اخر تحديث
الجمعة-02/05/2025
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أسماء شهداء الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
رؤية
\ وجيز التفسير : " اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ "
وجيز التفسير : " اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ "
24.04.2019
زهير سالم
وعندما يضيف الله سبحانه وتعالى عباده إلى نفسه بهذه الصيغة من الجمع " عبادي " فإن السياق القرآني سياق اختيار وتحبب وتكريم ، والمقام مقام تبشير ومنّة ووعد . وفي المقابل فقد ورد في القرآن الكريم لفظ " للعبيد " في سياق آخر هو سياق حقوقي كما نقول في هذا الزمان بأن الله ليس ظلاما للعبيد . ومع أنه سبحانه لا يُتصور منه الظلم أصلا إلا أنه حرمه على نفسه كما ورد في الحديث القدسي وفي نداء التحبب أيضا : " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا " .
ونقرأ في مواضع عدة من القرآن الكريم على لسان سيدنا داود وسليمان ، لما آتاهم الله من الملك ، آيات الشكر والاعتراف بالفضل والمنة والخروج من الحول والطول والقوة .
قوله تعالى : اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا .. من أقرب ما قيل فيه : اعملوا عملا يشكركم عليه المتفضل الأول ، ويشكركم عليه الناس من بعد . ثم جاء التعقيب القرآني المطلق : وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ..
يعني أن الشكر قليل حتى في هذه النخبة التي يضيفها مولانا إلى نفسه إضافة اختيار وتكريم . فلم يقل مولانا : وقليل في الكفار الشكور ، ولم يقل وقليل في الفساق الشكور ، بل لم يقل وقليل في الناس الشكور ، بمسمى الناس المطلق المحايد ؛ بل قال " وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ " لتقرير حقيقة أن الشكر قليل حتى في هذه النخبة المضافة إلى مولاها إضافة اختيار وتكريم .
ومن معنى الآية
وقليل في هذه النخبة الشاكرون ، وقليل منهم في حق مولاهم الشكر المكافئ لنعمه . إذ أن يلهمك شكره نعمة تستحق منك الشكر في متوالية من النعمة والاستجابة لا حدود لها .
فالقلة تكون في الشاكرين عددا ، والقلة تكون في الشكر مكافأة موازية للنعمة السابقة السابغة التي لا يوفي شكرها عمل ولا قول .
وقوله تعالى " وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ " ينصرف بعموم اللفظ أيضا إلى شكر الناس بعضهم . فإذا كان الشاكرون لخالقهم ورازقهم والمتفضل عليهم قليلا ؛ فإن شكر الناس لأندادهم من البشر أقل . ربما نتذكر شكر المرء أباه وأمه وأخاه وأخته ومعلمه وأستاذه وكل من أحسن إليه .. فنرى حقيقة الجفاف في سيولة الشكر في قلب الإنسان وعقله وجوارحه وبالأخص على لسانه .
بل إن الأمر كثيرا ما ينعكس إلى ضد حتى وضع من ظن نفسه حكيما وما هو بالحكيم مقولة : اتق شر من أحسنت إليه . فخطه الخطاطون ، وأطرها المؤطرون مع أنها من كلام أهل الباطل ، ومن الدعوة إلى القطيعة والعقوق.
" الشَّكور " اسم من أسماء الله الحسنى تسمى به مولانا مع أنه الأول في النعم ابتداء ؛ فما أجمل أن يكون له تجليات في سلوكنا وعلى أخلاقنا وفي جزئيات عيشنا .
وفي الأثر : من قال لأخيه جزاك الله خيرا فقد أجزل له المثوبة . أي أن هذه العبارة الموجزة القصيرة مكافئة صالحة لكل يد تمتد إليك بمعروف ..
ونقيض الشكر الكفر ، كفر النعمة ، وكفر الإحسان ، وقال للنساء وتكفرن العشير.
ومن أضداد الشكر الكبر ، حتى يقول مثل قارون : " إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي " ينكر نعمة الله عليه . فالمتكبر في نفسه أو في ماله أو في مكانته يرى نفسه أكبر من أن يشكر خالقه ، وهل العبادة إلا صيغة من صيغ الشكر ، أو أن يشكر الناس وخيلاؤه تزين له أنه فوق الفوق .
ومن أضداد الشكر بطر النعمة ، " وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ "
شكر الله عنا كل من كانت له يد عندنا يد احتسبناها ولم نقدر على الوفاء بها ، ويد غفلنا عنها نحيل شكرها على الشكور مولانا .
17 / شعبان / 1440
----------------
*مدير مركز الشرق العربي