اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ في السياسة : مَطايا .. ومَطايا للمَطايا !
في السياسة : مَطايا .. ومَطايا للمَطايا !
25.12.2019
عبدالله عيسى السلامة
قال الشاعر:
الناسُ للناسِ ، مِن بَدوٍ وحاضرَةٍ بعضٌ، لبَعضٍ، وإنْ لمْ يَشعروا، خَدَمُ !
لكن تَخادُم الناس، فيما بينهم، لايجعل أحدَهم ، بالضرورة ، مطيّة للآخر! فالحلاّق يخدم النجّار، وهذا يخدم الخبّار، وذلك يخدم الحدّاد .. وكلّ منهم يشعر، بالاستقلال عن الآخر!
حتى الأجير، الذي يعمل ، بأجرة يومية ، أو شهرية ، عند شخص ما ، لايشعر أنه مطيّة ، لهذا الشخص ، بل يحسّ بالاستقلال عنه ، وبأن العلاقة بينهما ، هي علاقة عمل ، مقابل أجر! ولو تطاول ربّ العمل ، على الأجير، أو أكل حقّه ، فمِن حقّ الأجير، ان يقاضيَه !
أمّا السياسة ، فالأمر فيها يختلف ، أحياناً ، برغم أن السياسي ، يشعر بأنه ذو أهمّية ، وبأنه مِن صناع الرأي أو القرار، في بلده !
السياسة تفرض ، على بعض العاملين فيها ، أن يكونوا مطايا لغيرهم ، أحياناً ، ومَن يمتطيهم، يَعلم أنهم مكّنوه ، من امتطاء ظهورهم ، لأطماع خاصّة ، أو لطموحات شخصية : للحصول على منصب معيّن في الدولة ؛ كأن يصير الطامح وزيراً ، أو وكيل وزارة ، أو محافظاً ، أو مديراً لشركة أو مؤسّسة ..! وطموحه ، هذا ، يجعله يطأطئ ظهره ، لمَن بيده قرار تعيينه ، في المنصب ، الذي يطمح إليه !
وقد يكون صاحب القرار، ذاته ، مطيّة ، لشخص يشغل موقعاً ، أعلى من موقعه .. وقد يكون صاحب الموقع الأعلى مطيّة ، لمن هو أعلى منه .. وهكذا !
وغالباً مايكون هذا ، كلّه ، في الدول الاستبدادية ، التي يتحكّم فيها ، صانع القرار الأعلى ، بمصائر الناس ، في بلاده !
فحتّى الانتخاب ، للمشاركة في السلطات التشريعية ، يتحكّم به ، وبنتائجه ، صاحب السلطة العليا ، في الدولة ؛ فهو الذي يسمح ، بترشيح زيد أو عمرو ، للانتخاب ، ولدخول المجلس النيابي ، الذي يكون ، في العادة ، أداة ، في يد الحاكم الأعلى ، يضفي ، على قراراته التسلّطية الاستبدادية ، نوعاً من الشرعية ؛ كي يبدو حاكماً عادلاً ، ديموقراطياً ، يَخضع لإرادة شعبه، عبر خضوعه ، لقرارات السلطة التشريعية ، التي انتخبها الشعب ! وحين يكتمل انتخاب مجلس النوّاب ، ويجتمعون ، لصناعة القرارات التشريعية ، تكون جلساتهم ، في الغالب ، عبارة عن مسرحيات هزلية ؛ إذ يبدأ اجتماعهم ، بالتصفيق لرأس الدولة ، الذي مَنّ عليهم ، بدخول المجلس النيابي ! وتنتهي الجلسات بالموافقة ، على مايأتيهم ، من أوامر وقرارات ، من رأس الدولة ، عبر ضباط مخابراته ! فلا يعدو النائبُ كونَه مطيّة ، لرأس الدولة ، أو مطيّة لضابط مخابرات ، يوجّهه كما يشاء ، بما يخدم قرارات رأس الدولة ، وتوجيهاته !
أمّا إذا كان رأس الدولة ، ذاته ، مفروضاً على شعبه ، من قبل جهة خارجية ؛ فيكون هو، ذاته، مطيّة للحهة ، التي فرضته ، على الشعب !