الرئيسة \  مشاركات  \  ولأمّ المخطئ الهَبَلُ !

ولأمّ المخطئ الهَبَلُ !

10.02.2021
عبدالله عيسى السلامة




قال الشاعر:
والناسُ ، مَن يَلقَ خيراً ، قائلون له     مايشتهي ، ولأمّ المخطئ الهَبَلُ !
والأخطاء كثيرة ، وأسبابها كثيرة .. وفي الأمثال ، عن الانخداع بالناس :
ماكلّ مايلمع ذهباً .. وما كلّ بيضاء شحمة ! 
وقال الشاعر: أكلَّ امرئ تحسبين امرءاً   ونارٍ تَوقّد ، في الليل ،  نارا !
وقال أحدهم ، يصف متلوّناً مخادعاً :
لاخيرَ فـي ودّ امـرئ متملـقٍ    حلو اللســان، وقلبـه يتلهّبُ
يلقـاك يَحلف  أنه بـك واثـقٌ     وإذا توارى عنك فهـو العقربُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة     ويَروغ منك ، كما يروغ الثعلبُ!
وقال أحدهم ، يصف حازماً مستقيماً : 
وتراه يفعل مايقول ، وغيرُه    مَذِق اللسان ، يقول ما لا يَفعلُ !
أمّا في الهبل ، فيقال : هبلته أمّه ، أيْ : ثكلته .. فقدته ! والأهبل من الناس : الفاقد عقله !
أمّا في السياسة ، فلأمّ كلّ واحد من هؤلاء هبل :
لأمّ المخطئ هبل .. ويُعدّ مخطئاً ، مَن صدّق كلّ مايَسمع !
ولأمّ العاجز هبل .. ويُعدّ عاجزاً ، مَن وقف عند وعود الساسة ، ولا قدرة له ، على مطالبتهم بتحقيقها ! 
ولأمّ الغافل هبل .. ويعدّ غافلاً ، مَن غفل عن بدهيات سياسية !
ولأمّ الأحمق هبل .. ويعدّ أحمق ، من انساق وراء انفعالاته وأوهامه ، في مجال السياسة !
ولأمّ الأهبَل ( الأبله ) هبل .. ويعدّ أهبل ، مَن ترك رسَنه ، في أيدي الآخرين ، يجرّونه حيث أرادوا !
ولأمّ الغبيّ هبل.. ويعدّ غبياً ، من وقف عند ظواهر الكلام ، ولم ينظر في نتائجها المتوقّعة!
ولأمّ الجاهل هبل .. ويعدّ جاهلاً ، مَن خاض في معتركات السياسة ، وهو قليل الخبرة والتجربة !