اخر تحديث
الجمعة-19/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ وعيُ الجَبان قد يعود .. لكن ، كيف يُعتذر، عن غيابه ؟
وعيُ الجَبان قد يعود .. لكن ، كيف يُعتذر، عن غيابه ؟
02.03.2020
عبدالله عيسى السلامة
عودةُ الوَعي .. لتوفيق الحكيم !
توفيق الحكيم : الكاتب المصري ، المعروف على مستوى العالم العربي ، والذي تُرجم بعض كتبه ، إلى بعض لغات العالم، والذي نشأت أجيال ، من الأمّة العربية ، وهي تقرأ كتاباته: الفكرية، والمسرحية ، والأدبية..عامّة.. توفيق الحكيم هذا ، كان عَلماً بارزاً ، حين قام الجيش المصري بانقلابه ، ضدّ الحكم الملكي في مصر، وأطاح عبد الناصر، بقائد الانقلاب ، محمد نجيب ، الذي كان هو قائد الجيش ، والذي سمّي رئيساً للجمهورية .. واستلم السلطة ، مكانه ، وانفرد بها ، واستبدّ ، وأطاح بكثير من زملائه ، في مجلس قيادة الثورة .. توفيق الحكيم ، الذي شهد هذا كله ، وشهد كلّ مافعلته أجهزة المخابرات المصرية ، من عنف وبطش ، وتعذيب وتنكيل وتشريد .. بالشعب المصري ، وبالمعارضين ، من شتى أطياف الشعب المصري : الفكرية والسياسية والاجتماعية.. توفيق الحكيم هذا ، صار بطلاً ، وصار يتحدّث عن : الحرية ، والديموقراطية ، وحقوق الإنسان .. بعد أن مات عبدالناصر!
وحين سئل توفيق الحكيم ،عن موقفه ، ممّا فعله عبدالناصر، بشعب مصر، وبسائر المعارضين فيه، من علماء ومفكّرين ومثقفين .. حين سئل الحكيم ، عن موقفه من هذا، كله ، حين كان عبد الناصر، على رأس السلطة .. اعتذر الحكيم ! ولكن ؛ بمَ اعتذر؟ اعتذر: بغياب الوعي ؛ اعتذر بأنّ وعيه - هو الحكيم - كان مغيّباً ؛ غيّبته الدعايات القويّة ، التي كانت تنشرها ، وسائل إعلام عبد الناصر، وكانت تُضلّله- وهو الحكيم - عمّا يجري ، من وقائع ،على الأرض ! ولكنّ وعيه ،عاد إليه ، الآن ، بعد موت عبد الناصر .. فكتب كتابه : عودة الوعي !
فما الذي دفع الحكيم ، إلى اللجوء ، إلى هذا الاعتذار، وهو يعلم ، جيّداً ، أنه اعتذار سخيف ، لايقبله طفل من طفل ، بله ؛ أن يقبله عاقل ، من رجل ، بقامة توفيق الحكيم ، وبوعيه ، وبنضج تفكيره !
ما الذي دفع الحكيم ، إلى تغطية موقفه ، من ممارسات عبد الناصر، وأجهزة أمنه.. بهذا العذر المُضحك ؟
إنه الجُبن ؛ الجبن القاتل ، الذي يدفع أناساً إلى الصمت .. ويدفع آخرين ، إلى النفاق ، بأشكاله .. حين يكون جزاءُ الموقف الجرّ الجريء ، هو : الموت ، أو الحبس ، أو التشريد ..!
نظرَ الحكيمُ ، إلى الاعذار الممكنة ، التي تغطّي تخاذله وجبنه ، عن مواجهة الظلم والاستبداد ، فوجد نفسه ، أمام واحد ، من أعذار ثلاثة !
الأول : إنكار ماكان يجري , من ظلم واستبداد ، بحقّ الشعب المصري ، ورموزه الواعية المثقّفة!
وهذا العذر صعبٌ تمريرُه ، على عقول الناس ؛ لأنه يكون ، كمن (يغطّي الشمسَ بالغربال)!
الثاني : هو الاعتذار بالجبن ؛ أي : بالطريقة ، التي اعتذر بها الثعلب ، حين سئل ، في قصّة( كليلة ودمنة) ، عمّن علّمه العذر، فصرّح بأنه ، تعلّمه من رأس الذئب المقطوع ؛ أيْ : الذي قطعه الأسد، حين لم تُعجبه قسمة الذئب ، للغنيمة ! وهي قصّة مشهورة طريفة !
وهذا الاعتذار بالجبن ، جارح للكرامة ؛ ولاسيّما ، لمَن كان ، في موقع الحكيم ، وشهرته !
فماذا بقي من أعذار، أمام الحكيم ؟ بقي عذر واحد ، يَلجأ إليه ، دون أن يغطّي الشمس بالغربال ، ودون أن يجرح كرامته ، أو يسقطها ؛ بالاعتراف بالجبن ، هذا العذر الثالث ، هو: غياب الوعي ، وهو- وإن كان غير مقبول ، لدى أكثر العقلاء - يُعَدّ أقلّ الأعذار سوءاً ، ويمكن تمريرُه ، على عقول كثير من البسطاء ، والسذّج ، والمغّفلين !
فكَم ، من مواقف المفكّرين والمثقّفين ، اليوم ، يشبه موقف توفيق الحكيم ؟ وكَم منهم ، مَن أعدّ ، لنفسه ، عذراً ، كعذر الحكيم !؟