الرئيسة \  مشاركات  \  ولنا بترامب رأي

ولنا بترامب رأي

30.01.2017
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏29‏/01‏/2017
مع استلام دونالد ترامب مفاتيح البيت الابيض رسميا يوم الجمعة من الاسبوع الماضي  20 كانون ثان / يناير الحالي تدخل اوروبا وحكومات منطقة الشرق الاوسط برمته وروسيا والصين تجارب جديدة مع الادارة الامريكية الجديدة ربما تكون اغلبها تجارب ثقيلة ، عدا عن ذلك فالرئيس الخامس والاربعون للولايات المتحدة  الامريكية أبدى عن صفحة وجهه بكل صراحة بانه معاد للديموقراطية وحرية الصحافة ببلاده  الامر الذي سيجعل من الولايات المتحدة الامريكية تمر بمرحلة تجارب سياسية صعبة بعلاقاتها مع العالم وخاصة مع اوروبا .
فرئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي التي تعتبر اول مسئول دولي يلتقي ترامب حذرت الادارة الامريكية من التقارب  مع روسيا كما أكدت المستشارة انجيلا ميركيل باتصال هاتفي أجراه ترامب معه رفضها لسياسته المناوئة للمسلمين واللاجئين فالمحكمة الامريكية العليا ألغت قانونا قام ترامب بالتوقيع عليه قبل يوم أمس الجمعة 27 الشهر الحالي الذي يكمن بالحد من قدوم المسلمين الى الولايات المتحدة الامريكية والحد من استقبال لاجئين ، كما اعلنت رفضها الاقدام على مثل هذه الخطوة في المانيا بالرغم من تأكيدها عدة مرات كان آخر تأكيدها اثناء مباحثاتها ببرلين مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولند بخطر الارهابيين المسلمين على الامن والسلام الاوروبي والدولي وشيرة واولند عدم وضع المسلمين كلهم ولا سيما اللاجئين منهم  بسلة واحدة مع الارهابيين .
دونالد ترامب لن يستطيع تنفيذ تهديداته فالمجتمع الامريكي والاوروبيين له بالمرصاد ، والدول الاسلامية وخاصة تلك الدول التي لها صداقات وعلاقات قوية وتقيليدية مع الولايات المتحدة الامريكية لن تدع ترامب يقوم بتنفيذ سياسته المعادية للاسلام بالرغم من وجود حكومات دول اسلامية ساهمت بدعم الحرب الذي قاده الصهاينة ضد شعب غزة عام 2014 ودعمها لمحاولة الانقلاب العسكري الذي استهدف حزب العدالة والتنمية في تركيا يوم الخامس عشر من تموز / يوليو عام 2016 الماضي . العلاقات الامريكية السعودية تدهورت بشكل ملحوظ منذ عهد الرئيس الامريكي السيء الصيت جورج بوش / الابن / الذي قام بتهديد المسلمين بحرب صليبية جديدة فالقيادة السعودية ، وعلى حسب تأكيد الكثير من خبراء الشرق الاوسط والاسلام بإمكانها اعلان حرب على الولايات المتحدة الامريكية اذا ما تمادى ترامب بسياسته المعادية للاسلام وتنفيذ وعوده الصهاينة بنقل سفارة بلاده الى القدس ، فسياسته هذه ستعود عليه بنتائج وخيمة لن يستطكيع الخروج منها الا باستقالته من منصبه ، فقد فشل بوش الابن كما فشل بوش / الاب / نقل سفارة بلادهما الى القدس وسيفشل ترامب أيضا بالرغم من قوة الجمهوريين بمجلس الشيوخ الامريكي / الكونجرس / وداخل الادارة الامريكية فبالرغم من ان فريق ترامب السياسي متطرفون ينظرون الى العالم لاسلالامي بعنجهية وكبرياء ومصلحة الادارة الامريكية علاقات قوية مع الكيان الصيهوني وحمايته الا ان مصالحها مع العالم الاسلامي ستحول دون عدا عن ذلك فالادارة الامريكية لن تستطيع مواجهة العالم باسره .
الرئيس الامريكي الجديد ترامب كان قد أرسل تهديدات الى الصين مقابل ارساله رسائل مغازلة الى زعيم الكرملين فلاديمير بتين ، فالعالم حاليا  يواجه ثلاثة رجال يعون للسيطرة على السياسة الدولية ، فبالرغم من حرص ترامب على علاقات قوية مع بوتين الا ان الاخير بالرغم من حاجته لشريك قومي متطرف مثله الا انه لن يعامل ترامب معاملة الصديق لصديقه فهو سيستمر يسياسة تهديده اوروبا ، فاعادة نشر الاسلحة التقليدية والغاء معاهدة الحد من صناعة الاسلحة النووية لم يكن لينفذها لولا لمسه ضعف ادارة باراك اوباما وهو يعلم تماما بان الرئيس الجديد لن ينفذ  رسائل المغازلة حتى ولو اعلن ترامب الحرب عليه فهو يعلم ان حلف شمال الاطلسي / الناتو / لن يجرؤ على مواجهة روسيا وغير مستعد لاشعال حرب مع روسيا ، وتحذير رئيسة وزراء بريطانيا ماي ترامب من التقارب مع موسكو ستكون بعين اعتبار سياسة ترامب تجاه موسكو الا انه لن يواجهها عسكريا . أما تهديدات ترامب للصين  فلن تأخذها بكين بعين الاعتبار اذ تعرف الادارة الامريكية مدى قوة المحور الروسي الصيني ، فهذا المحور الذي تشارك ايران بعضويته يعتبر خطرا على / الناتو / والاقتصاد الدولي كما ويعتبر خطرا على المصالح الامريكية الاقتصادية اكثر من السياسية  بجنوب شرق آسيا. 
ويعتقد  خبراء الشأن الامريكي بالجمعية الالمانية للسياسة الخارجية وخبراء معهد العلوم والسياسة  ان اعلان ترامب عزمه على اقامة مناطق آمنة للاجئين السوريين بالمناطق المتوادين فيها في سوريا على مقربة من تركيا فلن تكون نافذة ، فيعتقد هؤلاء ان تركيا صاحبة هذا الرأي وتطالب به منذ بدء تدفق السوريين على تركيا لم تصغ ادارة الرئيس الامريكي السابق اوباما اليها ولن تعر اهتمام الاوروبيين ، والسبب في ذلك رفض المواجهة مع الروس في سوريا والخشية من الغاء  ايران اتفاقية انهاء ازمة ملفها النووي سياسيا مع  الدول المعنية به ، وذلك بتشجيع من موسكو .
مواجهة سياسة الرئيس الامريكي ترامب بحاجة ماسة الى قيام نظام دولي جديد وهو مطلب الكثير من خبراء السياسة الدولية ، الا  ان هذا النظام يجب ان يكون مخالفا للنظام الدولي الذي وضعه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الاب / أثر تحرير الكويت من الاحتلال العراقي اوائل التسعينات . فالنظام الجديد الذي يراه خبراء السياسة الدولية مساعدة الشعوب التي وقعت تحت الاحتلال والهيمنة بتحرير ارضهم والغاء هيمنة  حكومات تشعر بنفسها بالقوة فروسيا تحتل سوريا امركيا تحتل العراق وايران تفرض هيمنتها الدينية والسياسية على سوريا والعراق واليمن وتسعى للتحرش بالسعودية عبر اليمن والعراق وسوريا ايضا ، نظام دولي يسعى لعدم تطبيق اتفاقيات  كيري / وزير الخارجية الامريكي جون  كيري السابق /  ولافروف / سيرجي لافروف / التي تنص على اقامة دويلات جديدة بالشرق الاوسط ولا سيما دولة للاكراد في تركيا وسوريا ، هذه الاتفاقية التي تعتبر تنفيذ اتفاقيات سايكس بيكو التي لم تطبق بحذافيرها ، فنصوص اتفاقيات سايكس بيكو  اضافة الى توزيع سوريا والعراق بين فرنسا وانجلترا قيام دويلات للاكراد بتلك المنطقة واعطاء اوكرانيا لروسيا واعادة روسيا بسط سيطرتها على دول بحر البلطيق التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي السابق / ليتوانا واستونيا وليلند / .
ومواجهة المسلمين لسياسة ترامب تطلب سياسة التخذيل، فالرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، اثناء حصار المشركين واليهود للمدينة المنورة قال لاحد الذين أسلموا من الاحزاب الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين / خذل عنا ما استطعت / ونجح في ذلك .