الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  وداعاً .. شقيقَ النَفْس

وداعاً .. شقيقَ النَفْس

14.12.2019
عبدالله عيسى السلامة


في رثاء الأخ العزيز: حسّان قبّاني ، أبي بشّار.. يرحمه الله
شـقـيقَ  النَفْس ، ياطَلقَ المُحَيّا
فـذُكّـرنا  المَصير- وقد iiعَلِمنا-
وأن  تَـقَـلُـبَ الأحـداثِ ، iiفينا
****
هـيَ  الأقـدارُ، يـاحسّانُ iiتَجري
تُـحـاصـرُنا  المَنون ، بكلّ iiفَجٍّ
وتَـسـلـبُنا النُفوسَ ، ولا iiتُبالي
****
كـذلـكَ  قـدّرَ الـرحـمـنُ iiأنّا
فـيَـحـيا  ذاك عاماً ،ثمّ iiيَمضي
وذلـكَ ، بُـكْـرَة يَـغـدو، وهذا
****
أبـا بَـشّـارٍ الأغـلـى ، iiوَداعاً
وظَـلّ بَـنـوكَ ، للأهلين، iiحصناً
وظـلّـتْ  دَوحـةُ الأحرارِ iiتَزهو
****
فـيا  نَجماً توارى - إذْ iiتَوارى-
ألـمْ  تَـكُ في ضُلوعِ الظُلمِ iiغَيظاً
وكـنـتَ،  لوالدَيكَ، البِرَّ، iiمَحضاً
****
أبـا بـشّـار الأسـمَـى، iiسَلاماً
أخـاً شَـهـمـاً ، نَبيلاً، ذا iiودادٍ
إذا  رَنَـت الـمُـروءةُ، نَحوَ iiخِلٍّ
****
لـو انّ الـعَـبـقريّةَ في iiخِصالٍ
مُـنـحتَ  الجُودَ، وهو أجَلُّ iiطبعٍ
وأُعـطـيتَ  السَماحةَ، وهيَ iiكَنزٌ
****
أبـا  بـشّـارٍ، انـدفَـقَتْ iiعلينا
وحـوشُ  الأرض عَبّتْ مِن iiدِمانا
فـنُبصر، في البطاح، لها iiحُشوداً
****
أبـا بـشّـارٍ، الـدنـيـا سَرابٌ
ومَـن سَـرّتْـه سـاءَتْه ، iiبلُؤمٍ
تَـكـونُ مَـطِـيّةً، لِمَن iiامتَطَوها
حُـمَـيّـا  عِشقِها تَمضيْ iiسَريعاً
وكَـمْ  خَـدَعتْ بَليداً ، iiفاصْطَفَتْهُ
وكَـمْ  نَـبَـذَتْ لَـبيبا، iiوازدَرَتْهُ
وكَـمْ مَلِكٍ هَوى، مِن فوقِ iiعَرشٍ
لـيَـعـلـوَ، بَـعدَهُ مَلِكٌ، iiويَلقى
فعِشْ في البِشْرِ والبُشرى ، بلُطفٍ
****
شـقيقَ النَفْسِ ، طُوبَى، أو iiهَنيئاً









































 
ذَهِـلـنا  ، حينَ أسْرَعتَ iiالمُضِيّا
بـأنْ لا حـيَّ يَبقى ، الدَهرَ، iiحَيّا
يُـشـيرُلنا  : إلى الأجداثِ ، iiهَيّا

فـتَـأخُـذنـا ، سَعيداً ، iiأوشَقيّا
فـلا تُـبـقـيْ فـقيراً ، أو غَنيّا
بـمَـن يَـحـيا بَخيلاً، أو iiسَخيّا

سَـنَلقَى  الموتَ ، شَيخاً، أو iiفَتيّا
ويَـبـلـغُ ذاكَ ، مِـنْ كِبَرٍ iiعِتِيّا
يَـذوقُ  الـمَوتَ ظُهراً، أو iiعَشِيّا

رَحـلـتَ  مُـكَـرّمـاً شَهماً أبِيّا
أمـيـنـاً  شـامـخاً صُلباً iiقويّا
بـذِكـركَ،نـاصـعـاً  حلواً iiنَديّا

يَـضـمّ  الـحَزمَ، والخُلُقَ iiالبَهيّا
يُـؤرّقُـهُ  ، ورُمـحـاً iiسَمهَريّا؟
وكـنـتَ لـكـلّ ذي رَحِـمٍ iiوَليّا

مَـضَـيتَ  كَما حَييتَ، سَناً iiسَنِيّا
عـزيـزاً ، صـادقاً ، حرّاً ، نَقيّا
رَأتـكَ  ، أمـامَـها، الخِلَّ iiالوَفيّا

كـريـمـاتِ،  لـكُـنتَ iiالعَبقريّا
فـكـنـتَ  تَـجودُ مُبتهجاً iiرَضيّا
يَـجـوز  بـها أخوالكَرَم، iiالثُريّا

سُـيـولُ  الحِقدِ، تَصرَعُنا ، iiمَليّا
ومـا عَـرفـتْ لَها ، شِبَعاً iiورِيّا
ونَـسـمعُ، في السماء، لَها iiدَويّا

وكـلّ  مَـتـاعِـهـا ، يَبْدو دَنيّا
فـيَـمـحو  بؤسُها العَيشَ iiالهَنيّا
لَـيـالـيَ ، ثـمّ تَـجعلهمْ iiمَطيّا
فـحُـمّـى بُـؤسِها تُرديْ الحُمَيّا
لـيُـحـسَـبَ،دُونَ لُـبٍّ، iiألمَعيّا
لـيَـلقى البُؤسَ، والعَيشَ iiالزَرِيّا
تَـواضَـعَ، بَـعدَ أنْ شَهِدَ iiالهُويّا
مَـصـيـرَ  أخـيهِ ، إذلالاً iiوغَيّا
أبـا بـشّـارٍ الـدَمِـثَ iiالـحَيِيّا

لِـمَـنْ  عَشِقَ الغَدَ الأسْمَى صَبِيّا

16/ربيع الأخر/1441
13/12/2019