أتمت عامها الثامن ودخلت عامها التاسع، وتقدم كل يوم تضحيات، وتحقق في مقابل ذلك مكتسبات، وتدفع الأثمان الباهظة لينال السوريون حريتهم ويتخلصوا من أعتى وأقسى نظام عرفه التاريخ الحديث، والمجلس الإسلامي السوري بهذه المناسبة يؤكد على ما يلي:
أولاً: إنّ الثورات تعد مدارس في حياة الشعوب، تكسب الشعوب وعياً وصلابة، فتصحح المسار، وتنفض الغبار، وتبعث الأمة من جديد، ولا عجب إنْ طال أمدها، وتعقدت مسائلها، وزادت تضحياتها، فهذه طبيعة الثورات التي سطر التاريخ صفحاتها، وجلّى المفكرون مراحلها، وبينت السنن الإلهية التي بثها الله في كتابه الكريم شروط نجاحها، فمن جملة ذلك قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) وذكر لنا القرآن نماذج بشرية عانت من طغيان الظالمين فكانت العاقبة للمتقين، والاستخلاف والتمكين لأهل العدل والإصلاح، قال تعالى (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ)
ثانياً: إنّ من سنن الله التي تكون قبل النصر والتمكين، سنة الابتلاء والتمحيص، ليتبين الصادق من الكاذب، والانتهازي من المخلص، قال تعالى (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) ومما لا يخفى على أحد أنْ طول أمد هذه الثورة جعلها كاشفة وفاضحة، على المستويين الداخلي والخارجي، فعلى المستوى الداخلي عرّت الثورة بطش النظام المجرم وممارساته القمعية وفضحت عصاباته ولصوصه الذين سرقوا قوت الأمة وتركوا الشعب يعيش في أدنى درك من الفقر والعوز، وصار كل شيء عند النظام سلعة للبيع والتجارة، وفضحت الثورة الشعارات البراقة التي كان النظام يخدع بها البسطاء والسذج من أبناء أمتنا، وسلب لأجلها الأموال، وصادر الحريات، وابقى الشعب رازحا لعقود تحت نير حالة الطوارئ، كل ذلك تحت شعار (الممانعة والمقاومة) فلم تعد هذه الشعارات الرنانة تخدع أحداً، وفي الطرف الآخر هناك كثيرون ممن تسلقوا على أكتاف الثورة، وعبثوا بمقدراتها وتاجروا بشعاراتها، من الغلاة والانتهازيين، واليوم بدؤوا يتساقطون الواحد تلو الآخر، ولفظتهم الثورة وتطهرت من دنسهم، وعلى المستوى الخارجي فقد تعرّت كثير من الأنظمة، فعلى سبيل المثال لا الحصر “جمهورية إيران الإسلامية” التي رفعت شعار رفع الظلم عن شعوب العالم فضلاً عن الشعوب الإسلامية، وتاجرت بالشعارات الأخرى البراقة التي انخدع بها كثير من شباب الأمة ومثقفيها، فقد وقف ملالي إيران مع الطاغية ضد الشعب، ومع الظالم ضد المظلوم، وثبت لكل المسلمين أنها دولة طائفية عنصرية مجرمة، فجيش القدس يرى أنْ طريق القدس يمر فوق جثث أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في حوران وغوطة دمشق وأرياف ومدن الشمال.
ثالثاً: إنّ هذه المنطقة التي هي مهد النبوات، وملتقى الحضارات، حباها الله موقعاً جغرافياً فريداً، يربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، وفيها عقد طرق التجارة وممرات النفط، كل هذا جعل منها مسرحاً للتنافس الدولي والحروب الباردة والمستعرة، مما عقد فيها الصراع، وجعل دول العالم تبحث عن مصالحها بعيداً عن مصلحة شعبنا السوري وآلامه وعذاباته، وكذلك إضعاف المنطقة لمصلحة دولة الاحتلال “إسرائيل” وإشغال المنطقة باستمرار لمنع مسارات التنمية فيها، وجاءت الثورة لتفضح شعارات حقوق الإنسان والعدالة والحرية وتقرير المصير، التي تتغنى بها الدول المتقدمة -المتحضرة- والمنظمات الدولية، فقد غدت قراراتها سيفاً مسلطاً على الضعفاء، وذريعة تستخدم لابتزاز من يراد نهشه واقتسام كعكته.
رابعاً: في كل هذه الظروف لا بد لشعبنا أنْ يخط طريقه، ويمضي نحو هدفه، ضمن الثوابت التي وضعها لنفسه في ثورته، لا لبقاء نظام الرعب والطغيان وأجهزته الأمنية والقمعية، نعم لوحدة سوريا أرضاً وشعباً، ولقيام حكم عادل رشيد يعبر عن خيارات وتطلعات شعبنا السوري في العيش المشترك، ودولة المواطنة القائمة على الحقوق والواجبات ومبدأ تكافؤ الفرص، وتحقق الحماية والكفاية لمواطنيها، لا بد من العمل الجاد المنظم الحر الذي يرعى أهدف الثورة ويحافظ على مشاريعها، ويبني على خبراتها التي دفع شعبنا ثمنها دماً وسجناً وتعذيباً وتشريداً، وقد علمتنا السنن وأخبرنا التاريخ أنه لا بد أنْ تنتصر إرادة الشعوب على الطواغيت وأعوانهم من المستعمرين والمعتدين
وفي الختام نتواصى جميعاً بأنْ نواصل السير في قافلة العدالة والحرية والكرامة، وألا نخضع لطاغية العصر ومن يقف وراءه، ونوصي شعبنا في كل أصقاع الأرض، داخل سوريا وخارجها، بالتراحم والتعاطف والتآزر، فالراحمون يرحمهم الرحمن، وأنْ يشدّوا أيديهم بأيدي بعض، ويرصوا صفوفهم، ويثبتوا على حقوقهم ومطالبهم العادلة، وما النصر إلا صبر ساعة، والعاقبة للمتقين، وستكون الدائرة بحول الله على الطغاة والمجرمين، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
10 رجب 1440 هــ الموافق 17 آذار 2019 م
===========================
مصراوي :مع بداية عامها التاسع.. هل تنطلق ثورة دموية جديدة في سوريا؟
11:32 م الخميس 14 مارس 2019
كتب - هشام عبد الخالق:
في الوقت الذي تدخل فيه الحرب الأهلية السورية عامها التاسع، تحوم موجة جديدة من العنف حول المدنيين في شمال البلاد.
وتقول صحيفة "الإندبندنت" في تقرير لها الخميس، إنه على مدار العام الماضي، استطاعت الحكومة السورية استعادة السيطرة على جميع المناطق التي سيطرت عليها المعارضة في الجنوب، وأمّنت موقف الرئيس بشار الأسد، وكل ما تبقى من المعارضة يتمركز الآن في محافظة إدلب وأجزاء من حلب.
وفي تلك المناطق، استولت ميليشيا مسلحة، لا تبدي أي اهتمام يذكر بأهداف الثورة السورية الأصلية، على مناطق القوة، وتستعد للدخول في معركة مع الجيش السوري وحليفه الروسي.
ويقول الجيش السوري، إنه يرد على الهجمات المتزايدة التي تشنها جبهة تحرير الشام، المصنفة إرهابيًا في عدة دول وتربطها صلات بتنظيم القاعدة، والتي أصبحت بعد عدة اشتباكات مع مجموعات معارضة أخرى، القوى المسيطرة في إدلب، وتتحكم في معابر الحدود في المنطقة.
ولتوطيد قوتها، لجأت هيئة تحرير الشام لنفس الطرق القمعية التي استخدمها نظام الأسد، وقامت ضده الثورة في البداية، مع فرض نطاق أمني واعتقال من يطالبون بتطبيق مثل الثورة الديمقراطية.
وتتهم الهيئة أيضًا بالوقوف وراء اغتيال العديد من الناشطين المعروفين، ومنهم رائد فارس وحمود جنيد، اللذين كانا يديران محطة إذاعية محلية تحدثا فيها ضد الميليشيا.
وتقول الصحيفة، إن المئات قُتلوا في الهجمات التي تشنها الحكومة السورية بمساعدة من الجيش الروسي على مناطق "خفض التصعيد" في إدلب خلال الشهرين الماضيين، وفر أكثر من 40 ألف آخرين من منازلهم للهروب من القتال.
وحذرت مجموعات الإغاثة المتواجدة على الأرض من أن المخيمات أصبحت تمتلء بضعف طاقتها الاستيعابية الآن، حيث أصبحت إدلب الآن موطنًا لأكثر من 3 ملايين شخص، نصفهم من المهجرين الذين قدموا من أماكن أخرى في البلاد.
ويقول ناصر حامد، الرئيس التنفيذي لمنظمة الإغاثة الإسلامية التي تعمل في إدلب: "يوجد شعور كبير بالذعر في إدلب الآن، حيث يتم إغلاق المرافق الصحية بالقوة، ويموت الناس أو يعانون من آلام حادة لأنهم لا يستطيعون الحصول على العلاج".
ويضيف حامد، مرة أخرى، يجد المدنيون المحاصرون أنفسهم تحت هجوم من جميع الجبهات. مشيرًا إلى أن الناس -أينما كانوا، وبغض النظر عمن يسيطر عليهم- يجب أن يحصل الناس على الرعاية الصحية اللازمة لحياتهم، ويجب على المجتمع الدولي أن يكثف جهوده لضمان استمرار وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين يمرون بأزمات هناك.
وتخاطر المنظمات الإغاثية، بحسب الصحيفة، بوقوع المساعدات في أيدي هيئة تحرير الشام إذا ما أرسلوها عبر المعبر الذي تسيطر عليه قواتهم.
وشهد يوم الأربعاء أسوأ عملية قصف منذ أسابيع، بعد أن استهدفت القوات الروسية والسورية الحكومية ريف إدلب والمدينة نفسها، ويقول عبد الكافي الحمدو، أستاذ جامعي يعيش في إدلب: "كان الأمر كارثي، كل شيء في المدينة كان يتم قصفه".
وأضاف للصحيفة، أنها مدينة مزدحمة، ستكون الضحايا بالعشرات، الناس خائفين حقًا.
ويخشى العديد من الأشخاص في إدلب من أن الهجوم الحكومي على المدينة أصبح أمرًا حتميًا، بعد أن تم إيقاف الخطة التي وضعتها الحكومة لاستعادة السيطرة على المدينة، بعد اتفاق توصلت إليه مع روسيا وتركيا، ولكن حذرت الأمم المتحدة من أن "هجومًا عسكريًا كبيرًا على المدينة من شأنه أن يخلق أسوأ أزمة إنسانية عرفها العالم في القرن الحادي والعشرين".
ويقول أحد سكان المدينة، الذي رفض ذكر اسمه، كنا خائفين فيما مضى من الحديث ضد هيئة تحرير الشام، فأي شخص يتحدث بطريقة ديمقراطية في نظرهم مجرم، ولكن الآن، أصبحنا أكثر خوفًا بسبب قصف النظام وروسيا.
وتقول الصحيفة، روسيا الآن بعد دخول الحرب السورية عامها التاسع، في نفس الوضع الذي كانت عليه منذ بداية الحرب، حيث يلعب العنف الشديد والقمع دوران أساسيان في أغلب أنحاء الدولة، وعلى الرغم من جهود الحكومة، فإن الظروف الأصلية المسببة لاضطرابات البلاد لا تزال قائمة.
الأسبوع الماضي، تظاهر المئات في مدينة درعا، "مهد الثورة"، ضد إقامة تمثال جديد لوالد الأسد الراحل حافظ. وفي تلك المدينة، قبل ثماني سنوات، بدأت الاحتجاجات السلمية ضد حكم الأسد، قبل أن تمتد إلى بقية البلاد، ومثلت احتجاجات الأسبوع الماضي، أول مظاهرة سلمية واسعة النطاق في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وتأتي على الرغم من الحملة واسعة النطاق في الجنوب.
كانت الحكومة السورية استعادت السيطرة على درعا في منتصف العام الماضي، وعلى الرغم من الاتفاقات العديدة التي تم إبرامها مع عدد من الثوار، إلا أن الأوضاع عادت لما كانت عليه، وبحسب تقرير لمجموعة الأزمات الدولية، فإن "عند استعادة الحكومة السورية السيطرة على المدينة، اعتقل النظام مئات من المعارضين السابقين والمدنيين حتى لو لم يكن لديهم سجل في المعارضة المسلحة.
وأضاف تقرير المنظمة، أن هذا النهج سيعيق جهود الحكومة للاحتفاظ بالسيطرة على البلاد بأسرها، بعد أن أعربت عن رغبتها في ذلك، وأشار التقرير إلى أن "طالما الوضع في الجنوب لم يتحسن بشكل كبير، فلن يعود اللاجئون والمشردون داخليًا بأعداد كبيرة، خوفًا من البطالة والتشرد والاعتقال التعسفي".
وأوضحت الصحيفة، أنه في أماكن أخرى من سوريا، تتحرك الأحداث بسرعة كبيرة خارج سيطرة الحكومة، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الآن على ثلث مساحة البلاد، كما أنها تحارب للقضاء على بقايا تنظيم داعش..
وعلى الرغم من بعض الدلائل التي تشير إلى أن الإدارة التي يحكمها الأكراد وتتحكم في المنطقة، ستسعى إلى المصالحة مع دمشق، فإن عدم اليقين بشأن مستقبل الوجود الأمريكي في البلاد قد جعلهم أكثر حذرًا، بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب انسحابه بشكل مفاجئ من البلاد في ديسمبر، لكن لم يستقر الأمر بعد منذ ذلك الحين.
وتقول الصحيفة في ختام تقريرها: "على الرغم من التوقعات القاتمة للكثيرين في جميع أنحاء سوريا، إلا أن ثمان سنوات من الحرب لم تقضِ على الأفكار ولا الغضب اللذان دفعا الملايين إلى الشوارع".
===========================
الايام :سوريون يطلقون عدة هاشتاغات بمناسبة الذكرى الثامنة للثورة السورية
بتاريخ: مارس 16, 2019  14 0
أطلق الناشطون السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي عدة هاشتاغات، منها: #ثورة_حتى النصر – #الثورة_مستمرة-#يوم_الغضب_السوري -#الثورة_السورية – #ذكرى_انطلاق_الثورة_السورية، بمناسبة الذكرى الثامنة لانطلاق الثورة السورية.
أكّد الناشطون من خلال الهاشتاغات استمرارهم في الثورة السورية حتى تحقيق أهدافها المتمثلة بإسقاط الأسد، وعبّروا عن تمسكهم بمطالب الحرية والديمقراطية.
ونشر السوريون صوراً وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، وثقت تظاهراتهم السلمية وشعاراتهم التي طالبت بالحرية وإسقاط الديكتاتورية من خلال الأعوام الثمانية الماضية، وصوراً لتظاهرات جرت أمس الجمعة في الداخل السوري والخارج.
سلط الناشطون الضوء على استمرار الجرائم التي ارتكبها النظام، لقمع ثورة الكرامة، إذا تابع النظام قتل المدنيين السوريين بالقنابل والأسلحة الكيماوية واعتقالهم.
وبحسب الناشطون إنّ محاولات النظام وحلفائه لإنهاء الثورة السورية باءت جميعها بالفشل، وأكّدوا على إصرارهم لبناء وطن حرّ حيث يعيش السوريون كلهم بكرامة، ويحاسب المجرمون على جرائمهم.
وذكّر ناشطون بخمس مبادئ أساسية للثورة السورية، وهي:
1- إسقاط بشار الأسد وكافة أركان نظامه، وتقديمهم للمحاكمة العادلة.
2- تفكيك أجهزة القمع الاستخباراتية والعسكرية، وبناء أجهزة أمنية وعسكرية على أسس وطنية نزيهة، مع المحافظة على مؤسسات الدولة الأخرى، وتحرير المعتقلين من سجون النظام.
3- خروج كافة القوى الأجنبية والطائفية والإرهابية من سـوريا.
4- الحفاظ على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا واستقلالها وسيادتها وهويـة شعبها.
5- رفض المحاصصة السياسية والطائفية، ورفض أي محاولة للمساس بها تحت أي مسمى كان، واعتبار من يسعى لذلك عدواً للشعب السوري والثورة السورية.
===========================
علامات اونلاين :المجلس الإسلامي”: الثورة السورية فضحت شعارات حقوق الإنسان الغربية
9:55 م - 2019-03-17    سلايد, عربي
علامات أونلاين- وكالات
أكد المجلس الإسلامي السوري، الأحد، أن ثورة بلاده وهي تدخل عامها الثامن، فضحت شعارات حقوق الإنسان والعدالة والحرية، التي تتغنى بها الدول الغربية.
جاء ذلك في بيان اطلعت الأناضول على نسخة منه، اليوم الأحد، نشره المجلس الذي يضم علماء دين ينتمون للمعارضة السورية.
وأضاف البيان أن “الدول الغربية غدت قراراتها سيفاً مسلطاً على الضعفاء، وذريعة تستخدم لابتزاز من يراد نهشه واقتسام كعكته”.
ورأى البيان أن “إضعاف المنطقة لمصلحة دولة الاحتلال الصهيوني، وإشغال المنطقة باستمرار لمنع مسارات التنمية فيها”.
وشدد المجلس على أن “الثورة عرّت بطش النظام المجرم وممارساته القمعية، وفضحت الشعارات البراقة التي كان النظام يخدع بها البسطاء والسذج من أبناء أمتنا”.
ويصادف 15 مارس من كل عام ذكرى اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد عام 2011.
وبدأ الحراك الشعبي السوري مطالبا بالحرية والكرامة، قبل أن يتخذ طابعا جماهيريا سرعان ما انتشر ليشمل جميع أنحاء البلاد.
لكن النظام السوري واجه الحراك الشعبي السلمي بالقمع والقتل والاعتقال والتعذيب الوحشي، وتسبب بمقتل وجرح مئات الآلاف وملايين النازحين واللاجئين.
===========================
القدس العربي :حصاد 8 سنوات للثورة السورية
14 - مارس - 2019
  د. بدر جاموس
خلال ثماني سنوات استثنائية من تاريخ سوريا والمنطقة عشنا وعاش العالم معنا سلسلة من الأحداث والتطورات المترابطة والمتراكبة، أحداث فاجأت البعض وفاقت توقعات آخرين، ورغم أن الثورة السورية انطلقت في إطار الربيع العربي، إلا أنها جاءت أيضاً كحدث مفاجئ لم يجرؤ كثيرون على توقعه، نظراً لما يعرفونه عن نظام عائلة الأسد وقدرته على الإجرام والتوحش.
على طول الطريق واجهت الثورة السورية التحديات والصعوبات منذ انطلاقها وتطورها من مرحلة النشاط والعمل السلمي إلى مرحلة النضال المسلح والتدخلات الخارجية وصولاً إلى تحول القضية إلى ملف ذي أبعاد إقليمية ودولية مترامية تتشابك فيها مصالح مختلف الأطراف بأشكال تدفع البعض للحيرة.
أي محاولة حيادية لسبر وقائع السنوات الثماني لن تتمكن من تجنب الحديث عن قمع النظام وعن وحشيته وعن تحالفاته وعن داعميه، لن يمكنها أن تتجاوز الخسائر البشرية الهائلة، مئات آلاف الشهداء والضحايا، الجرحى والمعوقين، وعشرات آلاف المعتقلين، لن تغيب عنها صور القصف الجوي والبراميل المتفجرة والدمار الرهيب للمدن والبلدات والقرى، ولا مشاهد الحصار الخانق ولا قصص اللاجئين والمهجرين المؤلمة.. ولا الجروح العميقة والصدمات النفسية التي طالت النسيج الاجتماعي.
إن قراءة وفهم الوقائع والمعطيات من مختلف الأوجه تمثل ضرورة لا بديل عنها لتعزيز قدرة السوريين على المساهمة في التحكم بالمسار وبالنتائج، لذلك لا بد أيضاً من دراسة الجوانب التي أخفقنا فيها نحن أيضاً.
علينا آن نأخذ في عين الاعتبار أننا لا يمكن أن نعيد الكرة ونبدأ من الصفر في كل مرة، بل أن نتابع ونستمر في البناء فوق ما تم إنجازه، ونتجاوز الأخطاء بقدر المستطاع، وأن نقوم بتقويم أدائنا والمبادرة إلى التعامل مع المشكلات من خلال إحساس كل شخص بمسؤوليته وبدوره.
لكن إدراك ومراجعة دورنا ومسؤولياتنا لا يمنعنا من توضيح مسؤوليات الآخرين ودورهم المحوري في وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، كثير من الثوار ضحوا بأنفسهم وبذلوا كل ما في استطاعتهم لتوثيق انتهاكات النظام وجرائمه وقمعه ووحشيته من أجل إيصالها إلى العالم، متصورين أن مجرد وصول تلك الصور والمقاطع سيحرك العالم وسيجبر المجتمع الدولي على التدخل لإنقاذ المدنيين ودعم حقوق الشعب السوري.
لكن الأمور لم تسر على ذلك النحو، ولا يزال المجتمع الدولي حتى اليوم يعاني من الشلل وعدم الجدية في مواجهة الواقع الذي جره نظام الأسد على المنطقة والعالم. ولا يدركون حقيقة المخاطر التي ستترتب على عدم دعم العملية السياسية بالطريقة الصحيحة أو ترك النظام وداعميه يتحكمون في إيقاعها وتشتيت مساراتها والاستمرار في أخذ طرق التفافية حولها.
لم يقتصر الأمر على عدم الجدية، فكثير من الدول عمدت إلى التخلص من متطرفيها عبر إرسالهم وتجميعهم في سورية، أو على الأقل غض الطرف عن تحركاتهم، وأصبح السوريون في صراع متعدد الجهات، يواجهون إرهاب الأسد وإرهاب الميليشيات الطائفية المتحالفة معه من جهة، وإرهاب المتطرفين من جهة أخرى.. وقد أثر ذلك كثيراً على بوصلة العمل المسلح، وساهم في تشتيت الجهود وخلط الأوراق وتأخير وصولنا لمبتغانا وتحقيق أهدافنا.
وفي الوقت الذي توجهت فيه قوى الثورة والمعارضة وآمنت بإمكانية إنجاح حل سياسي حقيقي، انهمك النظام وحلفاؤه في إجهاض الحل السياسي، وتجاوز الاستحقاقات القانونية والدولية والسياسية المتعلقة بالحل العادل في سوريا.
لقد ضرب النظام عرض الحائط بجميع قرارات مجلس الأمن وكل المبادرات الدولية، ولم يلتزم بأي وقف للعمليات العسكرية، واستجلب ميليشيات أجنبية طائفية ومرتزقة إيرانيين ليرتكبوا المجازر والجرائم بمنتهى الوحشية.
منذ تأسيسه اعتمد نظام الأسد منهج الإرهاب الموجه ضد الشعب، حملاته الهمجية على الغوطة الشرقية والغربية ودرعا وحمص وحلب وباقي مدن وبلدات سورية كانت إعلانات صريحة وواضحة أنه ليس في حالة تفاوض ولا يفكر بأي حل سياسي، بل يريد قتل فرص هذا الحل وإجهاض أي مسار يمكن أن يفضي إليه.
يدرك السوريون أن المجتمع الدولي مسؤول بشكل أو بآخر عما وصلت إليه الأوضاع في بلدهم، لم يكن النظام ليتجاوز كل الخطوط الحمراء الواحد تلو الآخر، لو لا إدراكه بأن فشكل المجتمع الدولي في صون الخط الأحمر الأول لن يكون الأخير. وأن قتل المدنيين بالرصاص.. لن يختلف عن قتلهم بالبراميل ولا تحت سياط التعذيب.. ولا بالأسلحة الكيميائية.
حرب الإبادة الجماعية والاعتداءات الهمجية على أهالي الغوطة ما كانت لتقع لو لا المواقف الدولية الهزيلة ولولا سكوت الدول «الراعية» للحل السياسي. العنصر الرئيسي في خطة النظام استند إلى مجتمع دولي متردد. هذا الواقع هو ما يدفعنا إلى القول بأن الخلل في مسار العملية السياسية يقوم على عنصرين رئيسيين: الأول هو رفض النظام للدخول في عملية تفاوضية حقيقة، والثاني هو فشل المجتمع الدولي في فرض الحل السياسي، وإذا كان رفض النظام أمراً متوقعاً ويصعب تعديله من دون الضغط الدولي، فإن فشل المجتمع الدولي أمر قابل للتغيير ومن الممكن في حال النجاح في التأثير عليه أن يتم من خلاله فرض ضغوط حقيقية على النظام لتلجمه وتجبره على الرضوخ.
وإذا سلمنا أن التدخلات الدولية باتت أمراً واقعاً على الساحة الدولية المعاصرة، وأننا نعيش في عالم مترابط أشبه بكتلة واحدة تتأثر أجزاؤها وتؤثر ببعضها البعض، فإننا النتائج التي ستترتب على أي محاولة لإعادة فرض النظام أو ترك جرائمه دون عقاب ستكون شديدة الخطورة، فهي ستكرس حالة الظلم وستفتح الباب أمام عالم يمارس فيه مجرمو الحرب جرائمهم دون خوف من أي عواقب، أمر يجب على أن نستمر في تحذير المجتمع الدولي من عواقبه وتأثيره على مصالحه وينطلق منه نحو الحل السياسي النهائي في سوريا. خيار السوريين هو الحرية والكرامة والعدالة، ثورتهم مستمرة ورهانهم يقوم على الالتزام بمبادئهم وتطلعاتهم مقابل رهان الطرف الآخر على الإجرام والخيانة والقتل والتعذيب والتهجير والحصار والأسلحة الكيميائية.
صمود السوريين كان العامل الأهم في مواجهة ماكينة القتل التي يشغلها النظام والميليشيات الإيرانية والقوات الروسية، وهذا هو الجانب الذي نراهن عليه، وهو الذي يجب أن يستمر على المستوى السياسي والثقافي والاجتماعي، صمودنا والتفافنا حول أهداف الثورة الرئيسية، هو أكثر ما يخشاه أعداؤنا، إنها هذه الروح التي تتجدد في قلوب الثوار، وهذه القدرة المتكررة على التكيف مع أصعب الظروف.
ملايين السوريين في المناطق التي أعيد فرض استبداد نظام الأسد فيها ما زالوا يتوقون للحرية ويؤمنون بحقهم بالكرامة والعدالة، وما زالت الرؤية التي ثاروا من أجل تحقيقها ماثلة أمام أعينهم: وطن حر يحترم الإنسان ويرعى تطلعاته وحقوقه، يدفعه للنمو والإبداع، وطن يتوق أهله للعيش فيه لا للفرار منه.
يمثل هؤلاء السوريون دعامة من دعامات الثورة، وركنا من أركان انتصارها، إلى جانب جميع السوريين في الداخل والخارج، إني أدعو جميع السوريين في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا إلى الاستمرار في الحراك الداعم لأهداف الثورة بما هو متوفر من أدوات ووسائل، ومنحها الأولوية القصوى من الاهتمام والمشاركة والدفع من أجل توحيد الجهود.
إن تحريك عجلة المجتمع الدولي يعتمد علينا وعلى إصرارنا وكفاحنا… الجهود المستمرة التي نبذلها هي صاحبة الكلمة النهائية، جهود المواطنين العاديين في عملهم وصمودهم وكفاحهم من أجل الحياة الكريمة، جهود منظمات المجتمع المدني وأفكارها الإبداعية المستمرة.. جهود المجالس المحلية.. وكذلك الجهود التي تبذلها الحكومة السورية المؤقتة من خلال وزاراتها ومديرياتها في مختلف المناطق.. هذه الجهود بالتضافر مع الجيش الوطني السوري، هي صاحبة الكلمة الفصل.
اليوم، يمكننا، نحن السوريين، أن نمسك بزمام الأمور مجدداً، أن نحدد مصيرنا بأنفسنا، أن نتحرك في إطار الممكن، وأي دعم نتلقاه إنما يتوقف على الجهود التي نبذلها نحن أولاً، فإذا ما تعاوننا ووضعنا ثقتنا في المكان المناسب فإن النتائج ستكون في صالحنا. عملنا المستمر هو كل ما يمكننا أن نراهن عليه.
 
نائب رئيس الائتلاف
===========================
الجسر :بيان غربي مشترك بمناسبة ذكرى الثورة السورية
أصدرت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا بياناً مشتركاً في الذكرى الثامنة للثورة السورية أعربت فيه عن وقوفها إلى جانب الشعب السوري.
وأكدت الدول الأربع دعمها لمطالب السوريين في الحرية والعدالة، مشيرة إلى أن رد النظام الوحشي أسفر عن أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، وأدى لمقتل 400 ألف رجل وامرأة وطفل واختفاء عشرات الآلاف في السجون، مضيفة أنها ستواصل متابعة المساءلة عن الجرائم المرتكبة في سوريا خلال سنوات الثورة لتحقيق العدالة و"المصالحة" للشعب السوري، كما نوهت بأن قمع النظام للشعب السوري لم ينته بعد وأن ملايين السوريين يحتاجون للمساعدة ونظام الأسد يمنع وصولها إليهم، في حين بات نحو 11 مليون نازح غير قادرين على العودة لديارهم.
وحول موضوع إعادة الإعمار مع بقاء الأسد، قال البيان: "نحن نعلن بوضوح، أننا لن نبحث مسألة تقديم أو دعم أي مساعدة بهدف إعادة إعمار سوريا حتى يتم بدء عملية سياسية لا رجعة فيها وجديرة بالثقة وموضوعية وحقيقية".
جاء ذلك مماثلاً لما أعلنته الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فريدريكا موغريني الخميس الماضي، بأن الاتحاد الأوروبي سيكون مستعدا لتوفير الأموال اللازمة لإعادة إعمار سوريا ومناقشة الأمر مع البنك الدولي عندما تبدأ العملية السياسية في جنيف.
وجددت الدول الأربع في البيان المشترك دعمها للعملية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا، مطالبة روسيا بأن تحترم حق اللاجئين السوريين في العودة لبلادهم بشكل طوعي وآمن وأن تكف عن المزاعم بأن ظروف العودة صارت مناسبة.
واليوم تدخل الثورة السورية عامها التاسع وسط ظروف ميدانية وسياسية معقدة وأزمة إنسانية هي الأكبر تمر على السوريين مع مواصلة نظام الأسد بضوء أخضر غربي قتل السوريين وممارسة طقوس الإبادة الجماعية ضدهم دون أي رادع دولي، رغم استخدام النظام والاحتلال الروسي جميع الأسلحة المحرمة وغير المحرمة.
===========================
بروكار برس :رغم النكسات.. الثورة السورية مستمرة
نورس يكن - بروكار برس
2019/03/15  في أبرز الأخبار, تقارير ولقاءات
عامٌ ثامنٌ يمضي على السوريين زاد فيه تشريدهم في الداخل والخارج، وتفاقمت فيه الأزمات الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية بعد هدوء نسبي لبعض الجبهات.
عام ثامن بقي فيه طيف من هذا الشعب مخلصا لقيم الحرية والكرامة الإنسانية التي نادت بها الثورة السورية في آذار 2011. قيم تجذرت لدى دعاتها وأصبح التنازل عنها ضرب من الخيال.
ومع انهيار أحد أكبر معاقل المعارضة في حلب نهاية العام 2016 وما تبعه من انهيارات سريعة خلال العامين الماضيين في ريف دمشق، ودرعا، وريف حمص انتشرت العديد من التحليلات حول نهاية الثورة السورية وفتح طريق العودة إلى "دمشق" من بوابات مختلفة، وفعلا سلك هذا الطريق شخصيات سياسية وعسكرية وفنية حتى من الدرجة الثانية.
في حين تم طرح سيناريو تقسيم سوريا وسط أزمة الهوية التي تعيشها البلاد، ضمن السيناريوهات الممكنة مع وضوح مناطق النفوذ السياسي والعسكري للقوى الدولية والإقليمية في الجغرافيا والقرار السورييّن.
هل ماتت الثورة السورية؟
جهود كبيرة بذلها النظام السوري رفقة حلفائه من دول وميليشيات، بغية قتل رغبة السوريين بالتغيير والتي بدا أنها "لا تموت" على حد وصف المصور الصحفي المقيم في فرنسا "أمين الحلبي".
خرج الحلبي من مدينته حلب نهاية العام 2016 على ظهر الباصات الخضراء التي صارت عنواناً للتهجير، بعد أن كانت تنقل الشعب السوري داخل المدن في خدمة النقل الداخلي الرديئة.
وعن كون الثورة السورية قد انتهت كما يدعي النظام، يقول أمين الحلبي لـ بروكار برس :" لا يمكن للثورة أن تنتهي، لأن الحرية فكرة، والأفكار لا تموت بل تنتقل من شخص لآخر ومن جيل إلى جيل".
ويتابع الحلبي: "الشهر الماضي أقمت معرضاً للصور في فرنسا يشرح المعاناة التي عشناها في مدينة حلب ومثلي يقوم العديد من السوريين بنشاطات ثقافية وفنية واجتماعية يشرحون فيها قضيتهم، وهذا ما كان ليحدث لولا الإيمان بحتمية استمرار الثورة السورية".
على درب الحلبي وصل إلى فرنسا الصحفي "حسام الباروم" وهو الذي حملته باصات التهجير من درعا إلى إدلب، ثم خاض طريقاً وعرة عبر الحدود التركية كاد أن يفقد حياته خلالها، إثر تعرضه لطلق ناري في الصدر.
يقول الباروم لـ بروكار برس: "أنا لا أعتقد باستمرار الثورة السورية بل أجزم بذلك، لأن حالة الإصرار التي خلقها التهجير القسري إلى جانب الحالة الاقتصادية المتردية في الأماكن التي سيطرة عليها النظام، تؤديان لحالة احتقان كبيرة".
كيف تستمر الثورة ؟
العنوان الأبرز للسنوات الثلاث الماضية كان الانحسار السريع لسيطرة المعارضة السورية وفصائلها على مساحات جغرافية كبيرة، "نصر مؤزر" عمل النظام على الترويج له إلا أن النتائج لم تأتِ كما هو المتوقع، فدعايات النصر والصمود وحملات إعادة الإعمار والمشاريع السكنية الجديدة قوبلت بموجة من السخط العام على الحالة الاقتصادية خصوصا في أوساط المؤيدين للنظام وفي الوسط الفني والثقافي للعاصمة فيما عرف بـ"أزمة الغاز".
في خارج حدود العاصمة وقبل أيام رفض سكان درعا "إعادة إعمار" تمثال للأسد الأب وبادروا عبر حملة في التواصل الاجتماعي حملت وسم #رح_يقع متوعدين بإزالة التمثال مرة أخرى.
مبررات هذه الحالة واضحة حسب الباروم ابن مدينة درعا، حيث يرى أن "الثورة السورية كسرت الحاجز الأيديولوجي عند الناس وكسرت هيبة الدولة، وذلك جعل جميع الناس يشاركون بالاحتجاجات عبر حملات الرفض"، مضيفا أن "الجيل الذي نشأ في ظل الثورة نشأ على القهر، وكل أطفال سوريا بين عمر سنة و10 سنوات في لحظات قيام الثورة السورية يحملون فكراً ثورياً".
عند هذه النقطة لا يختلف الرأي بين الباروم وعبدالعزيز الدالاتي مسؤول التوثيق في المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان والذي بقي في حمص (الوعر) حتى انتهاء حصارها عام 2017.
يقول الدالاتي لـ بروكار برس :" نبقى مع الثورة لو عادت كل المناطق السورية إلى سيطرة النظام، فعندما قامت الثورة كان النظام يسيطر على كل شيء ومع ذلك لم يمنعنا الأمر من التحرك".
ودعى الدالاتي كل سوري حول العالم أن يضع أهداف الثورة أمام عينيه، ويعمل على دعمها في الداخل والخارج.
باصات خضراء أرسلها النظام السوري أينما نجح في التجويع والإرهاق عبر الحصار المطبق المترافق بالقصف العشوائي، لتحمل كما كان يتمنى. الثورة وأبنائها وتأخذهم بعيداً، لكن التجربة أثبتت للنظام فشله فعاد ليحكي قصة المؤامرة، قائلاًعلى لسان رئيسه إن"الحرب لم تنتهي"، لكنها حرب ضد المدنيين في إدلب فحسب، في خرق متجدد لاتفاقية خفض التصعيد.
المصدر: بروكار برس
===========================
رصد :الثورة السورية في عامها التاسع: نزاع دولي وملفات شائكة وشعب يعاني
الجمعة، 15 مارس 2019، 3:57 م
بدأ الحراك الشعبي السوري في 15 مارس من عام 2011 مطالبا بالحرية والكرامة، وأخذ طابعاً جماهيرياً، سرعان ما انتشر ليشمل الجغرافيا السورية بأكملها، خلال مدة قصيرة لا تتجاوز ستة أشهر، لكن نظام الأسد الاستبدادي واجه الحراك الشعبي السلمي بالقمع والقتل والاعتقال والتعذيب الوحشي.
بدأت الثورة السورية إثر أحداث مدينة درعا، حين قام أمن النظام بقيادة عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد باعتقال خمسة عشر طفلاً، وتعذيبهم بطريقة وحشية، بسبب كتابتهم شعارات تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام على جدار مدرستهم بتاريخ 26 فبراير 2011.
استمرت الثورية السورية في نهجها السلمي الجماهيري ما يقارب العام، إلى حين قيام النظام بدفعها للعسكرة، وجرها نحو العنف، من خلال إنزاله الجيش لمكافحة التظاهرات وحصار المدن، حيث رفض عدد كبير من ضباط الجيش وجنوده تصويب أسلحتهم على أهلهم وشعبهم، فبدأت الانشقاقات التي قادت إلى تأسيس الجيش الحر.
رفض نظام الأسد جميع النصائح العاقلة من تركيا والدول العربية، التي دعته للاستجابة لمطالب شعبه ولو بشكل تدريجي، واختار السير في ركاب إيران التي أشارت عليه ودفعته إلى إغراق الساحة بالمتطرفين لكي يقدم الدليل على أن ما يحدث هو حركة تمرد إرهابية، ثم ساعدته القوى الدولية بفتح المجال أمام الإرهاب العابر للحدود مثل «القاعدة» و تنظيم «الدولة الإسلامية» وأخواتها، فأصبح «على العالم أن يختار بين نظام حكم علماني وبين خلافة إسلامية ذات طابع إرهابي».
الصراع الدولي على سوريا
وشهدت الساحة السورية خلال الأعوام الماضية سلسلة من التحولات السياسية والمتغيرات الميدانية، بتأثير العوامل الخارجية والفواعل الدولية والإقليمية، جعلت طرفي الصراع، نظام الأسد والشعب السوري الثائر، الحلقة الأضعف في عملية القرار السوري، فتحول السوريون إلى مجرد عامل ثانوي مكمل للمشهد لا أكثر.
ورغم كل شيء فإن المعطيات تشير إلى أن الصراع في سوريا لن يتوقف دون تحقيق نوع من الانتقال السياسي، الذي يضمن تغيير طبيعة نظام الحكم، وعودة السوريين في الداخل والخارج لوطنهم وبيوتهم، ويطمئنهم على إمكانية العودة من جديد إلى الحياة الطبيعية، ووقف الحرب التي فجرها النظام.
المقاربة الأميركية للملف السوري
وتسبب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ بسحب قوات بلاده من سوريا، في خلط الأوراق واختلال الموازين، ليس في الساحة السورية وحدها بل في منطقة الشرق الأوسط عموما، حيث بدأت الدول المعنية والقوى الدولية والاقليمية مرحلة إعادة الحسابات والتموضع بناء على المعطيات الأمريكية الجديدة.
الانسحاب المفاجئ
فجأة .. ترامب يعلن عن سحب قوات بلاده من سورياكيف كانت ردود الأفعال؟
الإدارة الأميركية تركت عملية الانسحاب من سورية ضبابية لفترة طويلة نسبيا، لكي تؤدي إلى ارتفاع حدة التجاذبات بين الأطراف الفاعلة في الساحة السورية. لكن بوادر خطة عسكرية أميركية جديدة بخصوص الانسحاب وإدارة منطقة شرق الفرات بدأت تتبلور مؤخرا.
وتتضمن الخطة العسكرية الأميركية مشاركة الحلفاء الأوربيين إدارة شؤون منطقة شرقي الفرات وتمكين ميليشيا «قسد»، من إنشاء منطقة حكم ذاتي بعيدة عن الحدود مع تركيا، رغم معارضة أنقرة الشديدة.
المقاربة الروسية للملف السوري
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتاريخ 28 فبراير 2019 عن ملامح خطة عكف على إعدادها مستشاروه منذ مطلع عام 2019 ،أكد فيها سعي موسكو إلى: «إنشاء مجموعة عمل دولية تشمل جميع الأطراف المعنية، وبالدرجة الأولى القيادة السورية، وربما المعارضة ودول المنطقة، وجميع المنخرطين في النزاع، وستتولى المجموعة مهمة الاستقرار النهائي بسوريا».
وأضاف بوتين أن الخطة تتضمن: «سحب جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية واستعادة مؤسسات الدولة السورية مع الحفاظ على وحدة أراضيها».
بعد الإعلان عن تلك الخطة بادرت موسكو إلى تكثيف دبلوماسيتها لحشد التأييد الإقليمي، لكن محاولات الروس إقناع الدول الخليجية بتوفير التمويل اللازم لنظام الأسد مقابل تعهد موسكو بكبح النفوذ الإيراني في سوريا باءت بالفشل.
كما تواجه الخطة الروسية عقبات دولية تتمثل في عزم واشنطن ملء الفراغ الناتج عن انسحابها بترتيبات بديلة تضمن عدم استئثار موسكو بالنفوذ، وتعمل في الوقت نفسه على إذكاء الصراع بين موسكو من جهة وأنقرة وطهران من جهة أخرى، حيث تثور الشكوك من حقيقة نوايا بوتين الذي يعمل على إقصاء حلفائه تحت بند “خروج القوات الأجنبية” بهدف الاستئثار بغنائم المعركة، وخاصة فيما يتعلق بالثروة النفطية.
إيران .. تصعيد في سوريا
يرى مرشد «الثورة الإيرانية» علي خامنئي والمحيطون به ضرورة سلوك النهج الكوري في عملية التوصل إلى تفاهمات مع الغرب عبر اللجوء إلى استراتيجية الردع، حيث تستطيع إيـران تهديد المصالح الأميركية في الخليج العربي والبحر الأحمر وكذلك في العراق وسوريا، بالإضافة إلى إسرائيل التي يرى قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني ضرورة نشر منظومات صاروخية في مواجهتها جنوب سورية وغرب العراق للتفاوض من موقع قوة.
إيران & إسرائيل
بعد التصعيد المتبادل بينهما..هل تشتعل حرب إيرانية "إسرائيلية" في سوريا؟
وعلى وقع الجهود الميدانية الروسية لتقليص النفوذ الإيراني في دمشق؛ تتنامى الشكوك الإيرانيةُ فيما ينظر إليه على أنه محاولات روسية لتجاوز إيران التي دفعت ثمنًا باهظًا لإبقاء بشار الأسد، والاستئثار بامتيازات الغاز والنفط ومناجم الفوسفات، حيث كانت إيران ترغب بالحصول على حقوق التنقيب على النفط والغاز في المنطقة الممتدة من جنوب شاطئ طرطوس إلى محاذاة مدينة بانياس وحقل قارة في حمص، لكن النظام عدل عن تعهداته لإيران ومنحها للشركات روسية.
تركيا وسوريا
ولا تبدو التطمينات التي تقدمها واشنطن لأنقرة كافية لبناء الثقة بين الطرفين، حيث لم يقدم الطرف الأميركي أي سيناريو من شأنه إزالة مخاوف أنقرة حول مصير الأسلحة الثقيلة التي تم تسليمها لميليشيات قسد.
أردوغان VSبولتون
هل كذب ترامب في قرار الانسحاب من سوريا؟تركيا غاضبة من تصريحات أميركية وأردوغان يهدد بشن عملية شرق الفرات
كما أنه لا يوجد أتفاق حول هوية وطبيعة وحجم القوات التي ستتولى مهمة حفظ الأمن في المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها في الشريط الحدودي بين تركيا وسورية.
أنقرة تؤكد على ضرورة أن تكون المنطقة الآمنة في سورية بعمق 30 كيلومترًا من الحدود مع تركيا، وبإشرافها وإدارتها، ولن توافق على منح السيطرة على هذه المنطقة لأي جهة أخرى.
تشعر أنقرة بالغضب والشك إزاء رفض بوتين طلب الرئيس أردوغان السماح بدخول القوات التركية إلى الشمال السوري، فضلا عن التصعيد الروسي في إدلب وضغطها على أنقرة لإحياء اتفاق «أضنة» بهدف منع تمرير مشروع المنطقة الآمنة من جهة، وحمل تركيا على إرجاع العلاقات مع نظام دمشق من جهة ثانية.
لا سلام في سورية إلا عبر الانتقال السياسي
انحسار العمليات القتالية، وتراجع قوى الثورة ميدانيًا، لا يعني انتهاء الثورة السورية، ولا يعني هزيمة مؤسساتها أو انتصار النظام عليها، بل تشير إلى الانتقال من مرحلة لها طبيعتها وأدواتها، إلى مرحلة أخرى مختلفة عنها، لها معطياتها وأدواتها، حيث يتحول المشهد السياسي للثورة من مرحلة «الهدم» إلى مرحلة «البناء»، في حين يواجه نظام الأسد تحديات سياسية واقتصادية ودبلوماسية لم يشهدها من قبل.
المشروع الروسي لإعادة تأهيل النظام، محكوم بالفشل حتى لو اعترفت به بعض الدول، لأن نظام الأسد لم يعد نظام حكم، فهو لا يملك أي عنصر من عناصر الدولة والسلطة الوطنية والقانون، فقد تحول إلى تجمع مافيات مسلحة متنازعة، نزاعها مرشح للزيادة بسبب تضارب مصالحها.
لا تشير المعطيات الحالية إلى تغيير دراماتيكي يمكن أن يحصل في الأشهر القادمة، حيث التجاذبات حول تشكيل اللجنة الدستورية قائمة، والجهود مستمرة لإيجاد حل سياسي بين النموذج الذي تريده موسكو ويضمن لروسيا السيطرة الكاملة على سوريا والإشراف الكامل أيضا على الحل السياسي فيها، وبين النموذج الذي يهتدي بالقرارات الدولية التي تفضي إلى انتقال سياسي يغير من النظام القائم، سواء بإعادة توزيع السلطات بين المؤسسات السورية وفي مقدمها سلطات الرئيس.
لا سلام في سورية ولا استقرار إلا عبر الانتقال السياسي، الذي يقتضي بالضرورة نهاية مرحلة وبداية أخرى، وهذا معناه نهاية حكم عائلة الأسد إلى الأبد.
ملفات شائكة
نظرة على المشهد السوري اليوم، تبيّن حجم الخراب في المستويات كافة، الذي نال من البلاد بعد 8 سنوات من نزاع بدأه النظام الرافض لتطلعات السوريين بالحرية والكرامة، ومرت خلاله مسيرة الثورة بتحولات جذرية، من فترات كان نظام الأسد فيها على وشك السقوط، على الرغم من تدخل إيران بشكل مباشر لصالحه واستعانته بمليشيات متعددة الجنسيات، إلا أن إرادات ومصالح الدول العظمى حالت دون سقوطه، وصولاً إلى التدخل الروسي الذي كان عاملاً حاسماً في منعه من السقوط، وتمكينه لاحقاً من استعادة جزء كبير من المناطق التي خسرها على يد المعارضة.
وتسيطر اليوم قوات النظام، على أكثر من 60% من مساحة سورية، تليها «قوات سورية الديمقراطية» التي تسيطر على نحو 30 % من الأراضي، فيما تقتصر سيطرة فصائل الجيش الحر على نحو 10% فقط، تتوزع بين محافظة إدلب وشمال محافظتي حلب وحماة وأجزاء من محافظة اللاذقية.
عودة اللاجئين
هجّر النظام نحو 10 ملايين سوري من بلادهم، فضلاً عن وجود ملايين النازحين داخل بلادهم، سعياً منه للوصول إلى مجتمع وصفه بشار الأسد بـ«المتجانس» الذي لا يشكّل قلقاً لنظامه، ويقبل ببقائه في السلطة إلى الأبد وتوريث السلطة لابنه.
يشكل ملف عودة اللاجئين السوريين، معضلة كبرى في القضية السورية والقضية الأصعب التي تقف في وجه النظام لتحقيق انتصار، وخصوصاً أن الجانب الروسي حاول أن يجعله من الأولويات السورية في محاولة واضحة من موسكو للتأكيد أن مفاتيح الحل السوري بيدها.
الحرب لم تنته
طالب اللاجئين بالعودة وهاجم أردوغان..بشار الأسد: الحرب في سوريا لم تنته
لكن الموقف الروسي اصطدم بقوة برفض غربي صريح لعودة اللاجئين من دون تحقيق حل سياسي جاد وفق قرارات الشرعية الدولية.
ويعيش نحو 4 ملايين سوري في تركيا، وأكثر من مليون في لبنان، ونحو مليون ونصف في الأردن، ونصف مليون في مصر، وأكثر من هذا العدد في السودان، ونحو 900 ألف في ألمانيا وحدها، وربما أكثر من ذلك في عموم دول الاتحاد الأوروبي السويد.
ويرفض عموم اللاجئين العودة إلى بلادهم من دون حل سياسي يضمن كرامتهم، وهو ما يبدو في المدى المنظور بعيد المنال تماماً.
توقف الإعمار
يعد ملف الإعمار، عقدة رئيسية على طريق تأهيل النظام، الذي يحول دون انتصار الأسد وتمكينه بشكل نهائي. ولم تتمكن الدول الداعمة للنظام من فعل شيء يذكر حيال هذا الملف، ويمتلك الغرب مفاتيح هذا الملف بالكامل، والذي لا يزال يضع شرط الحل السياسي وفق قرارات الأمم المتحدة شرطاً أمام أي تقدم في هذا الملف.
معاناة متواصلة
حملت السنوات الثماني الماضية الكثير من المآسي والمعاناة للسوريين، وهي محنة ما زالت متواصلة، ولا تلوح في الأفق أي نهايات سعيدة لها. وأشارت المعطيات التي كشفها التقرير الأخير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى مقتل نحو 225 ألفاً من المدنيين، بينهم نحو 28500 طفل، ونحو 15500 امرأة، فيما يتحمّل حلف نظام الأسد – روسيا – إيران النسبة العظمى (92%) عن سقوط هؤلاء الضحايا.
وخلال هذه الفترة ألقى نظام الأسد أكثر من 77 ألف برميل متفجر. كما وقع 149 هجوماً بالأسلحة الحارقة، كان النظام مسؤولاً عن 19 منها، والقوات الروسية عن 125 هجوماً، وقوات التحالف الدولي عن 5 هجمات على أحياء سكنية في مدينة الرقة. كما قُتل 921 مدنياً بسبب الحصار الذي اتبعته قوات النظام ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة. وتصدّر النظام ارتكاب التعذيب الذي يؤدي للموت في كثير من الأحيان، مع تسبّبه بمقتل قرابة 14 ألف شخص في سجونه.
===========================
اخبار الان :أبرز المحطات في الذكرى الثامنة للثورة السورية
أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (أ.ف.ب)
ثماني سنواتٍ مضت على الذكرى السنوية لاندلاع الثورة السورية في عام 2011 و توسعت إلى باقي محافظات البلاد .
يُعَد  شهر اذار  مارس من عام 2011 محطة ً تاريخية في سوريا ..
إذ انطلقت تظاهراتٌ شعبية سلمية و احتجاجاتٌ في أعقاب اعتقال ِ عدد من الصبية و اقتيادِهم الى السِجن “فرع فلسطين” على أطراف العاصمة.
وسرعان ما توسعت التظاهرات إلى دمشق و درعا و غيرِّها من المحافظات ، بعد أن خرجت سلمية مطالِبة باسقاط النظام السوري .
 التظاهرات السلمية رافقتها عدة محطات :
في شهر تموز يوليو من ذات العام ، أعلـَن قيادي برتبة عقيد في النظام السوري تأسيس “الجيش السوري الحر”..
في شهر اذار  مارس  من عام 2012، سيطر النظام على معقل المعارضة في حمص ..، وشهدت مناطقُ عدة عملياتٍ عسكرية  ، خصوصاً في حماة بعد تظاهراتٍ حاشدة ضد النظام الذي رد بقصفِ البلدات و القرى السورية وصولا الى الاسلحة الكيماوية .
في شهر تموز يوليو من العام ذاته ، أطلقت فصائلُ معارضة معركة دمشق ، واحتفظت قواتُ النظام بالسيطرة على العاصمة دمشق ، لكن مقاتلين سيطروا على مناطق واسعة ، أبرزها الغوطة الشرقية.
في عام 2013 بدأت الطائرات والمروحيات بالقاء الصواريخ والبراميل المتفجّرة على مناطق الفصائل ، تزامناً مع حصار ٍ بري خانق.
وفي ذات العام عززت فصائلُ مرتبطة بتنظيم القاعدة وأخرى متحالفة معها نفوذها ، خصوصاً في محافظة إدلب التي  تتحكمُ  بابرز مفاصلها حالياً هيئة ُ تحرير الشام (النصرة سابقاً).
وفي شهر حزيران يونيو من عام 2014، أعلن تنظيم داعش إقامة “الخلافة” في مناطق واسعة ، احتلها  في سوريا وفي العراق البلد المجاور ، وبعد ثلاثة أشهر، بدء تحالفٌ دولي بقيادة واشنطن شنّ أولى ضرباته الجوية ضد التنظيم في سوريا..، وفي شهر تشرين الاول أكتوبر من عام 2017، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من طرد التنظيم من محافظة الرقة في سوريا ، والتي كانت تُعَد أبرز معاقله في سوريا..
ومُني التنظيم بعدها بخسائر متلاحقة على جبهاتٍ عدة و إنكفأ مقاتلوه باتّجاه البادية وجيوبٍ تم طرده منها تباعاً .
و رغم قدرة النظام على استعادة عددٍ من المناطق و دخول ِ المتطرفين على خط الثورة السورية و تشويه صورتِها بعين المجتمع الدولي ، استمر النضال ضد النظام ، ورافقت ذلك تحولات ٌ سياسية ٌ عديدة لحل الازمة لم تؤتِ ثمارها بَعد.
===========================
مصر العربية :بالأرقام| في أسبوع الثورة السورية.. 8 سنوات من الانتهاكات والدمار
أيمن الأمين 12 مارس 2019 12:34
8 سنوات من القتل والدمار والانتهاكات كانت كفيلة في وضع الشعب السوري وثورته أمام أزمة كبيرة جعلته الشعب الأكثر اضطهادا في العالم.
فالثورة السورية لم يكتب لها النجاح بعد، خصوصا بعد تآمر وتكالب الجميع عليها، فذاق شعبها ويلات الظلم والتهجير والإبادة، وضعته الأحداث في سجلات أفقر شعوب العالم.
وقبل ساعات، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها السنوي، حول حصيلة أبرز الانتهاكات التي ارتكبت على يد الأطراف الفاعلة في سوريا منذ بدء الثورة في مارس 2011.
وكشف تقرير الشبكة الذي حمل عنوان "من الأقلية والقمع والديكتاتورية نحو التعددية وحقوق الإنسان والديمقراطية"، أنه على الرغم من تشعب أطراف الصراع وجبهاته وانتهاكاته، فإن "أساس المشكلة لا يزال هو القمع والاستبداد وحكم الأقلية العائلية".
ولفتت الشبكة السورية إلى أن هذه الإحصائيات تمثل الحد الأدنى للانتهاكات، معللةً ذلك بصعوبة التوثيق، إذ بلغ عدد القتلى من المدنيين ما يقارب 225 ألفاً، بينهم نحو 28.5 ألف طفل، ونحو 15.5 ألف امرأة، مع نسبه المسؤولية العظمى (92%) إلى حلف نظام الأسد –روسيا.
وأضافت الشبكة أن الحلف الروسي السوري قد نفذ ما لا يقل عن 441 هجوماً بذخائر عنقودية وقرابة 216 هجوماً كيميائياً؛ سبب مقتل ما لا يقل عن 1461 شخصاً، مع استخدام تنظيم الدولة للأسلحة الكيمياوية 5 مرات.
وألقى نظام الأسد أكثر من 77 ألف برميل متفجر، وشُن 149 هجوماً بالأسلحة الحارقة، كان النظام مسؤولاً عن 19 منها، والقوات الروسية عن 125 هجوماً، وقوات التحالف الدولي 5 هجمات على أحياء سكنية في مدينة الرقة.
كما قُتل 921 مدنياً بسبب الحصار الذي اتبعته قوات الأسد ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة. وتصدر النظام السوري ارتكاب التعذيب الذي يؤدي للموت في كثير من الأحيان، مع تسببه بمقتل قرابة 14 ألف شخص في سجونه.
وفيما يخص الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري أعلنت الشبكة أن النظام السوري والمليشيات الموالية له مسؤولة عن معظمها، إذ لا يزال نحو 128 ألفاً قيد الاعتقال أو الإخفاء القسري في سجونهم.
ويوجد في سجون قوات سوريا الديمقراطية (قسد) نحو ألفين وسبع مئة شخص، وما يزال مصير أكثر من 8 آلاف من المعتقلين لدى تنظيم الدولة مجهولاً، مع استمرار هيئة "تحرير الشام" في احتجاز أكثر من ألف وسبع مئة شخص، ونحو ألفين وسبع مئة في سجون الفصائل المعارضة المسلحة.
وحمّل التقرير تنظيم "الدولة" مسؤولية مقتل 32 شخصاً تحت التعذيب، وتحرير الشام مسؤولية تعذيب 21 شخصاً حتى الموت، وما لا يقل عن 38 لمليشيا "قسد"، و43 على أيدي الفصائل المعارضة المسلحة.
وقدرت الشبكة الحقوقية تعرض قرابة 14.2 مليون شخص للتشريد القسري، بينهم 8 ملايين داخل سوريا و6.2 ملايين لاجئ خارجها.
وأوصت الشبكة في ختام تقريرها كلاً من مجلس الأمن والأمم المتحدة بعدم استخدام حق النقض لحماية النظام السوري، ومحاسبته على عدم التزامه بالقرارات الدولية عبر التدخل العسكري لحماية المدنيين، وإحالة الملف السوري لمحكمة جنائية دولية ومحاسبة جميع المتورطين.
في حين طالبت المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين مع الضغط على روسيا وإيران واعتبارهما شريكتين رئيسيتين في الانتهاكات التي ترتكب في سوريا، مع دعوته لأطراف النزاع إلى الالتزام بالقواعد القانونية الإنسانية وقرارات مجلس الأمن وتحييد المدنيين، وإطلاق سراح المحتجزين والرهائن وإيقاف التعذيب، والكشف عن مصير المختفين والمفقودين، ورفع الحصار.
زياد الطائي المحامي والحقوقي السوري قال لـ"مصر العربية" إن الثورة السورية كتبت نهايتها منذ أن تدخل الروس والإيرانيون بها، فهم بمثابة السلاح القاتل الذي فتك الشعب السوري، مضيفا أن الأسد باع سوريا لغير السوريين.
وأوضح لـ"مصر العربية" أن الثورة ضاعت أيضا بسبب الانقسامات بين السوريين، وللأسف لعبت القوى المتصارعة في سوريا لمصالحها وأهوائها الشخصية، ومصالح بلدانها.
وتابع: الأسد استولى على كامل سوريا بدعم روسي وإيراني، لكنه سقط في عيون الملايين من شعبه، ممن شردهم وقصفهم بطائراته، قائلا: أيضا الجميع باع سوريا وخذلها، آلاف عمليات التهجير القسري وقصف المنازل والمشافي، وللأسف لم يتحرك أحد.
وتدور في سوريا معارك واشتباكات مسلحة وأعمال عنف منذ 8 سنوات بين قوات بشار الأسد، والمعارضة السورية، والعديد من المجموعات المسلحة، إلى جانب روسيا وإيران وتركيا وأمريكا.
وأسفرت المواجهات، حتى الآن وفقاً للإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة، عن سقوط قرابة 700 ألف قتيل، إضافة إلى نزوح الملايين من السوريين داخل سوريا ولجوء مثلهم خارجها.
===========================
عنب بلدي :مظاهرات في الشمال السوري بذكرى الثورة السورية
خرجت مظاهرات في مناطق الشمال السوري، في إدلب وريف حلب، بمناسبة الذكرى الثامنة للثورة السورية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف حلب اليوم، الجمعة 15 من آذار، أن مظاهرات خرجت بعد الصلاة في كل من الباب وقباسين وبزاعة واعزاز ودابق واخترين وسجو ومارع وكلجبرين في ريف حلب.
كما خرجت مظاهرات في سرمدا وبنش ومعرة النعمان وبلدة سرجة في جبل الزاوية في إدلب وريفها، بحسب ما أفادت مراسلة عنب بلدي في ريف إدلب.
وجدد المتظاهرون مطالبهم برحيل النظام السوري ومحاسبة المسؤولين عن القتل منذ ثماني سنوات، إضافة إلى المطالبة بالإفراج عن المعتقلين في سجون النظام.
وحمل المتظاهرون لافتات تدين صمت المجتمع المدني عن جرائم النظام، وخاصة في مدينة إدلب، معتبرين أنه “شريك الأسد في قتل الشعب السوري”.
وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرًا، الاثنين الماضي، قدمت فيه حصيلة أبرز الانتهاكات التي ارتكبت على يد الأطراف الفاعلة في سوريا منذ بدء الصراع في آذار 2011.
وذكر التقرير، الذي حمل عنوان “من الأقلية والقمع والديكتاتورية نحو التعددية وحقوق الإنسان والديمقراطية”، أنه وعلى الرغم من تشعب أطراف الصراع وجبهاته وانتهاكاته، إلا أن “أُس المشكلة لا يزال هو القمع والاستبداد وحكم الأقلية العائلية”.
ومع إشارته إلى أن هذه الإحصائيات تمثل الحد الأدنى للانتهاكات، معللًا بصعوبة التوثيق، ذكر التقرير أن عدد القتلى من المدنيين يقارب 225 ألفًا، بينهم حوالي 28500 طفل، وحوالي 15500 امرأة، مع نسبه المسؤولية العظمى 92% إلى الحلف السوري الروسي.
وكانت دعوات انطلقت، أمس على مواقع التواصل الاجتماعي للسوريين في الشمال السوري للخروج في مظاهرات بمناسبة ذكرى الثورة.
وتأتي الدعوات في ظل تعرض مدينة إدلب إلى قصف بالطيران الحربي، الثلاثاء الماضي، ما أدى إلى مقتل 17 شخصًا وإصابة 49 آخرين بحسب إحصائية الدفاع المدني.
كما يأتي القصف ضمن حملة التصعيد التي يقوم بها النظام السوري على المنطقة، رغم دخولها في “اتفاق سوتشي” الموقع بين روسيا وتركيا، في أيلول 2018.
===========================
المدن .:في ذكرى الثورة السورية: #جدد_غضبك
المدن - ميديا | الجمعة 15/03/2019 شارك المقال : 56Google +00
#ثورة_حتى_النصر، هو واحد من الشعارات الكثيرة التي رفعها السوريون في مواقع التواصل الاجتماعي، في الذكرى الثامنة للثورة السورية.
وعلى عكس السنوات الماضية، تبدو ذكرى الثورة السورية هذا العام أكثر زخماً، فمن جهة تتعدد الجهات التي تدعو للتظاهر في مدن مختلفة حول العام من بينها باريس وواشنطن وبرلين واسطنبول بالإضافة لمدن في سوريا، كما تتعدد الحملات الإلكترونية ومقاطع الفيديو التي تم إنتاجها خصيصاً للمناسبة.
وعبر هاشتاغ #ثورة_حتى_النصر أكد المعلقون في "فايسبوك" و"تويتر" على الاستمرار في الثورة حتى تحقيق أهدافها الأصلية المتمثلة بإسقاط النظام الدكتاتوري في البلاد وإقامة الديموقراطية، فيما عبر أخرون عن نفس الأفكار عبر هاشتاغات موازية مثل #ذكرى_انطلاق_الثوره_السورية و#الثورة_مستمرة.
وتستمد ذكرى الثورة زخمها هذا العام من التظاهرات الأخيرة التي شهدتها محافظة درعا جنوبي البلاد، احتجاجاً على استفزاز النظام الذي أعاد نصب تمثال لحافظ الأسد في المدينة التي تعتبر مهد الثورة أصلاً. وأسهم الحراك المفاجئ في المنطقة التي سيطر عليها النظام العام الماضي، في التذكير على أرض الواقع بأن الثورة لم تنته ولم تتوقف، بعيداً عن الشعارات المجردة التي كانت تردد تلك العبارات في السابق.
وبدا ذلك واضحاً في الحملة التي اطلقها الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية، لإحياء ذكرى الثورة، ودعا فيها السوريين إلى "تجديد غضبهم" عبر هاشتاغ #يوم_الغضب_السوري. حيث نشر الائتلاف مقطع فيديو ذكر فيه بانطلاقة الثورة السورية العام 2011، في درعا، التي تشهد ولادة جديدة للثورة اليوم، حيث يعود الزمن لحالته "كيوم ثرنا أول مرة".
وعبر الهاشتاغ تناقل بعض الناشطين عبارة موحدة: "لم يعد بمقدور السوريين أن يلتفتوا إلى  ماضي المذلة والهوان ولا إلى تاريخ الدجل والنفاق. فالأحرار ماضون كالإعصار حتى الانتصار لن نفرط بتضحياتنا وإذا كان للثورة في بدايتها بعض المبررات لاندلاعها ..فاليوم ظهرت آلاف المبررات والدواعي لاستمرارها".
في السياق، تستمر حملة "أيام وطنية" التي أطلقها ناشطون سوريون قبل أيام، للتذكير بشهداء الثورة والمعتقلين والمهجرين، تزامناً مع بدء التحضيرات لإحياء الذكرى الثامنة لانطلاق الثورة السورية، وينشر فيها السوريون صور الشهداء والمعتقلين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مرفقة بهاشتاغات تذكّر بالشهداء وتطالب بالإفراج عن المعتقلين، وترفض عودة المهجرين في الخارج قسراً إلى مناطق الأسد.
وبين صور ومقاطع الفيديو التي تصور التظاهرات الحالية والسابقة، يؤكد الناشطون على ضرورة الاستمرار في الثورة السورية رغم الإرهاب المضاد من نظام الأسد وحلفائه وما قاموا به من جرائم حرب لقمع ثورة الكرامة في البلاد، وذكروا بأن تلك الجرائم مازالت مستمرة بدليل استخدام القنابل الفوسفورية في إدلب قبل أيام.
وذكر ناشطون بخمس مبادئ أساسية للثورة السورية في المرحلة الحالية، بداية بـ "إسقاط نظام الأسد بكافة أركانه رموزه ومحاكمتهم جميعاً على جرائمهم، وتفكيك كافة الأجهزة القمعية وتحرير المعتقلين من السجون الأسدية" وصولاً إلى "الحفاظ على وحدة سوريا وهويّتها وسلامة أراضيها بلا استثناء، ورفض أي محاولة للمساس بها تحت أي مسمى كان واعتبار من يسعى لذلك عدواً للشعب السوري والثورة السورية".
===========================
نداء سوريا :الثورة السورية وربيعها التاسع
فراس السقال - نداء سوريا:
سيأفل بعد أيام نجم السنة الثامنة في عُمُر ثورتنا المباركة، ليولد نجم أكبر وأبهج، حاملاً لنا الآمال والبشرى، في الفرحة التي باتَ ينتظرها شعبنا في كل يوم، ولا تغيب عن خياله لحظة، حتى وكأنّها تتجلى له في يقظته، إيماناً منه بالنصر القادم، ويقيناً بزوال الظلم والطغيان، واعتقاداً راسخاً بهزيمة كل ظالمٍ جشعٍ بيد حاكم عادل يمهل ولا يهمل.
فلا تجد سورياً مؤمناً منذ ربيع الخير في عام 2011 إلى يومنا هذا نادماً على حملِ شعلة الثورة، أو آسفاً على بَوْحِهِ بكلمة الحق، أو متردداً في بقائه على أهدافه التي خرج من أجلها بوجه الاستبداد والاستعباد، أهدافه التي أصبحت نوراً تهتدي به الشعوب المقهورة في كل بقعة من أرضنا، وتستظل به أمّة بعد جَور فرعونها الذي أحرق قلوب رعيته، ليسبّحوا في حمده ويقدسوا عرشه الزائل.
لقد طُفتُ بين الأمم عَبْر التاريخ، أُقلبُ صفحات أمجادهم وجهادهم، فما وجدتُ شعباً تحمَّل مشقة فاقتْ قدرته وطاقته ما تحمله شعبنا السوري العظيم، وما لمحتُ ظلماً طغى كطغيان ظلم بشار ووالده الذي لم يترك بشراً أو حجراً أو شجراً إلا وترك أثره المقيت شاهداً عليه، وما رأيتُ ثورة أعظم من ثورتنا وبكل خصالها ومراحلها وأهوالها، وما صادفت خيانات وعِمَالات تكالبتْ على شعب مظلوم كتكالُب العالم بأسره على الشعب السوري، حتى نال وسام اليُتم، وما عثرتُ على صمود على الحق وعِناد منقطع النظير كصمود الشعب السوري إلى هذه المدة من ثورته، فمثل شعبنا في جهاده وإصراره كمثل الفولاذ الذي يزداد قوة وصلابة كلما اشتدت ناره والتهبت.
أي ثورة سمعنا بها وقرأنا عنها ضحّتْ ما ضحّتهُ ثورة شعبنا الثائر؟! نعم أقولها وبصوت عالٍ: لقد ضحّتْ ثورتنا بالكثير، فخسرت البيوت والمعامل، وخسرت الأموال والأراضي، وخسرت الدماء والأبناء، والكثير منّا خسر حريته فهو يزأر في معتقله الذي لا يعلم مكانه إلا الله، وخسر أرضه التي هَجَّره منها حاكم بلاده الظالم، فأبعده عن وطنه ليزرع مكانه جندياً إيرانياً أو روسياً مُحتلاً.
فأريد منك أيها القارئ الإجابة على هذه التساؤلات: ما هو الشيء النفيس الذي غنمته الثورة السورية مقابل تحملها كل هذه الخسائر؟! لماذا هي صامدة وباقية تناضل وتجاهد رغم كل هذه الخسارات؟!
نعم كل ذلك خسرته ثورتنا الكريمة، فهي خسرت المادة التي لا قيمة لها بدون الجوهر والروح والمعنى، المادة التي تستطيع إيجادها وإبداعها في أي وقت ومكان، وخسرت الأبناء وبذلت الدماء لأنّها تعلُ أنّ أبناءها وَقود ثورتها، ودماءهم زيت مصباحها وماء أرضها، وخسرت المكان الذي ثارتْ فيه وهُجّرتْ منه؛ لأنّها شاهدت أسراب الطيور تهاجر مضطرة إلى بلاد أشرقت فيها الشمس، ولكنّها حجزت أعشاشها في مكان نشأتها، تنادي أنّها عائدة قريباً جداً مع سطوع شمس حريتنا في بلادنا، فما هجرتهم إلا ضريبة من ضرائب الثورة، وعملاً بـ (ولن تنالَ المجدَ حتى تَلعقَ الصبرا)، فخسائرنا ليس لها معنى أمام أهدافنا ومقاصدنا التي خرجنا لأجلها.
فهل وجدتَ ثورة وشعباً وصل إلى هذه الدرجة من القوة والصمود والإصرار؟!
لقد أيقنَ شعبنا العظيم بأنّهُ منصور بإذن ربه العادل، ويقينه نابع بأحقيّة قضيته العادلة في طلب حريته المشروعة كاملة غير منقوصة، وكرامته كإنسان ومواطن له حقوق أقرتْ بها الشرائع ونادتْ بها القوانين وحثتْ عليها النواميس والأنظمة الدولية، وعليه واجبات لا يغادرها أو يتغافل عنها، في ظل حياة آمنة على أرضه وتحت سمائه، وأن يستظل مع غيره من أبناء شعبه بظل دستور صريح وعادل، يحكمه قانون رباني تهفو إليه قلوب شعب عطشى، على يد ذوي خبرة ورشاد وحكمة ونزاهة وعدالة، فيعطى كل ذي حق حقه، ويحاسب كل واحد على فعله كائناً من كان، وينعم بخيرات بلاده التي سخرها الله لعباده.
وفي هذه الذكرى المباركة أقول لمن يحتمي بوحوش أجنبية اشتراها بأموال وحقوق شعبه ليدمروا البلاد ويقتّلوا العباد: أيها الظالم الفاسد، أتظن أنّك وصلتَ إلى هذه السنة بقوتك وعنفوانك، وبسياستك وعبقريتك؟! لا والله، فالقاصي والداني يعلم أنّك انتهيت من الشهر الثاني من الثورة، ولكن قدّرَ الله أن تبقى إلى هذا الوقت، بأداة خارجية، وسلاح خارجي، وفكر خارجي، وقوة خارجية، وبسيادة خارجية، حتى بعتَ كل خيرات بلادنا الوافرة، وهرّبتَ كنوزها وآثارها العامرة، حتى غدتْ شامنا خَربة خاوية على عروشها، وقدر ربنا مدَّ لك في حكمك قليلاً لا لعدالة موقفك، ولكن زيادة في حسابك وتسعيراً وتشديداً في عقابك، فقد خلّف طغيانك الآثم مليون شهيد، ومثله جريح ومعاق، ومئات الآلاف من المعتقلين والمغيبين، ونصف الشعب مشرد ومهجر.
يا أيها الجائر! إنَّ الذين تتفاخر بهم ممن بَقوا تحت سوطك وصولجانك ليسوا بأتباعك ولا يؤيدونك، ولكن قبضة جَلادك عصرتْ منهم التأييد والقبول مُكرَهين، فاعلم إن لم نأتِكَ من بلادنا المحررة ننتزعك من قصرك الواهن؛ فسيَخرج الأحرار لك من بلادنا المحتلة المستعمرة التي تحكمها، فوالله ما عاد يُطيقك حتى أتباع ملتك، الذين أرسلتَ أبناءهم إلى الجحيم دفاعاً عن مزرعة آل الأسد، حتى أضحتْ بلادهم عائمة بالثكالى على أبنائها، فانتظر مَكر الله القائل في تنزيله: (ويكيدون كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويداً).
وأتوجه لأبناء ثورتنا العظيمة، التي نشرت فكر الثورة في الحرية والكرامة في جميع أرجاء الأرض، ليَعمَّ خيرها ولينعم بهِ من يتوقون إليه، وأقول لهم: يا أبناء ثورة الحرية! والله ما جَفتْ دماء أبنائنا، فهي دائمة النضارة مديدة العطاء، فخمسون عاماً ما نسينا ظلم والد الظالم واستبداده، فهل تُنسينا ثمان سنوات عجاف ظلماً وقهراً وقد حفلتْ بأنين اليتامى، ودموع الثكالى، وآهات الأرامل، وحشرجة المعتقلين، وزفرات المشردين المهجرين؟!
فوالله.. لا ولن ننسى، فالإثم لا يُنسى، والديّان لا يموت، وربنا ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ويذل ويخذل الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة، فإيماننا بربنا العادل كبير، والنصر آت لا محالة، وصمودنا باقٍ وتزيد صلابته صلابة كلما تأجّل الظفر الإلهي، حتى يأذن الله أن نرفع راية النصر في ساحات أوطاننا.
فالثورة السورية هي ثورة العزة والكرامة، هي قدوةٌ لأيِّ حُرّ في العالم، ونِبْراسٌ لمن أراد كسر طوق العبودية، ومدرسة لطلاب الحياة الكريمة، بل جامعة لمعاني الشرف والإنسانية، ثورتنا تستحق كل احترام وإكبار واهتمام، ومنصورة بإذن الله، فالله لن يترنا أعمالنا، ولن يهمل ظُلّامنا وطغاتنا فالنصر آت، فاستبشروا أيها الأحرار.
بقلم   فراس السقال     
===========================
الدرر الشامية :كيف أصبحت الثورة السورية حربًا بالوكالة لقوى دولية؟
الأحد 10 رجب 1440هـ - 17 مارس 2019مـ  17:40
 "إجاك الدور يا دكتور" و"يسقط الأسد" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، عبارات أطلقها تلاميذ على جدران مدرسة "الأربعين للبنين" في بلدة "درعا" بعد انتهاء دوامهم المدرسي، وفروا بعدها إلى منازلهم. ورغم بساطة الفعل، لم يدركوا هؤلاء الأطفال بأنهم تسببوا بإطلاق موجة  واسعة من الاحتجاجات التي بدأت من "درعا" والتي أصبحت مهد الثورة في ذاكرة السوريين. فعندما دق جرس إنذار المدن والمحافظات السورية في عام 2011 بدءًا من "درعا"، وخصوصًا بعد سقوط بن علي، وتنحي مبارك عن الحكم، تبدل حينها وجه المدن السورية التي عُرفت بجمال طبيعتها ومعالمها وحضارتها وثقافتها وآثارها ومساجدها وكنائسها، إلى مجازر وتهجير لشعبها، وذلك من خلال الوحشية التي قابل النظام بها الشعب السوري "المُعارض" الذي كان على يقين بأن التغير قد حان وقته.
فمنذ اللحظة التي اندلعت فيها الثورة السورية، حتى الآن، والتي بدأت من احتجاجات عفوية سلمية للقضاء على فساد وديكتاتورية نظام الأسد وللمطالبة بالحرية والكرامة، إلا أن الاحتجاجات السلمية، واجهها نظام الأسد "القمعي" بالسلاح والذي تسبب في سقوط مئات الآلاف من الضحايا.  يقود الأسد حرب وجرائم ومجازر أمام أعين المجتمع الدولي المُغلقة، متفننًا في تصفية دماء شعبه والذي كأي رئيس يتسلم مقاليد الحكم، لابد أن يتعهد بحماية الشعب والحفاظ على كرامتهم وعلى الدستور، إلا أنه لم يكن قادرًا على أن يفي بالعهد رُبما بسبب ما توارثه عن أبيه "حافظ الأسد" الذي عُرف بإجرامه، ولكن الفارق بينهما أن بشار كان أكثر إجرامًا وعنفًا من أبيه. فقد استطاع بشار أن يحوّل الاحتجاجات السلمية العفوية إلى حرب مسلحة، ساهمت في إشعال المشكلات الطائفية التي أسس لها الاحتلال الفرنسي في سوريا.
لم تُترك سوريا وحدها في الحرب، فقد بدأت فصائل عدة بالتشكُل من خلال الدعم التي كانت تتلقاه من دول العالم أجمع. كما تسابقت قوى دولية عظمى وإقليمية لتدخل عسكريًّا في سوريا، وكل منهم كان يتسابق حسب مصلحته. لذلك، سنسعى عبر هذا التقرير شرح الكيفية التي أصبحت فيها سوريا ملعبًا دوليًّا، بالإضافة إلى العوامل والمصالح التي كانت وراء الدعم والمساندة الدولية والإقليمية للأسد ونظامه بهدف إبقائه على سدة الحكم، ربما حتى لا يأتي حاكم آخر أكثر "راديكالية"، وللحفاظ على مصالحهم المتحققة، أو توسيع رقعتها.السجين الذي تتلمذ على يد سجّانه
حسب ما أشار له كوثراني في كتابة "بلاد الشام في مطلع القرن العشرين: السكان والاقتصاد وفلسطين والمشروع الصهيوني قراءة في وثائق الدبلوماسية الفرنسية" أن التاريخ: "ليست المسألة مسألة مؤامرة، فالتاريخ لا تصنعه المؤامرات، لكن لميزان القوى بين الأطراف، وللعلاقات المنسوجة بين قوى الداخل وقوى الخارج، دورا في ترجيح ما هو محتمل وممكن، وما هو مسموح به أو ممنوع".
لذلك، فالعودة للتاريخ ضروري لفهم التحولات التي لحقت بالبلاد مع وقوع الثورة، حيث إن الطائفية التي لعب بشار على أوتارها لم تكن سوى مخلفات الاحتلال الفرنسي، وذلك لأن الاحتلال كان يستغل النعرات الطائفية لتسهيل السيطرة على سوريا عبر توسيع دائرة المتصارعين ومن ثم الظهور كمنقذ يسعى لإدارة هذه الفوضى. كما قام الاحتلال الفرنسي آنذاك بتقسيم سوريا إلى أربع دول، هي: الدروز والعلويين ودمشق وحلب، وبعد الاحتجاجات الشعبية التي استمرت على مدى عامين، قام الاحتلال بتشكيل ما عُرف بـ "الاتحاد السوري" في عام 1922، المكون من حلب ودمشق والعلويين. إلا أن ذلك الاتحاد لم يدم طويلًا، ففي عام 1924 قام الاحتلال الفرنسي بإلغائه، ووحد دولة "سوريا" حتى اندلاع الثورة السورية الكبرى في عام 1925. وقبل عام من استقلال سوريا، شهدت حركة شعبية واسعة ضد المستعمر الفرنسي التي ارتكب فيها جنود الجيش الفرنسي إحدى أبشع جرائمهم في التاريخ الحديث.
وبالانتقال لسوريا الحالية، وحسب تقرير "الجزيرة نت"، فقد انتقلت سوريا من العباءة الفرنسية تجاه عباءة في معسكر آخر، أي الاتحاد السوفييتي. وقد كان لأحداث احتجاجات حماة 1964 الأثر الرئيس في تشكيل ملامح الوجه الجديد لسوريا، والتي عُدّت حينها أول احتجاجات بين القيادة الحديثة لحزب البعث العربي الاشتراكي وبين الإخوان المسلمين في سوريا- كقوة جديدة متبنيه المشروع الأيديولوجي الذي يهدف للتغيير الاجتماعي. ليتجه النظام البعثي حينها للتحالف مع الكتلة الاشتراكية، إقليميًّا ودوليًّا، والذي يأتي على الرأس منه الاتحاد السوفيتي -الداعم الأول والأساس لسوريا-. وبناءً على ذلك، حدث تطوران تجاه موقع سوريا من الأمن الأوروبي: الأول زيادة تفاعل سوريا مع دول شرق أوروبا، وروسيا. والثاني اصطدامها بالمشروع الأوروبي الأطلسي، والتحالفات الإقليمية التي اعتبرت دمشق معادية للعرب.
سوريا والمسلخ البشري
هبت نسائم الربيع، حاملة معها ثورات واحتجاجات شعبية على امتداد عدد من الأقطار العربية التي اعتادت على قمع الشعوب، حتى وصلت إلى سوريا في العام 2011، سوريا التي ظلت تحت وطأة حكم عائلة الأسد على امتداد أربعين عامًا. ليخرج الشعب السوري إلى الشوارع، رافضًا الظلم والفساد والقمع كما قامت الشعوب العربية الأخرى، إلا أن تلك الاحتجاجات السلمية ما لبثت إلا أن تحولت لثورة مسلحة وحرب أهلية، وذلك حين وقفت الطائفة العلوية التي ينتمي  لها الرئيس، ومن يُعرفون إعلاميًّا بـ"شبيحة الأسد" في وجه المتظاهرين "المعارضين"، ومع استمرارية الاشتباكات بين المعارضة والنظام، تطورت تلك الاشتباكات نحو استعمال الأسلحة الثقيلة من قِبَل قوات النظام، واستعمالهم للمدفعيات والآليات المصفحة، وقصف الكثير من المدن بشكل مباشر، وصولاً للآليات المتقدمة الحديثة التي استُعملت كسلاح الجو، والذي استخدم لأول مرة عبر القصف بالمروحيات القتالية والبراميل المتفجّرة.
فقد أصبحت صور الجُثث في الطرق ورائحة الدماء والموت والحرائق والصواريخ أمر معتاد للشعب السوري، كما أن احتمالية التردي نحو الأسوأ بدأت تزداد ساعة بعد ساعة. فأكثر من سبعة أعوام تعيش سوريا حالة من الألم والمأساة وكأنها في نفق مظلم لا نهاية له، مليء بالجزارين الذين يتفننون بقتل الشعب. حيث كان نظام الأسد الابن كفيلًا ليعيد تاريخ تلك العائلة التي عُرفت بالإجرام، حيث حاصر النظام سوريا من جميع الجهات وحوّلها إلى غُرف تعذيب من المستحيل أن يغادرها أحد إلا وهو مُكفن.
هنا، لا يمكننا تجاهل تاريخ عائلة الأسد، لفهم الأحداث والتحولات التي حدثت في سوريا من قِبل تلك العائلة. فقد كانت مجزرة حماة التي قَتل حافظ الأسد حينها عشرات الآلاف في غضون 27 يومًا، كفيلة لتشرح إجرام العائلة والذي بدأ من الأب "حافظ" وتوارثه الابن بشار الذي ارتكب وما زال يرتكب مجازر أكثر عنفًا ودموية مما فعله الأسد الأب في حماة.  وحسب التقارير الدولية التي أُصدرت بشأن الثورة السورية، أوضحت بأن أكثر من سبعة ملايين مُهجّر وأعداد شهداء وضحايا ضخمه وغير متناهية، وإن لم يكن بسبب القصف، فيكون في المعتقلات السورية كسجن "صيدنايا" وآخرون لا حول لهم ولا قوة فيموتون في المخيمات من البرد ونقص المواد الغذائية والطبية على الحدود والتشريد.
فقد أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا وثقت فيه الإعدامات المختلفة التي نفذها النظام السوري بحق المعتقلين المعارضين. حيث استند التقرير إلى تحقيق عميق أجرته على مدار عام، والذي تضمن مقابلات من بينهم مسؤولين وحراس في تلك السجون وقضاة ومحامون. فحسب تعبير المنظمة التي وصفت فيه السجن العسكري بأنه " المكان الذي تذبح فيه الدولة السورية شعبها بهدوء"، ناهيك عن طرق التعذيب التي ذُكرت في تقرير المنظمة ومنها "السلق في المياه الساخنة".
الاحتلال الروسي والمطامع الأمريكية والاستعمار الخفي
بعد اندلاع الثورة السورية، وبدأ العديد من الأطراف الدولية والإقليمية تتسابق لتحقق مصالحها ومطامعها من خلال التدخل في الحرب السورية، وذلك لأن سوريا تتميز بموقعها الإستراتيجي الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط وإسرائيل ولبنان وتركيا والأردن والعراق، مما جعلها ذات أهمية كبرى لإمكاناتها الاقتصادية المتنوعة والكثيرة. وهذا أيضًا ما جعل مصالح الدول الطامع تتسابق نحوها مع أول سقوط لسوريا، فالوضع في سوريا يشبه المثل العربي الشهير "إذا وقع الجمل كثرت سكاكينه" والذي يعني أن الجمل عندما يخر صريعًا فإن الأيدي تتسابق للظفر بلحمه وتقطيعه، فهذا تمامًا ما قام به العالم في الحرب السورية. فكل منهم لديه أطماعه وأحلامه وخططه القابلة للتحقيق مع أقرب فرصة، والفرصة متاحة الآن في سوريا التي أصبحت ملعبًا دوليًّا.
فقد مثلت سوريا لموسكو، محطة إستراتيجية تمثل مركزًا في السياسة العسكرية، وتوسيع مناطق نفوذ الكرملين في الشرق الأوسط تحديدا. حيث سعت موسكو جاهدة لتحقق حلمها الذي طال انتظاره، والذي سيتحقق عبر التدخل في الثورة السورية، لتضمن وجودها في المنطقة. فقد كانت تأمل روسيا في التدخل العسكري أن تستعيد زمام المبادرة في الشرق الأوسط خصوصًا بعد التراجع الأمريكي فيه، وأن يكون لها دور أكبر في المنطقة. بالإضافة إلى رغبتها في الحفاظ على القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس والتي تعد القاعدة العسكرية الوحيدة لها في الشرق الأوسط. كما كان التدخل الروسي في سوريا تحدٍ لهيمنة الولايات المتحدة في الشؤون العالمية، من خلال مساندة النظام السوري في حربة ضد الانقلابين الإرهابيين ولقتالهم ومنع تنامي قدراتهم.
بالإضافة إلى المطامع الاقتصادية الروسية التي تجلت في إبقاء سيطرتها على سوق الغاز عالميًّا والحصة الأكبر من الأسواق الأوروبية والهيمنة على السياسة الأوروبية، فروسيا تخوض حرب أنابيب الغاز التي تمر من سوريا. إذ وَقعت شركة "إيست ميد" عقدًا مع حكومة الأسد والذي يتضمن إجراء عمليات التنقيب عن البترول في المنطقة الممتدة من جنوب شاطئ مدينة طرطوس، والتي تحولت إلى قاعدة ثابتة للسفن النووية الروسية في الشرق الأوسط.
فقد رأى البعض في التدخل الروسي بالثورة السورية بابًا لإيجاد حل سياسي وتفاءل به، ولكن حسب ما ذكر سابقًا، لم يكن تفاؤلهم بهذا التدخل بمكانه، وذلك لوضوح المصالح الروسية في سوريا التي لم تعد خافية على أحد. فقد انطوى تدخل روسيا على مطامع عدة اعتبره البعض احتلالًا بطريقة غير مباشرة. فقد تمثل التدخل الروسي في استهداف المدنيين المعارضين بحجة محاربة الإرهاب، وذلك لأن الفئة المعارضة ترفض رهن مستقبل سوريا لروسيا الذي سيتحقق من خلال التدخل على المدى البعيد. على الرغم من تصريحات روسيا التي وضحت من خلالها بعدم وجود مطامع اقتصادية في سوريا، إلا أن تصريحاتها لم تتوافق مع أفعالها واتفاقياتها التي كانت تُعقد بالسر.
وهكذا، حَلّقت الطائرات الروسية في سماء سوريا ولم تفارقها أبدًا، ومع تزايد وتيرة القصف والتي تسبب في ارتفاع حركة نزوح المدنيين، وازدياد وتيرة الهجرة إلى الخارج. حيث ذكر "ستيفان دي ميستورا" مبعوث الأمم المتحدة لسوريا أن "دخول روسيا الحرب الأهلية السورية أدخل محركات جديدة إلى الوضع، وشرد أكثر من أربعين ألف مدني، وأن المزيد قد يفرون خشية تصاعد القتال". أما بالنسبة لدور الولايات المتحدة الهام، والذي راهنت عليه الدول الداعمة لثورة الشعب باعتبار وقوف الولايات المتحدة مع الثورة، إلا أن ذلك الرهان مثّل أكبر الأخطاء الإستراتيجية، وذلك لأن سياسات الولايات المتحدة التي رسمت بما يخص الشرق الأوسط جاءت بما يخدم مصالحها والمصالح الإسرائيلية.
لذلك، كان دور الولايات المتحدة في الحرب السورية دور سلبيًّا، بسبب سياساتها التي تراعي المخاوف والمصالح الإسرائيلية والتي ترى في إقامة دولة سورية ديموقراطية ضرورة تخدم مصالحهم. هذا ما دفع الولايات المتحدة بأن تمنع السلاح النوعي الذي يرجح كفة الثوار على حساب النظام، كما أنها قامت بالضغط على كل الاتجاهات، وعلى كل الدول التي دعمت الشعب السوري من أجل عدم تسليح الثوار بمضادات طيران، وذلك لتحييد طيران الأسد الذي عاث في السوريين ذبحًا وقتلًا.
إذ يعد أمر مواجهة التدهور في سوريا من أهم القضايا الخارجية إلحاحًا أمام الرئيس الأمريكي الحالي وسلفه، وذلك لما أكدته التقارير التي أصدرت بما يخص المصالح الأمريكية في المنطقة، بحيث أن أبرز ما تهدف إليه الولايات المتحدة هو استمرار تدفق النفط والغاز، والحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها، كما أنها تمنع وبشدة تقدم نفوذ أي طرف على النفوذ الأمريكي في المنطقة، بالإضافة إلى منع تصاعد وتوسع النزاع الإقليمي. كما يتضح أن الموقف الأمريكي تجاه الأزمة في سوريا كشف الكثير من التشابك بما ذكر أعلاه.
فقد كان موقف الولايات المتحدة متناقضًا بعض الشيء، وذلك لأن في بداية الصراع قامت بتزويد مقاتلي الجيش السوري الحر بمساعدات غير قاتلة، كما أعلنت تأييدها للحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، إلا أن ذلك الموقف لم يصل إلى درجة التدخل العسكري مثلما حصل في ليبيا على سبيل المثال. حيث أن الموقف الأمريكي مر في العديد من التحولات التي أوضحت تناقضها، فقد اتجه الموقف الأمريكي إلى تغيير التحالفات وإنشاء مجموعات متطرفة تقاتل بعضها بعضًا، واستمرار العمل على إضعاف النظام، لاستمرارية سياسة الاستنزاف الداخلي في سوريا على جميع الأصعدة.  فقد اتضح لنا بأن اللاعبين الدوليين كانوا يتبادلون الرسائل التي كانت إشارة للعالم أجمع ليفهم بأن الولايات المتحدة هي الطرف الذي بدأ اللعبة من خلال الرد على السياسات الروسية تجاه الحرب السورية، كما أرادت إيصال نقطة معينة إلى روسيا تنذرها بوجود خيارات أخرى فمن شأنها أن ترفع كلفة وجودها في سوريا.
من مشهد آخر، ومع توسع الاحتجاجات التي أصحبت احتجاجات شعبية مسلحة، لم يجد النظام السوري سوى التحالف مع حلفائه التقليديين تاريخيًّا، كروسيا كما ذكرنا سابقًا، وإيران التي تعتبر الاستعمار الخفي لسوريا، فقد عمد بشار على إيران لإنقاذ وجوده وإبقائه على حكمه. وكعادة إيران التي تمتاز بقوة جيشها وأسلحتها المتقدمة، فقد أدت دورًا كبيرًا لمساندة الأسد من خلال دعم النظام السوري وجلب الميليشيات الشيعية وتوزيعها على الأراضي السورية لمحاربة المعارضة. حيث كان لذلك الدعم الإيراني دوافع خفية، تمثلت الأهداف الإيرانية في الجغرافيا السورية التي تعتبر "حلقة وصل" بين العراق ولبنان وفيما يخص مشروعها الإستراتيجي "الهلال الشيعي" الذي سيساعدها لحفظ أمنها القومي ونقل غازها الطبيعي إلى أوروبا على صعيد إستراتيجي. كما كان لإيران مصالح سياسية تمثلت في إثبات نفسها كقوة إقليمية مؤثرة في أحداث المنطقة إلى جانب إسرائيل والسعودية، ولدعم محور المقاومة والحفاظ على ميليشيات حزب الله.
بالإضافة إلى المصالح العسكرية التي تسعى لها إيران من خلال مد نفوذها العسكري إلى سوريا، وإنشاء قواعد عسكرية دائمة لها في جنوب سوريا على الحدود مع "إسرائيل"، ومن جهة أخرى تمتد المصالح الإيرانية إلى إنشاء قواعد عسكرية بحرية في سوريا على البحر المتوسط. ولكن مصالحها وطموحها في سوريا اصطدمت بمعارضة إسرائيلية بشكل أساسي وروسية بشكل أخف.  ولكن بعد التدخل الإيراني الذي استمر لأكثر من سبع سنوات، أعلن الرئيس الروسي عن ضرورة انسحاب كافة الميليشيات الأجنبية بما فيها الإيرانية من سوريا، عدا قواته الروسية -كونها دخلت سوريا بشكل شرعي- حيث سبق إعلانه تهديدات واشنطن واسرائيل المباشرة لإيران ومنعها من البقاء في سوريا.  فقد اتضح لنا مما سبق، أن الدور الذي مثلته إيران في سوريا كان فرصة لتتحقق أهدافها وأحلامها على أكمل وجه، والتي تمثلت في تجنيس مليوني شيعي، وتهجير قرابة سبعة ملايين من السنة. 
اختبار اللاعبين الإقليميين
تعد سوريا دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، إذ تحظى بأهمية إستراتيجية وتعد أخد أهم المفاتيح المهمة لاستقرار المنطقة وأمنها. فإن الثورة السورية والجرائم التي تحدث في الداخل من الممكن أن تقود المنطقة لاضطرابات عنيفة ودوامة من الفوضى التي بغنى المنطقة عنها.  لذلك كان لابد من تدخل دول الخليج في الأزمة السورية لإيجاد حلول تساهم في استقرار سوريا والمنطقة، فقد بدأ التحرك الخليجي وبالأخص "السعودي- القطري" والتي قادة المنظومة العربية في التعاطي مع الأزمة، حيث تحوّل موقفها من الحياد إلى محاولة وقف آلة الذبح والقتل، مباشرة بعد المجازر التي نفذها النظام بحق الشعب السوري، وذلك من خلال وضع حلول دبلوماسية للأزمة والذي تجسد في المبادرة العربية.
فقد تقدمت قطر بعد ذلك بحكم ترأسها للجنة الوزارية العربية ليتطور موقفها بشكل جذري لمطالبة الأسد بالتنحي بدلًا من الإصلاح والتغيير. كما استمر الموقف بالتطور حتى وصل للمطالبة بدخول قوة عربية ودولية لحماية الشعب السوري، إذ قامت السعودية وقطر بالتحديد بتسليح المعارضة ورفض الحوار مع الأسد.  كما تبنى الموقف الخليجي اعتبارات عده سعت من خلالها منع حالات العنف الذي يتبعه النظام ضد الشعب السوري، والذي لا يمكن لدول الخليج القبول به أو السكوت عنه. بالإضافة إلى الجانب الإنساني الذي كان حاضراً على مستوى الشعوب الخليجية وحكوماتها.
وبالانتقال إلى اللاعب الإقليمي "تركيا" والتي تُعد الأكثر أهمية في الثورة السورية، لاعتبارها الثورة الأكثر تعقيدًا، ولتحولها بشكل سريع إلى إرادات إقليمي ودولي. فقد طغت الحسابات الجيوسياسية على كل القوانين والأعراف الدولية، وهذا ما دفع العديد من القوى الدولية والإقليمية للتدخل، إذ كان ولا يزال لتركيا الدور الأكبر في الأزمة السورية والتي كان لتدخلها التأثير الفعّال في تغيير مجريات الأمور خصوصًا على الصعيدي السياسي والعسكري.
حين نتحدث عن الدور التركي في الحرب السورية، يمكننا ملاحظة أن تركيا تسعى لمد نفوذها في مناطق سورية واسعة من خلال عملية "درع الفرات" أو عملية "غصن الزيتون". وهذا ما يدفعنا للرجوع للتاريخ لفهم الدور التركي، حيث يتضح لنا بأن دائمًا ما كانت تركيا تسعى لإعادة مناطق كانت تعتبرها أراضٍ تركية، ولكن اتفاقية "سايكس بيكو" نزعتها منها. لذلك، فأن الوضع السوري ما هو إلا فرصة لتحقيق مصلحتها التي تتمثل في إعادة أراضيها. فالأطماع التركية ليست سرًا، وقد تحدث عنها الرئيس التركي "أردوغان" خلال خطابه، في سبتمبر/أيلول 2018، بقصر الرئاسة، حينما انتقد “معاهدة لوزان” وموقعيها من الجانب التركي، وأكد على الحقوق التاريخية والدولية لتركيا على الشريط الممتد من مدينة حلب السورية وحتى مدينة الموصل العراقية.
ولكن في بداية الأزمة السورية، اتبعت تركيا "الأسلوب الدبلوماسي" من خلال حث الأسد على القيام بإصلاحات جذرية وحقيقة باتجاه مطالب الشعب، ولكنها باءت بالفشل وهذا ما دفع رئيس الوزراء التركي لإعلان مقاطعة الدولة السورية ومطالبة الرئيس السوري "بشار الأسد" بالتنحي، فقد قامت تركيا بتدريب المنشقين عن الجيش السوري على أراضيها، وأعلنت مجموعة عن ولادة الجيش السوري الحر تحت مراقبة استخبارات الجيش التركي، كما بدأت في إيواء الجيش السوري الحر، وتوفير منطقة آمنة وقاعدة لعملياتهم. ومن هنا، ازداد التوتر بين تركيا وسوريا خصوصاً بعد أن اسقطت القوات السورية طائرة حربية تركية في 2012. إذ تمكنت تركيا من عقد اجتماع "ناشطو المعارضة السورية" في تركيا، وذلك لمناقشة تغير النظام، فقد قامت تركيا باستضافة قائد الجيش السوري الحر العقيد "رياض الأسعد".  
ومن مرارة ما ذُكر أعلاه، ومن معاناة الشعب السوري وحده، يتضح بأن العالم تكيّف مع الوضع السوري، ولم تعد مشكلة حقيقية تربكنا أو تؤلمنا، حتى أصبح سماع خبر مجازر نفذها النظام السوري والطيران الروسي أمر عاديًّا. فهذا التحول الكارثي في تكيفنا مع مأساة الشعب السوري، والذي عزز من قدرتنا على الاستمرار في الحياة، وشوّه شكل التظاهر بالحزن على الضحايا، حتى أصبح ذلك الشعب يعاني لوحده. فالقضية السورية يُفترض أنها ليست فقط قضية السوريين، بل هي قضية ملايين البشر الذين -بسبب خوفهم من الحرب- ماتوا من الداخل، فقد قال غسان كنفاني "إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت إنها قضية الباقين المنتظرين بمرارة دورهم لكي يكونوا درسًا صغيرًا للعيون الحية".
لذلك يمكن استنتاج أن ما يحدث في سوريا ما هو إلا دليل قاطع على مدى استهانة النظام والعالم بدماء الشعوب التي لا حيلة لها ولا قوة. وهذا يجعلنا بحاجة لأشخاص آخرين لازالت الإنسانية تغمرهم، ومشاهد الحرب والتعذيب والموت تؤلمهم. فقد قال أحدهم "إذا كنت تشعر بالألم فأنت حيّ، أما إذا كنت تشعر بآلام الآخرين فأنت إنسان".  ومما يُعقد المشهد السوري ويطيل زمن الحرب، وهو أمر لا بد للشعب السوري من إدراكه، أن كثرة اللاعبين الدوليين وتدخلهم المباشر في مختلف اتجاهات النزاع، ورغبة كل طرف في تحقيق مصالحه وأطماعه والخروج بأهم المكاسب من الحرب السورية. وهو الأمر الذي يلح على أذهاننا بأسئلة مهمة، فيتساءل أحدنا ما مستقبل المعارضة السورية وأين سيكون النظام من المعادلة؟ ولمن سيكون النصيب من الكعكة السورية؟
بقلم:كوثر أبو سعدة
المصدر: مدونات الجزيرة
===========================
العربي الجديد :الثورة السورية في عامها التاسع: صمود بوجه الخراب
عبسي سميسم
15 مارس 2019
قبل 8 سنوات أسقط المتظاهرون في ساحة 16 تشرين، في مدينة درعا السورية تمثال حافظ الأسد، على وقع الشعارات التي كانت تطالب بإسقاط النظام السوري. انتظر نظام بشار الأسد 8 سنوات كاملة، وتحديداً قبل أيام من دخول الثورة السورية عامها التاسع، ليعيد يوم الأحد الماضي نصب التمثال. خطوة النظام واضحة في أهدافها ودلالاتها. يريد القول إنه بات المسيطر على البلاد، بعدما تمكن بحسب اعتقاده وما يروّج له من "الانتصار" على الثورة. لكن خروج أهالي درعا مجدداً في احتجاجات رفضاً لنصب التمثال، والشعارات التي رفعت وبينها "تموت الشعوب ولا تقهر" و"كان زمان يا رفيق ولى زمن التصفيق"، كانت التعبير الأمثل عن أن رهانات الأسد، الذي تسلح بدعم من روسيا وإيران ومليشيات متعددة الهويات وبالمجازر لسحق شعبه، بأنه سيكون قادراً على إنهاء الثورة لا تزال خطأً. كذلك شكلت الاحتجاجات رسالة واضحة بأن سيطرته الميدانية لا تعني أنه سيكون قادراً على محو الثورة ومبادئها، ولا سيما بعدما صمدت على مدى ثمانية أعوام رغم حجم الخراب الواسع الذي دمر البلاد، وحصيلة القتلى الهائلة ورغم الخذلان العربي والدولي والتحولات والتحديات التي واجهتها.
ويدرك نظام الأسد أن السيطرة الميدانية لا تقترن بقدرة على الحكم، وخصوصاً أن قرار النظام بات مرهوناً لدى الروس والإيرانيين. فنظام بشار الأسد يواجه اليوم تحديين يزعزعان قدرته على حسم الصراع لصالحه؛ أولهما عودة المهجرين إلى البلاد، والثاني إعادة إعمار سورية بعد الحرب التي كبّدتها خسائر بمليارات الدولارات.
ومع دخول الثورة السورية عامها التاسع، تحوّلت البلاد إلى مناطق نفوذ إقليمي ودولي، مع تنافس مختلف أفرقاء الصراع على المستويات كافة، وهو ما يدفع القضية السورية برمتها إلى مزيد من التأزيم، والبلاد إلى حواف التقسيم والتشظي. نظرة على المشهد السوري اليوم، تبيّن حجم الخراب في المستويات كافة، الذي نال من البلاد بعد 8 سنوات من نزاع بدأه النظام الرافض لتطلعات السوريين بالحرية والكرامة، ومرت خلاله مسيرة الثورة بتحوّلات جذرية، من فترات كان نظام الأسد فيها على وشك السقوط، على الرغم من تدخّل إيران بشكل مباشر لصالحه واستعانته بمليشيات متعددة الجنسيات، إلا أن إرادات ومصالح الدول العظمى حالت دون سقوطه، وصولاً إلى التدخّل الروسي الذي كان عاملاً حاسماً في منعه من السقوط، وتمكينه لاحقاً من استعادة جزء كبير من المناطق التي خسرها على يد المعارضة.
" واليوم باتت قوات النظام تسيطر على أكثر من 60 في المائة من مساحة سورية، تليها "قوات سورية الديمقراطية" التي تسيطر على نحو 30 في المائة من الأراضي، فيما تقتصر سيطرة فصائل الجيش الحر على نحو عشرة في المائة، تتوزع بين محافظة إدلب وشمال محافظتي حلب وحماة وأجزاء من محافظة اللاذقية.
لكن هذا التوسع للنظام وصموده، كانت نتيجته شلالات من الدماء، لا تزال تسيل في عموم البلاد، من دون أن يتمكّن من تسجيل نصر حاسم على الثورة يعيد تأهيله سياسياً، وخصوصاً مع وجود ملفي إعادة الإعمار، وعودة المهجرين، في الوقت الذي رهن فيه النظام قراره لدى الروس والإيرانيين، وبات واجهة متهالكة لا يملك الحد الأدنى من السيادة على البلاد، وينحصر دوره في تسهيل مهمة موسكو وطهران للتجذّر الاقتصادي والثقافي والعسكري وخلق حقائق يصعب تجاوزها في أي حل سياسي، لا يبدو أن المتصارعين على سورية معنيون بتعجيله.
عودة اللاجئين
يشكّل ملف عودة اللاجئين السوريين، أو النسبة الكبرى منهم إلى بلادهم، معضلة كبرى في القضية السورية والقضية الأصعب التي تقف في وجه النظام لتحقيق انتصار، وخصوصاً أن الجانب الروسي حاول أن يجعله من الأولويات السورية في محاولة واضحة من موسكو للتأكيد أن مفاتيح الحل السوري بيدها. كما سعت روسيا إلى إعادة تأهيل النظام من خلال هذا الملف، فبدء عودة أعداد كبيرة من اللاجئين من دول الجوار ودول الاتحاد الأوروبي يعني انتصار النظام وحلفائه في الصراع، ومن ثم سيكون أمامهم فرصة فرض شروط "المنتصر" في الحل السياسي. ولكن الموقف الروسي اصطدم بقوة برفض غربي صريح لعودة اللاجئين من دون تحقيق حل سياسي جادّ وفق قرارات الشرعية الدولية، بدءاً من بيان جنيف1 وانتهاءً بالقرار 2254، الذي حدد أطراً معيّنة للحل، يحاول النظام وحلفاؤه القفز فوقها، ولكن هذه المحاولات تواجه صعوبات جمّة.
وفشل الروس في إقناع الغرب ودول الجوار بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، التي لا تتوفر فيها أدنى درجات الحياة الكريمة، حيث الاقتصاد المترنح، والأجهزة الأمنية ومجموعات الشبيحة التي تعيث بالبلاد قتلاً واعتقالاً، فضلاً عن كون النظام غير معني أساساً بعودة أحد على الرغم من إدراكه أهمية هذا الملف لتسويق نفسه وإعادة تأهيله دولياً، إلا أنه يتعارض مع مخططاته في عمليات التغيير الديمغرافي التي أجراها في سورية.
وهجّر النظام نحو 10 ملايين سوري من بلادهم، فضلاً عن وجود ملايين النازحين داخل بلادهم، سعياً منه للوصول إلى مجتمع وصفه بشار الأسد بـ"المتجانس" الذي لا يشكّل قلقاً لنظامه، ويقبل ببقائه في السلطة إلى الأبد وتوريث السلطة لابنه. ولم يعد إلى سورية منذ سيطرة النظام على جنوب سورية ووسطها بدعم روسي خلال العام الماضي، إلا بضعة آلاف مضطرين من لبنان والأردن، تعرّض أغلبهم إلى انتهاكات من أجهزة النظام الأمنية، وكان الهدف منها ردع آخرين من العودة إلى بلادهم لأن النظام لا يريد أحداً، بل هو لا يملك الإمكانيات اللازمة لعودة لاجئين على نحو واسع.
كما لم يقم الجانب الروسي بدوره كضامن في المناطق التي وقّعت اتفاقات مصالحة مع النظام، إذ فتك الأخير بها قتلاً واعتقالاً وتضييقاً، ما دفع ملايين السوريين للتريّث في العودة، وربما التأسيس لحياة جديدة في المغتربات، لتخرج مسألة العودة إلى سورية من حساباتهم.
وتراجع ملف اللاجئين في سلّم الاهتمام في الآونة الأخيرة عقب الفشل الروسي الذريع في معالجته، إذ لم تتعامل موسكو مع الملف من جانب إنساني، بل من زاوية سياسية، وأرادت من خلاله التأكيد أن سورية باتت الحديقة الخلفية للكرملين تفعل بها ما تشاء وقتما تشاء، كما سعت لتحويل سورية إلى ورقة مساومة مع الغرب مع سلّة ملفات أخرى.
ويعيش اليوم نحو 4 ملايين سوري في تركيا، وأكثر من مليون في لبنان، ونحو مليون ونصف في الأردن، ونصف مليون في مصر، وأكثر من هذا العدد في السودان، ونحو 900 ألف في ألمانيا وحدها، وربما أكثر من ذلك في عموم دول الاتحاد الأوروبي السويد. وعلى الرغم من التضييق عليهم في بعض البلدان، إلا أن عموم اللاجئين يرفضون العودة من دون حل سياسي يضمن كرامتهم، وهو ما يبدو في المدى المنظور بعيد المنال تماماً، إذ يتعامل النظام مع السوريين داخل سورية وخارجها تعامل المنتصر الذي يريد العودة بالبلاد إلى ما قبل عام 2011.
الإعمار المتوقف
أما الملف الثاني الذي يعد عقدة رئيسية على طريق تأهيل النظام، فهو ملف إعادة الإعمار، الذي يحول دون انتصار الأسد وتمكينه بشكل نهائي. ولم تتمكن الدول الداعمة للنظام من فعل شيء يذكر حيال هذا الملف، وذلك بسبب عدم امتلاكها، ولا سيما روسيا وإيران، القدرة على تغطية نفقات هذا الملف الذي يمتلك الغرب مفاتيحه بالكامل، والذي لا يزال يضع شرط الحل السياسي وفق قرارات الأمم المتحدة شرطاً أمام أي تقدّم في هذا الملف، إذ ترفض الدول الأوروبية والولايات المتحدة إعطاء الشرعية للنظام من خلال هذا الملف، وإن كان بعضها بدأ يقبل بوجوده ضمن مرحلة انتقالية.
وركّزت النقاشات خلال مؤتمر بروكسل الأخير، الذي استُبعد من المشاركة فيه وفدا النظام السوري والمعارضة، حول كيفية مساعدة المدنيين من دون إضفاء الشرعية على نظام الأسد، وهو ما يعكس التداخل المتزايد بين الأهداف الإنسانية الأساسية، والطموحات السياسية للدول التي تعارض نظام بشار الأسد، وهي في الوقت نفسه الدول المانحة الإنسانية الرئيسية في سورية.
ويصرّ المانحون الرئيسيون، بما في ذلك الولايات المتحدة، والدول الأوروبية الرئيسية، على ضرورة ربط قنوات الدعم الإنساني بأهدافهم السياسية الطويلة الأجل. وفي حين أن هذه الدول تقرّ بأن بشار الأسد لن يتخلى عن السلطة قريباً، إلا أنها تأمل إجباره من خلال الالتزام بنظام عقوبات صارم، وعدم المشاركة في جهود إعادة الإعمار، وعدم الاعتراف بشرعيته السياسية، على القيام بإصلاحات سياسية جوهرية. وهذا يتطلب الامتناع عن أي خطوات سياسية أو اقتصادية قد تسهم في مساعدة نظام الأسد على ترسيخ موقفه الداخلي، وتجاهل مطالب الإصلاح في الوقت نفسه. ويرى أصحاب هذا الرأي أن أوروبا، والدول المانحة الأخرى، يجب ألا تتحوّل إلى مجرد بيدق في اللعبة الروسية - الإيرانية، وتكمل مهمتهما في إنقاذ الأسد وتثبيت حكمه، فبعدما كان دور روسيا وإيران عسكرياً وسياسياً هو مساعدة الأسد في الحفاظ على سلطته في وجه معارضيه، يكون دور أوروبا اليوم دفع تكاليف تثبيت هذا الحكم، عبر إعادة إعمار حرب الأسد على شعبه ومعارضيه، مع بقائه في السلطة، وتجاهل مطالب الإصلاح السياسي.
غير أن الدول الأوروبية ليست موحّدة في هذا الموقف من نظام الأسد. وثمة خلافات في ما بينها حول الطريقة المثلى للتعامل مع النظام. ومقابل الفريق الذي يرى وجوب تشديد الحصار والعقوبات على النظام لإجباره على القبول بإصلاحات سياسية، تطالب بعض البلدان مثل إيطاليا والنمسا والمجر، بضرورة تبنّي سياسات تساعد في عودة اللاجئين السوريين من أوروبا والعالم إلى بلادهم، عبر فتح حوار مع نظام الأسد.
معاناة متواصلة
حملت السنوات الثماني الماضية الكثير من المآسي والمعاناة للسوريين، وهي محنة ما زالت متواصلة، ولا تلوح في الأفق أي نهايات سعيدة لها. وأشارت المعطيات التي كشفها التقرير الأخير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى مقتل نحو 225 ألفاً من المدنيين، بينهم نحو 28500 طفل، ونحو 15500 امرأة، فيما يتحمّل حلف نظام الأسد - روسيا - إيران النسبة العظمى (92 في المائة) عن سقوط هؤلاء الضحايا. ولفتت الشبكة إلى أن هذا الحلف شنّ ما لا يقل عن 441 هجوماً بذخائر عنقودية و216 هجوماً كيميائياً، ما تسبّب بمقتل ما لا يقل عن 1461 شخصاً، مع استخدام تنظيم "داعش" للأسلحة الكيميائية 5 مرات.
وخلال هذه الفترة ألقى نظام الأسد أكثر من 77 ألف برميل متفجر. كما وقع 149 هجوماً بالأسلحة الحارقة، كان النظام مسؤولاً عن 19 منها، والقوات الروسية عن 125 هجوماً، وقوات التحالف الدولي عن 5 هجمات على أحياء سكنية في مدينة الرقة. كما قُتل 921 مدنياً بسبب الحصار الذي اتبعته قوات النظام ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة. وتصدّر النظام ارتكاب التعذيب الذي يؤدي للموت في كثير من الأحيان، مع تسبّبه بمقتل قرابة 14 ألف شخص في سجونه.
وفي ما يخصّ الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، أكدت الشبكة أن النظام السوري والمليشيات الموالية له مسؤولة عن معظمها، إذ لا يزال نحو 128 ألفاً قيد الاعتقال أو الإخفاء القسري في سجونهم، فيما يوجد في سجون قوات سورية الديمقراطية (قسد) نحو 2700 شخص، ولا يزال مصير أكثر من 8 آلاف من المعتقلين لدى تنظيم "داعش" مجهولاً، مع استمرار "هيئة تحرير الشام" في احتجاز أكثر من 1700 شخص، ونحو 2700 في سجون الفصائل المعارضة المسلحة. وحمّل التقرير تنظيم "داعش" مسؤولية مقتل 32 شخصاً تحت التعذيب، و"تحرير الشام" مسؤولية تعذيب 21 شخصاً حتى الموت، وما لا يقل عن 38 على "قوات سورية الديمقراطية"، و43 على أيدي الفصائل المعارضة المسلحة. وقدّرت الشبكة الحقوقية تعرّض قرابة 14.2 مليون شخص للتشريد القسري، بينهم 8 ملايين داخل سورية، و6.2 ملايين لاجئ خارجها.
كذلك خلقت الحرب في سورية تحديات غير مسبوقة على صعيد الوضع الإنساني، ومنع إدخال المساعدات للمحتاجين اليها. وقال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني: "قد يكون بالإمكان ربما تخيُّل منع إدخال المساعدات الإنسانية، بما يشمل ذلك من انتهاك أساسي لحقوق الإنسان، لكن من الصعب جداً تصوُّر قيام نظام بقصف متكرر للمنظمات الإنسانية وملاحقة العاملين فيها وقتلهم... لقد وصل التوحش إلى مستوى مخيف، وأصبحت مهمة إنقاذ وإغاثة المدنيين عملاً يودي بصاحبه إلى الموت".
وسجل عام 2018 سقوط نحو عشرين ألف قتيل، وهي أدنى حصيلة منذ اندلاع الثورة السورية، فيما قُتل عام 2017 أكثر من 33 ألف شخص، بينما سجل عام 2014 أعلى حصيلة سنوية بمقتل أكثر من 76 ألف شخص، وحينها كانت الحرب في أوجها، وكانت فصائل المعارضة تسيطر على مناطق واسعة من البلاد، أبرزها الغوطة الشرقية قرب العاصمة والقسم الشرقي من مدينة حلب، ومساحات واسعة في محافظتي درعا وحمص. وشهد العام نفسه صعود تنظيم "داعش" وسيطرته على مساحات واسعة من البلاد.
===========================
اورينت :كتابات مناهضة لنظام الأسد في درعا بذكرى انطلاق الثورة السورية
أورينت نت - خاص
تاريخ النشر: 2019-03-18 05:54
كتب مجهولون شعارات ضد نظام الأسد في شوارع محافظة درعا، بالتزامن مع حلول ذكرى الثورة السورية ضد بشار الأسد، ودخولها عامها التاسع.
"الثورة فكرة"
وحملت الكتابات المناهضة لنظام الأسد، شعارات متعددة، منها "الثورة فكرة والفكرة لا تموت"، و"رح يقع" في إشارة إلى تمثال حافظ الأسد الذي نصبه النظام مؤخراً في ساحة 16 تشرين بدرعا، وأدى لخروج الأهالي في مظاهرات رفضاً لتلك الخطوة.
كما كتبت شعارات معادية للميليشيات الإيرانية التي تنتشر في الجنوب السوري، ومنها "لنا الفرج الآتي كما لنا الليل الزاهر فهل تعقل إيران"، وكذلك شعار: "يسقط الأسد والثورة مستمرة".
ولم تغب الشعارات المناوئة للنظام في محافظة درعا منذ سيطرة ميليشيا أسد الطائفية عليها بشكل كامل قبل أشهر بموجب تسوية مع الفصائل المقاتلة، حيث شهدت المحافظة حالات احتجاج متكررة ظهرت من خلال كتابات على جدران أكثر من عشرين نقطة.
يشار إلى أنه في 10 آذار الجاري خرج أهالي درعا البلد، في مظاهرة رداً على إعادة نصب تمثال لـ حافظ الأسد في المحافظة، ومن بين الشعارات التي رددها المتظاهرون رفضاً لإعادة وضع تمثال حافظ الأسد في ساحة 16 تشرين بمنطقة درعا المحطة، والذي دمره المتظاهرون منذ بداية الثورة السورية عام 2011، "الموت ولا المذلة"، و"عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد".
"انتبه أمامك تمثال"
كما حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها، "تمثالكم ماضي غير مرحب به"، وأيضاً "كان زمان يا رفيق ولى زمن التصفيق"، إضافة إلى "انتبه أمامك تمثال"، "الثورة ضد الفساد ورموزه والمزاودون هم أصنص الفساد"، وكذلك "تموت الشعوب ولا تقهر"، "وضعنا هون عال العال بس كان ناقصنا تمثال"، و"رح يقع"، و"الطواف في مكة وليس في درعا"، و"البلد دمرت وبدل الإعمار ننصب تذكار"،  و"أيها السوريون في دول الشتات لا ترجعوا فالسجون ممتلئة".
وكانت درعا البلد شهدت خروج مظاهرة في شهر كانون الأول من العام الماضي، حيث هتف المتظاهرون ضد من تطوعوا في صفوف ميليشيا أسد الطائفية، ووصفوهم بـ "الخونة"، كما طالبوا بإخراج المعتقلين من سجون الأسد، وأكدوا على رفضهم للتسوية مع نظام الأسد.
يذكر أن ميليشيا أسد الطائفية، أعلنت سيطرتها على محافظة درعا، بموجب اتفاقية مصالحة برعاية روسية في الربع الأول من 2018، حيث جرى تهجير الرافضين من الفصائل المقاتلة والأهالي نحو الشمال السوري، بينما حصل من تبقى من الأهالي في عموم المحافظة على بطاقات تسوية، إلا أنها لم تحمِهم من عمليات الاعتقال التي طالت المنشقين وعناصر الجيش الحر، وكل العاملين في مجال الثورة السورية سابقاً قبل دخول ميليشيا أسد إليها.
===========================
اورينت :مظاهرات بذكرى الثورة السورية في عدة مدن وعواصم أوروبية
أورينت نت - متابعات
تاريخ النشر: 2019-03-17 11:19
خرجت في عدد من المدن والعواصم الأوروبية، مظاهرات نظمها سوريون بمناسبة حلول ذكرى الثورة السورية ضد نظام الأسد، ودخولها عامها الثامن.
بريطانيا
ونظم سوريون مظاهرة في العاصمة البريطانية لندن في ذكرى الثورة السورية، حيث خرج العشرات رافعين أعلام الثورة السورية، ومرددين هتافات ضد نظام الأسد والميليشيات الإيرانية.
كما خرج عدد من الناشطين البريطانيين في المظاهرة حاملين صور للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولبشار الأسد، وهي ملطخة بالدماء، في إشارة لارتكاب الاحتلال الروسي والنظام مجازر بحق الشعب السوري.
ألمانيا
وفي ألمانيا خرجت عدة مظاهرات بذكرى الثورة السورية، خلال اليومين الماضيين في عدة مدن ومقاطعات، كما توجهت مظاهرة صوب السفارة الروسية في برلين.
وفي مدينة فوبرتال الألمانية حمل المتظاهرون السوريون صوراً لمجازر نظام الأسد، كما قاموا بكتابة شعارات تعرّي قتلة السوريين من الميليشيات الإيرانية وميليشيا أسد، وميليشيا "قسد"، إضافة إلى إلقاء كلمة باللغة الألمانية بمناسبة ذكرى الثورة.
هولندا
وشهدت كذلك العاصمة الهولندية أمستردام، مظاهرة بذكرى الثورة السورية، نظمها سوريون مقيمون هناك، حملت شعارات مناهضة لنظام الأسد، وصور لمجازر نظام الأسد بحق المدنيين.
وجرى تشغيل أغاني الثورة السورية، وتجسيد كلمة "حرية" باللغة الإنكليزية وعليها علم الثورة السورية، إلى جانب إكليل من الزهور يحمل الرقم ثمانية، في إشارة لذكرى الثورة الثامنة.
===========================
الجزيرة :في ذكراها الثامنة.. عشر صور ترسخت في ذاكرتنا عن الثورة السورية
15/3/2019
يوافق اليوم الذكرى الثامنة لاندلاع الثورة السورية على نظام بشار الأسد عام 2011، ورغم تعدد المراحل التي مرت بها، فقد ترسخت في ذاكرتنا بعض الصور عن هذه الثورة الشعبية.
1- ظهرت الثورة إثر أحداث بدأت شرارتها في مدينة درعا جنوب البلاد، بعد اعتقل الأمن 15 طفلاً كتبوا شعارات تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام على جدار مدرستهم بتاريخ 26 فبراير/شباط 2011، من أبرزها مقولة "إجاك الدور يا دكتور" التي كتبها معاوية صياصنة ورفاقه. ويظهر الشاب هنا عام 2018 أمام نفس الرسومات (الفرنسية).
2- مايو/أيار 2011 الخطيب الذي تظهر صورته على لافتة احتجاج تم اعتقاله خلال مظاهرة في بلدة الجيزة بريف درعا عندما كان عمره 13 عامًا. لقد قتل الخطيب بصورة بشعة مما دفع السوريين للخروج إلى الشارع للاحتجاج على تلك الفظائع (رويترز).
3- سبتمبر/أيلول 2015، إيلان كردي (ثلاث سنوات) الذي عثر عليه ميتا على شواطئ ولاية بودرم التركية بعدما تعرض القارب الذي يقل أسرته للغرق خلال رحلة إلى أوروبا. انتشرت الصورة في كل وسائل الإعلام العالمية (الأوروبية).
4- كان للدفاع المدني دور بارز في الثورة عقب غارة لقوات النظام على حي الشعار بحلب في 2 يونيو/حزيران 2014 (رويترز).
5- أغسطس/آب 2016، عمران دنقيش (خمس سنوات) داخل سيارة إسعاف في شرق حلب بعد غارة جوية استهدفت منزله. لقيت الصورة انتشارا واسعا لكن الأسد أصر على أنها مزيفة (ناشطون).
6- ديسمبر/كانون الأول 2016، في سن السابعة بدأت بانا العبد توثيق حصار حلب على تويتر بمساعدة والدتها، وهي تنشر مقاطع فيديو وتكتب تحديثات عن الموقف لمتابعيها يومًا بعد يوم. وبعد سقوط شرق حلب الذي يسيطر عليه الثوار، تمكنت وأسرتها من الفرار إلى تركيا حيث التقوا الرئيس رجب طيب أردوغان، وعام 2017 منحوا الجنسية (رويترز).
7- شهدت العديد من المدن دمارا واسعا. كما يظهر حي صلاح الدين بحلب في 6 ديسمبر/كانون الأول 2014 (رويترز).
8- يونيو/حزيران 2018، أصبحت مايا مرعي وجهًا للأطفال السوريين الجرحى عندما تم تصويرها في معسكر بشمال محافظة إدلب وهي تصر على المشي بما تبقى من ساقيها المبتورتين فتضع علبة صفيح وأنبوب بلاستيك صنعهما لها والدها. لاحقا قدمت لها طبيبة في تركيا أطرافا اصطناعية مجانًا (وكالة الأناضول).
9- قصي عبطيني أضحك الآلاف من مشاهدي مسلسل حلبي ذاع صيته بين السوريين باسم "أم عبدو الحلبية" قبل أن يلقى حتفه جراء استهداف سيارة كان يستقلها عند محاولة مرورها من طريق الكاستيلو في ثالث أيام عيد الفطر عام 2016. ينتمي الضحية إلى حي صلاح الدين. وتوجد على موقع يوتيوب عشرات الحلقات من هذا المسلسل (مواقع التواصل).
10- مثّل اللجوء أحد الإفرازات البارزة والمستمرة. لاجئة سورية مع أولادها تصل إلى معسكر قرب معبر باب السلام شمال مدينة أعزاز على الحدود مع تركيا في 6 فبراير/شباط 2016 (رويترز).
===========================